رواية براثن اليزيد الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ندا حسن
رواية براثن اليزيد الجزء التاسع والعشرون
رواية براثن اليزيد البارت التاسع والعشرون
رواية براثن اليزيد الحلقة التاسعة والعشرون
“هل تعلم ما هو الفراق؟
هو خروج الروح من الجسد دون الشعور”
عاد إلى بلدته التي قد قال أنه لن يعود إليها مرة أخرى، عاد إلى نفس المكان ليرى نفس الأشخاص الذي امتنع عن رؤيتهم، عاد إلى كل شيء كما كان في السابق ونسيٰ ما تحدث به لنفسه ولزوجته..
ولكن عودته إلى هنا كانت بفقدان!.، هناك أحد من أفراد العائلة تم فقده ليعود “يزيد” مرة أخرى بعد ما حدث..
منذ ذلك اليوم الذي رحل به وترك كل شيء خلفه يتدمر بعد أن علم الجميع ما فعله العم والوالد الكبير لعائلة الراجحي وهو مريض، منذ ذلك اليوم وعمهم مريض يلازم الفراش ولا يتحرك، لا يستطيع التحدث بصورة طبيعية كما المعتاد، لا يستطيع أن يقف على قدميه أو يحرك يديه بسهولة وكأن ما حدث ترك خلفه صدمة كبيرة لتأتي عليه بحجمٍ كبير أفقده كل شيء..
لم يستطيعوا معالجته في هذه المدة ولم يستطيع التحرك من الفراش ولكن كل ما كان يلازمه في تلك الفترة هو شيء واحد يحاول قوله إليهم كل يوم إلا وهو “أخبروا يزيد بأن يسامحني”..
شعر بحجم الكارثة الذي أوقع بها الجميع من عائلته الوحيدة والمتبقية له وكان “يزيد” المتضرر الأول والأخير فالجميع يحصد ما زرعه..
“فاروق” يحصد ما زرعه مع زوجته فهو من جعلها تفعل كل هذا عندما جعلها تشعر بأنه ليس رجلًا وهي من يستطيع أن يفعل كل شيء، يحبها ولكن ما الحب في ذلك؟.. ما الحب في أن تلغي شخصية رجل لتصبح الأنثى هي المتحكم الوحيد وإن كان خطأ أو صواب لا يضر، إذًا “فاروق” يحصد ما زرع..
زوجة أخيه “نجية” تحصد ما زرعته من غلٍ وحقد على تلك العائلة فهي مثله عاشت في قهر وألم ولم تمنعه يومًا عن فعل شيء بل كانت تشجعه على ذلك، وكانت ترى فرحة ابنها بزواجه ولم تمنعه عن ذلك أيضًا وكل ما كانت تنتظره هو المال مثله، إذًا هي تحصد ما زرعت
“إيمان” بالمثل ولا يهم ما حدث لها فهي حقودة، طامعة، تحمل من الغل أطنان بداخلها و “يسرى” لم يصيبها الضرر كثيرًا فقد كانت بعيدة عن كل شيء…
الوحيد المتضرر هو “يزيد” رفض عرضهم خوفًا من ظلمه لأي شخص ثم تحت ضغط وافق لأجلهم ولأجل ليالي القهر التي عاشوا بها، تزوجها، أحبها، وهناك طفل ينتظره من المفترض ولكن أين كل ذلك؟.. لقد فقد كل شيء.. فقد شقيقه ووالدته، فقد عمه ومنزله، فقد حبه وزوجته، فقد ابنه وعالمه، فقد كل شيء في سبيل إرضاء عائلته وهم الذين بعثروا كل شيء يخصه بفرحة صغيرة..
كل شخص يحصد ما زرعه وهو كان يود الإعتذار من أكثر الأشخاص تضررًا ولكنه لم يأتي إليه، استغفر كثيرًا لعلى ربه يغفر له ما فعله طوال هذه السنوات، استغفر ربه لعله يغفر له ظلمه للبشر وتدمير حياتهم، وقبل موته مطالبًا منهم أن يجعلوا “يزيد” يسامحه ويدعوا له بالمغفرة..
هذا هو الإنسان، مهما فعل ومهما حدث هو في النهاية له يوم يلقى به ربه وكلما أقترب هذا اليوم شعر بحجم الكارثة التي كان يفعلها، وإن كان يريد مقابلته وهو مستعد لذلك فعليه بالقرب الدائم منه.. ليس فقط عندما يشعر بأن النهاية اقتربت فيقرر أن يطلب السماح والمغفرة..
توفى عمه وصعد إلى خالقة، لقد حزن عليه الجميع حقًا بعد كل ما حدث بسببه في هذا المنزل ولكن حزنوا عليه فقبل أن يعلموا ما فعله كان بالنسبة إليهم عمود منزلهم وكبيرهم، كان والدهم جميعًا..
بقى “يزيد” هناك يومان فالحزن يخيم على الجميع، أتت الكوارث خلف بعضها لذا كان عليه البقاء هذه المرة..
وبعد كل ذلك لم يجعل “فاروق” “إيمان” تعود إلى المنزل.. لقد طفح كيله منها ولا يريدها إلى الآن مؤكد لن يقوم بالانفصال عنها ولكن قبل خبر موت عمه كان يفكر في شيء سيفعله قريبًا وسترضخ له هي رغمًا عن أنفها..
كان يعلم أنها لا تحب “مروة” ولا تحب شقيقته هي الأخرى ربما كانت قريبة من والدته لأنهم كانوا يريدون نفس الشيء وهو الأذى إلى تلك المسكينة، يعلم أنها قوية وتفعل ما لا يخطر على البال وحقًا فعلت وكان آخرهم هو قتل زوجة أخيه وطفله!..
هذا لو كان حدث لبقى طوال عمره نادم على كل شيء، نادم على زواجه، نادم على ما فعله بأخيه، نادم على كل شيء حقًا..
حاول شقيقها أن يحادثه أكثر من مرة ولكنه رفض التحدث معه بشأنها مطالبًا بأن يبقوا بعيدين عن بعضهم فترة دون التحدث في أي شيء ثم سيذهب هو بنفسه إليها لتعود إلى منزلها..
سيفعلها قريب، سيجعلها تعود مرة أخرى ولكن على الوضع الجديد، عليه هو الآخر أن يفعل ما يحلوا له!..
__________________
“بعد أن عاد من الخارج وحضرت هي الطعام جلسوا على سفرة الطعام الخاصة بهم يأكلون بهدوء كما كل يوم يأكلون فيه بالمنزل، منذ أن أتى بها إلى هنا وهو كثير من الأيام يتناول معها الطعام في الخارج ليجعلها تشعر بالتغير والسعادة، لا يعلم أن السعادة تكون بجواره في أي مكان!..
سألته باهتمام بعد أن ابتلعت الطعام ونظرت إليه بحبٍ:
-يومك كان عامل إزاي؟.. شكلك كده مش مبسوط
رفع وجهه إليها بعد أن استمع إلى حديثها، مضغ الطعام بفمه ثم ابتلعه وأجاب على سؤالها وهو يلوي شفتيه بفتور:
-زي كل يوم بس الشغل نايم شوية الفترة دي
وضعت يدها على يده الموضوعة على السفرة مبتسمة بهدوء، تربت عليها وتحسه على أن كل شيء سيصبح على ما يرام:
-كله هيبقى كويس يا حبيبي
سحب يده من أسفل يدها ورفعها إلى وجنتها ليمرر يده عليها بحبٍ وحنان متحدثًا هو الآخر قائلًا بابتسامة عريضة:
-طول ما أنتِ معايا يا مروتي
ابتسمت بوجهة برقة شديدة وحبٍ فياض، ثم عادت لتناول الطعام وفعل هو المثل وكم كانت هذه من أسعد اللحظات بحياتهم.. أو بحياة أي شخص آخر، أن يكون لك رفيق درب يشعرك دائمًا أن كل شيء سيكون على ما يرام فهذا قمة السعادة، أن يكون لك رفيق درب يشعرك دائمًا أنه يقف جوارك ويساندك فهذا فائق من الحب وهنيئًا لمن يكون رفيق دربه هو حبيبه ورفيق عمره كما “يزيد” وزوجته
مرة أخرى تحدثت وهم يتناولون الطعام قائلة بجدية:
-بكرة الجمعة لما هتنزل تجيب طلبات البيت هنزل معاك
سألها باستغراب وجدية، هذه أول مرة تريد أن تذهب معه إلى التسوق وجلب طلبات منزلية كما كل أسبوع!:
-اشمعنى بكرة بالذات يعني؟.. عمرك ما نزلتي معايا
ابتلعت الطعام ونظرت في طبقها وهتفت بهدوء دون النظر إليه:
-هجيب حاجات
مرة أخرى يسألها وهو ينظر إليها وكم كان غبي في هذه اللحظات، ألا يرى احمرار وجهها؟:
-ما أنتِ بتكتبي ورقة الطلبات وبجبها كلها!.
وقفت على قدميها وبيدها طبق الطعام الخاص بها، نظرت إليه بضيق شديد ثم أجابته وهي تبتعد عنه لتدلف إلى المطبخ:
-حاجات خاصة يا يزيد
ابتسم بخبث ومكر كما عادته ثم وقف هو الآخر بيده طبق طعامه وتقدم خلفها إلى المطبخ ليقول باستغراب مصطنع:
-آه.. طب ما تكتبي في الورقة بردو وأنا أجيب اللي أنتِ عايزاه وخليكي هنا
أبتعدت عن رخامة المطبخ ونظرت إليه لتراه يتحدث بجدية حقًا!.. هل هو لا يفهم؟، أقتربت منه وأخذت الطبق من يده لتضعه خلفه على الجزيرة التي بالمطبخ ثم وقفت أمامه مباشرةً وتحدثت قائلة بجدية:
-ممكن أسألك سؤال؟
أومأ إليها برأسه مؤكدًا لها بأن تتسائل عما تريد لتفاجئه بوضع إصبع يدها السبابة بجانب رأسه سائله إياه بتهكم وسخرية:
-هو هنا فيه ايه؟.. قلقاسه؟
ابتسم بخبث بعد حديثها ليضع يده على خصرها يقربها منه أكثر ثم تسائل هو الآخر بمكر وعبث وهو يشير إلى مقدمة صدرها بعينه عقب حديثه:
-وجوا هنا فيه ايه؟.. مهلبية؟
ضيقت ما بين حاجبيها مجيبة إياه بصوتٍ خافض وهي تقترب من وجهه:
-تعرف أنك سافل؟!
وزع نظرة على كل شيء بها ثم تحدث بعبث ولا مبالاة:
-مش أول مرة تقوليلي كده
وضعت يدها على يده الذي تحيط خصرها لتبعدها عنها ثم عادت للخلف خطوة تبتعد عنه متحدثة بحماس وجدية:
-هشيل السفرة وهحضر اتنين قهوة على ما أنتَ تجيب الكوتشينه وتظبط القعدة علشان وعدتني أنك هتلعب معايا وأنا هكسب وبكرة الجمعة يعني إجازة يعني هنسهر براحتنا وهنقوم براحتنا
ضحك بصخب وهو يبتعد إلى أن وقف بجوار باب المطبخ خوفًا من ردة فعلها المتهورة كالمرة السابقة عندما ألقت عليه كأسا زجاجي به ماء لو لم يتفاده لحطم رأسه وكل ذلك لأجل أنها تخسر…
تحدث وهو يحاول السيطرة على ضحكاته الصاخبة:
-أنا وعدتك ألعب آه لكن تكسبي لأ… ده بعدك
نظرت جوارها من الناحيتين لتأخذ شيء تلقيه عليه فهو يتباهى بمهاراته في هذه اللعبة التي كلما لعبتها معه تخسر، إلى الآن لم تكسب ولو مرة واحدة أيعقل ذلك؟ مؤكد أنه كان يغش كما قالت له..
رآها وهي تبحث عن شيء لتفعل ما توقعه فتحدث سريعًا:
-خلاص خلاص والله مش هقول حاجه.. بس أنا عندي فكرة حلوة هتكون دافع أنك تكسبي
سألته باهتمام وهي تنتقل في المطبخ تضع الأطباق في حوض الغسيل:
-ايه هي؟
غمزها بعينيه الوقحة قائلًا بعبث وخبث يحمله داخل كلماته:
-اللي يخسر يقلع
وجدت بيدها ملعقة كبيرة الحجم فلم تراها إلا وهي تُقذف ناحيته، ذلك الوغد الذي لا يفوت فرصة إلا ويفعل ما يحلو له:
-سافل
التقطها بيده بحرفية شديدة ونظر إليها بتشفي وهو يقول بسخرية:
-ابقي رشمي كويس
نظرت له بضيق وحنق وعادت لتغسل الأطباق الموضوع بحوض الغسيل مرة أخرى ثم نظرت إليه بهدوء وقالت مبتسمة بعد أن داهمتها فكرة ما:
-لأ اللي يخسر يقول سر التاني ميعرفوش عنه
-موافق
تركت ما بيدها وحاصرته بسؤالها الذي كانت تعبث به معه ولكنه أخذه على محمل الجد داخله:
-موافق ايه أنتَ مخبي حاجه عني؟.. عندك أسرار
توتر من سؤالها ونظرتها العابثة فلم يجد نفسه إلا وهو يرد بسؤال آخر ساخرًا منها:
-يعني هو أنتِ اللي عندك
رفعت كتفيها واخفضتهم بلا مبالاة وقالت بهدوء:
-آه عندي
نظر إليها بجدية شديدة ثم تحدث قائلًا:
-يبقى هتخسري يا مروة.. وهعرف أسرارك دي
ابتسمت بوجهة وهي تخرج من المطبخ لتأخذ أطباق الطعام الموضوعة على السفرة إلى الداخل وتفعل كما قالت له ليتقابلوا كخصمين في هذه اللعبة..
-يوه دي المرة التالتة اللي أخسر فيها بقى
قالتها بانزعاج شديد وهي تراه يُصر على الفوز ليعرف ما السر الذي تحدثت عنه وإلى الآن تمتنع قوله بالدهاء عليه..
نظر إليها بنصف عين وتحدث قائلًا بمكر غامزًا لها بطريقة ملتوية:
-ولسه مقولتيش السر يا مروتي
أخرجها من انزعاجها بهذه الحركات البسيطة منه، التي تجعلها في أسعد لحظات حياتها، تحدثت بشجن وحبٍ بعد أن أبعدت هذه الأوراق لتقترب منه وتجلس جواره ناظرة إليه بشغف:
-سر ايه؟.. أنا معنديش أي سر ولا أي حاجه مخبياها عنك.. إلا حاجه واحدة بس
تأهب ليعلم ما الذي تتحدث عنه بهذه الطريقة التي يظهر بها الحب وتلمع بها عينيها:
-والحاجه دي هي إني بحبك، بحبك يا يزيد ومقدرش استغنى عنك.. من وقت ما دخلت حياتي وأنتَ شقلبتها وخلتني واحدة تانية بتعشق وبتموت في التراب اللي بتمشي عليه، خلتني مقدرش أبدأ يوم وأكمله لأخره من غيرك، مقدرش أقعد لحظة من غير ما أشوفك واسمع صوتك.. واسمع كلمة بحبك يا مروتي منك
أقتربت أكثر لتضع يدها على جانب صدره الأيسر في موضع قلبه تمامًا وهي تقول مبتسمة بسعادة كبيرة لوجوده جوارها:
-يزيد أنتَ بقيت جزء لا يتجزأ مني مقدرش استغنى عنك بجد مش كلام.. بلاش تستغل ده ضدي في يوم من الأيام، واوعى تبعد عني خليك دايمًا معايا يا يزيد تحت أي ظروف حاول علشان نكون مع بعض أنا عارفه أنك كمان بتحس نفس اللي أنا بحسه..
ابتسم باتساع وهو يجلب رأسها ليستقر على صدره يحتضن إياها وهي جالسه جواره، يا لها من قلب برئ تعترف بحبها له وعدم قدرتها على العيش بدونه وهو يفعل العكس تمامًا، لا تفشل أبدًا في أن تجعل ضميره يعبث معه في كل مرة تتحدث بها..
أردف هو الآخر بحبٍ أكبر وحنان يفيض منه وقد لعب الاشتياق دوره ليخرج صوته الأجش قائلًا:
-أنتِ يا مروة حته مني.. مقدرش أبعد عنك أبدًا ولا أقدر أشوفك بتتوجعي بحس أن أنا اللي جوايا الوجع.. مقدرش اعدي وقتي من غير ما أشوف عيونك وألمس شعرك.. أنتِ حبيبتي ومراتي وكل حاجه ليا، وعد عمري ما اسيبك أبدًا، عمري يا مروتي
ابتسمت باتساع هي الأخرى ووضعت يدها الاثنين حول خصره تحتضنه إليها كما يفعل، تريد أن تنعم بكل لحظة تمر جواره وهي بهذه السعادة”
دموع حزينة للغاية تخرج من مقلتيها بعد تذكر هذا اليوم وهذه اللحظات به، تتذكر تلك اللحظات وهو يشاكسها، وهو يمزح معها، وهو يقول كلمات الغزل لها، تتذكره وهو يلقي وعد بألا يتركها، كل هذا يضاعف آلامها وجروح قلبها الغائرة.. كل هذا يجعلها تود أن تخرج من هذا العالم وتذهب إلى عالم الذكريات لتعيش بقية حياتها على ذكراه..
وقفت على قدميها ثم ولجت إلى داخل الغرفة وأغلقت باب الشرفة الذي دائمًا كانت تنسى غلقه بمنزله.. ثم توجهت إلى الفراش وتمددت عليه، وضعت يدها أسفل الوسادة تتحسس رسائله الورقية المكتوب داخلها كلمات الشعر والغزل، أخرجت هاتفها وفتحت إحدى الصور التي تجمعهم سويًا والابتسامة تشق طريقها على محياهم هم الاثنين.. وضعت الهاتف على صدرها متمددة على الفراش بظهرها قبل أن تغلق عينيها متمنية أن تعود تلك الأيام عليها من جديد، وإن كانت بالأحلام!.
_____________________
اجتمعت العائلة بعد تناول العشاء في غرفة الصالون، نفس الغرفة التي كان يجلس بها الجميع بالسابق، هو يبقى قليلًا ويخرج وشقيقه المثل وعمه أيضًا كل منهم يفعل ما يريد من عمل أو غيره ويتركها مع والدته وزوجة شقيقه ليفعلوا بها ما يحلو لهم، ولكن الآن أين كل هذا؟..
نظر إلى شقيقه الذي استمع إليه يقول بحزم يظهر على كل شيء به:
-عمك مات يا يزيد مابقلناش غير بعض.. أرجع تاني يا يزيد ومراتك هنشيلها فوق دماغها
ابتسم بتهكم، رأى الجميع أنه ليس كما السابق، تحدث قائلًا ليمحي ما فكروا به وليعلموا أن السخرية الآن هي أفضل الطرق للرد:
-مراتي؟، أولًا يا فاروق المشكلة مش في مراتي.. مروة من يوم ما مشينا من هنا وهي في بيت أبوها وطالبة الطلاق وأنا عايش هناك لوحدي، عارف بقى المشكلة فين؟ ولا المشاكل فين؟
نظر إليه شقيقه باستفهام ولم يفهم أبدًا ما الذي يحاول قوله ليكمل هو قائلًا:
-أنا حاسس أني اتنصب عليا كل السنين دي وأنا عايش في كدبة، ويوم ما أعمل حاجه كلكم عايزينها أنا الوحيد اللي أخسر، أنا وأنتَ عمرنا ما كنا قريبين من بعض أنتَ على طول في صف عمك الله يرحمه وأمي معاكم وأنا لوحدي.. حاجات كتيرة أوي يا فاروق بتمنعني أرجع هنا وأولهم إني بحاول أرجع مراتي ليا وهي عمرها ما هترجع هنا
معه كامل الحق وهناك أيضًا أشياء لم يذكرها، لقد ندم “فاروق” كثيرًا على بعده عن شقيقه، لقد ندم على ظلمه له وجعله هو الوحيد أمام فوهة المدفع، ندم على كل شيء مر بحياته ولم ينسى نظرته إلى زوجة أخيه وهي متعريه، من الأساس لم يتركه ضميره لحظة واحدة من بعد نظرته لها، لقد ندم كثيرًا ويشعر أن المنزل ليس له أساس من دون شقيقه، يريده حقًا أن يعود ولو مهما كلف الأمر ولكنه يعلم ذلك لن يحدث..
نظر إلى والدته التي مزقها الاشتياق إلى ولدها، لا يقل ندمها عن “فاروق” فهي تشعر أنها من فعلت ذلك بابنها، حرمته من زوجته وابنه، حرمته من كل شيء يحبه ويسعده، دمرت حياته هي وعمه دون أي أسباب، دمرت سعادته وجعلته يبقى وحيد بعيدًا عن الجميع، تشتاق إلى رؤيته يبتسم كما السابق بوجودها ولكن هذا لن يحدث إلا بعودتها إليه، ستفعل ذلك مهما كلفها الأمر، ستفعل ما يجعل السعادة تدق بابه من جديد..
تحدثت والدته بعد صمت طويل وقالت بصوتٍ خافض:
-طب خليك معانا الشويه دول بس.. أنا عارفه أنك مش هتوافق تقعد معانا بس على الأقل خليك دلوقت
أومأ إليها بهدوء وهو ينظر إليها بحبٍ يعلم أنها نادمة على ما حدث له بسببهم ولكنه يحبهم أنها والدته وشقيقه ومهما حدث سيبقون كذلك..
سألته “يسرى” بهدوء عن حال زوجته قائلة:
-مروة عامله ايه يا يزيد في الحمل
عاد إلى ظهر المقعد يستند عليه وهو يبتسم بسخرية متحدثًا بجدية:
-أكدب عليكي لو قولتلك أني أعرف
سألته باستفهام مضيقه ما بين حاجبيها:
-يعني ايه
مسح على رأسه بهدوء وأغمض عينيه ثم فتحهما مرة أخرى قائلًا بـ إرهاق شديد:
-مش عارف يا يسرى كل اللي أعرفه من ميار أنها بتتعب زي أي واحدة حامل
حزنت بشدة شقيقته، لقد وصل به الحال أن يعرف أخبارها من شقيقتها!.. مؤكد أنه يتعذب، لقد عرفت أنه يحبها، كل ما كان يفعله معها كان يدل على عشقه لها ولكن عندما علمت ما فعله لم تثق به ثم بعد التفكير ورؤية ما حدث وما يحدث تأكدت من عشق أخيها لزوجته.. تريد أن تعود إليه مرة أخرى لينتهي عذابه وتعود إليه فرحته مرة أخرى..
وقف على قدميه متقدمًا إلى باب الغرفة بعد أن قال بهدوء:
-أنا هطلع أرتاح شويه
ثم خرج من الغرفة وتركهم خلفه يسيطر عليهم ما بين الحزن والندم لأجله، لأجله هو فقط..
_____________________
“بعد مرور أسبوعين”
لم يأتي منذ أن طردته وقالت تلك الكلمات القاسية له، لم تستمع صوته ولم يحاول معها من بعدها، هل من الممكن أن يكون فكر في حديثها ويحضر أوراق الطلاق؟..
هل سيتركها حقًا؟.. لما هي خائفة إلى هذا الحد من الأساس هذا ما تريده وهو الطلاق والفراق، الإبتعاد عنه إلى الأبد!..
لا هذا ليس كل تريده أنها لا تريد سواه، لا تريد إلا التواجد بالقرب منه والنوم بأحضانه، لا تريد إلا هو يكون جوارها في كل لحظة من لحظات حياتها..
هل من الممكن أن يكون أصابه شيء لذا لم يحضر إليها!؟.. وقع قلبها بين قدميها عندما داهمت هذه الفكرة البشعة عقلها، من الممكن أن يكون أصابه مكروه وهي لا تعلم؟..
ماذا تفعل الآن هل تحادثه تطمئن عليه؟.. ولكن إن كان لم يحدث شيء وهو لا يريد أن يأتي إليها ماذا سيقول!؟.. ليقول ما يقول الأهم الآن أن تطمئن عليه..
تقدمت من داخل الشرفة إلى الغرفة لتأخذ الهاتف من على الفراش ثم عبثت به قليلًا لتأتي برقمه لتحادثه ولكن داهمتها فكرة أخرى ربما تكن الأفضل الآن..
تعلم أنه يتحدث إلى شقيقتها دائمًا ليطمئن على أحوالها لذا ستسأل شقيقتها وإن لم يكن حادثها ستجعلها هي من تتحدث إليه..
خرجت من الغرفة وذهبت إلى غرفة شقيقتها دقت الباب وسمحت لها الأخرى بالدخول إليها فدلفت وجلست على الفراش أمامها بعد أن أغلقت الباب، سألتها “مروة” بجدية:
-هو “يزيد” أخر مرة كلمك امتى؟
اعتدلت “ميار” في جلستها ونظرت إليها باستغراب وهي لا تدري ما بها ليجعلها متشنجة هكذا، أجابتها بعد أن تذكرت:
-من أكتر من أسبوعين مكلمنيش
ماذا حدث له؟.. مؤكد أصابه مكروه، لو حدث ذلك لن تسامح نفسها أبدًا، ستكون هي السبب فيما حدث له، قالت بلهفة وخوف:
-كلميه يا ميار
تساءلت شقيقتها بذهول وهي لا تفهم شيء منها:
-أكلمه أقوله ايه وليه أصلًا
هتفت مروة بخوف حقيقي ظهر على ملامحها وفي نبرة صوتها:
-بقاله أسبوعين مش ظاهر خالص أخباره مقطوعة.. أنا خايفه يكون حصله حاجه، قوليله ازيك، اخبارك، أنتَ فين أي حاجه المهم كلميه
-حاضر
أخذت “ميار” هاتفها من على الكومود جوارها ثم عبثت به لتأتي برقمه ومن ثم قامت بالاتصال به ووضعت المكالمة على وضع مكبر الصوت لتستمتع شقيقتها أيضًا، ثوانٍ واستمعت إلى صوته الناعس يأتي بلهفه فقد كان الوقت تخطى منتصف الليل بقليل:
-ميار!.. مالك مروة حصلها حاجه؟ فيها ايه
اعتدلت في جلستها عندما استمعت إلى صوته بخير ويسأل عنها بلهفه وخوف، الآن عاد قلبها إلى مكانه بعد أن اطمئن عليه..
أجابته “ميار” سريعًا تنفي ما قاله بجدية:
-لأ لأ يا يزيد دا أنا بطمن عليك أصلك قطعت مرة واحدة كده بقالك أسبوعين.. أنتَ مليت ولا ايه
استمعت إلى تنهيدة عميقة خرجت منه وكأنه يلقي ثقلًا من على قلبه وقال بخفوت واستنكار:
-مليت!!.. مليت ايه بس أنتِ متعرفيش الخراب اللي عملته أختك جوايا لما بعدت عني، مستحيل أمل غير لما أرجعها هنا وبعدين أبقى أمل براحتي… أنا في البلد بقالي أسبوعين، عمي اتوفى
خرجت شهقة من فمها بعد أن استمعت إلى كلماته، لقد كان هناك هذه المدة بسبب وفاة عمه، لماذا لا تعلم؟ صدمت “ميار” أيضًا فقالت بتخبط:
-ايه مات!.. البقاء لله يا يزيد
-ونعم بالله.. أنا إن شاء الله راجع بكرة لكن مش هقدر اجيلكم
صمت لبرهة ثم ابتسم وقد وصل إليهم هذا هما الاثنين واستمعى إليه وهو يقول بخبث:
-ابقي سلمليلي على اللي بعتاكي تكلميني وقوليلها أنها وحشتني أوي
ابتسمت “ميار” بسعادة كبيرة أنه يعلم ذلك منذ البداية يعلم أنها من جعلتها تحدثه في هذا الوقت يا له من خبيث، تضايقت شقيقتها من ما فعلته هي واستمعت إليها تقول بهدوء:
-حاضر
ثم أنهت المكالمة لتصيح بحدة وعصبية:
-بتقوليله حاضر كده بتعرفيه أن أنا فعلًا اللي قولتلك
أجابتها الأخرى بلا مبالاة قائلة:
-هو كده كده عارف
نظرت “مروة” أمامها في الفراغ تفكر في موت عمه، كيف حدث، ومتى، ولما هي لا تعلم.. كثير من الأمور تدق عقلها الآن ولكن لا تستطيع أن تفتح الباب لها فقد اكتفت من التفكير وفي جميع الأحوال ستعرف كل شيء غدًا كما قال أنه سيعود وستفعل ما جال بخاطرها الآن غدًا..
________________________
“اليوم التالي”
دق جرس باب منزله! تسائل بينه وبين نفسه مَن مِن الممكن أن يأتي إليه سوى بواب العمارة والذي لم يطلبه من الأساس، ترك هاتفه على الطاولة ثم وقف على قدميه ليرى من الطارق..
فتح الباب!.. رآها تقف بطلتها الساحرة، وقعت عينيه على خاصتها ليرى زرقة البحر حاضرة، لم يرى خضرة الأرض منذ فترة يود رؤيتها حقًا، نظر إليها ثوانٍ وحاول أن يشبع عينيه منها دون النظر ولكن طال ذلك فتحدث بعد أن نظف حلقه قائلًا بلهفة:
-مروة!.. تعالي
أبتعد عن باب المنزل وفتحه لها لتستطيع الولوج إلى الداخل فنظرت إلى الأرضية ثم خطت بقدميها إلى داخل منزلها مرة أخرى، نظر إلى ظهرها وهي تدلف بلهفة وحبٍ فياض، يبدو أنها آتية لتقوم بواجب العزاء في عمه، ملابسها المكونة من بنطال وكنزة سوداء حتى الحذاء أسود!..
دلف خلفها بعد أن أغلق الباب، جلست على الأريكة في غرفة الصالون فتقدم هو الآخر وجلس مقابلًا لها على مقعد صغير، نظرت إليه وتحدث بهدوء ونبرة تلائم الموقف:
-البقاء لله
أجابها هو الآخر بهدوء شديد بعد أن استمع لحديثها:
-ونعم بالله
صمت لبرهة ولم يتحدث فقط ينظر إليها وهي توزع نظرها على أثاث الغرفة بشغف وحنين، ثم سألها بهدوء وحزن:
-عامله ايه في الحمل؟، تاعبك؟
نظرت إليه بحرج وضيق ثم أبعدت نظرها عنه لتقول:
-لأ الحمدلله بخير
وقف على قدميه متقدمًا إلى الخارج وهو يقول بسخرية وتهكم واضح:
-هعملك حاجه تشربيها ولون المفروض العكس بما أنه بيتك يعني
نظرت إليه وهو يذهب وجدته يختفي ليدلف إلى المطبخ، وقفت على قدميها ثم سارت بهدوء وراحة في المنزل وهي تنظر إلى كل ركن به وتضع يدها على أي شيء يمر جوارها، الحنين أخذها إلى ذكريات كثيرة ولدت بهذا المنزل وودت لو كانت إستمرت وحققت الكثير منها!..
سارت بقدميها إلى أن دلفت غرفة النوم، غرفتها هي وهو كل شيء بالمنزل كما هو لم يتغير شيء به سوى أن هناك بعض الصور الزائدة لها.. رأت واحدة في غرفة الصالون على طاولة صغيرة، وأخرى في الممر المؤدي إلى غرف النوم والأن بجوار الكومود واحدة كان مكانها أخرى تجمعهم هم الاثنين نقلها إلى الكومود الآخر في مكان نومه السابق، أنه الآن ينام في مكانها ليستشعر وجودها معه..
وزعت نظرها بالغرفة رأت تلك اللوحة التي رسمتها له وهم في بلدته!. لقد أحضرها إلى هنا!.. أنها معلقة على الحائط بالغرفة، تقدمت إلى الداخل أكثر بعد أن أخفضت نظرها وفتحت الخزانة لترى ملابسها كما هي، ربما هناك زيادة بهم؟. لقد أتى بتلك الملابس خاصتها الذي كانت في بيته الآخر مع اللوحة يا له من كريم!..
نظرت إلى ملابسه المعلقة بهدوء وهي تمرر يدها عليهم والحزن داخلها يتغلغل، أخذت قميص من بينهم أخضر اللون يبرز لون عينيه عندما يرتديه، أغلقت الخزانة مرة أخرى والقميص بيدها تقربه من أنفها تستنشق رائحته بسعادة وشوق وهي مغمضة العينين، نظرت إلى الفراش بعد أن فتحت عينيها ليمر على عقلها ذكرى سعيدة جمعتهم هنا..
“نائمة جواره تقابله بظهرها وقد كان يضع وجهه مقابلًا لخصلاتها يستنشق رائحة الياسمين خاصتها ثم استمعت إليه يقول بخبث وعبث:
-مروتي عايز أقولك حاجه في ودنك
زفرت بضيق وهي تود النوم بشدة ولا تستطيع منه كلما غفت يجعلها تستيقظ من جديد، أردفت بعصبية وحنق:
-يزيد بطل رخامة ونام بقى
استنشق الرائحة المنبعثة منها بسعادة ثم عاد يقول بجدية:
-والله حاجه بريئة مش اللي في دماغك
استدارت بجسدها لتنظر إليه بعد أن استمعت إلى يمينه الذي قاله وانتظرت ليقول ما الذي يريده:
-في ايه
جلس على الفراش واعتلى وجهه ملامح الجدية الشديدة فاعتدلت هي الأخرى تنظر إليه وهي مستلقيه على ظهرها وقد توترت لما يريد قوله، رأته ينظر إليها بتردد فشجعته بعينيها على التحدث لتراه في لمح البصر يجلس فوق قدميها يدغدغ بطنها بيده بحدة شديدة لتطلق الضحكات من فمها دون توقف..
ابتسم بسعادة ونشوة انتصار بين الذي يفعله وهو يقول:
-مش هتنامي يعني مش هتنامي
لا تستطيع التوقف عن الضحك حقًا ولا تستطيع أن تتمسك بيده ليتوقف هو، تتلوى أسفله لتتحرر منه ولا تستطيع من كثرة الضحك والذي بسببه بكت!، قالت من بين ضحكاتها بصعوبة:
-يزيد.. بجد لأ… يزيد كفاية…. هموت من الضحك
لم يستمع إلى كلماتها إلا عندما ترجته بصعوبة بالغة، لقد ضحكت كثيرًا وقاربت على فقد صوابها منه كما أن بطنها ألمتها كثيرًا بسبب ما فعله بها”
-العصير
وقع القميص منها واستدارت سريعًا تنظر إليه بخوف شديد، كانت سابحه في ذكريات مضت ليست هنا بالمرة وقد افزعها دون سبب، رآها تضع يدها على قلبها وتتنفس بسرعة بعد أن ألقت القميص فسألها باستغراب:
-مالك في ايه
حركت رأسها يسارًا ويمينًا وهي تقول بارتباك دون النظر إلى عينيه:
-مفيش أنا بس سرحت شويه
قدم لها كوب العصير وهو يقول بهدوء وحنان متحدثًا رغمًا عنه:
-طب اشربي العصير ده
-أنا لازم أمشي
قالتها ثم تقدمت سريعًا إلى الخارج فوضع الكوب على الكومود جواره ثم ذهب خلفها ليمسك بيدها عند وصولها إلى باب المنزل جاعلها تتوقف عن السير وهتف قائلًا:
-أنا عايز أتكلم معاكي… لازم تعرفي اللي حصل يمكن تغيري رأيك فيا وترجعي
جذبت يدها منه ثم وقفت قبالته وتحدثت بجدية شديدة دون أن تترك لقلبها فرصة في الرد:
-أنا عارفه كل حاجه.. سامر قالي كل حاجه يا يزيد
استغرب حديثها، إذًا هي تعلم وموقفها كما هو ناحيته؟ إنه كان ضحية مثلها؟ ربما هناك فرق ولكن بسيط للغاية.. كيف تحجر قلبها إلى هذه الدرجة؟..
ضيق ما بين حاجبيه وسألها باستنكار ودهشة:
-يعني ايه؟
أخذت نفس عميق ثم أجابته بجفاء حاولت أن تجعله حقيقي بعد نظرته المتوسلة هذه:
-يعني كل حاجه زي ما هي يا يزيد.. وأنا لسه بطلب الطلاق
نظر إليها بهدوء يتعمق في نظرته يود لو يصل إلى داخلها ليعلم ما الذي تفكر به، ترك كلماتها جانبًا ودلف إلى داخل غرفة نومه ثم عاد من جديد تحت نظرات الاستغراب منها، أمسك بيدها ثم وضع بها مكتوب جديد من الذي يرسلهم إليها فابتسمت تلقائيًا ثم فتحت باب المنزل فقال بجدية:
-استني هوصلك
أجابته بجدية هي الأخرى وهي تنظر إلى عينيه:
-ميار تحت.. مستنياني
خرجت من المنزل ثم وقفت أمام المصعد الكهربائي في انتظاره ليهبط بها إلى الأسفل، دلفت إليه بهدوء واستدارت لتنظر له وهي بالداخل ثم أُغلق الباب وهبط بها المصعد، فتحت المكتوب الذي أعطاها إياه لترى ما الذي كتبه هذه المرة داخله..
“وإني بعينيكِ غارق، إن كانت أمواج البحر أو خُضرة الأرض، كِلامها يعملان على جعلي شهيد من نظرةٍ واحدة إليهما، فـ ارحمي ضعفي وقلة حيلتي، عودي إلي فقد تضاربت الأمواج بكثرة وأفسدت كل ما كان صالح بي بعد فراقك”
“زوجك يزيد”
ابتسمت بسعادة غامرة، قلبها يرفرف فرحًا بكلماته التي تنقل إليها مدى حبه لها، ولكن للقصة بقية ولن تجعلها تنتهي هنا..
____________________
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براثن اليزيد)