رواية مرسال كل حد الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد الجزء السادس والثلاثون
رواية مرسال كل حد البارت السادس والثلاثون
رواية مرسال كل حد الحلقة السادسة والعشرون
الفصل السادس والثلاثون
الكل بص باستغراب وابتسموا كتفسيرًا للي حصل، ابتسم حد بيقول لجواهر: ليه قولتها بالسرعة دي كنت عايزها تتعصب أكتر… بصت مرسال يمين وشمال علشان ترميه بحاجة بس مقلتيش بصتله بنرفزة بتقول: انت مزعج اصلا
ابتسم بيناغشها: اصلا اصلا يعني أنا عارف
كشرت في وشه ومتكلمتيش وقعدت جمب باباها، ابتسم وبص لجواهر بيقول: انا حقيقي مش مصدق اني شوفتك بعد السنين دي كلها
“ولا انا كمان حقيقي.. دورت عليك كتير بعد ما سبت البيت بس معرفتش روحت فين ولما حاولت اسأل جدي قالي انه معرفيش.. اربعة عشر سنة من غير ما أشوفك.. حقيقي مش مصدقة”
ابتسم حد: مش مهم كام سنة المهم إننا في الأخر اتقابلنا.
ابتسمت جواهر ومعقبتيش, حس محمد إنهم محتاجين يقعدوا مع بعض أكتر علشان يتكلموا بكل أريحة فاستئاذن إنه يقوم هو وباقي العيلة وكلهم قاموا إلا مرسال أصرت علي الجلوس ومرضتيش تقوم, وطبعا استسلاما لعنادها محمد مكنش قدامه غير إنه يسبها , ابتسملها حد بيقول: ايه العبرة من جلوسك؟ محرم أنت كدا مثلا؟
“أنت عايزني أقوم بقى؟”
“الحقيقة كلك نظر”
بصتله متجهمة ومردتيش فتابع بيضحك: مرسال أنت شاكة إن جواهر أختي أصلا علشان كدا قاعدة معنا
“اه ..لا.. لا اه ..انت مضايق ليه من وجودي أصلا؟”
“لا أنا مش مضايق من وجودك أنا بضحك علي تصرفاتك مش أكتر.”
“قصدك أني مهزأة يعني؟”
” ابتسمت جواهر بتقول: هرمونات قمر؟
ضحك حد بيقولها: بالملي.. بس الى عند مرسال متطورة شوية
ردت مرسال على انزعاج: انت كمان بتتنمر علي؟
ضحك حد وحاول يغير الموضوع وقال:تعرفي إني وجواهر نعتبر توأم لأن ماما جواهر وأمي ولدوا في نفس اليوم..
كملت جواهر كلامه: بس للاسف ماما ماتت في نفس اليوم الي اتولدت فيه علشان كدا ماما حد اخدتني واتولت مسؤولتي ومن يومها وانا وحد بنكبر سوا مع بعض يمكن هو كان مرتبط اكتر بجده وجدته وانا كنت مرتبطة اكتر بمامته علشان كدا في اليوم الي انفصلت فيه عن باباه وبعدت عنا دخلت في حالة اكتئاب شديد بس هي كانت على تواصل معي يمكن كان كل فترة وفترة بسبب مشاغلها بس كان كفيل بالنسبالي انها بتكلمني وبصراحة حد كان ديما بيقضي معي معظم الوقت هو وقمر وجدو هاديء ويمكن ده الي قلل من الي عشته الفترة الي غابت فيها عني جميلة بس فجأة جه جدي ودمر كل حاجة انا حقيقي مش مسامحاه عن الي عمله فيه ولا في جده هادي بس انا قررت أصلح الي عمله..
بصتلها مرسال باستغراب: جدك؟ ليه هو انت حفيدة مين؟
اتنهدت: للأسف توفيق
قالت مرسال في صدمة وهي بتبص لحد: توفيق توفيق نفسه؟
هز حد راسه انه ايوة وبعدين بص لجواهر بيقول: مش لازم اننا نتكلم في الي فات يا جواهر ثم المهم ان انتي هنا والمهم اني قابلتك
“لا يا حد مهم اننا نتكلم.. جدي مش بس بعدني عنكم ١٤ سنة هو كمان سلبكم الحياة لمدة ١٤ سنة..”
” وليه نتكلم في حاجة انت مالكش ذنب فيها؟ ”
” ذنبي اني سكت ومعملتش حاجة علشان كدا جه الوقت الي كان لازم أرجعلك فيه كل حاجة.”
بصلها باستغراب: مش فاهم.
ابتسمت وطلعت ورق من شنطتها وهي بتقدمه لحد بتقول: الشركة والقصر بقي ملكك أنت وهادي تاني.
بصلها باستغراب: ازاي يعني؟
ردت جواهر بتقول: بنفس الطريقة الي اتاخد منكم القصر رجعلكم تاني.. جدي بقاله مدة حاسس إنه خلاص هيودع فقرر إنه يكتبلي وصيته ويكتب كل حاجة باسمي بس انا لعبت في الاوراق وخليت كل حاجة باسمك أنت وهادي وهو مضي وهو مش فاهم إنه بيمضي بتنازل عن كل حاجة لكم انتوا ال2 مش لي.. الاوراق دي معي من ست شهور, ست شهور وأنا فعلا بدأت أدور عليك بجد علشان أعرف ارجعلك حقك لحد ما ابني كان بيتفرج امبارح على حلقة رماح لأنه مهوس به رغم إنه ست سنين لسه بس ديما بيتايعه وانا مش عارفة ليه قعدت معه وكأني كنت حاسة لحد ما فجأة لقيت مرسال بتقول اسمك والي كنت واثقة إنه في العالم كله مفيش حد اسمه حد غريب والي أكدلي أكتر خاتم قمر.”
مرسال لاحظت على حد الانزعاج, اخد حد الورق من جواهر وهو بيقول: ليه كدا يا جواهر؟
“ليه ايه يا حد ده حقك.”
“ده مش حقي يا جواهر ده اسمه نصب ولو قبلت به أبقي أنا كمان قررت أشاركك في الجريمة دي.. قال الكلمات الاخيرة ومسك الورق وقطعه وهو بيقول: أنا يمكن بحقد على توفيق بسبب الي عمله بس عمري ما هفكر ارجع حقي بالطريقة الي سلب فيها حقوقنا وإلا ايه الفرق بيني وبينه بصي يا جوهر أنا مقدر نيتك وحبك لي ولجدي بس أنا وجدي خلاص نسنا أمر القصر والشركة أنا حقيقي مش عاوز اي حاجة وأظن جدي عنده نفس الرغبة بردو، احنا سامحنا توفيق من زمان يا جواهر واتنازلنا عن كل املاكنا من زمان علشان كدا عمري ما فكرت أرجعها.”
بصتله جواهر بانفعال: حد انت مجنون؟ أنت عارف أنت بتتخلي عن ايه؟ انت بتتخلي عن حقك وعن حق جدك والي هيعشكم الباقي من حياتكم في نعيم تعويضًا عن كل الجحيم الي مرتوا به.”
ابتسم حد ابتسامة هادية وقال: يمكن مش هتصدقيني بس أنا ممتن لتوفيق وممتن للجحيم ده وعمر الفلوس ما هتعشني في النعيم الحقيقي الي بعيشه أنا دلوقتي.”
“لا مش فاهماك ازاي يعني؟”
“لوما إن توفيق سلب مننا القصر وشغلني عنده عمري ما كنت هقابل أستاذ أحمد الي فتحلنا بيته كأنه بيتنا بالظبط وأسرته الي كانت لينا أسرة حقيقية وعمري ما كنت هخرج للحياة وأواجهها بقسوتها علشان تضيف لي زي ما الكتب بتضفلي والأحسن من الكل الي فات ده إني عمري ما كنت هلاقي توأم روحي.. ابتسم وبص لمرسال: هي مجنونة شوية شويتين خمسة , بس هي النعيم الحقيقي الي حاسس إن ربنا عوضني به بعد كل السنين دي.. أنا مش محتاج القصر خلاص وبعدين هو في الاخر هيكون لمين هيكون لأختي في النهاية والي يهمني إنك تعيشي إنتي كمان مرتاحة ولو عايزاني فعلا أكون مبسوط عيشي مع جدك أيامه الاخيرة بدون خداع هو أه خدعني أنا وجدي بس هو عمره ما كان مخادع في حبه لك يا جواهر مينفعش تأذي انسان مأذيكيش وخصوصا لو كان بيحبك.
قامت جواهر من مكانها منفعلة: انت ازاي كدا؟ دي مثالية أوفر ولا برود ولا تناحة ولا انت ايه بالظبط بالسرعة دي لحقت تنسي هو عمل فيك ايه.
“محدش فينا بينسي الالم، إحنا بنسامح مش علشان نسينا احنا بنسامح علشان نقدر نعيش, شيء سيءأوي إنك تفضل طول حياتك عايش بحمل فوق كتافك وانت بتكره حد.. وافتكري ديما ان فيه ربنا مش بينسى وتوفيق حسابه بقي على ربنا، مش احنا الي هنحاسبه علشان كدا اياكي تحط نفسك قاضي وتحللي لنفسك الخديعة بحجة انك كدا بتجيب حق حد وبتعاقبي شخص ما علي جريمته، انت كدا انت كمان ارتكبتي نفس الجريمة…
اتعصبت جواهر بتقول: انت اكيد مجنون ماهو الي انت بتقوله ده مالوش اي تفسير تاني غير انك مجنون، وبصراحة انا معنديش قدرة اتحمل فيها جنانك ده انا همشي.. قالت جملتها الاخيرة واخدت شنطتها ومشيت، ثبت حد في مكانه متحركش بدون ما يبص عليها بصتله مرسال باستغراب: انت مش هتروح وراها؟!
“سبيها علي راحتها لحد ما تهدى”.
“ليه؟!”
“لانها مش هتسمع من حد وهي متعصبة.. انا حاسس بمشاعرها ونيتها فانها تساعدني بس هي لازم تفهم ان الي بتعمله ده غلط.. ولما تهدا وتروق مع نفسها هتدرك معني الي بقوله.”
بصتله مرسال باستفهام: هو انت مش مدرك ان كمان الي بتقوله صح اصل الي انت بتقوله ده ياما مثالية اوفر مش موجودة ياما كلام واحد مجنون بعيدا عن القصر والشركة انت ناسي تعذيب توفيق لك ناسي كل الاهانات والذل الي ذولهك ناسي قهرة جدك..
“هترجعيني لنفس الاجابة الي جوابتها لجوهر محدش بينسي الالم بس قولي كدا ايه الي هستفيده من الانتقام من واحد عدى ال90 وداخل يمكن علي المية سنة.. لا والادهى مين الي بيخدعه حفيدته مرسال انت متتصوريش توفيق بيحب جوهر ازاي، توفيق كان متعمد يجبني بليل علشان جوهر متشوفنيش لانه كان عارف انا ايه بالنسبالها وكونها تشوفني كدا كان هيخلق بينهم خصام للابد علشان كدا كان حريص كل الحرص انها متعرفيش حاجة..يمكن انا مش عارف هي عرفت ازاي بس الي واثق منه ان توفيق لو عرف بالي جوهر عملته ممكن يروح فيها…
قاطعته مرسال علي مضض : وهو انت مش عايزه يروح فيها ؟!
“مش الفكرة لان كلنا هنموت بس موت عن موت يفرق بس تخيلي كدا اني اموت بقهرتي بسبب انك خدعتني مثلا موتي موت عادي ولا اني اكتشف خديعتك؟!
“ماهو كمان خدعك انت وهادي وكان متعمد ده؟!
“ومن منا بلا خطيئة يا مرسال، كوني شخص مخطئ واجرمت في حق ناس معينة ده مش بيسلب مني مشاعري والي ممكن تكون نقطة ضعفي يعني انا ممكن اتحمل اي عقاب في العالم الا ان العقاب يكون خديعة منك انت كذلك توفيق مستحيل يتحمل خديعة جوهر ولما توفيق يموت جوهر هتعيش الباقي من حياتها في تعاسة وهي مفكرة انها الي قتلت توفيق فليه من الاول كل ده واخليها تعيش الالم ده
سألته مرسال: هو انت بجد مش عايز ترجع تاني لحياتك القديمة والترف الي كنت عايش فيه؟!
“لا.. وعمري ما فكرت”
“ليه”
“مش عارف بس يمكن لاني كنت حاسس بالاكتفاء ..يعني هحتاج ايه اكتر من كون جدي معي وعايش في وسط كتبي وبشتغل لقوت يومي وبصراحة بالنسبالي الحياة دي كانت كافية، عمري ما فكرت اجمع ثروة يمكن الحاجة الي كنت بجمع ليها هو علاج جدي مش اكتر .”
“يعني عمر ما كان عندك طموح تجاه اي شيء؟!”
“ده قبل ما اشوفك ولا بعد؟!”
“وهي هتفرق؟! ”
“في بداية معرفتي بك مكنتش تفرق اوي بس لما بقيتي شيء بالنسبالي فرقت جدا علشانك. ”
“ازاي؟!”
” بقي كل طموحي في الحياة ازاي اقدر اسعدك باي شكل.. ويمكن ده السبب الي بيخلني اكرس وقت للشغل. ”
ابتسمت مرسال فكمل حد كلامه: مرسال؟
اممم”
“هو انا كنت اناني لما فكرت ارفض بدون ما اراعي رغبتك او حتي افكر فإن ممكن تكون لك رغبة فانك تعيشي في القصر؟”
“وهو انت ليه بتحكم علي بأني عندي رغبة فأني اكون سيدة قصر أو أعيش فيه؟!، انا ميهمنيش مستواك المادي ولا حالتك الاجتماعية ايه انا المهم بالنسبالي الشخص الي هعيش معه هو ايه وبصراحة انا مستعدة اعيش معاك في اي مكان..حد أنت عارف اني بحبك صح؟!
بصلها باستغراب ممزوج بالسعادة: لا قولي كدا تاني علشان مش عارف
خبت وشها من الخجل بدون ما تراعي هي قالت ايه وقامت من مكانها بتقول: ماما بتنده علي سلام.. جات مرسال تمشي كانت هتقع علي وشها علشان كانت مغطيه بأيدها فسندها حد بيمسك ايدها، بعدت ايده وهي بتقول: سبني انا عارفة طريقي كويس
ابتسم حد ومعقبيش ودخل محمد في الوقت ده بيقول: هي فين الاستاذ جوهر احنا خلاص حضرنا العشا
ابتسم حد بيقول: جوهر مشيت وانا كمان استئاذنك بالمشي يا عمي
بصله محمد باستغراب: مشيت؟! ليه؟!
“يمكن الوقت أتأخر”
“طب والعشا؟!”
“في وقت تاني بعد اذنك يا عمي.. ”
قال حد جملته الاخيرة ومشي عدى اليوم وجه الصبح بيإذن عن بزوغه قام حد كالعادة علشان يستعد لتوصيل مرسال بس قبل ما يروح لمرسال راح لدينا الاول الي لاقيها قاعدة في استراحة القهوة بتقرا اتقدم ناحيتها وقعد قصدها وهو بيعدل الايس كاب بيقول: بس حلو الايس كاب ده بيدفي
انتبهت له دينا ورفعت راسها، ابتسمت بتقول: صباح الخير يا حد
“اه ماهو لازم يكون خير علشان شوفتني.”
ابتسمت دينا ومعقبتيش فتابع حد بيقول: دينا
بصتله منتظراه يكمل فكمل: انت ممكن متسافريش؟!
“تاني يا حد؟! يعني لسه محتفظ بانانيتك بعد ما قولتك على الي فيها؟!
“أنا فعلا أناني نوعا ما لاني عايز حاجتين في نفس الوقت بس ما علينا ده مش موضوعنا انا بس كنت عايز اقولك انه متسافريش وخليك في مصر وانا وجدي كدا كدا كنا هنسيب الاوضة دي سواء دلوقتي او بعدين
“انت قصدك انك هتسيب بيتنا؟!”
” بيتك… احنا في النهاية كنا مجرد مستأجرين زي ما قولتي. ”
“حد انت عارف اني مكنتش اقصد وانت فاهم ده كويس وان…”
“قاطعها بيقول : انا فاهم كل ده وفاهم انك اكيد متقصديش بس دي حقيقة في النهاية يا دينا ومينفعيش نتجاهل.. علي اي حال هننقل انا وجدي بعد اسبوع تكون الشقة خلصت.. ”
قال جملته الاخيرة ومستناش حتى ردها وقام ومشي لمرسال، ولما وصل لاقيها مستيناه هي وباباها عند باب العمارة كالعادة. وبمجرد ما شافته ابتسمت، وركبت هي وباباها، ومشي حد بالتاكسي بس فجأة بدأت مرسال تحس ان الطريق الي ماشية فيه غير طريق الجامعة، فبصت لحد باستغراب بتقول: احنا رايحين فين؟
ابتسم حد بيقول: لما نوصل هتعرفي..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد)