رواية أميرة القصر الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم مايسة ريان
رواية أميرة القصر الجزء الرابع والعشرون
رواية أميرة القصر البارت الرابع والعشرون
رواية أميرة القصر الحلقة الرابعة والعشرون
قال شريف ليوسف وهو ينظر الى هاتفه
شريف : جينا أتصلت على تليفونى مرتين .
كانا فى السيارة فى طريقهما عائدين الى القاهرة من موقع البناء .
شعر يوسف بالقلق فجأة يسيطر عليه وتناول هاتفه ونظر الى الرسائل الواردة ووجد لديه أربعة رسائل منها فى ساعه واحده وقال بقلق
يوسف : وأنا كمان حاولت تكلمنى أربع مرات .
اتصل بها على الفور , رن الهاتف لفترة طويله وأخيرا ردت ولكن الصوت لم يكن لها وتجمدت الدماء فى عروقه وهو يسمع صوت ريهام المنتحب وهى تخبره بكلمات متقطعه وسط ضوضاء شديده عما حدث لجينا .
طارت بهما السيارة والمسافه التى تأخذها السيارة فى نصف ساعه أختصرها يوسف الى ربع ساعه .
******
وصلا الى المكان الذى أعطته ريهام عنوانه ووجدا سيارات الشرطه وسيارات الاسعاف هناك ولكن لا أحد يتحرك , كل فى مكانه ينتظرون أن تنتهى المعركه فى الداخل حتى يستطيعوا التدخل لم يفكر يوسف وشريف لثانيه واحده وقررا أقتحام المكان فوجدا أمين شرطه يعترض طريقهما فأزاحاه جانبا وعبرا الباب ووقفا ينظران الى الدمار الذى ساد المكان وقد كان جحيما على الأرض
يوسف : ريهام بتقول أنهم مستخبيين ورا البار.
قال شريف مذهولا
شريف : وهوه فين البار ده المكان كله مدمر .
حمل كل منهما مقعدا وراحا يشقان طريقهما الى الداخل .
******
حمل يوسف جسدها الساكن بين ذراعيه , لم تترك له الدماء لمحه واحده من ملامحها يستطيع رؤيتها فضمها الى صدره ملتاعا يمسك الرعب بتلابيب قلبه , شق لهم شريف وأمير الطريق ليخرجوا وفى الخارج أستقبلهم المسعفون وكانت دماءها قد تركت أثارها على ملابسهم حتى ظنوا أنهم جميعا مصابون .
وركب يوسف معها سيارة الأسعاف وقد تبين له من وجوه المسعفين أن وضعها سئ .. سئ للغايه .
******
فى المشفى خرج اليهم طبيب الطوارئ ليقول ما جعل البرد يسيطر على أوصاله .
أدخلوها على الفور الى حجرة العمليات والفحص الأولى يشير الى وجود تهشم فى الجمجمه ونزيف داخلى وقد فقدت الكثير من الدماء كما أن لديها كسور فى الأضلع وفى أماكن أخرى متفرقه بالجسم وقد تضرر الطحال ومن المرجح أن يتم أستئصاله وما لم يقله صراحة أن حياتها فى خطر والموت أقرب اليها من الحياه .
ما مر بعد ذلك كان كابوسا رهيبا , ساعات وساعات قضتها داخل غرفة العمليات أجرت خلالها عمليتان وخرج بعدها أحد الأطباء ليخبرهم بسيطرتهم على النزيف الداخلى ونقلوا لها لترات من الدماء ولكن حالتها ليست مستقرة بعد ومازالت فى غيبوبه وأدخلوها الى حجرة العنايه المركزة , وبقى يوسف جالسا أمام حجرة العنايه رافضا الذهاب الى أى مكان .. لم يرى من جاء ومن ذهب ولم يكن يسمع كلمه مما كانت تقال له فروحه تقبع هناك داخل هذه الحجرة وقد يفقدها فى أى وقت .
******
فى مساء اليوم التالى حضرت ليليان مع زوجها وما كادت ترى أبنتها فى تلك الحاله حتى سقطت منهارة وأضطروا الى أعطاءها حقنه مهدئه وتم حجزها فى نفس المشفى
وبعد أن أستيقظت صممت على الذهاب لرؤية أبنتها وحاول خالد منعها من التحرك ولكنها دفعته عنها , وهى فى طريقها الى الباب ترنحت وكادت أن تقع فأمسك بها وضمها اليه فبكت منتحبه
ليليان : أنا السبب .. أنا اللى سيبتها .. كنت فاكره أنى بعمل كده لمصلحتها .. صدقنى يا خالد .
خالد : مصدقك حبيبتى .. أنتى بس أهدى وان شاءالله هتكون بخير وتقوم بالسلامه .
رفعت وجهها المنهار اليه وقالت
ليليان : شفتها ؟ .. شفت الخراطيم اللى خارجه من بؤها.. وجسمها كله متكسر أزاى … وشعرها .. حلقوا شعرها .. بنتى بتموت.
ضمها اليه بقوة وأنسابت دموعه ومد يده ورن الجرس فدخلت الممرضه وعندما رأت حالتها أسرعت تستدعى الطبيب الذى أمر بأعطاءها جرعه أخرى من المهدئ .
******
حملت عايده صينية الشاى وكانت تهم بالخروج عندما أستوقفتها كريمان
كريمان : أوعى ماما تتصل وتقوليلها أى حاجه عن جينا .
دمعت عينا عايده وقالت بصوت باكى
عايده : لأ طبعا مش هقولها حاجه .. أطمنى .
وخرجت عايده فسألت عمر
كريمان : وأنت يا عمر قلت لخالى أيه لما كلمته ؟
عمر : طلبت منه يمسك فيها تقعد معاه لأى سبب .. المهم يقنعها تفضل عنده فترة لحد مانطمن على حالة جينا .
سألت ليلى
ليلى : وهيه وضعها أيه دلوقتى يا كريمان ؟
هزت كريمان كتفيها بأسف
كريمان : زى ما هيه لسه فى غيبوبه .. والخوف الأكبر لو أستمرت الغيبوبه فترة طويله .. يعنى غيبوبه لا يعلم مداها الا الله .
فردت ليلى تهز رأسها بأسف
ليلى : دى أخرة الأستهتار .
كريمان : عندك حق .
شعر عمر بالأستياء والغضب من حديثهما الخالى من المشاعر وكأنهما يتحدثان عن فتاة غريبه , شعر بالدموع تخنقه حزينا على تلك الشابه الجميله المفعمه بالحياة التى كبرت وشبت أمام عينيه والتى ترقد الأن فى المشفى ملتفه بالضمادات وهى بين الحياة والموت .
لم يتحمل حسام الذى كان يجلس متكورا على الأريكه تلك الطريقه التى يتحدثان بها عنها وهى التى دفعت حياتها فى سبيل أنقاذه من مصير مظلم دفعه اليه كبت كان يعانى منه لسنوات .. أنها ضحيته الملقاه الأن فى المشفى بين الحياة والموت , لم يجرؤ على زيارتها حتى لا يرى جريمته بعينيه , يكفى ما يسمعه من وصف لحالتها ولشكلها , لقد جبن من قول الحقيقه عن السبب الذى جعلها تذهب الى هذا المكان ولكنه الأن لم يعد يستطيع أن يصمت ويترك أمه تتحدث عنها بهذا الشكل , وقف حسام وقد أحمر وجهه غضبا
حسام : مش حرام عليكوا تشمتوا فى واحده هيه دلوقتى بين أيدين ربنا ؟
صاحت به كريمان بحده
كريمان : أيه يا ولد نشمت دى ؟
سالت دموع حسام وجسده ينتفض بأنفعال
حسام : آه بتشمتوا .. جينا اللى جرالها ده بسببى أنا .. جينا لما عرفت أنى رايح أسهر هناك راحت ورايا وبعتتلى أخو ريهام عشان يخرجنى ولما رفضت دخلت بنفسها .. وهددتنى لو ماخرجتش معاها مش هتخرج هيه كمان .. وقبل ما نخرج حصلت الخناقه وزى أى جبان هربت وسيبتها .. ماحاولتش حتى أمد أيدى وأسحبها معايا .. قلت يالا نفسى .. مش ده اللى أنتى علمتهولى ياماما .. أنى أشوف مصلحتى وأى حد تانى يتفلق .. أنا عملت كده .. هربت بحياتى وسيبت جينا يداس عليها بالجذم .. هيه حاولت تنقذنى وأنا قتلتها بجبنى .. أيه رأيك فى أبنك بقى دلوقتى ومين الأحسن فينا أنا والا هيه ؟
منعت ليلى نفسها بقوة من أن تتعاطف معها .. يجب أن تظل كراهيتها لها فى قلبها متقده .. لم تكن بالقسوة التى تجعلها تتمنى لها الموت ولكنها لا تريدها أيضا أن تتحول الى ملاك فى نظر البعض .
شعر عمر بمزيج من المرارة والأسى وهو ينظر بأتهام الى وجه كريمان المذهول , كل أم يجب أن تحب أبناءها ولكن ليس الى حد الجنون بهم , تتمنى لهم الخير ولكن لا تتمنى زواله عن غيرهم , تخاف عليهم وتحوطهم بحبها وحمايتها ولكن لا تضعهم فى قفص وتقف حارسا عليهم , حسام الأن يتآكله الشعور بالذنب وكم يكون هذا الأحساس مدمرا ومعذبا لصاحبه ويحتاج الى من يحتويه ويخفف عنه وقد يكون أعترافه بذنبه أفضل من حبسه بداخله حتى لا يقضى عليه .
صدمه وذهول ثم خيبة أمل .. أبنها الذى تعبت فى تربيته وثقل أخلاقه وشيمه .. من سهرت الليالى تخطط لمستقبله .. يفعل هذا ؟..يصاحب رفاق سؤ ؟… يذهب الى أماكن اللهو والفجور ؟.. ينزلق بقدميه الى هوة المخدرات والأدمان ؟.. ينسف أحلامها وآمالها؟ .. هبت كريمان على قدميها وأندفعت تجاه حسام بغضب ونزل كفها بقوة على وجهه تصفعه
كريمان : يا كلب .. أزاى تتجرأ تروح مكان موبؤ زى ده ؟ .. مفيش خروج من البيت بعد كده غير على كليتك وبس .. فاهم ؟
******
تقدمت ريهام من يوسف وجلست فى المقعد المجاور له صامته فقد تعلمت خلال زياراتها السابقه أن لا جدوى من فتح أى حديث معه ولكن حقيقة ما حدث تلك الليله المشؤومه مازال سرا بين الأصدقاء الأربعه لم تعلم به عائلة جينا وكانت ريهام تظن أن من الظلم جعلهم يسيؤن الظن بها وهى بريئه , فقالت بلا مقدمات
ريهام : أستاذ يوسف .. أقسملك بالله أن أحنا ماكناش رايحين المكان ده عشان ..
قاطعها بهدؤ
يوسف : عارف كل حاجه يا ريهام .. حسام قال على اللى حصل .
قالت ريهام بسخريه مريرة
ريهام : صحيح ؟ .. على الأقل عمل حاجه كويسه .
ثم مدت يدها اليه بحقيبة جينا وتابعت
ريهام : دى شنطة جينا اللى كانت معاها يوم الحادثه ..
أخذها منها ووضعها على ركبتيه والأسى فى عينيه
ريهام : ماكنتش أعرف أن جينا مسافرة تانى يوم غير لما شفت الباسبور والتذكرة فى الشنطه .
ألتفت اليها يوسف بحده
يوسف : مسافرة ؟
فتح يوسف الحقيبه وأخرج جواز سفرها البريطانى ووجد بداخله تذكرة ذهاب بتاريخ اليوم التالى للحادث الذى وقع لها كانت تنوى الهرب دون أعلام أحد حتى هو , آلمه ما أكتشفه الأن وصعبت عليه نفسه كانت ستهجره وتسافر ويحرم من وجودها بجانبه والأن يقف الموت على بابها يهدد بأخذها منه الى الأبد , أعاد الجواز الى الحقيبه وخنقته العبرات .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)