روايات

رواية وعود الليل الفصل السابع 7 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الفصل السابع 7 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الجزء السابع

رواية وعود الليل البارت السابع

وعود الليل
وعود الليل

رواية وعود الليل الحلقة السابعة

🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
الإهتمام بيغرس بذور الحب، بيثبت جذور المودة، بيقرب المسافات ويمحي خطوات البعد.
من وقت ما غلطت وهي بتحاول تكفر عن غلطها، سابت كل حاجة بالتدريج، بطلت تشرب ومنعت السهر بتروح الشركة على فترات، بذلت مجهود كبير علشان تقرب من مارية، كل يوم بتكتشف فيه صفة جديدة في بنتها، مع الوقت البنت اتعودت على إهتمام أمها، بدأت تتغير للأحسن، ثابت هو كمان بسبب اهتمامها بدأ يهد الأسوار اللي بينهم، حب قربها منه، الهدوء والسعادة اللي بيشوفهم في وش بنته كفاية بالنسبة ليه، مش فاهم سبب تغير هدى لكن المهم إنها اتغيرت.
حضرت الفطار، طلعت للجناح الخاص بيها وصحت ثابت، ابتسم بنعاس وقال
النهاردة الأحد، أجازة يا هدى، ولا ناسية.
هدي : لأ مش ناسية، بس حضرت فطار لينا إحنا التلاتة، انت عارف ان مارية بتحب نقضي اليوم مع بعض.
ثابت : طيب افطروا سوا، نفسي انام.
شالت الغطا وقالتله :
متحاولش، قوم يلا بلاش كسل.
ثابت : معقول التغيير ده كله يا هدى، انتِ اتبدلتي، كأنك واحدة تانية.
ابتسمت بخفوت وحاولت تبين إنها طبيعية وهو قام ياخد حمام علشان يفطر مع مراته وبنته.
نزلوا واتجمعوا على الفطار، كان جو كله مرح وهزار، ثابت ومارية مستمتعين بالأكل وهدى بتبص عليهم بحب.
نزع منها سعادتها دي كلام ثابت اللي صدمها لما قالها
ستيف رجع ألمانيا، عمل مشكلة كبيرة في السويد وكان لازم يرجع هنا.
الأكل وقف في حلقها وفضلت تكح، أنفاسها انسحبت، قامت مارية بخوف ومدتلها كوب ماية، وثابت وقف جنبها يساعدها تشرب.
غمضت عنيها لحد ما هدأت نوبة فزعها وسألت بتردد
عمل مشكلة إزاي، مش هو اللي طلب يتنقل الفرع في السويد بنفسه.
ثابت : ورط نفسه مع ناس مش تمام، كان بيلعب معاهم ورق، وخسر مبلغ كبير جدا، تقدري تقولي دخل في منطقة خطر، مافيا وحكاية كبيرة، أنا مكنتش هساعده لولا إنه صديقنا من زمان وبسببه عملنا شغل كتير ومهم.
دفعتله ٢٠٠ ألف دولار ورجعته هنا.
هدى : بس ده مبلغ كبير يا ثابت.
ثابت : هيتخصم من مرتبه على دفعات، متقلقيش.
ثابت ومارية انشغلوا في الكلام مع بعض وهي تاهت، دخلت في دوامة صعب ويمكن مستحيل تطلع منها.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كانت بتغير ملابس إبنها، دخلت عليها والدته كلمتها بصوت هامس
غيري ليوسف وتعالي يا وعد، جوزك وحماتك برة
وعد : مش خارجة يا ماما ومش عاوزة أشوف حد
سعاد : استهدي بالله يابنتي واطلعي شوفيهم هيقولوا إيه، ميصحش كده، يلا ياقلبي علشان خاطر أبوكي ميزعلش.
وعد : حاضر يا ماما، بس خلي بالك، أنا مش راجعة مع أمجد تاني بعد ما طردني من بيته.
سعاد : يابنتي وطي صوتك، هنشوف الأول جايين ليه وبعدها نعرف هنعمل ايه.
انتظروها لمدة بسيطة، خرجت بعد ما نيمت ابنها، متكلمتش، راحت قعدت جنب والدها في صمت.
حماتها عاتبتها بحدة وقالت :
كده يا وعد، تسيبي بيتك وتحرمينا من يوسف، مش عيب كده.
وعد : العيب هو اللي إبنك عمله يا حماتي، أمجد بيه قالي لو طلعتي من البيت مترجعيش تاني، وانا بنفذ كلامه.
أمجد بغضب : احمدي ربك إني سبتك تطلعي، المفروض كنت كسرتلك رجليكي الاتنين.
ممدوح : ميصحش كده يابني.
أمجد : اعذرني ياعم ممدوح، بس وعد متدلعة بزيادة، ليل نهار بتشتكي ومش عاجبها حاجة، اعملها إيه، اسيب شغلنا واقعد ادلع وادادي.
وردة : وهو حتى الشغل مقطع بعضه، ده أمجد ياحبة عيني شايل الهم وساكت، الحال واقف، من وقت الكورونا والخامات غليت، بقت نار، ده لولا ستر ربنا كان المحلات اتقفلت من بدري.
وعد : وأنا ذنبي إيه.
وردة : ذنبك انه جوزك، تتحمليه وتهوني عليه مش تنكدي عليه في الروحة والجاية، وعلى رأي المثل، الخير على قدوم الواردين.
قالتها بسخرية وكأنها بتحمل وعد سبب ضيق الحال.
وعد كانت هترد لكن والدها منعها واتكلم بهدوء
شوف يا أمجد، احنا من البداية اتفقنا واكدنا عليك إن البنت هتكمل علامها وانت وافقت، إحنا عاوزين نعرف ناوي على ايه بالظبط.
أمجد : ناوي ان مراتي تقعد في البيت وتهتم بيا وبابني ياعم ممدوح.
ممدوح : يعني كنت بتضحك عليا بقى.
أمجد : استغفر الله العظيم، لا والله ابدا، بس أنا بشوف الدنيا حواليا صعبة والناس وحشة، مقدرش اطلعها في وسط العالم ده وأفضل حاطط ايدي على قلبي خايف يحصلها حاجة.
ممدوح : يعني ايه، هتضيع مستقبلها علشان خايف عليها، حلوة دي.
أمجد : ياعم ممدوح المستقبل بأيد ربنا وانت عارف إنها حتى لو اخدت دكتوراة مش هشغلها، خليها ترجع معانا وتخزي الشيطان.
ممدوح بغضب : لأ مفيش رجوع ياسيدي، أنا غلطت لما صدقت كلامكم من الأول، الكل قالي بلاش، بيضحكوا عليك وأنا صممت على رأيي، عارف لو كنت صارحتني بتفكيرك ده وقتها كنت هحترمك، لكن الكذب والملاوعة مياكلوش معايا.
وردة قلبها وجعها، هي عارفة كويس ان ابنها عنيد وعارفة ان ممدوح بيكره الكذب كره العمى، وعد كمان خافت، حست ان نهاية الكلام هتكون خسارة لها لوحدها، أما هترجع مع أمجد وتعيش وتسكت واما تبعد عنه وتخسر حبها وابنها يتحرم من أبوه.
أمجد معجبوش عصبية ممدوح وطريقة هجومه عليه، بدأ هو كمان تزيد عصبيته، اتكلم بجدية
اسمعني يا عم ممدوح، بيتي ومراتى انا حر فيهم، انت ابوها على عيني وراسي لكن ملكش تدخل بينا ولا تحدد أسلوب تعاملي معاها.
ممدوح بغضب : تمام، وانت ملكش عندي بنات واعلى ما في خيلك اركبه، على أخر الزمن عيل زيك هيعلمني اعمل ايه ومعملش ايه.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
سافرت الغردقة، وهو هيتجنن عليها، حاول يوصلها ومفيش فايدة، بيتصل بها كل يوم موبايلها مقفول ولما فقد الأمل انها ترد جاله رسالة ان موبايلها اصبح متاح، فتحت الموبايل بعد ٣ أيام من غيابها.
كان بيحاول يتجاهل اشتياقه لها لكن غصب عنه لقى نفسه بيحاول يتصل ، فتحت المكالمة وردت بصوت متعب وحزين :
ايوة يا أكرم.
اكرم : انتِ فين، ممكن أعرف.
كاريمان : سافرت الغردقة مع امي.
أكرم بحدة : آه، الهانم مسافرة تتفسح وانا هنا هموت من القلق، كاريمان هانم عايشة حياتها.
ردت عليه بصوت غاضب
انت بتعلي صوتك ليه، أنا حرة اعمل اللي يعجبني.
أكرم : يعني ايه حرة دي، وأنا بالنسبة ليكي شفاف يعني، عادي اخبط راسي في الحيط.
كاريمان : انت ملكش دعوة بيا، لا انت ابويا ولا اخويا، احنا أصحاب وبس.
أكرم : أصحاب! لأ بقى إحنا مش أصحاب، أنا بحبك، فاهمة يعني ايه بحبك ومش هستمر في التمثيلية البايخة دي تاني، عاوزة تكمل علاقتنا بالشكل ده وتحت المسمى ده، اني حبيبك تمام، هجيب والدتي واجيلك اتقدم رسمي، مصممة تعتبري اللي بينا صداقة وصحوبية فأنا آسف، مش هقدر اكمل.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
النوم خاصم هدى، منعها ترتاح ولو دقايق، بيعاقبها زي ما هي بتعاقب نفسها، رجوع ستيفن مكنش صدفة، هي توقعت ده ولما شافته في الشركة، اتأكدت من نظراته إنه مش ناوي على خير.
شاورلها بعنيه انه عاوز يكلمها، راحتله مكتبه من غير ما ثابت يلاحظ، اول ما دخلت المكتب حاول يحضنها لكنها دفعته بنفور ورفض، ابتسم ببرود وقالها
واضح إني موحشتكيش، بس انتِ وحشاني اوي.
هدى : انت عاوز ايه، ورجعت تاني في التوقيت ده بالذات ليه، حرام عليك أنا ما صدقت حياتي تتعدل، بلاش تخرب بيتي وارجع مكان ما كنت.
ستيفن : مقدرش، وبعدين ايه يخليني اسيب بيتي وبلدي واعيش في مكان ثاني، كفاية عليكي اوي كده، سبتك سنتين كاملين تريحي اعصابك وتهدي، وعلى حسب اللي شايفة علاقتك مع ثابت أحسن من أول بكتير، يعني تأثيري حلو عليكم.
بكت هدى من التوتر والخوف، عاجزة عن التفكير، خايفة تعلي صوتها حد يسمعها وخايفة تسكت يتمادى في تلميحاته، قربت منه وهي بتتكلم بكره واضح
انت شخص مقرف، حقير، أنا هطلب من ثابت يفصلك من الشركة ويبعدك عن حياتنا.
شدها لحضنه غصب عنها وقال بتحذير
حاولي تعمليها وانا هفرجه على الصور بتاعتنا واخليه يستمتع ببلاش، هعرفه أد إيه هو مغفل ووقتها مش هيفصلني لوحدي ده هيرميكي برة بيته وحياته ومش بعيد يقتلك.
استغل حالة الضياع اللي هي فيها وباسها برغبة وقوة، قبل ما تبعده عنها كان ثابت فاتح باب المكتب وشايف المنظر ده.
ستيفن بعد عنها وانصدم لما شافه قدامهم، ثابت هجم عليه يخنقه بغل وغيرة، ضربه بكل قوته لكن ستيفن جسمه أقوى وسنه أصغر، ستيفن قدر يهرب من ثابت بصعوبة، فرق القوة بينهم خلته يزقه ويهرب لكن هدى فضلت مكانها وكأنها مشلولة، بتترعش برعب، متخيلتش في أسوأ كوابيسها إن نهايتها تكون كده، بتبكي برعب.
ثابت صدمته حولته من شخص هاديء، تصرفاته محسوبة لإنسان بدون عقل أو روح، جري ناحية مكتبه، فتح الدرج وأخذ منه المسدس ورجع لهدى
صوب المسدس ناحيتها ودموعه مغرقه وشه، يمكن أول مره في حياته يبكي بالشكل ده، دموع ذل ووجع، دموع راجل شاف مراته في حضن راجل تاني، بيلمسها بطريقة مقرفة وهي متقبلة ده وساكتة، بيسأل نفسه بهستيريا ليه، ليه يحصل معايا كده، أنا ياما غلطت، ارتكبت ذنوب، زي كل البشر، لكن العقاب ده بشع، صعب إنسان يتحمله، الخيانة بتقتل.
عقله وقف عند الكلمة، فعلاً هو مات خلاص، روحه فقدت رغبتها في الحياة وزي ما هو مات لازم هدى تموت، تدفع تمن خيانتها.
اتكلمت هي بضعف ورجاء :
اسمعني الأول يا ثابت، أنا مظلومة والله، صدقني كانت مرة وكنت غايبة عن الوعي، بصت في الأرض بخزي وندم، قالتله :
كنت سكرانه وهو استغل الفرصه، وبعد كده بعدت عنه، اقسم بالله حاولت ابعد بس هو كان بيطاردني، معاه صور لينا في أوضاع..
مقدرتش تكمل وبدأت تبكي بقوة، لكن ثابت مكنش سامع أي كلمة أو تبرير منها، كأنه مدبوح وروحه بتفارقه، اتكلم بوجع
ليه يا هدى، ده أنا اكرمتك سنين، عمري ما قولتلك على طلب لأ، عمري ما بصيت لست غيرك ولا ضعفت، رغم ان الكل حوالينا بيخون، أنا معملتش ده، ليه؟
قبل ما ترد كان صوت الرصاص بينهي الألم اللي بيقتله، رمي المسدس من ايديه وغمض عيونه، مفيش حاجه ممكن يعملها غير إنه يغمض عينيه يمكن يصحى من الواقع المرير ده ويلاقي كل ده خيال، وهم ومحصلش.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وعود الليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى