رواية طغيان الفصل الثالث 3 بقلم ملك إبراهيم
رواية طغيان الجزء الثالث
رواية طغيان البارت الثالث
رواية طغيان الحلقة الثالثة
وقف عمران البسيوني عم ورد وترك العزاء واقترب من سليم يتحدث اليه بغضب: – مش حريم عيلة البسيوني اللي ينطردو من بيوتكم يا ابن الشهاوي، اللي انت عملته ده هتدفع تمنه انت وعيلتك غالي أوي..
قطب سليم ما بين حاجبيه بدهشة نظر اليه عم ورد بغضب وتركه وذهب، تجاهل سليم ما قاله واقترب من والده يتحدث اليه: انت كويس يا بويا؟
نظر اليه والده بحزن كبير، كيف يقول له انه بخير بعد ان دفن قطعة من قلبه بالتراب تحدث اليه بقلب مكسور
موت اخوك كسرني أوي يا سليم
تلألأت عين سليم بالدموع لكنه تماسك امام والده كي يكون هو مصدر القوة له ولوالدته موت شقيقه لم يكسر والديه فقط، بل كسر سليم أيضا، كان سليم يحب شقيقه الكبير بشدة، كان عواد يحمل عنه الكثير، اصبح الان وحيدا بلا اخ، بلا سند بلا ظهر بلل ريقه وتحدث الي والده بصوت مكتوم من شدة
الحزن
– ادعيله يا بويا ربنا يرحمه، عواد مش محتاج مننا غير الدعوات دلوقتي
اغمض والده عينيه بحزن، يخفي بداخله ألم شديد، تحدث بقلب انفطر من الحزن على فقدان قطعة منه:
– ربنا يرحمه ويصبرنا على فراقه ياولدي
نظر سليم الي والده بحزن، اعتدل في وقفته ينظر امامه بحزن شديد يستقبل العزاء وهو لا يصدق انه لن يرى شقيقه بعد الآن.
في منزل عمران البسيوني عم ورد. ارتفع صوت زوجة عمها “بدريه” تتحدث رواية بغضب بعد الاهانه التي تعرضت لها هي ونساء عائلتها بدوار العمدة.
وقف ابنها الوحيد “منصور” يتطلع اليها ببرود قائلاً:
عندهم حق يعملوا اكثر من كده، يعني مش غريبه ابنهم يقتل نفسه قدام القطر في صباحيته
استمعت ورد الي حديث ابن عمها وهي بداخل احد الغرف، لماذا يحملها الجميع ذنب موته هل سيظل يأذيها بعد موته كما آذاها وهو على قيد الحياة، ضمت وجهها بيدها وهي تبكي تتمنى لو كانت بداخل كابوس مزعج ويمكنها الاستيقاظ منه، وتجد نفسها مازالت بمنزل خالتها بالإسكندرية وتجهز أوراقها للالتحاق بالجامعه.
ارتجف جسدها بعد ان وصل لمسمعها صوت عمها عمران.
دخل عمران المنزل وهو يستمع الي صوت زوجته الغاضب، اقترب منها يتحدث اليها بصوت قوي:
– ايه اللي حصل في دوار العمدة يا بدرية؟!
تحدثت زوجته بغضب شديد
ام عواد وحريم عيلة الشهاوي كلتهم بهدلونا يا ابو منصور، وجه ابنهم بتاع مصر وطردنا احنا وبنت اخوك
زفر عمران بغضب وهو يستمع الي حديث
زوجته، كل ما يشغله الان؛ ماذا سيفعل مع ابنة
اخيه بعد ان مات زوجها بعد اول ليلة في
الزواج، هل سيزوجها من رجل اخر، لكنه لن
يجد احد يناسبه بهذه البلد بعد زواجها من ابن
كبير البلد وموته بصباحية الزفاف، كان يعتقد
انه تخلص من مسؤوليتها بعد زواجها من ابن
كبير البلد، كان اتفاقه معهم مقابل الزواج ان لا
يطالبونه بحقها في ارث والدها ويرغمها زوجها على التنازل لعمها بعد ان تتم سنها القانونيا، يعلم انهم كانوا لن يطالبونه بميراثها؛ نظرًا لحجم الارض الكبير التي يملكونها، فقط كانوا يريدون زوجة لابنهم.
فاق من شروده علي صوت ولده منصور تحدث اليه بملل قائلاً:
واخرتها ايه يا ابوي، احنا مش قد عيلة الشهاوي ومش عايزين ندخل معاهم في مشاكل الناس عندهم حق ايه اللي يخلي ابنهم يقتل نفسه يوم صباحيته ويقف قدام القطر، هتكون عملت فيه ايه؟!
شهقت بدرية قائلة بصدمة:
– هيكون ملقهاش بت بنوت؟!
ظهر صوت لإمرأة اخري بنفس المنزل، تقترب منهم ببطنها البارزة التي تظهر حملها في الشهور الأخيرة، تحدثت اليهم بصوت قوي ذو نبرة حادة
هيكون ملقهاش بنت بنوت ازاي وهو داخل عليها بلدي ومحدش اتحرك من مكانه قبل ما اطمنوا انها عفيفه
بللت بدرية ريقها وهي تنظر الي “صفا” زوجة ابنها منصور بنت عائلة من كبار البلد اختارها عمران للزواج من ابنه طمعا في اموال عائلتها، كونها ابنة العائلة الوحيدة والمد الله، أنجبت صفا فتاة بعد اول عام من زواجها والان تحمل بطفلتها الثانيه، غضب منصور بشدة عندما اخبرته ان الطبيبه أكدت لها حملها بفتاة للمرة الثانية، تعلم صفا ان زوجها تزوجها من اجل ارضاء والده فقط واختارها والده للزواج من ابنه طمعا بآرثها من عائلتها، تعيش حياة تعيسه بهذا المنزل
الطمع يحاط بها من قبل والد زوجها، والبرود والاهمال يحاط بها من قبل زوجها.
نظر اليها عمران قائلاً بتأكيد علي حديثها: – صفا عندها حق بتنا شريفه واحنا وأهله والبلد كلتها اتوكدنا من عفتها ليلة الفرح
تحدثت صفا بفضول وهي تنظر حولها هي ورد فين دلوقتي؟!
تحدث زوجها منصور ببرود مختلط بالقسوة – هتلاقيها مرميه في الاوضه جوه، يبقى عملت فينا معروف لو ماتت هي كمان وتخلصنا
استمعت ورد إلى حديثهم القاسي عنها وهي بداخل الغرفة، انهمرت الدموع علي خديها، لا تعلم ماذا سيفعلون بها الآن.
فتحت صفا باب الغرفة ودخلت اليها، اغلقت الباب خلفها واقتربت من ورد رفعت ورد وجهها تنظر اليها بعين باكيها ووجه مازال به اثار للضرب والعنف الذي تعرضت اليه ليلة امس، شهقت صفا بفزع قائلة لها:
– مين اللي عمل فيكي كده يا ورد؟!
ارتجف جسد ورد بخوف، تحدثت اليها ببكاء: – عواد اللي عمل فيا كده امبارح
جحظت عين صفا قائلة لها بفزع روا – ليه عمل فيكي كده ايه اللي حصل؟!
لا تعلم ورد حتى الان لماذا فعل بها ما فعله تعتقد ان هذا هو الزواج حقا كما اخبرها، انهارت في البكاء قائلة لها:
كان بيقولي ان ده الجواز
قطبت صفا ما بين حاجبيها قائلة بفضول: جواز ايه انا مش فاهمه حاجة؟
نظرت اليها ورد بخوف تخشى ان تخبرها ان عواد شكك بأخلاقها واتهمها انها ليست عذراء، خفضت وجهها وتحدثت ببكاء: – انا اتعذبت اوي في الليلة اللي عشتها في بيتهم
رفعت صفا وجه ورد بيدها قائلة لها بفضول: روايه هو عواد طلع سادي ؟!
هزت ورد رأسها قائلة ببكاء:
مش عارفه انا مش عارفه حاجه ابدا انا فجأة لقيت نفسي في اوضه واحده مع واحد
اول مرة اشوفه والباب مقفول علينا المفروض انه جوزي وانا مش عارفه ولا فاهمه هيبقى جوزي ازاي، كان بيتعامل معايا بقسوة وكأن في بينا طار، كان بيضربني بكل قوته وانا خايفه اصرخ عشان ميضربنيش
اکثر
جحظت عين صفا وهي تستمع الي حديثها، انهارت ورد اكثر في البكاء قائلة لها:
– مش قادرة اوصفلك الاحساس اللي كنت حاسه بيه وقتها، وبعد كل اللي عمله فيا فجأة سابني وخرج وانا مقدرتش اقوم حتى من مكاني، معرفش عدا وقت اد ايه بس كل اللي انا فكراه اني صحيت بعدها على صوت ولدته وهي بتصرخ فيا وبتقول ان ابنها مات
نظرت اليها صفا بحزن، اقتربت منها وعانقتها انهارت ورد بداخل حضنها وكأنها تفرغ كل ما تحمله بداخلها من احزان وظلم
وقهر، ربتت صفا على ظهرها بحنان تنظر امامها بحزن شعرت بالشفقة علي ورد بعد ما علمت ما تعرضت اليه من قسوة بـ ليلة زفافها.
بعد مرور 40 يوما علي الوفاة.
بداخل دوار العمدة.
جلس الحاج مرزوق الشهاوي يستند علي عكازه وجلست بجواره زوجته الحاجه رابحه بملامح وجه باهته.
جلس امامهم سليم تحمحم واعتدل في جلسته قائلاً بهدوء:
انا لازم ارجع القاهرة عشان في شغل كتير في الشركة متوقف وكمان شغلي في الجامعة الدراسة خلاص قربت
بهتت ملامح والدته أكثر قائلة بحزن – يعني انت كمان هتسبنا يا سليم والدوار يفضى علينا، ما تنقل شغلك وشركتك هنا يا ولدي ولا سيبك من كل ده وراعي ارض ابوك ومصالحه مكان الغالي الله يرحمه الكـ
اعترض الحاج مرزوق على حديثها قائلاً: لا يا ام عواد ابنك بقى دكتور في الجامعه وصاحب شركة كبيرة، انا مرضاش انه يضحي بمستجبله، انا اقدر اراعي مصالحي ومصالح البلد كلتها
ثم نظر الي ابنه:
ربنا يعينك علي شغلك ياولدي، ومتجلقش علينا انا وامك
خجل سليم من والده ومن فكرة تركهما بمفردهما:
صدقني يا ابوي انا لو عليا مبعدش عنكم ابدا، وان شاء الله كل شهر هاجي اقعد معاكم كام يوم ولو احتاجتني في اي وقت هتلاقيني قدامك
ربت والده علي ظهره بدعم قائلاً: – ربنا يحفظك ويبارك لنا فيك يا ولدي
اقترب سليم من والدته وانحنى بجزعه كي يقبل يديها، بكت والدته وتحدثت اليه ببكاء: ربنا يباركلنا فيك يا ولدي
ر في منزل عمران البسيوني عم ورد.
اقتربت ورد من عمها بخوف وهو يجلس بجوار زوجته وتجلس معهم صفا التي شجعتها علي الحديث مع عمها.
تحدثت ورد باحترام وهي تخفض وجهها ارضا
بعد اذنك يا عمي تسمحلي اتكلم مع حضرتك شويه
نظر اليها باهتمام قائلاً:
اقعدي يا ورد وقولي عايزة ايه؟!
جلست امامه بتوتر، تخشى كثيرا ان يرفض طلبها، بللت ريقها وتحدثت بصوت مبحوح – عمي حضرتك لما خدتني من اسكندريه من بيت خالتي وجوزتني انا وافقت انفذ كل اللي حضرتك طلبته مني من غير تردد
نظر اليها عمها بفضول كي يفهم ماذا تريد بعد، نظرت اليها زوجة عمها بستغراب
ابتسمت لها صفا بتشجيع تحدثت ورد مرة اخري بهدوء:
اللي حصل معايا، وموت جوزي واني ابقى ارمله بعد اول يوم جواز، كل دي حاجات مش بسيطه على بنت في سني
هزت صفا رأسها بالايجاب قائلة بحزن – طبعا يا ورد ربنا يصبرك على ما ابتلاكي
قطب عمها ما بين حاجبيه قائلاً لها بصرامة: ما الاخر يعني يا ورد ومن غير لف ودوران انتي عايزة ايه؟!
– بللت ورد ريقها قائلة بتوتر انا عايزة اكمل تعليمي يا عمي حضرتك خدتني من بيت خالتي بعد ما خلصت الثانوية
العامة والحمد لله جبت مجموعة كويس جدا يعني اقدر ادخل الكلية اللي نفسي فيها
انتفض عمها من مكانه قائلاً لها بصرامة:
– كلية ايه وكلام فارغ ايه يا بت انتي انتي باين عليكي اتجننتي
نظرت ورد إلى صفا بخذلان هزت صفا رأسها تطالبها ان تتابع حديثها، بللت ورد ريقها وتحدثت بتوتر :
اهم حاجه عايزة اقولها يا عمي اني مش عايزة اي ورث ولا ارض ولا فلوس ولا اي حاجه من حقي في ميراث ابويا الله يرحمه، انا عارفه يا عمي ان انتوا مبتسلموش للبنات ارض ولا ورث وانا مش عايزة حاجه ومستعدة امضي علي تنازل عن كل حاجه بس مش محتاجه منك غير حاجه واحده بس
استرخت ملامح عمها عندما اخبرته انه ستتنازل له عن حقها في ميراث والدها، هدأ قليلاً وجلس مكانه مرة أخرى، ابتسمت صفا بثقة وغمزت بطرف عينيها إلى ورد كي تتابع
حديثها:
انا مش محتاجه من حضرتك يا عمي غير مصاريف الجامعه لحد ما اتخرج، حضرتك كنت بتبعت لخالتي مصاريف تعليمي وانا عندها، هتكمل معايا الكام سنه دول بس لحد ما اتخرج ان شاء الله وانا هعتمد على نفسي
نظر اليها عمها بتفكير، هذه فرصة ثمينه بالنسبة له، سيحصل على ارض شقيقه رواية وتصبح ملكه رسميًا، يعلم ان مصروفها الشهري بجانب مصاريف جامعتها لا شئ بجانب المكسب الكبير الذي يعود عليه من ارض ابيها.
نظرت اليه زوجته بابتسامة، تعلم ان هذا ما يسعى اليه زوجها، هزت رأسها بالايجاب قائلة:
– البت كده عداها العيب يا ابو منصور، وبعدين متأخذونيش يعني هي لازم تشوف حالها، ما هو محدش هيرضى يتجوزها بعد ما جوزها موت نفسه يوم صباحيته، الناس هتتشائم منها
بهتت ملامح ورد وهي تستمع إلى حديث زوجة عمها الجارح، نظرت اليها صفا بحزن صمت عمها قليلاً يفكر بداخله، تحدث بعد طول انتظار قائلاً قراره – انا موافق يا ورد
نظرت اليه ورد بسعادة كبيرة، لا تستوعب ما قاله عمها هل اعطاها موافقته، كادت ان تقفذ من مكانها مثل الطفلة الصغيرة، تحدثت الي عمها بحماس:
ربنا يخليك ليا يارب يا عمي
تحدثت صفا وهي تغمز إلى ورد
هز عم ورد رأسه بالايجاب قائلاً:
وانا جاهز يا ورد اقدملك في الكلية اللي عايزة تدخليها بس اهم حاجه تمضي علي التنازل اللي اتفقنا عليه
ابتسمت ورد بسعادة، فهي لا تفكر في ارض او مال، فقط تفكر في الحرية، في الهروب من هذا الجحيم، تفكر في حلم حياتها عندما تتخرج من كلية الهندسة كما تمنت طوال حياتها.
تحدثت ورد بحماس
انا همضي وابصم كمان يا عمي ربنا يخليك ليا يارب
لمعت عين عمها بجشع، وقفت ورد واستأذنت منهم وصعدت الي غرفتها بالأعلى، جلست صفا تنظر إلى حماها بشمئزاز، كيف يقبل ان يأكل حق اليتيم زفرت بضيق ووقفت من مكانها وصعدت هي الأخرى إلى غرفتها.
انتظرت والدة منصور حتى صعدت زوجة ابنها خلف ورد، ابتسمت إلى زوجها قائلة له:
اهو حصل اللي كان نفسك يحصل من زمان يا
عمران وارض اخوك كلتها هتبقى من نصيبك ..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طغيان)