رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم مروة البطراوي
رواية غيبيات تمر بالعشق الجزء الثاني والعشرون
رواية غيبيات تمر بالعشق البارت الثاني والعشرون
رواية غيبيات تمر بالعشق الحلقة الثانية والعشرون
بعد مرور أسبوع كامل ومحاولات من أمير لمصالحة نورا هي كانت لا تفكر فيما بدر منه كانت تعاني مما اقترفته من ذنب في حق ريحانة تشقق جلد وجنتيها بسبب دموعها التي تحولت إلى الماء المالح من حزنها على ضياع صديقتها ليخبرها أمير أن هذا هو الوقت المناسب لخطبتها وارتباطها به أمر مثل هذا سيجعل زيدان يخرج عن صمته وحزنه هي أيضًا من المؤكد ظهورها حتى لو من خلف الأسوار لترى صديقتها التي تزوجت من أجل حمايتها بالرغم من عدم صدق نية نورا عندما تحالفت مع زيدان ورسمت له التهديد الذي ألقاه على ريحانة ليجعلها تتزوجه بحثت عنها نورا في كل مكان حتى أنها عاودت وذهبت إلى أباها وأمها رغم تأكيد زيدان لها أنها ليست هناك ولكن تعتقد أن ريحانة مبادئها مختلفه يظل الأب والأم علاقة مقدسة لها بعكس نورا التي تعارضت مع والدتها وأبت أن تذهب إلى منزل والدتها يومًا رغم دعوتها لها وكانت على أتم الاستعداد هي وريحانة إظهار الحقيقة لها. شردت نورا في الرجال الذين تعاملت معهم ريحانة بداية من والدها وقصي وزيدان وسامر ونظرت إلى أمير هو لن يزيد عنهم حرف أين الخطأ؟ أمن ريحانة أم من هؤلاء الرجال. ريحانة الهزيمة دوما تلاحقها كالمشئومة عافرت في هذه الحياة لتقدم لها الحياة تخاذل من الجميع أحزان صغيرة تراكمت فوق بعضها لتصبح أكبر وأكبر لعدم أنتهائها عندما عادت الحياه تضحك لها استكثر عليها البعض تلك الضحكات أصبحت فتات متقطعة بعد تلك الصفعات التي لم تتلقاها يوماً من أحد أصبحت نورا لا تكف عن البكاء يومًا تلو الأخر تعتبر ريحانة صغيرة بالنسبة لها رغم أنها من نفس عمرها أصبحت نورا بائسة بعدم وجودها مثلها مثل ريحانة في الماضي كانتا بالجامعة سويًا يسمعون عن الفشل في الحب كانت ريحانة تنظر إليهم باستهزاء وسخرية بعكس نورا التي كانت مؤمنة بهذا الفشل ولذلك جعلت نفسها ملكة متوجة إلى أن أتاها الأمير الذي قدر قيمتها رغم عبثه بغيرها، ورغم محاولة اغتصابه لها.
بعد مرور شهر
نظرت إليه بشك وتحدثت إليه بصعوبة قائلة: أمير أنت ليه ساكت كده كتير وسايب زيدان بالشكل ده وريحانة معقول مش عارف مكانها؟
ثم صرخت فيه قائلة: فين قوتك ومصادرك المعروفه؟
هتف أمير بغيظ قائلًا: يعني أعمل ايه يا نورا أكثر من اللي عملته حتى شكنا في المافيا مطلعش في محله. اللي غايظني جمود زيدان.
واستطرد بتردد قائلًا: لذلك قلتلك إن ده الوقت المناسب لخطوبتنا.
نظرت إليه وإلى عرضه باستغراب لتنتفض قائلة
: أنت بتستغل الظروف لصالحك يا أمير أنت مفكر اني لسه مهمة عندها.
ابتلع مرارة حلقه قائلًا: يا نورا أنتِ لسه مهمة عندها إذا كان أنا رغم اللي عملته في زيدان ولسه مهم عنده ما بالك ريحانة.
سخرت منه قائلة: ونسيت أنت كنت هتعمل فيا ايه بالسهل كده أوافق أتجوزك؟
حاول معها امير برجاء قائلًا: حقك عليا أنا آسف على كل اللي عملته معاكي في الأول وفي الآخر.
نظرت إليه نورا بعتاب قائلة: ولا عاد يفرق معايا أنت خلاص أنتهيت بالنسبة لي وأنا اللي غلطت.
تنهد امير بوجع قائلًا: طيب يا نورا بلاش أنا ريحانة مش نفسك انها ترجع ايه رايك نعمل خطوبة؟ علشان خاطرهم الاتنين زيدان ضعيف من غيرها.
زفرت نورا بحنق قائلة: زيدان قوي مش زي ريحانة بس احساسي بيقولي إن ريحانة استقوت وقلبها جمد.
امير يريد خطبتها ولا يريد متأرجح يريد إنقاذ موقف ولكنه يريد إنقاذ نفسه من الوحل القابع به يظن أنها الوحيدة التي ستخلصه توسل إليها مجددا وقال: طب ايه رايك نجرب يعني هنخسر ايه ؟
نظرت نورا إليه بتوتر ثم تنهدت بقلة حيلة قائلة: أنا موافقة وأتمنى انها تيجي تشوفني حتى لو متخفية وأنت طبعا عليك الباقي.
ولكنها استطردت بضيق قائلة: بس المشكلة في الست ياسمين زمان كانت عايزاك أنت وزيدان تروحوا لها تخطبوني.
هز امير أكتافه بارتياح كبير قائلًا: مفيش مشكلة أنا راضي وعامل حسابي لكل حاجة متقلقيش.
نفخت نورا بضيق قائلة : أنا قلتلها مستحيل.
جحد أمير بسبب الجمود في مشاعر نورا مع والدتها يتمنى أن تكون والدته على قيد الحياه ومعه ليتشرف بها في تلك الليله حتى لو كانت غير مناسبه وهتف باشمئزاز قائلًا: لا بجد أنتِ بتخوفيني منك ايه اللي أنتِ بتقوليه ده ده حقها.
وتعالى غضبه حتى أنها اندهشت له حيث قال: اوعي تكوني مفكرة اني هقبل انها تكون مدعوة من المدعوات لا فوقي يا نورا.
ابتعدت عنه نورا بجفاف قائلة: دي خصوصيات بيني وبينها أنت ملكش دعوة بيها أعتقد انك هتتجوزني أنا نورا الغريب.
واستطردت بفخر قائلة: بنت مدحت الغريب الراجل اللي تعب وعمل اللي الست ياسمين فيه.
رد عليها بجمود قائلًا: برضه لا هو الله يرحمه لو عايش أكيد مش هيرضيه إن بنته تتخطب من غير وجود والدتها.
واستطرد بحزم قائلًا: وبصرف النظر عن إن ده شرطها أنا هعمل كده.
اندهشت نورا لتصميمه ظنت أنه لا يهمه هذه الشكليات ولكنها ليست شكليات بل هي عادات وأصول وضوابط ثابتة مثلما فعلت ريحانة في المرتين.
عند سامر وسمر ظل شهرًا كاملًا لا يحدثها بعد أخر مشاجرة بينهم واتهامها لريحانة أنها المذنبة بكل شئ، ولكن شئ بصدر سمر يحثها على محادثته لم تعلم ما هو هذا السر أيعقل أنه السقوط بهواه. لا مستحيل هي تعشق زيدان، ولكن عفوًا لم تكن معذبة لتلك الدرجة كانت مهانة.
ذهبت إلى شركته الصغيرة التي أقامها بماله من خلال عمله في الأرجنتين ودلفت إليه لتجده ينظر لها بعبوس لتتنحنح قائلة: بص أنا عارفة والله إن معاك حق في كل اللي قلته سامحني بليز.
ثم سقط وجهها في الأرض تشعر بالخزي قائلة: أنا والله من يومها قاعدة عند ماما حتى مش بروح عند زيدان ومش عارفة أودي وشي منكم فين.
لم يعلم لما صوتها يؤثر به لهذه الدرجة هو هجرها قصدًا لأنه لا يريد التعلق بها وهو الذي دومًا يبتعد عن الفتيات ما بالكم بسمر العابثة والتي كانت كل غايتها زيدان تنهد سامر قائلًا: سمر أنتِ لو عايزة تعيشي راسك مرفوعة اوعي تعلقي فشلك على غيرك.
واستطرد باستهزاء قائلًا: وخصوصًا لما يكون غيرك محاولش يأذيكي تعرفي انها وحشتني أوي.
ليرجع بظهره إلى الوراء ويثني رقبته للخلف قائلًا بحنين: عمال بقالي شهر أسكت الصريخ اللي جوايا وأقول يا ريتني لما رجعت كنت حنين عليها.
ثم ارتفع برأسه قائلًا بألم: يمكن كانت قالتلي على اللي جواها وقدرت أحللها أمورها.
كل منا يبحث عنها ولكن أنا لا أبحث فقط أنا أجدها كل ليلة تحتويني بدموعها وكسراتها وألامها التي سببتها لها كل ألام العالم لا تقدر أمام وجعي لها وانتصار الجميع عليها حتى لو كان بلحظة.
أين أنتِ يا رفيقة روحي ودربي. نعم جعلتك رفيقة دربي من قبل تلك الصفعة التي حطمتني بعدما حطمت كل شئ بك.
أصبح زيدان يعيش حياته اليومية بروتين بارد أغلب وقته بالمصنع وعندما يدنو الليل يذهب إليها نعم يذهب إليها ويندس في فراشها يشتم رائحته الذي يحمد ربه دوما أنها لم تذهب ثم يعاود النهار ليستيقظ ولا يريد الاغتسال حتى لا تزول رائحتها من جسده يود أن تلتصق به دومًا لحين عودتها.
ذات يوم فتح باب غرفته ليجد شكران تقف أمامه مربعة ذراعيها فوق صدرها ومعها الخادمه التي علم مما تحمله أنها تريد تغيير الفراش استوقفها بيده وهي كادت أن تخطو إلى داخل الغرفة ونظر إلى الخادمة بعينيه لكي ترحل وبالفعل فرت هاربة من مظهره المخيف ليعاود النظر إلى شكران وينفخ بضيق قائلًا: خير جاية بنفسك لحد جناحي ليه ؟ ليكي حاجة جوه وأنا معرفش.
ثم استطرد بسخرية قائلًا: ولا جاية تبلغيني انك خلاص هتمشي من القصر علشان أرتاح؟
تنهدت شكران ببرود قائلة: جاية أشوف لحد امتى هتفضل قاعد في الجناح ريحته المعفنة دي هتمرضك لا شباك بيتفتح ولا بلكونه.
ثم نظرت إلى الفراش بكل حقد قائلة: ولا مفرش السرير حتى بيتغير كده غلط على صحتك.
شرد زيدان أمامه ووازن بين صحته وشقائه فاختار شقائه وتعذيبه وجلده لنفسه هو لا يريد الصحة هو يريدها فقط حتى لو كان في وجودها عذابه.
زفر زيدان بحنق قائلًا: وأنا بقى المفروض أعطي الحق ليكي تخافي عليا صح. كان ممكن أعملها بس عارفة امتى.
اقترب منها وضغط بإصبعه على كتفيها قائلًا بغضب: لو كنت صارحتيني بكل حاجة بخصوص ريحانة .
ابتسمت بسخرية قائلة: النهاية واحدة هي خبت عليك من قبلي تقدر تقولي ايه اللي منعها تقولك ولما أنت عرفت الحقيقة ليه هربت وهي عارفة ومتأكدة إنك مش هتسكت وتحاول تصالحها بأي طريقة.
تنهد زيدان بنفاذ صبر هو يعلم جيدًا كم هددتها ويعلم جيدًا أن ريحانة لو كانت قالت كل شئ لن يصدقها شاهدت شكران في عينيه الجرح فاقتربت منه بخبث قائلة: انساها يا زيدان ريحانة خلاص راحت و بإرادتها وبلا رجعة واللي بتعمله ده على الفاضي.
جميع البدايات لها عواقب إن كانت جيدة فالعواقب مثمرة وإن كانت البداية سيئة فالعواقب التي تتبعها وخيمة ذلك هو الحال مع زيدان.
توجه زيدان إلى أخر مكان يود الذهاب إليه إلى غفران التي أوقعها في شباك زاهر تهذيبًا لها عما اقترفته مع ريحانة يوم إنتقاء ثوب الزفاف تفاجئت غفران من مجيئه ولوت شفتيها باستهجان قائلة: خير يا زيدان ايه جايب معاك مقلب جديد ولا حابب تطمن على مقلبك القديم معايا.
واستطردت بضيق قائلة: على العموم أنا شربته كويس واتعلمت الأدب .
حك مؤخرة رأسه بنفاذ صبر قائلًا: أنتِ ليه أنتِ وأختك مش زي مامتك؟ مامتك إنسانة محترمة. تعرفي إن لولاها كنت ضيعت أكثر ما أنتو ضيعتوا.
هز رأسه بيأس قائلًا: ليه مش حاسين بقيمتها؟
زفرت غفران بحنق قائلة: أمنا معندهاش طموح توصل كل حاجة عندها الصبر الصبر والنتيجة ايه محلك سر.
ثم نظرت إليه بشماتة وأردفت قائلة: وبعدين ما أنت لسه ضايع بعد ما ريحانة سابتك.
جز على أسنانه قائلًا: لسه زي ما أنتِ يا غفران مش بتتعلمي أبدًا عمومًا أنا كنت جاي أعتذر لك عن مقلب زاهر.
ثم نظر إليها باستهزاء قائلًا: مع اني شايف إنك مخسرتيش كتير.
أتاه صوت وجدان التي دخلت تتحرك بخفة قائلة: طبعا مخسرتش ولا أنا كمان خسرت يا زيدان. أنت اللي خسرت.
ثم اقتربت إليه يعلو وجهها ابتسامة خبيثة قائلة: وافتكر كويس أنت اللي دخلتنا ما بينك وما بين ريحانة احنا مجريناش وراك.
هتف بغضب قائلًا: لا أنتِ بالذات تخرسي خالص. أنا جيت لغفران لأن بجد ليها حق عندي.
ثم أردف باشمئزاز قائلًا: أما أنتِ عمرى ما هنسى وضع الضغط اللي حطيتي فيه ريحانة.
رفعت كتفيها بلا مبالاة قائلة: أنا مضربتهاش على أيدها كان ممكن تصرخ وتقولي لا ومع ذلك أنا فعلًا غلطانة، أنا كان ليا شغلي وبس بس تعمل ايه بقى في الزن على الودان.
و تجرأت تربت على كتفيه قائلة: على العموم يا زيدان اللي حصل حصل والمعاتبة مفيش منها فايدة.
ثم أردفت بصدق قائلة: وصدقني أنا وغفران لو نقدر نعمل حاجة علشان ريحانة ترجع لك مش هنتردد.
تنهد زيدان بتعب وأغمض عينيه قائلًا: ممكن تروحوا تفاجئوا مامتك بزيارة مش عارف ليه حاسس انها قاعدة عندها مامتك مش بترد على تليفوناتي.
وأضاف بيأس: وريحانة ملهاش أثر.
ابتسمت وجدان بسخرية قائلة: ايه ده لهو أنت متعرفش مش مامتك طردتها من المستشفى اللي بتشتغل فيها سلطاتها طبعًا وأنت عارف.
واستطردت بحزن قائلة: وأمي من ساعتها قافلة على نفسها.
هز زيدان رأسه بحزن ونهض بتعب لكي يواصل رحلة البحث عنها في مكان أخر لتستوقفه غفران قائلة بحنو وعطف: استنى يا زيدان أنا معايا رقم ماما الجديد هي أه حلفتني مقولوش لحد حتى وجدان بس أنا هقوله ليك عارف ليه لأن مجيتك عندي دي بالدنيا.
ثم استطردت بإمتنان قائلة: وعلى فكرة شكرا انك قدرت تخلي زاهر المقرف يطلقني وزي ما خلصتني منه هخلصك من العذاب ده وبتمنى تلاقي ريحانة عند ماما.
ثم حلفت له قائلة: والله لو عليا أروح وأدور بس ماما في طنطا حاليًا بعدت عن القرف والهم ورضت تشتغل في مستوصف صغير في البلد أهون عندها من حياة المستشفيات الخاصة.
وتابعت حديثها بإقناع قائلة: فعلًا الطموح مش كل حاجة. الطموح بيودي صاحبه في داهية خصوصًا لو بقى طمع في اللي في ايد غيرك.
تناول رقم الهاتف وخرج بسعادة وهاتف مها وبعد ما علمت من هو حدثته بلوم وعتاب قائلة: كده يا زيدان. ده اللي قلته ليك في المكتب سيبتها تمشي ليه؟
ثم تابعت بضيق قائلة: تعرف إنها ممكن تكون عملت عمليه تنضيف علشان بس اعتبارك مجرد جرثومة ودخلت حياتها.
أغمض زيدان عينيه بألم وجرح كبير هو لا يهمه هذا الأمر أكثر ما يهمه أمر أنها ليست عند مها. لأنه يعلم أن مها تقول الصدق ترنح زيدان بخطواته بعد تحطم أخر أمل له في أن يجدها.
عزيزتي أين ذهبتي؟ أنا ضائع في دروب هواكِ ولم أجدك. بحثت عنك بكل مكان ولم أجدك لماذا الحياة أهدتني اياكي ولم أحافظ عليكي نقمت وهذا جزاء نقمي.
قام بالاعتذار من غفران ووجدان هي الأخرى رغم أنه لم يفعل بها شئ. تبقي شخص مهم قام بتجريحه على نطاق أوسع ألا وهي سمر احتار أين بذهب إليها هو يعلم أنها تعيش بمفردها. ليس لديه علم أن والدتها معها ولو يعلم لذهب إليها فهو يحترم تلك السيدة التي ليست لها علاقة بطليقها أو ابنها الحقير علم من أمير أنها تعمل حاليًا مع سامر، ولكن شق عليه الذهاب إلى سامر فهو يعلم جيدًا أنه سيزيد في توبيخه ويحمله تهمة ضياع ريحانة. هاتفها مرارًا وتكرارا والأخير قامت بالرد
تنهد براحة قائلًا: سمر كويس انك رديتي. كنت محتار بصراحة أعمل معاكي ايه محتاج أقابلك ضروري.
كادت أن تعترض ولكنه استوقفها قائلًا: وأرجوكي بلاش اعتراض عارف إني كنت قاسي عليكي بس معلش استحمليني.
ابتسمت سمر بسخرية أين هي من شهر مضى؟ كانت تتلهف لاتصاله ورؤيته أيعقل أنها زهدته بهذه الطريقة وبتلك السرعة حتى أنها تستمع إلى صوته المعذب ولا تشعر بشيء سوى الملل.
ردت عليه بعدم اهتمام قائلة: عايز تقابلني ليه يا زيدان أنت مش طردتني من الشركة ولا حابب تاخد عقد الشقة اللي أنا قاعدة فيها؟
واستطردت تمط شفتيها بلا مبالاة قائلة: عمومًا هانت يا زيدان أنا هسيبها.
زفر زيدان بحنق لأنها فهمته خطأ ولها الحق فهو تعمد إهانتها كثيرا ابتلع مرارة حلقه قائلًا: مش بكلمك علشان كده يا سمر أنا حقيقي تعبان.
صمت لتقطب جبينها باستغراب صمته ولكنه كان يعتصر وهو يقول: وحاسس إن ربنا غضبان عليا وضيع ريحانة مني من اللي عملته فيكي وفي غيرك.
شعرت بضياع زيدان وفشلت في جبروتها عليه وأثار حنانها وعاطفتها هو بالرغم من أفعاله معها إلا أنه أنار بصيرتها وأعلمها أنها تخطو خطوات خاطئة تنحنحت قائلة: أنا كمان غلطت في حقك، وفي حقها من قبلك بس صدقني مكنتش أعرف اللي بينها وما بين قصي.
واستطردت بضيق قائلة: ماما وبابا بس اللي كانوا عارفين.
تحدث زيدان بصوت يحمل مرارة وحزن حتى أن سمر كادت أن تعلمه بعدم ضرورة مقابلته ولكن بعد صوته هذا لم تقدر حيث قال: وحتى لو كنتي تعرفي يا سمر مكنتيش هتقولي زي ما هي خبت ودارت. أول ما عرفت الحقيقة كان همي أعرف ليه خبت عليا.
ثم استطرد بحنق قائلًا: لغاية ما عرفت ان أمي محولة كل التقارير اللي باسم شذى لاسم ريحانة. ودي في حد ذاتها فضيحة، وأنتِ كمان أخدتي مني تسجيلات ووصلتيها ليهم وخلوها تسمعني وتحس إن أنا معاهم عليها.
شهقت سمر ووضعت يدها على شفتيها قائلة: أكيد طبعًا فضيحة ومش لريحانة وبس، دي ليك أنت كمان يا زيدان ولو ظهرت ريحانة الفضيحة هتظهر.
ثم لمعت في رأسها فكرة ولكنها كانت على عجلة من أمرها وأرادت إنهاء المكالمة قائلة: اسمع يا زيدان أنا هقابلك بس مش النهارده بكره. سلام أنت دلوقتي.
جاء الليل بسواده الحالك وهو يتأمل السماء ويتسائل عن حاله هل سيظل مثل الليل مظلمًا أم ستشرق له الشمس نهارا دافئاً بوجودها تذكر أخر مكالمته مع سمر والمدهش لهفتها على التقارير المزورة التي تخص ريحانة. هو أيضًا ضروري أن يجد تلك التقارير قبل رجوع ريحانة هبط إلى غرفة مكتب شكران وفتح الخزانة الخاصة بها وبعثر أوراقها لتأتيه من خلفه وتربت على ظهره بثقة لينتفض قائلًا بغضب: أنا عرفت السر اللي خلى ريحانة مخبيه عليا عذريتها بعترف انك نجحتى وضحكتي عليها.
واستطرد باستهزاء قائلًا: بس على فكرة أنتِ مش ذكية. أنتِ كده خليتها اتجوزتني أنا بالذات عن غيري.
بالفعل تراءى لها غباء عقلها وتذكرت نظرات ريحانة المتحدية لها ولكن هذا كله دون جدوى فقد رحلت وتخلصت منها بسهولة عندما لعبت كالشيطان في عقل ابنها. ارتعدت أوصالها عندما وجدته يستطرد بحقد قائلًا: كمان أنتِ اللي خليتها تمشي من هنا لما وهمتيها إن اللي في بطن شذى ابني بس أنا كل ده ميهمنيش.
ثم ضرب على الخزانة بكل عنف قائلًا: اللي يهمني الورق اللي سيادتك مزوراه.
ابتسمت وهتفت بصوت ماكر قائلة: طبعًا سيادتك بتدور على الورق ده. خايف أفضحها بيه. حبيب ماما الذكي أنت كده عطتني الحل.
ثم تعالت بضحكة خبيثة قائلة: من الصبح هقدم الورق وهرفع عليها قضية.
ثم استطردت بقية حديثها بثقة قائلة: ويا ريت تحضر نفسك للشهادة ضدها أنا عندي أدلة كتير تهينها يا حبيبي.
وتابعت بغل قائلة: وأنت هنا لو متحدتش معايا تبقى راضي بالفضيحة لنفسك.
على الجانب الآخر سردت سمر الأمر برمته على والدتها هالة لتهديها إلى الطريق الصحيح
جلست سمر مع هالة وبعد ما أتمت كلامها تنهدت قائلة: وده كل اللي حصل يا ماما أنا عارفة إن كان عندك علم بكل ده ولذلك كنتي بدافعي عن ريحانة.
واستطردت بضيق قائلة: يا ريتك كنتي قلتيلي يا ماما مكنتش اتصرفت معاها بالشكل المهين ده.
لوت هالة شفتيها بسخرية قائلة: لو كنتي عرفتي كنتي هتقسي عليها أكثر سمر أنتِ مكنتيش حاسه بنفسك.
ثم قامت بتعريتها قائلة: كان الغل بياكلك من ناحية أي واحدة بتقرب لزيدان وطبعًا أبوكي كان مشجعك.
أثناء استماعها إلى هذا الحديث من هالة تراءت فكرة إلى عقلها وهتفت قائلة: هو ده أكيد عمتى شكران مش هبلة علشان تعين المستندات دي عندها.
ثم استطردت بتأكيد قائلة: المستندات دي يا في البيت عند بابا يا في المستشفى، وفي كل الحالات لازم أجيبها.
زفرت هالة بحنق قائلة: وأبوكِ تفتكري هيساعدك؟
ابتسمت سمر بخبث وهاتفت والدها قائلة: وحشتني أوي يا بابا ليه مش بتيجي عندي دي حتى ماما نفسها تشوفك.
ثم كتمت ضحكتها قائلة: ايه رأيك يا بابا ما ترجع أنت وماما أصل بصراحة جايلي عريس.
جحظت هالة بعينيها مما تردده سمر لتغمز لها سمر بعينيها لتجاريها في الأمر ليرد ناجي عليها قائلًا: يعني عايزاني أرجع مامتك علشان العريس غير كده أنا ولا حاجة بالنسبة ليكي يا ست سمر.
تنهدت سمر بحزن مصطنع قائلة: بابا احنا ملناش غيرك دلوقتي عارفة انك بتحب قصي بس هو غلط كتير واحنا ملناش ذنب ندفع تمن غلطته.
ثم استطردت بحنق قائلة: كفايه إن بعد اللي حصل عمتى مبقتش عليك ولا عليه أرجوك يا بابا تعالى نعمل اتفاق مع بعض.
وتابعت تستدرج ضميره قائلة: ترضى حد يعمل فيا زي ما عملتوا في ريحانة.
تنهد ناجي بحزن قائلًا: لا يا سمر.
ابتسمت سمر قائلة: خلاص يا بابا رجع ليها حقها علشان ميقعدش ليا.
هز ناجي رأسه قائلًا: حاضر يا سمر أنا فهمتك المطلوب عندي هجيبه بنفسي تسلميه لزيدان.
ولكن ترجاها قائلًا: بس بالله عليكي خليه يسيب قصي وأنا هخليه يمشي من البلد وأنا كمان هروح وراه بعد ما أطمن عليكي أنتِ وأمك.
طارت سمر من السعادة قائلة: حاضر يا بابا أناهتفق معاه يسلمه ليك بعد ما يجهز ورق سفره على طول وشكرًا ليك يا بابا.
واستطردت بفخر قائلة: أنا كده فخورة بيك لما رفعت الظلم عن ريحانة.
الحقيقه أنني أستحقرك كل يوم أكثر من الذي قبله بالرغم من أنك السبب في وجودي في هذه الحياة أريد عودتها وبشدة لترميم ما كسر بي رغم أنني من كسرها وبيدي داخلي معذب وممزق من دونها وأنتِ لا تشعرين بتلك العواصف لأنها لم تؤثر يومًا بك أتظاهر أمامك بالثبات ولكني في لحظات انهيار جبروتي أود إخبار الجميع أني هدمت من دونها لا يعلم أنها الأخرى شعرت بانهزامها إلا عندما هتفت باستنكار قائلة: والله ما مصدقه انك ابني ابن شكران السبعاوي
واستطردت بضيق قائلة: اللي أصرت تبعدك عن أبوك الفاسد علشان تبقى راجل وليك كلمة مسموعة والكل يخاف منك.
تنهد بنفاذ صبر قائلًا: أظن إنك نجحتي بس وأنتِ بتعملي كده ضيعتي من ايديكي حاجات كتير.
رفعت حاجبيها بإستعلاء ليقوم بسحقها قائلًا: أهمهم بناتك اللي بيتمنوا ليكي الموت زي ما موتي أبوهم.
جلست شكران ووضعت ساق فوق الأخرى قائلة ببرود: أنا مقتلتش حد هو اللي كان غاوي قذارة وعايز يثبت دايمًا إنه شباب وراح ياخد الحباية الزرقا.
واستطردت بوقاحة قائلة: مع اني قلت ليه انه معدش ينفع ببصلة.
أغمض زيدان عينيه بمرارة قائلًا: أنتِ شايفه الدنيا ملكك ومش عارفة إن ممكن تكون أخرتك على أقرب الناس ليكي.
ثم اقترب منها بخبث قائلًا: لعلمك أنا هسيب قصي عارفة ليه؟ علشان عارف إن أول ايديه ما هتفكر تصيب هتصيبك أنت.
نظرت إليه بغضب وهتفت بغيظ قائلة: وأنا هسلمه ريحانة يتسلى بيها قبل ما يفكر يقرب مني لعلمك أنا ممكن من الصبح أعرف مكانها.
ثم استطردت باشمئزاز قائلة: بس مش عايزة العفن يدخل حياتنا تاني.
ابتسم زيدان بخبث وهتف بمكر قائلًا: ويا ترى بقى بتبعتلك رسايل زي ما بتبعت ليا وكل مرة بتغير الخط وبترميه علشان محدش يوصلها.
وجدها صامتة فاستطرد قائلًا: ولا شايفاكي مش من ضمن حساباتها وناوية تعمل عليكي هجوم؟
أنتفضت شكران كمن لدغتها عقربة قائلة: بتقول ايه رسايل يبقي أنت اللي بتبعت رسايل التهديد يا زيدان.
ثم ابتسمت بفرحة طفل قائلة: بس برافو كشفت نفسك بتلاعبني بواحدة مجهولة ومش عارفين طريقها؟
تنهد زيدان بهدوء قائلًا: أنا زي زيك بس توقعت إنها تبعتلك معنى كده إنها هتاخد حقها منك تالت ومتلت.
واستطرد بخبث قائلًا: عارفة أناعايزها ترجع ليه علشان تكتشف كذبتك اللي هي ابني من شذى يا دكتورة شكران.
هنا ارتعشت وارتعبت أوصالها لأنها تأكدت أنها ريحانة التي تبعث لهم الرسائل وليس زيدان والدليل أنها أخبرته بتلك الكذبة عن حمل شذى من زيدان.
حدث ستتعرض له ريحانة ليغير حياتها مائة وثمانون درجة ترى ما هو الحدث تتذكرون معي حديثها مع الطبيبة عن إمكانية حدوث الحمل.
أخذت تجوب غرفتها ذهابًا وإيابًا تفرك في يدها من القلق منتظرة ياسمين أن تأتي لها بالاختبار الذي تتمنى أن تكون نتيجته سلبية حيث أن توقيتها مضى عليه أكثر من أسبوع وها قد أتت ياسمين لتنتفض ريحانة فور رؤيتها وتركض لتسحب منها الاختبار ولكن تمسكت به ياسمين تنظر إلى أعين ريحانة الغاضبة والرافضة لحدوث هذا لتستوقفها ياسمين قائلة: اصبري يا ريحانة يمكن دلوقتي تعرفي حاجة تغير حياتك طبعًا هتفكري هتغير حياتك للوحش
نظرت إليها ريحانة بتوتر لتربت ياسمين على يدها قائلة: أنا عايزاكي تبقي راضية ومتقبلة.
أخرجت ريحانة زفرة قوية من داخلها واشاحت بوجهها إلى الجانب الأخر تتنهد بتعب قائلة: أنا حاسة اني حامل بس صدقيني أنا هبقى مبسوطة. الحاجة الوحيدة اللي مش متقبلاها انه هو هيكون أبوه.
ثم نظرت إلى الفراغ بشرود قائلة: أكثر واحد كرهته في حياتي.
اقتربت منها ياسمين وأجلستها قائلة بحنو بالغ: زيدان ندمان يا ريحانة وضايع وتايه من غيرك. أنا معاكي إنه غلط في حقك.
هزت ريحانة رأسها لتكشفها ياسمين قائلة: بس أنتِ مش بتكرهيه علشان غلطه معاكي أنتِ كرهتيه علشان عرفتي إن شذى حامل منه.
نكست ريحانة رأسها بيأس وابتسمت بسخرية لتبتسم ياسمين بخبث قائلة: أنا عارفة انك بتبعتيله رسايل كتير وده كفيل يجننه، وكمان أكيد بتبعتي لحماتك.
ثم ضحكت قائلة: ما هو مش كل يومين بشتري ليك خطوط كتير على الفاضي.
ابتسمت ريحانة لها ببهوت وتنهدت قائلة: بجد ربنا يباركلي فيكي استحملتيني أكثر من شهر وعمرك ما قصرتي في أي طلب طلبته منك.
ثم استطردت بسخرية قائلة: لو أمي عمرها ما هتعمل كده يا ريت نورا تقدر النعمة اللي عندها.
ابتسمت ياسمين بضعف واحتضنتها قائلة: بلاش تظلميها يا ريحانة. هي كانت عايزة مصلحتك، وعلشان كده اتفقت معاه في سعادتك.
ثم أضافت بانكسار قائلة: أنا نفسي مسامحاها حتى بعد ما رفضت أن أمير يتقدملي علشان يخطبها.
على الجانب الأخر عند سامر وسمر سردت له سمر ما فعلته في حق ريحانة وتوقعت أن يثني عليها ولكنه سخر منها قائلًا: ايه ده معقولة سمر تتغير مية وتمانين درجة بالشكل ده طب ازاي؟
ثم أكمل بحقارة قائلًا: المفروض تكوني أول واحدة تبقى ضد ريحانة وتشجعي عمتك تفضحها.
صمتت سمر أو بالأحرى صدمت من رد سامر ليقابل صدمتها ودهشتها بجفاء قائلًا: ايه كلامي في حاجة تستحق الصدمة دي كلها مش دي الحقيقة.
ثم تعالى غضبه قائلًا: مش أنتِ سمر هانم اللي دمرت حياة أختي قبل كده وكانت السبب في طلاقها.
ابتلعت سمر غصة بحلقها هي تعلم أنها مخطئة ولكن كانت تود منه العفو والسماح فهتفت بصوت مبحوح قائلة: زمان عملت كده علشان كنت عاوزه أرتبط بزيدان.
تعالت النيران في صدر سامر بعد اعترافها هذا بينما هي تتابع بألم قائلة: بس بعد ما عرفت انها اتظلمت في حياتها مع أخويا تخيلت نفسي مكانها وحاولت أكفر عن ذنبي.
ضحك باستهزاء قائلًا: من امتى يا سمر طب ليه قبل ما تعرفي اللي حصلها محطتيش نفسك مكانها هااا.
جحظت بعينيها وهو يواجهها بالحقيقة قائلًا: ولا علشان اتأكدتي إن جوازه منها مش جواز إنتقام وأنه حب.
أغمضت سمر عينيها بألم وهتفت بصوت ضعيف قائلة: أنا كمان اتأكدت إن عمري ما حبيته ومش من دلوقتي لا من زمان من ساعة ما كنت في مكتبه أخر مرة.
واستطردت تلعن نفسها قائلة: كرهته من تعامله معايا ومن سخريته مني.
ثم تنهدت بحزن قائلة: أنت كمان دلوقتي بقيت زيه أختك أنت لما رجعت مهتمتش بيها ولا مرة.
و أضافت تواجهه هي الأخرى قائلة: وكل مرة نفسك ترجع رافض وجودهم في حياتك قبل ما تحاسبني حاسب نفسك.
ابتسم سامر بسخرية قائلًا: ما هو لازم تعايريني يا بنت ناجي علشان لا تعايرني ولا اعايرك ما الهم طايلني وطايلك.
ثم رفع يده لرأسه كأنه يحيها بسخرية قائلًا: عمومًا متشكرين يا بنت الأصول بس أسفك ده وفريه لريحانة.
ابتلعت سمر غصة بحلقها قائلة: مش لما ترجع يمكن لما هي ترجع أبقى أنا مش موجودة.
عقد ما بين حاجبيه لتخبره قائلة: أنا احتمال أخد ماما ونسافر جايلي عرض شغل في شركة في الأرجنتين.
حدق سامر بعينيه جيدا وتردد في أذنه كلمة الأرجنتين وتذكر أن صديقه عرض على بعض المهندسين المصريين العمل معه ومساعدته ليتحدث وهو شارد قائلًا: أيوه صح شريكي هناك طالب مهندسين مصريين.
ثم أنتبه قائلًا: أنتِ جالك العرض ده ازاي؟
نهضت من مقعدها ونظرت إليه ببرود ورحلت ليسرع بمهاتفة صديقه الذي أكد له أنه عندما رأى أعمالها وتخطيطاتها عرض عليها السفر إليه والعمل معه ولكن لم توافق أو بالمعنى الأدق طلبت منه مهلة للتفكير يبدو أن هذه المهلة لتتبين لها حقيقة مشاعر سامر لها وها هي تأكدت بعد هذا اللقاء أنه يمقتها ويبغضها فتحدثت عن عرض الشركة الأرجنتينية وهي لا تعلم أنه شريك بها. ترى معنى إنهاء حديثها معه أنها لم تقبل العرض أم ستقبله لتكون موجودة في كل الأعمال التي تخصه حتى لو على سبيل وسيلة فرض النفس دائمًا التي اتبعتها مع زيدان من قبل وفشلت فشلًا ذريعًا.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غيبيات تمر بالعشق)