رواية تالا وآريان الفصل الثالث 3 بقلم مارينا عبود
رواية تالا وآريان البارت الثالث
رواية تالا وآريان الجزء الثالث
رواية تالا وآريان الحلقة الثالثة
– ده مُستحيل يحصل!!
همست بالجملة دي لنفسي وأنا بتابع حوارهم، كنت حاسس أنه لساني أتشل وبقاا عاجز عن الكلام، بصيت لجدتي بصدمة شديدة، مكنتش متخيل أنها هتحطني في موقف زي ده! غمضت عنيا للحظات كمحاولة مني إني اسيطر على غضبي، بصيت لِلي واقفة من بعيد بتابع الحوار وصدمتها متقلش عن صدمتي، ومن طريقة كلام أهلها مع جدتي اكتشفت أنهم كُلهم متفقين علينا!
– بصراحة أنا مش هلاقي عريس احسن من المُقدم آريان لبنتي تالا، بس طبعًا القرار في الأول والآخر بيرجع لتالا.
ميلت رأسي وهمست لجدتي بهدوء وأنا بحاول أكون هادي ومعملش تصرف اندم عليه.
– جدتي من فضلك انهى المهزلة دي بسرعة وإلا هعمل تصرف مش هيعجب حد ووقتها محدش هيتأذىَ غير مشاعر البنت إللى واقفة وبتابع حوارنا من بعيد دي.
جدتي بصتلي بحدة ورجعت بصت لوالد نائل وقالت بهدوء.
– خلاص يابني اتكلم مع تالا،وأنا هكون في انتظار مُكالمة منك.
– خلاص اتفقنا، واللي فيه الخير ربنا يقدمه.
ابتسمت وقررت أخد جدتي وامشي، كُنت مضايق ومخنوق اووي بسبب الموقف اللي اتحطيت فيه، مكنتِش مُتخيل جدتي تِحُطني في موقف زي ده! هي عارفة كويس اني رافض الفكرة دي ومن زمان، لا ومن طريقة كلام أهل البنت الظاهر أنه جدتي مِتفقة على كُل حاجة من البداية، بقا أنا توقعيني في الفخ يا وفاء! ابقي قابليني بقاا لو فكرت اروح معاك مشوار تاني.
*******
– ممكن أفهم إيه الكلام اللي اتقال دلوقتي ده؟ جواز مين ده اللي كنتوا بتتفقوا عليه؟ أنتو مين اللي قالكُم إني هوافق على الكلام الفاضي ده!
كنت بتكلم بعصبية بعد اتأكدت أنه تيتة وفاء أخدت حفيدها ومشيت، ماما كانت بتبصلي بتوتر اما بابا فكان قاعد وبيبصلي بهدوء وكأنه كان متوقع ردت فعلي.
– اهدي يا تالا، احنا لسه معطناش موافقتنا بشكل رسمي، وبعدين يا بنتي احنا عاوزين نفرح بيكِ، أنتِ كُل عريس بيجي بترفضي حتى تقابليه! وبصراحة جدة آريان اتواصلت معايا من فترة بخصوص الموضوع ده، وكانت مستنيه حفيدها يرجع من السفر، وأنا من وجهة نظري آريان محترم واي بنت تتمناه.
– بس يا بابا أنا مش جاهزة دلوقتي، أنتَ عارف اني مش عاوزه اتجوز.
– بعد إذنكَ يا بابا أنا حابب اتكلم مع تالا شوية لوحدنا.
قالها نائل وهو بيحاوطني، بابا ابتسم وهز رأسه بتفهم، دخلني اوضته وقعدني على السرير، سحب كرسي وقعد قُدامي وقال بهدوء.
– أنا عارف أنكِ خايفة تتجوزي لأنكِ رافضة فكرة أنكِ تبعدي عننا، وعارف انكِ مُش قادرة تفهمي بابا وماما وجهة نظركِ وخوفكِ ده، بس يا عيوني دي سُنة الحياة، وأنتِ لأزم تفكري في مُستقبلكِ، لأزم تبني عيلة جميلة وحلوة زيكِ، وبعدين انتِ لما هتتجوزي مش هتبعدي عننا، ولا احنا هنبعد عنكِ، أنتِ هتلاقيني كل يوم عندكِ لحد ما أنتِ اللي تزهقي مني، ولعلمكِ أنا وأثق أنكِ هتنسينا من أول سنة جواز.
ضحِكت على طريقتُه في الكلام، نائل الوحيد إللي عارف وفاهم سبب رفضي لفكرة الجواز إيه، وعارف أنا قد إيه متعلقة بيهم وبالبيت، أنا فعلًا نفسي اعمل عيلة جميلة ولطيفة، بس برضو عندي خوف ورهبه من فكرة الجواز، خوفي إني اندم علي اختياري، وخوفي من أنه ميكونش حنين وميكونش في تفاهم ما بينا، أنا اتولدت في بيت كل حنان ودفاء، وبين أب وأم الحب والتفاهم كانو أساس علاقتهم مع بعض.
– تالا خليكِ واثقة إني طول ما أنا موجود مش هسمح لحد يجبركِ على أي حاجة أنتِ رفضاها، بس أنا عاوزكِ تفكري كويس، آريان صحيح يبان شخصية جامدة بس هو عكس كده، آريان احن شخص ممكن تعرفيه، وحقيقي محظوظة اوووي إللي هتتجوزه وهتكون في حياته، وأنا مش بقولكِ كده لأنه هو أقرب صديق عندي بالعكس، أنتِ اهميتكِ وغلاوتكِ عندي أهم عندي من أي حد، ولو أنا عندي شكِ ولو واحد في الميه أنه آريان مش الشخص المناسب كُنت أنا بنفسي هرفضه.
ابتسمت وحضنته، كلام نائل دايمًا بيلمس قلبي، حنيته والطريقة إللي دايمًا بيحتويني بيها قادرة تنسيني أي زعل وأي حاجة وحشة بَمُر بيها، وجوده شىء جميل في حياتي، حقيقي أوقات بحسد البنت إللى هتتجوزه وهتكون مرات اخويا القمر ده.
*********
– هتفضل بتبصلي كده كتيرر ؟
– يعني حضرتكِ عاجبكِ اللي عملتيه ؟بتحطيني في الأمر الواقع يا جدتي!
– للاسف مكانش عندي حل تاني.
– جدتي أنتِ عارفة كويس اني رافض فكرة الجواز، أنا مش عاوز اتجوز، أنا حياتي كلها بتتركز عليكِ وعلى شغلي وبس.
– بس أنا مش هدوملكَ العُمر كُله! يابني متعاقِبش نفسكِ على ماضي أنتَ ملكش ذنب فيه.
– الموضوع ملوش علاقة بالماضي، أنا مُش بفكر في الموضوع.
– ولأمتى؟ آريان أنا خلاص أخدت قراري وأنتَ مُش هتناقشني فيه.
– لا يا جدتي هناقشكِ وهرفُض لأنه الموضوع ده مش بس متعلق بيا لوحدي! في طرفين في الموضوع ده.
دي كانت المرة الأولى اللي ارفع صوتي فيها على جدتي واتعصب عليها بالشكل ده، بس قرار واحد غلط ممكِن يدمر حياة ناس كتيرر.
– يابني افهمني أنا خايفة عليكَ، أنا مش عايزكَ تفضل عُمرك كُله لوحدك، أنتَ مش زيهم يا حبيبي! أنا عاوزكَ تتجوز وتحب وتعيش حياتك، يكون في حياتك زوجة بتحبك وتحبها، وتجيبوا ولاد يملو عليك البيت، علشان خاطري يا آريان وافق، صدقني أنا مش هلاقيلك زوجة أجمل من تالا تشاركك الباقي من عُمرك.
التفت وبصيت لها، كانت بتبصلي برجاء ونبرة صوتها وجعت قلبي، مسكت إيديها وبوستها بحب كبير.
– أنا عمري في حياتي ما رفضتلكِ طلب، بس أنا آسف الطلب ده صعب إني اقبله.
سيبتها ودخلت اوضتي، قلعت بدلتِ وقعدت على سريري وأنا شايل هموم الدنيا في قلبي، بقالي سنين خايف من اللحظة دي، خايف أخوض ولو خطوة وحدة في الموضوع ده! كُنت مضايق اووي لأني لأول مرة ارفع صوتي على جدتي وازعلها، اتنفست بعمق وقررت اطلع اطمن عليها.
– مُمكِن تبطلي عياط طيب.
قولتها وأنا بقعد جنبها، كنت واثق اني هطلع وهلاقيها بتعيط، حضنت وشها بين كفوفي وبوست جبينها، الحاجة الوحيدة إللى ممكن تهز قلب ظابط زيَ وتحسسني إني ضعيف هي دموع جدتي.
– طيب اعمل ايه معاكَ؟ أنا محدش تعب قلبي غيرك، وكأنك مصر توجع قلبي زي أبوك.
– لا عاش ولا كان اللي يوجعلكِ قلبكِ يا ست الكُل، حقكِ على قلبي يا ستِ.
– لو أنتَ فعلًا هامك زعلي ومش عاوزني اتعب، يبقا توافق على جوازكَ من تالا.
– يا عيوني البنت اصلًا لسه موافقتش!
– لا هتوافق، أنا قلبي حاسس أنها هتوافق، ولو موافقتش هختارلكِ بنت تانية.
– طيب، لو كلموكِ وبلغوكِ موافقتها، فأنا كمان هوافق.
مَسحِت دموعها ورجعت الضحكة تنور وشها، سحبتني لحضنها وفضلت تطبطب عليا، كُنت فرحان لفرحتها، معرفش إيه سر الفرحة الغريبة، بس فرحان لأنها فرحانه، سيبتها نايمة في نوم عميق وطلعت وقفت في البلكونة، ابتسمت وأنا بفرد دراعاتي لنسمات الهواء الباردة إللي بتخبط في وشي، أخدت قرار أخوض معركة جديدة في حياتي، معركة معرفش إذا كنت هنجح فيها او لا بس الأكيد إني هعمل كُل حاجة علشان انجح فيها.
********
– مُمكِن ادخُل؟
– تعالي يا تالا.
– أنتَ فاضي؟
– ولو مش فاضي افضالكِ.
ابتسمت على جَملتُه وقربت قعدت جنبه، كان قاعد بيشتغل على اللابتوب كعادته، غمضت عنيا لثواني ورجعت فتحتهم واتنفست بعمق قبل ما اصدمه بقراري.
– نائل أنا فكرت في كلامك وفي طلب تيتة وفاء، وخلاص أخدت قرار
– وياتره إيه قراركِ؟
– أنا ..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تالا وآريان)