روايات

رواية المبادلة الفصل الخامس 5 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الفصل الخامس 5 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة البارت الخامس

رواية المبادلة الجزء الخامس

المبادلة
المبادلة

رواية المبادلة الحلقة الخامسة

خرج تاركا اياها واقفه جامدة كالتمثال فى مكانها.بينما ركضت وراؤه سكرتيرته وموظفة اخرى ..
فاقت من شرودها وتحركت فلا فائدة من وجودها هنا ..فسوء حظها اوقعها بين يدي مجنون؛كالفأر الذى وقع فى يدى قط جائع لايام .
وجدت نفسها تردد كوالدها :” سامحك الله يا عمرو “.
عند المساء اتصل والدها به ليعلمه بموافقته ..
لكم تمنت ان يكون كل ما فات كابوسا مزعجا لتستيقظ منه هتجد حياتها كما كانت ..فلقد كانت راضية تمام الرضا بحياتها..
تخطط لمستقبلها ..بكل تفاصيله ..
انما الان ..خطوة متهورة من اخيها انهت الخطط ..وتدمر المستقبل ..
ترى كيف يكون هناك مستقبلا عندما تضع حياتك بين يدى مجنون؟؟؟..مجنون لا يري سوى رغباته ..ينفذ ما يريد ولو على انقاض الاخرين ..
مرت الايام التالية ببطء رهيب ..لكم كانت تود لو ان بامكانها الهروب ..الهروب بعيدا ..
عن توتر المنزل وكل تلك الهدايا والتجهيزات التى تكفل بها سيف باشا ..
و جرس الباب الذى لا يتوقف عن الرنين وادخال و ادخال اشياء ولفافات ..
كيف تهرب من مصيرها وجحيمها ..وكل دقيقة يذكرها به ..
لم تعرف متى لجأت للحبوب المنومة ..متى بدات فى تعاطيها ..ولكنها وجدتها البديل الامن من البكاء والعويل على مستقبل مات ..وجدتها الوسيلة لانهاء الصلة بالواقع …تنهى عذابها المفاجىء .
وكأن واقعها يحتاج الى المزيد من العذاب ..
جاءت العمة ..مصحوبة بالمزيد من اللوم والتقريع ..كيف لم يخبروها من قبل بالزفاف ..وكيف تعرف قبله بايام قليلة فقط ..
اه لو تعلمين يا عمتى انى لم اعرف سوى من ايام ..
كانت العمة كثيرة الشكوى والانتقاد والسؤال السخيف الذى ظلت تردده دون توقف :” كيف لن يحضر عمرو زفاف شقيقته الوحيدة !!””
” ان هذا لا يصح ..ماذا سيقول العالم عنا …لقد افرط والدك فى تدليله”
ثم تخرج من التقريع الى الفضول القاتل :” يقولون ان زوجك العتيد فاحش الثراء ..هكذا هو والدك …يجيد التخطيط”.
لا يا عمتى ..هذا الامر ام يخطط له احد..
التزمت الصمت ..كيف ستخبرها بما حدث..انها فى ذاتها لا تصدق ان ذلك حدث.
بل كيف يصدقها احد ..انه سيناريو سخيف ربما كان يحدث فى العصور الوسطى وليس الان ..
مع كل هذا التقدم العلمى مازال الجانب الاجتماعى للبشر فى غاية التخلف !!.
كيف ترد على عمتها فى فضولها حول شخصية العريس ؟
هل تخبرها بأنه سادى ؟؟ نعم سادى ..والا لما تلذذ بتعذيب الاخرين كما تتعذب هى الان ..
هل تقول انه مجنون ؟
من غير المتوقع من امراة ان تصف رجلا سيصبح زوجها بعد ايام بذلك اللفظ.. ولكن بالفعل هناك بعض الخلل فى رأسه ..والا حتى لو اختار ان يتزوج بلا حب لاختار طريقة اخرى وشخص اخر ليرتبط به ….
فلقد تنافى فى علاقتهما ابسط قواعد الارتباط ..القبول ..الرضا.
” لما هذا الصمت ؟؟…الن تجيبينى ؟؟”
بالطبع ياعمتى سأجيبك ..انه عديم الرجولة ..
والا لما قبل ان يتزوج ممن لا تريده ..فهى لا تعرف رجلا يقبل على نفسه ذلك بينما زوجها العتيد قبل ورضي برفضها له ..
ساصمت يا عمتى بل ساتعلم الصمت من الان فصاعدا ..
فهو الملاذ الامن ..
ولكن لن استسلم..ولن العب دور الضحية ..فهو لا يليق بي .
*****
طيلة تلك الايام لم تكد ترى والدها ..كانت تعلم انه يتهرب منها ..
حتى عندما تقابلا صدفة فى ساحة المنزل لم تتقابل اعينهما ..
كان خجلا ..نعم ..تعلم ذلك .
” لا سامحكما الله ياعمرو ..و يا سيف”.
دمرتما والدى وهو من بقي لى فى هذه الحياة .
ولا اريد ان افقده ..
*****
وجاء يوم الزفاف ..سمعت صيحات الاعجاب من طاقم التجميل معها بالغرفة ..فالفستان بالفعل يستحق ..لو كان فى ظروف اخرى لشاركتهم الصياح والتهليل ..
فهو رائع ..غال الثمن بلا ريب ..
سيف باشا يتمتع بالذوق العال والمرهف او ربما ليس ذوقه ..ربما هو ذوق ريتاج ..
ربما هى ترتدى ثوب امراة اخرى ..
يالحسن حظك يا ريتاج ..هربتى قبل ان تقعى بالفخ ..بينما وقعت انا فى المصيدة ..
ترى هل اكتشفت جنونه فقررتى النجاة بنفسك ؟؟!!
ام انك وعمرو هربتما لكونكما تحبان بعضكما البعض ولم تجدا بديلا سوى الهرب ؟؟
على الاقل هناك فرد سعيد فى عائلتها ..
هنيئا لك يا عمرو سعادتك ..
بينما يجب علي الابتسام امام شقائي ..
انتهت من التجمل و دخلت قاعة الزفاف على انغام الموسيقي ..تتبعها العمة التى تؤدى دور الام المتوفاة . ولقد اعجبها الدور .
كانت العمة لا تتوقف من ابداء دهشتها من وجود تلك الممثلة الجميلة التى ادت دورا رائعا فى المسلسل الذى عرض اخيرا ..
او ذلك الممثل الشاب الوسيم ..”يالروعه ..انه يبدو اكثر وسامه فى الواقع!! ”
“انظرى يا شهد …انه الوزير!!”
“هل رأيتى تلك الجواهر التى تتزين بها زوجة ذلك السياسي …او فستان زوجة ذلك رجل الاعمال ..هل كنت تعرفي ان تلك الممثلة هى زوجة ذلك المخرج؟؟”
كادت ان تصرخ وهى تسمع نميمة العمة ..ليس هذا وقته ايتها العمة ..توقفى بالله عليكى ..الا ترين انى اساق الى حبل الاعدام !!
” لم اكن اتخيل الا يحضر عمرو زفافك !!انه شقيقك الوحيد ..سندك بعد ابيك ”
“هل يبدو اباك مريضا ؟؟ ربما ..فلقد ارهق تماما فى الفترة الماضية فى الاستعداد للزفاف .”
كانت تجلس وحدها بينما تنظر لوالدها يردد خلف المأذون :” زوجتك ابنتى “.
لا يااابى ..لا تقولها ..لا تزوجنى هكذا ..
ودت ان تصرخ ..ان توقف هذه المهزلة .
كان اهتزاز صوت والدها دليلا على كونه ايضا يود ان يفعل ذلك .
نظرت الى ذلك المدعو سيف ..لماذا يبدو فرحا ؟؟هل يجيد التمثيل الى هذا الحد ؟
؟
يبدو كقط قبل التهامه الفأر ..من اين له هذا الثبات وهو يردد خلف المأذون .
كادت زغرودة العمة ان تصم اذنيها ..
اه يا عمتى ..ليتنى افرح مثلك ..
وجاء ليجلس بجوارها ..مقبلا رأسها ..فلقد اصبحت ملكه الان ..كان شفاه الدافئة مصدرا مزعجا للبرودة فى كل جسدها ..
ابتسم …ابتسم يا سيف باشا ..اعدك الا استسلم ..لن اكون اسيرتك او عبدتك ..اقسم ان اجعلك تندم على هذا اليوم …
لقد كسبت المعركة ولكنك لم تفز بعد بالحرب

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المبادلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى