رواية العاصفة الفصل الثالث 3 بقلم الشيماء محمد
رواية العاصفة البارت الثالث
رواية العاصفة الجزء الثالث
رواية العاصفة الحلقة الثالثة
علي بهمس : أنتوا هتعملوا ايه بالسكاكين دي ؟
حمادة شاورله يسكت وابتسم وقربوا جامد منهم وبرجله زق رجل كريم اللي فتح عينيه بسرعة وقبل ما يقف كانت سكينة زكريا علي رقبته بتهدده ما يقفش ولا يتحرك ..
حمادة راح ناحية أمل وقبل ما يلمسها كريم زعق : اياك تلمسها
أمل فتحت عينيها علي صوته ويدوب بتبص حواليها اتفزعت لما شافتهم واتعدلت بسرعة وبتبص حواليها برعب
حمادة بص لزكريا : لازم نخلص منه الأول ..
زكريا هز دماغه ومسك كريم من دراعه بيوقفه وهنا كريم ضربه في وشه جامد لدرجة إنه اتعور وبدأ يضرب فيه وحمادة ماسك أمل اللي بتحاول تخلص نفسها منه ومش قادرة وكريم بيتخانق مع زكريا وبيضربه
حمادة زعق لعلي : امسكه معاه
علي بيهز دماغه برفض وخوف وبيرجع لورا وبيردد : قلتلكم ماليش دعوة بيكم .. ماليش دعوة
حمادة اتنرفز وزعق : طيب تعال امسكها أنت .. مش هتعمل حاجة بس امسكها
كريم ضرب زكريا جامد و وقعه على الأرض ويدوب هيلف ناحية حمادة لقاه في وشه وبكل قوته غرز سكينته في جنب كريم اللي لوهلة ما استوعبش اللي حصل أو عقله لسه ماحللش اللي بيحصل .. وأمل مش شايفة ايه اللي بيحصل بس شايفاهم قريبين من بعض وعلي ماسكها من دراعها
حمادة قرب من كريم : ده عقاب اللي يتدخل في حاجة ما تخصوش .. كنت المفروض تكمل طريقك .. فلحد ما روحك تطلع هخليك تتمتع وتتفرج علينا واحنا بنغتصبها قدام عينيك علشان يكون ده آخر مشهد تشوفه ..
حمادة بكل برود خرج السكينة من جنبه وغرزها تاني بقوة أكبر وهنا أمل شافته وشهقت وعرفت إن دي نهايتهم هما الاتنين .. ملاكها الحارس بيموت قدام عينيها وبعد كده الدور عليها .. انتبهت علي شهقة كريم لما خرج السكينة لتاني مرة من جنبه وسابه يقع علي الأرض ..
كريم ردد بضعف : هتدفع تمن اللي عملته ده غالي أوي وهتشوف
حمادة ضحك : محدش هيعرف باللي حصل وباللي هيحصل لسه وبعدين هششششش الكلام وحش عليك اتفرج وأنت ساكت
راح ناحية أمل اللي عندها ذهول تام مش متخيلة إن دي نهاية كريم خلاص ! بس فاقت من ذهولها علي حمادة اللي شدها عليه وبدأ بمنتهى العنف يستبيحها .. شد خمارها وطرحتها ومسكها من شعرها وكل ما تحاول تبعد يضربها وبدأت مرحلة من الوحشية بينهم .. أمل بتدافع باستماتة عن شرفها وهو بيتعامل معاها بوحشية وأخيرا قدر يقلعها جلبابها الطويل وكانت لابسة تيشيرت بحمالات تحته حاول حمادة يقلعهولها وهي بتحاول تضربه بس كل ما بتكون هتقدر بيتدخل زكريا معاه يسيطروا عليها لحد ما حمادة تعب من مقاومتها فاتعدل ووقف وبدأ يضربها برجله في كل مكان لحد ما سكتت خالص وأغمى عليها من الضرب وكريم مش قادر يتعدل أو ينقذها أو حتى ينقذ نفسه ..
بعد ما أغمى عليها حمادة مكانش مصدق إنها هتبقى ملكه فعلا .. بص لزكريا وضحك و وطي عليها وبيحاول يقلعها بنطلونها .. كريم سحف ناحية السكينة اللي حمادة ضربه بيها وبيقرب منها بس على لمحه واتقابلت عينيهم في نظرة طويلة وعلى نوعا ما خاف من نظرات كريم فبرجله زق السكينة ناحية كريم قربها منه وبعد خالص عنه وكأنه بيقوله إنه بعيد ومالوش دعوة بيهم ..
كريم مسك السكينة وحاول يستجمع قوته لأنه لو ما قامش دلوقتي مش هيقوم تاني هو أو هي.. دعى ربنا بصمت يديله القوة لحد بس ما يخرجها من المكان ده .. دعى من كل قلبه ينجيها هي ويرجعها لأهلها سليمة .. دعى وهو لأول مرة عنده يقين إن ربنا هيكون جنبه ومعاه .. حاول يقف وفعلا قدر يقف قرب عليهم زكريا أخد باله من وقوفه وقرب منه باستهتار بس اتفاجئ بكريم بيغرز سكينته في جنبه زي ما حمادة عمل فيه وشدها تاني وسابه يقع في الأرض .. حمادة ساب أمل وراح ناحية كريم وحاول كريم يضربه بس مقدرش فحمادة قدر يضربه ويوقعه في الأرض مسك ايده وفضل يضربها في الأرض لحد ما وقع السكينة منه .. حاول كريم يضربه بس حمادة ضربه في مكان إصابته في جنبه بكل قوة وزعق : دي نهايتكم أنتوا الاتنين .. محدش هيخلصكم من ايدي
يدوب خلص جملته وبعدها صوت تكسير وضربة قوية علي راسه والاتنين استغربوا وبصوا لعلى اللي كان ماسك إزازة حاجة ساقعة وكسرها علي راس حمادة اللي عنده ذهول من تصرف صاحبه اللي اتوتر : سيبهم يمشوا بقى .. مش هنقتل حد
حمادة وقع وبيحاول يتعدل مش قادر وكريم حاول يتعدل هو كمان مد ايده أخد السكينة كأمان معاه وفضل يسحف لحد مكان أمل اللي جسمها كله كدمات و وشها كله متعور في كل مكان من ضرب حمادة وأتمنى لو يرجع يقتله خالص بس مش وقت مخاطرة حاليا .. لمح موبايل حمادة في الارض جنب أمل فأخده بسرعة بدون ما حد يحس ..
حمادة اتعدل ويدوب هيقوم على مسكه وزعق بصوته كله : خدها واطلع بسرعة
كريم بص ناحيتهم وشافهم بيتخانقوا وعرف إن علي مش قد حمادة ومش هيقدر عليه فلازم يخرج من مكانهم بسرعة ..حاول يفوقها بس مش بتفوق فبصعوبة شالها ونزيفه زاد جدا بس مش وقته .. شالها ومش عارف هيخرج منين ..
علي زعق : في باب ورا
كريم رايح ناحية الباب اللي ورا وفتحه وخرج والهوا وقعه بأمل بس لازم يقف .. بالعافية وقف وشالها تاني ويمشي كل خطوة أصعب من الثانية وبيشيل كل رجل بالعافية لحد ما لمح عربيته اللي كل خطوة لها بميل .. أخيرا وصلها ودخل أمل جنبه وهو لف يدخل لمح عربيتهم فقرب منها وبالسكينة ضرب كاوتش ويدوب هيضرب الثاني لمح حمادة جاي عليهم فقام بسرعة ركب عربيته ودورها واتحرك بيها ناحية الطريق .. ساق بدون ما يشوف أى طريق قدامه .. بس سايق وخلاص في أى اتجاه لأي مكان وهو وحظه .. سايق وهو بياخد نفسه بالعافية وبعدها مقدرش يكمل فوقف وبص لأمل جنبه .. فتح التابلوه وخرج إزازة برفان رش علي وش أمل اللي بدأت تفوق وتبص حواليها مستغربة هي فين واتعدلت بسرعة مش عارفة ايه اللي حصل وهل اغتصبوها ولا لأ .. بصت لنفسها بنطلونها مقفول بس من فوق بالتيشيرت بتاعها فحطت ايديها حواليها وفاقت علي صوت كريم بيتكلم بالعافية : شنطتي وراكي فيها هدوم البسيها
بسرعة شدت شنطته وفتحتها وطلعت قميص لبسته وبصت لكريم وبعياط : أنت كويس
كريم ابتسم : ما تقلقيش عليا وقليلي أنتي حاسة بايه ؟ موجوعة ؟
أمل بصتله وبعياط : أنت بتنزف جامد
كريم بيتنفس بالعافية : عارف .. موجود في الشنطة كوفية ممكن تلبسيها زي الطرحة وغطي شعرك
أمل بصتله مش مصدقة اهتمامه إنه يغطيها وهو لاحظ نظرتها فابتسم بضعف : أنا مش هضحي بحياتي وفي الآخر هتمشي بشعرك مكشوف ، غطى شعرك
أمل طلعت من شنطته الكوفيه وفعلا لبستها زي الطرحة وسط دموعها وحيرتها وخوفها من اللي جاي وبصتله وحاولت تبتسم : لبستها
كريم ابتسم : ودلوقتي ركزي كويس .. ده الغيار اللي بيطلع العربية لقدام
قاطعته بدون فهم : أنت بتقول ايه ؟
كريم تجاهل سؤالها وكمّل : ده البنزين وده الفرامل .. رجلك علي البنزين بالراحة وكل ما هتدوسي العربية هتكون أسرع معاكي .. هتفضلي ماشية في الطريق ده ع طول ..
افتكرت أمل كام مرة أخوها حاول يعلمها السواقة وهي كانت بتستعبط ! مش لو كانت اتعلمت كانت هتقدر تسوق دلوقتي
أمل بصتله برفض وعياط : أنا مش بعرف أسوق ومش هعرف
كريم بصلها وابتسم : أنا أنقذتك منهم ودلوقتي الدور عليكي .. ممكن يلحقونا ولو ده حصل مش هقدر أعملك حاجة فلازم تفضلي مكملة ( مسك ايدها ) لازم ترجعي لأبوكي وأمك واوعي تخليني أرجع في وعدي ليكي .. عمري ما وعدت وخلفت .. ارجعيلهم أرجوكي ( حاول يهزر ) وبلغي أبويا إنه يدفع للكافيتريا تمن الحاجات اللي أكلناها علشان ما تبقاش سرقة
أمل حاولت تبتسم بس ماقدرتش .. دلوقتي لازم تفتكر كل محاولات أخوها ! دلوقتي لازم تسترجع الكام مرة اللي ساقت فيهم وتحاول لازم تحاول بس هل هتقدر تسوق في جو زي ده ! ده هو كان سايق بالعافية
أمل بعياط وفقدان أمل : أرجوك مش هقدر .. أرجوك اوعى تسيبني
كريم بصلها : أنا معاكي مش هسيبك تعالي بس مكاني وساعديني اجي مكانك أنتي .. أرجوكي بسرعة
ساعدته يجي مكانها بالعافية وبعدها هي راحت مكانه وبصتله بينزف ومسحت دموعها : الأول لازم نوقف نزيفك شوية .. أنت لابس حزام صح هاته بسرعة
كريم حاول يفك الحزام بس ايده متعورة والثانية مش قادر أصلا يرفعها بس حاول ومقدرش وايده وقعت جنبه أمل قربت وهي فكت حزامه واخدت تيشيرت من شنطته حطته علي جرحه وحطت الحزام عليه وربطته جامد لدرجة إنه صرخ من الألم وهي بتعيط وبتتأسف : لازم أضغط عليه علشان يوقف نزيفك شوية .. أرجوك استحمل
كريم غمض عينيه وهي بسرعة بتحاول تفوقه ففتح عينيه : أنا كويس سوقي يلا وريني علشان أقدر أساعدك
افتكر الموبايل اللي في جيبه طلعه وللأسف لقاه هيفصل شحن وهز دماغه بأسف ودعى يعرف يكلم أى حد
اتصل علي رقم والده وانتظره يرد
حسن باستغراب : الو مين !
كريم بتعب : أيوة يا بابا
حسن بلهفة وفرحة : كريم طمني عليك أنت فين ؟
كريم بتعب وصوت موجوع جدا وبيتكلم بالعافية : كلم أمي وقلها تبلغ حد ينتظرني علي الطريق السريع برا .. لو اتأخروا هيكون فات الأوان .. بابا بلغهم يستنوا عربيتي
حسن بتوتر : كريم أنت مالك ؟ طمني عليك
كريم بتعب وبصوت بيتقطع : خليهم ينتظروا عربيتي ويلحقوني بسرعة يا بابا بسرعة
حسن بلهفة : طيب طمن
الخط قطع والموبايل فصل شحن وكريم رماه من ايده
أمل جنبه برعب : هنعمل ايه ؟
كريم : دوري العربية واتحركي .. هينتظرونا علي الطريق ما تقلقيش
أمل دورت العربية وبدأت تتحرك بس العربية مش بتتحرك بسلاسة بتقطع وده بيتعب كريم وهي بتعيط .. ندمت علي كل مرة استهترت بطلب أخوها يعملها السواقة .. ندمت في وقت مش هينفع فيه الندم دلوقتي لازم تسوق ولازم تتحرك ولازم توصله بر الأمان ..
كريم بتعب : حاولي تثبتي رجلك علي البنزين ما تحطيهاش وتشيليها بالمنظر ده علشان ما تقطعش كده .. ثبتي رجلك وبالراحة هتمشي
أمل حاولت تعمل زي ما قال وزي ما أخوها قال الف مرة قبله .. وبالفعل العربية بدأت تمشي بهدوء نوعا ما
كريم ابتسم وبيغمض عينيه : برافو عليكي
أمل بلهفة : حاول ما تنامش خليك معايا أرجوك
كريم بإرهاق : معاكي .. أنا معاكي
أمل حاولت تقول أي كلام يخليه فايق وبعدها بصتله : أنا اسمي أمل علي فكرة
كريم ابتسم لأنه نسى يسألها عن اسمها أو حتى يقولها اسمه : أنا كريم
ابتسمت أمل وحاولت تهزر : تخيل نبعد عن بعض بعد كل ده وما نعرفش أسامي بعض حتى !
كريم ابتسم : كويس إنك عرفتيني اسمك .. يارب يكون اسمك علي مسمى ويكون في أمل أوصلك لبيتك
أمل بتفاؤل : هنوصل احنا الاتنين بإذن الله ..
كريم ردد : بإذن الله
ماقدرش يفضل فايق أكتر من كدا فغمض عينيه ومهما أمل تفوقه مبقاش قادر يفتح عينيه ..و بعد فترة طويلة أمل هزت كريم تفوقه لحد ما فتح عينيه وبصلها فاتكلمت : اللمبة دي بقالها فترة بتنور وتطفي مش عارفة ليه ؟
كريم بص ناحية اللمبة وابتسم بحسرة : دي لمبة البنزين .. بتعرفك إن البنزين بيخلص ولازم نموّن العربية
أمل برعب : هنعمل ايه ؟
كريم بأسف : امشي وخليكي ماشية ولو لقيتي يافطة بنزينة عرفيني
أمل بتبص حواليها برعب : ولو لقيت هشوفها في التراب ده !
كريم بإرهاق : العقل والمنطق حاليا مش هنفكر بيهم وطالما ربنا معانا من أول الطريق فهيكمل معانا .. بعدين انتي المتفائلة يا أمل مش أنا .. أرجوكي خليكي متفائلة علي طول
أمل دعت من قلبها ربنا يقف معاهم لآخر الطريق وفضلت سايقة ومتوترة وعينيها طايرة طول الوقت وبتحاول تلمح أي حاجة غير الصحراء دي وأخيرا شافت يافطة لمحتها مع البرق وكأن ربنا بعت البرق في الوقت ده علشان يوريها اليافطة دي إن في بنزينة قدامها جاية
هزت كريم تفوقه وتقوله في بنزينة فابتسم : مش قلتلك ..
قالها ازاي تقف ووقفت وقربت وخبطت البنزينة وهي بتقف وبتتأسف لكريم اللي بيطمنها : ما تشغليش بالك المهم بس نعرف نموّن
قبل ما تنزل كريم وقفها : حطي البالطو عليكي علشان المطر والهوا لبسته أمل ونزلت بصعوبة وحاولت تشغل البنزينة مش عارفة فتحت باب كريم وبتتكلم بصوت عالي : مش عارفه أموّن مش راضية
كريم بص للبنزينة وبتعب طلع محفظته وطلع منها الفيزا واداها لأمل وقالها الرقم السري بتاعها
أمل مش فاهمة تعمل ايه برضه وكريم بصلها بيأس واتعدل : ساعديني أنزل
اترددت أمل بس مش عارفة فعلا تعمل ايه !
بإصرار قالتله : عرفني وأنا هعمل ما تتحركش أنت
كريم شرحلها ازاي تحط الفيزا وتشغلها وقالها تحدد المبلغ وساعتها هتشتغل البنزينة ومع تعليماته عرفت ازاي تموّن وحست بانتصار صغير جواها وأخيرا ركبت تاني وحاولت تحكي عن انتصارها الصغير بس كريم كان غاب تماما عن الوعي ومهما تحاول تفوقه مش بيفوق وخافت يموت جنبها .. لازم تعمل أى حاجة ! لازم تحاول تنقذه ..
اتحركت وحاولت تسرع وتدعي ربنا ييسر طريقها طول الوقت وإنها توصل قبل فوات الأوان وإن حد ينتظرها علي الطريق زي ما كريم طلب من أبوه !!!
حسن أول ما الخط قطع مع ابنه حاول تلقائي يتصل بيه بس التليفون مغلق ولأول مرة يحس بالعجز التام .. ابنه محتاجله ومش عارف يتصرف ازاي ؟ طيب يركب عربيته ويتحرك ؟ طيب هل هيوصله مع الجو والعاصفة دي وهيعرف طريق ابنه ؟ طيب يبلغ البوليس بس برضه البوليس مش هيتحرك غير لما الجو يتعدل شوية ويعرفوا يتحركوا .. مفيش قدامه غير مراته وأهلها ويطلب منهم حد فعلا يطلع ينتظر ابنه علي الطريق السريع برا وأكيد مش هيتأخروا ومراته كمان هتقدر تقنعهم يتحركوا لابنها..
بسرعة اتصل بناهد اللي هتموت من القلق علي ابنها اللي اتأخر جدا وأول ما سمعت صوت جوزها عرفت إن في حاجة حصلت لابنها .. حكالها بسرعة المكالمة بينهم وهي قالت هتتصرف بسرعة .. جريت نادت علي أخوها عاصم الدخيلي وصحته من نومه وقالتله اللي حصل وهو قالها هيطلع بسرعة هو وابنه يستنوه علي الطريق ..
اما حسن فكان معاه ملك قلقانة ومتوتره وهو قرر يتحرك وهيا اصرت تتحرك معاه .. اخد السواق واتحرك ناحية المجهول يلحق ابنه …
بقلم : الشيماء محمد
عاصم صحى ابنه مؤمن اللي عايش مع كريم في القاهرة وبيشتغل معاه بس نزل إجازة مع عمته واستغلها فرصة يزور اهله ونزلوا وناهد حاولت تقنعهم تروح معاهم بس رفضوا تماما بس مسكت ايد أخوها وعيطت واترجته ياخدها : مش هقدر يا عاصم استنى هنا وابني مش عارفة حالته
مؤمن بتوتر : يا عمتو الطريق مش أمان وأنتي شايفة الجو والمطر والتراب
ناهد بعياط : وابني الله اعلم حالته ايه في الجو ده ! أنتوا لو روحتوا من غيري هاخد الطريق مشي وراكم مش هفضل في البيت هنا أستنى
قدام إصرارها وعياطها وترجيها أخدوها معاهم وطلعوا ينتظروا كريم
عاصم بتوتر : طيب نتحرك شوية لقدام ؟
مؤمن بحيرة : طيب نفترض إنه جه من طريق تاني مش هنشوفه في الجو ده
ناهد مسحت دموعها وبصتلهم : هو قال ننتظره هنا فهننتظره هنا وأكيد هيوصل إن شاء الله .. أخاف نتحرك مانشوفهوش
قعدوا منتظرين أي عربية تعدي من قدامهم بس الطريق مهجور والجو صعب جدا والمطر بيزيد والخوف والقلق بيزيدوا أكتر وأكتر مع كل صوت رعد ومع كل ضربة وخبطة من البرق والرعد
في الكافتيريا حماده بيحاول يوقف النزيف لزكريا صاحبه وبيزعق في علي : انت اللي عملت كل ده ! هيموت بسبب جبنك وغباءك
علي بينهج : انت هتلف علي راقبينا كلنا حبل المشنقة .. الواد مش هيسكت ولو قتلته اهله مش هيسكتوا ..
حماده بصله : ودلوقتي هيسكت صح ! لما سيادتك هربته متخيل انه هيرحمك !
علي برفض : مش هيرحم حد فينا بس مش هنتعدم .. يالا نتحرك من هنا ونشوف اي حد ينقذه قبل ما صورنا تتعلق في كل مكان
شالوا زميلهم وراحوا لبلدهم وراحوا لاقرب مستشفي وبلغوا ان صاحبهم وقع علي حديده وهو بيجري من العاصفة وقرروا اول ما يخرج من العمليات يهربوا بيه من هنا ..
سميرة طول الليل قاعدة متوترة وخوف مبهم جواها وبيزيد كل ماترن علي بنتها وتلاقي تليفونها مقفول
عبدالله بيحاول يطمنها : يا ستي البنت موبايلها فصل شحن شوية وتوصل اهدي بقى
سميرة اتنهدت : القلق هيموتني .. قلبي مش مطمن أبدا يا عبدالله حاسة إن أمل فيها حاجة
عبدالله كشر : تفائلوا بالخير تجدوه ..
سميرة أخدت نفس طويل : يارب خيب ظني يارب واحفظ بنتي .. يارب استودعتك بنتي احفظها يارب وهاتها بالسلامة يارب
عبدالله ابتسم : أيوة كدا .. دعوة حلوة وهتوصل بالسلامة إن شاء الله وبعدين احنا استودعناها ربنا هو يحفظها من عنده ..
سميرة بتوتر : طيب كلمت الميكروباص وشوفت عم صبحي هيوصل امتي
عبدالله : مش قدامك محمد أخويا كلمه وقاله قدامهم ساعتين
سميرة بتوتر : ماهو الساعتين خلصوا اهو
عبدالله : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. يا ولية أنتي مش شايفة الجو برا عامل ايه ؟ أكيد مش ساعتين بالظبط يعني ..
كل شوية سميرة تفتح الشباك تبص علي الشارع منتظرة الميكروباص يوصل وبنتها توصل بالسلامة والقلق مسيطر عليها وعلي قلبها ..
عبدالله برضه القلق مالي قلبه بس بيحاول ما يظهروش علشان مراته فمسك مصحفه وقعد يقرأ فيه ويدعي جواه بنته توصل بالسلامة ..
أخيرا سميرة صرخت : الميكروباص اهو يا عبدالله بينزل سمر قدام بوابة أخوك علي ناصية الشارع انزل لأمل قابلها
عبدالله ابتسم وقام بسرعة يقابل بنته ويدخلها من الجو الصعب ده واستغرب لما سمر نزلت وبنته لسة والميكروباص هيتحرك فجري بسرعة ووقفه : ايه يا صبحي استنى أمل تنزل
صبحي كشر : أمل ؟
هنا قلب عبدالله وقع في رجليه : أمل بنتي مش قلتلك هتركب معاكم!
صبحي استغرب إنها ما وصلتش : هي ما وصلتش لسة ؟
عبدالله بخوف ورعب : توصل ازاي ؟ مش هي معاك ؟
بص ناحية سمر وأبوها : بنت عمك فين يا سمر
سمر اتوترت ورجعت لورا خطوة
وهو بص للسواق : صبحي بنتي فين ؟ هي قالت إنها ركبت معاك ! وكلمتني بعد ما ركبت .. بنتي فين يا راجل أنت
هنا وصلت سميرة اللي قلبها بيدق والخوف قرب يشلها بس بتتحرك لحد ما وصلت عندهم : فين أمل ؟
صبحي بتوتر : هي نزلت في الاستراحة
سميرة صوتت : وأنت سيبتها ومشيت ؟
صبحي بص للركاب معاه وبصلهم وبص لسمر : هي قالتلي إنها مشيت مع واحد قريبها والعربية اتحركت وأنا كملت الطريق علشان ألحق أوصل أنتوا شايفين الجو عامل ازاي !
عبدالله وسميرة وقفوا الاتنين والصدمة مسيطرة عليهم .. محدش فيهم قادر ينطق أو يتكلم
سميرة بتنهج : بنتي فين يا سمر ؟
سمر بصتلها بخوف : معرفش
هنا سميرة قربت عليها ومسكتها بعنف من طرحتها وشعرها تحت الطرحة وزعقت : بنتي فين ؟
هنا طلعت بدرية مامتها شدت بنتها : قالتلك معرفش .. ما تشوفي انتي بنتك فين ؟ تعالي يا بت
شدت بنتها ودخلت وعبدالله بص للسواق : انت ازاي تسيب بنتي وتمشي انت اتجننت
صبحي شهد الركاب : قسما بالله بنت عمها قالتلي انها ركبت ومشيت
عبدالله زعق : أنت شوفتها بتركب ؟
عم صبحي بدفاع : بنت عمها قالت والركاب كلها تشهد
واحدة اتكلمت : أيوة قالت إنها مشيت وشاورت علي العربية اللي مشيت فيها كانت عربية سودا كده يعني بنت عمها هتكدب ليه ! دلوقتي توصل ..
صبحي اخد ميكروباصه ومشي وعبدالله فضل واقف هو ومراته وأخوه اللي مش عارف يقول حاجة
سميرة بعياط : سمر عارفة بنتي فين يا عبدالله
عبدالله بص لأخوه بترجي وما نطقش
محمد بحرج : هدخل أعرف منها وأجيلك .. دخل مراتك البيت من الهوا والمطر ده ..
عبدالله شد مراته ودخلها وهما في حالة صعبة جدا
أخوها طه صحي من النوم وخرج عندهم مستغرب : مالكم مبلولين كده ؟ وفين أمل لسه ما وصلتش !
هنا سميرة انهارت في الأرض من العياط وفضلت تندب : قلتلك بنتي جرالها حاجة قعدت تطمن فيا .. بنتي فين يا عبدالله ؟
عبدالله معرفش يرد عليها ولا ينطق بس قعد جنبها بصمت
طه قرب من أمه بخوف : هي فين ومالها ؟ حصل ايه فهميني يا ماما ؟
سميرة بعياط : محدش يعرف هي فين ؟
طه باستغراب : مش كانت في الميكروباص ؟ يعني ايه محدش يعرف ؟
عبدالله برعب : بيقولوا نزلت وكملت مع حد قريبها
طه زعق : ايه الهبل ده ؟ ومين قريبها ؟ وهي أمل برضه هتنزل وتكمل مع أي حد مهما إن كان ؟ امال الزفتة سمر فين ! مش كانت معاها ؟
سميرة بعياط : بتقول متعرفش وأمها دخلتها
بدرية دخلت بنتها أوضتها وبصتلها : بنت عمك فين يا بت ؟ وليه بتقولي متعرفيش مش كنتوا مع بعض ؟
سمر بتوتر : معرفش يا ماما !
بدريه بتريقة : مش قلتي للسواق يكمل الطريق يبقى أنتي عارفة هي فين ؟ انطقي يا بت
سمر كشرت واترددت وبصت لأمها : ركبت مع واحد صاحبها
بدرية كشرت : وهي أمل ليها في القصة دي يا بت ! لا مش راكبة دماغي الحكاية دي أبدا
سمر قربت من أمها : بصي .. أمل بتحب واحد زميلها معانا هناك وهو شاب غنى ومز كدا و بيقول إنه بيحبها وهيجي يخطبها وكانت بتقنعني نسافر معاه وهو يوصلنا بس أنا رفضت وركبنا الميكروباص اتاريه هو حصلنا وفي الكافيتريا فضلوا يتحايلوا عليا أركب معاهم بس أنا رفضت وبعدها هي قالتلي أقول للميكروباص إنها هتكمل مع قريبنا ومعرفش بقى ما وصلوش ليه ؟ انتي بقى عايزاني أفتن عليها وأقول لعمي الكلام ده ! طيب ازاي يا ماما ! وبعدين أمل الكل بيحبها وكلهم مخدوعين فيها وأنا مش هقدر أبدا أقلل منها قدام أبوها وأمها .. أنا مش كده أبدا يا ماما
بدريه ابتسمت : ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي
كملت بشماته في سرها : اما أنتي بقى يا سميرة وأخيرا الزمن جابك تحت ايديا وأنا مش هرحمك أبدا
جت تخرج بس سمر مسكت ايدها وبخوف مصطنع : هتعملي ايه يا ماما
بدرية ابتسمت لبنتها : ما تقلقيش أنتي أنا هتصرف
محمد جاى يدخل لبنته بس مراته وقفته وحكتله كل كلام سمر
بدرية بتريقة بتمصمص شفايفها: مالك يا راجل ! مش مصدق إن دي اللي بتضرب بيها المثل لبنتك كل شوية ! اهي هتجيب العار لأهلها
محمد زعق : اخرسي يا ولية أنتي والله ما مصدق حرف واحد من اللي قلتيه
بدرية شهقت : ليه يا أخويا ؟ منزلة من السماء مش بتغلط ؟
محمد بتريقة : لا وأنتي الصادقة بنتك اللي بتكدب
بدرية هنا زعقت : قسما بالله يا محمد لو عملت مشكلة لبنتي ولا خليت حد يقربلها لاخدها وامشي بيت جدها وأفضحكم في البلد كلها .. مش هتكونوا غلطانين وتلبسوها لبنتي !
محمد اتنهد : استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم .. أقول ايه بس لعبدالله
بدرية بشماتة : تقوله حقيقة بنته
محمد خارج وهي وراه : رايحة فين ؟
بدرية بإصرار : معاك ماهو مش هسيب الحيزبونة دي تملى دماغ أخوك ودماغك ضد بنتي اتفضل يلا
راحوا بيت عبدالله وسميرة منتظراهم بلهفة ينطقوا ويقولوا أي حاجة تبرد نارها وخوفها
طه بتوتر : ما تقول يا عمي سمر قالتلك أمل فين ؟
محمد اتنهد : والله يا ابني ماعارف أقول ايه وأقول ازاي ؟
سميرة شافت نظرات بدرية وشماتتها فوقفت بكبرياء : تقول زي ما سمعت يا أبو سمر بنتك قالتلك ايه ؟
بدرية حاولت تمثل الاستعطاف وبدأت تحكيلهم وسميرة مش مصدقة ولا حرف
بدرية : والله ما كنت أصدق أبدا إن كل ده يطلع من أمل .. عيب عليكي يا أمل
طه كان هيقرب ويزعق بس سميرة مسكت ايده وشاورلته يسكت وهي اللي اتكلمت بهدوء : بنتك كدابه في كل حرف نطقته ولولا إني عاملة اعتبار لجوزي ولأخوه كنت رديت عليكي رد يليق بيكي
بدريه وقفت وشهقت : شوف الولية بنتها دايرة علي حل شعرها وجاية تتشطر عليا ! ماتربي بنتك الأول
سميرة كانت هتقرب عليها بس جوزها مسكها : بنتي متربية أحسن تربية في الكون كله .. واوعي تتخيلي للحظة إني ممكن أصدق في حقها حرف من القرف اللي قلتيه ده .. دي أخلاق بنتك أنتي ودي تربيتها لكن أمل دي أكبر منكم بكتير فاهمة .. ودلوقتي توصل بالسلامة وأعرف منها ايه اللي حصل وقسما بالله ما حد هيخلص بنتك من ايدي لو لها يد في تأخيرها
بدرية بصت لجوزها : شايف مرات اخوك ما تتكلم
عبدالله وقف وبص لأخوه بهدوء : خد مراتك دلوقتي يا محمد وياريت تسكتها وتعرفها ازاي تتكلم
بدرية بتشهق : ما ترد عليهم يا راجل
محمد مسكها من دراعها بعنف : اسكتي خالص دلوقتي ويلا .. وربنا يطمنا علي امل وادعي فعلا إن بنتك ما يكنش لها يد في تأخيرها
بدرية شدت دراعها بعنف من ايد جوزها : تصدق أنا غلطانة أصلا إنى جيت أطمنكم عليها .. بكرة نقعد علي الحيطة ونسمع الزيطة .. ماشي يا سميرة ..
خرجت و وراها محمد جوزها وهي بتبرطم طول الطريق لحد ما وصلت بيتها وجوزها زعق : ما تخرسي بقى
بدرية زعقت : أنا مش عارفة أنت ليه ساكتله دايما كده ؟ ليه سايبهم يتنططوا علينا ؟
محمد زعق : علشان أخويا الكبير .. علشان هو اللي فاتح بيتي بخيره .. علشان هو اللي ساعدني وشغلني معاه لما خسرت شغلي .. علشان هو اللي مربيني وهو اللي له فضل في كل حاجة عندي
قلبت شفايفها بتريقة : قصدك تقول هو اللي واخدك تحت باطه
محمد بغضب : اخرسي بقى يا ولية ونادي علي بنتك دي
نادى بصوته كله عليها وجت خايفة وبصت لأمها اللي شاورتلها ما تخافش وتقعد قصادهم
محمد بتحذير : قليلي بقى بنت عمك فين
سمر بصت لأمها : انا حكيت لماما اللي حصل كله
محمد بعدم تصديق : أمل ملهاش في اللي بتقوليه ده
سمر وقفت وزعقت بعياط : أنت طول عمرك كده .. شايفها ملاك وشايفني أنا شيطان .. طول عمرك بتحبها هي أكتر مني .. مش جديد عليك ما تصدقنيش وما تصدقش حاجة عليها
عيطت وجريت من قدامهم وهو فضل مكانه محتار ومراته بلوم : عجبك كده ! كسرة قلب بنتك دي ملهاش قيمة عندك ! علي طول كاسر بخاطرها كده
محمد بأسف : ياريتها ربع أمل حتى في أدبها وأخلاقها وشطارتها .. ياريتك ربيتيها زي أمل
بدرية بغيظ : واهي هتجيبلهم العار اهيه وهتشوف راس أخوك بكرا في الأرض وساعتها ابقى تعال كلمني .. أنا داخله لبنتي
سميرة مع عبدالله : هنعمل ايه ؟ نبلغ البوليس ؟
عبدالله بقلق : نقولهم ايه ؟ احنا حتى مش عارفين حاجة ! وبعدين مش يمكن
قاطعته سميرة : اوعى تكمل يا عبدالله أنت عارف بنتنا وعارف أخلاقها
عبدالله بوجع : عارف بس هي فين ؟ يارب احميها أنت يارب .. مالناش غيرك أنت يارب .. تحميها وترجعها بالسلامة
سميرة بعياط : ربنا يوقفلها أولاد الحلال يارب اللي يساعدوها .. يارب اقف جنبها وطمنا عليها
طه دخل عليهم : هنعمل ايه ؟
عبدالله بحيرة : مش عارف يا ابني والله ما عارف
طه : طيب اخد العربية وأطلع بيها الطريق ؟
عبدالله بحيرة مش عارف يفكر ماهو مش هيرمي ابنه كمان في الجو ده وبعدها يعيط علي ابنه كمان واخيرا اتنهد بخوف : الصبح ينور الأول وإن شاء الله الجو يهدأ شوية
سميرة غمضت عينيها بخوف وتوتر : الصبح يطلع ونشوف هنعمل ايه ! حتى تعرف تشوف طريقك يا ابني
طه بخوف : أمل هتعمل ايه للصبح ؟
سميرة بثقة ويقين : ربنا معاها مش هيتخلى عننا أبدا ..
أمل فضلت مكملة ناحية المجهول مش عارفة أصلا اذا كانت ماشية في طريق صح ولا غلط ولا هتعمل ايه ولا هتوصل فعلا ولا هتتوه في الطريق اللي مالوش آخر ده ؟ بس جواها يقين أو أمل إن ربنا مش هيتخلى عنها هي أو كريم ..
ماشية فلمحت عربية واقفة علي جنب الطريق وخايفة توقف وتطلب مساعدة ولا هيطمعوا فيها زي اللي فاتوا وخصوصا مع منظر كريم اللي مش هيقدر يساعدها ! بصتله ووشه كان شاحب وعرفت إنها لو مالحقتوش دلوقتي هيموت وهو جنبها .. لازم تخاطر وتقف وتطلب مساعدة
مؤمن في عربيته شاور بلهفة : عربية اهيه .. مش ده نور عربية
عصام بيركز علي الطريق : باين مش عارف مش واضح بس لمحت حاجة نورت
مؤمن فضل ينور نور عربيته ويطفيه كنوع من الٱشارة
أمل مترددة تقف ولا تكمل وخصوصا لما شافت أنوار العربية بتنور وتطفي ضحكت بوجع لأنها افتكرت إنهم ممكن عايزين مساعدة زيها !
وأخيرا قررت تقف واللي يحصل يحصل .. وقفت بفرامل جامد وقررت تكون حريصة فقفلت العربية عليها بس فتحت شباكها تبص منه
مؤمن نزل من العربية وبص لأمل حس باحباط و بصلهم : مش هو دي واحدة شكلها عايزة مساعدة
ناهد بتوتر : بس دي تقريبا عربية كريم يا مؤمن
مؤمن كشر وقرب من أمل كلمها : خير وايه اللي مخرج بنت زيك في الجو ده
أمل بخوف وتردد : عايزة أقرب مستشفي تقدر تدلني !
مؤمن حاول يبص لجوا العربية بس أمل صدرت نفسها علشان ما يشوفش كريم ويطمع فيها
مؤمن باستغراب : ليه مستشفي ؟
أمل بجدية : تقدر تدلني ولا لا !
ناهد ما استحملتش تفضل مكانها فنزلت من العربية وهنا أمل لمحتها وده نوعا ما طمنها لأن الست شكلها حد محترم وكبيرة مش زي الأشكال اللي قابلتهم أبدا .. كمان مؤمن شكله محترم وحست إنه ممكن يكون له علاقة بكريم وهنا عينيها وسعت وبصتله أوي وبتردد : أنت مستني هنا ليه ؟ منتظر حد ؟
مؤمن كشر وبصلها باستغراب بيحاول يركز فى العربية : بتسألي ليه ؟
ناهد قربت : خير يا مؤمن ؟ هو ؟
هنا أمل حست إنهم ممكن يكونوا مستنين كريم ففتحت باب العربية وده خلى مؤمن يشوف كريم وعينيه وسعت وبص لأمل : عايزة المستشفى علشانه !
ناهد صرخت وجريت للناحية الثانية لابنها ومؤمن كمان وعاصم جري عليهم مع إنه مش فاهم
ناهد مسكت وش ابنها وشافت الدم اللي مغرقه وبتصرخ وتحاول تصحيه
مؤمن بص لأمل اللي اتنهدت بنوع من الارتياح وانتعش الأمل جواها
مؤمن زعق : ايه اللي حصله ؟
أمل ابتسمت واتكلمت وكأنها بتكلم نفسها : هيكون كويس .. أنتوا هتلحقوه صح ؟هيكون كويس
مؤمن قرب منها ومسكها من أكتافها بعنف وهزها : ايه اللي حصله
هنا أمل انهارت قوتها و وقعت بين ايدين مؤمن اللي استغرب انهيارها بالشكل ده وناهد بصتله هو وعاصم اللي زعق : مفيش وقت نضيعه حطها في العربية ويلا نتحرك بسرعة
مؤمن حط أمل في عربية كريم علي الكنبة وركبت جنبها ناهد واتحرك بيهم وعاصم ركب عربيته ومشي وراهم بسرعة علي المستشفي وناهد مش عارفة تعمل ايه أو تفهم ايه اللي حصل للبنت دي وايه اللي حصل لابنها .. وليه البنت دي لابسة قميص ابنها والكوفية بتاعته والبالطو بتاعه كمان ! ويعرفها منين أصلا !
طول الطريق ماسكة ايد ابنها وبتحاول تكلمه أو تطمنه إنها جنبه
كريم فاق للحظات بصتله بفرحة : حبيبي طمني عنك
كريم بتوهان : أمي أنتي هنا ! أنا بيتهيألي صح !
ناهد بعياط ضغطت علي ايده : كريم أنا جنبك اهو أنت كويس يا حبيبي أنا جنبك استحمل شوية وهنكون في المستشفي اتحمل حبيبي
كريم بضعف : أمي أمل أمانه توصليها لأهلها .. وعدتها أوصلها بس مش هقدر أنتي نفذي وعدي يا أمي وصليها لأهلها
ناهد بعياط : حاضر هوصلها بس أنت ارتاح واتحمل شوية بس وهنوصل .. اتحمل يا حبيبي
غاب تاني عن الدنيا وهي بتعيط وبصت لمؤمن بترجي : سوق بسرعة يا مؤمن يا حبيبي
مؤمن هز دماغه : حاضر يا عمتو ما تقلقيش إن شاء الله هيكون كويس
وصلوا المستشفي وجوزها اتصل بيها حكتله اللي حصل
حسن بتوتر : انا قربت اوصل عليكم يا ناهد .. انا وملك معايا !
ناهد اتوترت اكتر : انت سايق في الجو ده يا حسن حرام عليك انا مش حمل مصايب تانيه
حسن باصرار : معايا السواق هو اللي سايق وربنا هيسترها ان شاء الله الجو افضل شويه .. اطمني انتي بس وانا هوصل علي طول بإذن الله .. ناهد ابننا هيكون بخير ..
عاصم خال كريم حرك المستشفى كلها وخلال دقايق كان طقم طبي كامل بيشرف علي كريم وأمل .. ومرت الدقايق بساعات وكلهم منتظرين بتوتر وقلق خايفين ومنتظرين حد يطلع يطمنهم بأي أخبار ..
وأخيرا الباب اتفتح وخرج دكتور ليهم بيبصلهم بتوتر وقلق وكلهم قلوبهم تقريبا وقفت من الرعب والخوف
ناهد بخوف : ابني ماله ؟ قول يا دكتور
الدكتور قرب منها : أنا دكتور البنت مش ابنك
ناهد رجليها بتترعش من التوتر والخوف وبصت للدكتور ومسحت دموعها :هي حالتها ايه ؟
الدكتور استغرب قوتها وصمودها : جسمها مليان كدمات ورضوض وعندها ضلعين مكسورين ونزيف داخلي بس قدرنا نسيطر عليه .. حالتها اه صعبة بس إن شاء الله هتكون كويسة ..
ناهد بوجع : مش معاها بطاقة أو أي حاجة في هدومها نعرف بيها هي مين ؟ أكيد أهلها قلقانين عليها
الدكتور هز دماغه : للأسف مالقيناش معاها أي شيء .. لما تفوق إن شاء الله هنعرف منها هي مين !
اعتذر منهم ومشي وهي انتظرت حد يطمنها علي ابنها وأخيرا دكتور تاني خرج وهي ماقدرتش تقرب منه ورجليها مش بيطاوعوها تمشي فبصتله برعب
الدكتور بتوتر : هو ابنك بكلية واحدة بس صح !
ناهد برعب شاورت بدماغها ونطقت بالعافية : أيوة بكلية واحدة من صغره
الدكتور بأسف : وللاسف إصابته في كليته ومش قادرين نوقف النزيف ولازم نستأصلها
ناهد برعب : وهيعيش ازاي من غيرها ؟
الدكتور نقل نظراته بينهم : لازم تلاقوا متبرع خلال ال ٢٤ ساعة الجايين دول وإلا …
ناهد وقعت مكانها وأخوها جري عليها والدكتور كمان طلب مساعدة علشان يلحقوها …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العاصفة)