رواية سرقتي قلبي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شمس مصطفى
رواية سرقتي قلبي الجزء الثالث ةالعشرون
رواية سرقتي قلبي البارت الثالث والعشرون
رواية سرقتي قلبي الحلقة الثالثة والعشرون
الخاتمه ….
خمس سنوات مرت من عمرها ،، ذهبت كما تذهب نسمات الهواء العليل ،، خمس سنوات انقضت سريعا لم تشعر بهم في كنف و حضن زوجها الحبيب ،، حازم كان افضل شيئ حصلت عليه في حياتها البائسه ،، الحب الذي اغدقها به ، و السعاده التي عاشت فيها معه لا يمكن وصفهما ،، و لقد اعطاهما الله فرصه لتتويج هذا الحب العظيم الذي وُلد بينهما ، بان رزقهما مولودان غاية في الجمال …
“فريد” و “فريده” هاذان التوأمان الشقيان نعمه الله التي من عليها بحازم و غزل ،، لقد كانت تحلم بالاولاد و خسارتها لطفلها الاول جعلها مذبذبه قلقه دائما ،، عندما علمت بحملها الثاني لاول مره شعرت بالخوف ،، شعرت انه سيموت كما مات شقيقه السابق ،، و لكن الله من عليها بطفلين اكثر روعه مما توقعت ،، فريد ذالك الطفل الصغير الذي يحمل صفات والده بكل ما تحمله الكلمه من معني ،، هو يحمل صفاته الجسديه و العقليه ،، حيث يشبه تماما حازم بدرجه كبيره في الشكل ، باختلاف لون عيناه الازرق الذي أخذه من والدته ،، اما فريده تلك الطفله الجميله الرقيقه أيه الجمال التي تشبه والدتها و كأنها نسخه مصغره منها ،، فقط أخذت عينا والدها السوداء ،، لكن .. رغم جمالها الخارجي الأخاذ الا انها طفله غير اجتماعيه نهائيا دائما منطويه علي حالها ،، تبدو كالخائفه من كل شيئ ،، لا تستطيع الدفاع عن نفسها ان تعرض لها احد الاطفال الاخرين او شيئ كهذا ،، لقد احتار معها كل من حازم و غزل ،، حالها ضعيف جدا ، و لكن يبدو ان الله قد سخر لها من يحميها ،، فقد كان فريد عكسها تماما كان هو من يحميها و يحتويها و كأنه هو حاميها الخاص رغم سنواته القليله ،،،،
لقد تزوج كل من هنا و مؤمن قبل سنه واحده و رزقهما الله بـ “روان” تلك الطفله التي كانت أيه في الجمال كما والدتها تماما ،، اما عن مراد و حلا فقد رزقهما الله بـ “انس” ذالك الطفل ذو السنوات الخمس الذي كان يكبر كل من فريد و فريده بسنه واحده …..
حياه جميله و مليئه عاشوها باحداثها الحلوه و المره ، اصبحت فيها غزل سيده ناضجه اكثر جمالا و جاذبيه ،، اختفي غباءها و لكن روحها الطفله ما زالت موجوده ،، توددت العلاقه بين اسره مراد ، حسام ، مؤمن ، و حازم فاصبحو عائله واحده ،، بعد وفاه كل من ماجد الذي قتلته حسرته علي نكران ابنته له ،، و وداد التي اتمت دورها في الحياه ،، اصبحو اكثر تقاربا و اصبح انس هو والدهم جميعا ،،،،
و ذات يوم …..
خرجت من المطبخ تركض وراء طفلها الشقي هذا تصرخ بغضب شديد ،، ركض فريد منها و هو يضحك بمرح بعد عملته معها ،، فهو قد وضع لها ذالك القط الصغير الذي هو مهووس بتربيته _رغم اعتراضها_ علي طاوله المطبخ الرخاميه ،، هي تخاف هذا القط كثيرا ، و حذرته مرارا من اعتراض طريقها به ،، و ما ان رأته امامها في المطبخ حتي صرخت بفزع و هي تركض خلفه تتوعد له … التقي في طريقه بفريده التي نظرت له بتعجب و تساءل ،، ضحك يمسك يدها يحثها علي الركض معه و هو يخبرها :
_ يلا نستخبي قبل مامي ما تاكلنا .
_ هي مامي عاوزه تاكلنا ليه .
ضحك بشده و هو يسحبها ناحيه احدي الأشجار الكبيره في الحديقه يختبئان خلفها بينما يخبرها بهمس :
_ اششش اسكتي بدل ما تسمعك .
أتت غزل الي الحديقه تبحث عن طفلها و هي تصرخ بغضب :
_ انت يا فرييد يا زفت ،، تعالي هنا .
ظلت تبحث عنه و هي تتوعد له باشد العقوبات علي ما فعله بها ،، كانت تنحني بجذعها تبحث عن الصغيرين حين اصتدمت رأسها بحائط بشري ردها للخلف عده خطوات ،، رفعت نظرها تنظر الي حازم الذي حاول منع ضحكته و هو يسألها بسخريه :
_ غزل انتي بتعملي ايه ؟؟ .
_ بدور علي ابنك يا اخويا .
_ اخوكي !! .. انتي بقيتي بيئه اووي من ساعت لما خلفتي .
قالها باستنكار ،، بينما لم تعره هي اهتمام و هي تلتفت لتعاود البحث عن طفلها ،، ثوانٍ و اتي الصغيران يركضان من مخبأهما ما ان سمعا صوت والدهما ،، ركضا يحتضناه بسعاده ،، بينما انحني هو فوق ركبتيه يتلقفهما يبتسم بسعاده و هو يرحب بهما :
_ حبايب بابي وحشتوني اوي عاملين ايه ؟؟ .
إجاباه بصوت واحد و هما يدفنان رأسهما في سترته كهرره صغيره تحتمي بوالدتها ،، رفعهما علي ذراعيه بسعاده كامله فهذين الطفلين هما قطعتين من قلبه ،، نظر لها ليجدها تنظر له بغيظ شديد ،، ابتسم يحاول عدم الضحك علي منظرها الطفولي المتزمر ،، هي تشعر بالغيره من اطفالها و هو يعلم ذالك ،، ابتسم بسماجه و هو يضم كلتا طفليه جيدا بحمايه بينما يسألها بتصنع للفضول :
_ قولتيلي كنتي بدوري ع مين بقي؟؟ .
صرخت بغضب و هي تشعر بالغيره الشديده ،، تبحث عنه منذ وقت و ما ان اتي والده حتي خرج يركض نحوه بل و معه شقيقته ايضا ،، اين نصيبها من هذا الحب ،، ثم ان حازم يتعمد اغاظتها بحب طفليه له ،، زفرت بحنق و غضب و هي تتجه له تلقي بنفسها بين احضانه هي الاخري في المكان الفارغ بين طفليها الذي يحملهما حازم ،، ضمته من خصره و هي تتمتم له بضيق :
_ علي فكره عيالك بيحبوني انا اكتر منك .. بطل تغيظني .
_ عيالك و بيحبوني ؟؟ .. ازاي دي ؟؟ .
قالها ضاحكا و هو يشعر بالرضا الشديد بسبب تلك الحركه التي قامت بها الان ،، لكمته بخفه فوق صدره التي تستند عليه و هي تخبره بضيق مصطنع :
_ ايوه عيالك ، و عيالي انا كمان ،، و علي فكره انا زعلانه منك و منهم علشان انت اول لما بتيجي بتحضنهم هما الاول ،، و هما بيجرو عليك و بينسوني .
قالتها و هي تشعر بالحزن ،، ابتعدت عن صدره تقف امامهم تعطيهم ظهرها تربع ذراعيها امام صدرها ،، شعر الصغيران بحزن والدتهما فنزلا سريعا عن ذراعي حازم يحتضنان ساقها كل منهما من جهه و هما يهتفان في صوت واحده :
_ مامي ما تزعليش .
_ لا انا زعلانه منكو .. ابعدو عني .
_ يا ماما احنا بنحبك اوي متزعليش مننا .
ابتسمت بحنان و هي تنحني تضمهما بسعاده و هي تهتف بحب :
_ انا عمري ما ازعل منكو ،، انتو ولادي حبايب قلبي .
ابتسم حازم بسعاده ،، غزل حنونه جدا علي طفليها ،، لقد كان يخشي ان يؤثر ما مرت به في السابق علي تربيتها لاطفالها و حبها عليهم ،، و لكن حقا قلب الام هو احن قلب ،، فرغم كل شيئ لم يرها مره تعنف احدهم او تضربه ، و حين يصاب احدهما تجلس الي جواره تبكي و كأنها هي من اصيبت ،، تنهد بارهاق و كأنه يقول الان طفله أنجبت طفلين ،، و هي بالفعل كذالك ،، فمازالت طفله تتعلم الكثير مع اطفالها ،، و هو يشعر كما لو انه مسؤول عن ثلاث اطفال لا اثنان فقط و كأنه كان ينقصه اطفال ،، و لكن حقا هو يعيش معهم في سعاده لم يكن يتخيلها يوما ،، سعاده فقيد فقد اسرته كامله و حصل اخيرا علي اسره تحبه مثلهم ،،
ابتسم بحنان و هو يتجه اليها يضمها و هي تتضم داخل احضانها صغيريها في عناق جماعي اعتادو عليه ،، فاسرتهم لا تتفرق حتي في العناق ،، لقد اقسم حازم علي اعطاء طفليه ما حرم منه هو و غزل ،، لن يجعل احد منهما يعاني ابدا و هو علي قيد الحياه ،، فطالما ما بقيت فيه روحه سيبقي هو رب تلك الاسره الصغيره و حاميها الي ان يحين الأجل ،،،، ……..
القي بجسده بجوارها فوق الفراش يشعر بعبوسها الشديد ،، ابتسم بمرح فمازالت كما هي تنتظر مصالحته لها ،، و كأنه قد اخطأ من الاساس ، طفلاه من اتاه يركضان في سعاده ،، ما ذنبه الان ؟؟ .. و لكن علي كل حال هو يعشق حالها هذه ،، يكفيه انها تنتظره لكي يصالحها و يزيح حزنها الذي سببه لها ،، ..
ابتسم ينحني عليها ينام برأسه فوق قدميها يغمض عنياه يخبرها برفق :
_ غزالتي انا اسف .
_ لا انت وحش و شرير ،، كل مره تنساني و كل مره بتحضن ولادك الاول ،، انت مبقتش بتحبني يا حازم ….
فتح عيناه يستقيم برأسه من فوق قدمها يخبرها برفق و حنان :
_ استحاله طبعا ،، اوعي تقولي كده تاني ،، انتي بنوتي الاولي ، و حبيبتي الاولي و الاخيره ،، بس اعمل ايه يا غزل الولاد هما الي بيجو جرى يحضنوني .
_ مليش دعوه ابقي احضنا احنا التلاته مع بعض .
ابتسم ضاحكا و هو يخبرها :
_ بس كده ،، ده اعز ما عندي اني احضنكو انتو التلاته مع بعض … اما الوقتي بقي فانا عاوز احضنك انتي لوحدك .
_ قصدك ايه ؟؟ .
تساءلت بغباء كعادتها مؤخرا ،، بينما ابتسم هو بمكر و هو يطرحها علي الفراش و يستند بجسده فوقها قائلا ببحه بجوار اذنها :
_ يعني انا جعان و عاوز اشبع منك ،، انتي وحشتيني اوي .
ابتسمت بخجل بينما نظر هو لها برضي قبل ان ينقض يقبلها برقه و حنان قبلات طويله و شفتاه تتجول براحه علي جسدها ،، ثوانٍ و رفع وجهه ينظر الي وجهها المشتعل يبتسم بحنان و حب و هو يخبرها :
_ بحبك يا غزالتي .
ابتسمت برغبه و حب و هي تقبله بنهم تخبره بعشق :
_ وانا بعشقك يا حازم .
قالتها و سحبته بعدها معها الي عالمها خاص ،، عالم تملكته هي وحدها و استطاعت ان تسرقه اليه كما سبق و سرقت قلبه منه ،، منذ ان رأها و هي تسرقه ،، مره امواله و مره قلبه ، و الان تسرق روحه لتطوف مع روحها في عالمهما الوردي الرائع ،، و لكن صدقا ان سرقتها له افضل ما حدث له علي مر حياته ،، و ان عاد به الزمن من جديد سيتصنع الحمق و يجعلها تسرقه مره اخري ، فقط لتبقي ذكرتهما و صدفتهما الفريده حيه مدي التاريـــخ …..
تـمــت بـحمد الـلـه ❤❤
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سرقتي قلبي)