رواية شمس في قلبين الفصل الرابع عشر 14 بقلم مروة نصار
رواية شمس في قلبين الجزء الرابع عشر
رواية شمس في قلبين البارت الرابع عشر
رواية شمس في قلبين الحلقة الرابعة عشر
استيقظت شمس في الصباح الباكر وقد قررت ان تمحو من ذهنها كل ما حدث بالأمس وان تباشر عملها علي الفور، وبالفعل ارتدت ملابسها وذهبت لتناول الفطور سريعاً، ثم بعد ذلك توجهت إلي المصنع مباشرة، لتتابع عملية التصنيع، وتتأكد من الجودة،وتنفيذ التصميم بدقة، حاولت الانخراط في العمل حتي لا تفكر في أي شيء أخر.
أرادت أن تعود لطبيعتها كما اعتادت دائما لا يوجد أي شيء في حياتها سوي العمل، تعمدت الا تجيب علي أي اتصال من أي شخصاً كان، لذا تجاهلت اتصالات شاهي فهي لا تريد أن تخبر أي أحد عن مكانها، وايضاً محاولات قصي للوصول لها من خلال الاتصال او الرسائل النصية، لم تحاول حتي ان تشاهدها، ظلت منغمسة في عملها فقط، تريد إنجاز أكبر قدر ممكن في اسرع وقت حتي لا تطول إقامتها .
استيقظ قصي من نومه كعادته كل يوم علي العاشرة صباحا، ولكنه اليوم لم يتلكأ في الاستيقاظ والاستعداد للخروج، نهض سريعاً من الفراش وانتهي من روتينه اليومي في الصباح في وقتاً قصير، وخرج مسرعاً علي العمل في انتظار ان يري شمس، ولكنه ظل ينتظر طويلاً وعندما قاربت فترة الظهيرة علي الانتهاء لم يستطع الانتظار أكثر وقام بالاتصال بها ولكنها لم تجيب، كرر المحاولة، ثم قام بإرسال رسائل لها علي الموبايل لكنها لم تراها.
ساوره الشك ان تكون غادرت الفندق في الصباح، ولكن بعد مكالمة صغيرة علم انها بالفعل خرجت باكراً ولكنها لم تقوم باعلام احد بانها ستغادر الفندق نهائياً ولَم يكن معاها أي حقائب، هدأ قلبه قليلاً ولكنه مازال لا يعلم مكانها، لذا قام بالاتصال بصديقه حتي تقوم شاهي بمحادثتها ومعرفة مكانها، ولكنها لم تجيبها أيضا، بدأ القلق يتسلل له، وظنونه بدأت تتلاعب به ان يكون هذا المدعو شريف له علاقة باختفاءها، ظل هكذا حتي قارب قرص الشمس علي الاختفاء، ثم لاح إلي ذهنه خاطر ما جعله ينهض مسرعاً .
من الشائع عند الرجال ان يلقبوا المرأة بالحية، التي تستطيع أن تتلون .. وتقوم بالالتفاف بجسدها علي الضحية حتي تعتصرها تماما … كما تلتف المرأة علي الرجال لإيقاعهم في شركها ثم تضع سمها في اللحظة المناسبة وتقضي عليه، ولكن عزيزي الرجل لا تحاول ان تضع نفسك في دور الضحية، لأنك لم تكن مجبراً ولا مسلوب الأرادة، بل فعلت كل شيء بإرادتك، وبعد ذلك تلوم المرأة أنها أغوتك، ونسيت ان من أغوي أدم كان الشيطان نفسه .
قضي شريف ليلة كالحلم، لم يكن يتخيل حتي في احلامه ان يكون مع انثي كحسناء، مفعمة بالأنوثة والجمال والدلال، مغرية كاغراء اللهب للفراشة، تستطيع ان تغويك وتسوقك إلي الجحيم بكامل إرادتك ولا تبالي .
قضي ليلته معها في بحور العشق والغرام والمجون، دون أدني خوف من الله، او من عاقبتهما، استمرا معا حتي الساعات الاولي من الصباح ثم استسلما للنوم، ليستيقظ من النوم عند الظهيرة ولا يجدها بجواره .
كانت حسناء قد استيقظت كعادتها مبكراً حتي تصل إلي عملها في الموعد المحدد، ولكن قبل الذهاب تركت رقم هاتفها مكتوب بأحمر الشفاه علي مرآة الحمام، مارست عملها المعتاد وأثناء ذلك كانت عينيها علي قصي، ظلت تراقبه طوال اليوم، تنتظر اللحظة المناسبة للتحدث معه، وعندما تأخر الوقت، قررت ان الا تنتظر أكثر، وان تحدثه قبل رحيله، لذا اقتحمت مكتبه بدون استئذان وقالت مباشرة: حبيبي فكر في كلامي والا لا، متهيألي سيبتك يومين زيادة، كفاية أوي، اصلك وحشتني اوي يا بيبي .
نظر قصي إليها ثم ابتسم بهدوء وقال: مش محتاجة تفكير يا حبيبتي، مستنيكي بالليل في أوضتي .
اقتربت منه وجلست امامه علي المكتب وداعبت وجنته قائلة: ايوه كده يا قلبي، ما هو مش معقول تقدر تستغني عن حسناء، مش حتلاقي زيي يا روحي .
ظلت شمس في المصنع مع العمال حتي موعد انتهاء ساعات العمل،كانت الشمس قد قاربت علي المغيب، انهي الجميع عمله وتم أيقاف الآلات، ثم همت بالمغادرة مع العمال لتستقل معهم السيارة الخاصة بهم، حتي يقلوها إلي الطريق العام خارج المدينة الصناعية، ومن هناك تستطيع ان تستقل سيارة لتصل للفندق .
خرجت من بوابة المصنع تبحث عن السيارة، ولكنها بدلا من ذلك وجدته هو، يقف امام سيارته في انتظارها، حاولت ان تتجاهله ولكنه لم يدع لها مجالاً لهذا، انطلق نحوها سريعاً وقال: ممكن نتكلم .
رمقته بنظرة غاضبة وقالت: مفيش كلام بينا .
فأعاد طلبه برجاء: أرجوكي .
نظرت له بغضب بالغ وقالت: عايز ايه مني، ممكن افهم .
لم ينتظر طويلاً، أمسك يدها وجذبها خلفه واتجه نحو السيارة وهو يقول: حتعرفي دلوقتي، بس نقعد ونتكلم .
ركبا سوياً وأنطلق بها نحو منطقة الهضبة الوسطي، ظلا صامتان طوال الطريق، لم يحاول أيا منهما الحديث، وبمجرد أن وصل إلي المكان، طلب منها الترجل من السيارة، واتجها سويا إلي مقهي يقع علي حافة الهضبة تري البحر منه ( مقهي صديقي)، جلسا سوياً كان المكان ساحر، السماء لونها برتقالي، الشمس في احضان البحر، كانت تجلس منبهرة بالمكان وروعته .
تأملها قصي قليلاً وهي تشاهد مشهد المغيب ثم قال: انا اسف .. انا عارف اني احرجتك واتسرعت .. بس صدقيني انا مقصدتش اضايقك.
التفتت نحوه ثم قالت: مقصدتش .. انت مفكرتش .. مفكرتش في شكلي ولا سمعتي، مفكرتش كلام زي ده تأثيره ايه عليا، المفروض دلوقتي اتصرف ازاي، اقول لأهلي ايه اللي اكيد زمانهم عرفوا، اشرح الموقف ازاي .
صمت قصي قليلاً وهو يشعر بالذنب ثم قال: خلاص حأروح اخطبك عشان محدش يكلمك .
وكأنه اشعل فتيلاً لتنفجر، فقالت بحدة: انت مجنون .. يعني ايه تخطبني .. انت مش بتفكر خالص .. يعني بدل ما يبقوا كلمتين لأهلي وخلاص .. عايز تخطبني والنَّاس تعرف، عشان ترجع تسيبني تاني، هو انت فاكر انا جاية منين !، من جاردن سيتي والا الزمالك، انا من بولاق يا استاذ، منطقة شعبية، الناس فيها كلهم يعرفوا بعض، والبنت عندنا تتخطب عشان تتجوز، مش عشان تمثل انها مخطوبة، اللي تتخطب وتفركش خلاص بيتعلم عليها وبيبقي مكتوب في السي في بتاعها انها فسخت قبل كده، شكلك بتتفرج علي افلام كتير، يا بني فوق بقا من العيشة بتاعتكم دي، وأعرف ان في عالم تاني عايشة فيه ناس حقيقية، بيخافوا علي سمعتهم وكرامتهم، وسمعة البنت فيه ممكن تبوز لو بس واحد معندوش دم حب يطلع اشاعة، او حطها في دماغه لأي سبب، احنا معندناش الرفاهية بتاعتكم اننا نحب ونرتبط وبعدين لما نختلف نفركش عادي ونروح نحب تاني، دي رفاهية مش من حقنا .
أجابها بسخرية: ايه يا بنتي !.. انتي قلبتيها دراما ليه كده، حد قالك اني حأفركش، انا حأخطبك بجد .
صعقت شمس مما قال، لم تستعب في البداية ثم قالت اخيرا: انت عبيط يا بني .
كظم غيظه وقال ببرود: لاحظي ان كلامك جارح .
فأضافت: لا وما شاء الله عليك بتحس، تخطب مين يا بابا، احنا حنهرج، هو الصنف الجديد اللي بتشربه طلع مغشوش .
ظل قصي صامتاً حتي أنهت حوارها ثم قال: خلصتي .. قاموس التهزيق لسه فيه حاجة تانية والا خلاص .. ارتحتي !، واضح ان بقا مزاج عندك تهزقيني كل شوية .
فأضافت بسخرية: وياريت بتتعظ، والا بتبطّل، لا ما شاء الله عليك، كل مصيبة بتعملها انقح من اللي قبلها، ها يا عّم الامور حتقنعني بفكرتك اللي زي الهباب دي ازاي .
صاح بها قائلاً: اكتمي بقا شوية واسمعي عايز اقول ايه … أنتي ايه مش بتفصلي، اسكتي شوية .
وضعت شمس يدها علي فمها كأشارة للصمت، فأضاف: ايوه كده حلو .. ياريت ما اسمعش صوت لحد ما اخلص .
صمت قليلاً يستجمع أفكاره ثم قال: بصي يا شمس، انا في حاجات صعب اشرحهالك لأني نفسي مش لاقي ليها اجابة .. انا مش حأقدر أكد ليكي شعوري ايه من ناحيتك .. بس اللي متأكد منه اني عمري في حياتي ما حسّيت الاحاسيس الغريبة دي عليا غير معاكي، مش حأقدر انكر اني بفكر فيكي من وقت ما شفتك، لا من قبل ما اشوفك كمان ..
رمقته بنظرات تعجب وقالت: قبل ما تشوفني !.
فأجاب: مش حأقدر اوضحلك اقصد ايه دلوقتي .. صعب تفهمي .. بس اللي اقدر اقوله اني مشدود ليكي، بحس احاسيس مختلفة معاكي، انا نفسي بكون مختلف، وده اكبر دليل علي انك مناسبة ليا .. الإعجاب والحب مش لازم نكون نعرف بعض وقت طويل عشان نحس بيهم، هما بيتولدوا في لحظة، ولو حتي لسه مفيش حب، بس في أعجاب وتقدير، انتي انسانة مميزة .. مختلفة .. وانا متاكد ان معاكي حياتي كلها حتختلف، عشان كده عايزك تدينا فرصة نتعرف علي بعض اكتر .
ظلت شمس صامتة لا تجيب، فأضاف: قلتي ايه .
أجابت: في ايه… هو انت أصلاً قلت ايه، ايه الكلام اللي يترد عليه، انا مش عارف مشاعري بالضبط .. بس بحس معاكي احاسيس مختلفة .. انا لسه مش بحبك … بس ممكن احبك، عايزني اقول ايه !، انا شايفة قدامي واحد مشوش .. مش عارف هو عايز ايه .. مش عارف حتي يفسر طبيعة مشاعره … أحاسيسك مختلفة معايا !، طبيعي عشان انا مختلفة عن كل اللي قابلتهم … انت مش بتقابل غير الناس اللي من عينتك ومستواك .. حتقابل واحدة زيي فين … اكيد لو اتعاملت مع واحدة من مستوايا الاجتماعي حتكون بتشتغل عندك وتلقيك متعرفش شكلها ولا حاجة عنها، اخرك بس تصدر ليها أوامر وخلاص … انا مش فار تجارب ولا انا غبية عشان أحل مشكلة بمشكلة اكبر، ولا يمكن اقبل عرضك السخي اوي … لأنه مش حيناسبني .. ارجوك اقفل الموضوع ده، ومتحاولش تتكلم فيه تاني .. وأنا حأعرف اتصرف في المشكلة اللي اتسببت فيها .
جلست شاهي مع زوجها في شرفة الكوخ يتأملان سوياً البحر أمامهما، ولحظة غروب قرص الشمس الذي قارب علي الاختفاء تماما، لم يكن أيا منهما يتوقع منذ عدة ايام فقط ان الله سيجمعهما بعد ان فرقتهما الظروف، شعور جميل بالرضا والسعادة التي لا توصف، كانا الاثنان يجلسان علي الأريكة المتأرجحة، يحتضن وليد زوجته ويداعب كف يدها بأنامله ثم بدا الحديث قائلا: ايه رأيك يا شاهي في قصي وشمس لو جمعناهم ببعض .
رفعت زوجتها وجهها لمواجهته وقالت: والله ده اللي كنت لسه بفكر فيه وعايزة اقوله … بس خايفة
تسائل بغرابة: ليه !.
_خايفة علي شمس .. هي مش حمل وجع .. وقصي يعني فلاتي وبتاع ستات .. وشمس مش من النوعية دي .
_ هو اه صحيح كده … بس صدقيني دي مش طبيعته .. قصي طبيعة حياته فرضت عليه حاجات كتيرة هو مش حابب يعملها .. وطول الفترة اللي فاتت لما كنت اكلمه في الارتباط كان دايما يقولي .. الاقي فين واحدة محترمة من وسط كل القرف ده .. كان بيقولي مش حأتجوز الا اللي احس انها تنفع تبقي مراتي، غير كده لا … لأني لو اتجوزت خلاص انا حألتزم بيها ومينفعش اجرحها ولا أوجعها .. يبقي لازم اختار صح عشان انا متوجعش .
همهمت شاهي وقالت: والله لو انت واثق منه خلاص بس حنعملها ازاي دي .
ضيق وليد عينيه وشرد قليلاً ثم قال: سيبيها عليا وحأقولك في الوقت المناسب.
عادت حسناء إلي غرفتها لتستعد من أجل ليلتها، وكان في انتظارها شريف كما تركته، وبمجرد ان دخلت الغرفة، التقطها من علي الباب وحملها وظل يدور بها وهو يقبلها قائلا: كل ده غياب يا جميل، وحشتيني .
أطلقت ضحكاتها المثيرة العالية وقالت بدلال: حاسب يا شيري .. نزلني حأقع .
_ مقدرش أوقعك يا قمر .. انا مستنيكي من بدري، ثم القاها علي الفراش ليبدأ معها ما أنهاه من قبل .
ولكنها نهضت قائلة: سوري يا بيبي .. انا مش حينفع.. ورايا شغل ولازم استعد واجهز نفسي، وبلاش تستناني لأني مش راجعة النهارده .
نظر لها شريف بضيق وقال: يعني ايه .. شغل ايه ده … وحتباتي فين .
توجهت حسناء إلي المقعد ووضعت ساقاً علي ساق بوقاحة شديدة لتكشف عن جسدها من خلال تنورتها القصيرة جداً وقالت: لا يا حبيبي … استوب.. مالكش فيه .. انت هنا للمزاج وبس .. لا حبيبي ولا خطيبي ولا اي حاجة بينا تخليك تسألني عن اي حاجة .
اقترب منها شريف وجلس علي الأرض أمامها وقبل قدمها وقال: طب ما يبقي بينا كل ده يا قمر، ايه رأيك .
نظرت له حسناء وهي تقول في قرارة نفسها: انا حسناء يبقي بيني وبينك انت يا جربوع ايه، لولا انك كارت ممكن استفاد بيه كان زماني رميتك في الشارع، ثم ابتسمت له وتركت المقعد لتجلس امامه علي الارض وتقول: ازاي بس يا قلبي .. أحنا لسه منعرفش بعض .. لسه نعرف بعض امبارح بس ..
كان شريف منهمك في تقبيلها وهي تتحدث وقال اخيرا: اللي يعجبك يا قلبي .. بس يرضيكي تسيبيني كل ده وكمان تمشي كده .. يعني مش حأوحشك
ضحكت عالياً وقالت: لا يا حبيبي ميرضنيش .. وكمان حتوحشني اوي .
لا يحتاج الشيطان هنا ان يكون ثالثهم، هو فقط يجلس ويشاهد ويتعلم، كيف يغرق بني أدم نفسه في الضلال والفجر والرذيلة بدون أن يرجع إلي الله ؟، يشاهد ليحصي الإعداد التي ستكون وقوداً لجهنم .
عادت شمس إلي غرفتها بعد ان اغلقت اي طاقة نور حاول قصي ان يفتحها بينهما، كانت تشعر بالكآبة وأنها لا ترغب في ان تري أحد، حتي الطعام ليس لها شهية، ولكن اتصال هاتفي من شاهي وبعض الكلمات التي جعلتها تبتسم وتقبل ان تقابلها علي العشاء، اما قصي عاد إلي المكتب وجلس لا يعلم هل هو حزين ؟، ام يشعر بالراحة لأنها أغلقت شيء لا يدري كيف كان سينتهي لو استمرا فيه ؟، ثم حادث وليد هاتفياً وطلب منه الحضور، وبمجرد ان جلسا سوياً قال له: اعمل حسابك احتمال تفضل سهران معايا في الاوضة لوقت متأخر .
حدق صديقه به وقال: ليه يا مفتري !، انا لسه عريس جديد، خلي عندك دم .
ابتسم له قصي وقال: معلش ضروري عايزين نخلص موضوع حسناء النهارده، ولازم تكون موجود وتستخبي وتصور كل حاجة حتحصل .
تقلص وجه وليد وقال وقد أتسعت عيناه من الصدمة: طب وافرض الامور اتطورت بينكم، اقف انا كده عادي يعني والا ايه .
اجابه قصي بتهكم: لا يا ظريف مش حتتطور، الموضوع حنحاول تخلصه بدري بدري .
أومأ وليد رأسه وقال: انت تؤمر يا باشا، اي أوامر تانية .
أخرج قصي بعض الأوراق الخاصة بالعمل من الخزينة بجواره، وبدأ يراجعها وأجابه: لا شكرا .
علم وليد ان صديقه لا يريد الحديث الأن، فنهض قائلاً: حأستناك علي العشاء .
اجابه قصي بدون ان يرفع بصره عن الأوراق: لا معتقدش.. مش عايز اكل .
ولكنه لم يقبل الرفض وقال: حأستناك علي العشاء ومش حأكل الا لما تيجي .
زفر قصي بقوة وقال: حاضر .
جلست حسناء تتزين وترتدي ما قد يجعل قصي يأتي راكعاً تحت قدميها، فهي يجب ان تنتهي من تلك المهمة الليلة، وودعت شريف بعد ان أغرقته في بحور غرامها وتركته مخموراً من رحيقها السام، غادرت الغرفة لتذهب إلي المطعم وبعدها إلي غرفة قصي، وأثناء ذلك سمعت رنين هاتفها فأخرجته سريعاً من حقيبة يدها وعندما رأت المتصل، انتابها التوتر والقلق ثم أجابت:
_שלום
_שלום
_לשירותכם
_ מה קרה בגיליון שלנו?
_שום דבר בינתיים
الترجمة
_مساء الخير
_ مساء الخير
_ في خدمتك
_ عملتي ايه في المهمة ؟
_ لسه مفيش جديد .
_ايه يا زيلدا !، مش شايفة نفسك طولتي اوي، هما الرجالة المصريين عجبوكي اوي كده .
_ انت عارفني يا فندم، مفيش حاجة بتأثر فيا، وأظن انت اكتر واحد جربت وشفت بنفسك .
_ بس زيلدا اللي انا اعرفها مفيش حاجة بتأخذ وقت معاها كده، اوعي يكون عجبك الجو عندك .
_ الموضوع يا فندم بس محتاج وقت .. وقريب اوي حتسمع خبر حلو، انا بالعب بكذا كارت وأكيد كارت فيهم حيكسب .
_ انا ميهمنيش انتي في احضان كام واحد .. حتي لو ألف … اللي يهمني الأرض .. لازم أخدها فاهمة والا لا .
_ فاهمة يا فندم .
انتهي الاتصال
ووقفت زيلدا تفكر كيف تنهي هذا الأمر سريعاً .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس في قلبين)