رواية الدم والنار الجزء الثاني (عصفور النار) الفصل الرابع 4 بقلم حنان عبدالعزيز
رواية الدم والنار الجزء الثاني (عصفور النار) الجزء الرابع
رواية الدم والنار الجزء الثاني (عصفور النار) البارت الرابع
رواية الدم والنار الجزء الثاني (عصفور النار) الحلقة الرابعة
والدى ونبضى ووريده من كبدى ودمه من دمى ويشرب من شريانى ويروى روحى روئيته فاشرب وتسقى رواحينى بعطرك النفاذ ياخذى لدنيا كنت فيها ميت فعطرك احيانى ، ياولدى فقدتك غصب عنى ولله استودعتك وان خير الوادايع عن الله يحفظها ، ولكنى اليوم مشتاق ولعة العشق تنسينى حياتى منذ أن هرب الرحيق من شراينى *
***********************
فى دار الحج سويلم
تسجد سماح وتتضرع الى ربها بدعاء فقد انقبض قلبها منذ الصباح ولديها شيىء من الخوف من المجهول افجعها ، لا تعلم لما من وقت لاخر تشعر بشعور الفقدان والقلق ، وتراه نعم تراه فى أحلامها كأنه يستنجد بها ، بأن تدعو له ، بل والاكثر من هذا ، انها تستشعره يحتضنها ، ادمعت عيناها بشدة فهذه المرة كاد أن تسمع صوت انين أو اهات لأول مرة تسمعها ، استشعرته بغريزة الأمومة ، ويقينها بأنها اودعته لربها ، وان الله لن يضيع ودائعه ،
بكت وتضرعت بدعاء ، بصوت مسموع فى وقت السحر ، حين يقول الله هل من داعى استجيب له أو من مستغفر فاغفر له ، ظلت تدعو وتستغفر إلى أن .
سمعها بدر وقلق جدا عليها حتى أنه ذهب إليها ، ومسح على ظهرها بحنان ، حتى عدلت وضعية السجود وتشهدت وسلامت ، وما أن أنهت صلاتها حتى ارتمت فى حضن بدر فى نوبة بكاء شديد ، وبدر يحنو عليها فهو اعلم الناس بها ، فقد اقضت شهور وشهور فى المصحة النفسية بعد خطف يوسف ، وكانت على نفس الحالة الصلاة والتضرع والدعاء والبكاء الشديد ، وهكذا كان رأى الدكتورة النفسية بأن يتركوها تسجد لله فهو خير شافى ، الى أن استسلمت الى أمر ربها بصبر والصلاة ،
وكان الذى يدعمها وجود ايمى وسيف ايضا فقد أحبته كثيرا وخصوصا بعدما علمت بموت أمه وبعدها موت حربى بهذا الطريقة البشعة ، الموت محروق فى مستشفى الامراض العقلية ،
مسح على شعرها بحنان ، دافىء واحتضانها كاب يحتضن ابنته ،
بدر ، مالك يا سماح ليه كل العياط ده يا حبيبتى ،
سماح ، بعيط ، مخنوقة اوى يا بدر حاسة أن ابنى فى خطر ، جانى بس المرة ده شوفته نايم على سرير ومش قادر يتحرك ، وتتكلم بهستريا من البكاء وندانى وقالى يا ماما انا محتجلك اوى ، اوعى تبعدى عنى، وتسبينى تانى ، ودموعه نزلت ، قلبى موجوع عليه اوى يا بدر ، وحاسة أنه فى خطر ، صدقنى انا مش مجنونه يا بدر ، انا حاسة بقلبى ، ابنى وانا ادرى الناس بيه ، نفس الاحساس اللى بحسه لما ديما ونور وياسين يكونو فى خطر ، صدقنى يابدر ، وتبكى بقوة ، ويرتعش جسدها ،
بدر ، وقد تمزق قلبه حزنا على زوجته وما الات إليه من سوء حالتها ، وعلى فراق ابنه الذى لا يعلم عن شيء ، كل الذى يملكه صوره وهو صغير هو واخته ، تلك الصورة الذى عمل منها سلسله لكل فراد من أفراد العائلة ، كما طلبت سماح حتى لا يصبح منسيآ وسط عائلته ، أمسك السلسة تلقائيا وفتحها وقب صورته بدموع
بدر أهدى يا قلبى أن شاء الله ربنا كريم واكيد هيرجعه لينا ، زى مارجع سيدنا يوسف لسيدنا يعقوب ، وساعتها كان عزيز مصر ، صدقينى ، خالى ثقتك بربك كبيرة يا حبيبتى ،
سماح ونعم بالله ، انا واثقه فى عدله ورحمته ، وكرمه بينا ، وعارفة أنه له حكمة ورا ده كله ، ورضية ، بس قلبى اشتقله ، وحاسة انى هشوفه قريب ،
بس انا كل مالاقى نفسى هضعف ، بتطلب من ربنا أنه يصبرانى ، بخاف اضعف ، فبستقوى بيه ، يابدر ، يارب قرب البعيد ورجع الغائب يارب ،
اخذت تبكى حتى غفت فى حضن بدر من شدت التعب والارهاق ،
حملها بدر بين أحضانه ووضعها فى سريرها وهى ما زالت فى حضنه وغفى بيها فى حنو دافىء ،
***************************
فى المستشفى ، أمام غرفة العمليات القابع بها يوسف
يقف فارس وصقر فى قلق على يوسف فقد هدى اكثر من ثلاث ساعات ،
يخرج الدكتور محمد والدكتور سيف القناوى و معه مجموعة من أكبر جرحين واستشارين القلب بعد قضاء عملية من أصعب العمليات وهى اخراج رصاصة من الشريان التاجى المغذى للقلب ، ويتحدثون عن معجزة من عند الله أن ينقذ هذا المريض فعلا هما أمام قدرة الله ليس مهارة أطباء ،فقط.
ويتجه إليهم صقر الجارحى وفارس الجارحى فى شغف ولهفة ، لسؤالهم عن صحة يوسف ،
سال صقر موجه كلامه لدكتور محمد ، خير يا دكتور ،
محمد مبتسم ، خير ان شاء الله وأشار إلى سيف والفضل لله ثم لشطارة الدكتور سيف القناوى، وكمان اتبرع بدمه بعد ما خلص العملية وكنا محتاجين دم ، بصرحة هو بذل مجهود خرافى فى العملية ده ،
صقر شاكرا لسيف ، احنا مديونين ليك بعمرنا , وشاكرين افضالك ومجهوداتك،
سيف بابتسامة انا معملتش حاجة كله بفضل ربنا ، ثم إن المريض ده حاله غريبة حاسيته كانى أعرفه من زمان كأنه صاحبى أو قريبى أو اخويا ، ده حتى شبهى ، يعنى لو انا مش متاكد انى ماليش اخوات ، كنت قولت ده اخويا ،
محمد سبحان الله ، نفس الاحساس ، فعلا كنت حاسه ابنى ، حتى فى شبه من حد أعرفه ، حد قريب منى ،
صقر شاكرا لهم ، بحرارة وامتنان
وفارس وقد انتفض على اثار كلا مهم ووقع مغشيا عليه ،
انفزعو جميعا على صقر ، واستدعو ترولى ونقالوه فى غرفة وفحصوه ، واعطو له حقنة مهدائة لينام من اثار الإجهاد والقلق على يوسف ، فقد راجحو أن ارتفاع معدل السكر وضغط الدم ، بيكون من آثار الضغوط النفسية ، فقد علمه أن هذا الشاب ابنه ، ولكن صقر الجارحى يجلس يفكر فى الف سؤال وسؤال ،
يقطع تفكير صقر اهتزاز هاتفة باسم ايهاب ابنه ،
يرد صقر ايوة يا ايهاب ،
ايهاب ، ايوة يا حبيبى انت اتاخرت النهاردة واحنا قلقتا عليك انا وايمى ،
صقر معلش يا حبيبى عمك فارس تعبان ، وانا معه فى المستشفى ،
ايهاب بفزع اية عمى فارس ، طب انتو فى مستشفى اية يا بابا وانا اجيلك فورا
صقر ، فى مستشفى البهية لجرحات القلب الخاصة ،
ايهاب ومعه ايمى ذهبو الى صقر المستشفى ، وصقر كان فى تنتظرهم بالخارج ،
ايهاب وايمى يسرعو الى صقر فى حالة قلق ،
أما صقر فى حيرة شديدة كيف سيخبر ابنته بإصابة يوسف ،ولمن شرا ولابد منه ، ايهاب وايمى فى صوت واحد ، بابا عمو فارس ماله اية اللى حراره ،
صقر ، اهدو يا حبايبى ، بس هو اجهد نفسه شوية الأيام الأخيرة ،
فتعب شوية والحمد الله هو تمام دلوقتى نايم شوية ، وهيقوم كويس أن شاء الله ، ووجه كلامه لايمى ادخلى اقعدى معاه يا حبيبتى ، وانا وإرهاب هنشوف الحسابات ،
ايمى اوكى يا بابى، ودخلت ايمى عند فارس ،
أما صقر اخذ ايهاب بحجة الحسابات وحكى له كل شيء ودخل ليطمئن على يوسف ، ولكن هذه المرة يسترجع كلام سيف ، عن الشبه بينهم ، وفعلا وجد بيهم شبه لكن عادى ، طب وفصيلة الدم ، برده عادى ، كان يسأل نفسه ويجاوب ،
ولكن ذهب على الفور من الغرفة متاجها الى مكتب الدكتور محمد ، ولكن لم يجده
**************************
فى شقة سيف القناوى ،
يخرج سيف من الحمام يرتدى برنس ابيض يغطى جسده وعلى رائسه منشفة ينشف بها رائسه ويضعها على رقبته ، ويقف أمام المرآه يمشط شعره ،
يرن هاتفه باسم عمه بدر ،
سيف الو ازيك يا عمى اخبارك اية ،
بدر بصوت يصحبه شجن ، وحزن ، ازيك انت يا حبيبى عامل اية واولاد عمك عاملين اية ، وبيذكرو ولا لاء
سيف الحمد لله يا حبيبى ديما ونور وياسين كلهم بخير الحمد لله وموضوع المذاكرة انت عارف انا مش بتهاون فى ابدا ، متقلقش ، علينا ،
بدر طب الحمد لله ، اصل انا اتصلت على ايمى مش ردت قولت يمكن سهرنين مع بعض ،
سيف لا والله يا عمى انا كنت النهاردة عندى عملية صعبة اوى فى مستشفى الدكتور محمد ، ولسه داخل حالا ومرضتش اطلع يكونو نامو ،
بدر ماشى يا حبيبى ربنا يوفقك ، وتكون اكبر جراح قلب فى العالم كله وخالى بالك من ولاد عمك ياسيف ،
سيف بقلق على عمه ، مالك يا عمى فيك اية انت تعبان ولا حاجة ، ولا جدى فى حاجة ،
بدر ، لا ابدا يا حبيبى ، كلنا بخير ، بس سماح تعبانه شوية ،
سيف الف سلامة علىيها ، مالها يا عمى فيها اية ،
بدر ، الموضوع ايها يا سيف ، بس المرة ده بزيادة ، ربنا يعفيها ويهون عليها
سيف امين يارب ، طب بقولك اية ماتجبها وتجيب جدى وتغيرو جو شوية ،
بدر ياريت والله فكرة حلوة ، أن شاء الله اجبها وتغير جوى فى وسطكم شوية ،
سيف ماشى يا حبيبى ، تصبح على خير ،
بدر وانت من اهل الخير يا حبيبى ،
**********************************
تانى يوم فى بيت محمد وبهية ،
يقف شاب وسيم ، رياضى ، مشاغب ، خفيف الدم ،
أنه سامح محمد حامد ، ابن محمد وبهية ،
سامح موجه كلامه لابوه صباحو با كبير ،
محمد ، باشمئزاز منه ومن طريقته ، البيئة
صباحو ويا كبير ، انت يا بنى متاكد انك دكتور ، وانك ابنى ،
انا شاكك أن تكون سواق توكتوك ،
سامح بمشاغبه يغمز بعينه لابوه ويرفع يده ببراءة والله يا دكتارة من ناحية انى دكتور ، فده سهل أثبته ، أما من ناحية أن. ابنك فبصراحة فى ده بقى انت اللى تتاكدا ، فضحك بصوته عالى ، عندما استفز محمد بطريقة أخرجته عن شعوره ،
محمد ، امسك لياقة قميصه بيده واطبق على رقبته بخفه قسما بالله لو ما لميت لسانك لأكون قايل لامك الكلام اللى قولته ده وانت عارف امك وعرقها الصعيدى ، ودمها الحامى لما يضرب فى الدماغ ، هتعمل فيك اية ، وانت حر ياسليط اللسان يا بيئه ،
سامح بطريقة مرحة ، رفع يده يعطى له التحية العسكرية ، واشارة بايده أنه مانع الكلام ، بس يعنى ماتوصلش اسواق توكتوك ، يعنى
محمد نظره له بعينه ،
سامح يصتنع الخوف ، لا خلاص نمشيها سواق توكتوك ، زى ماانت عاوزة يا دكتارة ، ،
محمد بفرحة انتصار ايوة كدا ، عالم مابتجيش الا بعين الحمرا ،
سامح بمراوغة ، لا وانت الصادق ، ناس ما بتجيش الا بعيون بهية ،
محمد وقد وقف أمام فى نظرة تحدى ، واسرع بحركة فوجائية ولف ذراعه حول ورقلة سامح ، يريد خنقة ،
سامح ، وقد اهلكه الضحك ، وارتمى فى حضن أبوه بحب ، والا عيون بهية يا حمادة ، تسحر قلوب الشباب ،
وأفلت من بين زراعيه أبوه ، مكملا فى مشاكسته ،
تصدق لو ماكنتش امى لكنت اتجوزتها ،
وربنا انا بنكسف اقول اصحابى انها امى ،
هو انا هنسى يوم حفلة التخرج ، لما حضرة مع حضرتك ،
الدفعة كلها كانو عاوزين يخطبوها فاكرنها اختى يا دكتارة ،
وانت فرحان ووخدها معاك فى كل حته ، قابل بقى ياعم ، انا ماليش دعوه لو صحيت فى يوم ليقت واحد صاحبى بيقولك انا طالب القرب منك يا عمو ، ونظر بفرحة فقد انتصر فى استفزاز أبوه ، وخروجه عن شعوره ،
محمد وقد أصبح وجه احمر داكن من شدة الغيظ من هذا الكائن المستفز ،
سامح ،بضحك ،فشلا أن يخفيه ، فى اية يا حج انت هتتحول ولا اية ،
محمد ، بغيظ وقد أطبق على رقبته مرة أخرى ،
انت ازاى يا غبى تقبل أن اصاحبك الفاشلا دول يعاكسو امك ، يا غبى انت
سيف مكملا فى استفزازه ، لا والله كل اللى فارق معاك أنهم اصحابى الفاشلا ، يعنى لو عميد الكلية كان عادى ، ولا اية دكاترة ،
محمد بغيظ اكتر ، انت عبيط يا ض ولا بتستعبط ،
سامح وانا مالى يا حج حد قالك اتجوز واحد صاروخ ارض جو ، الناس ده تتصاحب بس لما تيجى تتجوز ، تتجوز جعفر ابن عمتك ، عشان الست الوحشة ده نعمة فى البيت ، يعنى تسافر ، تبات برا براحتك عادى جدا ،ضامن محدش هيبصله ،يا معلم ، اتعلم من اينك، انا يوم ما هتجوز ، هدور على جعفر ، واكمل بتريقة ،انا يا اخويا كفاية انى لقبى سامح ابن الصاروخ ، كمان هبقى سامح جوز الصاروخ ،
بهية سمعت استفزاز سامح لمحمد هى وساندى فى انهيار من الضحك على شكل محمد ،
بهية دخلت تحمل الفطار مصتنعة الجدية ، وتخفى ضحكها وتضع الفطار ، وتجلس فى صمت تام ،
حم حم سامح ، صباح الخير يا كبيرة
رمقته بهية بنظرة وردت عليه فى وقار صباح النور يا دكتور ،
سامح فى سره اه قذف جبهة تكلم ياترى مين معكر مزاج الكبيرة
بهية فى جدية ممكن تفطر وانا ساكت يا دكتور ،
أما محمد فنظر له فى انتصار يعنى بلغت لسانك دلوقتى وعملت فار .
ساندى ولم تقدر على إخفاء ضحكتها ، ومالت على كف ابوها بكفها ،
حلوة اوى يا بابا فار ده فاكرنى اجبله مصيدة ههههههههههه
ضحكة جميعا فى جو عائلى ، جميل وهادئ
قطع ضحكهم رنين تليفون محمد برقم غريب ،
**************************************
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الدم والنار الجزء الثاني (عصفور النار))