رواية ميراث الوعد الفصل الأول 1 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز
رواية ميراث الوعد الجزء الأول
رواية ميراث الوعد البارت الأول
رواية ميراث الوعد الحلقة الأولى
حلمت أسوء حلم شفته في حياتي في الليلة اللي كان في صباحها جاية تزورنا خطيبة سيلفي الصغير وأمها..
ليلتها فضلت سهرانة انا وسلفتي الكبيرة تحت في بيت العيلة عند حماتي، كنا بنجهز للزيارة، ولما خلصنا خدت رؤى بنتي، وسلفتي خدت عيالها التلاته، وطلعنا على شققنا
كان سيد جوزي بايت في المزرعة وكنت انا ورؤى بايتين لوحدنا، فمجرد ما طلعت غيرت هدومي وخدت رؤى ودخلنا ع السرير
لكن ماعرفش إمتى نمت، زي ما يكون أغمى عليا بس الأكيد إني مجرد ما غمضت عيني شوفت الحلم كإني بشوفه حقيقة
كنت واقفة قدام شجرة زتون زاهية وطارحة على جسر ترعة مايتها رايقة، وطالع من الشجرة تلات فروع …
فرع للشرق كبير، ومفرع منه تلات غصون
وفرع للغرب صغير شوية وطالع منه غصن واحد
وفرع مادد لفوق كان أصغرهم كلهم ولسه مافيهوش غصون،
والأراضي على جنبين الترعة كانت كلها مزروعة غلة صفرا سنابلها مليانه، وكانت الشمس طالعة والجو هادي…
لغاية ما جات حمامة بيضة من السما وحطت على الفرع الفوقاني، كانت جميلة وناعمة وبتطلع صوت كإنها بتغني لكن بعد شوية بدأت السحب في السما تتجمع وتغيم لحد ما بقينا كإننا في الليل والريح شدت بالتدريج من ناحية الغرب لغاية ما بقت تميّل الشجرة بفروعها، بس الحمامة فضلت ثابتة في مكانها،
مسكت في الفرع الغربي بايدي كإني بتشبث بيه من شدة الريح لكن بعدها بدأت السما ترعد كإنه إعلان ببداية المطر، وفعلا بدأت الدنيا تمطر بس الغريب إن حبات المطر بقت كل ما تنزل على الحمامة بقا يتحول لون ريشها للون إسود كإن المطرة بتغسل دهان أبيض فوق ريش أسود حقيقي، فضل يتحول لونها واحدة واحدة لغاية ما قلبت وبقت غراب أسود بينوّح ومع نواحه بدأ يطلع من جسمه ريش أسود صغير ويطير في الهوا في دواير حوالين الشجرة
سيبت الفرع وبدأت ارجع بضهري لورا وسط العاصفة،، وفي نفس الوقت كان ريش الغراب عمال يزيد حوالين شجرة الزيتون لغاية ما بقا زي دوامة سودة مغطية الشجرة عن عيني لكن فضلت سامعة صوت نواحه من وسط الدوامة
كملت رجوع بضهري تحت المطر والريح لغاية ما خبطت في حد ورايا
التفت بفزع فلقيتها أنا
كانت نسخة تانية مني، نفس العينين الواسعين والشعر الرملي لكن خصلات شعرها كانت بتطير لورا مع الريح، وواقفه بتبص برعب ع الشجرة من بعيد بعدها بلعت ريقها وقالت
_هتيجي ع الكل بالخراب، حتى شوفي
شاورت براسها ناحية شجرة الزتون فرجعت التفت بجسمي ناحية الشجرة،
لقيت المطر وقف والريح هديت لكن كنا بقينا في الليل، القمر شاحب ورا السحاب والجو برد والغراب لسه واقف مكانه في أعلى فرع في الشجرة وعينيه بتلمع في الضلمة
لكن الشجرة كانت ميته
دبلانه بالكامل وكل فروعها جفت
والترعة بقت مايتها سودة معكرة
والأرض حواليها نشفت وشققت
بصيت لورا تاني عشان أشوف نسختي التانية
لقيتها عينيها مغطيها سواد وبتقول
_عارفه دا معناه إيه
ماكنتش قادرة أرد عليها ولا انطق
قربت مني خطوة وكملت
_معناه إنك لازم تهربي ببنتك والا هتشوفي نفس مصيرهم، إهربي إنتي غيرهم
انتفضت من نومي مفزوعة، وبقول
_سلام قول من رب رحيم، أشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله،
لكن الغريب اني ماكنتش نايمة
انا كنت قاعدة عالسرير ممددة رجليا وساندة ضهري لمخدة مثبتاها في ضهر السرير
ببص جنبي لقيت رؤى ماسكة تليفوني بتلعب فيه، ونور الأوضة لسه منور، حضنتها كإني بطمن إنها بخير بعدها أخدت التليفون من ايدها بالراحة وبصيت في الساعه
لقيتنا لسه ١١ بالليل، فكان واضح ساعتها ان اللي كنت فيه دا ماكانش حلم
هي حاجه كدة زي رؤية بتحصلي وبتتكرر معايا، بس عمرها ما كانت بالمدة ولا بالوضوح ولا بالطريقة دي قبل كده
كانت لما بتحصل بتبقا مجرد ثانيتين او تلاته بشوف فيهم إشارة أو علامة على كارثه هتحصل لحد بحبه أو حاجه حصلت ولسه مابلغنيش خبرها، بتجيلي وانا صاحية وبتعامل عادي في حياتي
زي يوم ما شوفت الحادثة اللي مات فيها بابا وأخويا وانا واقفة في المطبخ، ومافيش تلات ساعات وجالي الخبر، وحاجات زيها كتير في مواقف مختلفة
كانت رؤى بنتي بدأت تزن فاديتها التليفون وقمت روحت الحمام، اتوضيت ورجعت الأوضة صليت العشا، بعدها طفيت النور ومددت تاني ع السرير
لكن ماغابش عن تفكيري الرؤية اللي شفتها، ماكانش عندي تفسير إلا إن الموضوع يخص خطيبة طارق سلفي اللي اسمها سهير دي
لكن ماكنتش فاهمة الحلم وايه معنى الخراب المقصود فيه، وماكنتش قادرة أتأكد هل دا مجرد كابوس شوفته لما عيني غفلت ولا رؤية من الرؤى اللي بتجيلي، الغريب إني ماكنتش لسه شوفت البنت حتى، بس اللي عرفته عنها انها عايشه هي وأمها لوحدهم في الممهورة، بلد تبع مركز جنبنا، وابوها الله يرحمه كان راجل ميسور وسايبلها ورث كبير، أما أمها ماكنتش من بلدهم، كانت من بلد تانية
فضلت تقريبا طول الليل اتقلب لغاية ما حل الصبح، قمت وصحّيت رؤى، فطرنا وبعدها نزلنا على تحت
كان سيد جوزي جا من المزرعة تحت، واخوه طارق موجود، كمان كان سلفي الكبير محمود ومراته وعياله موجودين، كانوا متجمعين كلهم في المضيفة، ودي صالة واسعه ليها باب خارجي ع الجنينة غير بوابة العمارة الأساسية، وليها باب تاني بيدخّل على بقية بيت حماتي اللي واخد الدور الأرضي كله،
محاوطها ركنه فرشتها قطيفة بني، وليها شباكين كبار مفتوحين، وفي وسطها ترابيزة مدوره حطوا فوقها حاجه الاستقبال من فاكهة وحلويات
جرت رؤى على ابوها وانا روحت قعدت جنبهم
كان الكلام ان الجماعه على وصول وبيحكوا عنهم ..
ماضافوش جديد غير اللي عرفته، ابوها راجل كان ميسور أبا عن جد لكن مالهاش لا أعمام ولا عمات، كمان امها مالهاش الا اخ واحد عايش ومقاطعينه بس معظم الكلام كان عن العشرين فدان والبيت اللي ورثتهم البنت هي وامها، ويمكن دا اللي كان مفوّت الكلام عن أي تفاصيل تانية …
يدوب مرت ساعة ورنت على تليفون طارق
كانوا وصلوا برة قدام بوابة السور اللي محاوط العمارة
فخرج طارق يقابلهم عند البوابة وفضل الباقي كلهم قاعدين لغاية ما وصلوا بيهم على باب المضيفة، قمنا نقابلهم ونسلم عليهم لكن الغريب اني مجرد ما شفتهم حسيت انهم جوز شياطين مش بنت وامها
كانوا راسمين الود والبشاشة والابتسامة، وعمالين يسلموا على حماتي وسلفتي والعيال لكن انا كنت خايفة حتى أسلّم عليهم ومبقية نفسي ف اخر الصف
لغاية ما أم البت قربت عليا
مدت ايدها لكن انا فضلت مترددة لحظة فلقيتها أخدتني في حضنها وباست خدي من يمين وشمال
لكن لما خلصت الحضن ورجعت بجسمها لورا لقيتها مسكت اكتافي الاتنين وفضلت باصه لوشي ومبتسمة أوي كإنها بتتأمل ملامحي
لكن حسيت شفايفها بتتحرك
وصوتها سمعته جوا راسي ماسمعتوش بودني
كانت بتقول
_الكاف كن، أقبِلي ان كنتي تسمعيني بحق الأحرف الخمسة والأحرف الثلاثة والحرفين والهاء هيّن…
قالت جملتها في ثانيتين بعدها بطلت تمتمة بشفايفها وقالت بصوتها الطبيعي
_يا ماشاء الله، ايه القمرات اللي ماليين البيت دا…
قالتها وجات تدور ناحية حماتي لكن انا قلت بصوت واطي تسمعه هي لوحدها
_انا سمعتك على فكرة، بامارة الكاف كن
لقيتها اتدورتلي بسرعة
برقت عينيها وقالت
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث الوعد)