رواية باطن الأرض الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani
رواية باطن الأرض الجزء الرابع
رواية باطن الأرض البارت الرابع
رواية باطن الأرض الحلقة الرابعة
….. ذهب رجلين من أهالي القرية يحملون معهم ثلاث أطفال وصلوا الى كوخ عم رضوان الواقع بعيدا بحافة القرية
قاموا بطرق الباب بلطف وقام عم رضوان بفتحه لهم على الفور كان رجل بسيط يرتدي عباءة رمادية داكنة اللون يقبع في الكوخ وحيدا رحب بالرجلين ترحيباً كبيرا فربما لم يزره ضيوفا منذ سنين
ابتسم له الرجلان ليزداد اطمئنانا لهم وأخبروه انهم على عجلة من امرهم وأنهم فقط يريدون منه ان يعتني بالأطفال الثلاثة لحين عودتهم واخذهم منه بعد يومين على الاكثر وانهم سيكافئونه بمبلغ من المال نظير ذلك
رحب عم رضوان بذلك كثيراً فكما تعلمون هو ليس عنده أطفالا قط فرأى في ذلك فرصة ان يجلس مع الأطفال قليلا فيؤنسوا وحدته ومنها انه سيربح المال كذلك
اخذ عم رضوان الأطفال ودخل بهم الى الكوخ ولاذ الرجلان بالفرار بعد اعطائهم له ثم عادوا لأهل القرية ليبلغوهم بنجاح المهمة..
وفي اليوم التالي بعث أهالي القرية بواحد منهم الى العمدة ليبلغه ان الحفر قد توقف بسبب مشكلة كبيرة لن تُحل إلا بوجوده
وبالفعل في اليوم الذي يليه عاد العمدة الى القرية وقد حكى له كبار العائلات كل ما حدث اثناء فترة غيابه
وفي ذات اليوم اخذ العمدة كبار العائلات وذهب بهم لبيوت أولئك الرجال الذين تم اتهامهم سابقا ليقدموا لهم الاعتذار واحدا تلو الاخر..وهكذا فعلو
وقد أقنعهم العمدة بالعودة للحفر بعد ان يتم حل مشكلة أولئك الأطفال الذين بحوزة عم رضوان
إلتفت العمدة الى كبار العائلات: هيا بنا الى كوخ رضوان لننظر في امر أولئك الأطفال
وبالفعل ذهب العمدة مع كبار عائلات القرية نحو كوخ رضوان
ثُم اقترب أحدهم وبدأ بطرق باب الكوخ بلطف ولكن لا أحد يُجيب
قال العمدة: لعله نائم شددوا الطرق أكثر
بدأ صوت الطرقات على الباب تتعالى وتتعالى ولكن لا فائدة
بدأوا ينادون عليه لحسن التطواني مع الطرق: يا رضوان.. يا رضوان.. هل انت هنا افتح يا رضوان ولكن لا فائدة
ظلوا على هذه الحالة قرابة الساعة وفي النهاية قالوا لعله ليس هنا ولكن الى اين قد يكون ذهب وهل اخذ اولئك الأطفال ام تركهم
قرر أهالي القرية العودة في اليوم التالي وكرروا نفس المشهد ولكن لا فائدة
تسلل القلق والخوف الشديدين الى قلوب أهالي القرية ماذا يمكن ان يكون قد حدث مع رضوان إلا ان ذلك القلق والخوف كانوا دائما ما يخفونه عن بعضهم البعض حتى لا يقال عن فلان انه خائف فالخوف من النقائص عند سكان جنوب تلك البلاد
ثُم جاءوا في اليوم الذي يليه الثالث من وصول العمدة والخامس من استلام عم رضوان للأطفال وكرروا نفس الشي ولكن لا فائدة وهنا صاح فيهم العمدة: إلى متى سنظل بانتظار رضوان حطموا الباب
وهنا نظر الرجال الى بعضهم البعض في توتر وقلق شديدي
قرأ ذلك العمدة في اعينهم فصاح فيهم: أليس من العيب أن تكونوا رجالا تحملون تلك الشوارب وتكونوا خائفين من أطفال لهذا الحد lehcen Tetouani
ليرد أحدهم: لسنا خائفين يا عمدة ولكن..
فقاطعه العمدة سريعاً: اثبتوا لي ذلك بالأفعال لا بالكلام ألم أقل لكم حطموا الباب
وهنا انفعل الرجال واندفعوا بقوة رجل واحد نحو باب الكوخ الهش أصلا لينفتح الباب فور مُلامستهم له ويسقطوا بسبب قوة اندفاعهم داخل الكوخ محاطين بظلام دامس تمكن الرعب في قلوبهم جميعا فلم يكادو يسقطوا على ارضية الكوخ حتى فرو بطريقة هستيرية إلى خارجه
انصدم العمدة حينما رأى ذلك الظلام الذي بداخل الكوخ إنه ظلام خام
ظلام للدرجة التي تجعل الرعب ينفذ الى قلبك بمجرد النظر اليه جفت الدماء في عروق الجميع وتسارعت نبضات قلوبهم من هول الموقف
طلب العمدة من الحاضرين معه ان يذهب أحدهم بسرعة لإحضار لمبات للإضاءة فهذا النوع من الظلام لا قبل لأحد باقتحامه
وعلى الفور قام رجلان من مرافقي العمدة بالركض نحو منازلهم ليعودوا بعد دقائق وبحوزة كلا منهما لمبتان حينما
وقف العمدة والرجال الذين معه بالقرب من الباب لا أحد منهم يريد ان يكون في المقدمة او ان يطو الخطوة الأولى
ظلوا على هذه الحالة الى ان اتفقوا في النهاية على ان يقوموا بالدخول جميعا دفعة واحدة وبالتالي لن يتعرض أحد منهم للأذى منفرداً إذا ما كان هناك اذى لأنهم قد تقاسموا الخطر جميعا
وقفوا جميعا امام الباب وقلوبهم تكاد تحطم صدورهم
ثم بتردد شديد قاموا بخطو الخطوة الأولى ثم بعدها بثوان اتبعوها بالخطوة الثانية ثم الخطوة الثالثة ثم الرابعة وها هم الان قد أصبحوا بداخل الكوخ وفجأة تنفرج اضاءة الكوخ كأنه كان هناك غطاء غير مرأي يحجب عنه الضوء وانزاح فجأة
اخذوا يتلفتون يميناً ويساراً بسرعة شديدة لعلهم يجدوا عم رضوان هنا او هناك حيا او ميتا ولكن لا فائدة
لا أثر لعم رضوان ولا للأطفال حتى ان الكوخ من الداخل في غاية الترتيب والتنظيم فليس هناك أي أثر لأي عنف او سلوك غير طبيعي يمكن ان يكون قد حدث..
السؤال يطرح نفسه عليهم مرة اخرى اين اختفى عم رضوان وما هؤلاء الأطفال وماذا يمكن ان يكون قد حدث معه لا أحد يعرف
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية باطن الأرض)