رواية نبيل العبار الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani
رواية نبيل العبار الجزء الرابع
رواية نبيل العبار البارت الرابع
رواية نبيل العبار الحلقة الرابعة
…… حالما هبط نبيل من الشجرة وإذا بالسماء تمطر مطرا قويا لم يشهد الجبل مثيلاً له من قبل كان المطر من الغزارة بحيث جعل الرؤية شبه معدومة في حديقة الارواح لذا فقد واجه نبيل صعوبة في اتخاذ طريقه..
ولكنه ويا للغرابة لقد رأى نبيل مشهدا جعله يصيح متعجبا :أبوكي الملك كان محقا يا سمو الاميرة أجل كان على حق فمياه المطر الشديد قد تجمعت في قلب الحديقة حتى شكلت ما يشبه البحيرة الصغيرة
وبعد أن خف وقع المطر عاود نبيل البحث عن الاميرة حتى شاهدها وهي تختبئ من الجنود خلف إحدى الأحراش
فتسلل من ورائها خلسة حتى إذا بلغها غطى فمها بكفه فجأة كيلا تصرخ. فلما التفتت إليه وهي مذهولة وضع نبيل اصبعه على شفتيه مطالباً إياها بالهدوء ثم قال :لقد عثرت على بحيرتكِ يا سمو الاميرة
وهنا رفع نبيل عنها القبعة وكان المطر قد غسل السواد عن وجهها فاستطاع نبيل أن يرى أخيرا وللمرة الأولى وجه ذلك الشخص الذي رافقه طوال اليومين الماضيين أي الاميرة سعاد فتطلع إليها مطولا ثم قال :كانوا مخطئين أنتي أجمل مما قالوا
ردت هي عليه لكن بابتسامة عذبة ثم قالت :مرحبا يا نبيل اسمي سعاد عمري وآسفة إن كنت قد أخفيت عنك حقيقتي فهلّا غفرت لي؟
فأجابها نبيل بابتسامة أيضا وبعد ذلك قام نبيل باصطحاب الاميرة الى موقع تشكل البحيرة غير أن الجنود لمحوهما فلاحقوهما لحسن التطواني فلما وصلت الاميرة الى البحيرة حتى قفزت فيها
فيما بقي نبيل ينظر إليها..
وحالما أدركه الجنود حتى قرر أن يتبع الاميرة فقفز خلفها
لكن الجنود لم تواتيهم الجرأة لمواصلة المطاردة وسط البحيرة فقد شاهدوا دوامات عنيفة قد أخذت تنبثق من قعر البحيرة وتبتلع كل شيئ
وصل نبيل الى الاميرة وقال لها ماذا الآن ماذا قال لك الملك بعد أن تسبحي في البحيرة؟
أجابت :لا شيئ لننتظر ونرى
قال :لكن هذه البحيرة وقتية وستختفي بعد دقائق لأنها على قمة جبل وستلقي الدوامات بمياهها على السفوح
قالت :آسفة لأني قد ورطتك معي يا نبيل
فقال لها :كفّي عن الإعتذار فأنا لن أتخلى عنكِ بعد ذلك أبدا
ثم أمسك يدها بشدة واستعدا للأسوء
كان حدس نبيل صحيحا فقد ابتلعتهما الدوامات وشفطتهما الى قعر البحيرة لكنها لم تلقي بهم على السفوح بل وجد الاثنان نفسيهما وهما ينقادان الى داخل مغارة في جوف الجبل lehcen Tetouani
نهض نبيل والاميرة سعاد وهما يتطلعان حولهما المكان الذي وصلو اليه والذي قد كان ألقت بهم الدوامات الى أحد الثقوب في قاع البحيرة والذي قادهم بدوره الى هاذه المغارة العجيبة هنا سارت الاميرة نحو أحد الجدران ثم صاحت بذهول :
يا إلهي أنه خط أبي
ركض نبيل نحو الجدار فشاهد صندوقا معدنيا مربوطا بالسلاسل ومكتوباً عليه الى ابنتي سعاد
فسارع بإزالة السلاسل الحديدية عنه ثم فتحته الاميرة بلهفة فوجدا بداخله كرة بديعة بحجم الكف من الذهب الخالص ومرصعة بالدر والجوهر فصاحت الاميرة :إنها رأس الصولجان
ثم التفتت الى نبيل وقالت بفرحةٍ غامرة :لهذا السبب بعثني أبي الى حديقة الأرواح كي أعثر على رأس الصولجان الذي خبأه هنا
لاحظت الاميرة أن نبيل لم يفهم المغزى من ذلك بعد فقالت :
حان الوقت لأخبرك بكل شيئ يا عزيزي نبيل عندما علم أبي بدنو أجله خشي أن تستلم السلطة عمتي ريمة لأنها ستقوم بإرغامي على الزواج من ولدها سيئ السمعة مأمون
لكن ما كان يخشاه أبي أكثر هو أن يقوم الملك الجديد للبلاد بتوقيع معاهدة فتح الحدود مع مملكة صفوان المجاورة
تلك المعاهدة التي رفضها أبي رفضاً قاطعا لأنه يعرف نوايا صفوان الإستعمارية لمملكتنا
ولأن المعاهدة تحتاج الى ملك ثابت للبلاد حتى يمضيها وليس ملك او ملكة مؤقتة لذا لم تستطع ريمة توقيع المعاهدة
فلم يبق لديها خيار سوى الإنتظار عاما كاملا كي يتم زواجي بولدها حتى يصبح هو الملك الشرعي ومن ثم يقوم بتحقيق رغبتها بتوقيع المعاهدة
فعلت ريمة كل ذلك لأن الملك صفوان وعدها أن يتزوجها إن هي نجحت في توقيع المعاهدة لذلك تراها تعمل جاهدا للعثور على وتزويجي بولدها من جانبي أنا كان الحل الوحيد الذي اهتديت إليه كي أفسد عليهم مخططاتهم هو الهرب قبل الزواج
لكن هروبي لم يكن إعتباطيا فهناك فقرة هامة في دستور مملكتنا تنص على ان حامل الصولجان الملكي هو ملك البلاد الشرعي صغيرا سواء كان كبير ذكرا أو أنثى أو أعزبا كان أم متزوجا
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نبيل العبار)