رواية اللقيطة الفصل الأول 1 بقلم آية الإبهيشي
رواية اللقيطة الجزء الأول
رواية اللقيطة البارت الأول
رواية اللقيطة الحلقة الأولى
_دي لقيطة!
=بس أنا بحبها ياخالتي.. وكمان هيا متربية عندك.
_طب وبعدين يعني مش فاهمه أمك موافقة، ولا أبوك عرف؟
=ايوا عرفوا بس…
_مش موافقين صح!
=وأنا واثق إنك هتساعديني
_هاا.. اه اه طبعًا هساعدك.
=طب انا مسافر بكره مع صحابي، بمناسبة التخرج بقى وكده.. ولما أرجع هاجي عندك على طول أخطبها أو اتجوزها.
_تتجوزها على طول كده!.. دا انا ياما اتحايلت عليك تتجوز بنت خالتك وكل شويه تقول مش دلوقت.
=اصل بصراحه كنت شايفها زي اختي.. بعدين مش الاتنين يعتبروا بناتك!
_أنا هقوم دلوقت عشان زمانهم قلقوا في البيت وأنت نزلتني على مالى وشي.
=أنا مش هنسالك اللي هتعمليه معايا ده أبدًا ياخالتي.
_أنا لازم أسألها طبعا الأول ولما ترجع من السفر هبلغك.
=اكيد هتوافق يعني مش هترفض.
“كنتِ فين يا ماما كل ده؟”
-زهقت من وشك فقالت تشم هوا شوية.
_ليل تعالي ورايا الأوضة عوزاكِ.
-هتتكلمي معاها في ايه يا ماما أنا بن..
_سحر مش وقت كلامك، تعالي ياليل.
كنت خايفة ومش فاهمة في ايه، دخلت ورا ماما الأوضة وفضلت واقفة وهيا باصة للشباك.
“ماما أنا عملت حاجة ضيقتك ولا زعلتك مني؟”
كنت سامعة صوت نفسها العالي وكان واضح إنها متعصبة أوي، بصيتلي واتكلمت بهدوء.
_مش عاوزة تعرفي أنا كنت فين؟
“أنا بس عاوزة اطمن عليكِ.”
_كنت مع عُدي، بيسلم عليكِ اوي.
أخدت نفسي بصعوبة ودعيت ربنا في سري إن اللي في بالي مايكونش حصل.. بلعت ريقي واتكلمت.
“ماما أن…”
_عاوز يتجوزك.
قربت منها أمسك إيدها
“أنا مااعرفش أي حاجة والله.”
_أنا مش عوزاكِ في البيت ده تاني.
مااستوعبتش اللي قالته وكنت لسه هتكلم لقيت الباب اتفتح ودخلت سحر تزعق.
-نهارك مش فايت أنتِ ايه عاوزة تاخدي كل حاجة حتي ابن خالتي اللي بحبه.
_سحر، أنتِ ايه اللي دخلك..الموضوع خلاص خلص.
-ايوا فعلا لازم يخلص وتطرديها من البيت اللي لاممها من الشارع.. الشارع اللي جبتيها منه.
شدتني جامد وأنا مش فاهمة ايه اللي حصل!.. ذنبي ايه ولا عملت ايه، حاولت أشد نفسي منها بس مااعرفتش، كنت شيفاها عمالة تبصلي وساكتة!، أنا بس عاوزاها تسمعني.
“يا ماما أنا عملت ايه ولا ذنبي ايه”
سحر:
-امشي بقى أنا بكرهك.. طول عمرك بتاخدي كل حاجه مني، مش عاوزة أشوفك تاني.
“سبيني بقولك.. عاوزة اتكلم مع ماما.”
زقتني برا الشقة خالص وزعقت بكل صوتها.
-دي مش أمك يا لقيطة.. أنتِ يتيمة ولا ليكِ أم ولا أب، طول عمرك بتاخدي الحلو كله ليكِ.. أنا عمري ماحبيتك.
مع إني عارفة كل الكلام ده.. بس أنا قلبي اتكسر تاني ليه! كنت خايفة حد من العمارة يكون سمع كلامها مع إنهم عارفين بس انا مش وحشة للدرجة اللي هيا شيفاني بيها دي.. فضلت واقفة قدامها الدموع متحجرة في عيوني وهي نظرة السعادة والشماتة مالية عيونها، بصيت لِـ ماما ورا.. أنا فاهمة النظرة دي كويس، كنت دايمًا بشوفها لما بنجح وبنتها تسقط، لما افرح وبنتها تزعل.. نظرة أنا مش هقدمك على بنتي ولا حتى بكلمة تطيب خاطرك.
“طب حضرتك عاوزاني اعمل ايه وانا هعمله والله”
-مااعدش ينفع تقعدي هنا.
كنت هقرب منها وادخل بس سحر زقتني فكملت كلامي وأنا واقفة برا
“طب والله مش هخرج من البيت، ولا هخلي حد يشوفني حتى.. بس ماتمشنيش.”
سكتت بس سحر زعقت لها
-إياكِ تفكري تسبيها في البيت بعد انهارده، أنا قلبي اتكسر فاهمة.
بصيتلي وزقتني جامد وهيا بتزعق ورمتلي الطرحة.
-امشي وانسينا بقى.
“يا ماما افتحي… طب امشي الصبح طيب والله، يا سحر قولي لماما تدخلني”
_امشي بقى دي مش مامتك، أنتِ على طول تاخدي كل حاجه أنا عوزاها.
“والله خلاص مش هعمل كده، مش هروح الكليه حتى تاني بس خليني معاكم… أنا مااعرفش حد غيركم بجد.”
فصلت قاعدة على باب الشقة يمكن تفتح أو اصعب عليها بس لقيت صوت حد طالع على السلم، شديت الطرحة ومسحت وشي.. وفضلت حاطة ايدي على وشي.
-أنتِ لسه هنا؟
رفعت راسي كان ابو عدي وأمه، وتوقعت إن سحر كلمتهم اكيد.
“يا عمو أنا…”
-أنتِ تخرسي خالص، بقى حتة جربوعة زيك على آخر الزمن تلف على ابني.
“أنا ماعملتش حاجة.”
-عاوزة تفهميني مثلا إنه وقع في حب جنابك، بهارتيه بعيونك ولا يكونش عندك ورث وعيلة وهو اللي عاوز يلف عليكِ.
مسحت دموعي ورديت عليه بعصبية
“والله ابنك عندك ابقى اسأل..وبعدين حتى لو كان جيه اتقدملي أنا عمري ماكنت هوافق.”
شديني من ايدي جامد وزقني على السلم
-أنتِ جربوعة يابت، مالكيش حد ولا تسوي جنيه حتى.. امشي وإياكِ تخطي العمارة دي تاني ولا المحك حتي فاهمة.. قسمًا بربي ماهيحصلك طيب.
سندت على السلم وبصتله وسحر وماما طلعوا.
سحر:
-ادخل يا خالو دي أشكال مايعلم بيها الا ربنا.
_أنتِ لسه واقفة يابت أنتِ! قولتلك امشي أحسنلك.
نزلت بسرعة من البيت، خوفت منه..أنا دايمًا بخاف منه عشان كده كان من المستحيل إني أوافق على ابنه، ازاي أتجوز واحد ابوه بيكرهني وشبه المجرمين كده!
عديت الطريق ووقفت على الكورنيش.. كنت كل مرة بطلع من البيت متضايقة واجي اقف قدام البحر هنا وادعي يجي اليوم اللي اقف فيه ولو لمرة وأنا فرحانة مش زعلانة، عمري ماكنت أتخيل إني كنت هقف قدامه مطروده ولا ليا مأوى ولا معايا أي شيء.. فضلت ماشية على طول البحر مش عارفة هروح فين ولا ايه اللي هيحصل بعد كده، بس اللي اعرفه أن ماليش ذنب في أي حاجة حصلت.. التفت حولي مش عارفه أنا مشيت قد ايه ولا أنا روحت فين! بس كان فيه اتنين ماشيين ورايا خوفت منهم اوي ف سرعت في خطوتي شوية لحد ما قابلني راجل كبير شكله محترم بس قرب مني فاتح دراعه.
-ايه يابنتي مستنيكِ من بدري!
بصيت ورايا كان الشابين وقفوا مكانهم فبصيتله تاني وأنا باخد نفسي بالعافيه
“أنا جيت اهوه.”
-طيب يلا.
عدينا الطريق الناحية التانيه وركبت معاه العربية.
فضلت ساكتة وعقلي بيستوعب اللي حصل لسه، كانت عينه على الطريق مابتتحركش.
_الوقت متأخر أوي.. ايه خرجك من البيت دلوقتي؟
ماردتش وفضلت باصة للطريق.
_بيتك فين بالظبط وأنا هوصلك طيب.
عيطت وأنا بفتكر اللي حصل، دا أسوء يوم عدى عليا في حياتي.
_يابنتي اهدي بس وعرفيني بيتك فين وأنا هرجعك.
“ماليش.. ماليش بيت..ماليش بيت!!”
كنت بتسوعب الحقيقة.. أنا فعلا مابقاش ليا بيت! مديت ايدي قدامي وكنت تايهه وبعيط.
“ماليش حاجة خالص.. ماليش حد اروحله”
_لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العـظيم، اهدي طيب اهدي عشان ماتتعبيش.
_ادخلي يا بنتي.. ادخلي ماتخافيش مش احنا اتكلمنا.
بصيتله بخوف واتكلم
_سيبي الباب مفتوح وادخلي.. فيه صيدلية تحت العمارة مش أنتِ شوفتيها؟
هزيت راسي.
_لو حصل حاجة ابقي صوتي وهيطلعولك على طول.
دخلت وبصيت علي البلكونة كانت مفتوحة هيا والشباك وكان لسه فيه صوت في العمارة.
_حظك حلو، فيه عيلة لسه ناقلة وبيرتبوا شقتهم اللي فوقنا.
أخدت نفسي وسيبت الباب مفتوح ودخلت قعدت وهو قام عمل شاي وطلع حكيتله على اللي حصل.
_سبحان الله.. العالم بقت قلوبهم سودة، مين قال لما هيا تطردك من البيت كده بنتها هتتجوز ابن اخوها.. مش جايز كانت اتكلمت معاكِ واقنعتك وبسبب الخير اللي عملته فيكِ، بنتها يبقى نصيبها أحلى وأجمل!.
شرب الشاي وشوية واتكلم
_أو كانت سمعتك وخدتك في حضنها زي أي أم.
“بس هيا مش أمي”
_بس هيا وافقت بالوضع ده لما أخدتك من الملجأ.
سند على عكازه وقام دخل أوضة وخرج في ايده التليفون
_طالما قبلتِ بوضع معين واتعلق برقبتك حياة ناس ومشاعرهم، ماينفعش أبدًا تيجي بعد كده تقولي أصلي مش قد المسؤليه.. أصلي تعبت كفاية ولا ينفع تقولي عندي اللي حياته ومشاعره أهم من الناس دي، دا أكبر غلط وذنب الناس اللي خاطرهم اتكسر هيفضل في رقبتك…. آلو..
كان بيتكلم وهو باصص للتليفون بيتصل بحد تقريبا.. دخل الأوضة تاني وشوية وخرج وهو بيبتسم
_أصل بنتي متجوزة في العمارة اللي في وشنا دي.. كلمتها تبعت بنتها تقعد معاكِ.
قومت وقفت بسرعة
“لالا مافيش داعي… زي ما قولت لحضرتك بس وديني لأي دار أيتام.”
_اقعدي يابنتي، مافيش دار أيتام هترضى تدخلك كده وفي وقت زي ده.. فين أوراقك وإثبات الشخصية… كل ده هيطلبوه.
التفتت كان هيمشي بس بصلي
_أنتِ اسمك ايه؟
“ليل.”
التفت ودخل جوا
_جميل ومافيش في حلاوته.
“هو مين!.”
اتأخر شوية.. كنت سامعة صوت معالق واطباق، أنا جعانة اوي فعلا.. بس هو أنا هفضل طول عمري كده بتنقل من بيت لبيت من مأوى لمأوى، يارب ارزقني اكتر من اللي اتمناه.
_الليل.
رفعت راسي وبصيتله.. حط صنية الأكل قدامي وقعد.
_الليل جميل وجماله مايتوصفش أبدًا.. سما ونجوم وقمر فيه أجمل من كده؟
“نسيت تقول أهم حاجة، سواد وضلمة.”
_حتى لو ضلمة نور القمر طاغي عليها.
“القمر عليه غيامة.”
_برضه نوره ظاهر، والغيامة مسيرها تمشي… مدي إيدك كُلي.
رفعت راسي ولمحت بنت داخلة وخبطت خبطة خفيفة على الباب
_جدو.
قام وقف بسرعة
-تعالي ياعلياء..ادخلي.
قربت وقعدت جانبي
علياء:
-ازيك.
“الحمدلله بخير.”
_علياء حفيدتي.. ودي ليل ياعلياء، يلا كُلوا سوا على ما أعملكم حاجة دافية تشربوها.
علياء:
-نورتي البيت.
“متشكرة جدًا..ومتأسفة على الإزعاج.
علياء:
-إزعاج ايه بس!..يلا ناكل لحسن أنا جعانة بجد.
مديت إيدي وكلت معاها..كنت عاوزة أعيط على حالي بس سكت كالعادة يعني، حاسة إني هموت في يوم بسبب الدموع المكتومة في قلبي دي!
علياء:
-مابتكليش ليه؟
“لا الحمدلله كلت.”
علياء:
-فين ده؟
“شبعت والله.”
علياء:
-بالهنا والشفا.
_كوبايتين لبن دافين عشان تدفوا.
علياء:
-لبن ايه بس ياجدو؟
_مش عاوز كلام يلا اشربوا.
“بعتذر بس أنا مش بشربه.”
_طب اعملك شاي؟
“لا مافيش داعي والله شكرا.”
_طب يابنتي اللي يعجبك..علياء يابنتي خديها لأوضتكم.
علياء:
-حاضر ياجدو.. اتفضلي.
مشيت وراها ودخلت الأوضة وقفلت الباب
علياء:
-تعالي ياليل اقعدي.
قربت من السرير وقعدت، وهيا فتحت الدولاب طلعت هدوم وحطيتها قدامي
علياء:
-اتفضلي دي هدوم تنامي فيها، أنا هطلع أشوف جدو واعملي حاجة أشربها غير اللبن تحبي أعملك معايا؟
“لا شكرًا.”
_تمام.
خرجت وقفلت الباب وأنا قومت اقفل الباب بالمفتاح بس سمعتها بتسأل جدها ففضلت واقفة
_ايوا ياجدو عرفت اسمها خلاص.. مين دي بقى؟
-دي بنت من القاهرة وحاجتها اتسرقت كلها ولقيتها واقفة على الكورنيش خوفت عليها وقالتلي على اللي حصل، قولت دي قد أحفادي وجيبتها على هنا.. ادخلي بقى اقعدي معاها وهوني عليها.
_حاضر ياجدو.. هعملي حاجة أشربها الأول، تصبح على خير.
-وأنتِ من أهله ياحبيبتي.
غمضت عيني براحة، ومش عارفه هفضل لامتي بخاف حد يعرف حقيقتي.. غيرت هدومي ولبست الإسدال فوقهم وفتحت الباب وقعدت.
علياء:
-هتنامي بالإسدال.
ضميت دراعي
“ايوا.”
علياء:
-اللي يريحك، على العموم المفتاح في الباب لو قلقانة ممكن تقفلي.. كده كده جدو مش هيصحى إلا على الفجر بإذن الله.
قومت قفلت الباب بالمفتاح وأخدت المفتاح
“هخليه تحت المخدة ممكن!”
ابتسمت بهدوء
_اعملي اللي يعجبك اعتبري نفسك في بيتك.
اتطمنت اوي ونمت من التعب والتفكير..كنت عاوزة أهرب..اهرب من نفسي ومن حياتي ومن كل اللي حواليا.
فات أسبوع وأنا قاعدة مع عم “عاصم” وأحفاده البنات علياء واختها علا.. كانوا لُطاف جدًا وكنت حاسة إني عايشة بجد، وعم “عاصم” كان بيعاملني زيهم.. انهاردة بناته الثلاثة جايين يزروه، كنت قلقانه منهم..مش عارفه القلق اللي جوايا ده هيتحول لآمان امتا!، نفسي قلبي يطمن اللي باقي من حياتي… وصلوا ورحبوا بيا جدًا على عكس اللي متوقعها وقعدوا طول اليوم معايا ومشيوا.
“عمو عاصم.. ممكن اتكلم مع حضرتك دقيقة.”
قعد قدامي
_طبعًا يابنتي تعالي، محتاجة حاجة ولا حد ضايقك؟
“لا أبدًا والله.. أنا بس عاوزة من حضرتك طلب.”
_قولي يابنتي.
“لو ينفع تروح لِـ مام… قصدي البيت اللي كنت عايشة فيه، أنا بطاقتي وشهاداتي كلها هناك، مش هعرف اعمل حاجه من غيرهم.”
_بس كده!..الصبح ان شاءالله أروح.
“متشكرة جدًا..وحاجة تانية لو مش هتعبك.”
_أؤمري.
“الأمر لله وحده، ممكن تسألي على دار أو بيت استضافة.”
_يابنتي مش احنا اتكلمنا قبل كده!
“معلش خليني…”
قطع كلامي جرس الباب.
_ثواني يابنتي هفتح.
“اتفضل.”
_كدا ياعاصم تغيب عني كل ده!.. طب يااخي اتصل اطمن عليا أنا وولاد أخوك.
قمت وقفت لما شوفت ست في الخمسينات دخلت مرة واحدة
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اللقيطة)