رواية أميرة القصر الفصل السادس 6 بقلم مايسة ريان
رواية أميرة القصر الجزء السادس
رواية أميرة القصر البارت السادس
رواية أميرة القصر الحلقة السادسة
أرتسم الخجل على وجه حسن كامل وزوجته وهما يودعان ضيوفهم .
أمسك يوسف بذراع جينا وباليد الأخرى صافح يد حسن ببرود
حسن : والله لسه بدرى يا جماعه.. ملحقناش نقعد مع بعض و..
قاطعه يوسف ببرود وهو يتجه الى سيارته ساحبا جينا معه
يوسف : شكرا على الدعوة يا حسن بيه .
فتح يوسف الباب الأمامى لسيارته ودفع بجينا للداخل وأغلق الباب بقوة خلفها ووقفت هدير تنظر اليهم حائرة لقد أكدت عليها أمها أن تركب مع يوسف
نادى عمر على هدير بحده من داخل سيارته فحسم ترددها
عمر: هدير.. تعالى اركبى جنب اخوكى
******
قال حسن كامل غاضبا موجها كلامه الى ابنه الجالس بوجه محتقن على الأريكه
حسن : ايه اللى انت هببته ده .. تتحرش بالبنت فى بيتنا واهلها موجودين .. تحرجنى قدام الناس؟
قالت ماجده باستهتار وهى تعبث بالعقد المتدلى من رقبتها
ماجدة : تلاقيه شارب حاجه.
أستدار حسن الى ابنته حانقا
حسن : وانتى كمان تسكتى خالص .. راميه نفسك على الراجل من ساعة ما جه و…
وقفت زوجة حسين تلوح بيدها غاضبه
زوجة حسن : ايه مالك طايح فى الولاد كده ليه.. يطلعوا مين دول عشان تعمل الغاغه دى كلها عشانهم؟
نظر حسن الى زوجته بضيق
حسن : لما ابنك يا هانم قال ان البنت عجباه كنت فاكر انه عايز يتجوزها وعشان كده عزمت الناس .. لكن ابنك اتصرف بأستهتار وقلة ادب.
ألتفت حسن الى ماجد واستطرد
حسن : انت فاكرها بنت أى كلام زى البنات اللى تعرفهم .. دى بنت من عيله كبيرة .. و عارف امها تبقى مين ومتجوزه مين؟
قالت ماجدة
ماجدة : مامتها تبقى ليليان سوليمان مصممة الأزياء المشهورة .. شفتوا فستان جينا .. روعه .
تأفف حسن وقال
حسن: انا المهم عندى جوز امها.
زوجة حسن : ويطلع مين ده اللى عامله حساب اوى كده؟
حسن : خالد عياد .. رجل الأعمال والملياردير الأماراتى .. واللى معظم مصالحى فى اوروبا مرتبطه بيه … واللى بسبب الفالح ابنك ممكن طموحى فى انى أدخل السوق الأوروبيه يضيع .. لو البنت فكرت تحكيله اللى حصل من أبنك .
أدار حسن نظراته فيهم وقال بحزم
حسن : اعملوا حسابكوا .. يهدا الموضوع شويه ونروح نزورهم ونخطب البنت .
ظهر رد فعل مؤيد على وجه زوجة حسن وأبنته , فى حين حدق ماجد فى وجه ابيه مصدوما وقال رافضا
ماجد : انا مش عايز اتجوز دلوقتى .. انا لسه صغير.
حسن : يكش هيه بس ترضى بيك ؟
زوجة حسين : وهيه هتلاقى زى ابنى فين؟
حسن : من ناحية تلاقى فتلاقى كتير .. مال وجمال واصل … ومن بكرة تتصلى بليلى هانم وتحاولى تصلحى من اللى حصل بطريقتك.
******
أستندت فيروز على ذراع عايده تساعدها فى الصعود الى حجرتها
فيروز : خروجه ملهاش لازمه .. انتهت بوجع قلب.. هوه كان الواحد ناقص.
عايده : هوه ايه اللى حصل؟
فيروز : هحكيلك فوق .
وقفت ليلى وكريمان امام باب حجرة الجلوس وقالت ليلى وهى تستشيط غيظا
ليلى : انا زهقت من الوضع ده .. احنا كل حياتنا هدور حوالين الهانم دى .. حتى عزومة عشا عاديه تتقلب نكد بسببها… يوسف كان هيضرب الولد ومنعته بالعافيه وساعتها كانت صفقه كبيرة هتضيع بسبب استهتارها.
وافقتها كريمان بايماءة من راسها
كريمان : عندك حق.. وكان عندك حق من الأول لما قولتى ان جينا ملهاش مكان بينا .. ما سارة وهدير بنات زيها ..لكن ولا واحده فيهم بتسبب المشاكل اللى بتسببها هيه .
فتحت سارة الباب ودخلت الى البهو وتقدمت باتجاه امها وعمتها وقالت بتعب
سارة : لو كنتوا واقفين هنا مستنين يوسف عشان تفتحوا معاه اى مواضيع .. انصحكوا بلاش.. دا مش طايق دبان وشه .
ليلى : وهوه فين هوه وبسلامتها.
سارة : بره فى العربيه..
رفعت سارة يدها تمنع امها عن الكلام وتابعت
سارة: ومتسألينيش ليه .. لأنى معرفش .. دا تقريبا طردنى من العربيه .
عقدت ليلى حاجبيها بشده وقالت كريمان وهى تسير الى الدرج
كريمان : طيب .. اطلع انا انام .. عندى شغل الصبح… تصبحوا على خير.
ليلى : وانتى من اهله .
سألت ليلى أبنتها
ليلى : هتنامى؟
سارة : لأ .. عندى شغل فى المرسم .
ليلى : طب يا ريت تفتحى باب اوضة بنتك وتطمنى عليها دا ان مكانش هياخد من وقت سيادتك ويتعبك؟
جزت سارة على أسنانها بعصبيه
سارة : هوه انتى ما بتحبيش تفوتى فرصه غير لما تضربينى بكام كلمه ؟
ليلى : كل ده عشان عايزه مصلحتك ومصلحة سما .. عايزاكى تكونى ام مسؤوله ؟
ردت سارة ساخرة بمرارة
سارة : فاقد الشئ لا يعطيه.
سألتها ليلى بحده
ليلى : تقصدى ايه بالكلام ده؟
أشاحت سارة بيدها بزهق
سارة : ماقصدش حاجه .. تصبحى على خير يا ماما .
صعدت سارة تاركه ليلى ساخطه
رن جرس هاتف ليلى النقال فأخرجته من الحقيبه ونظرت عابسه الى رقم المتصل ثم تلفتت حولها وأجابت بصوت منخفض غاضب
ليلى : الو .. ايه فى ايه .. مش ملاحظ ان الوقت متأخر على اتصالك .. مهما كان فى مواعيد للأتصالات ..مع السلامه .
******
ترك يوسف مصابيح السيارة الأماميه مضاءة وجلست جينا بجوارة صامته تنظر الى جانب وجهه الغارق فى الظلام بترقب وقد أصبح الصمت ثقيلا على أعصابها وهو لا يقول أى شئ وعندما أستدار اليها أخيرا أجفلتها وحشية ملامحه
يوسف : حذرتك .. حذرتك من الولد ده مش كده ؟ .. وقولتلك اياكى تشجعيه ..صح ؟
تراجعت جينا الى الخلف حتى ألتصقت بالباب
جينا : أنا ما شجعتوش .. هوه اللى قل أدبه عليه .. دانا حتى ضربته
بدا دفاعها عن نفسها طفوليا هزيلا لا يرقى للموقف المخزى الذى بدت فيه عندما أندفع الجميع الى الصالون على صوت صياحها العالى وماجد مكوم على الأريكه يمسك بقدمه المصابه وهى تمسك بكتف ثوبها الممزق , كان يوسف وماجده آخر الواصلين الى الصالون وعلى الفور أخفت ليلى الجزء الممزق من فستان جينا بيدها حتى لا يراه يوسف وودت وقتها لو كانت تحلت بالحكمه وأستطاعت التحكم فى أعصابها وصدته بطريقة أكثر دبلوماسية وأبتعدت بعد ذلك عن طريقه بدلا من تلك الفضيحه التى قامت بها
يوسف : كفايه أنك تقعدى قدام أى راجل بفستان زى ده ويكون ساعتها معندوش دم لو متأثرش .
شهقت جينا محتجه من وضعه اللوم على الفستان , وقالت بحنق
جينا : بلاش تخلف .
سحبها من ذراعيها بقسوة وهو يقول
يوسف : أنا متخلف هه ؟ .. قلتلك هتندمى لو ..
قطع جملته وتجمد فى مكانه وهو ينظر الى كتفها , كان المعطف قد أنحصر عنها فظهر كتف فستانها الممزق من تحته
يوسف : أيه ده ؟ ..
تبعت نظراته وتوقفت أنفاسها وهى تتخيل الأستنتاج الذى توصل اليه من شحوب وجهه وأشتدت أصابعه على ذراعيها أكثر وقبل أن تفتح فمها لتنفى ما يفكر فيه , هزها بقوة جعلتها تشعر بالدوار وصرخ بوجهها
يوسف : هوه اللى عمل فيكى كده ؟
راحت تشرح له بكلمات متقطعه أن تمزق فستانها كان حادثا لا أكثر ولكنه لم يهدأ حتى رأى الدموع تنهمر من عينيها فتركها وتراجع الى مقعده وشهقات بكاءها تعيدة الى صوابه تضاربت المشاعر على وجهه وحاول أن يهدئ من غضبه , لم يكن لها ذنب فيما حدث .. الذنب ذنبه هو , انها مسؤلة منه والمفروض عليه حمايتها وبدلا من ان يفعل ترك حقيرا قذرا يتجرأ عليها فى وجوده
أدار رأسه اليها وكان نادما بشدة على قسوتة معها
تمتم بخفوت
يوسف : أنا آسف .
توقفت جينا عن البكاء بغته وكأنها لم تكن تنتحب منذ لحظه ونظرت اليه مشدوهه فاستطرد
يوسف : دى غلطتى أنا .. أنا آسف .
عجزت عن الرد أو بماذا يجب ترد أنه يعتذر منها وهى ليست معتاده على هذا منه
فهزت كتفيها وقالت بحيرة
جينا : ماشى .. مفيش مشكله .
ويبدو أن ردها سلاه فابتسم رغما عنه وأشاح بوجهه بعيدا وتنهد بقوة وهو يشعر بأنفاسها تهدأ وبجسدها يسترخى بجواره
قال بهدؤ وهو يناولها منديلا لتمسح به دموعها
يوسف : باين عليا كده لازم أشوفلك عريس وأجوزك بسرعه .. عشان بالى يرتاح ونخلص من المعجبين دول اللى بقوا خطر عليكى .
قالت بعجب
جينا : أتجوز ؟
لوى شفتيه ساخرا ونظر اليها من طرف عينيه
يوسف : ايه مش عايزة تتجوزى؟ ..انتى مابقتيش صغيرة .
مخضت أنفها فى المنديل وهى تقول
جينا : مانت كمان ماتجوزتش لحد دلوقتى .
أبعد خصلة شعر نافرة على عينيها وهو يقول
يوسف : أجوزك الأول واطمن عليكى وبعدين اتجوز أنا .
تراقصت فى عينيها نظره عابثه
جينا : أنا عندى فكرة احلى .. أيه رأيك نتجوز أنا وأنت ونقهر طنط ليلى ؟
قال متأوها
يوسف : يعنى انا بقولك عايز اريح دماغى منك وارتاح تقومى تقوليلى اتجوزك ؟ .. انا عايز اعيش بقيت عمرى بهدؤ وانت اللى هيتجوزك الله يكون فى عونه هيعيش طول عمره فى شقى .
ضايقها رده حتى لو كان على سبيل المزاح , تأملته بجديه للحظات ثم سألته
جينا : ما قلتليش صحيح .. هيه ماجدة كانت وخداك تفرجك على ايه؟
أستدار اليها بحده ثم أنفجر ضاحكا بقوة جعلتها تعبس بشده .
******
بعد أن تركته جينا وصعدت الى غرفتها راح يسير فى الحديقه هائما شارد الذهن وسط هدؤ تام الا من اصوات الكائنات الليليه .. وصل الى شجرة مديدة العمر وأسند ظهره على جذعها .. كانت ليله بارده ولكن لهيب مشاعرة قد أدفأه .. يكفى وجودها بجانبه لتجرى الدماء حارة فى عروقه .. أنها جميله .. بل جميلة جدا .. بنضارة زهور الربيع ورقتها.. ختم حبها على قلبه منذ سنوات لم يعد يعرف عددها وقبل أن يتخذ خطوة جادة تجاهها بسبب صغر سنها كان قد توفى والده ووجد نفسه أمام مسؤلياته سواء فى العمل الذى كان ينهار خلال السنوات الأخيرة من عهد والده أو مسؤلية عائلته , أجبرته الظروف على أن يتقمص دور رب الأسرة الذى له هيبته ومكانته وكان لهذه المكانه ثمنها الباهظ على علاقته بجينا , كانت وقتها مراهقة مدللة فى السابعة عشر من عمرها قد أسرف والده فى تدليلها فأضطر أن يتخذ من القسوة والشده سبيلا ليسيطر بها على طباعها الحاده وشخصيتها المتمرده فأعتبرته عدوا لها وصنعت بذلك سدا منيعا أمام طوفان مشاعره .. مشاعر تراكمت بداخله على مرور السنين حتى أصبح يخشى أن ينهار هذا السد فى لحظة ضعف فيفقد وقاره أمامها .. هو الأن فى الرابعة والثلاثين من عمره ومازال ينتظر …. ينتظر أن تعطيه اشارة ليتقدم نحوها , فقط كلمه واحده أو نظره تقول له بها أنها له وساعتها لن يقف شئ فى طريقه , كل يوم يمر عليه يخشى أن يدق قلبها لغيره .. ولكن أكثر ما يخشاه حقا هو أن تعرف بحبه لها دون أن يكون له صدى لديها ؟ سيصبح لعبه تلهو بها وهو يعلم أنه قريب جدا من فضح نفسه .. كيف لا وقربها منه يضعفه الى هذا الحد .. أغمض عينيه بقوة وهو يتذكر تلك اللحظات التى جمعت بينهما فى السيارة منذ قليل كم أرعبته قوة المشاعر التى كانت تموج بداخله عندما كان جسدها قريبا جدا منه ورائحتها الحلوة تملأ أنفاسه , لقد أصبحت سيطرته على عواطفه ضعيفه ومتخاذله فقد أستنفذ على مدار ثمان سنوات كل مخزونه من قوة الأراده أنها ليست زميلته فى العمل ولا جارته ليتجنب أحاسيسه تجاهها فحبيبته تعيش معه فى بيت واحد يراها أكثر مما يرى وجهه فى المرآه طيفها يحوم حوله فى كل مكان يتواجد فيه تشاركه حتى فى أحلامه أسمها يرن فى أذنيه على مدار الساعه .. لم يعد يطيق ألم الشوق الذى يطعن روحه وعطشه الذى لا يرتوى لضمها الى صدره والشعور بأنفاسها الحارة تلفح وجهه وأن يسمع دقات قلبها تعزف حبا مع دقات قلبه .. يريد يائسا لو يرى أنعكاسا لعشقه داخل عينيها .. الزواج منها هو منتهى أحلامه .
زفر أحباطه بقوة مع أنفاسه ليخرج نفسه من تلك الحاله التى لن تذهب به الى أى مكان الأن سوى الى المزيد من المعاناة , رفع وجهه الى اعلى وركز بصرة على احدى النوافذ المضاءة فى الطابق الاخير بالقصر , أنه مرسم سارة والذى كان من قبل مرسم عمه أكرم والد جينا .. سارة .. أمرأة أخرى فى هذا البيت تتعب قلبه والمطلوب منه أن يقسو عليها ولكن منذ متى أستطاع أن يفعل هذا … ومعها هى بالذات؟ حتى عندما أجرمت فى حق نفسها وفى حق عائلتها وهربت وتزوجت من رجل لا يناسبها وعادت بعد عام تحمل ابنتها الرضيعه بين يديها نادمه تعترف بخطئها , كان غاضبا منها ولكنه لم يستطع أن يقسو عليها كانت تمر بحاله نفسيه سيئه وما شعر تجاهها الا بالشفقه , انها ضحية أم فضلت سحق مشاعر أبنتها عن التنازل عن كبريائها وأب لم يكن يعيرها أى أهتمام وجعل من جينا محور أهتمامه , فهل فعل مثله؟ .. أهمل شقيقته وأعطى كل أهتمامه الى جينا ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)