روايات

رواية ملحمة الحب والانتقام الفصل الثاني عشر 12 بقلم ندى ممدوح

رواية ملحمة الحب والانتقام الفصل الثاني عشر 12 بقلم ندى ممدوح

رواية ملحمة الحب والانتقام الجزء الثاني عشر

رواية ملحمة الحب والانتقام البارت الثاني عشر

رواية ملحمة الحب والانتقام الحلقة الثانية عشر

12_الختام
إرهاق تام غشى بدنها بأكمله، وإعياء أترع فؤادها الذي غادره السلام، عينيها لم ترقأ لهما دمعة حتى عندما صرخت في انهيار عندما تناهى لها صوت إطلاق النار الذي ظل لمدة ثم توقف، أعقبه هدوء عظيم كان له رهبة في قلبها الذي أنتفض، رفعت مليكة رأسها مجفلة عندما فُتح الباب، وهبت مذعورة مع صوت أنثوى يقول بلهفة:
_مليكة.
فتقهقرت للخلف وهي تبصر امرأة لا تعرفها ولا تدري عنها شيئًا، اندفعت إليها وهي تتناول كفيها المرتعشين بين راحتيها، تردد:
_مليكة إنتِ زينة يا بتي؟
فطرفت مليكة بجفنيها، وغمغمت في تعب:
_أنتِ مين؟
فتبسمت المرأة وهي تجيبها في هدوء:
_إنجي، عمتك إنجي أخت أبوكِ حسن!
فأسبلت مليكة أهدابها في ألمٍ، وتمتمت:
_هو حسن يبقى ابويا بجد يعني محمد مش أبويا الحقيقي؟
ثم نظرت في تمعن إلى أعين إنجي، وأردفت:
_أنا مبقتش عارفه أنا مين ولا بنت مين ولا من عيلة مين، وإيه إللي مستخبيلي تاني.
ربتت إنجي على منكبها في إطمئنان، وهي تقول:
_كل حاچة هتعدي يا پتي ربك كبير وهو العالم بالحال بس أنتِ توكلي عليه وكل شيء هيتحل.
وأسودت عينيها، وهي تقول في رهبة:
_بموت الراچل ياللي كان السبب في كل مصايبنا.
بُتر حديثها على صوت رجلًا من رجالها، يسألها بصوتٍ أجش:
_ست إنجي تحبي ننقل عتمان للمستشفى؟
ألتفتت له إنجي باسمة بسمة لا تقارن بصوتها المتوحش وهي تجيبه بنبرات قوية:
_لا، سيبه يدُوق الألم قبل ما يلتئم.
رأت نظراتٍ متسائلة في أعين مليكة عن كنه ما تفعله في والدها، فقادتها من يدها حيث سيارتها التي استقرا بداخلها وهي تقول:
_همي أما احكيلك كل حاچة.
وُلدت إنجي لأبٍ متيقن إن البنت عارًا وإنه يجب عليه أن يوأدها تحت الثرى حتى يرتاح من همها وعارها، ولكنه بدلًا عن ذلك شاع بين الناس إن وليده نزل ميتًا من بطن أمه، واصبحت في حكم العالم ميتة، وفي عُرف البيت موأوده حية، إذ عاملها عتمان اسوء معاملة فكان يجعلها تقيم في غرفة من غرف الخدم وتأكل من أكلهم وإذا مرضت فهو لا يسأل عنها ولا كأنها قطعة منه والدم الذي يجري في دمه دمها أيضًا، حتى أستطاعت الهرب منه عندما قرر فجأة ما أن أتمت الثامنة عشر أن يزوجها لرجلٍ يفوقها عمرًا، أستطاع حسن أخيها والوحيد الذي كان يحبها أن يساعدها في الخروج من البيت وأمن لها منزل به كل ما تحتاج إليه وكان يزورها هو وأمل كل فنية والأخرى، وجن جنون عتمان لأختفائها لكنه مع مرور الأيام تنساها تمامًا وأخذ يُكره قلوب أبناؤه على زوجاتهم وبناتهم، وقُتل حسن وفقدت إنجي معيلها الوحيد وأستطاعت أن تعمل خادمة في المنازل وبغتة وجد عتمان عنوانها وأرسل من يأتي بها إليه عندئذ فعلت حادث أدى إلى دخولها في غيبوبة، وعندما فاقت وجدت (زياد) الذي أنقذها من الموت المحتم وجاء بها إلى المستشفى والذي كان رجل أعمال أمن لها رجالًا اقوياء لتعود للأنتقام.
ــــــــــــــــــــــــــ
نُقل عتمان إلى المستشفى، واطمأنت مليكة على عائلتها الصغيرة، وتوقفت أمام سراج تحكي له عن مساؤى جده الذي يهيم به عشقًا ويبغى الأقتضاء به، لكنها وجدت ضحكة ساخرة تزين ثغره وهو يطالعها في تهكم، قائلًا:
_يعني عايزة تعرفيني إن چدي المشلول عمل كل ده، ومفكرة إني هصدقك إكده بكل بساطة؟
وهز رأسه نفيًا وهو يتابع بذات النبرة الساخرة:
_قوليلي دلوك هصدق كيف اني واحدة معرفهاش إلا من شهور وأكذب جدي ياللي رباني وكبرني وعشت معاه قد سنين عمري؟
وصرخ في وجه عمته ومليكة في اهتياج:
_كلكم كدابين، كلكم بتكرهه لإنه زين وخايف ع الكل، محدش فيكم كلياتكم بيحب إلا مصلحته عايزين إيه من چدي؟
حاولت مليكة تهدأته، وهي تقترب منه، هامسة في هدوء:
_سراج لو سمحت اسمعني؟
لكنه نزع يديها من فوق ذراعيه وأطاح بهم إلى جانبيها وأشار إليها بنظرة محذرة، وما كاد يوليهم ظهره، حتى همست إنجي في حدة:
_هتصدق أو لا يا ولد اخوي، ولكن الشرطة جاية دلوك وهنشوف إيه اللي هيحصل، والأدلة اللي فضلت من صغري اجمعها هتوديه وراء الشمس.
أزدرد سراج لعابه، وقبل أن يسير إلى حجرة جده، وجد صراخ عالٍ يدوي في المكان وضجة عالية ورأى جده وهو يحجل على قدمه، نازعًا همس من حضن نعمة التي كانت تجلس أمام غرفة أمل وملك للأطمئنان عليهم، ووجه خنجرًا إلى عنقها أخذ ينغمس شيئًا فشيئًا فيه، وصدح صوته عاليًا وهو ينظر إلى الجميع:
_ياللي هيفكر يقرب مني هدبحها، وسعولي كله يبعد عن طريقي.
كان قد أدرك أن نهايته باتت قاب قوسين أو أدنى.
وإنه لا محالة هالك!
وإنه يجب عليه أن يتمسك بأي رباط قد ينجيه حتى ولو قتل الجميع في سبيل ذلك!
ونجحت خطته ولم يستطع احد الأقتراب منه حتى هشام الذي راقب ابنته وهي تتلوى بألم بين يدين من ظن إنه الملجأ وكانت كلمته كحد السيف قاطعة، وعندما غادر عتمان أمام أعينهم برفقة رجاله الذين أنتشروا فجأة كأنهم لم يبادوا مدججين بالسلاح لحمايته وأفتداؤه بحياتهم إن تطلب الأمر، سقط في يد هشام وهو يتهالك فوق إحدى المقاعد، وباقي العائلة تنظر إليه في شفقة بينما التعاطف حاد إلى نعمة التي أنهارت على الأرض، وأستطاعوا جميعًا سماع صوت هشام الذي همس بقلبٍ مفجوع:
_بـ.. بنتي همس
أشتعلت أعين إنجي بالغضب، ثم جذبته من تلابيب ملابسه وأوقفته قسرًا، وهدرت فيه بإنفعال:
_بنتك! دلوك لعرفت إنها بتك؟ لساتك فاكِر إنها قِطعة منك؟ وإنك ليك بنت!
زاغ بصر هشام في تيه، ثم غمغم بإضطراب:
_أنت، أنت كيف تكلميني إكده؟!
دفعته إنجي بعيدًا وهتفت:
_لساتك فيك حيل تتكلم وتعافر.
نظرت إلى أخيها حسين الذي أطرق فور أن تلاقت نظراتهم وصدحت:
_كيفك كيف أبوك كأنكم فولة وتقسمت نصين، نص أنت ونص هو أنتو التنيين كنتوا خاتم فصباع عتمان اتنفذوا كلامه حتى لو مكنش يرضي ربنا، مكسوفينيش من نفسكم أياك؟! لما كنتوا تشوفوه بيظلم خلق الله وساكتين، بيحركم زي ما عايز ورايد وبرضك ساكتين، تشوفوه بيعمل الحرام وتمشوا معاه مغمضين عنيكم.
وألتفتت إلى هشام، وتابعت بإزدراء:
_ هو أنت مفكر أنك راجل لما تمد يدك علي بنت لا وكُمان دي بتك ومرتك مش اي حد شايف نفسك عليهم على أيه؟… دلوقتي بنتك … بنتك اللي كل يوم بتضربها ولا بنتك اللي بتخاف حتي من اسمك … هو انت اب؟. انت مينفعش تكون لا اب ولا اخ ولا ابن وبتقول دا حرام ودا حلال … انت تعرف اي عن الحرام والحلال … بنتك اتخطفت ومش بعيد دلوك خلاص ماتت روح دور عليها بدال ما جي تستعرض قدامنا نفسك .. بنتك اللي خطفها جدها مبتكرهش قدك وبتتمني الموت عشان تستريح منك بنتك اللي لما بتشوفك بتجري لخالها بخوف … لامتي هتفضل في الجهل ده … لامتي هتفضل مفكر ان البنت عار وإنها ملهاش غير البيت والطبيخ وبس … احب اقولك يا استاذ أن البنت من حقها تعيش حره وتختار شريك حياتها بنفسها البنت دلوقتي هتعرفك يعني اي حق وهثبتك ان البنت احسن من الف راجل.
_مالك فين مالك؟
أنبعث صوت فرحة بغتة في المكان فنظروا جميعًا جهة الصوت، وتوقفت فرحة بعد ما أنقذها شقيقها يحيى ذاهلة في الوجوه التي تطلع فيها بدهشة، لكنها تراجعت لتقف إزاء أخيها الذي قدم نفسه قائلًا:
_أنا المقدم يحيى الشربيني، وعلى معرفة بالأستاذ مالك..
لاذت به إنجي، قائلة:
_زين إن حضرتك جيت يا سيادة المقدم، عتمان خطف همس بنت ابن ابنه وهرب، واكيد مراحش ع جبل..
قاطعها يحيى قائلًا بنبرة هادئة:
_مش عايز حضرتك تقلقي خالص، إحنا عرفين عتمان فين بالضبط، وكمان شوية وهيكون معانا تسجيل مُسجل بصوت عتمان بكل جرائمه ومش هيقدر يفلت من حبل المشنقة ولا يطلع منها زي كل دور.
أحس بفرحة شقيقته تنسل من جانبه ببطء ثم تعدو إلى الطبيب تسائله في لهفة عن مالك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكانٍ ما، حالك السواد، يسيرُ سراج في ممر مظلم كظلمة القبر، ممسكًا بشعلةً من نار تضيء طريقه، وبدا الطريق كأنه طريقٌ حجري أسفل الأرض، ثم خرج إلى حجرة بها ضوءٍ بسيط يجلس بداخلها عتمان، الذي رفع رأسه إليه في لهفة، وهو يقول:
_سراج يا ولدي چيت!
أومأ سراج برأسه وترك الشعلة من يده فوق الحامل المخصص لها، ثم أستدار إلى جده، وأردف بنبرة يتسلل إليها الغضب:
_إيه اللي حُصل يا چدي، إيه اللي خلى الدنيا قايمة عليك إكده؟ وفين همس البت تلاقيها هتموت من الرعب.
غمغم عتمان في بساطة:
_متقلقش هي زينة لحد دلوك مستحيل إني أأذيها، لتكون مصدق كل اللي أتقال على جدك يا سراج؟
نفى سراج برأسه في لهفة، وردد:
_لا، لا يا چدي مستحيل أشك فيك ولا اصدق كلمة في حقك واصل.
ثم عاد يقول بإصرار:
_بس عايز أشوف همس دلوك.
لم ينبس عتمان ببنت شفة، وإنما رفع هاتفه وأجرى مكالمة ما كاد ينهيها حتى دخل رجل من رجاله وهو يحمل همس التي صرخت باسم سراج ثم أندفعت نحوه في أمان، وتلقفها هو بين ذراعيه في حنان وضمها إلى صدره في راحة وحماية، وانبعث صوت عتمان وهو يقول:
_صدقتني دلوك اني مستحيل أأذي حد من عيالي ولا أعيالي اعيالي.
سأله سراج في دهشة:
_أنا بس عايز أفهم إيه كل اللي بيحصل ده؟
غمغم عتمان:
_أنا هقولك.. لما كلمتك وتقابلنا وحكيت عليك عن كل اللي ممكن يحصل ده عشان كنت عارف إن هما مش ناوين ليّ على خير وإنهم هيتهموني بكل ده وأنا بريء من كل التهم إلا من تجارة الآثار ودي حقي يا ولدي أنا اللي بتعب فيها وبطلعها من المقابر وبدفع فلوس للسحرة اللي بتساعدني بالملايين، وبعدين انا بعمل بيها ايه يعني الفلوس كل اللي بعمله ده عشانكم وعشان الناس الغلابة، وعشان كل ده يبقى حقك أنت لأنك هتبقى الكبير من بعدي والفلوس بتعمل للإنسان قيمة، عايزك تموت قلبك وتقتل كل حب فيه إلا حبك للمال.
كانت نبرة عتمان في البداية رائقة هادئة، وفجأة تسلل فيها الجشع.
فقال سراج:
_عايزني أكون زيك؟ لو تطلب الأمر أقتل عيل من عيالي اقتله زي ما قتلت عمي حسن؟
شحب وجه عتمان بشدة، وازدرد لعابه، وهو يقول:
_أنا مقتلتهوش يا ولدي في اب يقتل ضناه دا عيل من الولد وهو بيجرب سلاحه الطلقة جت فيه، ومسكتش أنا كمان خدت منه حق دم ابني، دم الولد مش رخيص يا ولدي.
ترك سراج همس جانبًا، وجثى على ركبتيه أمام جده، وقال وهو يتناول كفيه بين راحتيه في ثقة:
_المال حلو قوي يا جدي بيخلي الإنسان مالك الدنيا كلها بين أيديه، وأنا عايز من دلوك أبقي من يدك دي ليدك دي وتعلمني الشغل مهمًا كان آثار مخدرات سلاح اي حاجه.
واختلج قلب عتمان وهو يربت على رأس سراج وبدأ يقص عليه كل شيء عن أعماله، لخطفه للأطفال معللنًا بإنه يفتح بهم المقابر المدفونة تحت الأرض وخروج الآثار والذهب، ثم تجارته في المخدرات والسلاح..
عتمان لم يكن رجلًا ذا اطماع محدة.
فجشعه لم يكن له حدود.
الآلاف من الأحدث لكثيرٍ من الرجال الذين يعملون بما هو اسوء من ذلك يعيميهم جشعهم الذي لا ينتهي من حب المال الذي هو نقمة على مالكه حتى يجعله قتل أبناؤه وأحباؤه لأجل دنيا فانية، وكم من حكايات أندثرت بين ركام الحياة لإنها لم تجد من يخرجها للنور، ويسلمها للعدالة خاصةً هؤلاء الذين يحتلون قُرى بعيدة مختفية عن الأعيون، والصحفيون، ووسائل الأعلام.
وعلم سراج كم إن جده رجلٌ حقير لا يهمه ولا يشغل عقله سوا المال وحب النفس.
لحظاتٍ مرت ثم أرتفعت اصوات أقدام تعلو في المكان، يليها صراخ رجال عتمان بصياحهم:
_الشرطة يا حج عتمان الشرطة ملت المكان إهنه.
وأنتفض عتمان واقفًا وأخذ يدور في الحجرة بجنون وهو يصيح:
_هنعمل إيه يا سراج يا ولدي؟
مد سراج يده إلى جده وهو يهتف:
_هات سلاحك يا جدي.
ناوله عتمان السلاح متعجبًا، وهو يقول:
_هتعمل بيه إيه.
_هتعرف دلوك.
ثم جذب سراج همس من ذراعها وألصق فوهة السلاح الباردة في جبهتها، وقال لجده:
_تعال ورايا يا جدي هخرجك من إهنه بخير أنا جنبك متقلقش.
أمسكه عتمان من ذراعه، وقال له في لهجة وجلة:
_أستنى يا ولدي عايز أقولك حاجه، لو حصل ليّ حاجة ولا موت إياك يا سراج يا ولدي تضيع شقى عمري كمل في مشواري ومتخافش حد خلي الكل يخاف منك ويعملك ألف حساب، وحطها كلمة في عقلك لو ملكت الفلوس هتملك الدنيا كلها بناسها، وإياك توقف عن جمع المال لينفض.
ربت سراج على ذراع جده ببسمة هازئة زينة ثغره، وقال:
_متخافش يا چدي محدش هيقول للقرش لا.
وخرج سراج وهو يهدد أفراد الشرطة بهمس، التي توقف إطلاقهم للنار لأجلها، وعندما أصبحوا على مقربة منهم وقُرب إحدى السيارات، دفع سراج عتمان إلى الأرض وألقى السلاح من يده وبينما تجمعت رجال الشرطة حول عتمان كان سراج يضم همس برفق إلى صدره، مغمغمًا:
_سامحيني يا بنتي سامحيني يا همس غصب عني يا حبيبتي.
انفرجت الصغيرة في البكاء وهي تلف يديها حول عنقه، لكنه استطاع صوت عتمان وهو يقول في انهيار:
_كل ده كدب، بتكدب على جدك يا سراج؟ مش هرحمك هقتلك زي ما قتلت عمك حسن وهدمرك.
ضرب الضابط كتف عتمان، وأسكته وهو يكبل ذراعيه:
_أخرس خالص، أنت لسه كمان قادر تهدد، منصحكش إلا إنك تفكر في نفسك دلوقتي من حبل المشنقة اللي هيلف حولين رقبتك.
ثم جذبه ليقف قبالته، واردف:
_غلطك الوحيد إنك فكرت إن كل رجال الشرطة زي بعض، وإن كلهم هيعموا البصر قدام فلوسك والرشوة اللي بتقدمها ليهم، بس حظك بقا هنعمل إيه؟
راقب سراج الجنود وهم يسوقون عتمان إلى سيارتهم وبعضهم يقوم بإسعاف زملائهم الجرحى، وآخرون ينقلون الشهداء، بينما صافحه الضابط وشكره لمعاونته لهم، وغادر على وعدٍ باللقاء في المحكة، وبينما هو يغادر كانت سيارة تقف وتترجل منها مليكة راكضة إليه ومن وراءها والدها محمد الذي تبسم لسراج، بينما صاحت مليكة:
_سراج أنت كويس.
أومأ سراج برأسه، وقال بفكاهة:
_زين يا بت عمي لساتي عايش، مكتوب ليّ عمر لحد ما اتجوزك وبعدها اتكل على الله.
أطلقت مليكة ضحكة عالية، ونظر سراج إلى محمد وتصافحا، وهو يقول:
_مش عارف اشكرك إزاي على وقفتك معانا يا عمي.
غمغم محمد:
_مفيش بينا شكر يا سراج أنت قدمت ليّ خدمة، وأنا بمكانتي قدمت لك خدمة هي أأقرب لخدمة الوطن وواجب عليَّ مش أكتر.
ضمت مليكة ذراع محمد، وهي تقول:
_أنت احسن أب في الدنيا يا بابا.
ثم غادروا الجبل وسراج يضم كتف مليكة برفق، ويحمل همس الضاحكة بين ذراعيه ويسير جانبهما محمد وهو يضع يده في بنطاله، و الأخرى تضم كف مليكة التي مالت برأسها على كتفه، وهمست:
_أنت ابويا الوحيد وحبيبي يا بابا محمد الأب هو اللي ربى وعلم، الحمد لله أني متربتش في بيت عتمان.
وصاح سراج مقاطعًا حديثها:
_أديكِ هتعيشي فيه بعد فرحنا، بس يقوم مالك واختك ملك وامك بخير وهنعمل الفرح ونفرح على طول.
تمت بحمد الله.
بعض البشر ينسى إن الله موجود، وينغمس في ملاذات الحياة الزائلة، والدنيا الفانية.
وهجر كلام الله فأصبح غريبٌ على ارضٍ لن تكون له يومًا مأوى.
( أن الذين كفروا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب }
كلنا سنحاسب يوم القيامة فردًا فردًا، فما بال المرء ينسى نار جهنم ويظلم إخوته؟! اتقوا الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملحمة الحب والانتقام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى