رواية شوق العمر الفصل العاشر 10 بقلم سارة بركات
رواية شوق العمر البارت العاشر
رواية شوق العمر الجزء العاشر
رواية شوق العمر الحلقة العاشرة
عمر إتصدم من إللى هى قالته ومش فاهم هى شافته إزاى …
عمر بإستفسار:”وإنتى شوفتينى فين؟”
شوق بلعت ريقها بتوتر وخوف وعمر لاحظ كده ..
عمر بشك وهو بيعيد سؤاله:”شوفتينى فين ياشوق؟”
شوق بإرتباك:”كنت بقف ورا الشباك عشان أشوفك.”
عمر فضل يبصلها جامد وساكت .. وهى كانت بتبصله مرة ومرة تانية بتبص قدامها ..
عمر بتفكير وهمس:”أعمل فيكى إيه؟”
شوق بصتله بحزن..
شوق بتوضيح:”والله ياعمر أنا وقفت ورا الشباك ماحدش شافنى، حتى إنت أهوه ماشوفتنيش ومعرفتش إن أنا كنت بشوفك.”
عمر فضل ساكت وبيبصلها..
شوق بحزن:”عمر سكت ليه؟ إنت زعلت منى؟”
إتنهد تنهيدة بسيطة ولسه هيتكلم، لقى دمعة نزلت من عيونها ..
شوق بدموع وهمس وهى بتبص فى عيونه:”أنا بس كنت عايزه أشوفك، عشان خاطرى ماتزعلش منى.”
عمر بلع ريقه بإرتباك من برائتها ومسح دموعها، عيونها جات فى عيونه إللى بتبصلها بحب، كان بيتأمل برائتها، وأنفها المحمر، وعيونها السوداء إللى الدموع لسه بتنزل منها، عقد حواجبه بإنزعاج من دموعها…
عمر بهمس:”خلاص بقا ماتعيطيش، مازعلتش.”
شوق:”بجد ياعمر؟”
عمر بإبتسامة حب:”بجد.”
إبتسمتله بفرحة .. ضعف بسبب إبتسامتها ماحسش بنفسه غير وهو بياخدها فى حضنه ..
عمر بهمس:”عشان خاطرى ماتخضنيش عليكى تانى، أنا خوفت تضيعى منى، خوفت يحصلك حاجة.”
شوق كانت مستغربه كلامه وحضنه المفاجئ ليها وفى نفس الوقت حاسه بإحراج وخجل شديد .. عمر بعد عنها مسافه بسيطة ومسك وشها بين إيديه..
عمر بهمس وهو بيبص فى عيونها:”شوق، مش إنتى مش عايزانى أزعل منك.”
شوق بإرتباك:”أيوه.”
عمر:”يبقى عايزك توعدينى بحاجة وتنفذيها.”
شوق:”إيه هى؟”
عمر:”عايزك تتغذى كويس، مش عايز أشوفك فى الحالة دى أبدا، وأوعدك أنا كمان لما أجازتك تخلص أنا إللى هأكلك بإيدى عشان أطمن على صحتك.”
شوق وشها إحمر ومش فاهمه إيه السبب … عمر كان ملاحظ خجلها وإرتباكها إللى جننوه وجابوا آخره، عيونه جات على شفايفها وبلع ريقه بإرتباك وقرب منها بتوتر بس بتلقائية شوق بعدت من غير ماتقصد، أخد نفس عميق وإبتسملها وباس راسها وضمها تانى لحضنه …
عمر بهمس:”ماردتيش عليا.”
شوق بإحراج وخجل برئ:”أرد عليك فى إيه؟”
عمر وهو بيبص فى عيونها:”إنك هتاكلى وتتغذى كويس.”
شوق بخجل طفولى وهى بتبص فى عيونه:”أوعدك ياعمر.”
عمر إبتسم وباس راسها بحب وبعدها بص فى عيونها تانى..
عمر:”إنتى المفروض هتبدأى مدرسة إمتى؟”
شوق بتفكير:”بعد أربع أيام.”
عمر بإبتسامة وهمس:”هانت، أول يوم هجيلك الصبح بدرى قدام المدرسة وهنقعد مع بعض براحتنا طول اليوم، هتفطرى معايا وبعدها نشوف هنعمل إيه فى يومنا، ماشى؟”
شوق هزت راسها بشكل طفولى..
عمر:”بس بشرط.”
شوق:”إيه هو؟”
عمر:”كُلى كويس عشان نخرج مع بعض، ولو ما أكلتيش مش هنخرج مع بعض ومش هجيلك وهزعل منك و…………”
قطع كلامه شوق إللى حطت إيدها على شفايفه بتلقائية عشان مايكملش كلامه ..
شوق بخوف:”هاكل كويس وهنخرج مع بعض ومش عايزاك تزعل منى أبدا.”
عمر كان مذهول من الحركة دى .. شوق حست بالإحراج والخجل شالت إيدها من على شفايفه ومن إحراجها رجعت خصلة من شعرها وراه ودنها وبصت قدامها كان شكلها برئ وعاملة زى الطفلة الصغيرة .. عمر جز على أسنانه بسبب إنه بيحاول يتحكم فى نفسه عشان مايقربش منها، قام بسرعة من على السرير بتاعها وهى بصتله فى اللحظة دى..
عمر وهو بيبص لكل مكان فى الأوضه ماعدا هى:”أنا همشى، و زى ماتفقنا هشوفك أول يوم دراسة الصبح بدرى.”
مستناش رد منها وراح للشباك وقعد على حافته عشان ينزل على المواسير تانى .. شوق برقت بفزع خوفًا عليه، قامت من على سريرها وإتحركت بحامل المحاليل نحية الشباك، عمر كان بينزل على المواسير بهدوء وشوق مراقباه بعيونها وخايفه يقع .. عمر رفع عيونه وبص لقى شوق واقفه بتبصله بخوف شديد .. إبتسملها عشان يطمنها وكمل نزول وهى كانت حاطه إيديها على قلبها ومتابعاه بعيونها وهو بينزل لحد ما نزل فى الشارع .. إتنهدت بإرتياح، رفع عيونه إللى جات فى عيونها .. شاورلها إنه كويس إبتسمت بإطمئنان وهو تاه فى إبتسامتها للحظات، بس فاق لما إستوعب إنها واقفه فى الشباك ولحسن حظها إن مافيش حد فى الحارة لإنهم بعد نص الليل .. شاورلها براسه إنها تدخل وكان معقد حاجبه بضيق، بلعت ريقها بتوتر وهزت راسها بالموافقه وقفلت الشباك بهدوء وبعدها قعدت على السرير وقعدت تفكر فيه، إبتسمت إبتسامة جميلة لفكرة إنه طلع مخصوص على المواسير عشان يشوفها ويطمن عليها، حطت إيدها على مكان قلبها إللى بيدق بشدة … عمر راح للدكان بتاعه بس إتخض لما لقى إسماعيل قاعد مستنيه فى الدكان ..
إسماعيل بضيق:”أهلا بالبيه، إفرض كان جرالك وإنت طالع………”
عمر بهمس وضيق:”شششششششششششششششش، إخرس خالص الناس نايمه يا غبى.”
إسماعيل بهمس وضيق:”أنا غلطان، ما هو لو ربنا ياخدك أنا هرتاح فعلا، أنا ليه مشيل نفسى همك؟”
عمر:”ماحدش قالك تشيل همى، ومالكش دعوة بيا، وبعدين إنت مالك عامل زى الست إللى بتستنى جوزها فى آخر اليوم عشان تحاسبه ليه؟”
إسماعيل زعل من جملة “مالكش دعوة بيا” ..
إسماعيل بحزن:”أنا فعلا ماليش دعوة بيك، أنا ماشى ياعمر وماتكلمنيش تانى.”
إسماعيل كان لسه هيمشى عمر حط إيده على كتفه وقربه منه بدراعه..
إسماعيل بتأفف:”سيبنى.”
عمر وهو بيراضيه:”نفسى أفهم زعلت من إيه؟ بتتقمص ليه بسرعة؟”
إسماعيل بضيق:”إنت شايف طريقة كلامك عاملة إزاى؟”
عمر:”مانت عارف إن دى طريقة كلامى إيه الجديد فى ده؟”
إسماعيل:”أنا كنت قاعد على أعصابى هنا وخايف أحسن أبوها يقفشك ويعمل فيك حاجة، وإنت جاى “تقولى مالكش دعوه بيا”؟!”
عمر وهو بينكشله شعره:”ماتقلقش ماحدش هيقفشنى.”
إسماعيل شال إيد عمر من على شعرة وإتكلم بضيق..
إسماعيل:”ماتلمسش شعرى تانى.”
عمر:”ما خلاص بقا، بطل قمصتك دى، مابحبهاش يا ساتر.”
إسماعيل بتنهيدة:”أنا مروح ياعمر.”
عمر:”طب بقولك، معاك أكل إيه؟ *ملس على بطنه* أصلى جعان أوى.”
إسماعيل وهو بيبصله:”أنا نفسى أفهم إنت الفلوس إللى بتاخدها من شغلك بتروح فين؟”
عمر:”معايا.”
إسماعيل:”يبقى هاتلك أكل من معاك.”
عمر:”دول محتاجهم فى حاجة تانية.”
إسماعيل بشك:”أوعى تكون هترجع للطريق ده تانى؟ هتصرفهم على البنات؟”
عمر بجدية:”لا.”
إسماعيل:”أومال محتاجهم فى إيه؟”
عمر بتفكير وجدية:”فى حِسبه معينة فى دماغى، وعلى أساسها الفلوس دى هتطير منى بعد أربع أيام.”
إسماعيل بإستفسار:”أربع أيام؟”
عمر:”ماتركزش، خلاص هنام من غير أكل.”
إسماعيل بتنهيدة:”عموما كنت عامل حسابى إنك محتاج أكل، حطتلك فول وعيش فى الشنطة.”
عمر بإمتعاض:”هو كل مرة فول؟”
إسماعيل:”إرضى بإللى موجود ياعمر، ولو مرضتش بيه هيروح منك، أشوفك بكرة.”
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)
إسماعيل كان لسه هيتحرك…
عمر بضحكة خفيفة:”أنا عرفت إنت متنكد ليه، البت عفاف ماوقفتش النهارده فى فرن العيش فعشان كده إنت متضايق وبتطلعه عليا.”
إسماعيل بصله بصدمة ..
عمر بخبث:”أنا قارش ملحتك يا سُمعه من زمان بس بستعبط.”
إسماعيل بإرتباك:”عرفت منين؟”
عمر بإستغراب وهو رافع حاجبه:”إنت مش واخد بالك إنك مفضوح يابنى؟ الناس تعرف إنك بتبصلها.”
إسماعيل لنفسه:”هو أنا مفضوح أوى كده.”
عمر بتكبر:”لو مش عارف تعترفلها بحبك، أنا ممكن أساعدك.”
إسماعيل:”لا ياخويا تشكر، أنا مروح.”
مشى تحت نظرات عمر بس فجأه وقف وبص لعمر تانى ..
عمر وهو رافع حاجبه:”غيرت رأيك؟”
إسماعيل بتوتر:”بص أنا هسمحلك تساعدنى بس فى حاجة تانية.”
عمر بإبتسامة:”إيه هى؟”
إسماعيل بصوت مبحوح من الإحراج:”أنا عايز أتقدملها.”
عمر برق بصدمة، بس بعدها ملامحه إتحولت للغضب الشديد ..
عمر بغضب:”تتقدملها؟!!! إنت إتجننت؟”
إسماعيل بإستغراب:”فى إيه ياعمر؟ أنا عايز أتجوزها على سنة الله ورسوله.”
عمر مسكه من لياقته ..
عمر بغضب:”إنت شايف إنك مؤهل للحياة دى؟!! هتدفن نفسك وهتعيش فى الشارع إنت ومراتك وأولادك، مش بعيد أصلا أهلها يرفضوك ويطردوك وده لإنك ماحيلتكش أى حاجة، إنت يا دوب قهوجى مش هتقدر تنفذلها ربع طلباتها بشهريتك الضعيفة دى، ولسه لما الأولاد ييجوا هتترموا فى الشارع، *بدأ يتكلم بوجع* ماتغلطش غلطة أبويا، أبويا يوم أما أتجوز معملش حساب لكل ده، أمى ماتت من الفقر، وأبويا مات هو كمان من الفقر، عيش عشان نفسك ولنفسك، إياك تفكر فى الجواز لإنه مسئوليه وبيحتاج مصاريف، عيش حر نفسك وبس.”
عمر كان بينهج بسبب كمية الكلام المتواصل إللى قاله .. إسماعيل كان لسه هيتكلم ..
عمر وهو بينهج:”من غير ولا كلمة إمشي يا إسماعيل، إمشي.”
إسماعيل بص بصة أخيرة لحالة عمر ومشى .. عمر قعد على الأرض بقلة حيلة وبيفتكر حياته إللى هو عاشها زمان، مكنش له مكان ومأوى هو وباباه ومامته إللى ماتت وهو عنده أربع سنين، وأبوه إللى مات بعدها ب 8 سنين … هو إللى ربى نفسه بنفسه، تربية شوارع زى ما الكل بيقول، الدنيا كلها جات عليه لحد ماقرر ياخد حقه بإيده عشان يعرف يعيش .. الدنيا دايما بتيجى على الغلبان زى ماجات على أبوه الراجل الطيب إللى لما كان بيلاقى لقمه عشان ياكلها بيديها لإبنه إللى بيكون ميت من الجوع ومابياكلش هو .. دمعة نزلت من عيونه بس مسحها بسرعة، يستحيل يبين ضعفه لحد .. يستحيل .. قفل الدكان ونام من غير ما ياكل .. مرت الأيام وشوق بدأت تسترد صحتها من تانى وده لإن مامتها بتفضل قاعده معاها بتحايلها تاكل لحد مابتخلص الأكل كله غصب عنها .. إسماعيل شايف كلام عمر صح جدا، هو فعلا مش لاقى ياكل ويادوب عايش فى أوضة سرير صغير وعمر لما بيجيله كان بينام على الأرض وبتبقى الأوضة واخداهم بالعافية، الحزن سيطر على ملامحه وفقد الأمل حتى البنت إللى أعجب بأخلاقها وقرر يتقدملها هو ماينفعهاش .. عمر كان بينسى همومه بالشغل، كان بيطحن نفسه ومكنش بيرجع للدكان غير فى نص الليل وينام، ولما كان بيتقابل مع إسماعيل كان بيزعل من نفسه بسبب ملامح الحزن إللى على وش صاحبه وكل ده بسبب كلامه ليه ..
ظلوا على هذا الحال حتى مر أربع أيام …
فى الصباح الباكر:
رانيا كانت واقفه فى المطبخ بتجهز السندوتشات لشوق إللى بتفطر مع باباها .. وبعد ما خلصت حطتهم فى شنطة شوق ..
حسين:”يلا يا شوق.”
شوق:”حاضر يا بابا.”
لبست شنطتها ولسه هيتحركوا ..
رانيا:”حسين تعالى عايزاك فى حاجة.”
حسين وقف وبعدها راح نحيتها ..
رانيا بهمس:”ماتنساش التليفزيون والتليفون زى ما اتفقنا.”
حسين:”حاضر، هنزل النهارده أجيب ماتقلقيش.”
رانيا إبتسمت وهو إبتسملها وخرج مع شوق .. عمر كان فى المكان إللى هو وشوق بيتقابلوا فيه وبيجهز فطار من أصناف متعددة على ترابيزة صغيرة وواضح عليه اللهفة وهو بيجهز الفطار .. إتنهد بإرتياح لما خلص، عدل هدومه ونزل من السطح بسرعة عشان يروحلها المدرسة … بعد مرور فترة بسيطة.. كانوا واقفين قدام المدرسة ..
حسين وهو بيملس على شعرها:”كُلى كويس يا شوق.”
شوق:”حاضر يا بابا.”
باس راسها تحت عيون عمر إللى بيراقبهم من بعيد .. دخلت المدرسة تحت عيون حسين إللى مستنيها تطلع عشان يمشى .. وبالفعل طلعت السلالم حسين إتنهد بإرتياح ومشى .. عمر قرب من المدرسه شويه بعد ما حسين مشى، إبتسم لما لقى شوق بتجرى نحيته وهو بشكل تلقائى فتحلها دراعه .. وهى ضحكت ببراءة ودخلت فى حضنه وهو ضمها بشدة، لحسن حظهم إنهم مش قريبين أوى من المدرسة والكل خلاص دخلها فبالتالى ماحدش شافهم .. خرجت من حضنه وبصتله بفرحة ..
عمر بإبتسامة جميلة:”يلا عشان نروح المكان بتاعنا.”
شوق ببراءة:”ماشى.”
مسك إيدها جامد كإنه خايف تروح منه، وشوق كانت مستغربه مسكته لإيديها .. وصلوا للبيت وطلعوا لحد السطوح .. لما شوق دخلت السطح البسيط عيونها جات على الأكل إللى موجود على الترابيزة الصغيرة .. الأصناف عبارة عن عسل أسود، أنواع متعدده من الجبَن الطبيعية ..
عمر بإستفسار:”الأكل مش عاجبك؟”
شوق بإبتسامة بريئة وهى بتبصله:”لا حلو أوى يا عمر، تسلم إيدك.”
عمر بإبتسامة وهو بيملس على شعرها:”الله يسلمك، يلا عشان ناكل، ولا إنتى أكلتى؟”
شوق:”أكلت مع بابا وماما بس مش كتير.”
عمر بإبتسامة:”طب كويس، يلا تعالى نقعد عشان ناكل.”
سحبها وراه وقعدوا على الكنبه، عمر قعد جنبها بالضبط مكنش فى مسافة بينهم.. شوق إرتبكت بسبب كده .. أخد لقمة من العيش وغمسها فى العسل الأسود ..
عمر:”لازم تاكلى عسل أسود كتير عشان الأنيميا.”
قرب اللقمة نحيتها .. بصتله بإستغراب..
عمر:”إفتحى بوقك.”
فتحت بوقها بإرتباك وهو إبتسم وبدأ يأكلها وبعدها هو كان بياكل .. شوق كل أما كانت بترفض الأكل بيصر إنها لازم تاكل وبيأكلها غصب عنها ..
شوق بعدم تحمل:”كفايه، مش بحب الأكل الكتير.”
عمر:”الأكل كله لسه ماخلصش، عايزك تاكلى وتربربى كده، مش عايزك تبقى عصاية ناشفة زى الواد إسماعيل.”
شوق:”لا كفايه ياعمر.”
عمر بتحذير:”هزعل منك يا شوق، خلصى الرغيف حتى إنتى أكلتك ضعيفة، يلا.”
هزت راسها بالموافقه ورجع يأكلها من تانى .. بعد مرور فترة بسيطة .. عمر كان بيشيل الأكل وبيعينه فى كيس تحت عيون شوق إللى بتبصله بنظرة جميلة وفى نفس الوقت حاسه بنعاس من كثرة الأكل، عمر رجع وقعد جنبها وهى بتبصله بعيون شبه مقفوله …
عمر بإستفسار:”مالك ياشوق؟”
شوق بتثاؤب:”لما باكل كتير بحس إنى تايهه وبنام بعدها.”
عمر ضحك ضحكة جذابه خطفت أنفاسها ..
عمر:”عايزه تنامى؟”
شوق هزت راسها بالموافقة ..
عمر:”السرير جوا تعالى عشان تنامى عليه.”
شوق:”أنا حابه أقعد هنا الجو حلو أوى.”
عمر:”خلاص إسندى براسك على رجلى ومددى على الكنبه.”
شوق حست بخجل شديد .. وعمر هيتجنن من خجلها، كل حاجة بيقولها هى بتتكسف منها..
عمر:”عايزك تتعودى عليا، أنا مش حد غريب.”
قربها منه وخلاها تسند براسها على رجله ..
عمر:”مددى يلا.”
وبالفعل مددت بإحراج شديد .. وعمر إبتسم وبدأ يملس على شعرها بحنان ماحسش بيه قبل كده ..
شوق بنعاس:”إحكيلى عنك ياعمر، عايزه أعرفك أكتر.”
عمر بتنهيدة:”مافيش حاجة مهمة تتعرف عنى.”
شوق:”بس أنا حاسه إن أنا معرفش عنك حاجة.”
عمر وهو بيغير الموضوع:”هو إنتى ليه بتروحى دايما المدرسة بعد طابور الصباح؟”
شوق:”بابا واخد إذن من المدرسة عشان يعرف يجيبنى وهو رايح الشغل فبنتأخر شوية وماحدش بيتكلم معايا.”
عمر بتفهم:”باباكى بيخاف عليكى أوى.”
شوق بإبتسامة ونعاس:”أوى.”
عمر إتنهد بحزن لتذكره والده .. شوق بدأت تتكلم..
شوق:”مش هعلمك القراءة والكتابة بقا؟”
عمر بإبتسامة:”حاضر موافق تعلمينى..”
قامت بفرحة وبصتله..
شوق:”بجد؟”
عمر بضحكة من فرحتها:”أه بجد.”
شوق بحماس:”طب إستنى.”
عمر:”مش هتنامى؟”
شوق:”مش دلوقتى.”
راحت أخدت كراسة من شنطتها بشكل طفولى خطف أنفاس عمر ورجعتله تانى ..
شوق:”يلا نبدأ.”
عمر:”يلا.”
بدأت تعمله وبالفعل عمر إستجاب معاها فى التعليم وعشان هو ذكى بقا بيلقط كل حاجة بسرعة وفى نفس الوقت بيتابع حركاتها البريئة وهى بتعلمه … بمرور الوقت ..
شوق بتثاؤب:”أنا بقول أنام أحسن مش قادرة أكمل.”
عمر بإستفسار:”الساعة كام معاكى؟”
بصت لساعة إيدها ..
شوق:”لسه بدرى على ميعاد خروجى من المدرسة.”
عمر وهو بيبص فى عيونها:”طب بما إنه لسه بدرى أجلى النوم شوية حابب أشبع منك.”
إرتبكت من نظرته ليه وهزت راسها بخجل شديد.. عمر إبتسم وقام من مكانه وأخد الراديو القديم إللى فى الأوضة وحاطه على الترابيزة وشغله .. إشتغلت أغنية قديمة للفنانه أم كلثوم “حيرت قلبى معاك” .. شوق إبتسمت للأغنية دى، عمر قعد جنبها وفك شعرها وبدأ يعملها ضفيرة وفى نفس الوقت بيدندن مع الأغنية ..
عمر:”بدى أشكيلك من نار حبى، بدى أحكيلك ع إللى فى قلبى، وأقولك ع إللى سهرنى، وأقولك ع إللى بكانى، وأصورلك ضنا روحى، وعزة نفسى مانعانى….”
شوق:”عمر.”
عمر بإنشغال:”مممممممم.”
شوق بحب وهى بتبص فى عيونه:”صوتك حلو أوى.”
عمر وهو بيبص فى عيونها:”عجبك؟”
هزت راسها ورجعت بصت قدامها تانى وعمر كمل الضفيرة إللى هو بيعملهالها…
عمر:”حيرت قلبى معاك وأنا بدارى وأخبى .. قولى أعمل إيه وياك ولا أعمل إيه ويا قلبى …”
شوق وهى بتقاطعه:”عمر.”
عمر:”نعم يا حبي…*إرتبك وقال إسمها*.. شوق.”
شوق بإستفسار وهى بتبص فى عيونه:”يعنى إيه حب؟”
عمر وهو بيبص فى عيونها:”الحب يعنى قلب بيدق لشخص معين لما بتفكرى فيه …*شوق إبتسمت* .. شخص مابيروحش من على بالك أبدا .. بتبقى عايزه تعملى المستحيل عشان تلمحيه .. كل حاجة تخصه بتبقى مدفونه جوا قلبك قبل عقلك .. بتتنازلى عن الدنيا كلها عشانه .. مستعده تضحى عشانه حتى لو بحياتك .. بتتمنى تشوفى ضحكته إللى بتخطف قلبك …بتتمنى تفضلى معاه العمر كله..”
فى الوقت ده جاءت كلمات الأغنية إلى مسامعهم ..
*يا قاسى بص فى عينيا وشوف إيه إنكتب فيها .. دى نظرة شوق وحنيه .. دى نظرة شوق وحنية …. ودي دمعة بداريها
وده خيال بين الأجفان.. فضل معايا الليل كله
سهرني بين فكر وأشجان.. وفاتلي جوه العين ظله
وبين شوقي وحرماني.. وحيرتي ويا كتماني
بدي اشكيلك من نار حبي .. بدي احكيلك ع اللي في قلبي*
تاهت فى نظراته ليها ده غير إبتسامته إللى بتخطف أنفاسها .. عمر ماقدرش يتحمل بُعده عنها لحد كده قرب من شفايفها وبالفعل شفايفه لمستها بقبلة سطحية وشوق حاولت تبعد لكن هو كان حاطط إيده على ظهرها عشان يقربها منه … عمر بِعد بوشه وبص فى عيونها ..
عمر:”عرفتى يعنى إيه حب؟”
هزت راسها بإرتباك شديد..
عمر:”عرفتى حالتى إيه؟”
بصتله بحيرة .. عمر إبتسم ..
عمر بحب وهو بيبص فى عيونها:”شوق، إنتى من النهاردة بقيتى شُوقِي.. “شوق العُمَر” يعنى ملكى أنا وبس.”
شوق بصتله بإستغراب وفجأه ..
شوق:”ههههههههههههههه.”
عمر إستغرب ضحكها ..
شوق بإستفسار برئ:”إزاى شوق العُمَر؟ دى ملهاش موقع من اللغة العربية خالص، ممكن تبقى شوق عمر لحاجة معينه، يعنى عمر بيشتاق لحاجة معينه، لكن شوق العُمَر مش ماشيه خالص.”
عمر بحب وهو بيبص فى عيونها:”ومن إمتى الحب بيبقى باللغة؟”
شوق بصتله بإستغراب ..
عمر:”هتفضلى بصالى كده كتير.”
شوق بإرتباك وخجل:”تقصد من كلامك ده إيه؟”
عمر:”إنتى شايفه إيه؟ لمحتى إيه من كلامى؟ ولمحتى إيه من الأغنية؟”
شوق بإرتباك وهى بتبص لكل حاجة حواليها ماعدا عيونه:”إنك بتحب.”
عمر:”مين بقا؟”
شوق بخجل شديد:”عمر إبعد عنى.”
عمر:”مش هبعد غير لما أسمعها وبصى فى عيونى.”
عيونها جات فى عيونه إللى بتبصلها بلهفة ..
شوق بتوتر:”أنا.”
عمر:”مش فاهم؟”
شوق بتوتر شديد:”بتحبنى أنا.”
إبتسم وبعد عنها بهدوء .. وهى كان وشها أحمر زى الطماطم .. عمر حاول يغير الموضوع …
عمر:”أنا عاملك مفاجأة.”
قام من مكانه تحت عيونها إللى بتبصله بإستغراب .. دخل الأوضة وبعدها خرج وهو ماسك قفص فيه جوز حمام شوق إبتسمت بفرحة أول أما شافت القفص وجريت نحيته ..
عمر:”سبق وقولتلك هجيبلك واحد، بس قولت لا أجيب إتنين أحسن.”
شوق بفرحة:”حلوين أوى يا عمر.”
عمر بإبتسامة:”شوفى حابه تحتفظى بيهم فين بقا.”
شوق ملامحها إتحولت للحزن الشديد..
شوق:”مش هعرف أحتفظ بيهم.”
عمر:”خلاص أنا هحتفظ بيهم وهأكلهم.”
شوق بفرحة:”بجد ياعمر.”
عمر بإبتسامة:”بجد.”
دخلت فى حضنه بفرحة وتلقائية .. عمر إبتسم لفرحتها وملس على شعرها وهى فى حضنه ..
عمر:”مش هتسميهم؟”
خرجت من حضنه وبصت للحمام وفضلت تفكر كتير ..
شوق:”زعفران و ياقوت.”
عمر بإستغراب:”إشمعنا الأسامى دى؟”
شوق بحيرة:”مش عارفة، بس بحب الأسمين دول أوى سمعت عنهم فى حكاوى كتير وأنا صغيرة.”
عمر بحيرة:”خلاص من النهاردة إسمهم زعفران وياقوت، أنا مش عارف بتجيبى الأسامى دى منين.”
شوق ضحكت ضحكة خفيفة …
عمر:”يلا عشان تلعبى معاهم.”
شوق بفرحة:”يلا.”
عمر فتح القفص ومسكهم كويس عشان مايطيروش وشوق بدأت تلعب معاهم بفرحة وعمر متابع فرحتها إللى بتخلى قلبه يدق بشدة .. وبعد لعب كتير مع الحمام شوق حست بنعاس شديد وعمر لاحظ كده ..
عمر:”هتنامى ياشوق؟”
هزت راسها ليه وهو حط الحمام فى القفص ورجعلها تانى وخلاها تسند براسها على رجله عشان تنام وبالفعل راحت فى النوم أول أما عمل كده .. كان بيبصلها بحب وهى نايمة، وفى نفس الوقت جواه بركان مشاعر نحيتها طب الحب وفهم مشاعره.. إيه باقى المشاعر دى؟ .. منها إنه خايف عليها وعايز يخبيها عن عيون كل الناس .. وإحساس إنها طفلة صغيرة ومكانها فى حضنه .. أحاسيس ومشاعر متلغبطة هو مش فاهمها فضل يتفرج عليها وهى نايمة لحد ما دخلوا على قبل وقت خروجها من المدرسة بفترة بسيطة..
عمر وهو بيصحيها:”شوق.”
كانت نايمة بإطمئنان ومش حاسه بأى حاجة حواليها .. عمر ملس على وشها عشان تصحى ..
عمر:”يلا ياشوق إصحى عشان ألحق أوديكى المدرسة.”
شوق بتخترف وهى مغمضة عيونها:”عشان خاطرى يا عمر سيبنى أنام شوية.”
عمر:”كملى نوم فى البيت طيب، مش عايز باباكى ولا مامتك يزعلوكى، يلا يا شوق إصحى.”
فتحت عيونها بكسل شديد..عمر عدلها عشان يفوقها ..
عمر:”يلا عشان نلحق.”
شوق بنعاس:”حاضر.”
أخد شنطتها ولبسهالها مسك إيديها ولسه هينزلوا ..
شوق بنعاس:”طب والحمام ياعمر؟”
عمر:”هرجعلهم وأخدهم المهم أوصلك عشان المدرسة.”
شوق:”حاضر.”
نزلوا من البيت وعمر بدأ يتكلم ..
عمر:”فايقه.”
هزت راسها بالموافقة ..
عمر:”دلوقتى مش هينفع كل يوم تطفشى من المدرسة .. فى أيام هتمشى قبل آخر حصتين وأيام هتبقى معايا اليوم كله.”
شوق:”إزاى؟”
عمر:”عدد أيام الغياب 15 يوم ولو وصلتلهم طبعا بتتفصلى صح؟”
شوق:”صح.”
عمر:”إحنا كده قدامنا 14 يوم نقسمهم على الترم ده، اليوم إللى هتقضيه معايا تانى كله هيبقى آخر الأسبوع ده.”
شوق بحزن:”ماشى.”
عمر وهو ملاحظ حزنها:”ماتزعليش أنا بفكر فى مصلحتك، مش عايز أعملك مشاكل.”
شوق بإبتسامة:”حاضر.”
إبتسملها وكمل مشى بس هى إتكلمت..
شوق:”عمر.”
عمر:”نعم؟”
شوق:”هو إحنا كده .. *كملت بإحراج* حبايب؟”
عمر بضحكة خفيفة:”أيوه إحنا بقينا حبايب.”
إبتسمت بخجل وبصت قدامها، أما عمر كان شارد فيها وفى إبتسامتها وخجلها .. بعد مرور فترة بسيطة .. وصلوا المدرسة وعمر راح وقف بعيد أما هى وقفت عند البوابة ومستنية مامتها .. جرس الحصة الأخيرة ضرب والكل بدأ ينزل .. زميلاتها إللى معاها فى الفصل شافوها وإستغربوا ..
مريم بإستغراب:”هى مش دى شوق؟”
نجلاء:”اه هى.”
مريم بإستفسار وحيرة:”واقفه قدام المدرسة ليه؟ وبعدين مجتش النهارده ليه؟”
سحر بعدم فهم:”مش عارفة.”
مريم كانت لسه هتروح نحية شوق لقت مامتها بتقرب نحيتها ..
رانيا وهى بتملس على شعر شوق:”حبيبة قلبى عملتى إيه فى يومك؟”
شوق:”اليوم كان حلو أوى.”
رانيا إستغربت إن شوق معمولها ضفيرة فى شعرها..
رانيا:”إيه الضفيرة دى؟”
شوق بإحراج وكذب:”خليت واحدة صاحبتى فى الفصل تعملهالى.”
رانيا بإبتسامة:”ماشى ياحبيبتى، يلا نروح.”
شوق:”يلا.”
مشيوا هما الإتنين تحت عيون مريم وأصحابها إللى كانوا سامعين الحوار كله وأخدوا بالهم من الشاب إللى ضرب شادى بيمشى وراهم ..
مريم بتفهم:”أنا فهمت هى مجتش ليه.”
نجلاء:”ليه؟”
مريم بخبث:”هتأكد منها بكرة بطريقتى.”
………………………………………………………………..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شوق العمر)