رواية ندوب لا تشفى الفصل السادس 6 بقلم ملك وائل عسكرية
رواية ندوب لا تشفى البارت السادس
رواية ندوب لا تشفى الجزء السادس
رواية ندوب لا تشفى الحلقة السادسة
….استيقظت روان وهي تشعر بالصداع، ولكن سرعان ما تذكرت ما حدث وسالت دموعها دون أن تدري.
جنات بقلق على أختها وهي تبكي_ في حاجة وجعاكِ يا روان؟
همست بصوت ضعيف_ أيوة قلبي واجعني!
لم تسمعها فقالت بحنو_ بتقولي إيه طمنيني عليكِ؟
روان وهي تمسح دموعها_ الحمد لله بخير يا حبيبي.
كانت روان تجول الغرفة كاملة بعينيها؛ باحثةً عن والدتها، ولكنها فقدت الأمل في ذلك.
روان_ عاوزة أروح يا جنات.
جنات_ حاضر، بس الشاب اللي ساعدك عاوز يطمن عليك.
روان_ ياه.
“عاوز يطمن علي وأنا أمي مش فكرت فيا” كانت تمتم بتلك الكلمات في سخرية بالغة.
اطمأن ذلك الشاب “خالد” على روان، كانت حينها جنات قد فعلت كل ما هو لازم لخروج روان من المستشفى بينما أصر خالد كثيرًا أن يوصلهما إلى منزلهما، لم يلبثوا كثيرًا حتى غادروا وكالعادة استقبلتها والدتها بالجفاء والقليل من القلق أغلقت روان عيناها بشدة وتمنت لو أنها لم تخلق؛ فاض بها الكيل، ولم يعد عندها قدرة لتحمل، مرت الأيام وهي متسطحة على السرير لقد كانت إصابتها بالغة للغاية، تستيقظ لتؤدي فرضها وتقرأ روايتها التي تأخذها لعالمٍ آخر، خيالها الشاسع بنى لها مدينة مليئة بالحب، والحنان، والأمان، ولكل ما تفتقده …الحياة لم تكن يومًا منصفة كما تعاني روان فلكل منا معاناته الخاصة، ولكن بطريقة أخرى، الحياة أصبحت صعبة والبقاء أصبح للأغنى، وليس لأيٍ منا الجرأة على البوح، كلما أفرط في مشاعرك كلما خسرت يا صديقي، إن ودَدت أن تعيش فانزع فؤادك يا صاح، سمعت ذات مرة شيخٌ يقول: “لا تغركم الحياة الدنيا”، ولكن أي دنيا هذه؟! كانت روان تعاني يوميًا من معاملة والداتها القاسية، دائمًا ما كانت تحدث مواقف تستوقف روان تسأل نفسها مرارًا وتكرارًا “لماذا تعاملني هكذا؟” وكانت دائمًا ما تتمنى أن تدخل داخل رواية خيالية تنسى فيها الجميع، لم تتوقع يومًا في حياتها أن تتحق تلك الأمنية، وفي ذلك اليوم الذي غير مجرى حياتها، كانت روان ملت كثيرًا من وضعها هذا وطلبت من أختها جنات أن ينزلا لتنعم بالراحة في إحدى الحدائق الهادئة، وبالفعل نزلا بعد رفض والدتها وإلحاح جنات المزعج.
جنات_ روان ممكن تستنيني دقايق هنا، هجيب حجات حلوة لين وأجي.
روان_ تمام، بس مش تغيبي؛ لأني مش هعرف أمشي من غيرك أصلًا.
جنات_ حاضر.
ذهبت جنات وتركت روان جلسة تستند على شجرة ما، فجأة رأت روان شيئًا ذُهلت له، كانت ترى جنية عجوز، بيضاء وجميلة، جميلة بشكل لا يوصف، ظلت تفرك عيناها لعلها كانت تتوهم ولكن لم يحدث شيء سوى أن الجنية ابتسمت لها!
روان وقد دمعت عيناها من فرط الانبهار_ دا بجد! الله الله! ياختي كميلة، حد يقرصني طيب.
الجنية بابتسامة_ إن أردتي الخلاص من واقعكِ فألحقيني يا رَوان.
روان في باطنها ” كيف عرفت اسمي، يا الله!” رأت الجنية على وشك الذهاب فتحاملت على نفسها وظلت تمشي ورائها رغم صعوبة المشي؛ إلا أنها كانت مغيبة عن الواقع حينها، لم تعي لذاتها إلا عندما ابتعدت كثيرًا، أو بالأحرى وصلت لمكانٍ غريبٍ للغاية وفائق الجمال.
تمتمت الجنية بكلمات غريبة فظهرت بوابة وهي تفتح، وكان هناك ضوء ساطع للغاية، من شدة سطوعه أغمى عليها، ولكن قبل أن يغمى عليها رأت الجنية تبتسم لها وتقول_ أهلًا بكِ في مدينة مُلِحلا، إن أردت العودة لأرضكِ فستضطرين لذهاب لأرض الجحيم!
ثم اختفت الجنية، لم تلبس كثيرًا حتى فقدت وعيها وهي وحيدة في تلك المدينة الغريبة!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندوب لا تشفى)