رواية ملحمة الحب والانتقام الفصل الحادي عشر 11 بقلم ندى ممدوح
رواية ملحمة الحب والانتقام الجزء الحادي عشر
رواية ملحمة الحب والانتقام البارت الحادي عشر
رواية ملحمة الحب والانتقام الحلقة الحادية عشر
11_فوق الجبل
اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يدر مالك أين يخبيء عائلته عن أنظار جده وآذاه، وهو أكثر من يعرف كيف يكون أذى عتمان، فتشتت الفِكر واحتار العقل وتاهة السبل به، كل الأماكن هي جحيم لهن، ولا يوجد جحر واحد يسترهم من الأعين، وهو لا يمكن أن يسمح لعائلته أن تضيع بعد أن وجدهم.
وأثناء تواجدهم في المستشفى للأطمئنان على ملك، أخذ جُل الوقت يفكر ويخطط لما سيفعل.
وعندما أنتهوا وصعدوا السيارة لم يكن قد توصل لشيء، لكنه قاد رغم ذلك وجاب الطرق على غير هدى، وهو يساءل في اهتمام:
_هو عمي محمد وينه دلوك، ملوش أثر ليه؟ ليعود لبيت عتمان هتُحصل مصيبة لو رِجع صُح!
فنفت أمل برأسها، وردت عليه في إرهاق:
_لا متقلقش انا كلمته وإحنا في المستشفى وحكيت له كل اللي حصل، ومستني مني مكالمة أأقوله على مكانا اول ما تودينا مكان آمِن! صحيح أنت هتودينا فين؟
أشاح مالك بوجهه عند سؤالها، وعادت الحيرة لتستبد به وهو يصب كامل اهتمامه على الطريق، فكررت أمل سؤالها عندما لم تتلق ردًا، وهَم مالك أن يجيبها لكنه ما كاد يفعل حتى دوى في أذنيه صوت محرك سيارة تندفع مسرعة في الطريق فأستدار ليجد سيارة تلاحقهم وأستطاع ان يعرف ماهية سائقها والذي كان أحد رجال عتمان، الذي أندفع بسيارته الضخمة جهة سيارة مالك الذي أنحرف يمينًا في طريقٍ آخر قبل أن تصطدم به السيارة الأخرى، وانطلق بأقصى سرعة ممكنة، وتعالت صراخ البنات وأمل من الخلف شتت يديه وتفكيره، وفجأة أختفت السيارة من وراءه، وبينما لا يزل يقود في حذر وقلق ضرب ضوء قوي عينيه ورأى السيارة تندفع نحوهم فغطى وجهه بذراعيه وهو يتراجع برأسه، وكان آخر شيءٍ يراه رجلين يفتحان باب السيارة ويأخذان مليكة من داخلها.
🌼اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد 🌼
أنقشعت الغشاوة رويدًا رويدًا من أعين مليكة، وشيئًا فشيئًا بدأت تستعيد وعيها وتسترجع ما حدث، آخر ما تذكره هو حادث أليم قلب بهم السيارة رأسًا على عقب، وما كاد هذا الخاطر يخامر ذهنها حتى أنتفضت كالملسوعة وبلهفة ردد لسانها باسم والدتها وأختها، ثم تخشبت ذاهلة عندما وجدت نفسها في حجرة حجرية الجدران والأرض ذات بابًا حديدٍ صلد، فجال بصرها في المكان في صدمة، وبدأ الخوف يتسرب إلى فؤادها ويتشعب في سويدائه، فهبت واقفة وهرعت شَطَر الباب وراحت تقرع عليه في جنون وهي تنادي باسم أبيها “محمد”، وتراجعت على حين غرة لما أحست بالباب يفتح وتحفزت وهي تحدق في الباب الذي أطل من وراءه رجلٌ بجلباب صعيدي خشن الملامح متصلب الجسد متوحش العينين، ثم تنحى جانبًا ورأته..
رأت عتمان واقفًا على قدميه، يتقدم لداخل الحجرة بنظرة متشفية، وعندما أصبح بداخلها، غمغم بصوتٍ أجش متلذذ:
_مرحب ببنت ولدي، يااااه من ميتا مشفتكيش!
ثم أطلق قهقهة عالية، كان لها صدى بغيض في أذن مليكة، ثم أردف يقول:
_مِن وقت ما كنتِ في بطن أمك اللي بسبع أرواح.
وهاجت مليكة وهي تنقض عليه تريد البطش به، لكنها لم تستطع سوا ضربه فوق صدره بكفيها الصغيرين حتى قبض عليهما عتمان بشراسة، قائلًا:
_أمك مربتكش أياك! مقالتلكيش إنه عيب تمدي يدك على جدك الكبير؟
أجابته مليكة في صراخ:
_أمي ربتني أحسن تربية.
ثم استدركت في جنون:
_هما فين عملت فيهم إيه؟
تمتم عتمان في هدوء كأن الأمر لا يعنيه:
_لساتهم عايشين يا بت ولدي كل ما احاول اخلص عليهم ينجوا معرفش كيف ولكن مش كل مرة هتسلم الجرة.
هتفت مليكة:
_إيه بنت ولدك دي اللي ماسكهالي؟ أنا مش بنت ابنك ولا هكون.
اتسعت أعين عتمان في صدمة، وقال بتصنع:
_لا، إوعي تقولي إن أمك مخبتركيش إنك بنت ولدي حسن، وإنها لما مشت من إهنه كانت حامل فيكِ.
هزت مليكة رأسها في جنون، وهي تهتف برفض:
_لا، لا مستحيل أنت مش جدي ولا أنا بنت ابنك!
تبسم عتمان في هدوء مخيف، وغمغم:
_مش مهم دلوك أنتِ بنت ولدي ولا لأ، ولكن المهم إنك الورقة الرابحة ياللي هتجيب ليّ سراج لحد عندي، وطوع يدي.
ثم رحل بكل بساطة، مخلفًا مليكة وراءه تكاد تموت من الرهبة ورجله يغلق الباب في إحكام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“إحنا لازم نخلص على مليكة الليلة، أقتلها بأي طريقة تعجبك المهم تموت وميبقاش ليها إثر، وأياك حد يسمع خبر موتها”
همس عتمان بتلك العبارة لإحدى رجاله، الذي انتفض قائلًا:
_ولكن يا عتمان وكيف هتهدد سراج بيه وهيعمل اللي إحنا عايزينه.
فصرخ عتمان وقد فلت غضبه:
_يا غبي وسراج هيعرف كيف إنها ماتت لو أنت مفتحتش بوقك بحرف؟!
كان الليل قد عسعس بظلامه، والساعة تعدت بعد منتصف الليل عن ساعة أو يذيد، وبدا الجبل موحشًا والرجال منتشرون على كلا الجانبيين مدججين بالسلاح، عندما أرتفع صوت إطلاق النار كمطر هل فجأة وأخذ يحصد رجال عتمان من حيثُ لا يدرون وألتف بعضهم حول عتمان المهتاج لحمايته لكنهم سقطوا حوله كاوراق شجرٍ بالية بينما اصابت عتمان إحدى الرصاصات في قدمه فخر فوق الأرض وقد سقط في يده، وأستبد به الرعب من عدوه الذي أخد يحصد رجاله وهو غير مرأي، وخيم سكون رهيب وتوقف إطلاق النار كما بدأ فجأة، ومن بعيد وعلى ضوء إحدى الشُعل، رأى عتمان فتاة ترتدي عباءة سوداء تقبل نحوه بينما تحفها رجال كُثر من كل جانب يرتدون بدل فاخرة، وعندما تبينت له ملامحها تناسى كل ألمه وأعتدل في ذهول، وهو يردد في دهشة:
_إنجي؟!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملحمة الحب والانتقام)