رواية وفي عشقها احترق الفصل الأول 1 بقلم دعاء أحمد
رواية وفي عشقها احترق الجزء الأول
رواية وفي عشقها احترق البارت الأول
رواية وفي عشقها احترق الحلقة الأولى
-يونس بيه يا سعادة البية …
يونس كان واقف في جنينة الخوخ بيبص على المحصول لان التجار مستعجلينه في استلامه
يونس بجدية و هو بيبص وراه:- في ايه يا عمروسي، ايه الغيغه اللي انت عاملها دي؟
العمروسي كان بيجرى ناحيته و هو بياخد نفسه بصعوبة
:- اللحق يا سعادة البية… الحاج فواز مختار تعيش أنت، الناس ملموه عند بيته و الست شهيرة بتصرخ…
يونس بدهشة و حدة:- انت بتقول ايه يا عمروسي الحاج مختار… أن لله وان اليه راجعون…. امشي ادامي خلينا نروح نشوف اللي بيحصل…
يونس خرج من الجنينة و هو مش مصدق و خصوصاً أنه كان مع الحاج فواز مختار قبل يومين و كان كويس…
اول حاجة جيت في باله هي “داليدا”اللي بتفكره بالخوخ شهيه و لذيذة … بنت الحاج مختار الكبيرة…
“يونس” ركب عربيته بهيبة و غرور، لبس نضارة الشمس بتاعته و اتحرك على بيت الحاج مختار
عدي ربع ساعة و وصل لبيت مختار فواز، نزل من عربيته على صوت القرآن الكريم و البيت حزين جداً…
البوابة كانت مفتوحة و القرايب كلهم موجودين و لابسين اسود …
يونس بجدية:- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
سفيان “اخو مختار” بضيق و حدة :- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..
يونس:- البقاء لله يا حاج سفيان… الحاج مختار كان من الرجاله المحترمة في البلد..
سفيان :- الله يرحمه…. كتر خيرك يا يونس بيه… تعبت نفسك و جيت..
يونس بهدوء:- الجنازة امتى؟
سفيان:- بعد العصر بإذن الله….
يونس بص ناحية البيت و اتكلم بهدوء:- أنا عايز اعزي الست شهيرة…
سفيان بص له بغضب لكن في الوقت دا مينفعش يظهر غضبه
:- طبعا يا يونس بيه كلك واجب… بس هي تعبانة دلوقتي و كمان داليدا و قمر تعبانين.
يونس بجدية و اصرار :- بس أنا مش هطول انا هطمن عليهم بس…
سفيان بص له بضيق و اتكلم بقلة حيلة:- ماشي يا يونس بيه، اتفضل معايا…
يونس دخل معاه و هو عايز يشوفها، دخل و هو سامع صوت بكاء… دخل معاه و سفيان خبط على الباب قبل يدخل
كانت شهيرة قاعدة لابسه اسود بتعيط بحرقة على جوزها و هي حاضنه بنتها قمر اللي كانت منهارة على موت ابوها… على عكس داليدا اللي خرجت من اوضتها بثبات لكن واضح أنها كانت بتعيط و عيونها حمراء… قربت منهم بهدوء
يونس بصلها باعجاب للإسف مقدرش يخبي إعجابه بيها
ملامحها جميلة جداً، عيونها رمادي شعرها اسود طويل بشرتها بيضاء ناعمة…
سفيان بجدية:- يونس بيه كان جاي يعمل الواجب و يعزيكي يا شهيرة في المرحوم…
شهيرة وقفت و مسحت دموعها بضعف
يونس بهدوء :- شدي حيلك يا ست شهيرة…الحاج مختار الله يرحمه كان راجل طيب و كل الناس بتحبه و أنا موجود لو احتاجتوا لأي حاجة متتردديش أبدا تكلميني…
شهيرة بتعب و حزن:- كتر خيرك يا يونس بيه……
داليدا وقفت وراء مامتها و اتكلم بحدة و عنفوان :- احنا مستورين و الحمد لله و مش محتاجين حاجة من حد…
يونس بجدية و هو بيبصلها :- يارب دايما يا آنسه داليدا…. و انا مش عايز غير كدا… البقاء لله…
داليدا بهدوء:- الدوام لله…
يونس خرج من البيت مع سفيان و سلم على سفيان و مشي رجع لقصره ياخد دش و يجهز للجنازة….
يونس دخل البيت و هو حاسس بالحزن رغم ان علاقته بالحاج مختار مكنتش قويه و لا حتي كانت كويسه لكن حزين على موته و كمان قلقان على مراته و بناته و اللي هيحصل لهم…
كان طالع اوضته لكن وقف لما هدير مراته ندت عليه و قربت منه برقة….
هدير بابتسامة خبيثة:- يونس وحشتني يا حبيبي… على فكرة انا زعلانه منك اوي ازاي تبات في المزرعة و تسبني هنا لوحدي!
قربت منه و حضنته و باسته و هي متعمدة تقرب منه بالطريقة دي لأنهم اتخانقوا مؤخر و الموضوع وصل لحد أنه قالها أنه تعب من اسلوبها الاناني و أنه هينفصل عنها…
يونس بعدها عنه بضيق و اتكلم بحدة:- اظن مفيش داعي للتمثلية دي… و انا قلت لك اللي عندي و ياريت تبطلي تتلوني زي التعابين.
هدير ببراءة مزيفة:- أنا آسفه و الله يا حبيبي انا عارفه اني غلطانه و ستين غلطانه كمان و استاهل ضرب الجزمة على كل الكلام السخيف اللي قلته و طلباتي اللي بقت اوفر اوي و شكي فيك طول الوقت بس صدقني أنا ندمت على كل الهبل اللي قلته دا…
يونس بسخرية:- لا كتر خيرك و الله، بس صحيح ضيفي للمشاكل دي أنك رفضتي تخلفي مني و قعدتي سنتين تاخدي حبوب منع الحمل من ورايا مع أنك عارفه ان الحاجة الوحيدة اللي كنت عايزاها ان يبقى عندي طفل بس ازاي طبعاً
تتنازلي و تخلفي!
بس تصدقي يا هدير أنا اللي مبقتش عايز اخلف منك و لا حتى طايق اشوف وشك…
هدير بسرعة و ضيق:- صدقني يا يونس أنا كنت خايفة من موضوع الحمل دا بس خلاص أنا يا سيدي موافقة و مش هزعلك تاني أبداً بس متزعلش مني يا حبيبي…
يونس :- ازعل! على ايه
أنا كنت هزعل بجد لو كنت حبيتك رغم اني طول الوقت كنت بحاول و كنت بدلع و ادادي و عمري ما قصرت معاكي في حاجة
كان بيبقى طلع ميتين اللي جابوني في الشغل و برضو لما ارجع القيك قاعدة مكتئبة و حزينة علشان صاحبتك سافرت قضت شهر عسل تاني مع جوزها و أنا يا حرام مش بفسحك و لا باخدك لأوروبا… اد ايه أنا راجل ظالم فعلا…
و كل مرة كنت بقول لنفسي و ماله معليش يا يونس استحمل مراتك و بتدلع عليك…
لا و فوق كل دا
ابوكي سلطان باشا…. عايزانى أراضيه كل شوية رغم ان هو اللي مفروض يحترم نفسه و يتلم
صحيح راجل كبير لكن قل من نفسه… المفروض اني جوز بنته يعني لما اروح اقابله يحترمني على الاقل كضيف
لكن هو شايف نفسه فوق الناس
رغم انه خسر كل فلوسه… و لولايا كان زمانه دلوقتي خسر كل اللي يملكه…
هدير بغضب :- انت بتعايرني يا يونس انك ساعدت بابا وقت ازمته…
يونس بسخرية:- اعايرك! لا يا مدام أنا بس بفوقك … انتي عايزانى اروح احب على ايده و اطلب منه السماح و الرضا
و ازوره رغم انك عارفه هو بيعمل ايه لما اروح له…. بصي يا هدير
أنا اي موضوع ميجيش على هوايا بمشي بمبدأ واحد
بقطع عرق و اسيح دم… مش يونس رشوان اللي يتلوي له دراع
و مراتي لو مش عايزاه تخلف مني أنا اللي مش عايزاها و على فكرة انا شيلت موضوع الخلفة دا من دماغي من زمان
لاني متمناش أبدا انك تكوني أم لأولادي..أنتي طالق يا هدير… سامعه اتفضلي لمى حاجتك و السواق هيوصلك لحد بيت باباكي الباشا
و كل حقوقك أنا هبعتهالك …
هدير بشر:- أنت بتطلقني يا يونس! دا انت اتجننت… بس انا مش هكست و مش هسيبك لأي واحدة غيري فاهم… ابقى وريني بقا هتعمل ايه لما بابا يعرف اللي انت عملته…
يونس مهتمش بكلامها و طلع لاوضة والدته اللي كانت قاعدة في اوضتها بعد ما سمعت حديثه معها
يونس اتنهد بحزن لما بص لوالدته و خصوصا انها فقدت بصرها من زمان…
سميه بابتسامة:انت جيت يا حبيبي…
يونس ابتسم و قرب منها قعد على السرير و سند رأسه على رجليها
سميه حست بالحزن لكن رفعت ايدها ملست على شعره بحنان
سميه:- زعلان انك طلقتها…
يونس اتنهد و اتكلم بجدية :- لا يا ماما… هدير ميتزعلش عليها… لأنها هي اللي قررت تخسرني من زمان رغم اني حاولت بس مينفعش لا هي شبهي و لا انا هقدر اكمل معها.
سمية :- عين العقل يا ابني، أنا من الاول مكنتش راضيه عن الجوازة دي… هدير مش هي الزوجة اللي تريح بالك يا حبيبي… و بعدين دا أنت هتكمل تلاته و تلاتين سنه اهوه من غير اولاد و دا كله بسببها
انا مش عارفة جابت الجراءة دي منين انها تفضل تاخد الحبوب دي سنتين بحالهم ..
يونس بتعب :- كنت متوقعها منها يا ماما… اه اي راجل هيتجنن بعد اللي عملته دا
بس اقولك أنا دلوقتي حمدت ربنا انها محملتش مني
هدير مبتفكرش غير في نفسها و بس… فلوس و مجوهرات رغم أنها مش جعانه و جايه من بيت عز
لكن الطبع غلاب…. أنا رميت طوبتها من زمان كنت باقي على العشرة بس خلاص كل واحد يروح لحاله
سميه :- معليش يا حبيبي بكراً ربنا يرزقك باللي احسن منها…. بس أنت متغير
مالك يا حبيبي احكي لي…
يونس:- مفيش بس الحاج مختار فواز توفي النهاردة و روحت اعزي
سميه :- البقاء لله…. دا كان راجل محترم و بناته و الله طيبين… ربنا يتولاهم برحمته، بس برضو البنات مينفعش يبقوا لوحدهم لازم راجل يحميهم لو كانت البت الكبيرة متجوزه كان زمان جوزها هو اللي واقف دلوقتي .
يونس قام بسرعة حس بالغضب لكنه حاول يتمالك نفسه
:- و أنتي سمعتي أنها هتتجوز او تتخطب…
سميه باستغراب :- لا طبعا مسمعتش يا ابني و بعدين و ايه المشكلة يعني! ما كل بنت مسيرها تتجوز….
يونس قام و هو حاسس بالغيرة و أنها ممكن تتجوز اي شخص غيره عنده استعداد يحرق البلد كلها لو دا حصل ….
يونس بجدية و غيرة :- طب أنا هقوم اخد دش علشان الحق الجنازة…
سمية :- ماشي يا ابني و بنا يعينك..
يونس سابها و خرج و هي فضلت تبص ناحية الباب بحزن على حال إبنها و أنه مش لاقي الراحة في حياته …
يونس في بداية حياته مكنش يملك الا بيت والده لكنه كان ذكي جداً و اشتغل كتير على نفسه لحد ما كون نفسه و بقا يملك نص الخان تقريباً
والد هدير كان باشا راجل مهم في الخان لكن خسر كل فلوسه و ساعتها يونس أتدخل و ساعده و من يومها و هو لمع في عين هدير و قررت انها لازم هتجوزه
رغم رفض والدتها و أنه كان فقير و مش مستواهم لكن شخصيته كانت عاجبه هدير و علشان كدا فضلت تخطط لحد ما فعلا اتجوزوا….
فاق من شروده و هو بيرش برفانه قبل ما يخرج من اوضته
خرج من البيت و راح على بيت الحاج مختار و بعدها على الجامع يصلوا عليه و بعد على المقابر
كان جنبهم و مرضاش يمشي لكن كان حاسس بالوجع و هو شايف داليدا منهارة على موت ابوها
يمكن كانت بتمثل الثبات طول الوقت لكن لما دفنوه مقدرتش تستحمل و انهارت و هي حاضنه أختها قمر
كان هاين عليه يروح يحضنها و يدخلها بين ضلوعه لكن مينفعش… حتى حبه ليها مينفعش لكنه مقدرش يمنع نفسه
و هو بيقرب منهم و بيقعد جانبهم على ركبته تحت نظرات سفيان و ابنه…
يونس بهدوء:- شدي حيلك يا داليد هو أكيد في مكان أحسن… ست شهيرة خليني اوصلكم… القاعدة هنا ملهاش لازمة…
سفيان بسرعة :- انا هوصلهم يا يونس بيه كتر خيرك… تعبناك معانا..
وحيد “ابن سفيان” :- يالا يا مرات عمي انا هوصلك…
منيرة “والدة وحيد” :- هتوصلهم طب انا و اخواتك؟ ايه هتسبونا هنا…
داليدا مسحت دموعها و هي بتقوم اختها :- لا يا مرات عمي… هيوصلوكي..
بصت ليونس و اتكلمت باستحياء :- معليش يا يونس بيه هنتعبك معانا… ممكن توصلنا.
يونس بجدية:- اكيد طبعا…
سفيان :- بس!
داليدا بسرعة :- مبسش يا عمي… يالا يا ماما
شهيرة مكنتش قادرة تتكلم من الوجع اللي حاسه بيه… داليدا ركبت عربيه يونس هي و قمر اللي كانت حضناها و بتعيط و والدتهم قاعدة جانبهم..
يونس كان بيسوق العربية و هو بيسترق النظر ليها…….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وفي عشقها احترق)