رواية ذرية فاسدة الفصل الثالث 3 بقلم روزان مصطفى
رواية ذرية فاسدة الجزء الثالث
رواية ذرية فاسدة البارت الثالث
رواية ذرية فاسدة الحلقة الثالثة
ما يجعلك تتشبث بآدميتك ، هي تلك النظرات الحنونة التي ترمُقك بها والدتك ، هي لا تستطيع التفكير في أنها أنجبت وحشاً .. يستطيع بطرف إصبعه أن يؤذي غيره
ليطالهُ هو الأخر الأذى ، هي لن تتحمل كُل ذلك ، ف هذا الصغير الذي كان ك دُمية بين يديها ذات يوم يتغذى على حليبها .. كيف لها أن تراهُ بصورة أبشع ؟ -بقلمي
دخل عُمر أوضته وقفل على نفسه الباب ، أنفاس سريعة بتُخرج وتدُخل لصدره وهو مغمض عينيه بيحاول يتحكم في نفسه لأقصى درجة
سلبية أبوه تجاه أخته الصغيرة بتحسسه بالخنقة ، ضعف شخصية أخوه بيخنُقه .. وقلة حيلة والدته بيثير غضبه
خبط برجله السرير اللي هو قاعد عليه وهو باصص بغضب قُدامه ، مسك التليفون اللي خده من الولد في الكافيه والشيطان بيلاعب عقله إنه يرجعله الفون بالصور اللي عليه بكُل حاجة
* في أوضة عامر
تيا كانت بتعيط وعامر بيمسحلها دموعها وبيحطلها كريم على خدها اللي ورم من الضرب
تيا بعياط : عُمري ما هكلمه تاني ، إزاي أصلاً .. إزاي يمد إيده عليا
عامر بحنية : عُمر ليه تصرفات متصحش أنا عارف بس إنتي أختنا الصغنونة وبنحبك ، متزعليش عشان خاطري أنا
تيا بعياط : إشمعنا إنت طيب وهو لا ؟
عامر بحنية : لا والله عُمر طيب بس هو مبيعرفش يبين دا ، أو بيعتقد إن الطيبة ضعف .. مش إنتي بتحبيني يا توتا وبركبك العجلة ورايا ونلف بيها في الكومباوند كله ؟
هزت تيا راسها بمعنى أه ف قال عامر : تحبي أعملك الماك أند تشيز باستا اللي بتحبيها مني ؟
إبتسمت تيا بعدين رجعت دمعت وهي بتقول : ماليش نفس أكُل
حضنها عامر وهو بيقول : خلاص بقى عشان خاطري ، هعملك جنبها ستريبس عارفك بتحبيه .. تعالي بس إتفرجي عليا وأنا بطبُخ
وقف ومد إيده ناحيتها راحت مسكاها ، حط دراعها في دراعه وهو نازل معاها وقال : مع إن هيكون في مواعين كتير وإنتي عارفة أمك طبعاً بس مش خُسارة في توت توت الصُغنتوت * دا دلع مألفه قاسم لبنته وكُل البيت بيناديها بيه *
ضحكت تيا بصوت عالي وهي بتقول : بابي حبيبي
* في غُرفة قاسم وريما
قاسم بغضب : الفيزا بتاعته هقفلها ، وهاخد مُفتاح عربيته
ريما بتعب : خلاص بقى يا قاسم الولد واضح نفسيته زي الزفت أو عرف حاجة ضايقته
قاسم بعصبية : بتقولي إييه يا هانم ؟؟ أنا محدش يلمس شعره من بنتي طول ما أنا عايشة ، توت حبيبتي الصغننة تعيط وأنا موجود ؟ ويمد إيده عليها بتاع إيه دا أنا أبوها مبعملهاش ، تؤ أنا مخنوق يا ريما البنت كانت بتترعش وبتعيط
ريما بإبتسامة وهي بتسرح شعرها : دا أنا سيباها مع منبع الحنية كُله ، الواد عامر هو اللي هيعرف يفرفشها
قاسم وهو بيمدد ظهره : لا وأنا بُكره هديها الفيزا بتاعتي ، وميزانيتها مفتوحة تجيب كُل اللي نفسها فيه حتى لو كانت إيه ، البنت في بيت أبوها لازم تدلع أومال لو أنا مدلعتهاش في حياتي مين هيدلعها ♡
قعدت ريما جنبه وهي بتنام على صدره وبتقول : ربنا يخليك لينا يا حبيبي إحنا عايشين بحسك
* في المطبخ
حط عُمر على النار مياه تغلي لسلق المكرونة وتيا بتساعده وبتطلع الجبن من الثلاجة
تيا بملل : هو البيت هادي كدا ليه ممكن نشغل على لابتوب مامي حاجة نسمعها ؟
عامر : ماشي بس أمك وأبوكي ذوقهم قديم ، هتلاقي عبد الحليم وحجات غريبة مش هتحبيها
تيا بفضول والحماس لمع في عينيها : نجرب مش هنخسر حاجة
فتحت باسورد ريما اللي البيت كُله عارفه وقالت : مش فاهمة مامي حاطة باسورد عيد جوازها ليه طالما البيت كُله عارف
عامر بتريقة وهو بينزل المكرونة في المياه : عشان الخصوصية
ضحكت تيا وهي شايفة صورة ريما وقاسم في الخطوبة
تيا بإبتسامة واسعة : طب والله والله بابا كان فيه شبه من براد بيت وأحلى كمان ، يابخت مامي بيه
عامر وهو بيحط ملح : وأمك برضو كانت زي القمر ، ولابسه طرحة وواسع
فتحت فولدر الأغاني وهي بتبُص فيه لقت أغاني ميكس راحت فتحته
لقت أغنية لفضل شاكر راحت دايسة عليها
( أنا ليل نهار على شوق ونار وإنت يا حبيبي ولا إنت هنا )
فضلت تهز في أكتافها وتُرقص وعامر بيقولها : لو عاوزة تشربي حاجة جنب الأكل خرجي الكوبايات
* في غرفة ريما وقاسم
ريما وهي بتغير هدومها : إيه الصوت دا ؟ شايف ولادك ! كُل دا عشان بسيب اللابتوب بتاعي في المطبخ يسليني وأنا بطبُخ
قاسم : لا بس إيه ذوق الأغاني الحلو دا ، معندكيش أغاني لعبد الحليم ؟
قعدت ريما جنبه وهي مربعة رجليها وبتقول : يا سلام دا معظم اللي عندي عبد الحليم ، خصوصاً أغنية الحلوة .. فاكرها ؟
قاسم بإبتسامة وهو بيتأملها : كُل ما بشوفك قُدام عيني بفتكرها .. وكُل ما بسمعها بفتكرك ♡
* في المطبخ
كانت تيا عمالة تُرقص وعامر مُبتسم وبيعملها الأكل
نزل عُمر بتأنيب ضمير وراح ناحية المطبخ بس كبرياؤه مش عاوزه يكلمهم ، فتح الأدراج وهو امل دوشة وصوت وبيدور على حاجة وعمال يبُص لتيا بطرف عينه اللي عمالة تقلب في الأغاني عشان تتجاهله
عامر بهدوء : بتدور على حاجة يا عُمر ؟
عُمر كشر وقال بضيق : أهه بدور على المقص مش عارف فين ..
عامر : من إمتى ومانا بتحُط المقصات في الأدراج ، ما هي متعلقة هناك أهي ورا تيا
قرب عُمر وهو محاوط تيا بإيديه في محاولة تمثيليه منه لإنه يجيب المقصات اللي وراها
إبتسم عامر عشان فهم اللي عُمر بيعمله
إتعدل عُمر وهو بيتأفف وبيقول : تعالي ورايا على الأوضة ..
تيا من غير ما تبُصله : مش عاوزة أنا قاعدة هنا عشان هتعشى
عُمر بحزم : آخلصي !
بصتله تيا بعتاب ف قال وهو بيغمض عينه وبيفتحها : هتكلم معاكي في حاجة وبعدين إرجعي كُلي براحتك ، متخافيش
تيا بعناد : مش خايفة أصلاً طالما بابي هنا
قامت معاه ف قال عامر بصوت عالي : أحطلك طبق معانا يا عُمر ؟
عُمر بضيق : ماشي حط
أخد تيا معاه وطلعوا لفوق ، دخلها معاه الأوضة وقفل الباب ف كتفت إيديها وهي مستنياه يتكلم
قعد عُمر على المكتب وحط إيده ورا رقبته وهو بيقول بإرهاق : إنتي تعرفي أنا بفضل قاعد في أوضتي بعمل إيه طول اليوم ؟
تيا بنبرة متضايقة : بتلعب games ..
عُمر بصلها بتركيز : لا يا لمضة مبلعبش زفت ، قربي هنا
قربتله ف قعدها على رجله ولف اللابتوب ناحيتهم وهو بيقول : شايفة كُل دا ؟
بصت تيا بتركيز وقالت : دول ناس ! آنت فاتح فيديو كول ؟
عُمر بلع ريقه وقال : أنا فاتح تليفونات ناس عندي
برقت تيا وهي بتبُصله وبتقول : ليه ! دا كدا إقتحام لخصوصيتهم
عُمر بتنهيدة : أنا مش بأذيهم يا تيا بالعكس ، بشوف لو حد منهم في مُشكلة وبنقذه منها ، بمنع ناس كتير إنها تنهي حياتها وتن*تحر بمجرد ما بحل ليهم مشاكلهم
تيا كشرت وقالت : بس مينفعش كدا
شال عُمر شعرها وهو بيطبطب على إيديها وبيقول : ينفع ، عشان كدا أختي لازم تحكيلي كُل حاجة .. لو حد بيحاول يتقرب منها تعرفني عشان أعرفلها دا كويس ولا وحش ، بيكلم غيرها وبيتسلى ولا محترم ، كمان إنتي بنت أشهر رجل أعمال في الشرق الأوسط مش سهل أي حد يكلمك ، ف أنا جايبك هنا في أوضتي نعمل إتفاق حلو هيعجبك ، أننا عُمري ما همد إيدي عليكي تاني مهما وصلت درجة غضبي .. وإنتي تحكيلي كل حاجة من غير خوف ولو واحد من أصحابك بتتعرض لإبتزاز أو تهديد عرفيني هقدر أساعدها وأخلص الموضوع من غير تدخل أهل ولا فضايح
إتفقنا ؟
إبتسمت تيا وقالت بحماس : إتفقنا
إداها خده وقال : بوسه هنا بقى
باست خده راح لافف وشه وهو بيقول : الناحية التانية عشان متزعلش
باسته كمان مرة ف طبطب عليها ، وقف وهو ماددلها إيده عشان تركب على ظهره وينزل بيها ، شالها عشان قُصيرة زي مامتها ونزل بيها على السلم وهو بيقول : توت توت يا صغنتوت
وتيا عمالة تضحك
* في غرفة قاسم
ريما بتشاورله وبتقوله : سامع ؟ عُمر بيغنيلها أهو وبتضحك ، إبنك طيب بس عصبيته بتخرجه عن شعوره ، وبنتك هبلة مهما عملت فيها بكلمتين بتتصالح
قاسم : بس برضو ميمدش إيده عليها تاني
ريما بثقة : مش هيعمل كدا صدقني أنا عارفة إبني كويس ♡
* في المطبخ
دخل عُمر وهو شايلها على ظهره وبيغني بصوت عالي وبيلحن الكلام : تووت تووت يا صغنتوت
ساب عامر المغرفة وفضل يطبل بإيده على الترابيزة وتيا عمالة تضحك وعُمر بيلف بيها جامد وبيقول : إمسكي كويس لأحسن توقعي
تيا : لا لا خلاااص
بعدها نزل تيا عن ظهره وقعدوا سوا هما الثلاثة وقدامهم أطباقهم ، عامر لل لابتوب أمه عليه وهو بيقول : تتفرجوا على إيه ؟
عُمر : في فيلم سبايدر مان الجديد هاته نشوفه .. نزل على المزاقع الفكسانة
عامر : لا يا عم دا محتاج ترجمة وإحنا بناكل ، عاوزين حاجة عربي كدا
عمر : هات اي حاجة متطفحناش اللقمة
تيا : ناولني كدا الكاتشب من عندك ؟
عامر وهو بيبُص لعُمر : إيه يا معلم أشغل الكبير أوي ؟
ريما كانت واقفة ورا باب المطبخ عمالة تبُص عليهم وهما قاعدين بياكلوا ويتفرجوا سوا ومُبتسمة ♡
* صباح اليوم التاني
كانت ريما في المطبخ بتمسح الترابيزة والرُخامات مطرحهم بعد ما غسلت مواعين كتير
دخل عُمر بيتسحب راح خاضضها من وسطها راحت قالت : والله حرام إخص عليك يا عمر ، بطل حركات أبوك دي
عُمر بهدوء : صباح الخير يا بطوط
ريما : صباح الخير يا جوزائي
ضحك عُمر وهو بيقول : قصدك إنفصام الشخصية اللي عندي ؟
ريما بضحكة : إنت هتقولي ، إيه عندك كام مُحاضرة إنهاردة
عُمر وهو بياكل عنب من على الترابيزة : عندي مُحاضرة كمان ساعة ، يعني على الساعة ٢ هكون في البيت
ريما : يلا بالنجاح والتوفيق ، الميكرويف أهو في توست بالشيدر والخس هيعجبك أوي
عُمر بتكشيرة : لا لا أصل هقابل صُحابي في كافيتيريا الجامعة ناكل هناك حاجة على السريع سوا ، هتعوزي حاجة ؟
ريما : الله يرضى عليك ويصلح حالك ، ويحميك يا ماما .. مش هوصيك يا عُمر تسوق بالراحة حتى لو إتأخرت عن المُحاضرة
عُمر بطاعة : حاضر يا بطوط
ريما بقلق : وتُربط حزام الأمان متقوليش بيخنقني عشان متخنقش أنا من خوفي عليك
عُمر بملل : حااضر
ريما : لا إله إلا الله
خرج عُمر من الفيلا وركب عربيته وراح ناحية جامعته
صحي عامر بعده وهو مسرح شعره لورا وماسك حاجته
ريما بإبتسامة واسعة : دا إيه الصباح الحلو دا ، عيالي بيصبحوا عليا يا ناس اللهم دمها نعمة
باس عامر كتف مامته وهو بيقول : عندي محاضرات خاصة بقالي كتير مروحتش ، هتعوز حاجة
ريما وهي بتربُط شعرها : هعوزك تقعد تفطر ، أخوك خرج من غير فطار
فتح عانر الميكرويف وخد الساندوتش وهو بيقول : هاكله وأنا سايق
ريما بسعادة عشان جبر خاطرها : والله هيعجبك عملته بحُب
عامر : تسلم إيدك ، تيا راحت المدرسة ؟
ريما : هو في حد زي تيا هانم ، أبوك فضى نفسه مخصوص عشانها اليوم كله وخلاها تغيب .. خدها معاه يفسحها ويأكلها ويجبلها حجات وقالي إنتي ليكي يوم لوحدك ، والله ما حد هيسقط البت دي غيره
عامر بضحكة : إن شاء الله مش هتسقط ، يلا همشي أنا
ريما بصوت عالي وراه : إربط الحزام وسوق بالرااحة ، يارب سيبت ولادي في رعايتك
* في جامعة عُمر
دخل بعربيته ونزل سلم على صحابه وقعد معاهم في الكافيتيريا بيتكلموا وبيضحكوا سوا
دخلت الرسامة الكفيفة ومعاها المُرافقة بتاعتها ، قعدتها على الكرسي وسابتها وراحت تجيبلها حاجة
عُمر وهو بيبُصلها بصدمة قال : إيه اللي جابها هنا !!
* في فيلا قاسم الكاشف
قعدت سيا جنب ريما وهي بتقول : بيتك مليان برفانات رجالية
قعدت ريما بتعب وهي بتقول : عندي ٣ رجالة ياختي كل واحد فيهم قبل كا ينزل تش تش تشش لما يخنقوكي من ريحة برفانهم ، قاسم خد توتا يفسحها والولاد نزلوا راحوا الجامعة ، أنا بقى بعمل القهوه وأستنى حجات الغدا تتبل عشان أقوم أطبخ وبعدها أفضل قاعدة لحد ما يرجعوا
سيا بضحكة : طب وقاسم مأخدكيش معاهم ليه ؟
ريما وهي بتقطع كيك وبتحطه ل سيا : قولتله ، قالي ليكي يوم لوحدك خاص بيكي .. يلا المهم يكونوا فرحانين والله ♡
* في الجامعة
صاحب عُمر : بتبُص على إيه يابني ؟
عُمر بتركيز مع الرسامة : تعرف مين دي ؟
بصلها صاحبه بعدين بصله وقال : أه طبعاً ، أنا مفيش حد بيقعد في كافيتيريا الجامعة دي معرفهوش .. دي غزل الجنايني .. طالبة إنتساب في كلية أداب
بصله عُمر بصدمة وقال : أداب ! حسبتها فنون جميلة
ضحك صاحبه وقاله : إيه ياعم عُمر ، فنون جميلة إيه اللي هتقبل واحدة عمياء يا عم
عُمر بصله وقال : على فكرة قابلتها في كافيه برا ورسمتني عندها موهبة ميقبلوهاش ليه ..
كانت غزل سمعاهم وسمعت صاحبه وهو بيقول فنون إيه اللي تقبل واحدة عامية
مسكت فُستانها بإيديها وعصرته جامد عشان قلبها وجعها
إتحرك عُمر وقعد قُدامها على الترابيزة ، شمت ريحته وحست بوجوده ف قالت : الترابيزة أنا وصاحبتي قاعدين عليها
عُمر ببرود : إسمك غزل الجنايني ؟
بلعت غزل ريقها ومردتش عليه
عُمر بنبرة غليظة : أحم .. كُنت عاوز أقولك تسلم إيدك عشان رسمك حلو
بينت اسناتها وضحكت بصوت واطي بسعادة
بصلها عُمر إن أقل كلمة بتبسطها ف إبتسم إبتسامة خفيفة جداً
* في كُلية عامر
يتبع ..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (ذرية فاسدة)