رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق بين نيران الزهار الجزء الثامن والعشرون
رواية عشق بين نيران الزهار البارت الثامن والعشرون
رواية عشق بين نيران الزهار الحلقة الثامنة والعشرون
الشعله الثامنه والعشرون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده الصحيه.
كانت زينب بغرفة الكشف تقوم بالكشف على أحد المرضى
دخلت عليها صفاء قائله بلهفه: إلحقى يا دكتوره كان فى خناقه فى البلد بين عيلين صيع وواحد منهم فتح بطن التانى بسافوريا وجابوه الوحده ودخلوه أوضة العمليات.
ردت زينب: طيب أنا خلصت كشف عالحجه هكتب ليها العلاج، مش فى دكتور تانى فى الوحده يتابع.
ماهى الا دقائق ودخلت زينب الى غرفه العمليات، وجدت شاب بحوالى السابعه عشر من العمر ينازع الحياه يلتقط أنفاسه الأخيره، حاولت سريعاً التعامل معه هى وذالك الطبيب الآخر لكن نفذ القدر والصبى إنتهى عُمرهُ…. حزنت زينب بشده وهى تلفظ الشهاده أمامه، ثم خرجت من غرفة العمليات متأثره بصريخ تلك الأم التى فقدت ولدها، لم تتحدث زينب، من قال لذوى الفتى انه توفي كان الطبيب الآخر هو من أخبرهم … إزداد عويل ونحيب الأم وبدأ والد الفتى بالهذيان، لكن…
دخلت زينب الى مكتبها وضعت تلك العلكه بفمها ثم قامت بمسك سماعة الهاتف الأرضى كى تطلب الشرطه.
لكن تفاجئت بشاب بالعشرينات من عمرهُ هجم على باب مكتبها ودخل وأخذ منها سماعة الهاتف قائلاً بشراسه وشر:
هتعملى أيه دكتوره.
ردت زينب ببساطه رغم تأثرها: هطلب الشرطه أبلغها إن فى جريمة قتل.
رد الشاب عليها:
مفيش جريمة قتل أخويا مات موتت ربنا كل اللى مطلوب منك هو تصريح الدفن.
فهمت زينب مقصد الشاب وقالت: أنا قدامى جريمة قتل، ومعرفش غير إن القتيل كان فى خناقه، ولازم الشرطه تاخد خبر.
فتح الشاب سكين صغير قائلاً: أخويا مات موتت ربنا وده اللى هينكتب فى تصريح الدفن يا دكتوره.
سخرت زينب منه قائله: يعنى جاى تهددنى بالسكينه اللى فى إيدك دى، طب ليه مدافعتش بها عن أخوك، يمكن مكنش إتقتل، أنا بقول تبعد إيدك عن التليفون وتسيبنى أكلم الشرطه تجى تحقق فى اللى حصل أهو الشرطه تجيب حق أخوك من اللى قتلهُ.
رد الشاب: حق أخويا أنا هجيبه من اللى قتلهُ.
فهمت زينب مقصده لكن إدعت عدم الفهم وقالت: إزاى، هتروح تقتله زى ما أقتل أخوك وتبقى مجزره وتار بين العليتين.
رد الشاب بإستهجان: أنا عارف إنك مرات رفعت الزهار، بس أنا مبخافش من حد، ومش هيهمنى… إمضى التصريح يا دكتوره.
ردت زينب بتحدى: أنا فعلاً مرات رفعت الزهار، بس واضح إن معلوماتك عنى ناقصه، بس أنا هعرفك أنا مين بالكامل.
سَخِر منها الشاب وأشهر السكين أمام وجهها.
نظرت زينب للسكين وأظهرت له انها مرتعبه لكن هى بالحقيقه بداخلها تبتسم.
عادت زينب خطوه للخلف أوهمت الشاب أنها خافت منه، مما جعله يزهو بنفسه للحظات قبل أن يجد يدهُ التى كانت تمسك بالسلاح مُثناه خلف ظهره وسمع طقطقة عظام يده، ليس هذا فقط بل قامت بتلقينه درساً بحِفنه من الضربات متفرقه على جسده المسجى أرضاً، لكن
السكين التى وقعت على الأرض من يدهُ كانت قريبه من يدهُ، بالفعل مد يدهُ وأخذها وكان سيطعن زينب بساقها،
لكن يد أخرى مسكت يدهُ بعنفوان وأحكم قوة يدهُ على يد الشاب الذى نظر لمن يقف أمامهُ بهلع.
بينما نظرت زينب للشاب بإستهزاء
ضحك الذى يمسك يد الشاب قائلاً: واضح الدكتوره إديتك درس كويس،لازمتها ايه بقى تستقوى بسكينه…مش عارف أنه عيب أما ترفع سكينه على واحده ست.
قال هذا ونظر بفخر لزينب قائلاً:شكلى جيت بعد ما أنفضت المشكله.
تبسمت له قائله:عادى يا سيادة الضابط..رفعت الزهار…آه نسيت أقول ضابط سابقاً،علشان منظلمش الشرطه ونقول دايماً بتجى متأخر.
تبسم رفعت يقول:لأ الشرطه هنا فى الوحده من بدرى يا دكتوره…بس كانوا مستنين إشاره منك.
قال رفعت هذا ليدخل من باب الغرفه ضابط النُقطه الخاصه بالبلده خلفه مجموعه من العساكر
متعجباً من ذالك المسجى أرضاً فمن الواضح أنه تلقى حِفنه من الضربات تكاد تفقدهُ صوابه،تحدث الضابط وهو ينظر لرفعت ملابسهُ مهندمه لا تدل أنه هو من ألقن لذالك الشاب الضرب المبرح الواضح أثاره،وكذالك الطبيبه ملابسها لحد ما مهندمه…
نظر الضابط للشاب قائلاً:بقى غبائك جاى تتهجم عالدكتوره فى الوحده،يعنى جبت لنفسك ولأهلك مصيبه مش كفايه عليهم أخوك القتيل،لأ كمان هتتسجن بتهمة التعدى على الدكتوره بمكان عملها،وكمان قضية حيازة سلاح،طب هينفعك دلوقتى التار بأيه،إنت والمجرم اللى قتل أخوك ممكن تتلموا فى زنزانه واحده والشاطر اللى هيخلص وقتها عالتانى ويمكن تكون إنت التانى،بدل ما أبوك وأمك قلبهم يتفجع على واحد هيتفجع على الإتنين،بس إطمن مستحيل إنت والقاتل تبقوا فى سجن واحد،لآن القاتل لسه تحت سن الأحداث أنما إنت شكلك عديت الواحد وعشرين سنه يعنى هتشرف فى آرميدان.
قال الضابط هذا ونظر لعساكره قائلاً:خدوا الغبى ده عالنقطه ويتحط فى أوضه مكان لوحده.
نظر الضابط ل زينب قائلاً:بشكر تفهمك للموقف يا دكتوره، فعلاً لو كنتى إمتثلتى لطلب الحيوان ده وطلعتى له تصريح بالدفن من غير بلاغ للشرطه كان سهل تتحول البلد لبحر دم بين العلتين الليله.
ردت زينب: ربنا يستر… أنا عندى خلفيه عن النوع ده من القواضى، بس معظم النوعيه دى بتبقى فى الصعيد بسبب إنتشار التار، بس للأسف بقت بتقابلنا كتير فى محافظات تانيه غير الصعيد… ربنا يهدى النفوس ويصبر قلب أهل القتيل، وكنت أتمنى يكون فى قانون رادع للنوعيه دى من القواضى، طبعاً القاتل لسه فى نظر القانون قاصر تحت سن واحد وعشرين سنه يعنى هياخد بالكتير سنتين تلاته.
رد الضابط:لأ ممكن ياخد أكتر ممكن بتوصل لخمستاشر وعشرين سنه،يعنى يقضى أفضل سنين عمره خلف القضبان،بسبب سوء تربيته.
تبسمت زينب تقول:أتمنى القانون يغلظ النوع ده من العقوبات،علشان مش بس الأهالى تتعظ وتربى ولادها تربيه سليمه، لأ وكمان الشباب تتعظ وتعرف إن تمام الرجوله مش بالسكينه اللى فى جيبك ممكن تنهى بها حياة إنسان فى لحظه.
تبسم الضابط قائلاً: أتمنى ذالك، هستنى حضرتك تشرفينى للقسم علشان تقدمى أقوالك فى محاولة أخو القتيل التهجم عليكى أثناء تأدية عملك.
تبسمت زينب بموافقه.
بينما مد رفعت يده بالسكين للضابط قائلاً:
إتفضل الحِرز بتاع القضيه.
تبسم الضابط وأخذ السكين من يد رفعت قائلاً:آه نسيت أقولكم أن هيكون فى حظر تجول بالبلد بعد الساعه سبعه المغرب،وهيكون فى دوريات من القسم والمركز فى البلد كلها تحسباً لأى مشكله سلاموا عليكم .
نظر رفعت لزينب وإبتسم بعد مغادرة الضابط وقال:
أظن سمعتى كلام الضابط عن حظر التجول بالبلد الساعه سبعه…أتمنى ترجعى للسرايا قبل الحظر،بدل ما تعرضى نفسك للمسائله القانونيه.
نظرت زينب ل رفعت قائله:متفكرش إن الحظر ده ممكن يكون غصب عنى ألتزم بيه،أنا دكتوره وسهل أكون هنا نبطشيه فى الوحده،الحظر لا يشمل الوحدات الصحيه وبعدين أيه اللى جابك للوحده دلوقتي.
تبسم رفعت يقول:أنا جيت مخصوص علشانك،لما عرفت من واحد من العمال عن الخناقه اللى حصلت وإن فى قتيل،توقعت السيناريو اللى حصل وممكن يحصل تهجم عليكى…خوفت عليكى.
للحظه حل الصمت على المكان،كلمة رفعت إخترقت ليس آذن زينب فقط بل إخترقت قلبها وعقلها الذى عادت كلمته تطن
(خوفت عليكى)
تحدثت نظرات العيون بين رفعت وزينب بأسئله يريد كل منهم من الآخر أن يُجيب عليها.
عين زينب تسأل: ليه خوفت عليا،وأنت عارف إنى أقدر أحمى نفسى..كويس؟
جاوبت عين رفعت:لأنك أول اللى بخاف عليهم وبخاف يمسهم السوء ….وجودك بحياتى مقدرش أستغنى عنه إنتى أغلى شئ فى حياتى.
ردت عين زينب: أغلى شئ فى حياتك…. طب ليه عاوز تخسرنى بهمجيتك وتصميمك عالأنتقام.
رد عقل رفعت: حرقوا قلبى، ولازم يدقوا نفس الحرقه.
ردت عين زينب: هما مين يا رفعت، مين تانى غير هاشم عاوز تحرقه، مش خايف تتحرق معاهم.
رد رفعت: مكنتش خايف قبل ما أقابلك تانى، مكنش لازم القدر يرجعك تانى لحياتى ويجيبك لحد عندى هنا.
ردت زينب: يمكن أنا مجيي لهنا كان علشانك، بلاش يا رفعت… لو صحيح ليا عندك غلاوه…. سامح.
ردت عقل رفعت بفزع: أسامح… أسامح فى أيه.. أنا شوفت النار قدام عيني بتاكل فى جسم أختى وبينى وبينها خطوات، كانت بتدوب زى الشمعه قدامى، الميه بدل ما كانت بتطفى النار… كانت بتخليها تشعلل أكتر…. النيران كانت هدفها إبادةمش بس رضوان الزهار…إبادة كل شئ….
هيدروجين مع ماغنسيوم كانوا كافين جداً للإباده.
نظرت عين زينب صامته لكن بداخل زينب مازال لديها الأمل لإنتشال رفعت من تلك النيران قبل أن يُشعلها.
قطع تواصل العيون بين رفعت وزينب،دخول طارق بأدعاء الخوف عليها.
لكن تنهد براحه قائلاً بترحيب:أهلاً رفعت بيه أكيد سمعت اللى حصل وجيت علشان الدكتوره،بس حضرتك إطمن إحنا نحمى الدكتوره بعنينا.
رد رفعت:لأ مستغنى عن عنيك خليهم فى وشك أنا قادر أحمى الدكتوره كويس،أظن كده الشرطه منتشره فى البلد وفى الوحده كمان،وأطمنت عالدكتوره إنها بخير،هرجع للسرايا تانى …
قال رفعت هذا ونظر ل زينب قائلاً:
ياريت تلتزمى بميعاد الحظر يا دكتوره…سلاموا عليكم.
غادر رفعت بينما قال طارق:حظر أيه يا دكتوره اللى رفعت بيه قال عليها قبل ما يمشى.
ردت زينب:ظابط النقطه بيقول فى حظر تجول بالبلد هيبدأ الساعه سبعه…
أستاذ طارق واضح إن حضرتك ليك علاقات قويه بكُبرات البلد…زى هاشم الزهار وكمان النايب بتاع الدايره وغيرهم.
رد طارق بتفاخُر:أيوا يا دكتوره الحمد لله علاقتى بيهم طيبه محتاجه منهم أى خدمه أنا ممكن أبقى وسيط،بس إنتى مش محتاجه لواساطه،كفايه مركز رفعت بيه فى المحافظه كلها.
ردت زينب:لأ مش محتاجه واسطه ولا حاجه،كنت عاوزه أسألك سؤال،تقدر تقول فضول منى مش أكتر.
رد طارق:إسألى يا دكتوره.
ردت زينب:أنا عرفت صدفه إن كان فى حريق حصل فى سرايا رفعت الزهار من حوالى خمستاشر سنه وبعدها رفعت ورامى سابوا البلد وعاشوا مده فى إسكندريه…
أكيد عاصرت الحريق ده.
رد طارق:إلا عاصرته يا دكتوره ده كان نار من جهنم وقتها البلد كلها كانت بتستغرب النار دى إزاى مبتنطفيش،رغم إن الترعه كانت قدام السرايا والناس تاخد ميه وترميها عالنار،كانت تشعلل أكتر،حتى فى من العمال اللى كانوا بيشتغلوا فى السرايا والمزرعه النار حرقتهم وبقوا رماد،منجيش غير رفعت بيه وأخوه،وبعدها سافروا إسكندريه وإتقطعت أخبارهم لفتره لحد ما إتفاجئنا إن السرايا بتترمم،وكمان بُنى الأسوار اللى حوالين السرايا والمزرعه.
ردت زينب بأستغراب:ليه هى الأسوار دى مكنتش مبنيه قبل كده؟
رد طارق:لأ يا دكتوره كان فى أسلاك شائكه زى اللى بتبقى عالحدود كده،كانت حوالين السرايا وإستطبل الخيل،الأسوار دى اللى بناها رفعت بيه هو وأخوه.
ردت زينب:مش هاشم الزهار المفروض يبقى زى عم رفعت…طب ليه مرحوش عنده بدل ما كانوا سافروا إسكندريه.
رد طارق: معرفش سبب بصراحه، بس رضوان بيه الله يرحمه مكنش على توافق مع هاشم بيه معرفش ليه،وكمان وقتها كان رفعت بيه بيدرس فى الكليه البحريه فى إسكندريه.
ردت زينب: رضوان بيه ده كان كمان تاجر خيول، يمكن ده السبب إنه هو وهاشم بيه مكنوش على توافق، بس هاشم بيه له شعبيه مش كبيره هنا فى البلد ده اللى لاحظته فى الفتره اللى فاتت.
رد طارق: لأ للصراحه رضوان بيه كانت شعبيته أكبر وأطغى،شعبية هاشم بيه مازدتش غير بعد حريق رضوان بيه. … رضوان بيه كان له شعبيه أكبر بكتير فى الماضى… وده اللى كان خلى أهالى البلد يطلبوا منه يرشح نفسه لمجلس الشعب وقتها، وكان فعلاً إمتثل لهم وقدم ورق ترشيحهُ، بس القدر بقى الحريق يحصل قبل الإنتخابات بكم شهر.
تعجبت زينب قائله: وايه السبب إن البلد تطلب منه يرشح نفسه لمجلس الشعب؟
رد طارق: رفعت بيه مش بس ورث الشكل والهيئه من والده رضوان بيه لأ ورث كمان الشجاعه والهيبه، رضوان بيه كمان كان بيشتغل فى السفاره المصريه، كان سفير لكذا بلد… دبلوماسى يعنى… بس اللى اعرفه إنه نفذ وصية المرحوم والده بعد ما توفى إنه يمسك مكانه هنا فى الزهار ويبقى كبير العيله وكمان يكمل مشواره فى تربية وإقتناء الخيول الأصيله.
تعجبت زينب قائله: يعنى والد رفعت كان سفير!…. علشان كده بقى أهالى الدايره طلبوا منه يبقى عضو مجلس الشعب.
رد طارق: مش بس ده السبب كمان كان محبوب وبيتعامل مع الناس والعمال اللى عنده ببساطه…. أنا كنت شاب صغير وقتها كذا مره شوفته قاعد وسط فلاحين فى الغيط بيشاركهم الأكل والناس كانت بتحبه قوى، عمر ما حد قصده فى خدمه الا ونفذها له، رفعت بيه أوقات بيعمل زيه، بس رفعت ورامى بيه حذرين شويه فى تعاملاتهم مع اللى حواليهم.
ردت زينب:طب والحريق كان أيه سببه؟
رد طارق:محدش يعرف…فى بيقولوا كان عامل بيشرب سجاير ورمى عُقب السيحاره فى التبن وبسبب الحر ولعت بسرعه وشعللت فى الأستطبل والنار سحبت منه للسرايا،وفى بيقولوا أن كان فى عدو ل رضوان بيه هو اللى ولع فى السرايا والأستطبل.
ردت زينب:طب مين كان العدو ده.
رد طارق:والله ما اعرف يا دكتوره دى كانت تكهُنات الناس فى البلد وقتها…
بس حضرتك ليه بتسألى الأسئله دى،ممكن كنت تعرفى من رفعت بيه نفسه.
ردت زينب:زى ما قولتلك قبل كده مجرد فضول،وبصراحه خوفت على مشاعر رفعت علشان كده مسألتوش.
تبسم طارق يقول:ربنا يخليكم لبعض يا دكتوره ويرزقكم بالذريه الصالحه….هقوم انا أروح مكتبى أخلص مصالح الناس.
اماءت زينب له رأسها.
خرج طارق بينما
زينب عقلها حائر يربط أقوال طارق مع أقوال الجده إنعام.
كان هنالك عدم توافق بين والد رفعت وكذالك هاشم…رآت نظرات رفعت وهاشم لبعضهم أكثر من مره هنالك بُغض كبير ظاهر منهم للآخر
رفعت أعطاها سابقاً المال دون أن يتباهى بذالك…عكس هاشم هى لا تشعر بناحيه هاشم براحه نفسيه حين يكون قريب منها تكره نظرات عيناه…
رفعت…بعترف إنه من يوم ما مضى ليا عالشيك لفت نظرى و حسيت إتجاهه براحه وأمان نظراته بحس فيها بشئ خاص ليا،صحيح همجى وعنده داء السيطره عليا بس بحب اعانده.
لكن لامت نفسها قائله:
فى أيه فوقى يازينب،ده شخص همجى متعجرف وحكايه النار اللى فى قلبه دى هو مبسوط بيها….قال عقلها:وهتسبيه يا زينب يحرق نفسه بالنار دى،النار لما بتشعلل مبتسبش وراها غير حاجتين
الخراب أو أرض خصبه تنبت زرع أخضر من جديد.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالجامعه.
بمسجد الفتيات.
وقفت ليلى تغسل وجهها من أثار تلك الدموع ثم توضأت وذهبت الى المُصلى أقامت الصلاه وصلت ركعات الظهر، شعرت براحه نفسيه لحدٍ كبير
نهضت تأخذ كتبها وحقيبة يدها، كى تغادر، لكن
وجدت صديقه لها تقول وهى تلهث:
كويس لحقتك قبل ما تمشى من الجامعه قولت هتصلى الضهر قبل ما ترجع للبلد علشان ميفوتهاش.
ردت ليلى عليها: خدى نفسك الأول وبعدين إتكلمى.
إزدرت صديقتها ريقها وقالت بنهجان بسيط
قائله:دكتور وسيم.
ردت ليلى بأستغراب قائله:ماله دكتور وسيم وبعدين إزاى سيبتى المحاضره بتاعته وخرجتى!
ردت صديقتها: لأ ما ده السبب إنى كنت بجرى علشان الحقك قبل ما تمشى من الجامعه.
ردت ليلى بإستعلام:سبب أيه،قولى وبلاش رغى،عاوزه ألحق ورديتى فى الصيدليه.
ردت صديقتها:سيبك من وردية الصيدليه مستقبلك دلوقتى أهم،الدكتور وسيم آجل المحاضره بتاعته ساعه ونص وقال إنه هياخد نسبة الحضور للعملى فى المحاضره دى وأكد اللى مش هيحضر المحاضره هيشيل الماده.
تعجيت ليلى قائله:براحته ميهمنيش أنا مش هحضر ميعاد الورديه كده هيفوتنى،أكيد كلام بيقوله.
ردت صديقتها:لأ مش كلام لو شوفتى وشه هتصدقينى،ورديه الصيدليه الدكتوره ممكن تلتمس ليكى العذر،لكن الدكتور وسيم لو شيلك الماده إنسى إنك تكونى من المتفوقين،حتى لو جبتى فى كل المواد التانيه إمتياز هتفضل الماده دى نقطه سوده فى تقديراتك،وبعدين نفسى أفهم ليه مش عاوزه تحضرى،مش ده الدكتور وسيم اللى كنتِ بتشكرى فيه لأ وكمان بتقولى إنه بلدياتك وقريب جوز أختك.
إرتبكت ليلى وقالت لصديقتها:مفيش…تمام هحضر المحاضره…يلا بينا نروح للمدرج.
بينما وسيم بمكتبه
جلس على المقعد خلف المكتب وقام بفتح زرين من عُنق قميصه ووسع رابطة العنق على رقابته…يشعر بحراره تغزو جسدهُ…لا يعرف لما تضايق من قول ليلى له….
هى لم تُخطئ هو من بدأ بحرمانها من المحاضرات سابقاً… وهذا رد فعل طبيعى منها لو كان مكانها لفعل ذالك….
فكر عقله يتسأل: هل ستحضر للمحاضره وتمتثل لقوله أمام زملائها، وتنحى كبريائها… أم يفوز كبريائها ولا تحضر… لكن حقاً لو لم تحضر للمحاضره ستجعلها ترسب فى مادتك بهذا قد تدمر إجتهادها، ما كان ينبغى أن تتعصب وتقول هذا أمام الطلاب…
لكن نفذ الوقت، إقتربت الساعه والنصف على الأنتهاء
وقع نظره على يده نظره خاطفه.. رأى ذالك الخاتم ببنصر يدهُ… شعور بالضيق فى قلبه حين ينظر لهذا الخاتم يشعر كآنه قيد ليس بأصبعه، بل حول عُنقه… بتلقائيه خلع ذالك الخاتم من إصبعه وفتح درج المكتب وألقاه به… شعور بالراحه كأنه فك القيد من على عنقه.
نهض من مجلسهُ وجذب حاسوبه الخاص وذالك الملف الورقى المكتوب فيه اسماء جميع الطلاب وغادر الغرفه متوجهاً الى قاعة المحاضره…مع كل خطوه يسيرها يُحذر ويفزر،هل ستحضر ليلى أم لا؟
أصبح أمام باب قاعة المحاضرات خطوات قليله للغايه ويعلم،لكن كانت خطوات ضيقه
پالفعل دخل الى قاعة المحاضره تجوب عيناه القاعه بأكملها…. ليلى ليست موجوده.
زفر أنفاسه بضيق
لكن سرعان ما إنشرح قلبه وتبسم وهو يراها جالسه بآخر المدرج، كانت جالسه خلف أحد زملائها الواقف يخفيها عن رؤيته.
تبسم قائلاً بسؤال: كده كل الطلاب موجودين فى المحاضره.؟
رد أحد الطلاب: لأ يا دكتور فى كم زميل وزميله للأسف لضيق الوقت محضروش.
تبسم وسيم يقول: تمام… أنا ممكن أديهم العذر تقدروا تتطمنوهم أنا أتراجعت ودلوقتى بما إن دى المحاضره الأخيره قبل الأمتحانات… فأنا هخلى المحاضره زى مراجعه شامله للمنهج اللى مش فاهم أى جزء فى المنهج أو عنده أى إستفسار يقدر يسألنى وأنا هجاوب عليه.
تغاضت ليلى عن النظر له وقالت لنفسها: يالك من طاووس متغطرس، هو فعل ذالك من أجل إجبارها على حضور المحاضره غصباً… والآن يتغاضى عن ذالك
لكن أثناء إجابة وسيم على أحد أسئلة الطلبه، رفع يديه، لفت نظر ليلى خلو يدهُ من ذالك الخاتم… تعجبت كثيراً لما خلع الخاتم من يدهُ كان قبل قليل يرتديه
نهرت ليلى ذاتها وقالت: ميهمنيش كل اللى يهمنى تنتهى المحاضره دى وأخرج من المدرج.
لكن طالت المحاضره زياده عن الازم بسبب أسئلة الطلبه وإستفسارتهم وردود وسيم الذى توقع أن تسأل ليلى، لكن هى إلتزمت الصمت، تستمع فقط لأسئلة زملائها وإجابته عليهم.
إنتبه وسيم للوقت فلقد طالت المحاضره أكثر من الأزم وأيضاً ليلى لم تسأل سؤال واحد.
تحدث وسيم وهو ينظر لساعة يدهُ: المحاضره طالت أكتر من الأزم أتمنى تكونوا إستفادتوا منها واللى عنده أى سؤال او إستفسار، يقدر يجيلى مكتبى فى وقت تانى وأنا هرد عليه سلاموا عليكم.
ظل وسيم واقف قليلاً يتحدث مع بعض الطلاب، لاحظ خروج ليلى من الباب الخلفى للمدرج، زفر نفسه بشعور الضيق، لكن يكفى أنه جعل ليلى تحضر علها تستفيد لو جزء بسيط،وايضاً ظلت أمامه لوقت كبير.
بينما خرجت ليلى من الباب الخلفى للقاعه هى وصديقتها التى قالت لها:
ليه خلتينا نطلع من الباب الخلفى كنا طلعنا من الباب الرئيسى كان عندى سؤال للدكتور وسيم.
ردت ليلى:إحنا لسه فيها هو عندك عاوزه تروحى له براحتك إنما أنا خلاص حاسه بصداع همشى حتى ألحق أفوت عالدكتوره فى الصيدليه..أعتذر منها سلام.
غادرت ليلى تبتسم لديها شعور بالراحه لا تعرف سببه لما إنشرح قلبها حين رأت يد وسيم خاليه من تلك الدبله، لكن نهرت نفسها قائله: فوقى يا ليلى من الوهم، خلاص ده واحد زى الطاووس بيحب يتفاخر أنه يقدر ينفذ اللى هو عاوزه لما خلاكى غصب تحضرى المحاضره وفى الآخر حتى مندهش إسمين عشوائى، بس والله إستفادت فى نقط وأسئله كنت محتاجه أجوبه واضحه عليها، كويس إنى كتبت الأسئله دى وإديتها لصاحبتى وهى اللى سألته عنها، من غير ما يعرف إن أنا اللى كنت محتاجه للتوضيحات دى.
……….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى حوالى السابعه والربع
بالسرايا
بأستطبل الخيل
هبط رفعت من على تلك الفرسه التى كان يدربها،أعطى اللجام لأحد العاملين لديه مبتسماً يقول:الفرسه دى تهتم بيها وبأكلها كويس.
اومأ العامل له بالقبول.
اخرج رفعت هاتفه وقام بفتحه
وجد إتصال هاتفى من محمود،لكن
بحث عن شئ آخر بالهاتف قبل أن يهاتف محمود،تبسم وهو يرى يرى إشارة جهاز التتبع الموصول بهاتف زينب يعطيه مكانها بالسرايا.
تنهد مبتسماً يقول:كويس إلتزمت بالحظر هتخلينى أفكر أطول مدة الحظر ده.
فى ذالك الأثناء رن الهاتف بيد رفعت:
رد بعد السلام بينهم :كنت لسه هتصل عليك خير…فابيو غادر لليونان ولا لسه؟
رد محمود:لأ لسه والغربيه فتح مدة وجوده بأسكندريه فتره مش محدوده غريبه أنا كنت مفكر أنه هياخد ريما ويفضل يومين تلاته،لكن ده أعطى للاوتيل اللى نازل فيه خبر انه هيفضل لمده غير محدوده،مش عارف بيفكر فى أيه،والأغرب ريما مظهرتش معاه خالص حتى أوقات بينزل يتعشى فى المطعم بتاع الاوتيل بيكون لوحده…تفتكر عمل فيها أيه؟
رد رفعت:ده إنسان سادى وأتوقع يعمل فيها أى شئ،بصراحه تستاهل،فكرت نفسها زكيه وجايه تلعب عليا بحتة فلاشه عليها صور لطفل صغير وبتقولى أنه إبنى مفكره أنى كنت هصدقها وأقع فى فخها بسهوله إبنها مولود بعد طلاقنا بسنه كامله ليه فضلت حامل سنه بحالها،بس الغريب الفلاشه كانت فى درج فى أوضتى ومعاها صوره، الصوره فضلت والفلاشه إختفت.
تعجب محمود قائلاً:قصدك أن فى حد دخل أوضتك وفتشها؟
رد رفعت:لأ الكاميرا اللى فى الممر اللى قدام الاوضه جابت ريما وهى بتدخل لأوضتى ومغابتش،و ده كان ضهر يوم مأمورية إسكندريه، كنت متأكد إنها خدت الفلاشه علشان تبعتها لزينب بس معرفش سبب إنها لغاية دلوقتي مبعتتهاش لزينب،هى سابت الصوره مخصوص علشان زينب تشوفها فتصدق محتوى الفلاشه،بس مش عارف بقى سبب إنها مبعتتهاش لحد دلوقتي،هى عارفه إن الصوره سهل تلفت نظر زينب،لكن الفلاشه ممكن متاخدش بالها منها أو حتى مش هتلفت إنتباها فلاشه مرميه فى درج عادى اكيد مش مهمه…زينب صحيح فضوليه،بس مش هيلفت إنتباها حتة فلاشه مرميه فى درج عادى كده أكيد هتقول ملهاش أهميه
هى كانت عاوزه زينب تشوف الصوره، متأكد أن الفلاشه هتبعتها لزينب فى أقرب وقت.
رد محمود: والفلاشه لما توصل ل الدكتوره هى هتستفاد أيه؟
تبسم رفعت: هى عرفت جزء من أطباع زينب فى الفتره الصغيره اللى قعدتها هنا فى السرايا، وأكيد زينب عندها ضمير وهتصدق إن الولد إبنى، وهتقولى إزاى سايب إبنك يتربى بعيد عنك، وممكن تطلب الأنفصال، ووقتها هى ترجع لحياتى هى عارفه إنى أقدر أقف قدام فابيو لو صدقتها، والعقبه قدامها زينب… بس غلطانه حتى لو زينب مش موجوده مستحيل أفكر أنى أرجعها لحياتى دى كانت غلطه فى لحظة تهور منى، كنت عاوز اقرب من هشام كان الطريق الوحيد وقتها قدامى كانت ريما، منكرش كنت معجب بيها وبجمالها زى أى راجل ما بيُعجب بنت حلوه وظريفه، بس كنت غبى لما إتجوزتها رسمى وربطت اسمى بها، أنا عندى يقين إن هشام عارف كل الأطراف اللى شاركت فى الحريق وهو كمان شارك معاهم، بس يمكن كان أقلهم أسباب، ويمكن كمان ندم بس هو أخد عقابه قبلهم… كفايه خسايره فى القمار والرهانات الخسرانه على خيول مضروبه، ومتأكد هاشم لما كان مستخبى كان عنده فى الڤيلا بتاعته، آه صحيح البنت اللى كانت عالمركب فاقت ولا لسه؟
رد محمود: للأسف البنت ماتت من يومين وده كان سبب إتصالى عليك النهارده، البنت الدكاتره كانوا بيقولوا حالتها بتتحسن بس فجأه كده ماتت عندى شك إن موتتها مش طبيعيه،بالذات بعد زيارة واحده ست قالت إنها أمها ودخلت ليها بعدها بساعات البنت ماتت.
تعجب رفعت قائلاً:طب وامها دى مفيش معلومات عنها.
رد محمود:للأسف لأ حتى البنت مكنش معاها اى إثبات حتى على إسمها،هاشم قدر يفلت المره دى،مكنش لازم نسمح له بالهرب
وجود فابيو قالقينى جداً…فابيو بركان وأكيد هيعمل حاجه تشتت إنتباهنا عنه،خد حذرك كويس الأيام الجايه.
رد رفعت:تمام إطمن فى رعاية الله.
أغلق رفعت الخط مقابل محمود وفتح برنامج على هاتفه ونظر له تنهد بإرتياح قائلاً:
كويس جهاز التتبع اللى فى السلسه شغال وزينب مش بتقلعها غير حتى وهى نايمه.
تنهد بشوق وقال:أما أرجع للسرايا أناكف فيها شويه عالعشا.
…. ـــــــــــــــــــــــ
بجناح مروه ورامى
دخل رامى وحد مروه تجلس على احد المقاعد…تبسم وإنحنى يُقبل وجنتها.
زفرت مروه نفسها:
تحدث رامى:وأيه سبب النفخه دى بقى؟
ردت مروه:زهقانه طول اليوم بين حيطان السرايا.
رد رامى:معليشى بس مشغول اليومين دول شويه فى تدريب فرسه وبعد كم يوم أوعدك أخدك نروح نغير جو فى اى مكان تختاريه.
نهضت مروه مبتسمه تلف يديها حول عنق رامى قائله:بجد يا رميو.
تبسم رامى قائلاً:بجد بس بلاش كلمة رميو دى بتعصبنى،أنا مش بحب الدلع.
تبسمت مروه بدلال قائله:طب متحبش أنى أدلعك؟
رد رامى وهو يضع يديه على خصر مروه بتملك قائلاً:أنا دلعى مش بالأسم يا روحى،دلعى يكون كده.
قال رامى هذا وجذب مروه لتلتحم بصدرهُ وقبلها قبلات عاشقه وشغوفه
لكن قطع القبلات…طرقاً على باب الجناح يصحبه صوت الخادمه تخبرهم ان العشاء جاهز والجميع فى إنتظارهم.
تذمر رامى وهو يترك شفاه مروه ووضع وجهها بين يديه قائلاً:لازم نروح رحله سوا بعيد عن هنا فى أقرب وقت.
تبسمت مروه بدلال وهى تمسك يديه قائله:
وأنا من ايدك دى لأيدك دى معاك فى أى مكان.
تبسم رامى وقام بحضنها بقوه
لفت مروه يديها حول رامى تحتضنه هى الأخرى هامسه تقول:بحبك يا أحلى مسخ.
تبسم رامى يقول:بس الجميله لما قالت للمسخ إتحول…لشاب وسيم من تانى وأكيد الاميرات رجعت تانى تلف حواليه..مش خايفه أحلو فى نظر غيرك.
شعرت مروه بالغيره وفكت يديها من حول رامى وقالت بصوت مهزوز:أنا جعانه خلينا ننزل نتعشى.
تعجب رامى من تغيرها لكن نفض عن باله وقال لها: كويس إن ريما مشيت من السرايا، كانت عامله خانقه فى البيت.
رسمت مروه بسمه قائله:إنت ليه رفضت إنى أحضر خطوبة وسيم معاك.
رد رامى: مفيش سبب الخطوبه كانت مختصره حتى رفعت محضرهاش.
ردت مروه: رفعت محضرهاش أكيد بسبب وجود ريما.
رد رامى: ريما نفسها محضرتش، قولتلك كانت مختصره، خلينا ننزل نتعشا.
لا تعرف مروه سبب لشعورها بالغيره بعد رفض رامى ذهابها معه لخطوبة وسيم ولمى،بعد أن علمت أن مهره ايضاً لم تحضر للخطوبه،وكان هناك بعض صديقات لمى جائوا من الأسكندريه،ترى هذا هو السبب أن يعود رامى مره أخرى لمصاحبة الفتيات.
…………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت من إنتهاء العشا
ذهبت زينب قليلا مع إنعام ثم عادت لغرفتها
بدلت ثيابها بأخرى للنوم،وتوجهت للفراش،لكن سمعت طرق على باب غرفتها.
للحظه أعتقدت انه رفعت لكن بالطبع لا فهو همجى يدخل للغرفه دون إستئذان.
نهضت وفتحت الباب وجدت إحدى الخادمات أمامها،قالت لها:آسفه يا دكتوره الظرف ده جه النهارده الضهر بأسمك عالبوابه والحارس جابه لهنا أتفضلى.
أخذت زينب الظرف مبتسمه تقول: شكرًا تصبحى على خير.
أغلقت زينب الباب وفتحت الظرف تعجبت من محتوى الظرف،هو لا يحتوى سوا على فلاشه!
مسكتها بيدها وقالت بتعجب:مين اللى هيبعتلى فلاشه وياترى عليها أيه،لا تكون خدعه من الهمجى ويكون عليها ڤيرس،يڤيرسلى الفون…
بس الفضول مش هيخلينى أنام قبل ما أعرف الفلاشه دى مين اللى باعتها ليا لو الهمجى وعليها ڤيرس هدفعه تمن فون جديد ماركه عالميه زى الفون بتاعه.
بالفعل آتت زينب بهاتفها ووضعت الفلاشه وقامت بتشغيلها…لتنصدم قائله:رفعت عنده ولد من ريما ومخبى عليا.
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى العوينات، بصحراء مصر
بعد يوم عمل شاق أسفل شمس الصحراء وأصوات ماكينات التنقيب، إرتمى مجد بجسدهُ فوق فراشهُ يشعر بالأرهاق، أغمض عيناه جائت تلك السندريلا الى خيالهُ تنهد بأسمها قائلاً: هبه.
أخرج هاتفه من جيبه وفتحه على تلك الصور الذى إلتقطها لها ليلة عُرس رامى خلثه، يشاهد صوره خلف صوره حفظ عقله تلك الصور
تبسم بتشوق للحديث معها عبر تلك الرسائل القصيره بينهم، لكن الآن الساعه العاشره والنصف وهى قالت له سابقاً انها تنام مبكراً من أجل دروسها، قد تكون نائمه فهى طالبه بالثانويه العامه وهذه السنه هى من تحدد المستقبل كلهُ شاور عقلهُ…. إبعث رساله عاديه إن كانت مستيقظه سترد عليها وإن كانت نائمه ستراها صباحاً، وترد عليها ويكون أحلى صباح حين تستفتح اليوم برسالتها…. لكن لا قد تكون نائمه وتصحو على صوت الرساله
أصبح حائر بين إرسال رساله أو عدم إرسالها.
بينما السندريلا ذاتها هى الآخرى مُستيقظه على فراشها الهاتف على الفراش أسفل يدها تنظر لسقف الغرفه، لا تفكر بشئ لكن فجأه تذكرت حديث مجد المرح معها حول أفعاله هو أخته، جذبت الهاتف وضعته بين يديها وفتحت ذالك التطبيق، وآتت بإسم مجد
شاورت عقلها، أن ترسل له رساله….
لكن ماذا تقول… هو بالتأكيد نائم هو يعمل تحت الشمس طوال اليوم،وأيضاً منعها الحياء….
لكن فكرت بمكر ودهاء قد تلفت نظره دون أن تضطر لإرسال رساله وتتنازل عن حياؤها.
فتحت الفيسبوك على أحد المواقع وقامت بأخذ أحد المنشورات ونشرتها مشاركه على صفحتها الشخصيه بالتبعيه سيتلقى مجد إشعار لديه بالمنشور.
فى ذالك الوقت كان مجد مُستلقى على الفراش، سمع إشعار لديه
نظر للهاتف أنه من صفحة هبه قامت بنشر منشور الآن…. إذن مستيقظه، إنها فرصه له
سريعاً قام بالتعليق عليها
تبسمت هبه مكرها آتى بفائده.
ارسل لها مجد رساله
سرعان ما تبسمت وردت عليه ليأخذهم الحديث سوياً الى عدة حوارات حول بعض اساليب التنقيب عن البترول،الى أن غير مجد دفة الحديث قائلاً:
تعرفى إننا هنا فى المكان مفيش اى بنت حتى فى الإداره،دول قاعدين تحت التكيفات فى مكاتب خاصه لهم،إنما الغلابه اللى زيي دماغهم ساحت من حرارة الشمس وفى الآخر نتحسد عالمرتب اللى بالدولار.
تبسمت هبه قائله:طيب أهو فى مقابل كويس،بس مين قالك إن البنات اللى قاعدين فى التكيفات مبسوطين بكده،وكمان مش قاعدين يلعبوا دول بيحللوا عينات من التربه ويقدموا تقارير عن ده يعنى شغلهم كمان صعب وبيعتمد عالتركير والتأكيد، الغلطه منهم ممكن تكلف الشركه كتير ووقتها الشركه مش هتغفر لهم الخطأ ده،أنا بتمنى أدخل كلية الهندسه تعدين،وأشتغل بعدها فى شركة بترول وأقبض بالدولار زيك كده.
تبسم مجد يقول:كلكن عينه واحده عينكم فى دولاراتى،زيك زيك زى زينب أختى،والله أنا قصاد الدولارات دى بشتغل ليل نهار،يعنى أنا من الفجر عالبريمه فى الموقع يادوب لسه راجع السكن آخد شوية راحه قبل ما أصحى الفجر تانى
بس أقولك أنا عندى ليكى شغلانه تانيه ممكن تقلبى منى بها دولارات زي البت زوزى ما بتقلبنى ويمكن أكتر كمان.
رغم أن هبه تفهم حديث مجد لكن إدعت الغباء و قالت له:وده إزاى بقى هفتح مكتب صرافه.
تنهد مجد يهمس قائلاً:والله البت دى غبيه ومبتفهمش بالتلميح يا مجد حظك الأسود،أختك والبت اللى بتحبها أغبياء.
تحدثت هبه قائله:مش بترد عليا ليه أكيد هلكان تصبــــــــــ
قبل أن تكمل هبه تحدث مجد:لأ لسه شويه كده مش جايلى نوم خلينا نتسلى شويه.
ردت هبه بمكر:هنتسلى فى أيه؟
رد مجد:نرغى سوا وهو فى أحلى من رغى الليل،وحلاوة رغى الليل،طب إنتى ليه منمتيش لدلوقتى.
ردت هبه:مفيش كنت بذاكر وزهقت وقولت آخد وقت مستقطع وبعدها هرجع اذاكر تانى خلاص الأمتحانات عالأبواب،وانت ايه اللى مصحيك لدلوقتى،مش بتقول هلكان طول اليوم؟رد مجد:أنا بفكر فى اللى القمر ناسينى.بمكر قالت هبه:قمر ايه اللى ناسيك يا عم أنت قاعد فى الصحرا والشمس والقمر فوق راسك.همس مجد يقول:والله نفس غباء زينب أختى.لكن قال لهبه:قمره عايشه فى الشرقيه بعيد عنى،والله نفسى أخدها من إيديها وأجيبها هنا جنبى فى العوينات وآخد انا وهى شقه لوحدنا.فهمت هبه مقصده وقالت بمكر: أه فهمتك قصدك مين القمره.تبسم مجد يقول بتنهيد:أخيراً…طب فهمتى قصدى مين ؟ردت هبه ماكره:أكيد تقصد الدكتوره زينب أختك،مش هى أختك الوحيده وعايشه هنا فى الشرقيه.
صُدم مجد قائلا: وهى زينب أختى تقرب للقمر أصلاً… أنا قصدى..قاطعته هبه قائله: دى قمر اربعتاشر وعارفه إنك تقصدها بالقمره
بصراحه تستحق تشتاق ليها.همس مجد لنفسه: أنا أشتاق لزينب دا أنا مصدقت أتخلصت منها وأتجوزت بعيد عنى.لكن قالت هبه بمكر:بصراحه أنا بحسد زينب على أخ زيك وكان نفسى يبقى عندي أخ كبير زيك،ونفسى ليه،أنت زى رامى،يعنى تعتبر أخويا.صُدم مجد يهمس عقله: أخويا… يا مصيبتك يا مجد دى البعيده مبتفهمش خالص.
لكن شعر
بإغتاظ منها قائلاً: يظهر من كتر المذاكره مخك ساح، أنا بقول تروحى تنامى علشان تصحى فايقه.
ألقى مجد الهاتف على الفراش قائلاً:
البت زوزى دى حظك النحس يا مجد لأ وسندريلا شكلها غبيه ومبتفهمش فى التلميح، أحسن حاجه أقول لها كبس كده….أنا بحبك يا سندريلا.بينما تبسمت هبه على غيظ مجد الواضح، ماذا ظن هذا الأحمق أنها لا تفهمه، لكن هو لا يفهم مكر حواء مهما كانت صغيره، قادره على التلاعب بأعتى عقول الرجال مابالك عقل هذا الأحمق المفضوح أمامهاــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
بمشفى بغرفة حاضنه خاصه للأطفال المبتسرين المولدين قبل ميعادهم
كان ذالك الصغير، عيناه تقدح نيران ينظر له
كآن نظرات عيناه السنة لهب تحرق جسده،
ليس هذا فقط فُتح باب الغرفه، ودخلت فتيات خلف بعضهن
منهن من تسير بأجساد مفتوحه خاويه تنزف دماءً وأخريات يرتدين ثياب عاهرات عيناهم متقده بنيران، ألتفوا حوله وبدأن برفع أيديهن يحاولن نهش جسده بأظافرهن الطويله… كان يعود للخلف وهن يتقدمن عليه الى أن وقع على الأرض دون إنتباه، شعر بوقوع ذالك الصغير فوقه وقام بلف تلك الأنابيب الرفيعه التى كانت عليه حول عُنقهُ وأعطى للفتيات الطرفان من الانابيب،
أمسكن الفتيات الطرفان كل من ناحيه تشدان بقوه الانابيب الرفيعه التى تضيق حول عُنقه تكاد تخنقهُ.
لكن
إستيقظ فجأه برعب يضع يديه حول عنقه وأشعل الضوء
ونهض من على الفراش وذهب الى المرآه ينظر بها، حول عنقه،، لا شئ، إذن ما رأه كان كابوساً مُخيف لاول مره يرى كابوس بحياته.نظر الى ذراعه وجدها تنزف دماءً…
تحدث لنفسه: مالك يا هاشم أول مره تشوف كابوس… أكيد ده هلوسه من المسكن اللى اخدته علشان إصابة إيدكذهب هاشم لحمام الغرفه واتى بحقيبة الاسعافات… وبدأ فى تضميد جرح يده الى أن إنتهى، نهض وذهب الى المرآه الموجوده بالغرفه ووضع حقيبة الاسعافات لكن لمح بالمرآه طفل وليد موضوع على الفراش.للحظه هلع ونظر خلفه على الفراش، الفراش فارغ، ما قصة هذا الوليد وتلك الفتيات المرعبات المنظر…
أغمض عيناه للحظه، لكن ندم على ذالك بسبب ذالك الوليد الذى ظهر له بخياله عيناه إختفت منها الحياه، وأغمض الوليد عيناه لكن سرعان ما فتح عيناه، رأى عين أخرى رأها سابقاً تتحداه… عين نعمان!… أجل عين الوليد كانت تشبه عين نعمان
فتح هاشم عيناه وذهب يجلس على الفراش يتصبب عرقاً، القى بجسده على الفراش حاول أغماض عينه مره أخرى، لكن جاء ذالك الوليد يُعيد مشهد حدث بالماضى
هذا الوليد الذى كان كل ما يوصله بالحياه مجموعه من الأنابيب الرفيعه، سواء التى كان يتغذى بها او حتى تمده بأكسچين الحياه
هو نزع من ذالك الوليد الحياه ، حين نزع عنه تلك الأنابيب الدقيقه الموصوله بجسده… لم يتحمل الوليد ذالك سوا ثوانى بعدها فارق الحياه مبرأ من أى ذنب تاركاً ذنب عظيم لمن فقد إنسانيته وتحول لشيطان قاتل يحمل أقسى الآثام سواء كان قتل الفتيات الصغيرات
او
سلب حياة هذا الوليد البرئ.لكن… شيطانه تحكم به وفكر أن سبب ذالك الكابوس هو تلك الحبه الذى تناولها قبل أن ينام حتى لا يفكر
كيف لذالك الحقير المعدوم صفوان أن يبلغه رفضه عرض زواجهُ من إبنته له بل وتحداه أيضاً بمن يستقوى ذالك المعدوم صفوان أمامه ألا يعلم من…. هاشم الزهار.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق بين نيران الزهار)