رواية زهره الأشواك الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم نور ناصر
رواية زهره الأشواك الجزء الثاني والخمسون
رواية زهره الأشواك البارت الثاني والخمسون
رواية زهره الأشواك الحلقة الثانية والخمسون
– عارفه هتقول اى.. احنا لسا منعرفش ولد ولا بنوته بس هو عجبنى اوى فجبته..
– الغيه
نظرت له من ما قاله صمتت قليلا قالت – الغي اى.. الاوردر.. لى.. مش عجبك… تمم ممكن نختار حاجه تانيه فى كتير وبيور اوى ب..
قال بانفعال ليصمتها- هو مش هيجى اصلا
وهنا سكنت ملامحها ونظرت له وتختفى ابتسامتها رويدا رويدا قالت – ممين إلى مش هيجى
– نزليه
لتنظر لكلتا عيناه الغريبه التى تراهما لاول مره خاليه من المعانى قالت وهى تقطع- أ..انزل اى
ليكيل عليها بصاعقه تشق قلبها لنصفين وهو يقول- الجنين ينزل
انهال عليها بتلك الجمله لتقف متصنمه من بين جملته لا تستوعب كان الزمن توقف عند تلك اللحظه – انت بتقول اى يا ياسين
صمت وكان لا ينظر لعينها اقتربت منه وهى تقول – رد الى انت بتقوله ده
– الى سمعتيه
انصدمت أنه ياكد عليها بما قاله – عايزنى انزل ابننا
صمت صاحت به بانفعال وقال – ما ترد
– اه يافريده
كان باردا هى تطالعه بصدمه.. صدمه كبيره لمن يقف أمامها ولا تصدق ما بصق من فمه للتو- لازم تنزيله
قالت بغضب شديد – انت اتجننت.. بتقول اى
– هو لسا مجاش اصلا.. ف وقت
– وقت لا اى..انت مستوعب إلى بتقوله.. مستوعب بتطلب منى اى
اقتربت منه وقالت : عايزنى اقت.ل ابنك.. دلوقتى بتقول انك.. انك مش عايزه
قالت ذلك بتقطيع وجملتها جعله الالم يظهر على وجهه وهو يقاوم نظرت له قالت – انت إلى كنت بتخاف عليه من اقل حركه منى.. بتحذرنى من تنطيطى ليل نهار تسهر جنبى لحد ما تتأكد أما انام وتكلمه..
مسكت وجهه وهى تجعله ينظر إليه قالت – بتقلق من خروجى واكلى موصينى اهتم بنفسي ليه.. مش عشانه…. بصلى يا ياسين عارفه انك بتهزر انت متمسك بيه اكتر منى.. قول انك بتهزر
كانت تنظر له باعينها الراجيه التى ع وشك أن تدمع وتبتسم لكنه قال – بتكلم جد يافريده.. الطفل ده مش هيجى
انصدمت وتلاشت ابتسامتها قالت – مستحيل تكون بتتكلم جد انت بتكدب.. من كل عقلك وقوام العقليه عايزنى أنزله… رد مش عايزه يجى
– مش عايزه يافريده
صمتت ابتعدت عنه نظر إلى يدها وهى تتركه وتعود خطوات للوراء بذهول قال – فريده
– بس كفايه مش عايزه اسمع منك حاجه تانى.. هنسي الى قلته ايام تفتحه
– وانا مش عايزك تنسيه عمان الدكتوره عشان العمليه
نظرت له بصدمه وهو بيمسك تلفونه نتشته منه وقالت – بتعمل اى.. وعمليه اى إلى اعملها
– اجهاض
نظرت له بشده دمعت عينها قالت بغضب – قولتلك مش هعمل كده
– هتعمليه
دفعت هاتفه أرضا ليتكسر نظر لها بشده قالت – مش هعمل يا ياسين.. ازاى تقولى كده انت اكيد فيك حاجه.. عايز نقت.ل ابننا
دمعت عينها واردفت – الى حصلك.. إلى قلبك كده
حزن من نبرتها قال – فريده أنا بعمل كده عشانك
– عشانى.. مين قالك انى مش عايزاه.. هاا… بأى حق تاخد قرار زى ده
– أنا لسا مخدتش وبرجعلك
– لا كويس.. وعايزنى انقاشك فى قرارك ده.. عايزنى اوافق انى أنزله
– ده عشانك ا..
– انا عايزاه..
نظر لها حين قاطعته وقالت ذلك بصرامه وقوه قالت – لو انت مش عايزه ف ده يرجع لك بس ده ابنى.. ومحدش يقدر ياخده منى.. حتى انت يا ياسين
قالت ذلك بتحذير وكأن الامومه داخلها جعلت منها امراه عكس من يعرفها لمجرد أنه فكر بأخذ طفلها ذهب وهى تصعد لغرفتها تنهد بضيق قال – فررريده
لم ترد عبسه تبعها ودخل الأوضه مسك أيدها وقال – انا خايف عليكى
– انت عايز تموتنى مش خايف عليا.. مدرك بتقول اى
اقترب منها وهو يقول- هفهمك
لكنها ابتعدت نظر لها من ابتعادها قالت- تفهمنى اى
مسك أيدها قال- فريده
افلتتها من يده قالت – ابعد.. انت مستحيل تكون ياسين
كانت عيناها مليئه بالخذلان قالت – ياسين عمره ما يطلب منى طلب زى ده ياسين عمره ما يفكر كده.. يقتل.ل ابنه… روح.. معملتلوش حاجه.. لو هو مش فارق معاك فكر فيا أنا
قال بانفعال وقلبه ينقهر من كلامها – انا لو مكنتش بفكر فيكى مكنتش قولت كده..
نظرت له من ما قاله بتلك النبره طالعته من تحوله- فريده الإجهاض فى مصلحتك الحمل مش هيكمل.. نزليه….
صرخت له وهى تضع يدها ع اذنها قالت- اسكت بقااا مش عايزه اسمع إلى بتقوله ده
– لازم تسمعيه…
– مستحيل أنا مش هعمل كده..مش هعمل إلى انت عايزه
كانها تخبره بقرارها بكل جديه نظر لها من تمسكها الشديد قالت – عرفت ردى مش كده
ذهبت خدت وساده ولحافها قال – راحه فين
لم ترد عليه أوقفها قال – ردى عليا
– هنام فى اوضه تانيه.. بعيده عنك
– مش هتخرجى من هنا.. اعقدى
– وانا قولتلك ابعد مش هعقد هنا معاك
نظر لها من عصبيتها تنهد وقال – خليكى
-لو اعترضت هخرج من البيت كله واسبهولك تشبع بيه
– قصدى اعقدى دى اوضتك.. هخرج أنا
– خايف عليا اوى..
قالت ذلك ساخرا وسخريتها تهلك قلبه أردفت – دى اوضتك مش اوضتى انا مش عايزه أعقد هنا بسببك اصلا
بعدت عنه ومشيت وتركته واقفا بجمود وجهه الذى يحتله لتحمر عينه تنهد وهو يخفض رأسه
دخلت فريده اوضه وقفلت الباب سالة دمع من عيناها راحت نامت على السرير وهى بتفتكر كلامه ” الجنين لازم ينزل”
“مش هعمل كده انا حره”
” انا مش عايزه”
” انت عايزاه بعفيك منه”
” هينزل يافريده ”
عيطت وهى تستلقى وتغرق فى بكائها ونادمه أنها انتظرته وبقيت حتى أتى.. ليتها نامت ولم يعكنن عليها هكذا.. لقد عكر صفوها وجرح قلبها جرحا عميقا يستحيل تطيبه
راح ياسين ناحيه اوضتها ولسا هيفتح الباب سمع صوت بكائها- ده مش ياياسين..
توقف عند ما قالته- انت مش كده.. تق.تل روح لا وابنك كمان.. لى
انتشل ذلك الوجه الجامد وامتزج وجهه بمعالم الحزن وهو يغمض عيناه باسى شديد ويهمس بقول – ده مش انا فعلا
ابعد يده ولامس الباب وكأنما يود أن يلتمسها هى ويريد أن يربت عليها بدلا من ذلك الباب الذى يحجبها عنه
***
فى جنينه منزل تسنيم كانت قاعده مع ايهاب وتنظر إليه وهو ملاحظ نظراتها الذى تلقيها عليه من حين لآخر- تسنيم.. هتفضل بصالى كتير
– انت عامل عمله وخايف منى
نظر لها باستغراب قال – عمله؟!
– اه امال مضايق من بصاتى لى
– عشان غريبه.. ومش مريحانى.. اقوم امشي
قام لكنه امسكت يده اجلسته قالت – خلاص
تنهدت قالت – معاك حق أنا كنت بشوفك لذا كنت زيه ولا لا
– زي مين
– انس
نظر لها باستغراب قالت – انت مش هتخونى صح
– لى بتقولى كده
– رد الاول
– اممم لا
– اى معنى اممم دى هااا.. بتفكر.. ولا عامل حسابك لبعدين
حط أيده ع بقها وقال – اسكتى مبتصدقى تتفتحى
لسا هتعض أيده بعدها علطول نظر لها بضيق بعدت شعرها عن وجهها بثقه قالت – خاف ع ايدك
– وانتى خافى ع نفسك
– هتعمل اى يعنى
– انتى عارفه أنا اقدر اعمل اى
نظرت له من جملته ونظرته تلك ارتبكت قالت – ايهاب انت بتقلقنى منك
ابتسم قال – خايفه منى
– اه اوقات بتخوف
– خلينا ف الأوقات إلى مبخوفش.. قولى بتسالى لى إذا كنت بخونك
تنهدت وقالت : انس الى كنت بقولك مبطيقهوش بس بنستحمله عشان يارا..
اومأ لها بتذكر قال – ماله
– خانها الحقير.. لو شوفت اخر مره كلمتنى فيها قلبى وجعنى رغم أنها من النوع الى مبيظهرش ضعفه ومتكبره بنوع كبرياء.. إلى هو أنا مبعيطش ع أساس أنها مبتحسش.. بس مين فينا نبيحسش احنا أضعف من كده بكتير
نظر لها سندت وجهها على كفيها بحزن قالت – صعبانه عليا عاوزه اروحلها
قال بهدوء – سيبيها
بصت له باستغراب قالت – بقولك قلقانه عليها وعايزه أخرجها تقولى سيبيها
– مش هتعرفى تخرجيها من الى هى فيه يا تسنيم
نظر لها واردف – وجودك معاها مش هيعمل حاجه هى لازم تبقى لوحدها عشان ترجع زى الاول
استغربت منه وكأنه يحكى حالته الذى خاضها أو لا يزال يخوضها كما تتيقن هى قالت – انت شايف كده.. تمم
– الجامعه عامله اى
– الحمدلله تمم.. بنصيح أنا وفريده
صمت حين ذكرت اسم فريده أمامه وشردت ملامحه لوحله نظرت له ومن تعبيراته قالت – مش هتسالنى عامله اى
– بدام معاكى وبتروج جامعتها ف هى كويسه
اومأت له قالت – هى كويسه فعلا… حامل
تفجأ كثيرا بصلها وقال – حامل
– اه.. أنت متعرفش
سكت بصتله وقالت – بحسبك عارف ممكن باباك عنده علم اكيد
– ممكن.. ربنا معاها
– يارب.. ياسين معاها متقلقش
لم يرد عليها بينكا تنمر له بطرف عيناها من أن يكون الخبر له تأثير داخله
– تسنيم حبيبتى
– نعم
قرب منها نظرت له عادت للخلف قال وهو يثقبها -متحاوليش تشوفى اهميه حد غيرك عندى والكلام ده ملوش داعى سواء عن فريده هى وياسين وحملها..
نظرت له بشده من نظرته الماكره فهو فهم أنها تريد رؤيه تأثير ذكرها عليه اتوترت قالت- أنا كنت بكلم معاك عادى
– متاكده أنه كان كلام عادى؟!
سكتت قرب منها قال – أنا نسيت فريده
نظرت له حين قال ذلك وكأنه يريح قلبها الذى لا يهدأ تنهد بضيق قالت – خلاص تمم… أنا لسا بغير بس عايزه اتاكد واحس انى أنا بس الى فقلبك
فلا يزال الثقب داخلها موجود قرب منها وباسها من خدها نظرت له قال – اتاكدى
– انت عملت اى.. ممكن حد يشوفنا.. بابا مش هيخرجك سليم
حط إصبعه ع فمها قال- بس مفيش حد.. انتى كده إلى هتعرفيهم
سكتت وشها احمر بخجل بعد عنها اعتدلت فى جلستها بخجل نظرت يمينا ويسارا فكانوا بمفردهم نظرت له خفضت وجهها وضعت يدها ع ايسر خدها الذى قبله للتو وهى تبتسم فى الخفاء ابتسم ايهاب عليها قرب أيده وأمسك يدها نظرت له وصمتت وبادلته ليطبق على يدها بتملك
***
فى صباح اليوم التالى كان ياسين جالس منذ البارحه الذى لم ينم فيها مفتخ العينين شاردا هو فى هموم قلبه من بعد المكالمه الذى أتته وقلبت الموازين فوق رأسه.. لم يعد شئ داخله كما كان.. بل انطفأ تماما حتى الراحه قد سلبت منه
جه الخادم قال – ياسين بيه.. داليا هانم هنا
نظر لها دخلت داليا اقتربت منه بابتسامه قالت – عامل اى
حضنته بفرحه قالت – يارا قالتلى انها كانت عندك امبارح واتصالحتو
تنهد ربت عليها وابتعد قال – اه
– كويس كان مشغول بال عليكو
صمت نظرت له اختفت ابتسامتها من تعبير وجهه قالت -ياسين.. مالك
– ماليش.. اعقدى
نظرت له ذهب وجلس تبعته وجلست بجانبه قالت – انت منمتش ولا اى
– تشربى اى
– انت هتعاملنى كضيفه..
مسكت وشهه قالت – مالك.. فيك اى
سكت ربت على يدها قال- أنا كويس متقلقيش
– امال ف اى.. شكلك ميطمنش
جت الخادمه قالت – ياسين بيه.. مدام فريده رفضت تاكل
كانت فريده صاحيه قاعده فى أوضتعا بمفردها سمعت صوت طرقات ع الباب قالت- قولت مش عايزه حد
اتفتح الباب دخلت داليا قالت – ده انا يافريده
لفت وشافتها تفجأت من وجودها هنا قالت – ماما داليا..
وقفت راحتلها قالت – انتى هنا من امتى
ابتسمت لها بهدوء قالت – من شويا.. عامله اى
صمتت قليلا ثم قالت- الحمدلله… طول ما ابنى كويس أنا كويسه
نظرت لها داليا حين قالت ذلك قعدت ع الاريكه قالت – تعالى اعقدى عايزه اتكلم معاكى
راحت وجلست بجانبها نظرت لها داليا والحزن الذى ظاهر عليها تنهدت قالت – ياسين قالى ع الحصل مبنكو
قالت ساخره- اتوقعت ميقولش لحد عشان مكانته
– مالها مكانته بالى قاله
– واحد عايز ينزل ابنه يعمل عمليه اجه.اض لمراته.. ده لو حد عرفه مش هيضر ده باسمه
– انتى إلى بتقولى كده عن ياسين يافريده
سكتت حسيت انها هتعيك قالت بحزن – أنا معدتش عارفه حاجه ولا عارفه مين الراجل إلى معايا ده ..
دمعت عينها واردفت – أنا لقيته جايلى بيطلب منى انزله.. بيقولى مش عايزه.. مش عايز ابنه.. كأنه مش معترف بيه أو بيتخلص منه
امسكت بها وقالت – لا يافريده ياسين مش كده
– تفسرى الى قاله اى
سكتت داليا وهى تنظر لها وكأنها كانت ستقول شي لكن صمتت تنهدت قالت – ياسين شايف إلى انتى مش قادره تشوفيه
نظرت لها بشده قالت – انتى معاه
– يافريده افهمى
نزلت أيدها وقالت – افهم اى.. شايفه كلامه مش غلط وجايه تخلينى اعمل إلى عايزه
– احنا مش ضدك احنا عيلتك
– أنا مش عايزه حد يبقى معايا وضدى.. أنا عايزه ابنى.. لو انتى معاه فانتى حره
– أنا مع الصح.. ياسين عمره مياخد قرار يضرك
– إلى هو اى انزل ابنى.. اقت.له
– هو خايف عليكى
– أنا قولت إلى عندى مش هنزله..
رأت تمسكها الشديد به نظرت لها قالت – لو انتى كنتى هتعملى هتمو.تى ابنك.. لى مش فاهمين أهميته بنسبالى…لو هو مش عايزه أنا عايزاه وهعفيه منه مش هيشوفنى ولا هيشوفه
– انتى بتقولى اى.. عايزه تسيبى ياسين بعد كل إلى مريتو بيه
كبحت دموعها قالت – هو إلى مش عايزنى
تنهد قالت – الكلام معاكى صعب لى
– سيبيها
نظرو إلى الصوت وكان ياسين نظرت له فريده قال – هى حره وانا كمان حر
لن تفهم ما يرمق إليه وكأنه يخبرها أن بعد ذلك لن يحدث إلى ما يريده مشي نظرت داليا الى فريده ذهب بتتبع ياسين قالت- ياسين
قربت منه وقالت – لى قولتلها كده.. كنت قربت أقنعها لو مكنتش أدخلت
– فريده مش عايزه تسمع لحد.. ومش هتدى فرصه أنها تقتنع حتى
نظرت من ثقته قال – بتقول انى مش معترف بيه.. مش معترف بابنى
قالت ذلك بصوت مبحوح شعرت بالحزن عليه قال وهو يتنهد – مش عارفه تفهم.. صعب عليا إلى بقوله بس لو حصلها خاجه أنا همو.ت
قالت بخوف – بعد الشر إنشاءالله كل حاجه هتبقى بخير
– فين الخير.. كل اما بقول كده بتجيلى المصائب من كل حتى.. لما بستريح الاقى خبر يرجعنى لورا.. كأن مكتوبلى الوجع دائما مش مكتوبلى ارتاح
اشفقت داليا ع أبنها قالت – لى مقولتلهاش وعرفتها
– مش عايز ازعلها واحسسها انى هخسره بسببها.. مش عايزها تحس انى بضحى والعيب منها
– بس انت خلتها تشوفك وحش وفاكره انك مش عايزه ولا عايزها وبتتهرب من مسؤوليتها..
مسكته وقالت – ياسين انت مش فاهم ده جوانا بيبقا عامل ازاى لما تحسسها بشعور ده فانت بتقولها انك ف اى وقت قادر تسببها ومش عايز حاجه تربطك بيها
قالت بتأكيد – فريده فكراك بتتخلى عنها
صمت معقول أنها فكرت بيه هكذا بعد كل ذلك الحب الذى يكنه داخله،سمع صوت نظر وكان من غرفه فريده لينتابه القلق وذهب سريعا إليها قال – فريده
لقاها ماسكه الكمود ودايخه راحلها قال – فريده.. انتى كويسع
نظرت له وكان باين عليها التعب نفيت له كانت هتقع امسكها شالها حطها ع السرير قالت داليا – اتصل بدكتور
خرج ياسين راح اوضته وجاب ادويتها رجع وخرج حبه امسك رأسها وضعها فى فمها وجعلها تشرب من الكوب برفق وهو تبتلعها نظر لها قال – أحسن
اومأت له تنهد بارتياح نظرت داليا لها قالت – من أى يافريده.. مكلتيش
قال ياسين- اجهاد
نظرت له فريده فالك الكلمه سمعتها من الطبيبه قال- طول ما هو لسا جواكى فده شويه من الى هيحصلك
اضايقت وقالت – ده بيحصل لأى واحده ف خالتى
– حالتك عن الغير.. مفيش حد بيحصله الاعراض المبالغة دى غيرك.. هو بياخد من طاقتك
– هديله روحى يا ياسين سمعتنى
نظر لها حين قالت ذلك بتلك الجديه لتأكد عليا – سمعتنى هديهاله بدون تردد
نظرت داليا إلى ياسين وأثر جمله فريده عليه قال – مش هسمحلك
نظرت له حين قال ذلك – هينزل
انصدمت ابتعد عنها وهيمشي قالت – مش عايزه مش كده..
توقف نظرت له وقفت قالت – مش معترف بيه.. ولا عايز تشيل مسؤليته
نظر لها بصدمه وكانت عينها مليئه بالحزن والخذل تلك النظره التى تفتك بقلبه حزن عليها قال – انتى بتقولى اى
عيطت وقالت – انت إلى خلتنى افكر كده.. مش عارف كلامك بيقتلنى ازاى
قرب منها بهدوء وضع يده على معدتها نظرت له قال – ده ابنى
– امال لى عايز تنزله
صمت صاحت به وقالت – رد.. ف اى.. إلى حصلك.. انت مكنتش كده.. لى مش عايزه يجى
صاح به بانفعال وقال – عشان متروحيش منى
نظرت له بشده حين قال ذلك قالت – مش فاهمه اروح منك ازاى
مسكها وقال – افهمى بقا لو كملت ف الحمل ده هتموتى.. سمعتينى مش هتستحملى
انصدمت بما أباح لها به نظرت له من غضبه قالت – لى بتقول كده
نظرت الى داليا التى كانت حزينه وكأنها تعرف نظرت إلى ياسين قالت – قصدك اى بانى همو.ت.. اتكلم.. إلى مخبيه عنى
مسكت أيده ونظرت له قالت – ارجوك قول إلى جواك.. ف اى
تنهد وهو ينظر إلى عيناها ليبوح لها ويقول – امبارح دكتور اتصل عليا.. وقالى انك مينفعش تخلفى
F
– دكتوره نجلاء كلمتنى.. صحيح أن فريده حامل
– اه.. قالتلى عايزه تكلم معتم بخصوص حالتها
– كان لازم تقولى يا استاذ ياسين.. اتفجأ من الدكتوره إلى بتابع معاها
– انا افتكرت لما هى سالتنى عن مرضها.. بحسب مش هياثر حملها علاقته اى
– اى حاجه مرتبكه يفريده فهى هتأثر وهتأثر عليها اوى
قلق من ما قاله – هو ف حاجه
– مش عارفه اقولك اى بس الحمل مش هيكتمل
– لى
– فريده مريضه فالقلب.. هتحصل مضاعفات الحمل واعراضه هتاثر ع قلبها.. الحمل مش هيكمل وفريده
أنصدم ياسين بما يسمعه وشعر وكان خنجر ثقب فى قلبه قال- الجنين هيمو.ت
– فريده
اتسعت عينه وشعر بأن أوصال جسده توقفت قال الدكتور – المضاعفات هتاثر ع قلبها هى.. مش الطفل
قشعر بغصه قويه لى حلقه وقال – قصدك اى
– لو اكتمل الحمل بفضل ربنا ف الولاده مش هتكمل.. فريده مش هتستحمل وبالتالى..
تنهد وهو يقول – أنا آسف لحضرتك بس هتموت بين ايدهم
وتجمع الحريق لدمع يكاد يحرق من يلتمسه داخل جفونه قال بصعوبه – لى معرفتنيش حاجه مهمه زى دى
– أنا آسف بس كنت حدود مبين علاقتكو الشخصيه.. عارف ان الغلط من عندى كان لازم اعرفك أنها مش هتقدر تخلف لأنها مش حمل الولاده.. أنا آسف لحضرتك اتصلت بيك عشان اعرفك
B
كانت فريده مصدومه مما اسمع وتنظر إلى ياسين بذهول الذى كان الدمع متحجر فى عينه وهو يحكى لها قالت بحزن وصوت ضعيف يجهش- لى مقولتليش.. وخبيت عليا
– مكنتش عايز احسسك بانك عاجزه.. ولا اعرفك فتخافى
– انت خلتنى اظلمك.. إلى قولتهولى ابشع من الى الدكتور قالهولك.. صدمتى فيك بتوجع اكتر يا ياسين
صمت نظرت الى داليا قالت – كنتى عارفه
– قالى مقولكيش
نظرت له ومن انكساره الذى لاول مره تراه ضعيف حائر كالذى عاجز أمام أمر واقع لن يخرج منه سالما ويخشي الفراق.. ذلك الخوف الذى تملك قلبها معه من الحقيقه الذى عرفتها للتو قالت- بس انا فكرت أن الضعف ده خلاص.. قدرت امارس حياتى أجرى اعمل إلى عايزه.. العلاج والتمارين قلت انى رجعت كويسه ولو شويه بس حياتى مش هتتاثر
– كنت فاكر كده
– ممكن يكون الدكتور غلط
نظرو لها حين قالت ذلك وكأنما تتمسك بأى امل قالت – ايوه غلط.. هو بيبالغ صدقنى
مسكت يده وقالت – لو كنت لسا عيانه ازاى كملت معاك.. وجوازى منك.. قدرت ع كل حاجه.. هقدر كمان ع الولاده
– الموضوع مش زى ما انتى فاكره يافريده
– لا صدقنى سيبها ع ربنا.. متصدقهوش أنا قولتك أن الدكاتره بيبالغو
قال بانفعال لكى يصمتها- بس بقا يافريده.. بقولك مش هتعرفى.. هتمووو.وتى
سكتت وكأنه أخبرها بالذى لا تريد سماعه قال – يا انتى يا الحمل ده
– مستحيل
– دى الحقيقه.. لازم أضحى بحد
– عايز تضحى بيه
قال بكل مواجعه – الاولاويه ليكى انتى يافريده
شعرت بالحزن الشديد وسالت دمعه من عينها وكأنها تجعله يقبل ما لا يريده افتكر هوسه بابنه أمنيته ورجائه بأن تنتبه لنفسها لأجل ابنه وهو الآن يخبرها أنه لا يريده من أجلها قالت- مش هقدر اعمل كده
نظر لها بشده قال – بعد إلى قولتهولك
بكت وهى تنفى وتقول- مش قادره حتى افكر فى إلى قولته.. اقت.ل ابنى.. ده صعب ازاى تفكر كده
– مش بإيدى يافريده.. صعب بس غصب عنى
– عايزنى أنزله عشان اعيش
اومأ لها إيجابا قالت – ومين قالك انى هعيش
نظر لها قالت – فكرك هقدر اعيش منغير ابقى ام..
– اعمل اى.. قوليلى اعمل اى
-كل واحده فينا دى أمنيتها يا ياسين تخلف.. هعيش وحيده.. طب أنا عشان مريضه بس انت..
نظرت له قالت – انت اى.. هتعيش معايا كده هتكتب ع نفسك الشعور ده وانت قادر تخلف ويبقا عندك ولاد
– مش عايزهم
نظرت له حين قال ذلك قالت – وبعدين.. بعد ما السنين تمر وتحس انك محتاجلهم وانك ظلمت نفسك لما قررت قرار كبير زى ده.. فاهم يعنى اى مش هتبقى اب..
مسكت وجهه من دمعته الذى يكبحها قالت – ده حلمك.. يبقى عندك ابن.. وحياه
– حياه مستحيل تبقى من غيرك
– ابنك
– مش عايزه.. مش عايزه ولاد يافريده
– كداب.. أمنيتك يبقى عندك ابن بدل إلى راح.. عارفه أهميته عندك
بكيت وقالت بعجز – مش قادره احققهالك ولا اجبهولك
حزن مسك أيدها قال – انا عايزك انتى بس.. انتى ماليه حياتى.. مش هفكر ف حد طول ما انتى معايا اوعدك
– واخرتها.. هتعيش كده بتحلم بس بمشاعر الابوه إلى كل يوم تقتلك وخائف تتكلم فتجرحنى
– مش هيحصل محدش يفرق معايا غيرك
– مش هقدر ياسين.. صعب
مسح وجهها وكأنه بمسح بالمه معها قال – وصعب عليا انا كمان بس لازم
– مش لازم
نظر لها قالت – عايزاه ارجوك
غضب وقال – بقولك مش هتشوفيه.. هتموتى افهمى بقا
– بس هو هيجى صح
صمت وتلاشى غضبه لما ردت عليه بمنتهى ذلك الهدوء وكأن لا يفرق شئ معها – فريده
– رد هيجى ويبقى بخير
– عايزه تقولى اى.. لسا مامسكه بيه
– ايوه ده ابنى يا ياسين قولتلك افديه بروحى
– وانا
نظرت له حين قال ذلك بتلك التبرع الضعيفه وعينه التى ممتلأه بدموع قال – أنا مش فارق معاكى.. وعدتينى متبعديش عنى.. انتى وعدتى
مسحت دمعته التى سالت قالت- هو هيبقى معاك
– انا عايزك انتى…
مسك أيدها التى ع وجهه قال – انتى بتظلمينى بقرارك ده
عيطت ومقدرتش تمسك نفسها وحضنته جامد سالت دموع من عين ياسين وعانقها بقوه قال- مش هسمع دلوقتى قرار منك.. مش هسمحلك تبعدى تانى.. المره دى غير اى بعد.. بتحكمى عليا بالمو.ت بالبطىء
قالت بخوف – متقولش كده.. بعد الشر
– يبقا متسبنيش
دفنت وجهها فى صدره وهى تتقلص داخله وكأنها صغيرته كعادتها قالت – مش هسيبك
وربتت عليه بما قالته برغم خوفها فاختضنها بزراعيه بقوه ويدفن وجهه فى عنقها وكأنها يريد إدخالها داخل اضلعه والا يخرجها منه.. وكأنه يود أن يقفل عليها بقلبه ويحميها.. الا تأخذها تلك الدنياه وتحرمه منها.. يريدها هى فقط.. هل ذلك كثير عليه
سالت دموع من عين داليا مما تراه وتمنع بكاىها لكن لم تستطع فذهبت وكأنها تهرب من ذلك المشهد وحين خرجت بكيت – كله بسببى..
رجعت داليا بيتها دخلت ع غرفتها وكان محمود ذاهب لعمله قال – روحى فين الصبح كده
لم ترد عليه نظر لها واتفحأ لما شافها بتعيط قرب منها بقلق قال- داليا.. ف اى
– ياسين
– انتى كنتى عنده
اومأت له قال – ماله .. ف اى تانى حصل حاجه مبينكو
نفيت له تنهد قال – متقولش يا داليا ف اى
– فريده
– مالها
أخبرته بما عرفته اليوم من ابنها فجلس محمود عالقا من بين ذلك الأمر الصعب فكيف ياسين الذى مخير من بين ابنه وزوجته نظر لها ومن دموعها قال – وفريده عامله اى
– مقهوره.. متمسكه بابنها ومش عايزه تنزله.. حتى بعد ما قالها الحقيقه
– طبيعى ده ابنها يا داليا
– وياسين.. انت عارف فريده بنسباله اى.. ممكن قدر يتخطى دارين لأنها كانت طرف مؤذى بس فريده مشفش معاها غير كل حب وحبها من قلبه.. لو فريده حصلها حاجه ياسين هينوله نفس الأذى واكبر.. مقدرتش استخزل اسوفهم قلبى وجعنى حسيت بذنبه كبير
– وانتى ذنبك اى
– أنا السبب لما عرفت من ياسين كلام الدكتور لعنت نفسي ميت مرا
– لى بتقولى كده ده قدر
: لو مكنتش خليتهم يتممو جوزهم مكنش زمانها حا.مل
يصلها باستغراب شديد قال – وانتى مالك يا داليا ده حاجه مبينهم
نظرت له بحزن قالت – انا إلى خليت ياسين يعمل كده.. حطتله منشط
نظر لها بصدمه قال – قولتى اى
صمتت بحزن قال بغضب – انتى ازاى تعملى حاجه زى كده.. ازاى
سكتت بتأنيب ضمير قال – مش خايفه حتى ع ابنك واضرار الحاجات دى
– عارفه بس دى كانت الفرصه الوحيده أنهم يرجعو.. انا كنت عايزه اساعدك كانو هيضيعو بعض
– ورجعتيهم
– رجعو بس.. بس هيفترقو تانى للابد بسببى.. يعقوب خلى باله من ياسين واستأمنته عليه لما استأمنى ع بنته ميعرفش انى هكون السبب ف مو.تها…
خفضت رأسها بحزن قالت – أنا اسفه
تنهد محمود قرب منها قال – أهدى إنشاءالله مش هيحصل حاجه
– انا السبب يا محمود.. البنت مالهاش ذنب حرام دى صغيره
– هتبقى بخير ربنا ادرى بيها
– يارب
***
كان ياسين جالس ع السرير ومحتضن فريده التى كانت نائمه على صدره بعيناها المستيقظه تستشعر تلك اللحظه بمعانيها غارقين هم بين أحزانهم وهيئات الدنيا واحدا تلو الآخر.. كأن الدنيا تتنافس على افتراقهم لكن برغم ذلك فهم متمسكين ببعضهم
– فريده
نظر ياسين إليها فهل نامت ابعد شعرها من على وجهها قالت- صاحيه
رقعت وجهها نظرت له قالت – أنا جعانه
– هخليهم يجبولك الأكل
لسا هيبعد مسكته قالت – لا.. أنا إلى هقوم اعمل
– انتى؟!
– اه
تنهد وقال- فريده انتى تعبانه
ابتسمت قالت بابتسامه مريره- الدكتور قالك هموت لما اخلف مش لما اطبخ
شعر ياسين بحزن عميق لم يجب عليها ان تلمسه أدركت حزنه فهى ايضا حزينه لكته تظرى انه بداخله اضعاف ما بداخلها قالت – أنا عايزه اعملك الأكل المره دى
– مش ضرورى
– لا ضرورى لو مش هعملك دلوقتى هعمل امتى
باسته من شفتاه نظر لها بعدت عنه وقالت – مش هتأخر
قامت وذهبت وما أن خرجت من الغرفه اختفت ابتسامتها التى كانت ترسمها رغما عنها لتخفى ما فى قلبها سالت دمعه من عينها تنهدت ومسحتها وذهبت قالت الخدم- ممكن تفضولى المطبخ
– حضرتك عايزه حاجه.. نساعدك
– لا شكرا أنا هعرف اعمل لوحدى
سكتو وكأنه قلقانين من ياسين مثل المره الفائته قالت – ياسين عارف تقدرو تخرجو
اوماو لها وذهب لتبقى هى بمفردها ذهبت وأخرجت حاجياتها من المبرد وضعتها ع الرخاميه وهى متعوده أن تعد طعاما لذيذا تظهر اطيب ما لديها وكأنها تودعه لتترك أثرا طيبا داخله
نزل ياسين وراح للمطبخ شافها واقفه تقطع طماطم رفعت عيناها وتوقفت حين رأته ابتسمت قالت – بتعمل اى.. مش واثق فيا جاى تشوفنى
– معلش خلينى اساعدك
قرب منها نظرت له بدهشه قالت- أنا بعرف اعمل لوحدى ياياسين
– هاتى من ايدك
ابتعدت وهى تترك له المكان ليقطع هو قالت – مش مصدقه انك بنفسك هى تطبخ
– مش حاجه عيب
– ايوه بس أنا متوقعتهاش منك
– لى
– بص لنفسك ف المرايا وانت تعرف
وكانت تقصد عن شخصيته وجموخه لم يرد نظرت الى اكمامه تنهدت قربت منه ومسكت ايده نظرت له طوتها له إلى كوعه قالت- عشان هدومك متتوسخش
رفعت عيناها لتقابل أعينه ابتسمت ابتعدت عنه وذهبت قالت- تعرف انك شبه الاطفال.. من زمان نفسي اشوفك وانت بيبى وهل كنت بارد كده علطول ولا زينا عادى
كانت ينظر لها بصمت كملت بابتسامه – اكيد ابنك هيبقى شبهك.. ومن هنا هقدر اشوفك وانت..
سكتت ولم تكمل جملتها فهل لن تراه اصلا لن تكون موجوده لرؤيته ولا لرؤيه اي ملامح أخذ هو،ابتسمت قالت – ولو مش هقدر اشوفه فأنا متاكده أنه هيبقى نسخه منك
– بتحاولى تحببينى فيه
قال ذلك ببرود نظرت له اقترب منها ليضع يده على على الرخامه وهو محاوطها قالت – ياسين.. ف اى مالك أنا بهزر معاك
ابتسمت وقالت – معرفش انك هتزعل خلاص كنت بيبى قمور
تنهد وقال – كفايه يافريده.. لسا هتضحكى قد اى
سكتت وخفضت رأسها وكأنه كشفها مسك وشها يكفيه قال – فكرك انى مش قادر اشوف إلى جواكى.. حاسس بوجعك وقلبى بيتحرق اكتر
دمعت عينها وهى تتماسك قال – ابتسامتك الكدابه مش لايقه عليكى.. فاكره انك هتخدعينى
نظر فى كلتا عيناها قال – انا ياسين.. ياسين حبيبك
– خلينى اضحك دلوقتى.. اسيب ذكرى ليك نكدت عليك حياتك كلها.. تعبتك معايا اوى
– شايفه حبك تعب.. يبقا أنا تعبت كتير.. ولسا بتعبينى بكلامك.. انتى مش ذكرى انتى حياتى كل حاجه هتبقى بخير اعملى إلى هقولك عليه
نفيت له قالت – أنا اسفه
– لى يافريده.. اسفه لى
مسك أيدها وقال – مش هتاخدى قرارك يدمرنا.. مش هتسبينى لوحدى
– متقلش كده معاك حاجه اهم منى
مسكت أيده وحطتها ع بطنها نظر لها قالت – هينسيك ويفكرك بيا
نظر إلى معدتها سحب يده وقال – مش هيحصل..فكرك انى هقدر اتقبله..
نظرت له فريده وكأنه نفر طفلها للتو قالت – قصدك اى
– هشوفه السبب فى انك تبعدى عنى وخدك منى.. هقصر معاه اوى كأن مبينى ومبينه طار
قربت منه قالت – لا يا ياسين اوعى تقول كده انت مستحيل تعمل كده
دمعت عينه من خوفها قالت – عشان خاطرى اياك تعمله وحش أنا هسيبه معاك وانا مطمنه
– ياريتك بتفكرى فيا زيه
– أنا فعلا بفكر فيك.. مش حاسس بيا أنا فى نار فقلبى
– يبقى متسبنيش عشان حاجه لسا مجتش.. حاحه وهميه يعالم هتيجى اصلا ولا لا
بدمرى ٣ أشخاص يا فريده.. قرارك بيمدمرنا احنا ال٣ وهو اولنا.. لو أنا مش همك فكرى فيه هو كمان يافريده.. عارفه اهميه وجود الاظ فى حياه كل واحد مهمه قد اى.. لما يتولد وميلاقكيش معاه وغيره عنده هيحس بوجع ازاى
سالت دموع من عينها قال : لو أنا كان عادى الاب مقدور عليه لكن انتى…
قاطعتها وهى تقول بصعوبه – عشان كده هاتله ام
نظر لها بشده بل أنصدم من ما قالته- صعب أقولها.. بس متوقفش حياتك اتجوز عشانه وأبنى عيله.. انت مفتقد العيله زى..
أنها تجبره أن يتزوج.. الآن تخبره أن يكون لغيرها وهى التى كانت تصرخ به بجنون ما أن اقتربت امراه منه.. تلك التى كانت الغيره تأكلها ها هى تقاوم نارها وتطلب منه أن يبنى عائله- بتقولى اى؟!
– اتجوز يا ياسين.. متسبش نفسك كده تانى.. متكنش وحيد
سالت دموعها بحزن وهى تردف- بس اتجوزها طيبه عشان متكونش مرات اب شريره
– انتى الى بتقولى كده.. عايزانى اتجوز
– مضطره.. كنت مش طايقه اشوفك مع واحده غيرى بس دلوقتى أنا إلى بقولك شوف حياتك
لم يعد بامكانه يستمع لها أقارب منها قال – كفايه ارجوكى
مسك وشها وهى بتعيط فهى تقول ما لا تريده قالت- متخلهاش تقرب منك.. أو خليها بس من بعيد..
كأنه مرغمه كل الاحداث ترغم عليها وصعوبه تخيلها أن يكون مع امراه اخرى تلك الفكره تحرقها أن يحب غيرها وتعانقه مثل ما تعانقه هى أو يدللها كما دللها هو، مسك ملابسه بقبضتيها قالت- ياسين انت ليا .. متحبهاش قدى، متنسانيش.. خلينى مميزه عندك
– مش هنساكى لانك مش هتروح فى حته
نظرت له مسح وشها قال – مش هيحصل حاحه من الى انتى خايفه منها…. اطمنى
– بجد
– مستحيل يافريده.. محدش يقدر ياخد مكانتك عندى ولا اقدر اقرب من واحد غيرك.. اتعذبت بيكى ولسا بتعذب وحبيت عذابى منك.. يا انتى يا لا يافريده.. صعب انساكى بس اعيش ب حبك عادى .. طول ما انتى معايا مستحيل افكر فغيرك
نظرت له فماذا يقصد بوجودها فهل أن رحلت سيكون مع غيرها وكأنه يجعلها تخاف أن تتركه فيحدث ما تخشاه قالت – لو مكنتش معاك..هتفمر ف غيرى عادى
رأى حزنها قرب منها وقال بتأكيد – انا ليكى.. ليكى انتى وبس
وقبلها من شفتاها نظرت له فريده وهو يقبلها لتجد دمعه تسيل من عينه المغمضه دمعه سالت لفرط حزنها مسكت وجهه وهى تلف زراعيها حول رقبته لتبادله القبله بشوق وحزن شديد ممتزجه بدموعهم المؤلمه التى تحمل معانى كثير لدى الآخر
ابتعد عنها لتأخذ أنفاسها نظرت له فريده لينظر إلى دموعها برب أيده منها ابتعدت عنه بحزن شديد وذهبت
***
قال محمود بغضب – أنت إلى جابك هنا.. احنا مش بعتنالك حجتك وفسخنا الخطوبه دى
كان انس واقفا أمامه فقد أتى إلى بيته برجله قال – مفيش حاجه خلصت.. فين يارا
– علاقتك يبنتى انتهت.. لولا أن والدك صحبى أنا كنت ندمتك بحق دمعتها عليك
– اعمل إلى انت عايزه عارف انك مش طيقنى.. ولا أنا بس جاى عشانها
نظر محمود إليه بحنق قال- كنت فكرت فيها قبل أما تعمل كده
– معلش ممكن اشوفها.. اتكلم معاها اعتذرلها
– صدقنى يارا بنفسها مش عايزه تشوفك ونهيت كل حاجه
– وانا لازم اتكلم معاها… يااارا
نادال عليه ولم يهتم لأحد نظر له محمود بشده قال- انت رايح فين.. قولتلك مش عاوزتك
توقف ونظر له قال – مش ماشي غير لما اكلم معاها.. لآخر مره.. مش هتفضل مخبيه نفسها منى
– اخرج حالا عشان مطلبش البوليس
– بابا
جاء ذلك الصوت وكانت يارا نظر لها انس اقتربت منهم ونظرت له قالت – عايز اى
– عايز اتكلم معاكى.. لوحدنا
نظر له محمود بشده قال – ادينى فرصه اتكلم خمس دقايق بس يا يارا.. الخمس دقائق دول هيفرقو معانا كتير
– متجمعنيش تانى بيك
شعر بالحزن من طريقتها تنهد قال – بعد اذنك
نظرت إلى والدها اومأت له بأنها قادره ع التحدث كى لا يقلق عليها ذهبت مع انس للخارج قالت- اتفضل عايز تقول اى
– فسختى الخطوبه
– اه أنا.. اكيد مش هتستمر لحد كده
حزن منها قال – بتهربى منى
– مش بعرب بس مذ عايزه اشوفك
– غلطت معاكى.. معترف انى..
قامعته وقالت – انك خونتنى
اومأ لها بحزن وندم قال- خونتك بس والله كانت تسليه.. لعب عيال
دمعت عينها قالت – هونت عليك يا انس.. كنت معاهم وعارف انك بتخونى ومكمل
– قلبى مكنش مطوعنى.. وبتوجع بيه دلوقتى.. ممكن عرفتهم عليكى بس عمرى ما فكرت فيكى زيهم انتى غير يا يارا
قالت ساخره – نفس الاسطوانه يا انس مشبعتش منها
حزن وكأنها اعتادت على اكاذيبه وباتت ترى كلامه كله كذب ف كذب- والله محبتش غيرك.. يمكن دى الحاكه الى كنت صادق معاكى فيها.. كنت صادق معاكى يقلبى وؤوخى الحقيقيه
قرب منها مسك أيدها قال – حبى الوحيد الى مكدبتش عليكى فيه.. فى كل مره بخاف اخسرك فيها
بعدت أيدها منه قالت – لو كنت خايف تخسرنى مكنتش خونتنى.. انت بايع من الأول
– محصلش أنا شاريكى.. انتى بس الى عايزك بجد فى حياتى أما دول
– بتلعب مش كده
اومأ له بندم وحزن وكانت تنظر إليه فهو صدق معها ومعترف قالت – وانا عندى كرامه يا انس ومش هاخد حد يذلنى
– مش هيحصل
– لما تخونى دلوقتى هتخونى بعد جواز هتدور ع الف حجه وهتبقى اتعودت.. الخاين ملهوش ثقه
– لا يا يارا انا اصلا بعدت الخطوبه عشان محسش
– بالذنب
نظر لها حين قالت ذلك اردفت – عشان متحسس بالذنب وتهرب من المسؤوليه كأنك مسجون فتعمل إلى عايزه
نظرت له واكملت – مفكرتش انك فعلا مسجون ومسؤل من حبى.. مهتمتش بيا ولا قلبى وانت بتخونه
صمت انس قليلا نظر لها من دموعها دمعت عينه قال – قلبى دائما معاكى.. انانى ومتكبر حقير قولى عليا كل حاجه بس الحاجه الى متاكد منها انى بحبك
كانت ترى الصدق فى عينه قالت بحزن – لى عملت فينا كده
– انا اسف.. عاقبينى زى ما انتى عايزه بس متبعديش
– مش هينفع البعد هو الحل مينفعش نرجع
– لى مينفعش يا يارا.. مش هتتكرر اوعدك
نفيت له وهى تكبح دموعها حزن بشده كأنها مصره على فراقهم قال وهو يمسك يدها – والله بحبك
نظرت له بحزن فهى بالفعل ترى صدقه معقول أنه يحبها هل تضعف بعد كل ذلك.. سيوجعها مرارا وتكرارا ثم تندم- مش هقدر.. احنا انتهينا
قالت ذلك بتأكيد تخبره بقرارها النهائى فشعر بالحزن الشديد وكأنه خسرها للابد.. ينظر لها وكم تغابى معاها وهو السبب فى ذلك- معاك حق.. ف النهايه أنا غلطت.. اوى كمان بس كلنا بنغلط
– غلط عن غلط يفرق
اومأ لها تنهد نظرت له مسح دمعته ولاول مره ترى ذلك الحزن قال – تفتكرى هنساكى زى ما انتى نستينى.. هنساكى مش كده
نظرت فى عينه قالت – لسا مغرور خايف تظهر ضعفك قدام حد عشان برستيجك
– بس انا بترجاكى.. ولانى مش فارق معايا حد دلوقتى غيرك
سكتت كى لا تقول شئ لا تريده تنهد قال – تمم شكلك واخده القرار من بدرى.. ممكن منبعدش..
نظرت له قال – مش عارف إذا كنت هتخطاكى ولا لا.. بس ممكن يجى يوم ونرجع تانى واثق انى ليكى انتى
تنهدت قالت – انس..
قاطعها وقال – خلينا دلوقتى صحاب.. انتى اقرب واحده ليا.. نرجع زى الاول خالص.. زمان كنا صحاب
وكأنه يذكرها بهم قديم يتأمل بأن يرجعها وهى تتأمل بذلك لكنها برغم حبها له ووجعها منه لن تنسي أنه كان صديق جيد صعب أن تنساه بيوم وليله أومأ له قالت – انا بردو مش عايزه علاقتنا تنتهى
قرب منها نظرت له حضنها تفجأت ونظرت له قالت – انس
– محدش هنا احضنينى.. كصديق ع الاقل أو اعتبريه وداع
رفعت وراعيها وعانقته بحزن شديد فهى ستشاق إليه كثيرا قلبها يحبه ومخذوا بها لكنها لن تعود قال – سامحينى خسارتك بنسبالى اكبر خساره مش عارف هعوضها..
ابتعد عنها قال – بس عندى أمل أنها ترجع
– متتاملش ع الفاضى
– سبينى أتأمل محدش عارف مخبلنا اى
تنهد وقال بندم – متزعليش منى
قربت أيدها من وجهها مسحا دمعته الصادقه التى سالت منه حزنت من حزنه نظرت له قالت – وانت كمان
ابتسم اومأ لها ابتعد عنها وذهب ليتركها تطالعه حتى اختفى من ناظريها تنهدت ودخلت شافت والديها نظرو إليها قالت داليا- قالك اى.. لسا عين يجى
– خلاص يماما.. كل حاجه انتهت
قالت ذلك وهى تذهب لغرفتها تنهد محمود بحزن عليها قال – كويس
ذهب بينما داليا تنظر لغرفه يارا وتعلم أنها تبكى الآن
***
فى الليل كان ياسين جالسا يمسك رأسه فتح الباب وكانت فريده نظرت له من جلسته تلك قالت بدون مقدمات
– ياسين.. انا قررت
نظر لها حين قالت ذلك – اى هو
صمتت بينما ينتظر إجابتها رفعت عيناها إليه قالت
– مش هعمل العمليه
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهره الأشواك)