روايات

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثاني عشر 12 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثاني عشر 12 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر البارت الثاني عشر

رواية شمس ربحها القيصر الجزء الثاني عشر

رواية شمس ربحها القيصر
رواية شمس ربحها القيصر

رواية شمس ربحها القيصر الحلقة الثانية عشر

” افتحي عينيكِ ..”
صدح صوته الآمر في ارجاء السيارة المغلقة ليجدها ما زالت تدعي الإغماء ليتحدث بصوت أكثر قوة :
” افتحي عينيكِ يا شمس وكفي عن أفعالك الطفولية الغبية ..”
لم يبدُ أي ردة فعل عليها ليزفر أنفاسه بضيق من عنادها الممل ثم سرعان ما انحنى نحوها هامسا بصوت مثير :
” افتحي عينيك قبل أن أقوم ببعض الأشياء المنحرفة التي لا تحبينها ..”
انتفضت من مكانها وهمت بفتح الباب الذي أغلقه هو من قبل ليقبض على ذراعها ويديرها نحوه هادرا بصوت شديد الغضب :
” هل تظنينني غبيا كي أترك الباب مفتوح أو أصدق إدعائك الإغماء أمامي ..؟!”
ابتلعت ريقها وقالت بصوت متهدج:
” دعني اخرج من هنا ..”
ضحك ببرود ثم قال :
” هكذا بكل سهولة .. دون عقاب على تصرفاتك الحمقاء ..”
هتفت معترضة على وصفه لتصرفاتها بالحمقاء وكأنه لم يفعل ما يستحق هذا :
” تصرفاتي ليست حمقاء .. تصرفاتي رد طبيعي على عشيقتك الغير مهذبة عديمة الأخلاق أيها السيد المحترم ..”
” محترم غصبا عنك يا شمس ..”
قالها وهو يشدد من قبضته بينما عيناه تقدحان بشرار مخيف لم تبالِ به فهي بالفعل ما عادت تهتم لأي شيء يحدث بعد حديثه عن أمر زواجهما وتدبيره لكافة الأمور لتتأكد إنها بلا حول ولا قوة فهو سينفذ ما يريده وهي من المستحيل أن تسمح له أن يكشف ما حدث لوالدها الذي لن يتحمل كل ما مرت به ولن يتحمل تهديداته الصريحة كي يتزوجها حتى والدتها لن تستطيع الوقوف في وجهه فقيصر يستطيع أن يفعل اي شيء كي ينالها وهذا أصبح واضحا لها بعد كل ما عرفته عنه وما زالت تعرفه مع مرور الوقت ..
قيصر عمران رجل بلا دين ولا ضمير ولا أخلاق فهل تتوقع منه أن يرحمها او يرحم عائلتها التي لن تجازف بسلامتهم أبدا ولن تعرضهم لشره إطلاقا ..؟!
ليس ذنبها ما يحدث معها وليس ذنبهم أيضا أن يتحملوا نتائج المشكلة التي أوقعها بها حظها العاثر فلتتحمل مسؤولة ما حدث لوحدها وتجابهه بنفسها دون أن تجعل عائلتها طرفا في الموضوع ..
سيتزوجها كما أراد لكن زواجه منها لن يكون نهاية المطاف كما يظن ولا إعلان لإنتصاره الغبي ..
ردت وهي تلوي فمها بإبتسامة هازئة صريحة :
” محترم ولديك عشيقة .. حقا قمة الاحترام .. “

 

 

 

رد بتجبر وعيناه تنظران إليها بثبات :
” ليست عشيقة واحدة .. بل الكثير من العشيقات .. الكثير يا شمس .. ”
ردت بصوت محتقر :
” وتتفاخر بذلك أيضا .. لا أصدق هذا حقا ..”
رد بهدوء مغيظ :
” نعم أتفاخر ولا أخجل أبدا .. هل إرتحت الآن ..؟! ”
هتفت بعدم تصديق :
” ألا تخجل من ذلك حقا ..؟! حسنا .. ألا تخشى عقاب الله ..؟!”
” اتركي هذه الأحاديث جانبا يا شمس .. لا ينقصني سوى أن تعطيني محاضرة دينية الآن .. ”
قالها بسأم لتكمل بدهشة :
” ألستَ مسلما ..؟! ألا تؤمن بعقاب الله ..؟! أنت حتى لو كنت مسيحيا او تنتمي لأي دين آخر ما كنت ستقوم بهذا لإن الزنا محرم لدى الجميع .. هل أنت ملحد ..؟!”
اتسعت عيناه بدهشة قبل أن يردد بذهول :
” ملحد ..!!”
جذبها من ذراعها هاتفا بها بسخط :
” عديم الشرف والاحترام .. سافل ومنحرف .. والآن ملحد .. ماذا ينتظرني بعد منك يا شمس هانم ..؟! هل توجد صفة سيئة لم تلصقيها بي .. ؟!”
هزت كتفيها وهي ترد بصراحة :
” ماذا أفعل إذا كانت جميع صفاتك سيئة ..؟! ماذا أفعل إن كنت رجلا لا توجد بكَ صفة حميدة واحدة أتحدث عنها ..؟! هل أصنع صفات غير موجوده فيكَ وأنسبها لك كي ترضى حضرتك ..؟!”
” اخرسي ..”

 

 

 

قالها وهو يضغط على ذراعها بشدة وغضبه بلغ ذروته فأخذ يعصر كفه الآخر بقوة كي لا يضطر لضربها ..
كان يجاهد نفسه كي لا يؤذيها على كلامه الذي يزداد وقاحة بينما صرخت هي بألم من شدة قبضته وهتفت بصوت باكي :
” ابتعد .. اتركني .. حرام عليك..”
حرر ذراعها من قبضته وصاح بها بصوت جهوري مخيف :
” انزلي حالا ..”
وجدته يضغط على الزر الألكتروني الخاص بالباب ففتحتها فورا وقفزت بسرعة خارج المكان بعدما جذبت حقيبتها تاركة إياه يأخذ نفسه عدة مرات قبل أن يغمض عينيه ويعود برأسه الى الخلف بتعب لم يعرفه من قبل لكن معها وبسببها أصبح يعرف كل ما لم يكن يعرفه ولم يظن إنه سيعرفه ..
………………………………………………………………
دلفت شمس الى غرفتها لتجد ربى تنتظرها هناك وهي تهتف بها :
” أين كنتِ ..؟! لقد تأخرت كثيرا .. امتحانك انتهى منذ ..”
قاطعتها شمس بعصبية :
” ما شأنكِ أنتِ ..؟! هل أصبحتِ والدتي وأنا لا أعلم ..؟!”
صرخت بها ربى هي الاخرى :
” تحدثي بصوت أحسن من هذا .. هل فهمت ..؟!”
أكملت وهي تزم شفتيها بعبوس :
” الحق علي إنني كنت أود إخبارك بما حدث بين ماما وخالة نهى .. ”
سألتها شمس بتعجب :
” ماذا حدث بينهما ..؟!”
ردت ربى وهي تجلس بجانبها :
” لقد سمعت ماما تتحدث مع خالة نهى وتخبرها عن ذلك العريس .. ”
صاحت شمس بصدمة :
” ماذا ..؟! قولي إنك تمزحين ..”
هزت ربى رأسها نفيا وأكملت :
” كلا والله لا أمزح .. خالتي غضبت بشدة وأخبرت ماما إنها أرادتك لأيمن منذ سنوات .. هذا ما فهمته وأنا أتنصت على مكالمتها …”

 

 

 

نهضت شمس من مكانها وأخذت تسير ذهابا وإيابا وهي تتمتم بيأس من كل ما يحدث :
” لماذا يا ماما ..؟! لماذا ..؟!”
نهضت ربى من مكانها ووقفت بجانبها تهتف بها بتعجب :
” اهدئي يا شمس .. ماما لن تجبركِ على شيء .. هي لن تفعل هذا بالتأكيد ..”
تجاهلت شمس حديثها وهي تفتح باب الغرفة و تخرج منها متجهة نحو والدتها التي كانت تجلس في صالة الجلوس تنظر الى هاتفها بتركيز فقالت وهي تقف أمامها :
” هل أخبرتِ خالتي بأمر خطبتي ..؟!”
رفعت مها عينيها المدهوشتين نحوها قبل أن تنظر الى ربى الواقفة خلفها فتحدثها بتوعد :
” تتنصتين علي يا ربى ..؟! ألا تخجلين من نفسك وأنتِ تقومين بهذه التصرفات في عمر كهذا ..؟!”
قالت ربى بدهشة مصطنعة :
” ما علاقتي أنا يا ماما ..؟! أنا مثلي مثلك فوجئت بها تخرج من الغرفة غاضبة وتتقدم نحوك ..”
قالت شمس بسرعة :
” دعكِ منها يا ماما وأخبريني .. هل أخبرتِ خالتي بذلك ..؟!”
أومأت مها برأسها لتصيح شمس بلا وعي :
” لماذا يا ماما ..؟! لماذا فعلتِ هذا ..؟!”
هدرت بها مها بحدة :
” لا ترفعي صوتك في وجهي .. هل فهمتِ ..؟!”
قالت شمس بألف محاولة السيطرة على أنفاسها المتضاربة :
“‘اعتذر ماما ..”
أردفت بصوت معاتب :
” لكن لماذا فعلتِ هذا ..؟! لماذا أخبرتيها ..؟! ”
ردت مها بجدية وحكمة :
” لإنها سبق وخطبتك لأيمن أكثر من مرة ونحن لم نرفض بل أجلنا الموضوع حتى التخرج ..”
قاطعتها شمس :
” ولم نعدهم بشيء أيضا ..”
سألتها والدتها مستنكرة حديثها :
” كنت تتمنين أن نوافق على الخطبة .. والآن تتذمرين من تصرفي وتدعين إننا سابقا لم نعدهم بشيء .. ما كمية التقلبات التي تمرين بها يا شمس والتي لم أعد أفهمها حقا …؟!”
هتفت شمس بضيق :
” أية تقلبات بالضبط .. ؟! هذا كله لإنني غيرت رأيي بخصوص ابن أختك ..؟! نعم ظننت نفسي أحبه وأريده .. كنت صغيرة وغبية لكن الأمور تتغير وأنا أكبر وأيمن لا يناسبني .. ليس هو الشخص المناسب الذي أريد أن أقضي حياتي القادمة معه ..”
” ربى اذهبي الى غرفتك ..”
قالتها مها بصوت آمر لترد ربى معترضة :

 

 

 

” ماما ..!!”
صاحت بها والدتها :
” قلت اذهبي ..”
ضربت ربى الأرض بقدميها ثم تحركت إتجاه غرفتها لتتجه مها خلفها وتغلق باب الصالة ثم نظرت الى ابنتها وقالت :
” والآن أخبريني .. ماذا يحدث معكِ ..؟! ماذا تخفين عني ..؟!”
ارتجف جسد شمس لا إراديا من صوت والدتها الحاد ونظراتها المشككة لترد بصوت مبحوح :
” ماذا تقصدين ..؟!”
اقتربت والدتها منها وقالت وهي تنظر الى ملامح وجهها المتوترة :
” انا أمك وأكثر من يعرفك .. منذ عودتك من عند هذا الرجل بعدما أنقذك من أخيه وأنتِ غير طبيعية .. حديثك وتصرفاتكِ غير مفهومين أبدا .. أخبريني الآن .. ماذا حدث معك هناك ..؟! ماذا فعل فادي لكِ ..؟! هل لمسك ..؟! ”
أردفت وهي تنظر الى ابنتها وصوتها المتحشرج يخفت :
” هل لمسكِ يا شمس ..؟! أم إن أخيه المحترم من فعل هذا ..؟!”
هزت شمس رأسها بسرعة نفيا وقالت :
” كلا ، لم يحدث شيء كهذا .. انا فقط لا أريد أيمن .. هكذا فقط ..”
” تريدين قيصر إذا ..؟!”
سألتها والدتها بنبرة ذات مغزى لتبتلع ريقها وهي ترد بضعف :
” لا أعلم .. ما زلت أفكر في طلبه ..”
هتفت مها ساخرة :
” وتريدين أن أصدق إنه لم يفعل أحدهما بكِ شيئا ..؟! هل تظنينني غبية ..؟! كنت لا تطيقينه فكيف أصبحت تفكرين في عرض زواجه ..؟!”
ردت بسرعة :
” والله لم يحدث شيء .. انا فقط وجدت إنه لن يتركني وشأني لذا وجدت. إنه من الأفضل أن أوافق عليه من تلقاء نفسي بدلا من أن أجد نفسي أوافق بالإجبار ..”
” ما هذا الغباء ..؟! تتزوجين من شخص لا تريدينه خوفا منه .. ؟! ألم أخبرك إنه لا يوجد أحد قادر أن يجبرك على شيء وأنا موجوده ..”
ضحكت شمس بألم وردت :
” حقا ..؟! وأين كنتِ حينما خطفني فادي من وسط الشارع وأخذني الى منزله الذي يقع في منطقة مقطوعة عنوة ..؟! كان يستطيع أن يفعل بي ما يشاء .. يستطيع أن يقتلني ويدفنني هناك ولا أحد يعلم .. الوحيد الذي إستطاع إنقاذي منه هو أخيه لإنه يفوقه قوة .. ماذا كنت ستفعلين أنتِ ..؟! وكيف كنتِ ستجدينني ..؟! اعترفي بحقيقة إنك أضعف من الوقوف في وجوههم ومجابتهم .. لا انتِ ولا أبي ولا أي أحد نعرفه قادر أن يقف في وجوههم .. نحن مجبرين على الخضوع له والقبول بعرضه وإلا سيؤذينا جميعا .. ”
” لهذا أريدك أن تتزوجي أيمن كي تسافري معه وتبعدي ..”
ابتسمت شمس بمرارة وقالت :
” هل تظنين إن هذا هو الحل حقا..؟! قيصر لا يهتم بكل هذا .. إذا ما أراد شيئا يناله .. ثقي بهذا ..”
ردت والدتها بضعف :
” على الأقل نحاول .. نحاول يا شمس .. إلا إذا كان هناك سببا يمنعك من الزواج .. ”
صاحت شمس وقد تعبت بشدة من كم الضغوطات التي تعرضت لها :
” إذا كان يوجد سبب يجعلني أرفض أيمن فهو أيمن نفسه .. أيمن الذي اكتشفت ماضيه الأسود مع الفتيات .. علاقاته المتعددة مع العديد من الشابات الذي يتلاعب بهن بإسم الحب بل ويوعدهن بالزواج .. ابن اختك حقير ونذل ولا يناسبني كزوج ..”
قالت مها بعدم تصديق :
” مستحيل .. أيمن شاب محترم وعاقل ولا يفعل شيئا كهذا ..”

 

 

 

قالت شمس بجدية :
” لقد رأيت كل شيء بعيني .. يتحدث معهن بطريقة أخجل منها عندما أتذكرها .. كلمات مقززة مثله .، ولعلمك لقد واجهته ولم ينكر .. لقد برر لي إنه شاب يلهو قليلا مثله مثل جميع الشباب في سنه وإنه يحبني أنا وسيتزوجني أنا دونا عن الجميع ..”
أشاحت والدتها وجهها بعيدا عنها عنها بضيق بينما مسحت شمس تلك الدموع المتراكمة داخل عينيها ثم تحركت عائدة نحو غرفتها كي تبكي هناك لوحدها كما باتت تفعل على الدوام ..
………………………………………………………………..
في أحد المنازل الذي يقع في منطقة مقطوعة كان قيصر يقف أمام فادي بملامحه المنهكة الذابلة ينظر إليه بحقد وتوعد فهذه المرة الأولى التي يراه فيها منذ أن أرسله مع رجاله الى هنا ..
طوال تلك الفترة كان يجبر نفسه على عدم الذهاب ويشغل نفسه بمختلف الأمور ..
كان يعلم إن المواجهة ستكون صعبة لكنها لا بد أن تحدث ..
اليوم وبعد حديثه مع شمس التي دوما ما تلقي على مسامعه أفظع الكلام بيننا يقف هو عاجزا عن معاقبتها بالشكل التي تستحق شعر بنفسه ولأول مرة عاجزا ..
عاجزا عن تأديبها وعاجزا عن محاسبته على أفعالها ..
أراد أن يريها القليل من أفعاله الشيطانية .. أراد أن يظهر لها وجهه الحقيقي ويذوقها من قسوته التي تدمر أقوى الأشخاص .. تلك القسوة التي أذاقها للكثير قبلها لكنه لم يستطع فعل أيا من هذا ..
كان ناقما عليها وعلى نفسه والأهم ناقما على فادي والذي بسببه دخلت تلك الصغيرة حياته وقلبتها كليا ..
والآن جاء وقت الحساب ..
حساب أخيه على كذبه وإدعاءه المرض..
حساب على تصرفاته الحقيرة معه ..
حساب على تسببه بدخول شمس حياته ..
حساب كل هذا الدمار الذي حل به بسببه ..
سمع فادي يهمس بصوت ضعيف هازئ :
” وأخيرا قررت أن تشرفني بزيارتك يا باشا …”
أردف وهو ينهض من مكانه متجها نحوه بخطوات غير متزنة :
” لقد اشتقت اليك يا رجل ..”
كان وجهه الجامد لا يعبر عن النار الحارقة التي تشتعل داخل صدره ..
كان ينظر الى فادي وهو يرى به الكثير ..
خداعه له وإدعاءه المرض وكيف كان سيفعل المستحيل لإجله ..
كيف وقع في فخه وصدقه ..؟! كيف إستطاع أن يخدعه طوال الأشهر الفائتة ولمَ فعل هذا ..؟؟
حقده الواضح عليه وحديث عارف عنه وعن تسببه بالعديد من المشاكل له .. حتى مشاكله مع خالد كان له دورا بها .. لم يستوعب يوما أن يحمل فادي له هذا الكم من الكره والحقد .. لم يستوعب يوما أن يخدعه بهذه الطريقة .. ألا يكفيه ما فعله مسبقا وكمية المصائب التي وقع بها وهو وحده من أخرجه منها ..؟! مصائب كانت ستسبب فضيحة كبيرة له ..
رأى به أيضا شمس التي دخلت في حياته بسببه ..
شمس وما فعله هو نفسه بها وكيف آذاها ..
شمس التي خطفها وحاول إغتصابها ..
أغمض عينيه وهو يستمع الى صوت أخيه المتهكم يهتف :
” هل ستبقى صامتا هكذا ..؟! قل شيئا يا باشا .. اشتقت لصوتك ..”
فتح عينيه أخيرا ناظرا الى وجه أخيه المبتسم ليلكمه بقوة أسقطته أرضا قبل أن ينقض عليه ويضربه ضربا مبرحا بينما الأخير عاجزا عن فعل أي شيء بسبب ضعفه وإنهاكه ..
ظل يضربه دون رحمة حتى فقد وعيه بعد مدة قليلة ليدفعه بعيدا عنه وهو يناظره بحقد ثم يقرر الذهاب وهو يخبر نفسه إن هناك لقاء آخر سيجمعها قبل إرساله خارج البلاد ..
لقاء سيجمعه بأخيه الوحيد والذي دمر حياته المستقرة بسبب حقده ونقمته على كل شيء ..
………………………………………………………………
بعد مرور إسبوعين ..

 

 

 

في قصر عائلة عمران ..
دلف قيصر الى والدته الى تجلس في صالة الجلوس ترتشف فنجان قهوتها وهي تقلب في هاتفها ليهتف بهدوء بعدما رفعت أنظارها نحوه :
” اليوم سنذهب لخطبة شمس .. جهزي نفسك .. عمتي هند ستصل أيضا اليوم .. ومعها زوجة عمي علياء .. ستذهبون أنتم الثلاثة ومعكم أنا وخالي عدنان وزوجة خالي فعمي صالح إعتذر عن الحضور .. وخالد لا أظن إنه سيحضر مع إني سأطلب هذا منه من باب الأصول لا أكثر ..”
” وأنا .. ؟! ألن أذهب..؟!”
سألته حوراء وهي تلج الى الداخل ليرد بجدية :
” كلا لن تذهبي .. فأنتِ ما زلت صغيرة أولا وهناك أربع نساء غيرك سيذهبن يكفين لهذا ..”
قالت كوثر بضيق :
” وماذا عن خالتك ..؟! ألن نخبرها ..؟!”
رد بإقتضاب :
” لا داعي لذلك .. أنتِ تعرفين إنني لا أتحدث معها ولن أرحب بوجودها ..”
” كنت أود أن أرى عروسك ..”
قالتها حوراء بأسف ليقول قيصر موجها حديثه الى والدته :
” اسمعيني جيدا يا أمي .. شمس من عائلة بسيطة لا تشبهنا .. أحببت أن أخبرك بذلك وأطلب منك في نفس الوقت أن تنتبهي على تصرفاتك هناك .. لن أقبل بأي تصرف مسيء لها او لعائلتها ..”
انتفضت كوثر من مكانها تصيح بعدم تصديق :
” من عائلة بسيطة ..؟! أنت تمزح بالتأكيد ..”
هتفت حوراء بدهشة :
” هل ما تقوله صحيح يا قيصر ..؟! ”
رد بثقة وهو ينقل بصره بينهما :
” نعم صحيح .. شمس من عائلة محترمة ذات مستوى مادي جيد لكنهم ليسوا أثرياء ولا ينتمون لمجتمعنا .. ”
أخذ نفسا عميقا وهو يقول :
” لا أريد منكِ يا أمي أي تصرف مزعج … لن أقبل بكلمة سيئة ولا حتى نظرة .. هل فهمت ِ..؟! أي تصرف منكِ مهما كان حتى لو حركة معينة لن أمرره مرور الكرام أبدا وأنتِ تعرفين جيدا إنني أعني ما أقوله ..”
هتفت كوثر بعدم تصديق :
” هل تتحدث معي هكذا لإجل تلك الفتاة ..؟! تهددني لإجلها ..؟! ”
قال بهدوء :
” أقول هذا لإنني أعرفك جيدا وأعرف ما ستفعلينه لذا أنا أحذرك ..”
أكمل بعدها بجدية:
” صحيح عمتي من ستتحدث بأمر الخطبة كونها كبيرة العائلة .. لذا من الأفضل ألا تتدخلي بأي شيء فأنا سوف أتفق معها على جميع الأمور عندما تصل ..”
قالت كوثر ساخرة :
” ولماذا تأخذني معك اذا ..؟! اتركني هنا وخذ عمتك فهي تكفي للغاية ..”
هتف بهدوء :
” أنا أفعل هذا إحتراما لها ولمكانتها .. لو كان أبي حيا لطلب منها أن تتحدث نيابة عنه ..انا يجب أن أذهب وأنهي بعض الأشياء قبل المساء .. عن إذنكم ..”

 

 

 

خرج بعدها من المكان وهو يستمع الى صوت صياح والدته وهي تقول :
” هكذا إذا يا قيصر .. أصبحت هند أفضل مني .. هي من تخطب لك وهي من تخبرها وتتفق معها على كل شيء .. ماذا بعد يا قيصر ..؟! ”
” ماما اهدئي ..”
قالتها حوراء وهي تربت على ذراعها لتصرخ بها :
” أخوك سيفضحني حوراء .. سأصبح علكة في فم الجميع بسببه ..”
……………………………………………………………..
تأملت شمس الفستان القصير بملامح كئيبة وهي تفكر إنه أتى اليوم الذي هربت منه طويلا وحاولت تناسيه طوال الأسبوعين الفائتين ..
جلست على السرير بعد أن وضعت الفستان جانبها وهي تدعو الله أن يمر كل شيء على خير وألا تتعرض للمزيد من الأذى والوجع ..
سمعت صوت الباب يفتح وتدخل والدتها بملامح جامدة فإستغربت دخولها إليها وهي التي تمتنع عن الحديث معها منذ خمسة أيام بعدما أخبرت والدها بموافقتها على الزواج..
” ماما ..”
قالتها بسعادة لتجدها تهتف بها :
” غيري ملابسك سنخرج ..”
لاحظت شمس ملابس الخروج التي ترتديها والتي انتبهت لها أخيرا لتسألها بعدم فهم :
” إلى أين نخرج ..؟!”
ردت والدتها بهدوء وثبات :
” الى الطبيبة .. ”
” أية طبيبة ..؟!”
سألتها شمس بوجه شاحب لترد والدتها :
” طبيبة نسائية .. اليوم سأعلم إذا ما كنت سليمة أو فعل لكِ أحد هذين الحقيرين شيئا جعلكِ تخضعين لقيصر عمران وتوافقين على عرضه ..”
تحشرجت الكلمات داخل حلقها ولم تستطع الرد فأخذت تهز رأسها نفيا بينما ضغطت والدتها على كفها تأمرها :
” هيا .. بدلي ملابسك حالا.. لا وقت لنا ..”
ظلت شمس على وضعيتها للحظات قبل أن تنهار بين أحضانها :
” كلا لن أذهب … لا تفعلي بي هذا ..”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس ربحها القيصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى