رواية حرم الفهد الجزء الثاني الفصل الثالث عشر 13 بقلم سمية أحمد
رواية حرم الفهد الجزء الثاني الجزء الثالث عشر
رواية حرم الفهد الجزء الثاني البارت الثالث عشر
رواية حرم الفهد الجزء الثاني الحلقة الثالثة عشر
_”مين دي؟!… الجملة الوحيد اللِّي خرجت من فم «داليا» علي الرغم مش من حقها تسأل، بس لسانها اتسحب وقالتها… بعد«أيان» عنهُ البنت.. والبنت بصتلها وضحكت وقالت: أنا «نور» أنتِ مين؟!
ضحكتلها«داليا» بسماجة:«داليا» اسمي«داليا»..
بصتلها «نور» بأستغراب.. كتم«أيان» ضحكتهّ علي غيرتها.
_طب اي بقيٰ مش هتخرج معايا، ولأ غيرت رأيك.
قالتها«نور» لـ«أيان».. أما «داليا» كانت عيونها بتطلع شرار من كتر الغيرة اللِّي في قلبها.
_يروح معاكي فين، أنتِ مين اصلًا.
لتاني مرة تغلط وترد بتلقائي.. ضحك عليها «أيان» بكُل صوتهُ..و«نور» بصتلها بأستغراب من تدخلها وأن«ايان» سمحلها بكده.
قاطع الصمت «ايان» واردف: طب روحي يا «نور» مكتب «بابا» لحد ما أبعتلك ونتكلم براحتنا.
خرجت «نور» وفضلت «داليا» باصة بملامحها المتشنجه.
قرب منها كام خطوة وقال بخبث وهو بيقرب: شغاله اسأله في «نوري» ليه؟!
عوجت فاها بسخرية وقالت: يكش ما يطلع عليك نور يا بعيد.
«ايان» برفعة حاجب: وكمان لسانك طويل.
زعقت «داليا»بعصبية وقالت دون وعي:أنت لو مقولتش مين اللِّي شبة ام سحلول دي أنا هعمل فيك..
قاطعها «ايان» ببرود وقال: ايوة هتعملي اي؟!
بصت ببرود وقالت: هعمل اللِّي اعملهُ قولي مين دي يا «أيان» علشان متزعلش.
أستغرب «أيان» من جرائتها وقال: بس انا متسألش يا «داليا» وأسلوبك يكون معايا افضل من كده.. اولًا أنا مش في تحقيق ولأ مجبر اجوبك.. ثانيًا والأهم مدام عايزني أجوبك تدري علي سؤالي ووقتها يبقيٰ كُل واحد عرف وخلصنا.
_مدام شايف نفسك مش مجبر يبقيٰ أنا كمان مش مجبرة، ولأ هو انت احسن مني في حاجه يعني، ولأ عندك رجل زيادة مش عندي، لا يا سكر متنفش ريشك بس، علشان صدقني لسه متعرفش «داليا».
وسعت عينهُ وبصلها بصدمة وقال: نهارر ابوكي اسود قولتي دَ كُلو في جملة واحدة إزاي.. واي بلاعة فاتحت في وشي..
اتنهدت وقالت: انت معاك حق علي فكرة مش من حقي اسأل.. وبعدين أنا واقفة هنا بحاسبك وبكلمك بصفتي مين اصلًا… أنا همشي..
لسه هتتطلع من باب المكتب بس وقفت لما «ايان» قال: بصفتك مراتي مستقبلًا يعني او خطبتي حاليًا.. رقم ابوكي بقيٰ.
لفت «داليا» بسرعه وقالت: نعم.
ضحك «ايان» وقال: نعم الله عليكي.. رقم ابوكي بس.. وبعد كده امشي..
ضحكت بفرحة وبصت للأرض بخجل: بابا متوفي.. تقدر تكلم «فهد» هو ولي امري…
قالت جملتها وخرجت بسرعة..
ضحك «أيان» وقال: بنت العبيطة لحست مخي..
ثم أضاف بغزل: في عيناها دفئ يحتوئيني .. علي رغم عدم مصارحتها بذلك الشيء لكنني قرأت الحُب بها.. والنظرة منها تستطيع احيائي.. يمكن أن نجد الحب يومًا ما ولكن هل سوف يكون مع الشخص الصواب.. ولكنني وجدت كُل ذلك بها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غمضت عيونها بضيق من صوت بكاء «داغر».. ضربت«فهد» بخفة وقالت: قوم شوف ابنك مش هو إبنك كمان.
أجابها بصوت ناعس: أنتِ امهُ أنا ابوه متعبتش فيه مش دَ كلامك امبارح..
فتحت عيونها بضيق وقالت بدلال مصطنع: حبيبي قوم بجد تعبانة شايلهُ وديه لماما او العب معاه شوية بجد نمت متأخر وحرفيًا مش قادرة.
فاتح عينهُ نص فاتحه وقال: بجد والله يعني انتِ تنامي وانا اقوم اهشك والعب معاه ليه وانا مالي..
قامت «غرام» بنرفزة وقالت: ماشي يا «فهد» بس والله لو قربت منهُ لوريك بقيٰ..
شالت«داغر» بين إيديها وأول ما شلتهُ أبتسم.. ضحكت بحُب وقالت: يا روحيي يا خثلاثي يا ناااس..
رد عليها«فهد» من وسط نومهُ بغيرة: يكش تتطلع روحك غوري اتغزلي في ابنك بره خليه ينفعك بقيٰ..
ضحكت عليه وخرجت برا الغرفة وكمل «فهد» نوم.
همست لـ«داغر» بخبث وقالت: حبيب ماما أي رأيك نعمل مقلب في ابوك..
ضحك «داغر» بطفولية علي رغم عدم فهمهُ لكلامها.
قالت«غرام» بأنتصار: ضحكت يبقيٰ نستعد لشقاء بقي.
جهزت «غرام» الميكب الخاص بتاعها كُله براحة وحطتهُ علي السرير جنب «فهد».. فتحت الفونديشن ولسة هتحط علي وشه.. مسكها «فهد» من وسطها وقعت علي السرير.. حكم حركتها وقال: كُنت بتعملي اي..
بلعت ريقها بتوتر وقالت: كُنت عايزة أحط ميكب.
رفع حاجبهُ وقال: علي الصبح..
بص علي الساعة ورجع قالها: الساعة 6الصبح عايزة تحطي ميكب.
هزرت رأسها بتوتر.. وقرب منها «فهد» وقال بهمس: اعترفي إنك جايبة الميكب علشان تعملي مقلب وكُلهُ هيطلع علي جتتك في الآخر.
«غرام»: عيب عليك هو أنا بتاعت الكلام دَ.
_أنتِ ابو كده اصلًا.
بصت بطرف عيناها وقالت: عيب والله احنا كبرنا علي الكلام دَ…
قرب منها وقال: كبرنا فين هو علشان ربنا اكرمنا بأول طفل بقينا كركيب يعني ولأ اي مش فاهم.
ردت بتوتر: قصدي يعني مش هعمل كده.. او عملت… أنا ماليش دعوة «داغر» قالي اعملي كده… ومحبتش أرفض أول طلب لأبني مدام هعرف اعملهُ…
رفع جاجبة وقال بمكر: عايزة تقنعيني أن طفل مكملش شهرين قالك.. ليه خارق لسمح الله علشان يتكلم..
لفت إيديها حول عنق «فهد» وقالت بدلال: اخص عليك كُل دَ علشان حبيت اعمل مقلب في جوزي..
رفع حاجبهُ بأستغراب من خبثها وقال:«غرام» أنتِ الشيطان قاعدة علي جنب وبيصقفلك بجد.
ضحكت بكُل صوتها.. وبصلها«فهد» بهيام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_رايح فين يا «آسر». قالها «إبراهيم» لما شاف «آسر» نازل بشنطتهُ.
رد عليه «آسر» وهو مدية ظهرو: هبعد جايز ارتاح واشوف حياتي.. هبعد لأني مش حمل تعب نفسي أكتر من كده.. حاول تصلح علاقتك مع «غرام» علي الأقل تبقيٰ عملت حاجه عدله لواحد فينا.. ومراتك خليها تشوف بنتها حقيقي مش فاهم إزاي في ام كده سايبة بنتها مبتسألش عليها..
_”هيا اللِّي طردتنا”.
زعق «آسر» بعصبية: عذر أقبح من ذنب بصحيح.. محدش طردك لأ أنت ولأ مراتك..«فهد» واجهك وقال الحقيقة انتو دمرتو مراتهُ أذتوها نفسيًا وجسديًا.. وقال اي رايحين علشان تتطمنو عليها!… عايزن تعملكوا اي وانتو محدش بيسأل فيها بقالوا اربع شهور؟!.. اي تاخدكوا بالحضن مثلًا!.. ولأ تعمل أي؟!.. الحقيقة معاها حق بس هيا رفضت تعاتب وتتكلم… سابتكوا بكُل هدوء.. ولما جوزها انفجر فيكوا حكي عن معاناته مراتهُ اتهتموا بالطرد ليكوا.. هو مطردش حد ولأ كان دَ طبع «فهد» اصلًا هو اتكلم بصفة جوز وحبيب بيحب مراتهُ وخايف عليها… في الحقيقة انتو خسارة فيكوا كلمه ام وأب لإنكو متستحقوش الكلمة دي…
مشب «آسر» وساب الفيلا.. جايز يكون غلط علشان ساب اهلهُ.. بس هيعقد في مكان مدمر فيه نفسيًا ليه؟!..
ركب العربية ومشي دون وجهه.. كان سايق سرحان وطلعت قدامهُ بنت وقف العربية بصعوبة..
نزل«آسر» بسرعة وقال: أنا آسف بجد مكنتش واخد بالي.
رفعت البنت رأسها وسرح «آسر» في جمالها ردت البنت بهدوء: ولأ يهم حضرتك حصل خير..
قامت وهيا بتعكز علي رجلها..
قرب منها«آسر» وقال: طب اتفضل معايا نروح المستشفى نتطمن علي حضرتك…
كانت هترفض بس الآلم اللِّي كان في رجلها اجبرها تتنزل أمام كبرئيها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_وبعدين معاكي يا «ندا».. يعني انتِ رافضة في كُل الأحوال.. طب ما هو جالك من أول يوم واعتذر لما شاف نفسهُ غلطان وقالك أنه بيمر بفترة صعبة.. ودَ يكون ردك.. مش بنكر حقيقة أنهُ غلطان ولا ببرر لحد ولا بدافع عنهُ.. بس كوني احسن منهُ واقفي جنبهُ الفترة دي.. هو محتاجك.. مش بقولك روحي معاه البيت بس كُل يوم روحي اتكلمي معاه يفضفضلك..«اياد» محتاج الفترة دي حد جبنهُ حتي مش صديق هو محتاج مراتهُ… أنتِ عارفة أن «اياد» ملوش حد غيرك أنتِ و«فهد»..
بصت لـ«غرام» بتوهان.. هيا معاها حق..
اضافت «غرام» وقالت: حاولي تركني مشاكلك معاه علي جنب.. وافضلي جنبهُ لحد ما تحسي أنهُ بقي تمام بعد كده ارجعي وابعدي.. وربيه من اول وجديد.. واتشغلي معاه بقي في شغل العقارب وشغل شوق ولا دوق وهكذا.
ضحكت«ندا» عليها وقالت: ربنا يكون في عون اخويا متجوز حرباية.
ردت «غرام» بسخرية: دَ علي أساس أنتِ اي ملاك..
«ندا» بأبتسامة: لأ أنا عمتو الحرباية بس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_عندها كدمات فقط.. مع الراحة والعلاج اللِّي مكتوب هتبقي تمام بأذن الله والف سلامة عليها مرة تانية…
خرج الدكتور من الأوضة وأتبقي «آسر» معاها..
«آسر»: لو حابة تكلمي حد من أهلك او أوصلك مفيش مانع..
ردت البنت بخجل: هكلم أخويا.. ممكن تلفونك لأن فوني فصل شحن..
مد «آسر» ليها فونه.. كلمت اخوها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_يا خرابي علي الجمال يا لهوي.
ردت «غرام» بضيق: قولي ما شاء الله.
ضحكت«ندا» عليها وقالت: بتخافي من الحسد.
اتنهدت «غرام» وقالت: مش هنكر لأن الحسد مذكور في القرآن.
أنعقد حاجبيها بأستغراب وقالت: بجد مكنتش اعرف.
ابتسمت«غرام» وقالت:
قال الله تعالى:
{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾
_ الحسد مذكور في القرآن، وعلى فكرة الحسد بييجي من غير قصد، يعني أنا مش هقصد الحسد وممكن عيني تتمنى الحاجة دي من غير قصد، علشان كدا لازم أنا أباركها، الصحيح من السنة أن يُبرِّك الإنسان –أي يدعو بالبركة-
إذا رأى ما يعجبه، وخاف على صاحبه من العين يعني جملة
“اللهم بارك”
مش بتتقال لمجرد إننا حابين نقولها ونرددها وخلاص، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له “بالبركة” فإن العين حق”.
ثانيًا: الحسد مذكور في القرآن وأي شخص ممكن يشوف عندك حاجة تعجبه أو نفسه يكون عنده زيها فيحسدها بدون ما يقصد ويتسبب في خرابها وممكن يوصل بالحاسد إنه يقتْل شخص بحسده وعينه ويتسبب في مرضه وفشله ومش محتاج أذكر لكي قصص عن الحسد أكيد كل شخص مر بتجارب زي دي وعشان كده الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بالدعاء بالبركة كقول: “اللهم بارك، بارك الله فيه” عشان تدفع العين
_والحسد بالمناسبة مُحرّم شرعًا بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”. يعني الحسد دا شيء محرم على نفسي وبيأذيني أنا قبل ما يأذي غيري علشان كدا لازم أوقي لساني وأدربه، دا غير إن فيه فرق بين “ما شاء الله” و بين “اللهم بارك”.
_ دا غير إن فيه فرق بين كلمتي”ما شاء الله”، “اللهم بارك”
_الفرق بين “ما شاء الله” و “اللهم بارك”
(ما شاء الله) بتمنع الحسد عن الأشياء اللي تُخصنا
(بيتنا، شُغلنا، فلوسنا)
قال تعالىٰ ﴿وَلولا إذ دَخلتَ جَنتَكَ قُلتَ مَا شاءَ اللَّه﴾
أمَّا كلمات البركة ومُشتقاتها زي (اللهم بارك، الله يبارك لكُم) بتمنع الحسد من عين الناس وبتمنع إني أحسد حد على حاجة..
وسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام قال :
“إذا رأىٰ أحدُكُم مِن نفسِه أو مالِه أو مِن أخيه ما يعجبُه فليدعُ لهُ بالبركة فإنَّ العين حقّ”
مش هتخسري شيئًا حين تدعي بالبركة إذا رأيتِ شيئًا يُعجِبُكِ، وإن لم تفعل رُبَّما يخسر غيرك أشياءً كثيرة!
قل ما شاء الله، لا قوة إلا بالله.. ربنا يبارك..اللهم بارك.
وربنا يعافينا من شر أنفسنا إن شاء الله فإن النفوس تهلك أهلها.
دَ القصد يا «ندا» مش معني أن بقولك كده تتضايقي مني.. بس «فهد» فهمني كده لما لقاني بقول علي «داغر» زيك.. الحسد شيء وحش جدًا..
أبتسمت«ندا» بفخر من أخيها وقالت: اللهم بارك بجد «فهد» قدر يغير فيكي حاجات كتير جدًا.. معني في الحقيقة كُنت شايفاكوا عكس بعض تمامًا.
ابتسمت«غرام» بحُب وقالت: ربنا لو ارد شيء هيكون.. وربنا اردا يجعل «فهد» من نصيبي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_”هو انتِ اسمك اي؟!.
قالها«آسر» بفضول للبنت… بصلتهُ بأستغراب من سؤالهُ وقالت: عفوًا حضرتك بس هل ده هيفرق معاك.
همس لنفسهُ وقال: بنت سمجه بصحيح هتنقص أيد ولا رجل لما تقول اسمها.
ابتسم بضيق وقال: لأ براحتك بس بسأل عادي.
اومأت بهدوء وقالت: شكرًا بجد علي مساعدة حضرتك ليا..
«آسر» بجدية: ولأ يهم حضرتك.. أنا الغلطان علي فكرة ومن وجبي إني اساعدك.. وألف سلامة عليكي مرة تانية…
لسه هترد عليه اتفتح الباب.. بص «آسر» بصدمة لما شاف «داليا» ومعاها شاب…
وقف «آسر» بصدمة وقال: داليا…
اتجبست «داليا» مكانها وهمست بصوت سمعهُ «أيان»: آسـر.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حرم الفهد الجزء الثاني)