رواية خطة 707 الفصل الثالث عشر 13 بقلم ميرنا ناصر

_ إهربى…إسمعـ..إسمعى الكلام.

=مش هسيبك.. مش هسيبك.. وحدك إبدا.

_ يُسر.. بص لى.. بص فى عنيا.

= عم زيــــــــــــــــد

__________________________________________

|آند باك|

_إيه اللى حصلك وقتها؟

= إتشديت من مكانى، أول ما بص فى عنيا إتمسمرت لمدة ثوانى وفجأه حسيت إنى بتسحب لبره المكان وبمشى… لا.. لا بجرى، بجرى بعيد أوى لغايت بيت عمتى. عارف يارحيم انا محسبتش فى كام دقيقة وصلت أو بمعنى أدق كام ثانية كل اللى حسيت بيه إن فى قوة كانت بتشدنى لبيت عمتى.

_ طيب ايه هى القوة دى؟!

= أول مابصيت لعم زيد، فى حاجة خليتنى أحس بقوة دفع شديده بتطردنى لبره بيته كأن رياح قوية بتشدنى لبره، عارف شعور المغناطيش القوى لما تضع قصاده قطعة صغيرة من الحديد.. يمكن دا أدق شعور على الإ طلاق وكل القوة دى كانت من عيونه.

_يااه، طب وعم زيد كان بيحصله إيه؟

= مكنتش عارفة فى وقتها إيه اللى بيحصل بس بعدين فهمت ، بس وشه إتقلب أحمر شديد جدًا كأنه أصبح قطعة من الدم، وعيونه السواد اللى فيهم كان بيروح وبدأ فى صراع وصراخ مع نفسه وفجأة بدأ يتمتم وبعدين إبتديت أفسر التمتمة دى كان بيقول أيات تحفظنى وتحفظه لحد ماوقع فى الارض مدانيش فرصة أساعده او افوقه بسبب القوة اللى حركتنى دى.

_ إتقابلتوا تانى طبعا بعدها عشان يفسرلك اللى حصل ويفسرلك كل الغموض اللى بيدور حولين شخصيته ؟

= اتقابلنا اه بس بعد سـنـيــن

_ سـنيــن!! انا سمعتها صح؟

= بالظبط، أربع سنين.. كنت اصلا فقدت الأمل والرجاء بإنى اقابله تانى ويظهر فى حياتى تانى.

_يااه، ليه أربع سنين؟! ليه المدة دى كلها.

= حوار كبير أوى فجأة عمتى قالت إن الشيخ تعب زى ما بيتعب فترات وبيرجع المستشفى وبيدخل فى غيبوبات لفترات كبيرة.. وبيرجع أقوى واشد من الاول وأكثر إيمانًا وتقوى.. ساعتها مقتنعتش وفضلت أدور وأمشى فى البلد عشان أفهم إيه الحكاية..

_مقتنعتيش ليه؟

= كان فى جوايا شئ رافض يصدق إن الشخص دا بيدخل فى غيبوبات ومريض قلب.. كان إحساس قوى بيطاردنى أغلب الوقت.. لحد ما إستغليت حب إبراهيم ليا وطلبت منه نلف فى البلد ونروح بيته.

_ أكيد عشان تستخدمى موهبتك وتسمعى الناس وهى بتتكلم عن إختفائه.

= برافو يارحيم.. كنت بفكر فى كدا فعلا، وإبراهيم وافق ورحنا البيت وسمعت كلام وإشاعــــــــات كتير كدا، اللى قال” دا مات”، واللى قال “دا ولى وبيعتكف مع ناس ويسافر البرارى لوحدى وينعزل” واللى قال ” من كتر ما بيشفى ناس ويخرج من عليهم جـــ ن فى الجــ ن بيأذيه فترة ” وووووو لحد ماسمعت جملة من راجل مثقف جدا باين عليه الوقار واللى عرفته من إبراهيم إنه مدرس وان أخوه طبيب قال جملة غريبة ” قولت ليكم ياجماعة مليون مره الجصاص مريض نفسى وبيتعالج فى مصحة السلام اللى فى القاهرة ومليون حد شافة واكد لأخويا.. لأمتى البلد دى هتمشى ورا الخزعبلات والخرافات “.. ساعتها جريت عليه وإتكلمت معاه.

_ إتكلمتِ فـ إيه؟

= فى الأربع معلومات اللى قالهم،

الجصاص مريض نفسى،

وانه بيتعالج،

وعلاجه فى مصحة السلام فى القاهره،

وان فى أكتر من حد أكد معلومة وجوده فى المستشفى.

=طيب وأكدلك؟

_طبعا، لما صدق أن حد فى البلد يسمعه، لأن هو الوحيد اللى كان مؤمن بعدم وجود الخزعبلات دى.. وانه دجال مشعوذ زيه، زى أى حد.

= مش هنكر.. إنه كلامه أثر عليا، وخلانى اقتنع لما كنت عليه فى الأول ويرجع رأيى ثابت.. إنه دجل وشعوذة.

_ بعد كل اللى هحكهولك واللى شوفتيه.

= مش عارفة فى وقتها كنت بقنع نفسى بـ ده ليه.. مع إنى كنت حبيته وارتحت ليه. بس دايما كانت فى دماغى جملة بتتكرر كل يوم لمدة الاربع سنين اللى قبل ما اقابلهم فيهم” قولت ليكم ياجماعة مليون مره الجصاص مريض نفسى وبيتعالج فى مصحة السلام اللى فى القاهرة ومليون حد شافة واكد لأخويا.. لأمتى البلد دى هتمشى ورا الخزعبلات والخرافات “

_ هو مظهرش تانى يا يُسر؟ قبل الاربع سنين!! يعنى عمتك مجتش فى مرة حكيت ليكِ انه ظهر فى البلد.

= كنت كل ما أكلم عمتو، أسألها.. ها ظهر ياعمتو؟ تقولى والله يابنتى ملهوش أثر.. شكله مش راجع .. كل يوم كل يوم.. لحد ما فقدت الآمل جدا وبطلت أسأل .

_ طيب كملي لى بعد الاربع سنين دول قابلتيه إزاى.

= مش عايز تسألنى حصل ايه فى الاربع سنين، ولا عايز تعرف عن الجصاص.

_ هو حصل معاكِ حاجات جديدة؟

= يــــــــــوه كتير أوى.. تحب تسمع مقابلتى بالجصاص، ولا أحكى عن الاربع سنين.

_لا عن الاربع سنين، وبعدين مقابلتك بالجصاص، بالترتيب زى ما ماشيين.

= بعد ما رجعت البيت، عند عمتو.. فضلت يومين مش بتكلم خالص مع حد منهم منظر عم زيد مش مفارق خيالى، لحد ما اقنعت إبراهيم والوحيد اللى اتكلمت معاه عشان أسمع اى حاجة او افهم، وبعد مارجعت برضو متكلمتش مع حد فـ ياسر طلب من عمتو نسافر خلاص كدا هو تعب وإنى كمان انا تعبانه فخلاص نروح وفعلا عمتو روحتنا.. وفضلت ساكتة هناك وكملنا اجازتنا من غير جديد بسمع الأصوات، وبتعب وبصرخ وبيحصلى نفس اللى فات، ومهدأت.

دايرة بلف فيها وانا مش عارفة نهايتها إيه، ولا فاكرة بدايتها إيه. كل اللى عارفاه إنى أول ما الإنسان بيدخل الدايرة المسمومة دى مبيعرفش يطلع منها غير لما تتكسر، او الإنسان نفسه يتكسر أيهما أقرب؟!.

__________________________________________

| فلاش باك |

_ يُسر حبيبة قلبى أختى، نور عينى، تؤأمى.

= ادخل فى المصلحة علطول، اخبطنى بالطلب اللى عايزاه.

_ مقفوش أوى كدا ؟!

= جدا، احكى يا ياسر علشان تعبانه ومحتاجة انام

_ لسه حاسة بصداع.

= بتاع كل يوم يعنى، إتأقلمت .. بص يا ياسر انا حاليا مبقش فارق معليا الاصوات قد ما فارق معايا انا إمتى هاخد أجازة يعنى إمتى هحس بشعور انى عايشة طبيعى من غير ما اسمع أى صوت حواليا خالص؟

_ اممم يعنى انتِ نفسك تعيشى لمده يوم واحد بس من غير ماتسمعى اصوات؟ حواليكِ وتاخدى ريست عن العالم كله ودوشتة والــ٧٠ متر اللى بتسمعيهم.

= تخيل.. تخيل يا ياسر كل أحلام البنات فى السن ده،تخرج وتتفسح وميك اب وسهر وشوبينج وانا كل اللى نفسى فيه مسمعش اصوات واقعد فى حته بعـــــــيـدة أوى.. تخيل إنى نفسى أنام عدد ساعات حلو.من غير ما فى صوت يأذى نومى بسبب الصوت العالى او الخناق او الشد او حتى من الكوابيس.

_ طيب لو حد خلاكى تاخد ريست لمده إسبوع؟

= بجد يا يا سر إسبوع!! ياااه ومين الحد ده.. وهيجيب لى مكان إزاى فاضى هيوقف صوت العالم؟! ايه الخيال ده ياعم.

_ برضو مردتيش على سؤالى لو حد خلاكِ تاخدى أجازة سبع إيام، إسبوع بالكمال والتمام هتعملى معاه ايه؟ او تديه كام؟

= اديله!! اى حاجة أى فلوس..هعمل اي حاجة

_ حتى لو الحاجة دى مش هتكلفك غير إنك تستخدمى موهبتك وبس وتساعديه بيها فى عمل خير .؟

= ياسلام.. الموهبة وصاحبة الموهبة تحت أمرك. مين بقا اللى هنساعده؟

_ هتساعدينى حتى لو البنت مش بتحبيها؟

= خير

_ اهو..شوفتِ.. شوفتِ..إبتديتى تتعصبى.

= عشان حبيبة دى مش بتنزلى من زور واكيد هتتكلم عنها.

_ احم.. احم ليه يعنى…دى حتى لطيفة و محترمة

= لنفسها.. عايزة ايه بقا ست حبيبة دى .

_ لا انا اللى عايز.

= مش فاهمة؟

_ انا.. يعنى..بفكر..تستخدمى موهبتك وتسمعيها لما بتشوفنى بتحكى عنى ايه للبنات..بصراحه كدا انا معجب بيها ومش عايز اقولها وتطلع فى الاخر النظرات دى مجرد بيتنمروا عليا هى واصحابها .

= اطلع بره.

_ هتساعدينى؟

= تطلع بره ياواد ياتافه إنت..

” لأول مرة أدرك مرارة الغيرة وقسوتها “