رواية ملتقى القلوب الفصل الثاني عشر 12 بقلم زكية محمد
رواية ملتقى القلوب الجزء الثاني عشر
رواية ملتقى القلوب البارت الثاني عشر
رواية ملتقى القلوب الحلقة الثانية عشر
الخاتمة
أخذت تنظر له بضحك قائلة:- أصل أنا كنت في الشارع وقت ما اضربت أنت.
نظر لها بدهشة ليقول :- بجد ؟ طيب احكيلي بقى مين ضربني .
ضمت شفتيها بحيرة في أن تخبره أم لا ولكنها ستخبره فراحت تقول بتذكر وكأن هذا الموقف ماثل أمامها الآن .
عودة بالزمن إلى حيث كان عمرها عشر سنوات فقط، وكانت تلعب مع إحدى جاراتها ليحدث معهما عراك، لتقوم الفتاة بضربها فتقوم الأخيرة بمسك الحجر وتلقيه عليها، ولكن قبل أن يصيبها ظهر طه من العدم ليصطدم الحجر بوجهه بالتحديد أعلى حاجبه، لتتسع عينيها لتذهب وتختبئ خلف سيارة وجدتها وهي تنظر له بخوف، وهي ترى تلك الدماء تغرق وجهه أخذت دموعها في الهطول وقد ظنت أنه سيموت، بينما أخذ هو ينظر يمينا ويساراً بغضب فقد كان عائداً من الكلية وقد جرى ما جرى، ذهب مسرعا ليجد حل لتلك الدماء التي تتساقط منه، بينما أخذت هي باقي اليوم في هلع وذعر، وصورته لا تفارق خيالها حتى أنها قضت اليوم وليله ساكنة لا تتحدث ولا تأكل، وفي نومها تقوم صارخة وهي ترى وجهه في حلمها، قلق أباها عليها جدًا ذهب بها للطبيب ليخبره بأنها بصحة جيدة إذا ماذا أصابها ؟
وفي اليوم التالي أخذت تراقب الطريق لتتأكد من أن الفتى بخير، ابتسمت حينما وجدته يمشي في طريقه بشكل عادي، ولكن زمت شفتيها بحزن طفولي حينما وجدته يضع ضمادة موضع الجرح .
فكرت بشكل طفولي بأن تكفر عن خطأها ولكن دون أن يعرف كي لا يعاقبها، فذهبت لوالدها وأخبرته بأن يعطيها مصروفها اليومي لتذهب بعدها لغرفتها وتفتح تلك الحصالة التي تدخر بها بعض النقود التي توفرها، أخذتها جميعها وذهبت لإحدى المحلات قائلة لصاحبه وهي تشير على إحدى الدمى بشكل باظ يطير في إحدى شخصيات الكرتون وهي تقول :- عاوزة اللعبة دي يا عمو .
ناولها إياها وبعد أن أخبرها بثمنها مدت له كل النقود قائلة:- خد دول يا عمو وهما ناقصين خمسة جنيه ينفع تدهاني وأنا والله هديهالك لما احوش المصروف، وافق يا عمو علشان خاطري والله هجبها بس بكرة أخد المصروف من بابا وأجيبوا ليك علطول .
ضحك الرجل عليها ليقول بموافقة:- ماشي يا ستي خدي اللعبة ويبقالي خمسة جنيه .
ابتسمت وهي تقول له بسعادة :- شكرًا يا عمو .
توجهت للمدرسة لينقضي اليوم الدراسي، ون ثم عادت بلهفة لتنتظره في الشارع، وعندما رأته قادم ومر أمامها أخذت تسير خلفه بحذر كي لا يلاحظها يدخل الوكالة، نظرت للعبة التي بيدها وفكرت كيف تقدمها له كإعتذار عما بدر منها، خافت أن تعتذر منه فيعنفها ما إن يعلم أنها هي الفاعلة، أخذت تفكر وتفكر حتى اصطدمت به وهو يخرج بسرعة لتقع وهي تتأوه بألم بينما كان هو في حالة مزاجية سيئة ليصرخ بوجهها :- مش تفتحي هو أنا ناقصك أنتِ كمان .
اتسعت عيناها بخوف وهي تراه يصيح بوجهها، لتنكمش حول نفسها في محاولة منها لتجنب بطشه هذه، ليقول هو بعدها فهي طفلة صغيرة لا شأن لها بما حدث ليأخذ بيدها وهو يقول :- معلش أنتِ كويسة ؟
هزت رأسها بنعم لتمد يدها باللعبة لتقول :- خد دي علشانك .
قطب جبينه بدهشة وسخرية هل تظنه طفلا لتقدم له لعبة، بينما قالت هي بتوتر :- خليها معاك علشان خاطري .
قالت ذلك ثم فرت هاربة حتى ابتلعها الزحام، هذا ما تتذكره .
بينما حدث بعد ذلك انه نظر هو لما في ده ولأثر الفتاة ليقول بتهكم من تصرفها بعد أن غادرت :- مجنونة دي ولا إيه!
صعد للأعلى بعدها ومنها لغرفته ورمى اللعبة بإهمال في إحدى أدراج الخزانة ولم يلقي لها بالا بعد ذلك.
بينما بالنسبة لسبيل اعتادت أن تراه يوم بعد يوم، وهي تراه يتحسن حتى شفي جرحه تماما.
ومن هذه اللحظة ظل قلبها الصغير يتابعه، حتى كبرت وترعرعت وهي تراقبه في الخفاء، لم تفصح له عن هذه الجزئية احتفظت بها لنفسها، فكيف تخبره أنه يحتل قلبها بكل ما فيه وهي لا تعرف ما قيمتها عنده ؟
عودة للوقت الحالي لم يصدق ما قالته، بينما كانت هي تشعر بمشاعر عدة ما بين الحنين والخجل .
هتف بصدمة :- بقى أنتِ اللي دشملتي الحاجب بتاعي ؟
ابتسمت بخفوت لتقول بتبرير :- مكنتش أقصد على فكرة .
تحدث بمزاح :- وأنتِ تقومي تضربيها بالحجر يا مفترية!
رددت بغيظ :- ما هي اللي غلطانة وأنا اتعصبت عليها أوي كانت دايما بتضايقني.
ردد بدهشة أكبر:- وأنتِ صاحبة اللعبة اللي خبطت فيها ؟
أومأت بنعم دون أن تنطق ليكمل هو بفضول :- طيب أنتِ أدتيني اللعبة دي ليه ؟
أردفت بتوضيح خجل :- كنت خايفة لتعرف إني أنا اللي عورتك فخفت لتض*ربني وفي نفس الوقت كنت عاوزة اعتزر.
ردد بضحك :- فتقومي تشتري بمصروفك لعبة لواحد عنده عشرين سنة هيعمل بيهم ايه ؟
ردت بتذمر :- ما أنا مكنتش مفكرة كدة بقى، هو …هو أنت صحيح عملت إيه فيها ودتها فين ؟
ردد بخبث :- أديتها للبت ابتهال تلعب بيها عيل صغير أنا.
ظهر الإحباط جليًا على وجهها لتكمل طعامها بصمت فماذا ستنتظر منه أنه سيحتفظ بها، فوقي أيتها البلهاء فأنتِ لا تعلمي مكانتكِ جيدًا .
*******************************
بعد مرور أسبوع استمر سفيان في تجاهل تقى، بينما حاولت هي بشتى الطرق أن تجعله يسامحها ولكنها لاقت ذلك بفشل زريع، أصابها الإحباط والحزن فماذا تفعل لقد جعلت سالي تنتصر عليها ثانية، والخطأ خطأها هذه المرة لا تتعلم منه أبدًا.
جلست بمفردها بعد أن أطعمت الصغير وأبدلت ثيابها، وجلست تنتظره بفروغ الصبر أن يعود فلن تكل من محاولاتها في أن تنال سماحه، سمعت خشخشة بالباب لتعرف أنه أتى فجلست بتوتر وهي تفكر ماذا ستقول هذه المرة .
دلف هو ملقيا عليها التحية باقتضاب ليتوجه للداخل مباشرة، بينما ضغطت على كفها بشدة من معاملته لها، جلست مكانها مرة أخرى والكآبة قد سيطرت على ملامح وجهها، ترقرقت الدموع في عينيها وأخذت نفسا عميقا ومن ثم نهضت مبتسمة تعد له العشاء ريثما ينتهي من تبديل ملابسه .
بالداخل ذهب ليتفقد ابنه ليجده نائمًا بسلام، انحنى وقبله بحنو ليقول بخفوت وكأنه يشكو له ما يعتريه :- شوفت يا عم صهيب أمك الهبلة اللي مش عاوزة تتغير دي، سايبة واحدة بتملى ودانها أفكار وهي ما شاء الله بتمشي وراها زي العمية، تعبت يا صهيب حاولت مية مرة بس بجد تعبت لأنها زودتها أوي المرة دي . بقلم زكية محمد
ظل الطفل نائمًا ليتنهد بتعب ويقول :- هسيبك أنا وأروح أشوف المجنونة بتاعتي بقى .
قال ذلك ثم توجه ليغتسل وأبدل ثيابه، وبعدها خرج للصالة ليجلس ويتظاهر بأنه يشاهد التلفاز بينما ينظر هنا وهناك بحثا عنها، وجدها تخرج وهي تحمل أطباقًا ترصها بهدوء على المائدة، وما إن انتهت توجهت له قائلة بصوت متوتر :- العشا جاهز .
هتف بجمود وهو ينظر لشاشة التلفاز :- مش جعان .
ضغطت على شفتيها بقهر ومن ثم هتفت بغيظ منه فإلى متى ستستمر في ذل نفسها ويا ليته عفا عنها :- براحتك .
قالت ذلك ثم توجهت هي لتجلس على الكرسي، ومن ثم شرعت في تناول الطعام بمفردها وبشراهة غير مسبوقة منها، سرعان ما تجمعت الدموع في عينيها لتسقط وتصدر عنها شهقات متقطعة، وكلما ظهرت شهقة تكتمها بالأكل وهي تشعر بأن الدنيا قد اسودت في وجهها .
شعر هو بها وسمع صوت بكائها المكتوم، لينظر لها ويجدها على حالتها تلك لا يعلم أيضحك على هيئتها أم يحزن على ما وصلا إليه ؟
نهض من مكانه وتوجه ناحيتها وجلس قبالتها، ليجد وجهها المحمر من أثر البكاء واسرعت هي بمسح دموعها ولكن هيهات فغلبتها الدموع وتساقطت رغمًا عنها، لتكره ضعفها ذلك وتستمر في تناول طعامها ولم تتحدث معه .
جلس بجوارها هذه المرة ومسح وجهها الملطخ بالدموع، ليقول برفق :- ممكن تبطلي عياط ؟
أردفت بدموع تأبى الوقوف :- مش عارفة .
لتزداد شهقاتها مع صوت بكائها المسموع، ليرق قلبه الخاضع لعشقها ويحتضنها بحب وهو يقول برفق :- خلاص بطلي عياط .
ردت عليه بعتاب :- أنت زعلان مني ومش راضي تصالحني وأنا مش عارفة اعمل إيه.
ردد بتريث وتعقل :- ويا ترى إيه اللي مضايقني ومخليني مصر إني ما أصالحكيش ؟ تقى مش كل حد يقولك كلمة تسلميله ودانك وتصدقيه، خليكي واثقة في نفسك شوية مش كلمتين يهزوكي، أنا مضايق منك علشان مش واثقة فيا زيادة ودة هيأثر على حياتنا .
أردفت بلهفة :- مش هعمل كدة تاني صدقني .
ردد بعتاب :- كام مرة قولتي الجملة دي وبترجعي تاني ؟
رددت بتذمر :- خلاص بقى مش هصدقها تاني الصفرة دي، بس ما أوعدكش لما أشوفها رد فعلي هتكون إيه أنا ممكن أجيبها من شعرها على فكرة .
رفع حاجبه باستنكار ليقول بسخرية من حديث زوجته المبالغ فيه، فهي أبعد من أن تؤذي نملة لتقوم بالمشاجرة مع سالي :- ياه كل دة هتعمليه طيب يا ستي وأنا ساعتها هبقى مبسوط .
رددت بأمل ضعيف:- يعني أنت سامحتني ؟
أومأ بتأكيد:- أيوة بس خلي بالك دي آخر غلطة علشان بعد كدة مترجعيش تقولي يا ريتني، أعمل إيه قلبي مش مطاوعني أبدا .
تعلقت برقبته قائلة بفرح :- أنا بحبك أوي يا سفيان وبغير والله عليك .
ردد بحب :- وأنا عاوزك تعرفي إني بحبك وبس متفكريش تاني في أي حاجة .
أردفت بحذر :- طيب أنت مش هتاكل ؟
ردد بضحك ومرح :- أكل إيه بقى في ديناصور مفترس هنا خلص على كل الأكل.
جعدت جبينها بضيق قائلة:- بقى أنا ديناصور يا سفيان .
ردد بتراجع :- مين بس اللي قال كدة، الأكل زي ما هو أهو كلي يا قلبي بالهنا والشفا وأنا هاكل معاكي.
ابتسمت بسعادة وهي تشاركه الطعام بألفة بينهما بعد أن عادت المياه لمجاريها.
******************************
مرت الأيام بسعادة على الجميع حاول فيها طه بكل جد أن يثبت لسبيل بأنه جدير بها، وهي لا تنكر بأنها كم هي سعيدة بهذا التغير الذي طرأ عليه، وتحسنت حالتها المزاجية كثيرًا عما سبق .
عدي وابتهال يعيشان بسعادة وهو يحاول في كل خطوة أن يجعلها تتغلب على خوفها من القادم .
سفيان وتقى والذي يحاول أن يغير من ثقتها بنفسها للأفضل .
عاصم وحسناء التي سعيدة للغاية بزوجها الحنون والذي لم يخيب ظنها ولو لمرة، ولكن يظل حلم الطفل هو مبتغاها ويعكر صفو حياتها .
*******************
تجلس بتعب على إحدى المقاعد وهي تنتظر مجيئه،
نظرت بحب لبطنها المنتفخة وهي تمسد عليها بحنو لتقول وهي تحدث طفلها :- حبيب مامي عامل إيه ؟ متشوقة أوي أشوفك بعد الأيام بسرعة اللي هتنور فيها حياتنا .
وفي وسط ذلك دلف طه للمنزل بعد أن عاد من العمل وألقى عليها التحية وقبل جبينها بحنو، ثم جلس بجانبها وشدها نحوه ليحتضن بطنها قائلًا:- الواد عتريس أخباره إيه النهاردة ؟
أردفت بضيق من هذا اللقب :- كويس بس متقولش على ابني عتريس أنا هسميه سيف .
ردد بنبرة جدية مصطنعة :- لا هو عتريس ودة آخر كلام .
أردفت برجاء وهي على وشك البكاء :- حرام عليك يا طه عتريس إيه دة كمان، أنت عاوز تعقد الواد من أولها أنا هقول لماما شهد تشوفلها حل معاك، قال عتريس قال .
ضحك عليها بعلو صوته ليقول :- أنتِ بتصدقي أي حاجة اعملك إيه، أنا مش هسميه عتريس هسميه زي ما أم سيف عاوزة .
نظرت له بحب وامتنان قد فاض من عينيها، لتنظر هي وتلاحظ أنه يخفي شيئًا خلف ظهره لتقول بفضول :- إيه اللي معاك دة ؟
ردد بكذب :- ولا حاجة .
نفخت بضيق لتشيح بوجهها للناحية الأخرى، ليبتسم على فعلتها بمكر ليقول وهو يمسك وجهها بأطراف أصابعه جاعلا منها أن تنظر له وهو يقول :- خلاص متتقمصيش بسرعة كدة يا عيلة، أنا كنت عاوز أقولك حاجة . بقلم زكية محمد
تطلعت له بانتباه ليكمل هو بحب :- أنا جاي النهاردة بكامل قواي العقلية علشان أقولك بحبك، بحبك من غير ما حد يفرض دة عليا وبحبك من غير ما تكون مجرد كلمة تقضية مهمة وخلاص، بحبك لأني أنا حاسس بدة فحبيت أقولك على اللي جوايا ناحيتك .
لوهلة ظنت أنها تحلم لتنظر يمينًا ويسارًا عل هناك أخرى وهو يوجه لها هذا الكلام، لتشير على نفسها بدون أن تنطق إن كان يقصدها هي، ليقول بتأكيد :- أيوة أنا بحبك أنتِ ومش حد تاني والكلمة دي ليكي لوحدك ومن هنا ورايح مش هتسمعي مني غيرها .
تساقطت دموعها بفرح عارم وهي لا تصدق ما سمعته لتوها، هل تحقق حلمها أخيرًا الآن ؟
أخرج من خلفه ما يخبئه لتكون صدمة أخرى من العيار الثقيل، إذ وجدت تلك اللعبة التي أعطتها له في الصغر ما زالت كما هي كما لو أنها جديدة لتوها، لتقول بغرابة :- دي شبه اللعبة اللي اشترتهالك زمان .
ردد بتوضيح:- قصدك هي دي اللعبة بتاعتك .
اتسعت عيناها بذهول ليكمل هو :- اللعبة دي كانت معايا مرمتهاش ولا أديتها لابتهال زي ما قلت، لا حطتها في الدولاب عندي مش عارف ليه احتفظت بيها بس افتكرت كلمتك لما قولتي خليها معاك علشان خاطري، وكأن جملتك أمر وأنا نفذتها بس الحمد لله نفذتها وإلا كنت هندم أوي.
رددت ببلاهة:- هو أنت بتكلمني أنا ؟
أردف بضحك :- لا بقصد الحيطة اللي وراكي، أيوة أنتِ أومال مين يعني !
أردفت بابتسامة واسعة :- يعني أنت بتحبني أنا مش بقيت بتحب آسيا.
لم يعد يتأثر بها ولا اسمها حينما يسمعه ليقول :- أنا بحب سبيل، سبيل وبس خليكي عارفة دة كويس ويلا بطلي عياط بقى متنكديش علينا .
هزت رأسها لتقول بلهفة :- حاضر أهو .
قالتها وهي تمسح دموعها سريعا وهي تقول بارتباك من قربه الزائد:- أنا …. أنت جعان .
ردد بضحك مكتوم:- أيوة أنا أنتِ جعان أوي .
أردفت بسرعة :- حاضر هروح أحضرلك الأكل حالا .
مسك يدها ليقول بخبث :- لا ما أنا هاكل حاجة تانية تعالي بقى أقولك عليها في ودنك .
قربت أذنها منه ببراءة ظنا منها أنه سيفشي لها سرًا، ليقوم بقطف عسلها في رحلة طويلة ليغوصا معا في سماء الحب والسعادة دون وجود لشيء يعكر صفوهم.
*********************************
بعد مرور شهر آخر في المشفى يقف الجميع استعدادا لاستقبال حفيدين للعائلة، حيث ستضع كلا من ابتهال وسبيل أطفالهم.
وبعد أن تمت العملية بنجاح تم نقلهم إلى غرفة واحدة ليحاوطهم أفراد العائلة يباركون لهم .
حملت حسناء ابن أخيها بحب وهي تنظر له بعاطفة جياشة، كبحت دموعها بصعوبة كي لا يلاحظها الموجودين ومن ثم أعطته لوالدته، لتقوم بحمل ابن سبيل بعدها وهي تضحك له بحب وتلاعبه، فجأة شعرت بدوار عنيف ضربها وتشوش أمام عينيها فبالكاد ترى الموجودين، كادت أن تسقط بالجنين ليلاحظها عاصم الذي حملها قبل أن تسقط أرضا وطه الذي مسك ابنه بلهفة .
حملها عاصم بخوف وركض بها للخارج، وذهب بها لإحدى الطبيبات لتقوم بفحصها وهو معها لم يتركها خوفا عليها، فبالتأكيد لم تتحمل رؤيتها للأطفال هكذا وفقدت وعيها .
بعد أن فحصتها الطبيبة قال لها عاصم بخوف :- مالها يا دكتورة ؟
ابتسمت له لتقول :- متقلقش حضرتك المدام حامل في شهر ودي أعراض حمل مش أكتر.
فقد النطق للحظات قبل أن يردد بعدم تصديق:- بجد ؟ بجد يا دكتورة حسناء حامل ؟
أومأت بنعم لتقول :- أيوة متأكدة ألف مبروك، متقلقش هي هتفوق كمان دقايق كدة .
تركتهم الطبيبة ليجلس بجوارها وهو يمسك يدها بحب ينتظر أن تستيقظ بفارغ الصبر .
وبعد فترة وجيزة فتحت عينيها وهي تنظر حولها لتنطق اسمه بخفوت ليقول بعشق :- يا روح قلب عاصم ودنيته كلها .
أردفت بتساؤل :- هو إيه اللي حصل ؟
ردد بابتسامة واسعة:- في إن حبيبتي هتبقى أجمل مامي في الدنيا دي كلها .
نظرت له بعدم فهم ليقول :- أنتِ حامل في شهر يا حسناء ربنا كرمنا يا قلبي، شوفتي بعد الصبر جبر إزاي.
أردفت بفرح مختلط مع دموع السعادة:- أنا… أنا حامل …جوايا بيبي، هبقى مامي، هيقولي ماما هلعب معاه وأحضنه .
أردف بغيرة :- حضن إيه دة كمان أنتِ مش هتحضني حد غيري أنتِ سامعة ؟
ضحكت بفرح وهي تعانقه بقوة سرعان ما تحول إلى ضحك ثم إلى بكاء، شاركها هو ذلك وحمد الله بداخله على ما كرمه .
انتشر بعدها الخبر بين البقية لتعم فرحة غامرة وسط الحاضرين………
لتمر الشهور بسرعة ويرزقها الله بتوأم ولدين أسمتهما يزن ومازن …..
******************
النهاية
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملتقى القلوب)