روايات

رواية كبريائي يتحدى غرورك الفصل الحادي والستون 61 بقلم نورهان محمود

رواية كبريائي يتحدى غرورك الفصل الحادي والستون 61 بقلم نورهان محمود

رواية كبريائي يتحدى غرورك الجزء الحادي والستون

رواية كبريائي يتحدى غرورك البارت الحادي والستون

رواية كبريائي يتحدى غرورك الحلقة الحادية والستون

وقف جاسر امام النيل بناء على رغبة يارا .. ظلت
تنظر له و هو شارد الذهن و يبدو على ملامحه
الحزن الشديد
نظرت له بحزن و قالت بعتاب : جاسر انت ليه مصمم تدخل نفسك فى حالة اكتئاب .. كل اما تخرج من الحالة دى .. ترجع نفسك تانى
نظر لها جاسر بحزن و قال بجدية : مقدرش انساها
يا يارا مقدرش .. هى كانت احسن حاجة فى حياتى .. كانت القلب الحنين و الحضن اللى بيضمنى وقت اما اكون مضايق و مهموم .. قبل ما تبقى جدتى .. كانت امى و اختى و حبيبتى و كل حاجة ليا
نظرت له يارا بحزن و قالت بجدية : جاسر انا مش بقولك تنساها .. نازلى هتفضل فى قلبنا مهما مرت الأيام و السنين .. انا حاسة بيك و حاسة باللى بتمر
بيه دا .. عشان انا كنت فى يوم من الأيام زيك ..
و اكتر منك كمان .. دمعتى مكنتش بتنشف من على خدى .. كنت صبح ليل عياط .. لما عرفت ان بابا اتوفى .. ثم نظرت امامها و قالت بدموع : كنت طفلته المدللة .. كل حاجة كنت عايزها كان بيجبهالى .. كنت لما اشوف حاجة و تعجبنى .. اقوله بابا حلوة دى اوى .. كان ميمرش يوم و يكون جايبها .. رغم اننا كنا ناس حالنا متوسط يعنى وﻻ اغنية و فقراء .. و ماما ..
لما كانت بتذكرلى كنت ساعات بستغبى .. فكانت تضربنى .. بس هو كان يجى يحوش عنى و يطبطب عليا و يقولى : معلش يا حبيبتى هى عايزة مصلحتك .. كان يجى من الشغل تعبان بس يضغط على نفسه
و يلعب معايا .. و كان يجبلى كل يوم شوكوﻻتة معاه و هو جاى .. كنت بحب اشوفه و هو بيصلى اوى .. كان هو يصلى و انا افضل اتفرج عليه .. الضحكة مكنتش بتفارق وشى ابدا طول ما انا شيفاه قدامى .. ثم قالت ببكاء : بس فى لحظة كل دا اختفى .. مبقاش موجود .. دخلت فى حالة اكتئاب جامدة و مكنتش باكل و ﻻ بشرب و كنت رافضة الكلام مع اى حد .. بس مرة وحدة فقت من اللى انا فيه دا و حسيت انى ﻻزم ابقى اقوى و اقف جمب ماما اللى دمعتها هى كمان مكنتش بتنشف من على خدها .. بقيت شخصية جد جدا و ربما تكون صارمة .. و عشان انا شخصية عندية فى الأساس .. عندت مع نفسى و قولت انى لازم ارجع لحياتى الطبيعية .. يوم وراء يوم ابتديت ارجع لحياتى الطبيعية فعلا .. و اتقبل الأمر الواقع .. و ان الحياة مش بتقف عن حد مهما كان اقرب الناس ليك و مهم اوى عندك .. الأنسان بينسى يا جاسر .. دا حتى جى من النسيان .. بس كل ما بابا يجى على بالى .. افضل ادعيله و اقرئ قرأن .. عارف يا جاسر ربنا لما بياخد منك حد كان حنين عليك اوى .. بيعوضك بحد نفس حنيته .. بابا كان احن انسان شوفته فى حياتى كلها .. بس بعد كدا انت جيت و اكتشفت انك حنين زيه بالظبط و انك انت اللى هتعيشنى مبسوطة
نظر لها بحزن و مسح دموعها ثم قال بابتسامة حزن : عارفة يا يارا .. عارفة نازلى كانت دايما بتدعيلى دعوة حلوة اوى .. كانت ديما بتقولى “ربنا هنيكى جاسر ..
و يرزوقك ببنت الحلال اللى تحبك و تبقى سند جاسر فى الدنيا دى .. تخلى بالها منه و تفرح لفرحه و تحزن لحزنه ” .. جوازى منك مش من فراغ .. انا معملتش حاجة حلوة فى دنيتى عشان استحقك .. كنت طول عمرى متكبر على الناس .. و كلهم بالنسبالى شوية نمل .. لو حبيت ادوس عليهم برجلى هدوس .. نازلى اه كانت بتحاول بشتى الطرق انها تشيل منى الحكاية دى .. و كانت بتزعل منى جدا لما اقولها انى جيت على حد غلبان بأسم النفوذ و السلطة و المال .. عارفة يوم ما قطعتلك التصميم .. انا روحت قولتها على كل حاجة انفعلت اوى و قالتى : انت غلطان .. انت ﻻزم تعتذر .. عشان البنت دى مغلطتش .. و انت اللى غلطان .. يارا انا ربنا رزقنى بيكى و بحُبك .. رغم انى مستحقش وحدة زيك
امسكت يده و ضغطت عليها و قالت بابتسامة : انا اللى ربنا كرمنى و راضى عنى عشان عندى زوج زيك كدا .. ثم قالت بجدية : جاسر انت ﻻزم ترجع لحياتك الطبيعية
ضغط على يدها و نظر لها بابتسامة و قال بجدية : ان شاء الله يا يارا ان شاء الله
دقت أمينة على غرفة حبيبة و دخلت ثم قالت بجدية : حبيبة يلا حضرى هدومك عشان هنسافر
نظرت لها حبيبة و قالت بصدمة : هنسافر !!
أمينة : ايوة هنسافر
وجدت حبيبة نفسها تتذكر كل ذكريتها مع شادى .. ادركت فى هذه اللحظة انها وقعت فى حب ذلك المستفــــــز
أمينة بجدية : يلا حضرى هدومك .. واقفة ليه !!
حبيبة بجدية : مامى انا هفضل قاعدة هنا .. مش
عايزة اسافر
نظرت لها أمينة بدهشة و قالت : مش عايزة تسافرى ازاى !! دا انتى رضيتى تجى معايا لما قولتلك اننا هنقعد سنة بالكتير .. ازاى مش عايزة تسافرى
حبيبة بجدية : مامى انا هفضل قاعدة مع حازم
أمينة بجدية : هو فى ايه !! كل مرة اسيب واحد
من عيالى هنا .. شريف مسافر و انا مقدرش اسيبه يسافر لوحده .. عيزاه يتجوز عليا
حبيبة بجدية : مامى حبيبتى سافرى مع بابى ..
انا هفضل قاعدة مع حازم
أمينة بجدية : دا اخر كلام عندك
حبيبة بجدية : ايوة يا مامى .. اخر كلام عندى
أمينة بجدية : انا هقول لشريف .. و اشوف رأيه ..
بس انتى شايفة انك هتبقى كويسة
حبيبة بجدية : مامى حبيبتى انا كدا كدا مش هسافر
أمينة بجدية : ماشى يا حبيبة .. بس خلى بالك من نفسك
اقتربت منها حبيبة و قبلتها و قالت بابتسامة : شكرا
يا مامى .. شكرا اوى يا حبيبتى
ضمتها أمينة و قالت : هتوحشينى اوى يا بيبة
حبيبة بابتسامة : و انتى يا مامي
خرجت أمينة من الغرفة و نزلت لأسفل لتجد نيره
و حازم جالسين
اقتربت منهما أمينة و جلست ثم قالت بجدية : حازم
انا هسافر انا و شريف
نظر لها حازم بستغراب و قال بجدية : طب و حبيبة !!
أمينة بجدية : حبيبة مش عايزة تسافر .. عايزة تفضل قاعدة معاك
نظر لها حازم بستغراب و قال بدهشة : عايزة تقعد معايا انا !! و مش عايزة تسافر !! و بعدين انتى ازاى هتسافرى و تسيبى خالتوا كدا
أمينة بجدية : شريف لازم يسافر و انا مش هسيبه لوحده .. افرض اتجوز عليا زى ما عز عمل
نظرت لها نيره بضيق شديد لكلامها و تجمعت الدموع فى عينها ثم قامت راكضة الى غرفتها و دموعها تتساقط بغرارة على وجنتها
نظر حازم بحدة لأمينة و قال بضيق شديد : ازاى
تقولي قدمها كدا يا ماما !! انتى مش عارفة انها مضايقة من الموضوع دا جدا ثم ذهب وراءها
دق الباب .. سمع صوتها المخنوق من كثرة البكاء
و هى تقول : لو سمحت يا حازم سيبنى لوحدى ..
و انا هبقى كويسة
حازم بجدية : نيره افتحى الباب
نيره ببكاء : لو سمحت يا حازم .. سيبنى لوحدى
حازم بجدية : لو مفتحتيش الباب هكسره .. افتحى
قامت نيره و فتحت الباب .. امسك يدها و شدها لأسفل و هو يقول : تعالى نتكلم تحت
ذهبت معه .. خرجوا الى حديقة الفيلا و جلسوا
على الأرجوحة و هى مازالت تبكى
نظر لها حازم و قال بجدية : هى مكنش قصدها
تقول كدا
نظرت له نيره و قالت ببكاء : انا تعبت يا حازم ..
تعبت .. حرام عليكوا بقى ثم توقفت عن البكاء
فجأه و ظلت تنظر له لبعض الوقت بتفكير ثم اخرجت الدبلة من يدها و فتحت يده و وضعتها بها و قالت بدموع : حازم انا مش هتجوز
نظر لها بصدمة .. و لكنه افاق من صدمته
بسرعة و امسك يدها و البسها الدبلة
و قال بصرامة : دبلتى متتقلعش من ايدك ..
فاهمة وﻻ مش فاهمة .. مش عايزها تتقلع
من ايدك يا نيره .. غير فى حالتين .. لما نتجوز
و انا اللى انقلها من اليمين للشمال او انى اموت .. انتى عارفة لو انا مش عارف اللى فيكى و الله
العظيم كنتى هتلقى رد فعل مش هيعجبك
نظرت له و زادت فى البكاء و قالت من بين
دموعها : ما انت كمان ممكن تتجوز عليا زى
ما بابا عمل .. اقرب راجل ليا .. عمل كدا
نظر لها حازم و قال بنفعال : من حقه من حقه
انه يتجوز مدام مراته واحدة زى كوثرمتزعليش
منى بس هو مغلطش لما اتجوز .. مغلطش
نيره بنفعال : اهو .. اديك بتقول مغلطش ..
يعنى ممكن تعمل زيه
حازم بنفعال : انت بتفكرى ازاى !!! قوليلى
بتفكرى ازاى !! عايز افهم بس .. السبب الأساسى
انه اتجوز عليها .. انها كانت صبح ليل نكد و زعيق
و قرف .. اكيد واحد فى موقفه كان هيعمل كدا
نيره بدموع : يعنى انت ممكن تتجوز عليا برده لما
تبقى فى موقفه
حازم بنفعال : انتى ليه حطانى و حاطة نفسك
فى مقارنة معهم .. ليه !! .. وﻻ انتى زى كوثر
و انا زى عز .. افهمى بقى .. يعنى افضل احبك
من ساعة ما اتولدتى و فى الأخر اتجوز عليكى ..
دا يبقى غباء .. مش منى ﻻ .. من تفكيرك اللى صورلك كدا .. ثم نظر لها و قال بحدة : كفاية
عياط بقى عشان مقلبش عليكى
توقفت عن البكاء و مسحت دموعها
حازم بجدية : نيره حبيبتى .. انا و انتى مش
زيهم افهمى بقى
نظرت له نيره و قالت بجدية : يعنى انت عمرك
ما هتتجوز عليا !!
حازم بنافذ صبر : برده بتقولك يتجوز عليا ..
يا بنتى هو انا كنت اتجوزتك اصلا عشان اتجوز
عليكى .. استنى اما اتجوزك الأول بعدين نبقى نشوف الموضوع دا
نظرت له بضيق شديد و قالت : حــــــازم
حازم بتفكير : استنى اما افتكر .. جاسر بيثبت
يارا ازاى لما تقول اسمه كدا وتبقى مضايقة
منه .. وأول ما بيقول .. عيون جاسر
نظر لها بابتسامة و قال : عيون جاسر
نظرت له و ضحكت و قالت بابتسامة : تقليد
اعمى .. المفروض عيون حازم
حازم بابتسامة : مش مهم .. المهم انك ضحكتى
نظرت له نيره و ابتسمت ثم قالت بتساؤل : يعنى
انت مش هتتجوز عليا !!
قام بنافذ صبر و قال : انا مكنتش ناوى بس انتى الصراحة دخلتى الموضوع فى دماغى .. ثم قال
بنفعال : انتى مجنـــــــــــونة !!
نظرت له و ضحكت و قالت : خلاص خلاص
وصل جاسر فى هذه اللحظة و ابتسم لأنه رأى
اخته تضحك اخيرا .. اقترب منهم و قال
بابتسامة : يا رب اشوف ضحكتك دى على طول
نظرت له و ابتسمت ثم قالت بجدية : جاسر روح
شوف ماما .. مش راضية تاكل من امبارح
جاسر بابتسامة حزن : حاضر يا حبيبتى ثم نظر
ليارا و قال : يلا يا حبيبتى
دخلت يارا معه الى الداخل .. جاءت ان تصعد الى غرفتهم و لكنه امسك يدها و قال بجدية : تعالى معايا
نظرت له يارا بتردد و قالت بجدية : جاسر انا مش عايزة اضيقها .. وجودى بيضيقها
جاسر بجدية : يلا يا يارا انا و انتى واحد .. يعنى اى حاتة انا ابقى موجود فيها .. ﻻزم انتى كمان تبقى موجودة فيها
نظرت له بستسلام و ذهبت معه
دخلوا الى الغرفة
اقترب جاسر من كوثر و قبل يدها .. ثم نظر ليارا و قال بجدية : تعال يا يارا بوسى ايد ماما
نظرت له بتردد ثم اقتربت من كوثر بستسلام و امسكت يد كوثر و قبلتها .. لتنظر لها كوثر بضيق شديد
نظر جاسر لكوثر و قال بجدية : ماما انتى ﻻزم تكلى
نظرت كوثر فى الأتجاه الأخر
حرك جاسر وجهها بيده و قال بجدية : عشان خاطرى
يا حبيبتى .. عشان خاطرى
نظرت له و هزت رأسها بالموافقة
نظر ليارا و قال بجدية : يارا لو سمحتى .. ممكن تجيبى الأكل
نظرت له يارا و قالت بجدية : حاضر يا جاسر
غادرت يارا الغرفة و اتت بعد بضعة دقائق و هى تحمل صنية الطعام فى يدها .. اخذ جاسر منها صنية الطعام
و نظر لكوثر و قال بابتسامة : يلا يا حبيبتى عشان تكلى
نظرت للطعام بضيق شديد ثم نظرت ليارا بحدة
ملأ جاسر الملعقة بالطعام و قال بابتسامة حزن :
يلا يا حبيبتي
نظرت للمعلقة بضيق ثم نظرت ليارا بشك لترى تعابير وجهها .. كانت خائفة ان تضع لها يارا شيئا فى الطعام
جاسر بحنان : يلا يا ماما عشان تكلى
نظرت له بقلق ثم فتحت فمها بتردد .. بدأ جاسر بأطعامها ثم قام و اعطى ليارا الصنية و قال
بجدية : يلا خدى اكلى ماما .. و انا ثوانى و جاى
اخذت منه الصنية و قالت بستغراب : رايح فين !!
جاسر بجدية : هروح اجيب لماما ماية
مدت يارا يدها له بالصنية و قالت بجدية : هروح انا
جاسر بجدية : ﻻ انا اللى هروح .. عشان كمان
عايز اشرب
نظرت له يارا بستسلام .. خرج جاسر .. اما يارا فقتربت من كوثر بتردد و ملأت المعلقة بالطعام
و قربتها من فم كوثر .. نظرت لها كوثر بحدة
ثم نظرت للأتجاه الأخر
يارا بتوتر : حضرتك لازم تكملى اكل .. حضرتك مكلتيش من امبارح
نظرت لها كوثر بحدة ثم نظرت بتجاه الباب
نظرت لها يارا بستسلام و جائت لتقوم لتذهب
و لكنها وجدت جاسر يدخل
نظر لها جاسر و قال بتساؤل : هاا ماما كلت
نظرت له يارا و هزت رأسها بـــــ “لا”
اخذ جاسر منها صنية الطعام و نظر لكوثر و قال
بعتاب : ليه يا ماما مكلتيش !
نظرت له كوثر و فتحت فمها .. جلس جاسر
بجانبها و بدأ فى اطعامها مجددا
انتهى جاسر من اطعامها .. ثم قبل يدها و خرج
هو و يارا
استيقظت من النوم بتثاقل فقد كانت الأيام السابقة
من اصعب الأيام التى
مرت عليها على الأطﻻق .. نظرت بجانبها و لكنها لم تجده .. قامت بفزع فقد ظنت انه قد ذهب للمقابر بمفرده
قامت و ارتدت طرحتها و خرجت من الغرفة .. و نزلت لأسفل .. وجدت حازم يجلس بالأسفل بمفرده .. اقتربت منه و قالت بجدية ممزوجة بالقلق : حازم متعرفش جاسر راح فين !!
نظر لها حازم و قال بجدية : فى اوضة نازلى
يارا بجدية : شكرا يا حازم .. ثم ذهبت مسرعة الى غرفة نازلى .. فتحت الباب و دخلت .. لتجد منظر الغرفة مختلف تماما .. و هو يصلى .. اقتربت منه و جلست بجانبه و انتظرته الى ان انتهى
نظر لها بابتسامة واسعة و قال : انتى صحيتى يا حبيبتى
يارا بستغراب : اه لسة صاحية
امسكها من كتفها و قال بابتسامة فرحة : يارا انا فرحان اوى
نظرت له بدهشة .. هل جن ام ماذا !! بالتأكيد انه جن
تابع جاسر قائلا بابتسامة : نازلى جتلى فى الحلم يا يارا .. و كانت ﻻبسة ابيض فى ابيض .. و كانت صغيرة مش كبيرة .. جتلى و قالتلى .. انا مش زعلانة منك يا جاسر .. ثم قال بحزن : بس انت ﻻزم تبقى كويس .. انا دايما جمبك .. بعدين صحيت
نظرت له بابتسامة حزن و قالت : ﻻزم تسمع كلمها بقى و تبقى كويس
جاسر بابتسامة : حاضر ان شاء الله
نظرت له بابتسامة و قالت بستغراب : جاسر .. ايه اللى غير الأوضة كدا
جاسر بابتسامة : انا اللى غيرتها يا حبيبتى .. دى ان شاء الله هتبقى اوضة
للصلاة و العبادة .. و هجيب مكتبة صغيرة و احطها هنا .. فيها كتب دين كتيرة .. عشان اللى عايز يقرأ
نظرت له بحب و دفنت رأسها فى حضنه و قالت بابتسامة : ربنا يخليك ليا يا رب
ضمها جاسر اليه و قال بابتسامة : و يخليكى ليا .. انتى وقفتى معايا الأيام اللى فاتت دى اوى
نظرت له يارا و قالت بجدية : لو موقفتش جمبك فى حزنك قبل فرحك مستحقش حبك وﻻ انى ابقى مراتك
ضمها جاسر اليه بحب و ربت على كتفها بحنان ثم قال بجدية : يلا اسيبك انا بقى عشان لازم اروح الشركة
يارا بستغراب : هتروح الشركة انهارده
جاسر بجدية : ايوة يا حبيبتى .. ﻻزم اروح .. انا قولت لحازم هصلى و انزلك و هو مستنينى تحت
نظرت له يارا بابتسامة و قالت : تروح و ترجع
بالسلامة .. خلى بالك من نفسك بقى
جاسر بابتسامة : و انتى كمان .. يلا ﻻ اله الا الله
يارا بابتسامة : محمد رسول الله
استجمع عز قواه بصعوبة بالغة و قرر اخبارها
نظر لها و قال بجدية : فريدة انتى انسانة مؤمنة بالله و بتثقى فيه ..صح
نظرت له بابتسامة و قالت : و نعم بالله .. اكيد يا حبيبى
عز بجدية : سبب الصداع اللى عندك دا يا فريدة .. ثم توقف و اخذ تنهيدة عميقة و قال بحزن : ان عندك ورم حميد بالمخ .. و هنحتاج اننا نسافر ألمانيا نعمل العملية .. نسبية نجاح العملية عالية اوى و ان شاء الله تبقى كويسة
ظلت تنظر له لبعض الوقت لتستوعب ما يقوله .. عندما استوعبت ما قاله نزلت دموعها ثم رسمت ابتسامة على وجهها و قالت : الحمد لله .. الحمد لله يا رب .. انا راضية
عز بجدية : ان شاء الله يا حبيبتى تقومى بالسلامة
و تبقى كويسة
فريدة بابتسامة حزن : ان شاء الله يا عز .. ثم قالت بجدية : اكيد ريرى هتسافر معانا صح !!
عز بجدية : ﻻ .. ريرى هوديها مكان و انا مطمئن عليها
نظرت له فريدة و قالت لعتاب : زى اللى عند
يسرا و جمال
عز بستغراب ممزوج بالأرتباك : هى ريرى قالتلك !!
فريدة بجدية : ايوة يا عز .. انا مش هسيب بنتى
تانى لأى حد .. هتسافر معانا يا عز و انت ابقى
خلى بالك منها و انا بعمل العملية
عز بجدية : ﻻ يا فريدة .. انا مش هقدر اخلى بالى منها .. انا هخدها عندى البيت هما هيخلوا بالهم منها
نظرت له فريدة بصدمة و قالت بنفعال : عايز تودى بنتى عند كوثر .. انت اتجننت يا عز
عز بجدية : انا خلاص خدت القرار
فريدة بنفعال : ﻻ يا عز دى بنتى كمان زى ماهى
بنتك .. يعنى القرار مش ليك لوحدك
عز بجدية : انا عارف انا بعمل ايه يا فريدة
فريدة بدموع : حرام عليك يا عز .. كوثر لو طالت
انها تموت بنتى هتعملها
عز بجدية : خلاص يا فريدة .. انا قررت اودى ريتاج البيت عندى .. مفيش نقاش تانى
فريدة برفض : ﻻ يا عز .. ﻻ .. ﻻزم يبقى فيه
نقاش .. ﻻزم يا عز
عز بصرامة : اقفلى الموضوع دا يا فريدة .. انا خلاص خدت قرار و هنفذه .. مفيش نقاش
وصل جاسر الى المكتب و دخل بعد الكثير من
التعازى اخرج صورتين واحدة له هو و يارا
و واحدة لنازلى و وضعهم على المكتب
نظر لصورة نازلى بابتسامة حزن و قرأ لها الفاتحة
ثم نظر لأوراق امامها و بدأ يتابع عمله
دقت مرفت باب غرفة كوثر و دخلت .. نظرت لها
كوثر بتساؤل .. ماذا تريد !!
اقتربت منها مرفت و ظلت تنظر لها و على وجهها ابتسامة شماتة ثم قالت بسخرية : شوفتى اخرة
الظلم يا كوثر .. اخرته وحشة اوى
نظرت لها كوثر بحدة .. لأنها لم تلقبها بهانم قبل اسمها
مرفت بابتسامة شماتة ممزوجة بالسخرية : اووه اسفة جدا انى بقولك يا كوثر .. من غير هانم .. اصلى دلوقتى مبقتش خايفة منك .. انتى يا عينى واحدة مقعدة .. زيك زى الكرسى اللى قاعدة عليه .. مفيش فرق بينكوا .. يعنى مش هتقدرى تعملى فيا حاجة .. ظلت تمشى فى الغرفة و قالت بسخرية : الجبروت بتاعك دا معدش له قيمة .. هيبقى له قيمة ازاى
و انتى مقعدة و مش عارفة تتحركى .. حتى الكلام مش عارفة تتكلمية .. عارفة يا كوثر .. انتى مش صعبانة عليا خالص .. خالص .. خالص .. بالعكس انا فرحانة فيكى .. اصل لكل ظالم يوم و انا شوفت
اليوم دا فيكى
نظرت لها كوثر بغضب شديد لكلامها
مرفت بسخرية : متتعصبيش اوى كدا .. احسن
يطقلك عرق .. ثم قالت بجدية : عارفة يا كوثر ..
كل زعيقة منك و كل تهديد انك تقطعى اكل
عيشى انا و وﻻدى .. كنت بدعى عليكى من
كل قلبى .. انتى فاكرة نفسك مين يا كوثر ..
متكبره على ايه !! .. عشان انتى هانم و عندك
فلوس .. قوليلى دلوقتى نفعوكى فى ايه !!
ثم تابعت بسخرية : وﻻ حاجة .. انتى واحدة مقعدة
نظرت لها كوثر بغضب شديد للغاية و حاولت الكلام
و لكنها كانت تجد صعوبة شديدة فى التحدث
مرفت بحدة : اهدى على نفسك شوية .. اهدى ..
انتى ايه مش بتهمدى .. اهمدى بقى يا شيخة .. اهمدى .. ثم قالت بابتسامة شماتة : مش كفاية ان جوزك طلع متجوز عليكى .. عشان انتى مش مالية عينه .. اصلك لو كنتى مالية عينه .. مكنش بص بره وﻻ ايه !! .. تابعت بسخرية قائلة : اه صح نسيت انك مش بتقدري تتكلمى
ظلت كوثر تضغط على اسنانها بغضب شديد للغاية .. احست بعجزها فى هذه اللحظة
اقتربت منها مرفت و قالت بجدية : تفتكرى جاسر هيكون رد فعله ايه لما يعرف ان كوثر هانم السيدة الموقرة طلبت منى انى احط حبوب منع الحمل لمراته فى العصير
نظرت لها كوثر بصدمة لمعرفتها ان الحبوب كانت
لمنع الحمل
نظرت لها مرفت بسخرية و قالت : متستغربيش اوى كدا انا عارفة من ساعة ما ادتينى الشريط .. اظن ان عندك وقت تسمعى انا عرفت ازاى !! .. ثم تابعت بسخرية اكثر : اصل انتى هتعملى ايه و انتى مقعدة كدا .. دا انا حتى هساليكى بدل ما انتى قاعدة لوحدك مش عارفة تعملى حاجة
نظرت لها كوثر بغضب شديد .. كادت ان تختنق من كثرة غضبها
مرفت بسخرية : الحكاية ابتدت من اول ما ادتينى الشريط .. جية فى دماغى على طول انها حاجة مؤذية و خصوصا انك حظرتينى ان محدش يعرف بالموضوع دا .. يعنى هنشوف من ورا وشك ايه غير الأذى .. المهم بقى يوميها .. لما روحت قعدت مع جوزى
Flash Back
بعد ان انهت مرفت عملها .. استأذنت من كوثر ان تذهب لأولادها السبعة و تأتى فجرا .. فوافقت كوثر على مضض بعد الحاح كبير من مرفت
وصلت مرفت الى بيتها الذى يتكون من غرفة واحدة .. وضعت لأطفالها الطعام و ظلت تنظر لهم بابتسامة حزن و هو يتسارعون على الطعام و يأكلون بشهية كبيرة
نظرت مرفت لزوجها و قالت بضيق : شوفت يا منصور الولية الحرباية اللى اسمها كوثر .. ادتنى شريط دواء و قالتلى احطوا لمرات ابنها فى العصير
منصور بجدية : ورينى كدا
اخرجت مرفت شريط الدواء و اعطته له .. امسكه منصور و ظل يقلبه يمينا و شمالا و قال بستغراب : ايه دا !! ثم قال بخضة : احسن تكون عايزة تموتها يا مرفت
نظرت له و قالت بسخرية : دى ولية حرباية و تعملها
منصور بنفعال : طب افرضى فعلا ان دا برشام عشان تموتها ببطء .. يبقى تروحى انتى فيها لو حد عرف
مرفت بجدية : امال اعمل ايه مسمعش كلمها عشان ترفدنى و منلقيش ناكل احنا و العيال
منصور بجدية : اعملى نفسك انك بتحطلها ..
عقبال ما اعرف ايه الدواء دا
مرفت بخوف : يا منصور احنا مش قد كوثر ..
دى ولية مؤذية .. افرض عرفت يا منصور
منصور بجدية : و هى هتعرف منين !! مش
هتعرف يا مرفت .. اسمعى انتى الكلام بس
مرفت بخوف : حاضر يا منصور حاضر
جاء اليوم التالى .. علمت مرفت بسفر جاسر و يارا .. فتنهدت برتياح شديد و حمدت ربها .. جهزت مع كوثر الحقائب لتسافر كوثر و تذهب هى الى زوجها
و أولادها
عندما وصلت الى بيتها .. جلست مع اوﻻدها قليلا .. دخل منصور و نظر لها بستغراب لوجودها و قال بدهشة : انتى هنا ليه !!
مرفت بجدية : اصل …و حكت له ما حدث
اخرج منصور شريط الدواء و قال بجدية : طلعت مش عايزة تموتها .. هى مش عايزة تخلى ابنها يجيب منها عيال
نظرت له مرفت و قالت بدهشة : قصدك ان دا
قاطعها و قال بجدية : ايوة .. دواء لمنع الحمل
نظرت له و قالت بحيرة : طب انا اعمل ايه دلوقتى !!
منصور بحيرة : مش عارف
Back
نظرت لها مرفت و قالت بجدية : عارفة انا عملت ايه !! … انا ادتها الحبوب يا كوثر .. خوفى منك و خوفى على عيالى خلانى ابيع ضمري .. بس مقدرتش استمر فى كدا كتير .. مقدرتش .. كانت بتعملنى احسن معاملة .. لما كانت بتطلب منى حاجة .. كانت الضحكة البريئة اللى من قلبها مرسومة على وشها .. و تيجى تتكلم معايا بزوق .. حسستنى انى بنى ادمة مش عبد عندها .. عمرها ما عملتنى وحش وﻻ حسستنى انها عشان اتجوزت جاسر عز الدين انها بقت كدا هانم .. متواضعة جدا .. مقدرش بعد ما عملتنى احسن معاملة اأذيها .. مقدرش .. عارفة يا كوثر لما ربنا بيحب عبد .. بيحبب فيه عبده .. و بعدين انتى هتعرفى منين !! .. انتى معتقدة ان الكلمة اللى بتقوليها .. بتمشى .. ما انتى الهانم و احنا العبيد اللى اشترتيها بفلوسك .. انا كدا خلصت القصة بتاعتى .. بس فاضل فيها تكة صغيرة جدا .. و ان جاسر بيه يعرف .. تفتكرى هيكون رد فعله ايه معاكى !! تفتكرى هيعمل ايه لما يعرف انك أذيتى البنت اللى بيحبها و اللى خرجته من حزنه و وقفت جمبه فى اصعب لحظات مر بيها .. وﻻ اقولك .. احنا مش هنقعد نفكر هيكون ايه رد فعله .. احنا نشوف
نظرت لها كوثر بدموع ممزوجة بالرجاء .. و هزت رأسها بـــــــ ” لا ”
نظرت لها مرفت و قالت بسخرية : متترجنيش يا كوثر .. عشان انا هقوله .. بس مش دلوقتى عشان حالته النفسية ابتدت تتحسن .. مش عشان خاطر جمال عيون ابنك .. ﻻ .. ابنك زيك بالظبط .. نفس التكبر و الغرور .. لكن عشان خاطر البنت اللى بتحبه و لما بتشوفه حزين بتبقى بتتقطع عشانه
نظرت لها كوثر بترجى و زادت دموعها
مرفت بضيق : كان نفسى اشوف نظرة الترجى دى فى عنيكى من زمان يا كوثر .. بس مش هتصعبى عليا .. ثم قالت بدموع : عشان انا من ساعة ما اشتغلت عندكوا و انا ببصلك البصة دى .. عشان ترحمينى .. لكن انتى مفترية و ظالمة ثم خرجت و تركها تشعر بعجزها و ضعفها .. ماذا سيحل بها بعد ذلك !! .. هل سيبعد عنها ابنها !!! كما فعل عز .. ظلت تبكى بأنكسار و احست فى تلك اللحظة كم كانت ظالمة .. قاسية

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كبريائي يتحدى غرورك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى