رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل السادس والأربعون 46 بقلم سولييه نصار
رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء السادس والأربعون
رواية الشيطان وقع أسيرها البارت السادس والأربعون
رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة السادسة والأربعون
الخاتمة الجزء الاول (عودة إليه )
عودي الي فالحياة دونك جحيم لا يُطاق!!
………….
كانت ليان تحاول ان تفك الحصار عنها بإنفعال بينما تنظر الى موسى الذي يبتسم لها بسماجة ويقول :
-فكرة حلوة اني اكتم بوقك يا ليان ..كده هعرف اتكلم معاكي براحتي ….
اندلعت النيران في عينيها وهي تنظر إليه ليجثو فجأة على الأرض …تنهد وامسك كفيها بقوة وقال وعينيه تلمع :
-انا عملت كتير عشان نتجمع سوا ومش هسمحلك.تهدي كل ده يا ليان حتى لو اتجوزتك بالغصب ….عارف اني غلطان بس انا عملت كل ده عشان خاطرك أنتِ…عشان خايف عليكي …عشان الموت عندي اهون من أني اخسرك
كان ما زالت مكمم فمها ولكن من نظراتها الباردة عرف أن كلماته لم تؤثر بها …تنهد بتعب وقال:
-اعمل ايه عشان تسامحيني وعشان ترجعيلي … ليان أنا مستعد أعمل ايه حاجة عشان تسامحيني…اطلبي بس
ثم ابعد اللاصق عن فمها لتقول هي ببرود :
-متعملش حاجة لأن اللي بيننا انتهى يا موسى …خلاص أنساه زي ما أنا نسيته !!!..
هز رأسه برفض وقال:
-لا لا مستحيل انسى ….مستحيل ابعد …أنا هحارب للنهاية…هحارب عشان تسامحيني يا ليان …هحارب عشان تعرفي أنك الوحيدة اللي في قلبي وآني عملت كده بس عشانك …عشان مرعوب عليكي …عشان الحياة من غيرك متسواش …أنا مش هقدر اعيش من غيرك يا ليان …افهميني يا حبيبتي !!
-متقولش الكلمة دي تاني …
قالتها بإختناق …تكره ان تسمع الكلمة تلك منه …فهي لا تريد تصديقه
….رغم ان قلبها يحترق لهذا ولكنها تختنق وهي تتذكر أنه خذلها …حطم قلبها …وتركها ليلة خطبتهما ..دمر حبهما …هي لن تغفر …لن تغفر …
هز موسى رأسه وهو يقول بصوت قوي ينتشلها من افكارها :
-لا أنتِ حبيبتي …أنا محبتش قدك يا ليان ..حبيتك لدرجة اني لما عرفت ان صاموئيل بيراقبني وممكن يعرف بوجودك كنت مستعد اكسر قلبي ولا اني أعرض حياتك للخطر …
نظرت إليه بكره وقالت من بين اسنانها :
-انت كسرت قلبي أنا كمان …فضلت تكسر فيا لحد ما خلاص حبك اختفى من قلبي …
-مستحيل ده هيحصل ..انتِ هتفضلي تحبيني علطول زي ما أنا هفضل أحبك لحد آخر نفس في حياتي ….
هزت رأسها وقالت:
-تبقى مغرور لو افتكرت أني لسه.بحبك ..خلاص يا موسى …انتهى اللي بيننا انتهى للأبد …متحاوليش….ويالا اطلع برا بدل ما اصرخ والم عليك الخدم …بس الحق مش عليك …الحق على اخويا اللي بيدخلك بيته.من غير حساب بعد ما كسرت فرحة أخته!!!
أغمض عينيه بعصبية ورفع كفيه يبتغي خنقها ولكنه سيطر على نفسه في آخر لحظة وصرخ بها حتى انتفضت :
-أنتِ مجنونة يا بنتي ….قوليلي انتِ عبيطة …بتفكري ازاي يا ليان …قولتلك الراجل كان مراقبني …لو كان عرف عنك كان مش هيتردد يقتلك …أنا اترعبت عليكي…أنا كنت بموت وانا بعيد عنك …وكنت بصبر نفسي ان ده الاحسن ليكي …
صرخت به بقوة وقالت:
-كنت قادر تيجي تصارحني وانا هتفهمك وهبعد لحد ما تشوف حل معاه …لكن ازاي لازم تعمل نفسك بطل وتضحي عشان تطلع الراجل الواو اللي مفيش منه …خلاص يا موسى مبقتش تبهرني …حبك خلاص انتهى من قلبي …امشي لو سمحت ….امشي عشان لو حصل وعدي جه وشافك عامل فيا كده هيقتلك …
ابتسم بسخرية وقال:
-احنا الاتنين نعرف ان عدي مستحيل يجي.دلوقتي …الليلة ليلة كتب كتابه يا حبيبتي .عقبالنا كده …
-ده في احلامك إن شاء الله أنا مش هتجوزك…خلاص مش عايزة أتجوزك هي عافيه ….
وضع كفيه.بغتة على حاجزي المقعد لتنفتض هي ..
اقترب منها وعينيه الزرقاء تندلع منه النيران وقال :
-ايوة عافية…هتتجوزيني ولو غصب عنك ..أنا مش هستسلم يا ليان …خلاص مبقاش فيه اللي يبعدني عنك….أنا مبقتش خايف ان حد يأذيكي لاني اكتشفت اني الوحيد بعد ربنا اللي اقدر أحميكي …أنا الوحيد اللي هقدم حياتي فداكي.من غير ما افكر ثانيتين…أنا هسيبك تفكري في كلامي بس لسه موضوعنا مخلصش هتلاقيني في وشك فجأة ..وساعتها مضمنش أعمل ايه عشان اخليكي تتجوزيني بالغصب …
ثم ابتعد عنها وشعر بالرضا وهو يرى الضعف الذي غزا ملامحها بسبب قربه منها ….
ثم استدار ليذهب ولكنه توقف فجأة ونظر إليها وقال بصوت مرتجف بينما عينيه رطبة بفعل الدموع ..
-انا اتذليت لصاموئيل عشان خاطرك …ركعت على رجلي عشان مش يأذيكي …عملت المستحيل عشان تكوني بخير …ده جزاتي يا ليان؟!
لم ترد.عليه بل اشاحت وجهها من الناحية الآخرى …ليفكر هو بيأس كم هي قاسية …ثم كاد ان يذهب الا انها اوقفته وقالت:
-ايه ده استنى شوية مش هتفكني هتسيبني مربوطة كده يا بني ادم انت …أتفضل يالا فكني زي ما ربطتني….
نظر إليها ببرود وقال:
-خلي اللي شغالين عندك يفكوكي …أنا مش هفكك …
ثم تركها وذهب تاركا اياها تغلي من الغضب
-الحيوان!!!!
صرخت ليان بغضب ….أغمضت عينيها واكملت :
-وانا للأسف بحب الحيوان ده !!
ثم شبح ابتسامة احتلت محياها وهي تتذكر الاشياء التي فعلها لكي يحميها و…
ولكن فجأة أخرجت تلك الذكريات من عقلها…هو يجب أن يسعى الى غفرانها …لن تغفر بكل سهولة …هذا لن يحدث !!!
.♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد ثلاث ساعات تقريباً…
كان الجميع في القصر نيام …كانا.ممسكان.كفي بعضهما …السعادة تشع من محياهما…
-انبسطتي النهاردة يا حبيبي ؟!
قالها عدي وهو يجذب كفها ويقبله بلطف بينما عيناه تمر عليها كأنها شئ خيالي حصل عليه …انها تحب نظراته لها. ..تشعر انها اجمل امرأة في العالم عندما ينظر إليها بتلك الطريقة التي توقف انفاسها .. …اعطته ابتسامة رائعة وقالت:
-ايوة انبسطت اوووي…ربنا يخليك ليا..
قبل كفها مرة آخرى وقال:
-ويخليكي ليا .
…
صعدا للأعلى عند غرفتهما سويا ….وقف عدي امام الباب من الخارج بينما كانت جواهر ممسكة باب الغرفة مستعدة لإغلاقه فقال عدي :
-هو أنا هقعد في العذاب ده سنة كاملة ولا ايه ؟!
ضحكت جواهر وهزت رأسها قائلة:
-مضطر أنت اللي وعدتني بكده !
-معرفش ايه مخك ده مبيفتركش الا الحاجات اللي مش حابب افتكرها دلوقتي ……عموما يا ستي أنا هلتزم بوعدي للآخر …
ابتسمت وقالت :
-جدع…أهو كده.تعجبني …
-بس برضه مفيش مانع من تصبيرة كده يا جوجو …
ثم جذبها إليه ليقبلها الا انها وضعت كفها على شفتيه ثم انحرف وجهها قليلا وقبلته على وجنته ثم ابتعدت وقالت:
-تصبح على خير يا عدي .
ثم أغلقت الباب فقال هو بصوت مرتفع :
-بتهربي مني يا مهلبية ..بس عادي مسيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة …
كانت جواهر تقف على الباب وهي تكتم ضحكاتها بقوة ثم تغمض عينيها وتفكر انها سعيدة الآن …رغم قلبها الذي تضرر ولكن عدي يفعل المستحيل لكي يسعدها …انها تطير …لقد بدأت تعيش ايامها !!!..بدأت تعود الابتسامة لثغرها …وبعد الله عدي وعبير السبب في هذا …فهما لا يتركانها ابدا ….عدي هو من وقف بوجه شريف من أجلها …يمنعه من التواصل معها كي لا يضايقها …وهي حقاً …لا تريد أن تراه مجددا …لا تريد أن تحتك به …يكفي ما فعله بها ..وهي ابدا لن تسامح ولن تغفر تنهدت وهي تقترب من خزانتها وتفتحها على اخرها …اتسعت عينيها بدهشة وهي تطالع الملابس الفاخرة التي بها …كلها من ألوانها المفضلة …استلت منامة حريرية منهما ونظرت إليها بإعجاب….
كانت المنامة زهرية اللون …بدون اكمام والبنطال طويل …أحبت تلك المنامة على الفور وقررت ارتدائها….
….
بعد نصف ساعة …
كانت قد تسطحت على الفراش وهي تضع كفها على قلبها وتفكر في القادم …وكم تتمنى أن يكون افضل لها !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي
-صباح الخير يا جوزي …
قالتها جواهر بنبرة سعيدة وهي تلج إلى غرفة المكتب الخاص بعدي لتراه جالسا على الأريكة وأمامه الحاسوب بينما ينصب تركيزه على شئ معين ولم يرد عليها …عبست جواهر واقتربت منه وهي تقول :
-بقولك صباح الخير يا زوجي العزيز …رد علينا متتقلش
نظر إليها عدي وقال:
-اسف يا حبيبتي بس مش عارف ليه الاكونت بتاعي مش راضي يشتغل على اللاب فيه حد بعتلي حاجة عليه وعايزة اشوفه ضروري …
ابتسمت جواهر وقالت:
-طيب هو شغال على الفون ؟!
-أيوة شغال بس انا عايز اشغله على اللاب فاهماني ..
هزت هي رأسها وجلست بجواره ثم أخذت هاتفه وقد اصلحت المشكلة البسيطة وهي تقول براحة :
-اهو يا عم مشكلتك اتحلت…
نظر إليها بدهشة لتضحك وتقول :
-عشان يكون عندك حماية اكتر للاكونت بتاعك متقدرش تفتحه من جهازين الاولما تعمل مصادقة ثنائية ولما بيحاول.حد يفتحه من مكان تاني لو كان معاه مثلا فمش هيقدر …
مط شفتيه بإعجاب لتنهض وتتمشى بدلال ثم تضع كفيها على حاجز الأريكة الجالس عليها :
-على فكرة أنا عفريتة في السوشيال ميديا من أنا وبنت خمستاشر …
قالتها جواهر بفخر ليرفع عدي حاجبيه ويقول :
-لا ؟!
-أيوة والله ..
قالتها وهي تجلس بجواره واكملت :
-بنت جارتنا اول ناس دخلوا نت عندهم وعملت اكونت على الفيس وكانت بتلعب لعبة المزرعة السعيدة وعلمتني العبها وانا من كتر ما كنت مهووسة بيها عملت اكونت عشان العبها وسميته البقرة الجميلة في المزرعة السعيدة …
ضحك وهو ينظر إليها لتضحك هي ايضا وتقول :
-والله زي ما بقولك كده …
-بجد أنا فخور بذكائك يا جواهر …اختارتي اسم لايق جدا على واحدة عندها جينات العبط زيك …بجد برافو ..
-تقصد ايه يعني ؟!أنا بقرة يا عدي ؟!
ضحك عدي وقال:
-أنتِ اللي بتقولي عن نفسك كده يا حبيبتي مش انا خالص …لكن بالنسبالي انتِ ملاكي ….بس أنتِ شايفة نفسك بقرة ..دي حرية شخصية بقا ….
-اووف أنت بارد …
صرخت به وهي تضربه بقوة على كتفه وتشتمه …وضع الحاسوب على جانب ثم أمسك كفيها ودفعها نحو الأريكة لتتسطح عليها ثم انطلقت يديه بسرعة لتدغدغها بينما هي تضحك بقوة وتقول من بين أنفاسها :
-عدي …عدي خلاص ابوس ايديك….عدي خلاص…
صرخت في جملتها الأخيرة وهي تضحك بقوة …
-هوقف بس بشرط ..
قالها بمشاغبة ثم أشار لشفتيه لتبتسم وهي تفهم قصده ..جذبته إليه وهي تقبله بلطف على شفتيه …
ثم أبعدته بعد برهة وقالت:
-يالا ابعد يالا …
-تؤ ..البوسة دي معجبتنيش …أنتِ كروتيني …
ثم بعدها بدأ يدغدغها مجددا وهي تضحك بقوة وتصرخ …
فجأة انتفضا وطرقة على الباب تخترق اذنيهما وصوت ليان الذي يبدو عليه التسلية يقول :
-لا لا يا ولاد ميصحش ..لاحظوا أن معاكم واحدة مدخلتش دنيا حتى وخطر على اخلاقها تسمع الحاجات دي والا هنحرف واجيبلك العار وانت حر …
-بنت ال….
توقف عدي عن السب ونهض ليفتح الباب ..وما كاد أن يفتح الباب حتى ركضت ليان من أمامه بخوف وهو تضحك بقوة …
-ماشي يا ليان أنا هوريكي ..
توعدها عدي لتضحك.هي مجددا ثم تخرج لسانها له وقالت؛
-مش هتقدر …
ثم ذهبت إلى غرفتها ليهز رأسه بيأس ويتساءل متى سوف تعقل …ولكن ليكون صريحا ..هو بعد الحادث الاخير افتقد شقاوتها وها هي قد عادت اليهم ولن يتركوها ابدا !!!
……
-يا بنتي بقالك نص ساعة شغالة تقولي عايزة اقولك حاجة مهمة ..عايزة اقولكم حاجة مهمة ولطعاني هنا جمب جوزك ومخلياني سايبة بيتي وجوزي…ما تنطقي يا عبير ومتعصبنيش …فيه ايه يا حبيبتي ؟!.
فركت عبير كفيها من التوتر وكانت ابتسامة مترددة تزين شفتيها وقالت وقد كان بإمكانها سماع ضجيج قلبها :
-بصراحة كده أنا حامل …
-يا خبر زي العسل …دي اخبار عسل والله …
قالتها تحية وهي تنهض ثم سرعان ما أطلقت الزغاريد واقتربت من عبير وهي تعانقها ثم اخذت تقبلها على وجنتيها بالتتابع وهي تقول :
-مبروك …مبروك …يعني هبقى عمتو خلاص …والله دي اخبار عسل…
ضحكت عبير وهي تضم تحية …كانت حقا تحب تلك المرأة …
ابتعدت تحية ونظرت إلى أمير الذي كان مصدوما قليلا وقال:
-مالك يا واد ما تقوم تبارك لمراتك بدل ما انت عامل زي اللطخ كده !!
-أه اكيد …
قالها أمير وهو ينهض مقتربا من زوجته وقال بإبتسامة حقيقية :
-مبروك يا بيري …
-يا ميلة بختك يا عبير …خيبة الناس السبت والأحد وأنتِ خيبتك موردتش على حد يا عبير ……مراتك بتقول انها حامل وانت بكل برود بتقولها مبروك !!انت ناوي تموتني ناقصة عمر يا واد انت !!
صرخت تحية في أمير الذي ارتبك وقال بتوتر:
-طيب أعمل ايه ؟!أنا والله فرحان …
نظر الى عبير وقال:
-انا فرحان اووي يا عبير والله بحملك …
تدخلت تحية ساخرة وقالت:
-مش باين يا حبيب اختك …مش باين …
-يعني مفروض أعمل ايه يا تحية ؟!
قالها أمير بحيرة لترد تحية :
-يا واد احضنها. .بوس راسها أعمل أي حاجة رومانسية كده بدل ما انت واقف زي اللطخ كده …ايه يا شيخ أمير انت مكسوف مني هغمض عيني عادي …وبعدين يا أخويا متعملش نفسك برئ اووي ..كل فضايحك معايا …
ثم وجهت كلامها لعبير وقالت:
-تعرفي يا بت يا بيري في تالتة إعدادي أمير….
اسرع أمير وكمم فمها وقال مبتسماً ..
-الله حليم ستار يا أختي ..خلاص هبوس راسها ثم اقترب من عبير وهو يجذبها إليه ويقبل رأسها بلطف ويقول:
-مبروك يا كل حياتي
ثم ضمها بلطف إليه لتقترب تحية وتعانقهما سويا وتقول:
-بحبكم اووي يا ولاد والله …
وضع أمير ذراعيه حولها حتى أصبح العناق جماعي وقال :
-واحنا بنحبك يا تحية …
……
مساءا..
لا يصدق أنها تجرأ وفعلها وآتى …هو حتى لم يحل مشاكله مع ليان بعد وها هو أتى ليطلبها من أخاها …كيف تجرأ على هذا …هو شخصيا لا يعرف كيف ….
كان عدي جالس على الأريكة بصالة المنزل بجواره جواهر التي تبتسم له وتقول:
-يعني يا عدي معقول مش عارف موسى جاي هنا ليه ؟!هيكون جاي ليه يعني …جاي عشان يطلب ايد ليان بنتنا وخلاص ابننا عرف غلطه ومش هيكرره تاني …صح يا موسى !؛
سألته جواهر ليهز موسى رأسه بقوة ويقول :
-عمري…عمري ما هزعلها تاني ده وعدي ليك يا عدي …
ابتسم عدي وكاد أن يوافق إلا أنه قرر أن يلعب مع موسى قليلا فمط شفتيه وقال:
-يا خسارة يا موسى …كان نفسي اجوزهالك ..مش هلاقي احسن منك ده اللي أنا متأكد منه …بس ليان دلوقتي في حكم المخطوبة….في حد سبق وكلمني عليها ..وهي وافقت مبدئيا …..
شعر موسى أن قلبه ينشطر لنصفين …شحب كالأموات وهو ينظر.اليه …لا يصدق …ليان ستكون لغيره …ستحب غيره …تلك الفكرة اشعلت النيران داخله …كيف يمكن أن يحدث هذا ..كيف ؛؛؛
-عدي انت بتهزر صح …قول انك بتهزر ؟!
قالها موسى وهو يشعر بغصة في حلقة …
-عدي بس كفاية …
همست جواهر بصوت منخفض وهي تضحك بينما ترى وجه موسى الذي شحب كالأموات …كانت حقا تشفق عليه …فهي تعرف كيف يمكن أن يكون عدي ثقيل الدم …
نظر موسى إلى جواهر وقال:
-جواهر هو بيكدب عليا صح …ليان مستحيل تكون لحد غيري …
نهض بغضب وهو يدفع الطاولة ويصرخ.؛
-ليان مش.هتكون لحد غيري …سامعين!!
ثم استدار ليخرج الان عدي أوقفه وهو يضحك حتى تقطعت أنفاسه وقال لاهثا :
-استنى يا مجنون انت…هتكون ليك اكيد …أنا كنت بهزر معاك ..بس هزار رخم حبتين
نظر موسى إلى عدي بغضب وقال:
-احمد ربنا أن مراتك قاعدة معانا النهاردة ….
اكمل عدي ضحكاته وهو يدعوه ليجلس مجددا …جلس موسى براحة وابتسم وهو ينظر إلى عدي لكي يتفق معه وقال:
-الجواز الاسبوع اللي جاي …أنا جاهر وشقتي جاهزة ….وكمان فلوسي جاهزة وعربيتي و…
-بس بس على مهلك…انت ليه محسسني أننا بنخلص في جاموسة …دي اختي !! …لا يا عم …أنا متعجبنيش الكروتة دي …اختي لازم تتجوز على راحتها. ..
-على راحتها ازاي يعني يا عدي ؟!
-يعني الفرح.بإذن الله بعد سنتين …
-نعم يا اخويا …ايه هو انا هعنس جمبك انت واختك ؟!
صرخ به موسى وهو ينهض. لتمسك جواهر كف عدي وتقول:
-حبيبي خف عليه شوية …
اكمل موسى حديثه وقال:
-جرا ايه يا عدي انت بتطفشني ولا ايه ؟!…لا مينفعنيش الكلام ده …ايه سنتين دي ؟!
-خلاص اقعد هرضيك …
قالها عدي وهو يخفي ضحكته ليجلس موسى فيقترح عدي :
-خلاص تتجوزوا بعد سنة …
كاد موسى ان يعترض ولكن عدي رد وقال:
-ومش هغير رأيي ده ابدا ..اصلي أنا كمان هتجوز بعد سنة وميصحش انت تتجوز قبلي ….
-يا بني انت اتجوزت امبارح …وعملت حفلة …عايز تتجوز ازاي تاني …
-اقصد اعمل فرح كبير يا موسى مش كتب كتاب وبس …فهنعمله سوا …
-صبرني يا رب ..طيب نكتب الكتاب على الأقل زيكم …
قالها موسى وهو يتأمل ان يوافق عدي ولكن عدي رفض بإصرار وقال:
-لا …
-أنت رخم يا عدي …
ضحك عدي وقال:
-عارف الكلام ده…
دخلت ليان الى صالة القصر لتتجمد وهي تجد موسى جالس مع اخاها…
-بيعمل ايه ده هنا ؟!
قالتها ليان بغضب ….
ابتسم عدي وقال:
-جاي طالب القرب مني !
ابتسمت ليان بإستفزاز وقالت:
-ايه هتتجوزوا مبروك ليكم …
ضحك عدي وقال:
-لا يا روحي انتوا اللي هتتجوزوا …موسى طلب ايديكي وانا وافقت …
ألقت ليان حقيبتها أرضا بغضب وقالت:
-وأنت توافق على اساس ايه يا عدي …مش لازم تاخد رايي الاول ولا انا مش مهم.رايي!!!
-عندها حق بصراحة …
قالها عدي لجواهر التي هزت رأسها وهي تبتسم ليكمل عدي حديثه قائلا لليان:
-ليان موافقة تتجوزي موسى ؟!
-لا…
قالتها بسرعة ثم أكملت وهي تنظر إليه بطريقة زادت من وتيرة دقات قلبه :
-لو اتقلب قرد مش هتجوزه…
نظر عدي له وصافحه قائلا:
-مبروك يا موسى ليان موافقة …
-ايه اللي انت بتقوله ده يا عدي …قولتلك مش هتجوزه ..مش هتجوزه …ووروني هتجبروني ازاي ؟!!!
ثم ذهبت من أمامهم متجهة إلى غرفتها ….
نهضت جواهر وقالت بلطف :
-انا هكلمها …
نظر موسى إليها بإمتنان وقال:
-ياريت يا جواهر …
………….
في غرفة ليان …
كانت جالسة على فراشها وهي تربع ذراعيها بغضب شديد …لا تصدق أن عدي يفعل معها هذا ….وهذا الحقير موسى لديه الجراءة ليطلب يدها بعد كل ما فعله …بعد ما حطم قلبها …هي لن تسامحه ابدا !!!
-ممكن أدخل ؟!
كان هذا صوت جواهر الرقيق …كانت مبتسمة لها بلطف …تنهدت ليان وقالت:
-اتفضلي يا جواهر …
اقتربت جواهر وجلست على الفراش بجوارها وقالت:
-الحياة صعبة أووي يا ليان ولو كان فيه فرصة عشان نبقى فرحانين يبقى نستغل الفرصة دي …لو السعادة بتمد ايديها لينا منبعدهاش ..وسعادتك مع موسى كلنا عارفين كده …
-بس يا جواهر ده …
اعترضت ليان ولكن جواهر قاطعتها وقالت:
-عمل كده عشانك…صحيح اللي عمله غلط كبير …بس موسى مفكرش الا فيكي …اترعب عليكي وكان عنده استعداد يموت عشانك …عدي قالي على اللي عمله …ليان عمر ما موسى يتذل لصاموئيل الا إذا كان بيحبك فعلا …متركبيش.دماغك واستغلي الفرصة ..مش هتلاقي حد يحبك قده…
تنهدت ليان ولكنها قالت:
-موافقة بس هعذبه الاول …
ابتسمت جواهر وقالت:
-يا ستي لسه على فرحك انتِ وإياه سنة …ذليه براحتك …
ضحكا سويا وتعانقا بسعادة .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-نامت ؟!
قالها ياسين لورد بقلق لتبتسم له ورد وتطمئنه قائلة :
-أيوة الحمدلله …
-تعالي يا ورد …
قالها ياسين وهو يفتح ذراعيه لتقترب ورد من الفراش وتندفع إلى ذراعيه وتضع رأسها على صدره وهي تتنهد وتقول :
-لسه برضه الست عفاف متحسنتش …
-للأسف لا …
قالها ياسين بتعب ..ثم قبل رأس ورد وقال:
-النهاردة كان يوم صعب اووي …اني أواجه ياسمين بموت والدتها كان صعب بالنسبالي ….متوقعتش ابدا أنها تزعل عليها بالشكل ده …
-يا حبيبي دي مامتها…مهما عملت هتزعل عليها ومش هي بس …كلنا زعلنا عليها الله يرحمها يارب …
شدد ياسين من احتضانها وقال:
-شكرا يا ورد…شكرا انك معايا دايما ….وانتِ موجودة بحس اني اقوى بكتير عشان اواجه اللي بيحصل …
-وهفضل معاك دايما يا حبيبي …دايما ..
-حتى تحترق النجوم يعني …
ضحكت برقة وقالت:
-حتي تحترق النجوم يا سيدي ..
ابتسم بحب واقترب منها وهو يقبلها بلطف سرعان ما تحول إلى شغف وهو يهمس بحبه لها من بين طوفان قبلاته …
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
– اول عيد ميلاد ليا واحنا سوا
قالتها نسرين بالمئة وهي تمسك كف فؤاد الذي شد كفها وقبله وقال:
-عقبال عيد ميلادك المية وأنتِ معايا وتحبيني بنفس الشغف ده …
-وأنت هتحبني بنفس الشغف ؟!
قبلها بلطف على فمها وقال:
-دايما …حبي ليك مش هيقل ..المهم يالا أطفي الشمع عشان اوريكي هديتك …
هزت نسرين رأسها ثم نفخت واطفأت الشمع …
نهض فؤاد وقد كان معه عصابة حريرية وقال:
-يالا عشان هوريكي المفاجأة بتاعتي …
ثم وضع العصابة على عينيها وأمسكها ليخرجا من منزلهما سويا …
…..
-انا معرفش جاررني زي الجاموسة كده ومغمض عينيا وموديني على فين يا فؤاد….انت ناوي تخطفني ولا ايه ؟!
قالتها نسرين وهي تضحك وتتمسك بقميصه كي لا تقع ..
هز فؤاد رأسه وقال :
-أيوة هخطفك …اصل أنا تاجر أعضاء …امشي يا بت من سكات وبطلي غلبة …
فجأة أوقفها وهمس بأذنها :
-واهي مفاجأتي ليكِ …
ثم نزع العصابة عن عينيها لتتسع عينيها بشدة وهي ترى الهدية التي طالما إرادتها …نظرت إليه فابتسم وقال:
-كل طلباتك أوامر يا حبيبي،
نظرت نسرين بذهول إلى الدراجة البخارية الصغيرة وقالت بسعادة والدموع تتجمع في عينيها :
-ايه ده جيبتلي الاسكوتر اللي كان نفسي فيه ؟!
-وباللون الازرق كمان …لونك المفضل …ولون عيونك ..
-حبيبي شكرا بجد …
قالتها وهي ترفع نفسها وتقبله على وجنته وتقول :
-يالا نطلع بيه مشوار ..
هز رأسه ضاحكا وقال:
-يالا
ثم استقلت الدراجة البخارية وأتى هو خلفها وانطلقت به بسهولة وهي تشعر أنها سعيدة كما لم تكن من قبل !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد شهر
في منزل رانيا ….
أطلقت رابحة الزغاريد وهي تلج لغرفة رانيا بينما تدفع الكرسي المتحرك …كانت سعيدة بشكل لا يُصدق…فها هي ابنتها أصبحت عروس جميلة ..كتب كتابها سوف يتم بعد قليل …ستتزوج من رجل كثير من الفتيات تحلم به …وسيم ومتعلم ومرتاح ماديا أيضا….لقد استجاب الله لدعائها …وها هي ستشهد زواج ابنتها وهي على قيد الحياة ….
جثت رانيا على ركبتيها وهي تمسك كف والدتها وتقبله برقة ….مسحت والدتها على شعرها بالكف الآخرى وقالت والدموع تطفر من عينيها :
-ربنا يتمملك بخير يا حبيبتي …ربنا يتمملك بخير
-أما بتعيطي ليه دلوقتي …مش ده اللي نفسك فيه اني اتجوز ؟!
-دي دموع الفرح يا بنتي ..مش مصدقة نفسي ..اخيرا هترتاحي يا رانيا اخيرا….
ابتسمت رانيا وقالت:
-أيوة يا أما اخيرا هرتاح…رغم اني كنت عايزة اتجوز لما ابدأ في خطوة التعليم دي …لكن أنتِ ويحيى فضلتوا فوق راسي لحد ما استسلمت خلاص …
ابتسمت والدتها وقالت :
-يا حبيبتي اتعلمي في بيت جوزك براحتك …خلينا اطمن عليكي قبل ما اموت …
-بعيد الشر عنك يا ست الكل …ربنا يديكي العمر الطويل يارب …..
-يالا يا بنتي شكلهم وصلوا …رغم اني متضايقة منك عشان طلبتي من عمك يكون وكيلك…
-معلش يا ماما المسامح كريم المهم دلوقتي أن ربنا جبر بخاطرنا…وبعدين هو بعد كله ملهوش علاقة بينا أنا شرطت عليه كده وهو وافق …كان لازم اعمل كده يا ماما ..عشان أهل جوزي يشوفوا أن ليا أهل ومينفعش هما يعرفوا بالمشاكل اللي في العيلة عندنا والحمدلله يا ستي ربنا كرمنا
-الحمدلله يا بنتي …يالا بقا عشان نفرح بيكي يا عروسة …
-يالا يا ماما …
خرجت رانيا مع والدتها….
……
انحبست انفاس يحيى وهو ينظر لرانيا التي خرجت إليه …كانت اجمل ما رآه عيناه…الفستان الازرق الذي اشتراه لها زادها جمالا على جمالها بشكل لن يستطيع قلبه الضعيف تحمله ….مساحيق التجميل البسيطة على وجهها أبرزت جمالها النادر…في تلك اللحظة لم يرغب الا في الاقتراب منها وضمها إلى صدره …ولكن الصبر …هو سوف يصبر حتى يعقد القرآن …ثم ستكون ملكه …ملكه هو فقط !!!
-المأذون جه يا جماعة. ..يالا عشان كتب الكتاب .
قالها عم رانيا وهو يجلس على الأريكة …
……
بعد ربع ساعة …
تم كتب الكتاب …أصبحت رانيا رسميا زوجته …ملكه !!!
…..
في غرفتها الخاصة انفرد بها وبعد أن أُغلق الباب عليهما كان يقترب منها
أنت …انت بتقرب ليه ؟!
قالتها رانيا بتوتر وهي تتراجع للخلف بينما ترى بعيني يحيى نظرات غريبة …مخيفة …وفي نفس الوقت نظرات عززت من ثقتها في أنوثتها …
-اتكتب كتابنا خلاص ..
قالها يحيى وعينيه الزرقاء تبرق بينما يقترب أكثر منها …ازدردت ريقها وقالت:
-ايوة عارفة بس برضه ليه بتقرب مني …أنا بدأت اخاف منك …فيه ايه يا دكتور …
-ما بلاش الرسميات دي ده أنا زي جوزك …قوليلي بحبك احسن …
احمر وجهها بخجل وشعرت بالحرارة تدب بها …لا تعرف ماذا بها …لقد قالتها مرة له ولكن لا تعرف لماذا هي عاجزة عن قولها الآن ..تشعر انها غير قادرة نهائيا على التعبير عن الحب الكبير الذي يعتمل قلبها نحوه …
في لحظة شرودها اقترب منه هو وعانقها قائلا:
-خلاص مش مشكلة تقوليلي بحبك ..فيه طرق تاني ممكن تعبري عن حبك بيها ..
ثم غمز لها بخبث بينما تنظر هي إليه برعب ….
-يحيى ..ابعد ..
قالتها بإرتباك ليبتسم هو وعينيه تلمع بشدة ثم ينحني ويضع قبلة خفيفة على وجنتها …أغمضت عينيها والضعف يغزوها ..ليقبل هو وجنتها الآخرى بلطف جعل الدموع تحتشد بعينيها …
ثم انحنى اخيرا وقبلها على فمها وهو يجذبها إليه…فجأة تجمد وهو يتذوق دموعها …ابتعد عنها ونظر إليها بحيرة وقال:
-فيه ايه يا رانيا ؟!
كانت الدموع تلطخ وجهها وهي تنظر إليه ….كرر سؤاله وهو يمسح دموعها….كان يشعر بالفزع بسبب بكاؤها المفاجئ …
-انا بس مش مصدقة اللي بيحصل …مش مصدقة أن اللي اتمنيته من ربنا اخدته …حاسة اني فرحانة لدرجة اني عايزة ابكي…امي بتقول اني احيانا من كتر السعادة وانك مش مصدق انك فرحان للدرجة دي بتبكي …
ابتسم يحيى لها ومسح دموعها وقال:
-بس أنا مش عايز اشوف دموعك دي تاني …عايز اشوفك فرحانة دايما ..بتضحكي دايما ..اتفقنا
-اتفقنا ..
قالتها وهي تبتسم له وعينيها البنية تتألقان بسعادة لا حدود لها ..
-بحبك ..
-وأنا كمان بحبك ..
قالتها بصدق ثم عانقها وقد شعر اخيرا أنه ينتمي لشخص ما وشخص ما ينتمي إليه…هو ينتمي إليها وهي تنتمي إليه … حبهما صادق ونقي…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)