رواية ملتقى القلوب الفصل التاسع 9 بقلم زكية محمد
رواية ملتقى القلوب الجزء التاسع
رواية ملتقى القلوب البارت التاسع
رواية ملتقى القلوب الحلقة التاسعة
كانت ذراعيه الأسرع إذ التقطتهما قبل أن تفترش الأرض، وقد اعتراه القلق من هيئتها تلك وما زاده صدمة هو رؤيته لتلك الدماء التي توجد أسفلها، لم ينتظر كثيرًا إذ حملها بسرعة وتوجه بها بالداخل مددها على الفراش، واتصل بإحدى الطبيبات المعرفة وأملاها العنوان واتصل بعدها بوالدته واخبرها بأن تأتي على الفور لمنزل والد سبيل .
وبعد هنيهة من الزمن حضرت الطبيبة وقامت بفحصها، أما هو بالخارج يذهب ويجيء والقلق ينهش جدران قلبه .
في هذا الوقت أتت والدته فذهب وفتح لها الباب، والتي هتفت بدورها بسرعة ما إن رأته:- في إيه يا طه مالها سبيل ؟
هتف بخوف وهو ينظر للغرفة التي تقبع بداخلها :- مش عارف وقعت مرة واحدة وكانت بتنزف .
شهقت بصدمة لتقول :- نزيف ! ربنا يستر هي فين طيب ؟
أشار بيده على إحدى الغرف وقال :- الدكتورة جوة عندها بتكشف عليها ولسة ما طلعتش لحد دلوقتي.
زفرت بقلق لتقول :- خير يا ابني إن شاء الله.
ظلا هكذا والصمت قد خيم للحظات قبل أن يقطعه خروج الطبيبة، ليسرعا نحوها ويكون هو المتكلم الأول حينما خرجت حروفه القلقة :- عندها إيه يا دكتورة ؟
أردفت الطبيبة بعملية :- ضغطها عالي وحالتها مش كويسة ودة غلط على البيبي، الحمد لله قدرت أوقف النزيف ياريت تبعدوها عن أي حاجة تضر بحالتها النفسية، أنا كتبتلها شوية أدوية وفيتامينات، وطبعًا دة كله متوقف على الاهتمام والرعاية سواء منكم أو منها .
وقف جامدًا كتمثال معروض في إحدى المتاحف، عقله يعمل ببطء يحاول أن يستوعب هذا الخبر، هل تحمل طفلهما في رحمها وسيصير أبا عما قريب ؟
كان هذا بالنسبة له بينما ارتسمت الفرحة على وجه شهد التي اقتربت من ابنها واحتضنته قائلة بفرح:- ألف مبروك يا حبيبي عقبال ما يجي ينور الدنيا كدة .
ثم استدارت للطبيبة لتقول بلهفة :- هي حامل في الشهر الكام ؟ بقلم زكية محمد
ردت عليها بلباقة :- يدوب شهر وياريت تهتموا بصحتها الحمل لسة في أوله.
أومأت لها بسعادة وأنها ستفعل كل ما في وسعها من أجل ذلك الحفيد المنتظر. غادرت الطبيبة على أمل المتابعة معها شهور الحمل في عيادتها الخاصة .
عاد أخيرًا للواقع ليدلفا سويا إليها ليجدوها ممدة على الفراش تنظر للسقف فقط وكأنها انعزلت عن العالم فما عادت تشعر بما يدور حولها، وما إن رأته أمامها أشاحت بوجهها بعيدًا للجانب الآخر فأسرها طه في نفسه، بينما توجهت شهد نحوها وجلست قبالتها لتمسك يدها بحنو قائلة بفرح :- ألف مبروك يا حبيبتي بصي متعمليش أي مجهود لحد ما تعدي الشهور الاولى.
لم تبدي أي رد فعل وإنما احتلت السخرية معالم وجهها لتقول بتهكم مرير :- متقلقيش حضرتك حفيدكم هيبقى كويس متشلوش هم .
قطبت جبينها بتعجب من كلامها ونبرتها تلك لتقول بحنو :- حبيبتي ليه بتقولي كدة ؟ إحنا خايفين عليكي أكتر من البيبي.
ضحكت بمرار لتقول :- خلاص المسرحية خلصت يا شهد هانم ممنوش فايدة اللي بتعمليه دة، المغفلة الحمارة خلاص عرفت دورها كويس وسطكم .
تدخل هو المرة لينهرها بصوته الغاضب :- سبيل اتعدلي في الكلام .
تساقطت دموعها بعنف لتقول وهي تستند بظهرها على الوسادة خلفها :- أنا معدولة أوي يا دكتور وعارفة كويس بقول إيه، لو سمحتوا اتفضلوا برة علشان عاوزة أرتاح .
أقترب منها ليجذبها من ذراعها بعنف ألمها وهو يقول :- لا دي طقت معاكي على الآخر.
أردفت شهد بخوف :- طه براحة عليها أنت ناسي إنها حامل، وبعدين في إيه أنا مش فاهمة حاجة ؟
انتبه لهذه النقطة ليقول بغضب مكبوت:- اتفضلي أنتِ يا أمي وأنا هفهمك كل حاجة .
لم تتحرك قيد أنملة بل ظلت تراقب الوضع، استدار هو ليقول لتلك الباكية بغيظ :- ممكن بقى تسمعيني أنتِ مش فاهمة حاجة أديني فرصة أفهمك .
رفعت حاجبها باستنكار لتقول :- هو أنت فاكرني عبيطة علشان تضحك عليا تاني بكلمتين لا يا أستاذ، خلاص عرفت لعبتكم الوسخة دي اللي لعبتوها عليا واستحالة أقبل أكون في الدور دة تاني .
خرج عن طور ثباته ليصرخ بوجهها :- أخرسي ولا كلمة زيادة .
لم تتوقف بل جن جنونها وقالت باندفاع :- لا مش هخرس أنت أحقر بني آدم شفته في حياتي، بتلعب ببنات الناس دة أهلك من نفس فصيلتك موافقينك على اللي بتعمله ……
لم تستطع أن تتكلم بكلمة أخرى إثر صفعته والتي لأول مرة يفعلها بحياته، لقد أوصلته إلى أقصى مراحل غضبه وقد تفوهت بكلمات مست كرامته وكرامة عائلته .
نظرت له بصدمة وقد تحجرت دموعها بعينيها، بينما تقدمت شهد للفصل بينهما وهي تقول بعدم تصديق لفعلة ابنها الغير مرضية بالمرة :- ولد ! أنت إيه اللي هببته دة ؟
ثم توجهت نحو سبيل لتحتضنها وهي تقول بعطف :- حبيبتي معلش هو ميقصدش أهدي أنتِ بس .
انفجرت باكية كطفلة صغيرة لتقول بما جعل ذلك الواقف يشعر وكأنما قام أحد بشطر قلبه إلى نصفين :- بيضربني علشان مليش حد، بس هقول لربنا وهو هيجبلي حقي منه .
أدمعت عيني شهد بتأثر لتقول :- حبيبتي أنتِ مش لوحدك إحنا سندك ومعاكي .
احتضنتها بقوة فهي بحاجة إلى أن تستمد العون من أحدهم، بينما ظلت شهد تربت على كتفها حتى هدأت ونظرت لها وجدتها قد غفت لتمدد ظهرها بحذر على الفراش وهي تمسح وجهها الغارق بالدموع، لتنظر لابنها بلوم ومن ثم قالت بحزم :- تعالى ورايا .
اتبعها قبل يلقى بنظرة حزينة يغمرها الندم على تسرعه، جلس قبالتها لتقول بعدم فهم لمجريات الأمور حولها :- عاوزة أعرف إيه اللي حصل وسبيل ليه بتتكلم كدة ؟
تردد كثيرًا في أن يخبرها بحقيقة الأمر، فلا أحد يعلم بهذا الأمر سوى عدي، هكذا ظن فوالده وهي أيضاً علي علم بذلك، حسم الأمر بالأخير ليتنهد بقوة قبل أن يخبرها بكل شيء، ومن ثم أخذ يقص عليها كل ما يكمن بداخله، وما إن انتهى نظر لوالدته ليرى رد فعلها، إذ وجدها ساكنة لا تبدي أي شيء فهي استقبلت لتوها صدمة من العيار الثقيل لتخرج حروفها بتثاقل :- إيه اللي سمعته دة، معقول يا طه !
دي عندها حق في كل كلمة قالتها، ليه موضحتش دة من الأول أنا كنت عارفة إنك بتحب آسيا قولت لما تتجوز سبيل هتنساها، عندها حق أنا استخدمتها كبش فدا لابني كنت أنانية أوي بصيت لمصلحة ابني وبس.
قالت ذلك ثم انخرطت في البكاء، لينهض هو ويجلس بجانبها ومن ثم احتضنها بخوف عليها ليقول بهدوء :- ماما أهدي أنتِ مش السبب، أوعدك إن كل حاجة هتتصلح.
هزت رأسها بندم لتقول :- لا أنا السبب بس والله لما لقيت منها قبول عملت كدة هي مرفضتش، يا ربي هتشيلني ذنبها .
ردد بحنو :- يا أمي أهدي مفيش حاجة، أنا اللي غلطان وهصلح غلطتي متقلقيش .
رددت بتيه:- إزاي بس أنا هتكلم معاها وهفهمها، دي حامل وأي زعل وحش عليها وواجبي إني أخد بالي منها .
هز رأسه بتعب ليقول بانتباه :- خليكي جنبها هنا يا أمي على ما أروح أشتري شوية حجات كدة علشان تعمليلها أكل.
أومأت بموافقة لتقول :- حاضر يا ابني متتأخرش أنت بس .
****************************
تنزل إلى الجامعة بوجه باهت فما زال ذلك الموضوع يشغل عقلها، وكيف لا تفعل ذلك فستظل أمنيتها الأولى والأخيرة هي أن تنجب طفلا، فإلى متى سيصبر عليها وإن فعل ذلك هل ستصبر والدته ؟ بالتأكيد لا ستزوجه في أقرب فرصة من أجل أن ترى أطفاله، ابتلعت غصة مريرة تشكلت بحلقها فور تخيلها أنه مع غيره وينجب أولادا من غيرها، هذه الفكرة تقتلها ببطء .
مرت على منزل والدة زوجها عندما وجدته مفتوحا فلا بأس بأن تلقي عليها التحية قبل أن تغادر، دلفت بهدوء للمكان لتقف مرة واحدة متسمرة عندما سمعت صوت أم زوجة معتصم تقول بتفكير :- أنتِ بس قولي أيوة والعروسة من بكرة هتكون عندك أنا أعرف بنات كدة زي القمر .
هتفت ندى بشرود فلن تنكر رغبتها في رؤية احفادها من ابنها عاصم ولكن ما ذنب تلك المسكينة العالقة بالمنتصف :- دة موضوع سابق لأوانه يا أم مصطفى محدش عارف بكرة في إيه.
مصمصت شفتيها بعدم رضا لتقول :- يا حبيبتي هتستنوا لحد إمتى ؟ دة متجوز ليه تلات سنين لو معاها خلفة كنا شفناها، أنا كل همي أنتِ وابنك وأنتوا أحرار بعدين .
رددت بضيق من أطفالها الزائد في الموضوع لتقول بحزم :- وايه يعني تلات سنين يا أم مصطفى طالما سعدا مع بعض ربنا يهنيهم وإن شاء الله ربنا يكرمهم بالخلف الصالح إن مكانش السنة دي تبقى السنة الجاية.
قالت ذلك ثم غيرت الموضوع لتصرف انتباهها بعيداً عن هذا الأمر، أما تلك المسكينة التي بالخارج تقف وهي على وشك السقوط من اللطمات التي تعرضت لها من الكلام الذي سمعته لتوها، لماذا لا يرحمونها ألا يكفي ما هي فيه ؟
أخذت تتراجع للخلف حتى اصطدمت بإحدى الكراسي لتنتبه لها ندى فنهضت لترى من بالخارج، لتهرب الدماء من عروقها فور رؤيتها لحسناء ودموعها، همت بالحديث ولكن الأخرى لم تترك لها الفرصة إذ ركضت للخارج بسرعة وصعدت للأعلى للشقة مسرعًا وتغلق الباب خلفها بقوة، لتسقط خلفه باكية بصوت مسموع، ركضت ندى خلفها والتي أخذت تطرق الباب بقوة وهي تسمع لبكائها قائلة بندم :- افتحي يا حسناء متعمليش في نفسك كدة، متزعليش أنتِ عارفة شخصيتها إزاي متحمليش هم يا عمري أنا مش هخرب بيت ابني بأيدي كفاية أنه مبسوط معاكي، وإن شاء الله يا حبيبتي ربنا يكرمك قريب، في كل صلاة بدعيلك والله، افتحي يا بنتي بردو هتسبيني كدة وأنا ست كبيرة .
بلحظة قامت بفتح الباب وعانقتها بقوة وهي مستمرة في البكاء، لتربت الأخرى على ظهرها بحنو قائلة :- بس أهدي خلاص مفيش حاجة، بطلي دموع ولا أتصل بعاصم يجي يشوف شغله معاكي متبقيش هبلة أومال . بقلم زكية محمد
هتفت ببكاء :- أنا مليش ذنب يا ماما ندى .
ردت عليها بحنان :- عارفة يا حبيبتي دي إرادة ربنا واحنا راضيين لازم ترضي علشان يكرمك يا حبيبتي.
أردفت بدموع راجية :- ونعم بالله، بس بالله عليكي يا ماما مش تخلي عاصم يتجوز والله هموت لو حصل كدة .
أردفت بسرعة ولهفة :- بعد الشر عليكي متقوليش كدة، هو أنتِ صدقتي كلامها تقول اللي تقوله أهم حاجة إحنا.
ظلت على وضعها ذاك حتى هدأت بشكل ملحوظ، لتنهض مع ندى للداخل وتقضي معها بعض الوقت في محاولة من الأخيرة أن تجعلها تنسى ذلك الأمر ولو لدقائق .
******************************
على الجانب الآخر يقف سفيان أمام المرآة يهندم ملابسه استعدادا للذهاب للمشفى لمباشرة يومه في العمل، فتحت عينيها بتعب وظلت تتأمله بحب قبل أن تطلق تأوه متألم استرعى انتباهه، التفت نحوها وهتف بقلق :- مالك يا حبيبتي في إيه ؟
كانت سترد عليه لكن اتتها ضربة عنيفة أسفل بطنها لتصرخ بقوة جعلته ينتفض في مكانه مرددًا وهو يسندها بخوف :- إيه هتعمليها النهاردة ولا إيه ؟
شعرت بتدفق سائل بين قدميها لتقول بوهن وألم:- الحقني يا سفيان شكلي بولد .
حملها مسرعًا وقام بمساعدتها في ارتداء ملابس مناسبة وسط صراخها ومن ثم ركض بها للخارج، وصل بها للمشفى في وقت قياسي وقام بالاتصال بالعائلة أثناء الطريق ليتبعوه هناك .
وبعد دقائق كانت في غرفة العمليات وهو يقوم بإجراء عملية الولادة لها، استقبل ابنه على يديه وسط فرحة عارمة، ليتوجه نحوها وهو يقول بسرور :- أخيرًا شرفت يا أستاذ صهيب .
ابتسمت له وهي تقول :- هات أشوف ابني .
ردد بحذر :- شوية كدة هديه لدكتورة الأطفال تفحصه وهرجعه يكون اتنقلتي لأوضة تانية غير دي حمدا لله على سلامتك يا حبيبتي.
ضيقت عينيها لتقول :- دكتورة وليه مش دكتور ؟
ردد بملل :- يا حبيبتي أنتِ في إيه ولا في إيه ارتاحي دلوقتي.
توجه به للخارج فارتسمت الفرحة على وجوه الموجودين ليتناولوه منه بالتناوب وسط فرحتهم .
********************************
بعد أسبوع تقف والغضب يتآكلها وحقد دفين يوجهها بأن تفعل أي شيء من أجل النيل من سبيل، فلم تستطع أن تفعل ذلك ولكن الآن ها هي تحت عينيها، أخذت تفكر وتفكر حتى ابتسمت ابتسامة شيطانية تنم على أن القادم لا يبشر إلا بكل سوء .
اتصلت على قاسم حتى أتاها رده بصوته الكسول :- نعم عاوزة إيه يا نهلة ؟
جعدت أنفها بضيق ولكن عليها بأن تتحمل غروره وعنجهيته حتى تنفذ ما طرأ على ذهنها، لتقول بغضب مكتوم :- أيوة يا قاسم باشا أنا متصلة بيكي علشان أقولك على خبر هيبسطك أوي.
ردد بملل :- قولي اللي عندك يا نهلة أنا مش فاضيلك .
زفرت بضيق لتقول :- سبيل رجعت بيت أبوها.
اعتدل في جلسته ليقول بانتباه :- أنتِ بتقولي إيه ؟
أردفت بابتسامة انتصار :- رجعت شكلها زعلانة من جوزها وقاعدة هنا ليها أسبوع والفرصة فرصتك دلوقتي تيجي محدش معاها .
نهض من مكانه ليقول بسرعة :- متأكدة إنها لوحدها دلوقتي ؟ بقلم زكية محمد
أومأت بتأكيد لتقول :- أيوة لوحدها ويا تلحق يا متلحقهاش سلام يا باشا .
أغلقت المكالمة وهي متأكدة من أنه سيأتي، فهو لا يزال طامعا بها كلما رأته يسأل عنها وترى في عينيه رغبة قوية نحوها، وبالفعل توجه هو بسرعة البرق للعنوان التي أعطته له في السابق .
وبعد ذلك وصل للمكان المنشود وأخذ يطرق الباب بحذر، تجلس سبيل على الكرسي في انتظار عودة شهد التي لم تتركها حيث تبيت معها بعد إصرارها بعدم العودة وعدم الحديث مع طه، أذعنوا لطلبها حتى لا تسوء حالتها النفسية، وها هي لها أسبوع برفقة شهد التي ذهبت مضطرة لرؤية ابنتها التي أصابها الإعياء فجأة، ليتبين لهم بالأخير إنها تحمل أيضًا طفلاً في شهوره الأولى.
سمعت طرقات الباب فتوجهت لتفتح ربما شهد قد عادت، فتحته لتجد شابا في ريعان شبابه أمامها، قطبت جبينها بدهشة لتقول بغرابة :- نعم !
هتف بإعجاب وهو يتطلع إليها بقوة :- عاوز أتكلم معاكي شوية .
رددت بضيق شديد منه :- وأنت مين أصلا علشان أتكلم معاك، اتفضل هوينا يا أخ أنا مش ناقصة بلاوي .
وحينما همت بغلق الباب بوجهه وضع قدمه بسرعة ومن ثم دفعها للداخل ليدخل هو فجأة ويوصد الباب خلفه، لتتراجع هي بصدمة وهي تقول بصوتها العالي :- بتعمل إيه يا جدع أنت أمشي أطلع برة بدل ما أصوت وألم الناس عليك وأقول بيتهجم عليا .
ضحك بخبث حتى ظهرت أسنانه الشبيهة بأسنان الذئب ليقول :- صرخي يلا وأنا هقولهم إنك جيباني هنا بمزاجك.
قال ذلك ليفك أزرار قميصه تحت نظرات الذهول من هذا المجنون الوقح، لا تصدق ما يحدث أمامها من أين له أن يفعل ذلك ومن هو بالأساس هو ذلك الأهم ؟
ارتجفت شفتيها بقوة لتقول :- أنت… أنت عاوز إيه ؟ ومين أنت أصلا ؟
أردف بمكر :- بقى مش عارفاني ! طيب أنا اللي كنتي رايحاله الفندق، رجعتي ليه في كلامك بقى ؟ بس ملحوقة أهو أنا جيتلك بنفسي علشان نعوض .
أخذت تراجع للخلف وهي تقول بصدمة :- أنت مين قالك على مكاني ؟ أطلع برة أنا ست متجوزة .
ردد بغيظ من هذه الفكرة :- بس متقوليش متنيلة يلا يا حلوة نمشي الأمور بينا ودي ولا عاوزة فضيحة ؟
هزت رأسها بنفي وهي تقول :- لا لا نجوم السما أقربلك مني حتى لو وصل إني أموت نفسي مش هتردد .
**********************************
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملتقى القلوب)