روايات

رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الرابع 4 بقلم روزان مصطفى

رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الرابع 4 بقلم روزان مصطفى

رواية ملاك بأخلاق سيئة الجزء الرابع

رواية ملاك بأخلاق سيئة البارت الرابع

رواية ملاك بأخلاق سيئة
رواية ملاك بأخلاق سيئة

رواية ملاك بأخلاق سيئة الحلقة الرابعة

عنوان الفصل / ليلة لا تُنسى
مد جبريل يده تجاهها ونظراته تحمل كُل الطمأنينة في العالم ، ليقول بنبرة صوته العميقة : ثقي فيا !
إلتقطت جولييت حقيبتها مُتجاهلة يده وهي تسير وراؤه كالمُغيبة ، أغلقت المتجر على غير عادتها مُبكراً ، غير عابئة بكلمات المسؤول عن خسارتها لزبائن ساعتين
وقف جبريل بجانبها وهي تُغلق ثُم قال : العربية بتاعتي أهي ، هنتحرك لحد الطيارة ولما الرحلة تخلص هرجعك بنفسي
بعثر الهواء خُصلات شعرها البُنية الداكنة وهي تنظُر له وتقول : أنت إيه هالة الغموض اللي حواليك دي ؟ مش ناوي تقولي القنينة اللي بتاخدها كُل أول شهر دي عبارة عن إيه وليه مُهمة عندك أوي كدا ؟
لم يُجبها جبريل بل ظل ينظُر لها بذات نظرات الحُزن التي تكتسي ملامحه الجميلة ، تأففت هي أنها لن تحصُل منه على أجوبة أبداً ، لتتحرك بإتجاه سيارته السوداء وتجلس بجانب السائق ( هو )
إستدار وجلس في مقعد السائق وبدأ ينطلق بسيارته بين شوارع المدينة الملوثة جُدرانُها بعبارات عن الحُب والحُرية
نظرت جولييت من نافذة السيارة للشوارع المُضاءة بمصابيح صفراء عالية ، ونسيم الهواء البارد يضُمها
مر وقت طويل وجبريل صامت لا يتحدث فقط ينظُر أمامه
حاولت جولييت مُحادثته ف بدأت سؤالها عن شيئاً ما يجول بخاطرها وعقلها لتقول : هو إنت كُنت بتهتم ب سارة نفس إهتمامك بيا ؟
ظهرت إبتسامة صغيرة على جانب وجهه ليقول ويُريح فضولها الثائر تجاهه وأخيراً : أيوة ، ولكن أتمنى إنك متعمليش زيها في النهاية
عقدت حاجبيها علامة عدم الفهم لينظُر هو أمامه مرة أُخرى بدون توضيح لجُملتهُ المُبهمة
أرجعت ظهرها للوراء حتى صف سيارته في منطقة شاسعة مرصوفة جيداً وبعناية لهبوط طائرة ، وطائرة مروحية خاصة صغيرة تقف في إنتظارهم ، فتحت جولييت باب السيارة وتحركت بجسدها للخارج وهي تنظُر للطائرة بذهول وتقول : دا في طيارة بجد !!
وكأن علامات الإنبهار والدهشة على وجهها شيئاً مُعتاد بالنسبة لجبريل ، لم يُحرك ساكناً بل مد يده بإتجاه باب الطائرة ليقول بهدوء : إتفضلي عشان نركب ، لإننا هنقطع بحر

 

 

 

 

نظرت لهُ بعدم تصديق وهي تتقدم بإتجاه باب الطائرة بسعادة ، وتُمسك بيدها الدرج الحديدي الصغير ، دخلت إلى الطائرة وهي تنظُر للفتاة الواقفة داخلها ومُبتسمة ، أشارت لها الفتاة بيدها أن تجلس على مقعد الطائرة ف قالت لها جولييت بذهول : معقولة ! مش إنتِ البنوتة اللي جت الصُبح أخدت تمثال الملاك ب ورقة ١٠٠ ؟
لم تُجبها الفتاة لكن إحمرت وجنتيها خجلاً ، دخل جبريل الطائرة وشعره يتطاير من حوله ثُم قال ببحة صوته المُميزة : دي صديقتي يا جولييت ، إسمها مارلينا
إبتسمت جولييت وهي تنظُر للفتاة وتقول : مارلينا ، إسمك جميل ..
جلست جولييت على المقعد ف إقترب منها جبريل وهو يُحيط خصرها بحزام الأمان حتى يبدأوا في الإقلاع ، بينما كان قريباً منها لتلك الدرجة .. أغمضت عينيها بإستمتاع وهي تستنشق رائحته المُميزة للغاية
إنتهى جبريل من ربط حزام مقعدها ليجلس بجانبها وهو يُشير بيده إلى مارلينا أن ترفع المصعد الحديدي الصغير للداخل وتُغلق باب الطائرة ، كان هُناك رجُلاً غريب الأطوار مثلهم يجلس على مقعد الطيار ينتظر إشارة لبدأ الإقلاع وقد حصل عليها
رفعت الطائرة عجلاتُها عن الأرض وبدأت تُحلق للأعلى ، أرجعت جولييت ظهرها للخلف وهي تُغمض عينيها وتُتمتم بأدعية مما أثار ضحك جبريل ودفعهُ لسؤالها : هو إنتِ مركبتيش طيارة قبل كدا ؟
فتحت جولييت عينيها نصف فتحة وهي تقول : بصراحة لا وحاسة إني راكبة مُرجيحة قلبي هيوقف
ضحك جبريل وهو ينظُر لمارلينا التي أحضرت زُجاجة عصير طازج ومدت يدها له بها ، فتحها جبريل وقربها من جولييت وهو يقول بحنان : إشربي من دا هتروقي ، الإنتعاش اللي هتحسي بيه هيهدي توترك والسُكر هيرفعلك هرمون السعادة
وضعت جولييت يدها على فمها وهي تقول : لا هرجع أشرب إيه بس
أزاح جبريل عُلبة العصير وقام بفتح حزام الأمان الخاص بمقعده ، نظرت له جولييت بإتساع أعين وهي تقول بتحذير : إنت بتعمل إيه ! هتوقع أقعد وإلبسه بسُرعة !!
كان مُبتسم على غير عادته ، إقترب من مِقعدها وقام بفتح حزام الأمان الخاص بها ف صرخت قائلة : لا لا عشان خاطري حاسة أني هطير في الهوا
أمسك جبريل كلتا يديها بين يديه وهو يقول : متخافيش ، تعالي معايا
جولييت بضيق : يا جبريل من فضلك أنا دايخة أجي معاك فين بس !

 

 

 

إقتربا من باب الطيارة لتقول جولييت بصُراخ : إنت عاوز ترميني من فوق أرجوك لا
نظر لها جبريل وهو يقول بهدوء : هوريكِ مشهد عُمرك ما هتنسيه في حياتك ، بس إنتِ بطلي تترعشي
حاوط خصرها بطلتا يديه ووضع ظهرها على صدره ، إحتضنها من الخلف ف قامت مارلينا بفتح باب الطائرة
شدت جولييت على يدا جبريل وهي مُغمضة العينين ، ليميل هو على أذنها ويقول بهدوء : فتحي عينك ، متخافيش
فتحت جولييت عينيها وهي تنظُر للعالم من بين السحاب
كانت خُصلات شعرها تطاير للخلف وجبريل يضُم خصرها بيديه
جولييت بسعادة : المنظر يجنن ! كُل شيء حلو أوي
جبريل بذات الهمس في أُذنها : مش قولتلك هيعجبك ؟
إستندت برأسها على صدره وكان هو مُبتسم بهدوء ، يُحب رؤية أصدقاؤه سُعداء ولكنهم لا يتفهمونه ! دائماً ما يقعون في عشقه !
عند هذه النُقطة بهتت إبتسامته وإعترى الحُزن ملامحه مُجدداً ، ولكن قطع تفكيره صوت جولييت وهي تقول مُتشائلة والهواء يصفعهم : هو فاضل كتير لحد ما نوصل ؟
نظر لها بطرف عينهُ وهو يقول بشرود : لا ، خلاص قربنا ..
هبطت الطائرة على الجزيرة وأخيراً ، ترجل جبريل منها وخلفه مارلينا وبجانبه جولييت وهي تنظُر للجزيرة ، الطريق أمامهم كان مُضاء ك مدينة صغيرة هادئة وحزينة مُحاطة بمصابيح سوداء قديمة ولكنها نظيفة ولامعة ، الأشجار كانت تمتليء بالزهور البيضاء والنخيل كان يتطاير مع الهواء ، يُحيطهم البحر من كُل إتجاه .. وهُناك مُرتفع إستقرت عينا جولييت عليه ف لاحظ جبريل ذلك ليُخبرها قائلاً : دا مكاني المُفضل للجلوس والتأمل ، هتحبي المنظر من هناك جداً
إستدارت جولييت بجسدها ونظرت له وهي تقول بهدوء : دا زي الحلم !
بشرته كانت سمراء ك أصالة الرجال ولكنها لامعة من نظافتها ، وذقنه الخفيفة ناعمة وعيناه البُنيتان العميقتين المرسومتين بخطوط الحُزن قد لمعتا
والجو ، كانت رائحته عنبر !
كُل ما يُحيط بذلك المكان رائع
جبريل بلباقة : حابب أخدك ل قِمة المُرتفع ..
نظر لقدميها وهو يقول : بس مش هينفع تطلعي بحذائك العالي ..
إبتسمت جولييت وهي تقول : مُمكن أقلعه ونطلع
حرك رأسه يميناً ويساراً ليقول : رجليكِ الناعمة هتتجرح ، لو تسمحيلي أشيلك وأطلع بيكِ
إحمرت وجنتاها وهي تُخفض رأسها خجلاً ليقول : صدقيني لو في حل تاني كُنت عملته

 

 

 

فتحت ذراعيها ليحملها جبريل بين ذراعيه وهي تتشبث بعُنقه
قالت جولييت خشية أن تُرهقه : ضهرك هيوجعك
إبتسم بهدوء وهو يقول : صدقيني إنتِ في خُف الريشة
شعرت بنبضات قلبها تتسارع ولا علم لماذا
ظل جبريل يصعد بها حتى وصلوا أخيراً ، أنزلها وهو يُريها المصابيح السوداء القديمة المُضيئة في الأسفل وقد تشكلت على هيئة قلب ، ف وضعت يدها على فمها في إنبهار وهي تقول : دا ! .. دا شيء جميل ، جميل أوي
جبريل بنبرة حزينة وهو ينظُر بحُزن أمامه ويقول بينما شعره الكستنائي المُجعد يتطاير على شفتيه الكرزيتين : هنا تحديداً .. كُل ذكرياتي السيئة قبل الحُلوة ، بتمر قُصادي
جولييت !
إلتفتت له إثر مُناداته لها ونظرت داخل عينيه ليقول هو : متتخليش عني عشان مشاعر أو شيء ، إنتِ متعرفيش أهمية القنينة عندي ..

 

 

 

ثُم إنحنى ليُقبل يديها في هدوء ، كان كُل ما يحدث لا يتحمله قلبها الصغير الذي حُرم الإهتمام والدلال مُنذ وفاة والديها ، أما جبريل كان يفعل ذلك لإنه يحترم المرآة بشكل عام ، يحترم ذلك المخلوق الأضعف منه جسدياً الأقوى منه في القُدرة على تحمُل الألم .. وهذا ما كان يوققعه دائماً في المتاعب
أن تبكي أُنثى تمد يد العون لجبريل ، يعني أن ليلة بُكاؤها لن تمُر بسلام على من تسبب في نزول تلك اللأليء اللامعة من مقلتيها الناعمتين .. هكذا هو ولن يتغير
..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاك بأخلاق سيئة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى