رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الأول 1 بقلم روزان مصطفى
رواية ملاك بأخلاق سيئة الجزء الأول
رواية ملاك بأخلاق سيئة البارت الأول
رواية ملاك بأخلاق سيئة الحلقة الأولى
أسدل الليل ستائرهُ في تمام الساعة الثالثة فجراً ، شعرت وقتها جولييت بأن جسدها يفتُك بها من الألم .. عظامها تكاد تتفتت من شدة الألم
أغلقت الأضواء وقامت بغلق الباب الرئيسي للمحل .. ووضعت المفاتيح داخل حقيبتها وهي تتثائب بخمول ، وأخيراً ستحظى بليلة نوم هانئة
تجولت في الشوارع حتى وجدت سيارة أجرة أقلتها إلى منزلها
عندما دلُفت إلى شقتها وأغلقت الباب خلفها أزاحت الوشاح القُرمزي الذي كانت تلفه حول عُنقها وهي تُنادي بصوت مُرتفع : ليلى ! نمتِ ولا إيه ؟؟
دخلت جولييت إلى غُرفة شقيقتها وأشعلت الأضواء لتتذمر الأخيرة على فراشها وهي تقول : مش لازم تعملي فرح أول ما تيجي يعني
خلعت جولييت حذاؤها وهي مُستندة بخصرها على طرف الفراش وقالت بجدية : قومي بقى متُبقيش باردة ، أنا ميتة من الجوع عملتِ أكل إيه ؟
إعتدلت ليلى في فراشها وهي جالسة بنصف عين وقالت بخمول : معملتش الجو زي الثلج وكُل ما أمد إيدي في الفريزر بصوت
إتسعت عينا جولييت وهي تقول : بليز قولي إنك بتهزري !
قامت ليلى من فِراشها وهي تتثائب وتتمايل بغنج وقالت : مبهزرش البرد مكسر عضمي مخليني حابة أنام في السرير طول اليوم ، نامي خفيفة إنهاردة وبُكرة نُطبخ .. محكيتيليش عن أول يوم شُغل ؟
وقفت ليلى أمام المرآة داخل دورة المياه الصغيرة وهي تُفرش أسنانها ، إستندت جولييت على باب دورة المياه وهي تقول : عادي الراجل قالي التعليمات وال ..
توقفت عن الحديث وكاد بؤبؤ عينيها أن يخرج من محجره لتقول بصدمة : كويس إنك فكرتيني ! في واحد غريب جه إنهاردة سأل عن سارة ! بُكرة هروحلها زيارة بمُناسبة جوازها وأقولها عن الراجل دا
مضمضت ليلى المياه داخل فمها وهي تلفظها ثم إعتدلت وهي تقول بفضول : راجل مين ؟
أجابتها جولييت وهي تُمسك بخُصلة من شعرها الداكن تلفها على إصبعها ثم قالت : مش عارفة راجل غريب !
^ صباح اليوم التالي
إستيقظت ليلى بإرهاق مرة أخرى بعد أن نامت طوال الليل وكأنها لم تكُن مُلتصقة بفراشها ليلة الأمس ! .. وجدت ليلى شقيقتها جولييت تُكدس حقيبتها ببعض الأكياس المُهترئة وهي تقول : صباح الخير ، أنا خرجت صدور دجاج وتبلتها بالبُهارات والزبادي يعني سهلت عليكِ المُهمة ، شوفي حابة تعمليهم روستو ولا سكالوب
ليلى بتعب : مش لسة بدري على ميعاد شُغلك ؟
جولييت وهي تُغلق حقيبتها بصعوبة : أنا كلمت سارة لما صحيت وقالتلي أروحلها .. جوزها راح شُغله بدري ف حبت إني أقعد معاها قبل ما أروح شُغلي
ليلى وهي تجلس على الأريكة وتفرد قدميها على الطاولة : حتى العريس وعروسه مش بيخلوهم يتهنوا ببعض ! مفيش أدني تقدير للمشاعر الجياشة
ضحكت جولييت بخفة وهي تقول : أتمنى متنسيش صدور الفراخ المُتبلة ، ياريت متبقاش وليمة عشاء لفئران بلدتنا البائسة
قالتها جولييت بطريقة مسرحية قبل أن تُغادر الشقة الصغيرة وتُغلق الباب خلفها
سارت ركضاً حتى وصلت للشارع الرئيسي وهي تُشير بيدها لسائق الأجرة
توقف على جانب الطريق حتى يُتيح لها مساحة الركوب دون مُضايقات رُكاب السيارات الأخرى ببوقهم العالي
ركبت جولييت ومسح هو الزُجاج الأمامي لسيارته بقطعة القُماش البيضاء المُهترئة الصغيرة وهو يقول تعليماته بعنجهية : أي طُرق أو شوارع فيها إصلاحات أو تكسير أو مطبات هواء عالية مش هدخُلها
وضعت جولييت مُفتاح شقتها في جيب الحقيبة الخارجي ثُم نظرت له وهي تمضُغ العلك وقالت : هو أنا لسه قولت أنا رايحة فين ؟ ميهمش لإني مش حابة أتناقش الصُبح .. وديني عند ***
تحرك السائق بسيارته للعنوان المقصود
وصلت جولييت أخيراً لبناية صديقتها سارة وهي بناية متوسطة الحال
ترجلت من السيارة وهي تنظر للأعلى وتتقدم بخطوات مُحرجة داخل البناية ، وصلت للطابق المقصود ثم ضغطت على جرس الشقة ، مر ثوان قبل أن تفتحها لها باب الشقة فتاة قصيرة وبدينة نوعاً ما ولكن بشرتها بيضاء وبشوشة الطلة
إبتسمت جولييت بسعادة وهي تحتضنها وتقول : حبيبتي ، مُبارك الزواج
ملست سارة على ظهر صديقتها ثم سمحت لها بالدخول وأغلقت الباب خلفها
كادت جولييت أن تدخل الشقة لكن أوقفتها سارة بلُطف وهي تقول : يضايقك لو خلعتي حذائك عشان السجاد ؟
إرتبكت جولييت وهي تقول بإحراج : أكيد لا ، حقك يعني بعتذر مأخدتش بالي
خلعت جولييت حذاؤها وهي تنظر للمنزل حولها ومازالت تمضغ العلك ، جلست على الأريكة أخيراً وجلست سارة أمامها وهي تقول : بتحبي بسكويت اليانسون ؟
تنهدت جولييت لتقول أخيراً : هو الحقيقة أنا مكونتش جاية أباركلك وبس ، في موضوع مُهم حصل في أول يوم عمل ليا وكان ضروري أجيلك بسببه
بهتت إبتسامة سارة لتقول : هو الراجل ضايقك ؟
رفعت جولييت رأسها لتقول : تُقصدي مين ؟
ضحكت سارة ببلاهة وقالت : العجوز !
حركت جولييت رأسها يميناً ويساراً وقالت : في راجل تاني ، شاب يعني .. جه وسأل عنك في المحل في وقت الفجر
سارة بجزع لإنها مُتزوجة : راجل مين دا !
جولييت بهدوء : قالي بلغي سارة إنها لازم تظهرلي قبل واحد في الشهر ، وقالي أبلغك إن إسمه جبريل
ظهرت إبتسامة صادقة على وجه سارة وهي تقول : هو جالك بنفسه ؟ غريبة ..
دب الخوف في قلب جولييت لتقول بهلع : ظهرلي إيه وبتاع إيه إوعي يكون عفريت أو شبح !
ضحكت سارة بصوت مُرتفع وإحمر وجهها من كُثر الضحك ثم قالت : إيه اللي بتقوليه دا ؟ إيه العفريت إبن الناس اللي هيروح يشتري لوحات وتماثيل ! جبريل إنسان عادي بشر زيي زيك .. لكن ليه قصة طويلة وغريبة وبييجي المحل عشان شيء معين ، يعني هو مش عاوزني أنا شخصياً هو بييجي قبل نهاية كُل شهر بيطلب الحاجة دي .. لو إنتِ إديتيهاله خلاص المُشكلة إتحلت
جولييت بفضول : حاجة إيه ؟
أجابتها سارة وهي تقوم للمطبخ لتقديم واجب الضيافة : ققنينة صغيرة كدا زُجاجية هتلاقيها في المخزن جوا المحل مع باقي روائح الزهور ، مُميزة إن غطاها لونه إسود ، أول ما ييجي يسأل عني إديله القنينة دي وهيمشي بهدوء ، بس متنسيش يا جولييت من فضلك
جولييت بفضول : طيب هي القنينة دي فيها إيه مميز عشان يجيلها ؟ هو شكله إبن ناس جداً يعني مُهندم كدا ونضيف
غيرت سارة مجرى الحديث وقالت : بتحبي اللبن على النسكافيه ؟
فهمت جولييت أن سارة تُفضل عدم الجواب ف أجابتها جولييت ببرود : حطي لبن ..
على قمة صخرة في جزيرة معزولة ، جلس جبريل بملامح وجه حزينة وعيون مُنطفئة رغم أنها جذابة للغاية
حاوطته فتاتان ، جميلتان ك حوريات الجنة
قالت أحدهم بحُزن بالغ : متقلقش يا جبريل ، أنا واثقة إن سارة هترجع وتديك القنينة
جبريل بصوت عميق : البنت .. يمكن البنت اللي إشتغلت مكان سارة يمكن متفهمش قيمة القنينة الشهرية بالنسبة ليا
نظر جبريل للفتاة بجانبه ذات خُصلات الشعر السوداء الطويلة وقال بأسى بالغ : سارة تخلت عني
مد يده للسماء وهو يُحيط نجمة لامعة بأصابعه وقال : مفيش شخص مُهتم إني ممكن ضوئي يخفت زي النجمة دي .. وأنتهي
ملست الأخرى على وجهه بنهم وشوق وهي تقول : كُل شيء هيكون بخير ، بس إنت إرجع إبتسم من تاني ، وشيل عن قلبك عُقدة الذنب .. إنت مش سيء يا جبريل !
أبعد وجهه عن يدها ونظر للقمر مرة أخرى بحُزن ثم قال : لازم أروح للبنت مرة تانية ..
^ الساعة الثانية عشر مُنتصف الليل / متجر التُحف
وقفت جولييت خلف المكتب المُستدير وأمامها صحن من العنب الطازج ، تأكله وهي تُراجع قائمة الأسعارة للمرة العاشرة علها تثبت داخل رأسها
كانت قد وضعت لوحة مُغلق على باب المتجر لإنها بالفعل ستُغلق الأن
لكنها وبدون سابق إنذار إستمعت إلى الجرس الصغير المُعلق فوق الباب يُصدر صوتاً
وضعت حبة عنب داخل فمها وهي تقول : قفلنا خلاص شرفونا يوم تاني ..
لكن يبدو أن الزائر الليلي لم يستمع لحديثها ، إنتشرت رائحة عطره المُميز داخل المتجر مرة أخرى ف علمت جولييت أنه جبريل ، رفعت رأسها تنظر له وجدته يقف أمامها ، يرتدي قميص أبيض اللون وبنطال أسود من القُماش
وقُبعة سوداء قد إنسدل من جانبيها بعض من خُصلات شعره الكستنائية
رفع رأسه لتصطدم عيناه بعينيها ، ثُم قال بصوت عميق : سارة .. مرجعتش ؟
إستندت جولييت بصدرها على المكتب المُستدير وهي تُمسك بحبة عنب تُمررها بين أصابعها وتقول بصوت مُتلاعب : سارة مش هتيجي ، أنا سارة الجديدة اللي تخُصك
ثُم وضعت حبة العنب بين شفتيها وهي تمضغها وقطرات المياه الخاصة بالثمرة تنسدل على شفتيها لتُضيف لها لمعان وبريق
نظر لشفتيها ولحبة العنب وتذكر مشهد ما مُشابه لحياته
عندما وضعت حبيبته حبة الكرز بين شفتيها ف إقترب جبريل منها وهو يلتهم حبة الكرز من بين شفتيها ثُم يلتهم شفتيها بذاتهم
عندما رأى ذلك المشهد من الماضي أمام عينه وضع يده على رأسه وهو يشعُر بالدوار
جولييت بإتساع أعين : إوعى ترجع ! أنا لسه ماسحة الأرضية !!
لكن جبريل لم يستمع لها .. بل فقد الوعي وقبل أن يقع ركضت جولييت بإتجاهه ليسقُط بين ذراعيها .. لم تحتمل جولييت ف سقطت به على الأرض
سقطت قُبعته للخلف ف تأملت جولييت ملامحه عن قُرب
رموش طويلة مُرتبة ، شفتين بلون الدم القاتم ، وبشرة صافية سمرااء
جولييت بإعجاب واضح : يخربيت جمال ريحتك اللي أنا مش عارفة إيه سرها ♡
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاك بأخلاق سيئة)