رواية لن تحبني الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميرال مراد
رواية لن تحبني الجزء الثاني والعشرون
رواية لن تحبني البارت الثاني والعشرون
رواية لن تحبني الحلقة الثانية والعشرون
بادلها الحضن رغما عنه فألم الشوق كان يعتصر قلبه عصرا
بقيت تمسك بيديه و ترفض ان تتركهما و هي تبكي بكاء مريرا
بقي ينظر الى عينيها و يمسح تلك اللآليء منهما فلم يكونا بحاجة للحديث مطلقا
– وحشتيني
– مش اكثر مني
– آسف ما قدرتش اوفي بوعدي ليكي و اكلمك كل يوم بس غصب عني … صدقيني ما نسيتكيش ولا لحظة
– على فكرة انا متأكدة انك بريء و هتظهر برائتك للدنيا كلها
– و انا ما يهمنيش الدنيا .. كل اللي يهمني ان انت مصدقاني
خلال بضع دقائق من الصمت كانت عيونهما تشرح كل شيء و تترجم الكلام الذي يختلج في صدريهما و تلخص هذا الحوار كله في بضع نظرات فقط .
تقدم جلال نحوهما بإحراج ..انتبهت الى نفسها فأبعدت يدها من يده تمسح دموعها بينما احتضنه جلال بقوة : شد حيلك يا صاحبي ربنا يفك سجنك و ينصرك على من ظلمك
– تسلم يا اخوي ..
جلال : على فكرة ما تخافش على اهلك هوما قاعدين عندنا …الجماعة اللي ساكنين قصادك عملوا فصل تعبان قدام البنات ..بس انا اخذتلك حقك منهم و ضربتلك واحد منهم ضربة هتفضل معلمة على مناخيره طول العمر .💪
– ديه عشمي برضو… راجل من ظهر راجل يا خوي .💪
العسكري : معاد الزيارة خلص اتفضلوا معاي
تشبثت به ترفض الذهاب فاومأ لها بمعنى لابأس سأكون بخير
خرجت تجر الخطى بتثاقل و هي تلتفت اليه بإستمرار و تبكي
لم تكن حاله احسن من حالها لكن قلبه قد ارتاح لرؤيتها و هدأت ثورته من الشوق و لو قليلا .
عاد الى زنزانته و امسك صورتها يحتضنها الى ان نام على هذا الوضع
في صباح اليوم الموالي
في منزل والدة مروة.
ابتسام – حبيبي انا طالعة مش عايز مني حاجة ؟
– لا سلامتك يا روحي
ابتسام – اه على فكرة .. الدكتورة اتصلت و قالت ان تقرير مروة جاهز
فؤاد بفرحة – طب كويس انا هابقى اعدي اجيبه من عندها
ابتسام – و ليه الغلبة! العيادة في طريقي ..هاعدي اخذه و احطه عند الاستاذة نجوى المحامية ..بس ما تنساش تتصل انت بالدكتورة نهلة بتقول عشان نسيت تدفعلها اتعابها ولا حاجة زي كدة !!
ابتسم فؤاد براحة : حاضر يا قلبي هابقى اكلمها .
ابتسام – نسيت حاجة كمان ! انا الليلة مش هاقدر ارجع البيت اتصلوا بيا من المستشفى هاطلع من العيادة على هناك على طول ..
– براحتك يا حبيبتي 🥰
خرجت ابتسام و ابتسم هو بمكر : حلو اوي كل حاجة ماشية زي ما خططتلها بالضبط .
في السجن
العسكري جابر أحضر طعاما لياسين فتح الزنزانة و وضعه فوق الطاولة و هو يتأمل حالته بحزن
كان دفتره مرميا على الارض بينما لا يزال هو على وضعه منذ الليلة الماضية ينام بعشوائية فهو لم يذق طعم النوم منذ وقت طويل
– لا حول الله يا رب ….ياسين !! اصحى يا ابني الساعة عدت 8 انت حتى ما صليتش الصبح زي عوايدك !!
افاق بتعب شديد : ياااه !! معقولة نمت كل ده !! ثم تحسس يديه بقلق فلم يجد الدفتر …نظر حوله فوجده واقعا عند قدميه ..اخذه و اغلقه ثم وضعه بعناية في مكانه و هو يهم بالنهوض
جابر- على فكرة شكلها في الحقيقة احلى بكثير 🥰
– افندم ؟؟؟
– البنية اللي صورها مالية الدفتر .
توتر ياسين بشدة : بنية مين يا عم جابر !؟ ديه اختي !!
– لا انا ما اقصدش اختك.. انا قصدي عالتانية
ياسين بتوتر- شكلك عتخرف عاد يا عم جابر ! التنين خواتي
– مش على عمك جابر يا ولد …نظرة العشق. اللي كانت في عينيك و لهفتك لحظة ما شفتها بتقول غير كدة… انا كمان كنت بحب و اعرف النظرة دي كويس …اما حكاية اختك دي ف انا عايز افهمها بقى .. انت بعد ما تصلي و تاكل لك لقمة تحكيلي حكايتها ايه و ادينا بنسلي بعض
تنهد ياسين بعمق : احكيلك ايه ولا ايه بس .
عم جابر : تحكيلي اللي في قلبك يمكن اشيل عنك شوية من الحمل ده و اقدر اساعدك؟ …انا كمان عندي خبرة مش بطالة في الحكايات دي اوعة تستقل بيا يا ولد !!! ده انا كنت دنجوان زماني
ضحك ياسين رغم الألم : لا ماهو واضح !
– ايوة كدة يا ابني أضحك و ارمي الهم عنك .. تعال ناكل لقمة سوا… مش المفروض بعد ما شفت الحبايب نفسك اتفتحت ولا ايه؟؟ 😉
ياسين : تصدق بالله معاك حج ؟؟صحيت جيعان ڨوي
جابر بمكر: مش قلتلك اني اعرف الحكايات دي كويس؟
– لا خلاص معنديش شك ف اكده 😂
– على فكرة …البنت شكلها بتحبك زي ما انت بتحبها و اكثر .. واضح اوي من لهفتها و خوفها. ..اصل انت ما شفتهاش لما الضابط منعهم يزوروك عملت ايه…كانت هتقع من طولها و قلبها هيوقف من الصدمة.
ياسين بألم- بس هي بتعاملني كدة لأنها فاكراني اخوها
– و لو اني مش فاهم حكاية اخوها دي بس انت غلطان
عينيها كانت بتقول غير كدة.
– مش عارف اڨولك ايه يا عم جابر
– الحكاية شكلها كبيرة و معقدة انت تاكل و بعدها تحكيلي حكايتكم بالتفصيل .
في منزل والدة جلال
سعدية بهمس – بس يا ستي ….دي كل الحكاية
سناء والدة جلال : حكاية غريبة عجيبة يا ام ياسين
سعدية : زي ما فهمتك يا سناء اوعي تجيبي سيرة ڨدام البنية اننا مش اهلها … احنا خايفين عليها من الصدمة ..
– حاضر يا اختي … و ربنا يجبر بخاطرها و يعثرها ف اهلها ان شاء الله .
سعدية : ما تڨومي يا بنت شوفي اختك من ساعة ما جينا من السجن و هي ڨافلة على نفسها ..خليها تجي تڨعد ويانا.
– حاضر يمة
دلفت شيماء اليها فوجدتها مغمضة العينين لكن يبدو انها مستيقظة
– مش عتڨومي يا ندى ! احنا بڨينا العصر أمي عاوزاكي تطلعي تڨعدي ويانا.
اومأت بضيق برأسها .
جلست شيماء بجانبها : مالك يا حبيبتي مش احنا شوفناه و اتطمنا عليه ؟! في أي عاد !!
اعتدلت في جلستها و امسكت لوحتها : خايفة عليه اوي.
– ما تخافيش يا حبيبتي …ربنا معاه .
في فيلا عائلة مروة
في وقت متأخر من الليل
تستلقي مروة على صدر فؤاد العاري يدخنان سيجارتين من الممنو’عات و هي شاردة الذهن
فؤاد : مالك يا ميرو مش على بعضك اليومين دول يعني ؟
– خايفة اوي … كل ما معاد المحكمة بيقرب بحس بمغص في بطني اكثر …حاسة بإحساس فظيع
فؤاد: احساس ايه ده يا حنينة؟؟ يكونش الواد المدرس ده صعبان عليكي ؟؟
مروة بضيق : انا مكنتش عايزاه يقضي بقية حياته في السجن
فؤاد بغضب جحيمي : اومال كنتي عايزة ايه ؟؟ يتجوزك !! ده انا كنت اقتلك انتي و هو ! انا ما دبرتش الحكاية دي كلها عشان تتجوزيه ! ده انا كنت امسح من الدنيا اي حد يفكر يقرب منك او يلمس شعرة واحدة حتى من شعرك !!
اعتدلت مروة في جلستها و نظرت إليه بقلق : اومال انت دبرت حكاية الاستاذ دي ليه ؟؟
– عشان متاكد ان محدش بعد كدة هيكون ليه جرأة يتقدم لوحدة مغت’صبة و حكايتها اتشهرت بالشكل ده حتى لو كانت ضحية
ابتلعت غصة ألم من كلماته ثم اردفت
– بس احنا هنفضل كدة لحد امتى ؟
– هانت يا قلبي …انتي خلاص كلها ثلاث شهور و تتمي السن القانوني و ساعتها انا هاخلص كل شغلي هنا و اخذك و نهرب بعيد عن الناس كلها
– نهرب فين يعني ؟
– نسافر امريكا و نعيش انا و انتي و بس و محدش هيعرف يوصل لنا خالص و طبعا حكاية الاغت’صاب دي انسب رواية عشان نفسر سبب هروبك من البلد
مروة : بس الشركة و الحسابات كلها بإسم ماما هنعيش منين؟
– هاصفي كل حسابات الشركة بالتوكيل اللي ابتسام عاملاهولي و هاحول كل الفلوس بإسمي طبعا …ما تشغليش انتي بالك بالحاجات دي يا قمري .. انتي كل اللي عليكي تتدلعي و تصرفي و تبسطيني و بس
– يعني هتفضل تحبني يا فؤاد ؟؟
– عمري ما حبيت ولا هاحب غيرك يا قمري 😘
(استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم )
كان سيف يجلس في المنزل بملل يمسك بهاتفه و هو شارد في اللاشيء ..فجأة رن هاتفه و كان المتصل طارق
سيف : الو يا طارق …مادمت اتنازلت و اتصلت يبقى أكيد فيه اخبار ..
خرج مصطفى من المطبخ على صوت الهاتف ينتظر الاخبار حين سمع اسم طارق
طارق : للأسف انا كنت مستني انكم انتم اللي تدوني الجديد مش انت اللي اخوك ضابط برضو ؟
سيف : ايوة صحيح … اخوي ضابط مش عراف .. أكيد مش هنقدر نعرف هي فين في بلد فيه مئة مليون نسمة
طارق : طب مصطفى ما عندوش تفسير لإختفائها مرة وحدة ده !!
سيف و هو ينظر الى مصطفى : أكيد عنده تفسير …بيقول محتمل انها عايشة بإسم تاني عشان كدة محدش قدر يلاقيها
طارق : و الله احتمال وارد جدا .
سيف بملل : طب لو ما عندكش اخبار انا عايز أنام
طارق : لا طبعا انا اتصلت عشان اقولكم ان انا عرفت مكان مروان
سيف بإهتمام : بجد !!! هو فين ؟؟
طارق : في اليونان …و مش بس كدة ..انا كمان عرفت أنه هيموت و يعرف مكانها و مش عارف يتحرك خالص رغم كل شبكة اتصالاته الواسعة و معارفه
سيف : طب عرفت كل ده ازاي ؟؟
طارق : مش مروان بس اللي عنده جواسيس. 😁🙂
اقفل سيف الخط و تنهد براحة و هو ينظر الى مصطفى
– الحمد لله انا كدة اتطمنت على روز .. مادام مروان كمان بكل نفوذه مش عارف يوصلها يبقى هي أكيد بأمان ..
يوم المحكمة
كان الجميع في القاعة ينتظر المحاكمة المصيرية للاستاذ ياسين ..تحت تغطية واسعة من وسائل الاعلام بسبب اسم مروة المثير للإهتمام …فوالدتها جراحة عظام مشهورة جدا في البلد و المرحوم والدها كان صاحب اشهر شركة مقاولات و هي “شركة الكيلاني ” التي بدأت كمكتب عقارات فتحه المهندس المبتديء سليم الكيلاني بأموال زوجته و تطورت الى ان اصبحت ما هي عليه الآن .
حضر كل من محامي ياسين الاستاذ حازم السيوفي
و محامية مروة الاستاذة نجوى فايد واحدة من اشهر المحامين الشباب في مصر و كانت المحكمة تعج على آخرها بالناس الذين حضروا من كل مكان لمتايعة القضية التي انتشر خبرها و ذاع صيتها منذ مدة عبر وسائل الاعلام و مواقع التواصل الاجتماعي..و خاصة اقارب ياسين و جيرانه و معارفه و كل من يعرفه من قريب او بعيد . فهو كان معروفا بالادب العالي و الأخلاق الحميدة مع الناس كلها
جلست شيماء بجانبها روز الخائفة و امامهما مباشرة سناء و سعدية و جلال الذي اوصاه ياسين بالجلوس امامها لمنع اي احد من التقاط صور لها بسبب فارق الطول بينهما
كان ياسين يجلس في قفص الاتهام و هو ينظر إليها بإنكسار
لم يكن يريدها ان تراه منكسرا و في هذا الموضع لكنها أصرت على الحضور و رفضت بشدة البقاء وحدها في المنزل .
جلست في الجهة المقابلة مروة و زوج والدتها و خلفهما الدكتورة سلمى رشاد التي استدعيت للشهادة إضافة الىصديقات مروة
و خلقهم الناس الذين عاينوا الحادثة .
فؤاد : مش عارف والدتك فين لحد دلوقت !! معقولة تفوت حاجة مهمة زي دي عشان شغلها ؟؟
مروة : ما تتصل عليها
– مقفول
بدأت المحاكمة و تبادل الاسئلة و الاجوبة و سماع كل من مروة و ياسين و كذلك الشهود و تواصلت لمدة ساعتين و كانت كل الأدلة ضده ..لم يجد محاميه ما يسأله أو يقدمه
القاضي – بعد سماع أقوال المتهم و الشهود و المجني عليها ناخذ فترة المداولات ثم نعود للنطق بالحكم.
في فترة الإستراحة وصلت ابتسام والدة مروة و برفقتها فوزية و من خلفها الدكتورة نهلة عبد السلام
في هذه الأثناء كانت والدة ياسين متوترة جدا و لم تكن الفتيات أحسن حالا منها فالتهمة ثبتت على ياسين من كل الجهات و كان النطق باقصى العقوبة مسألة وقت فقط و لم تفصلهم عنه سوى دقائق فقط ..
مروة متوترة جدا و فؤاد يهمس في أذنها : ما تخافيش يا حبيبتي خلاص الجلسة قربت تخلص و الكابوس ده ينتهي .
كان الاستاذ حازم يقف مع ياسين عاجزا لا يعرف ماذا يفعل
بقي القليل فقط و المحامية بما معها من ادلة التمست المؤبد
لكن ياسين كان هادئا جدااا يستغفر بإستمرار و يذكر الله بدون توقف .. ويتجنب النظر إلى روز المنهارة من البكاء كي لا يضعف .
ياسين : استاذ حازم عندي طلب او بالاحرى رچاء منك
أستاذ حازم :اتفضل
ياسين : ارچوك تڨول لجلال يستنى مع ندى برة لحظة النطڨ بالحكم .. ارجوووك .. اني اڨدر اتحمل المؤبد حتى بس ماڨدرش اتحمل دموعها ..ولا صدمتها لحظة نطڨ الخبر
نظر اليه المحامي بحزن ..فهو على وشك الإفتضاح في مصر بأسرها و قضاء حياته بأكملها في السجن و كل ما كان يهمه هو عدم رؤيتها تبكي !!!
حازم : حاضر يا استاذ
في هذه اللحظة توجهت الى ابتسام مباشرة الى الاستاذ حازم المحامي اعطته ظرفا صغيرا …و همست في أذنه بشيء .
كان الحشد كبيرا و لم يرهم فؤاد حين وصلوا
– محكمة !!!!
عاد الجميع إلى اماكنهم و جلست ابتسام و نهلة و فوزية في آخر الصف .
– اذا لم يكن هناك احد لديه اي أقوال اخرى ننتقل مباشرة الى النطق بالحكم .
فجأة تقدم المحامي حازم بهدوء : انا عندي يا سيادة القاضي
– اتفضل يا أستاذ حازم عندك ايه ؟
اعطاه الظرف و قال
– اتفضل الظرف ده و بأطلب استدعاء الدكتورة نهلة عبد السلام للشهادة .
نظر القاضي الى محتويات الظرف و راح يتفحصها بينما بقي الناس يتسائلون و علامات الدهشة تعلو وجوه الجميع !!
بهتت مروة و همست لفؤاد: يا ترى هيطلب منها ايه انا خايفة ؟
طمئنها ببرود : ما تخافيش ياقلبي دي لاهفة مليون و نص .
نظرت ابتسام بمزاح لنهلة قائلة : جاهزة يا نيها ؟
ضحكت نهلة قائلة : جاهزة يا شاويش ابتسام 😉
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن تحبني)