رواية بعينيك أسير الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم شهد الشوري
رواية بعينيك أسير الجزء التاسع والعشرون
رواية بعينيك أسير البارت التاسع والعشرون
رواية بعينيك أسير الحلقة التاسعة والعشرون
قال ما قال ثم رفع يده يضعها على وجنتيها يلمس شفتيها برقة و الأخرى تقف مكانها تأخذ انفاسها بصعوبة تريد مشتته مال برأسه حتى يقبلها و ما ان لمست شفتيه خاصتها جاءت صورة سفيان امامها فبدأت تدفعه بعيداً عنها حتى ابتعد مرددة بصوت حاد غاضب :
متلمسنيش !!!
غضبها و نفورها الواضح مثل وضوح الشمس كان اهانه كبيرة لكرامته و رجولته
كور قبضة يده بغضب كبير و عيناه تقدح شرار بينما هي كانت تقف تضع يدها على شفتيها تسمحها بعنف صدرها يعلو و يهبط بانفعال
دخل للداخل و بطريقه دفع طاولة خشبية بأحد الاركان فسقطت محدثة صوتاً مزعجاً انتفضت هي على اثره ثم جلست ارضاً تضم قدميها لصدرها و جسدها بأكمله ينتفض !!
مرت دقائق قصيرة حتى هدأت و استوعبت الخطأ الفادح التي ارتكبته هل سيصدقها ان قالت انها تذكرت سفيان لكن بتلك الليلة فقط !!
تلك الليلة التي للآن تسبب لها كابوس مزعج كل ليلة لا ينتهي ابداً !!
دخلت للغرفة بنفس اللحظة التي خرج منها فارس من المرحاض لكنه لم يعطيها نظره واحدة التقط وسادة و غطاء القاهم ارضاً بأهمال ثم اولاها ظهره
حاولت عدة مرات الاقتراب منه و الحديث لكنها لا تملك الجرءة هو غاضب و محق بغضبه لكن هي ايضاً ليس لها ذنب ما حدث رغماً عنها !!
……
كان عاصم يجلس بالأسفل برفقة هبة قائلاً :
كارم حكالي اللي عملته فيه قدام الجامعة كلها و الفيديو انتشر في كل حتة ده حتى قدم استقالته و غار في داهية من الجامعة خالص
رددت هبة بارتياح :
الحمد لله اهو بعد عنها والله كل ما كانت بتروح الجامعة كنت بفضل شايلة الهم و قلبي يوجعني عليها من اللي بتحسه كل مرة تشوفه فيها
ثم تابعت بابتسامة واسعة :
أنا اصلا حساها ابتدت تتخطى اللي حصل شوية شوية بشوف انها بترجع لطبيعتها
ثم اختفت ابتسامتها متابعة بحزن :
بس برجع و اشك و أقول يمكن تكون بتعمل كده عشان تعبي آخر مرة
ردد عاصم بغموض :
تؤ بنتك مبسوطة بجد يا هبة كارم بيحكيلي قد ايه كانت طايرة من الفرح لما خدت حقها منه و فوقه كمان بنتك مكنتش بتحب اصلاً
سألته بدهشة :
انت معين كارم مخبر ينقلك كل اخبار بنتك و لا ايه يا عاصم !!
ضحك بخفوت قائلاً :
اكيد لأ بس عشان عارف انه قريب من بنتك خصوصاً الفترة دي بطمن عليها منه بسأله و هو بيجاوب صحيح مش بيقول كل حاجة بس اللي عرفته منه كفاية عشان اطمن و اعرف ايه اللي هيجد بعد كده !!
بينما بالأعلى كانت همس تجلس على الفراش تقضم اظافر يدها بخجل شديد و غضب كلما تذكرت ما فعل كارم الوقح كيف يقبلها تذكرت كيف دفعته و كادت ان تصفعه لكنه تمسك بيدها
……
في صباح اليوم التالي
كانت همس تجلس بالمنزل وحدها بعدما ذهب والدها للعمل و ذهبت والدتها لتبتاع بعض الأغراض من السوبر ماركت تعالى رنين جرس المنزل ذهبت لتفتح الباب لتتفاجأ امامها بأخر شخص تتوقع رؤيته رددت بصدمة ممزوجة بحدة :
انتي !!!
اومأت لها قائلة بصوت مختنق من الدموع :
ممكن ادخل ، محتاجة اتكلم معاكي ضروري
رددت همس بحدة و احتقار :
مفيش بيني و بينك اي كلام ممكن يتقال
رددت بسمة بانكسار :
انا مأذتكيش في حاجة ليه بتعامليني كده
رددت همس بتهكم :
بجد والله مأذتكيش في حاجة ، انتي زيك زيه كنتي عارفة انه هيوقف الجوزاة و هيعمل فيا كده في موقف زي ده و فضلتي ساكتة ممنعتيش ليه اللي هيحصل مقولتيش لأ ليه و اعترضتي بس الموضوع كان جاي على هواكي
رددت بسمة بانكسار :
يزن بيحبك على فكره
ردت عليها بشراسة و نفور :
حبك برص انتي و هو ، اومال لو بيكرهني كان عمل فيا ايه
بسمة ببكاء شديد و انكسار :
اسمعيني للآخر لو سمحتي
رددت همس بغضب :
أنا لا عايزة اسمعك و لا اسمعه و لا اسمع حاجة عنكم من اصله و تاني مرة متفكريش تطلعي في طريقي و الا هندمك ع اللحظة اللي فكرتي في كده
انتي فاهمة
قالت الأخيرة بصراخ حاد بنفس اللحظة كان يأتي صوت والدها من الخلف برفقة كارم و علامات التعجب مرتسمة على وجوههما :
ايه اللي بيحصل هنا !!
ما ان دخل للمنزل برفقة كارم بعدما افسحت لهما بسمة الطريق ردد بحدة :
مش انتي اللي كنتي معاه !!
اومأت همس برأسها قائلة بغضب و تهكم :
هي يا بابا و بكل بجاحة جاية لحد هنا عايزة تتكلم معايا و بتقولي بيحبك انتي
ضرب عاصم الباب بيده بغضب قائلاً بصرامة :
كارم خد همس و ادخل دلوقتي و سيبني معاها
فعل كارم ما طلب منه بينما عاصم ردد بتحذير لبسمة التي ترتجف من الخوف :
اسمعي الكلمتين دول كويس و احفظيهم عشان توصليهم ليه كمان يحفظهم ، قسماً بربي لو لمحت ضلك انتي او هو جنب بنتي ما هرحم حد فيكم ، بنتي خط أحمر و اللي حصل ليها مش هيعدي بالساهل ابداً و قوليله يستنى مني قريب درس لو كان ابوه عمله زمان فيه كان زمانه طلع راجل بدل ما طالع عيل لا بيصون كلمة و لا عهد
ثم تابع بصراخ و غضب :
دلوقتي بقى غوري من وشي و اخر مرة المحك فيها
غادرت بسمة على الفور بخوف بينما بالداخل كان همس تحرك قدمها بغضب و كارم يقف بجانبها اراد ان يمازحها قليلاً ليخفف من غضبها لكن دخل عاصم بتلك اللحظة قائلاً بصوت حاد لكارم :
تعالى معايا ع المكتب يا كارم ، همس اعملي لينا قهوة و هاتيها
اومأت له و لحق به كارم الذي انتظر ليدخل عاصم المكتب فجذب همس من معصمها مردداً بمشاكسة :
اعملي القهوة حلوة زيك و مظبوطة بدل ما المرة دي هنشن في النص مش فوق
قال الأخيرة بوقاحة و هو ينظر لشفتيها جزت على اسنانها بغضب ثم دعست قدمه بقدمها بقوة قائلة بوقاحة مماثلة و كلمات ذات مغزى :
طب اعملها كده و انا اخليك تتحسر على مستقبلك
رفع حاجبه لأعلى من مغزى كلماتها الوقح فجذبها من يدها يقربها منه قائلاً بمكر :
ما هو مستقبلك انتي كمان يا روحي ، أصل الصراحة أنا مش ناوي اسيبك
ثم رفع ذقنها مرة واحدة قائلاً بتصميم و عشق :
وراكي وراكي لحد ما اخلي ده يبقى بتاعي
قالها و هو يضع يده على موضع قلبها توترت من نظراته و قبل ان تبدي ردة فعل كان صوت عاصم الحاد يأتي من الداخل:
كارم انت نمت عندك و لا ايه !!
دفعته بعيداً عنها و ركضت للمطبخ تضع يدها على قلبها الذي تعالت دقاته بصخب ، تنهدت ثم بدأت تصنع القهوة سرعان ما طرأ على عقلها فكرة خبيثة بدأت بالبحث عن أحد العلب ما ان وجدتها ابتسمت بمكر و أخذت تصفق بيدها بحماس !!
…….
دخلت بالقهوة لهما بالمكتب اخذها منها كارم و هي يبتسم بطرف شفتيه مشاكساً اياها بنظراته ابتسمت بتشفي عندما ارتشف من فنجانه ليتحول وجهه للون الأحمر مبتلعاً ما بفمه بصعوبة المجنونة قد وضعت بفنجانه على الأغلب ملح بدلاً من السكر
تناقش مع عاصم ببعض امور العمل لكن استوقفه عاصم قبل ان يغادر غرفة مكتبه قائلاً بغموض :
كارم مش عايز اي غلطة مفهوم !!
ردد كارم بابتسامة تنم عن كل شر :
هيحصل زي ما انت عاوز يا سيادة اللوا !!
اومأ له عاصم و سمح له بالذهاب بحث يميناً و يساراً عن همس ليجدها تقف بأحد الزوايا تخرج له لسانها بتشفي ركض بخفة نحوها يجذبها لأسفل الدرج حيث تلك المنطقة المعزولة عن نظر الجميع
مردداً بتوعد :
انتي قد اللي عملتيه ده
ردت عليه بتحدي :
لو مكنتش قده مكنتش عملته و هعمل اكتر لو فكرت تاني تقرب مني و تلمسني زي ما عملت المرة اللي فاتت يا قليل الادب
قبض بيده على خصرها مقرباً اياها منه مردداً و هو ينظر لداخل عيناها بثقة :
انا كمان قد اللي عملته و لو مكنتش قده مكنتش عملته يا همس
ثم تابع بمكر و هو يضع يده اسفل ذقنها لتنظر له :
لو عاوزاني ابعد ساعتها ليه سبتيني اقرب من الأول
توترت من نظراته و مما قال فردد بهمس بجانب اذنها بينما يمسك بيدها يضعها على قلبها :
افتحي ده ليا و بطلي تشوفيني على اني زي اخوكي ساعتها متأكد انك هتحبيني يا همس زي ما بحبك !!
تاهت بين كلماته و نظراته المليئة بالحب ليتوه هو الآخر مردداً بتنهيدة عشق و هو يدنو منها مقبلاً عيناها برقة :
تاهت عيوني في بحر عيونك و اختار قلبي ان يغوص بها فيغرق ♡
……
ودع الاثنان الجميع بابتسامة متكلفة لم تصل لعيناهم و ما ان غادروا اقتربت منه قائلة بحرج :
فارس ممكن نتكلم مع بعض شوية
لم يرد عليها و دخل لغرفته فلحقت به قائلة :
فارس انا بكلمك ، طريقتك دي م……
كور قبضة يده ثم التفت لها قائلاً بغضب كبير و نيران تكاد تخرج من عيناه :
أشتري نفسك و خليكي بعيدة عني لحد ما اهدى و إلا كلامي هيضايقك و يوجعك بجد !!
قال ما قال ثم غادر المنزل صافعاً الباب خلفه بغضب كبير ليجد قدمه تأخذه لابن عمه و صديقه الوحيد ليسأله الآخر بقلق بعدما جلس معه و طال صمته :
مالك فيك ايه !!
لم يجيب الآخر و كان يحرك قدميه بغضب كبير فسأله كارم بقلق :
يا بني قولي مالك حصل ايه و ليه نزلت و سيبت ميان لوحدها مش المفؤوض انك في شهر عسل
زفر فارس بضيق ثم وضع رأسه بين يديه ليسأله كارم بتوجس :
فارس حصل ايه بجد انا بدأت اقلق اوي
قص عليه ما حدث و الغضب يتصاعد بداخله اكثر ليأتيه رد كارم الصادم :
اللي حصل طبيعي جداً
صرخ عليه بحدة :
كارم متعصبنيش
تنهد كارم قائلاً :
انت متعصب ليه دلوقتي ، انت اتجوزتها و انت عارف انها مش بتحبك و خارجة من تجربة زي الزفت متوقع منها العكس ليه و مستني منها تتقبل قربك
رد عليه بغضب :
طلبي للجواز منها في الأول ، كان غرضي منه انها تكون زوجة مش اتجوزها و تقعد في اوضة لوحدها
رد عليه كارم بصرامة :
طالما من أول يوم قبلت و سكت يبقى تسكت علطول لحد ما هي اللي تكون مستعدة
ثم تابع بمكر :
بعدين بقولك ايه ، انت كل مضايقك و مخليك تخبط في الكلام انك فاكر انها رفضت تلمسها عشان لسه بتحب سفيان
صرخ عليه بغضب و غيرة كبيرة :
متنطقش سيرته قدامي يا كارم ، متعصبنيش اكتر !!
تنهد كارم قائلاً :
على فكره هي بعدت عنك بسببه اه
– كارم !!
رد عليه كارم بتهدئة :
اسمعني للآخر ، انت ليه خدت رفضها ليك عشان لسه بتحبه و مخدتهاش عشان اللي عمله فيها ، جاتلك المستشفى و متبهدلة ع الآخر و متعرضة لاغت….صاب منه اكيد تجربة زي دي تخليها تخاف من اي جنس راجل يقرب منها
كور فارس قبضة يده بغضب و غل من سفيان فتابع كارم بعتاب :
فارس انت غلطت من الأول لما اتجوزتها و انت عارف من جواك انها غرضها تنتقم منه و ترد كرامتها
ثم تابع بتوضيح :
بس على فكرة هي كمان غلطت ، جوازتكم انتوا الاتنين كانت غلط من الأول في الوقت ده و في الظروف دي
صمت فارس للحظات ثم تنهد بحزن قائلاً بألم :
انا بحبها اوي يا كارم !!
ثم تابع بحزن كبير :
والله ما عارف ليه و امتى ، كل اللي اعرفه اني بنجذب ليه يوم بعد التاني و من غير ما حس لقيت نفسي بحبها
عبث بيده بخصلات شعره مردداً باعتراف يخرج منه لأول مرة :
انا اتجوزتها في الظروف دي عشان خوفت تحن و ترجعله تاني ساعتها انا هعمل ايه ، نار بتقيد في قلبي لمجرد بس ما اتخيل انها مش عايزاني اقرب منها لأنها لسه بتحبه
ثم تابع بسخرية مريرة :
انت اكتر واحد عارف اني مكنتش حابب اتجوز انجي زمان لأني كنت رافض الجواز اللي زي كده ، كنت عايز اتجوز اللي بحبها و يوم ما القيها و أحبها ليه اتوجع كده
تنهد متابعاً بحيرة و كارم ينظر لها حزيناً هو أكثر من يعلم كيف يكون مؤلم ان تحب من لا تريدك :
بقيت بقرب منها و بقينا بنقعد كتير مع بعض و نتكلم عكس الأول و ضمنت انها بقت بتاعتي و على اسمي بس بردو على الرغم من انها قريبة بحس انها بعيدة عني اوي
نظر له قائلاً بألم كبير :
ابوها قبل الفرح بيوم حكالي كل اللي حصل معاها و اللي سمعته منه يخليني اعرف ان مهما عملت عمري ما أوصل لنص الحب اللي في قلبها لسفيان ، ده حتى في نومها بتنطق اسمه
ربت كارم على قدمه بمواساة فتابع الآخر بحزن :
حاسس اني في دوامة بحبها بس مش عارف أبدأ بأيه و أعمل ايه ، عايزها ليا يا كارم قلبها و عقلها يبقوا ليا مش ليه ، صعب اتحمل ان مراتي و اللي بحبها تبقى معايا و تفكيرها في غيري
كاد ان يرد كارم لكنه سبقه قائلاً بوجع :
متقوليش انت اللي قبلت ، اه انا قبلت بس كنت أعمل ايه لو رجعت ليه والله ما كنت هتحملها يا كارم
ردد كارم بحزن :
جوازك منها مش ضمان انها بقت ليك ممكن في اي لحظة تقولك طلقني عشان ترجعله ساعتها هتعمل ايه يا بن عمي !!
صمت للحظات فارس و لم يجيب يفكر بما قال هل سيقبل حقاً تركها بعدما حصل عليها أخيراً !!
…….
بعدما غادر جلست تبكي بقوة حزينة على ما فعلت به بدون قصد منها جاءها اتصال من لينا فردت عليها ليأتيها صوتها من الجهة الأخرى قائلة بسرعة :
ميان بسرعة تحطي نفسك في اي عربية و تيجي الجامعة الدكتور غفلنا انهاردة و عمل امتحان مفاجأ عليه أعمال السنة معاكي ساعة إلا
أغلقت معها و تجهزت على الفور تحاول الاتصال بفارس لكنه هاتفه مغلق لذا غادرت مضطرة بعد ان أنتهى الامتحان جلست معهما فسألتها همس بمرح عندما لاحظت شرودها :
مالك سرحانة في ايه ، هو الجواز بيخلي الواحد يسرح كده
رددت لينا بهيام :
عقبالي يارب
رددت همس بمرح :
بكره تقولي يوم واحد من أيام العزوبية
طال صمت و شرود ميان فسألتها لينا بقلق :
مالك يا ميان بجد ، فيه حاجة حصلت
نفت برأسها قائلة بتهرب :
مفيش بس بفكر ازاي هلم اللي فاتني ده كله
رددت همس بهدوء :
هتلحقي متخافيش كل يوم نقعد مع بعض نذاكر و نحاول نلم و ننجز شوية في المنهج و ربنا يستر
اومأت لهما ثم ذهبت تجلب لها قهوة و بعد قليل رددت لينا بصدمة لهمس :
يا نهار أسود !!
رددت همس بضيق :
بتسودي النهار ليه يا بومة !!
لكزتها بذراعها قائلة بخوف :
بصي مين هناك
رددت همس على الفور بصدمة :
يا نهار أسود ، سفيان !!
اقترب منهما فرددت همس على الفور بغضب :
انت جاي ليه هنا و عايز ايه تاني مش كنا خلصنا منك خلاص
زفر بضيق قائلاً بصرامة :
اتكلمي باحترام و بعدين انا مش جيلك انا جاي عشان لينا !!!
ثم التفت للينا قائلاً بهدوء :
ممكن نتكلم مع بعض شوية لوحدنا في الكافية هنا
اقتربت ميان منهما و هي تضع حقيبتها على ظهرها و لم تلاحظ وجود سفيان :
انا لازم امشي دلوقتي هك……
صمتت عندما رأته امامها ردد باشتياق و اعين لامعة :
ميان اخبارك ايه
قبل ان تبدي ردة فعل جاء صوت فارس الحاد من خلفها قائلاً :
ميان !!!
انتفضت مكانها كذلك لينا و همس اقترب منهما قائلاً بهدوء يسبق العاصفة :
خلصتي محاضراتك !!
اومأت له فتابع و خو يقبض على يدها :
يلا خلينا نمشي !!
جذبها و غادر و اعين سفيان تتابعهما بألم ذهبت لينا مع سفيان غاضبة بينما همس جلست مكانها غاضبة منه تود ان تذهب إليه و تدق عنقه من شدة غضبها فيبدوا ان ميان ستدخل بشجار كبير مع فارس بسبب انها رأها تقف معه !!!
ما ان دخلوا من باب المنزل رددت بتوضيح :
فارس مش زي ما انت شوفت هو…..
رد عليها بغضب كبير :
محسساني زي ما اكون اعمى و غبي و مش بفهم ، هتبرري بأيه وقوفك معاه انهاردة
نفت برأسها قائلة :
مش زي ما انت شوفت صدقني هو كان…….
قاطعها قائلاً بغضب و غيرة تتحكمان به :
المرة اللي فاتت قولتي نفس الكلام مش زي ما انت فاهم ، بتتعاملي معايا على اني غبي ، و فوق كل ده خرجتي من غير ما تعرفيني لولا اني همس كلمت كارم جنبي و عرفت انك معاهم في الجامعة
قبض بيده على كتفها قائلاً بوجع :
بعد كل اللي عمله و شوفتيه منه لسه بتحبيه ، طب ليه و عشان ايه عقلك مش بيفكرك كل مرة قلبك يحن ليه باللي عمله فيكي
ردت عليه بغضب و دون قصد و دموع و هي تدفع يده بعيداً عنها :
لو كان عقلي مش بيفكرني مكنتش اتجوزتك !!
كم ألمت كلماتها قلبه رد عليها بغضب و تهكم :
ده على أساس عيشتنا دي تتسمى جواز ، انتي شايفة ان كل واحد يقعد في اوضة و تفضلي حابسة نفسك ليل نهار فيها جواز
غضب تملك منها و هي تراه لا يستمع لها فرددت بغضب و هي تقوم بحل ازاز قميصها :
أنت اتجوزتني عشان كده ، يعني هو ده اللي انت عاوزه حقك
قبض على معصمها مردداً بقسوة من اهانتها له :
لو على حقي فيكي اقدر اخده و مش بمزاجك لأنك مراتي ، بس انا امبارح خدت عهد على نفسي ما اقرب منك تاني
ثم تابع بسخرية مريرة و هو يشير إلى جسدها :
مش هو ده اللي عاوزاه ، يكون هو الوحيد اللي لمسك مش غيره ، بتخافظي على نفسك ليه
دفعها بعيداً عنه و هو ينظر لها بأعين تكاد تصرخ من الألم الظاهر بوضوح بها
فرددت هي بدموع و حزن :
فكرتك غير يا فارس ، مفرقتش عنه حاجة !!!
قالت ما قالت ثم دخلت لغرفتها تغلق الباب خلفها من الداخل بالمفتاح و فعل هو المثل يحطم كل ما تطوله يده من شدة الغضب و الاهانة التي تعرض لها
……..
– خير !!!
قالتها لينا بضيق لسفيان بعدما جلست برفقته بالمقهى الجامعي
تنهد بعمق قائلاً بهدوء :
لينا انا مش هزوق الكلام ، انتي مش طيقاني و ليكي حق الصراحة اذا كنت انا مش طايق نفسي و لا قادر اسامحها ع اللي عملته
ابتلع غصة مريرة بحلقه متابعاً بحزن :
انا كل اللي عاوز اقوله ان فيه دلوقتي بيني و بين كرهك ليا بسبب اللي حصل في صحبتك بسببي عمار ، عمار اللي بتضايق كل ما يشوف ازاي انتي مش متقبلة حد من عيلته لأنه من صغره بيحب لمة العيلة كرهك لينا معناها انك بتحطيه بين نارين يا احنا يا انتي و انا مش عاوز اخليه يكون في الحيرة دي عايزه يكون مبسوط
اشاحت بوجها بعيداً ليتابع هو بحزن :
كل اللي طالبه منك تحاولي تتقبلي وجودي انا فريدة في حياتك عشان خاطر عمار اللي متأكد ان سعادته تهمك و تاني حاجة تسامحيني ع الكلام اللي قولته ليكي قبل كده ساعات الانسان بيكون في غفلة بيعمل كتير اوي حاجات بيكون مغيب فيها و يجي قلم جامد يفوقه زي ما حصل معايا كده
رددت بضيق :
مش عمار بس اللي بيني و بينك انت و فريدة لأ فيه ميان اختي اللي كل ما هشوفك قدامي هفتكر الوجع اللي عاشته بسببك و البهدلة اللي اتعرضت ليها من تحت راسك و خسارتها لحاجات كتير
تنهد بحزن قائلاً بألم :
مهما كانت خسارتها متأكد ان خسارتي أكبر بكتير ، كفاية اني خسرت احترام الكل و حبهم و خسرت نفسي و الاهم من ده كله خسارتي ليها اللي هعيش بيها طول عمري ، كفاية الندم اللي هيفضل ينهش في قلبي طول العمر
صمتت و لم تجيب ليردد هو بصوت مختنق بالدموع التي تلمع بعيناه تهدد بالنزول بأي لحظة :
كل اللي طالبه منك تحاولي و اوعدك لا انا و لا فريدة هنضايقك و على قد ما هنقدر هنقلل فرص احتكاكنا بيكي عشان تكوني مرتاحة
اومأت له بصمت فتابع هو بابتسامة صغيرة :
يمكن متتقبليش مني الكلام ده بس طول عمري نفسي اجوز عمار و يكون ليا اخت كمان بدل اخ ، انا موجود في اي وقت لو احتاجتي مني اي حاجة مش هتردد ثانية اني اساعدك ، و تاني مرة بعتذر منك ع اللي قولته في حقك قبل كده
اومأت له بصمت و قبل ان يقوم سألها بسؤال لم يكن ليستطيع كتمانه و صوت مختنق :
هي ميان مبسوطة مع فارس
اومأت له قائلة بقوة لتثبت له صدق حديثها حتى يبتعد عنه و يظن ان هناك امل في العودة لها :
مبسوطة اوي و هو كمان مبسوط ربنا عوضها اخيرا باللي يستحقها و تستحقه
اومأ لها و الألم يرتسم بوضوح على ملامح وجهه استأذن منها و غادر المكان
بقيت هي تحدق في اثره بشفقة كم من المؤلم ان يعيش الإنسان بشعور الندم طوال عمره تشفق عليه و تقول انه يستحق بالوقت ذاته ، فقد وهب الله عقل لكل انسان ليميز الصواب من الخطأ لكنه اختار ان يكون بلا عقل و سمح لهم بالتلاعب به !!
…….
كان يجلس خلف مكتبه ينظر للفراغ بشرود كم تمنى ان يكون اباً لطفل منها و ما ان يحدث هذا الشيء تنقلب حياتهما رأساً على عقب !!
بتسأل كيف تشك به هو بالأخص هو أكبر من هذا بكثير احبها طوال حياته غفر لها خطئها بحقه قديماً ان كان احداً مشكوكاً بحبه فهو هي ماذا قدمت له بالأساس دائماً ما يأخذ منها الشك و الألم فقط 💔
تنهد واضعاً رأسه بين يديه بحزن اخرجه من دوامة تفكيره طرق على باب مكتبه و ما ان سمح للطارق بالدخول ظهر سكرتيرته الجديدة قائلة بجدية :
مستر قصي في واحدة برا طالبة تشوف حضرتك
سألها بضيق دون النظر إليها :
أسمها ايه !!
– مقالتش بس بتقول ان حضرتك تعرفها
زفر بضيق قائلاً :
دخليها
خرجت و لحظات كانت الأخرى تدخل المكتب في كامل اناقتها و تعمدت ارتداء ملابس تشبه ما ترتديها سيلين قائلة بصوت رقيق و هي تجلس امام مكتبه :
اخبارك ايه يا قصي
رفع رأسه بصدمة من وجودها سرعان ما تحول لامتعاض قائلاً بحدة و هو يتوقف من على مقعده :
جاية ليه تصطادي في المية العكرة و تقولي زعلانة و الشغل بتاعك ده كله عارفه و حافظه
التفتت له فأصحبت تقف امامه مرددة بصراحة :
لأ مش جاية اقول كده يا قصي ، مش هقولك زعلانة عشان مفيش حد في الدنيا فرحان قدي انها بعدت عنك اخيراً
اقتربت منه اكثر قائلة بدموع و ألم :
ليه هي يا قصي خدت منها ايه عشان تحبها كده و انا قدامك علطول بعشقك و بعشق التراب اللي بتمشي عليه و كل اللي هتطلبه مني هعمله انما هي حبيتها ليه و كل اللي خدته منها وجع
جلس بمكانه بوجع اليس هذا كا كان يواجه به نفسه قبل ان تأتي إليه هو دوماً من يعطي بتلك العلاقة ماذا عنها هي لما دوماً الإنسان لا يحب إلا من يجلب له الألم و الحزن في حين ان هناك من يتمنى منك نظرة فقط !!
اقتربت منه تحاوط وجهه بين يديها مستغلة حالة التيه المسيطرة عليه قائلة بتوسل :
حبني ربع الحب اللي بتحبه ليها بس يا قصي و انا أعيش خدامة ليك طول عمري انا في حياتي كلها ما حبيت قدك و لا عاوزه أحب غيرك انا من يوم ما وعيت ع الدنيا قلبي ملك ليك انت و بس و رهن إشارة منك
نظر إليها بتوهان و عقل مشتت لتتجسد امامه صورة سيلين بدلاً منها ليجد نفسه يدفعها للحائط خلفها يقبلها بقوة قبلة قوية ينتقم بها منها على الألم الذي تسببه إليه دوماً 💔
مرت دقائق قليلة جداً و كان سفيان يفتح باب مكتبه شاعراً بالصدمة عندما رأي الحماقة التي يرتكبها ابن عمه فردد بحدة و غضب :
قصي انت بتعمل ايه !!
ابتعد قصي عنها مصدوماً بينما هي كانت في اشد سعادتها عندما فعل ذلك و ظن عقلها الاحمق انها استطاعت التأثير عليه
جذبها سفيان بقسوة يليقها خارج المكتب ثم دخل مغلقاً الباب خلفه ينظر لابن عمه مصدوماً
سأله سفيان بصدمة :
ليه عملت كده يا قصي ، ليه !!
تنهد قائلاً ببرود و كبرياء :
مش انا خاين خليني بقى اوريها الخيانة على حق
جذبه سفيان من مقدمة ثيابه قائلاً بغضب :
تثبت ايه و زفت ايه بدل ما تفكر في ابنك ، ابنك اللي لازم يجي ع الدنيا يلاقي ابوه و امه مع بعض
صرخ عليه قصي بغضب :
ارجعلها عشان ابني طب و اللي عملته فيا
رد عليه سفيان بغضب مماثل :
ترجعلها عشان بتحبها و بتحبك ، ترجعلها عشان ابنك ، ترجعلها عشان انت غلط زي ما هي غلطت
صرخ عليه قصي بغضب كبير :
انا مغلطتش معاها في حاجة بالعكس دايما هي اللي بتغلط و انا بتحمل غلطها ، دايما انا اللي بدي في العلاقة دي ، سيلين دايماً معيشاني معاها في قلق مش واثق فيها
تنهد سفيان قائلاً بهدوء :
اللي حصل لسيلين من راغب زمان و طلاقها و كلام الناس اللي كانت بتسمعه و اللي عملته فيك زمان طبيعي تفقد الثقة في نفسها و انك متستاهلهاش عشان كده طبيعي انك تكون متوقع ده يحصل منها المفروض كان دورك تطمنها مش تقولها الكلام ده
كاد ان يتحدث قصي فتابع سفيان سريعاً :
هي كمان غلطانة يا سيدي اتسرعت في حكمها و ما استنتش تسمع منك و نسيت كل اللي عملته و غلطت في الكلام اللي قالته ليك
تنهد قائلاً بهدوء :
غلط و هي غلطت روح ليها و اتفاهموا و حلوا مشاكلكم سوا اسمع منها يا قصي و فكر في ابنك
ردد بصوت مختنق :
متعملش زي يا بن عمي
ضرب قصي المقعد بقدمه قائلاً بغضب و صرامة :
مش مبرر مش قادر اقتنع باللي بتقوله ، و لو اقتنعت مش هقدر اسامحها ع الكلام اللي قالته ، سامحت أول مرة بصعوبة لكن دلوقتي مش قادر و لا حتى عشان خاطر ابني المرة دي هشتري كرامتي يا سفيان مش عايزها !!
……
مرت ثلاثة ايام و كلاهما يتجاهل الاخر هو يعود ثم يدخل لغرفته على الفور و لا يخرج منها سوى للضرورة و هي نفس الشيء يوصلها صباحاً لجامعتها بصمت و يعود يوصلها ثم يعود لعمله
هاتفتها لينا مساء اليوم و ما ان علمت ان الخصام بينهما مازال مستمر نصحتها برفق :
ميان حبيبتي كده مينفعش المشكلة مش هتتحل بالتجاهل روحي اتكلمي معاه و قوليله ايه اللي ضايقك منه و ان مكنش قصدك ، الموضوع خد اكبر من حجمه كان يوم ما اسود يوم ما فكر يجيلي الجامعة يتكلم معايا ، كان جاي عايز يصلح العلاقة معايا عشان اخوه فبوظ علاقتك مع فارس !!
تنهدت ميان بحزن ما ان اغلقت معها الهاتف و بعد نصف ساعة من التفكير حسمت امرها يجب ان تتحدث معه لينا محقة بالأخير هي مدينة له باعتذار عن ما حدث ذلك اليوم !!
بخطوات مترددة كانت تذهب لغرفته تطرق باب الغرقة و ما ان سمح لها بالدخول دخلت لتجده يجلس على الفراش يقوم بالعمل على حاسوبه اقتربت منه قائلة بتوتر و هي تراه يعتدل و يبعد الحاسوب بعيداً لكنه لا ينظر إليها :
عايزة اتكلم معاك ممكن
اومأ لها بصمت فجلست بجانبه على الفراش تأخذ نفساً عميقاً قبل ان تقول بجدية :
كلامي ليك على فكرة كان من غضبي منك ، بس مكنش قصدي اقوله
التفت إليها قائلاً بتهكم :
المفروض مين اللي يغضب من مين انا عايز افهم !!
رددت بخزى من نفسها :
انا عملت حاجات غلطت عارفة بس كلن ليا حق اتضايق لما اقولك اسمعني و متسمعنيش
تنهدت بحزن ثم رددت :
كنت متضايقة عشان افتكرته ، ازاي كنت بحكي ليه بس مكانش بيصدقني و احياناً مكنش بيسمع مني ، اتضايقت لما انت عملت زيه و فضلت تلوم فيا
ردد بضيق من نفسه:
انا عارف اني غلطت في الحتة دي بس غلطي ده مش معناه انك تقول……
قاطعته مرددة بخزى :
يوم ما كان اهلي و اهلك هنا لما قولتلك متلمسنيش مكنش قصدي اي اهانة ليك
كور قبضة يده بغضب لا يخمد بداخله بسبب ذلك الموقف المهين له لاحظت هي ذلك فمسكت يده بحرج قائلة بحزن و صوت مختنق و اعين تلمع بالدموع :
اللي حصل اني افتكرت الليلة دي و الكلمة كنت بقولها ليه لما افتكرت اللي حصل ، غصب عني يا فارس مش قادرة انسى اللي حصل يومها
شدد بيده على يدها التي تمسك يده كمواساة فتابعت بحزن :
في اللحظة اللي انت قربت فيها مننا هو كان لسه مقرب كمان مكلمنيش ولا كلمة ولا انا كمان كلمته و مش عاوزه هو كان جاي للينا يتكلم معاها هي و طلب يقعد معاها يتكلموا سوا موجهش ليا اي كلمة قبل ما اسيبهم و امشي لقيتك جيت
ردد بعتاب و قلبه يتألم :
عشان كده بترددي اسمه و انتي نايمة !!
نظرت له بتعجب فتابع هو بعد صمت :
يوم ما نمنا هنا سوا صحيت الصبح على صوتك و انتي بترددي اسمه في نومك
نزلت دموعها قائلة بوجع :
متفسرش الحاجة من غير ما تسألني يا فارس مش كل حاجة بتكون زي ما بنشوفها و نسمعها ، اسمه بردده و انا نايمة مش حب ، دي كوابيس بتطاردني كل ليلة بسبب اللي حصل ، انا مش بحبه و مش هينفع افكر فيه تاني زي ما كنت الأول عشان مفيش حد بيحب اللي دبحه و عيشه الوجع ده كله ، الشعور الوحيد اللي بحس بيه ناحيته هو الكره
رفع يده ليزيل دموعها لكنه انزلها سريعاً قبل ان تلمسها متذكراً عهده انه لن يلمسها بعد الآن الا حين تطلب هي ذلك لكنها تمسكت بيده قبل ان ينزلها قائلة باعتذار :
متزعلش مني و حقك عليا اللي حصل مني يومها تصرف وحش جدا بس والله كان غصب عني ، السبب مش منك انت
ثم تابعت بخزى من نفسها :
كمان لما رديت عليك يوم ما رجعنا من الجامعة كنت متضايقة عشان مسمعتنيش ، عارفة ان ده مش مبرر للي قولته و ان مكنش يصح اقول كده ، حقك عليا متزعلش مني عارفة ان غلطي كبير….
قاطع حديثها يده التي امتدت تزيل دموعها برفق قائلاً بابتسامة صغيرة :
خلاص يا ميان انا مش زعلان
نظرت له بشك قائلة :
بجد و لا كلام و خلاص ، لو لسه زعلان مني قول و هيكون معاك حق
ابتسم قائلاً بصدق :
وحياتك عندي مش زعلان بس المهم انتي متكونيش لسه زعلانة مني ، حقك عليا و بعد كده وعد هسمعك الأول قبل ما اتكلم ، اصلي مش قد كلامك القاسي ده يخربيت اللي يزعلك يا شيخة
قال الأخيرة بمرح فضحكت بقوة تمد يدها له قائلة :
خلاص صافي يا لبن
صافحها قائلاً بابتسامة جميلة :
حليب يا قشطة
نظر لها مطولاً نظرة كانت تحمل الكثير رأت فيها حاجته إليها رأت كيف يكور قبضة يده يمنع نفسه من عناقها توقفت قائلة بابتسامة صغيرة :
هسيبك تخلص شغلك بقى ، تصبح على خير
قالت الأخيرة ثم غادرت و تركته ينظر لاثرها بابتسامة واسعة تزين ثغره و هو يتابع عمله على الحاسوب بذهن مشتت بالتفكير بها !!
…..
ذهبت لغرفتها هي الأخرى تبتسم بسعادة و كأن جبلاً قد ازيح من فوق قلبها لم تكن تعلم انها يعز عليها حزنه منها ، كان الأمر في غاية البساطة لو تعلم هكذا لكانت حلت الخلاف بيومها !!
بدلت ثيابها للنوم ببجامة سوداء حريرية كما تفضل دوماً و ما ان دخلت لفراشها داهمتها نظراته و قارن عقلها على الفور بينه و بين سفيان سرعان ما طردن تلك الأفكار بعيداً و خرجت من فراشها بخطوات مترددة نحو غرفته طرقت الباب فسمح لها بالدخول
أغلقت الباب خلفها بحرج قائلة بخجل :
هنام هنا انهاردة ممكن
اومأ لها بنعم على الفور و هو لا يصدق ما يسمع صعدت بجانبه على الفراش كان الاثنان يجلسان بجانب بعضهما سألها بابتسامة واسعة سعيدة :
بتنامي في النور مطفي و لا والع !!
رددت بحرج و خجل شديد :
مش بعرف انام في النور لكن لو انت بتحبه خليه زي ما تحب ، براحتك
رد عليها بابتسامة و هو يغلق الضوء بجانبه :
أنا كمان بحب انام في الضلمة
اومأت له مدد الاثنان جسدهما على الفراش مرت دقائق عليهما في صمت و توتر حتى حسمت ميان امرها ستفعل ما جائت لأجله لن تتراجع
مسكت ذراعه و هو يراقبها بصدمة و تعجب كيف ابعدت ذراعه و اندست بين احضانه تضع رأسها على صدره و جعلت يده تحاوطها مرددة بصوت خفيض خجلة مما فعلت :
تصبح على خير يا فارس
سعادة غمرت قلبه من فعلتها و تعالت دقات قلبه و من المؤكد انها استمعت لها حاوطها بذراعه مردداً بحب و هو يضع قبلة صغيرة على رأسها :
وانتي بخير ، يا حبيبتي
قال الأخيرة بداخله بينما هي ابتسمت بخفوت كان الغرض من مجيئها هنا اعتذار على ما فعلت و بنفس الوقت تعطيه العناق الذي رأت كم يريده بعيناه !!
……
– صباح الخير
قالتها ميان بابتسامة صغيرة خجولة و هي ترى فارس يقف بالمطبخ يحضر طعام الافطار
رد عليها الصباح ثم قال :
صباح الخير يا سكر يلا حطي الاكل ع السفرة
اومأت له و بدأت بتحويل الطعام على الطاولة ثم جلست و جاء هو فرددت بحرج :
كنت صحيني احضره انا
ردد بابتسامة جميلة :
انا حضرته و خلاص مفرقتش مين اللي عمل المهم ان احنا بنفطر دلوقتي !!
اومأت لها فبدأت تتناول طعامها بصمت و هو يتأملها من حين لأخر بابتسامة عاشقة
ما ان انتهوا توقف قائلاً :
هشيل الأكل و أعمل حاجة نشربها ، تشربي ايه !!
رددت بحرج :
ارتاح انت انا هشيل و أعمل حاجة نشربها
نفى برأسه رافضاً و فعلت هي المثل فردد بتسويف :
خلاص هشيل انا الأكل و اعملي انتي حاجة نشربها ،
اومأت له قائلة :
تحب تشرب ايه !!
رد عليها و هو يوليها ظهره :
قهوة مظبوط
بعد دقيقتان دخل خلفها المطبخ ليجدها تقف على اطراف اصابعها تحاول جذب علبة القهوة من الرف العلوي لكنها لا تصل له كان يقف خلفها يبتسم بزاوية شفتيه و ما يأست من ان تصل له تراجعت للخلف فاصطدمت بظهرها في صدره كادت ان تبتعد لكنه تمسك بخصرها و بخفة رفعها لأعلى فالتقطت ما تريد انزلها ببطيء و هو يشتم رائحة الياسمين المنبعثة من خصلات شعرها بهيام !!
ابتعدت بعيداً عنه بخجل و حرج شديد و بدأت بصنع المشروبات بينما هو بقى مكانه للحظات ثم خرج للخارج ينتظرها لتأتي
مرت دقائق طويلة و كانت قد جاءت و جلست بجانبه على الاريكة تسأله :
انت معندكش شغل انهاردة !!
رد عليها بابتسامة :
عندي أكيد بس متأخر شوية ساعة كده و هقوم أجهز
اومأت له قائلة و تلتقط كوب مسحوق الشوكولاته الساخن الذي صنعته لنفسها :
خلاص هنزل في طريقك اروح اشوف ماما و بابا و بعدها هطلع الجامعة عندي محاضرة متأخرة شوية هبقى اروح انا و لينا مع بعض
اومأ لها بنعم و هو يرتشف القهوة مردداً بتلذذ :
تجنن تسلم ايدك
ابتسمت بخجل و سعادة كأي انثى تسعد عند سماع المدح من الآخرين نظر لساعة يده قائلاً :
اللي هتساعدنا في البيت هتوصل كمان نص ساعة متخافيش هي موثوق فيها و انا مجربها قبل كده عرفيها المطلوب منها قبل ما ننزل
تعالى رنين جرس المنزل ذهب ليفتح ليتفاجأ امامه بخالته و ابنتها ردد بتعجب :
خالتي !!!
اومأت له قائلة بابتسامة متكلفة :
اه خالتك يا حبيبي مالك مصدوم كده ، لو مش مرحب بيا انا و بنت خالتك نمشي
نفى برأسه قائلاً بتهذيب :
متقوليش كده يا خالتو ، البيت بيتك اتفضلوا !!
دخلت خالته للمنزل و خلفها ابنة خالته التي تدعى بسمر تعجبت ميان من دخوله خلف تلك السيدتان توققت مكانها تنظر له بتساؤل و لم ترتاح لنظرات الاثنتان المتفحصة لها من أعلى لأسفل
طلب منهم الجلوس قائلاً بهدوء و هو يحاوط خصر ميان التي جلست بجانبه بعدم فهم :
اقدملك يا حبيبتي خالتي شهيرة و بنتها سمر و حضرتها تبقى مراتي و حبيبتي ميان
ردت شهيرة بعده بمكر و هي تنظر لميان :
خالته و حماته سابقاً يا حبيبتي
كور فارس قبضة يده بضيق في الخفاء لكنه كان ينظر إليها بنفس الهدوء ثم مال على ميان قائلاً بضيق من نظراتهم التي لا ترحمها :
ادخلي غيري هدومك
اومأت له بصمت حيث كانت لا تزال ببيجامتها السوداء الحريرية منذ الأمس استأذنت منهما ثم غادرت و ما ان دخلت للغرفة رددت شهيرة بعتاب :
كده بردو يا فارس تروح تتجوز واحدة غريبة متعرفش اصلها من فصلها و يا عالم يمكن يكون وراها بلاوي و تسيب بنت خالتك مراتك اللي كان اولى ترجعلها !!
ردد بضيق و غضب :
خالتي البيت ده بيت مراتي و انتي قاعدة فيه دلوقتي يبقى من الاصول انك تحترمي صاحبته ، مراتي مفيش في اخلاقها و انا بندم اني اتعرفت عليها متأخر ، يارتني شوفتها قبل بنتك اللي ربنا كان رحيم بيا اني طلقتها و خلصت نفسي من الهم اللي كنت عايش فيه معاها
ردت خالته عليه بحدة :
فارس اتكلم معايا بأدب و خد بالك من كلامك على بنتي مش هسمحلك
رد عليها بصرامة :
زي ما انتي بتدافعي ع اللي يخصلك و مش قابلة عليه الغلط ، انا كمان زيك يا خالتي ميان مراتي تخصني انا و هي واحد اللي يزعلها كأنه زعلني و انتي عرفاني من زمان بندم اي حد بيفكر يزعلني او يجي ع اللي يخصني !!!
تدخلت سمر قائلة بضيق :
خلاص يا فارس مكنتش كام كلمة ماما قالتهم من ضيقها هي كان قصدها ان الأولى ترجع انجي و تصلح العلاقة معاها ، هي أولى من الغريب…..
قاطعها قائلاً بصرامة :
تقصد او ما تقصدش مش هسمح بأي تلمحيات او غلط في مراتي و اظن كلامي مفهوم كويس
اومأت له بضيق و غيظ كبير كذلك خالته التي صمتت بكمد خرجت ميان من الغرفة ترتدي بنطال جينز و تعلوه كنزة شتوية ذات لون زهري نظرا لبرودة الجو هذه الأيام
تفحصتها سمر و شهيرة بامتعاض بادلتهم ميان النظرات بابتسامة مجاملة و لم ترتاح ابداً لكلتاهما نظرت لساعة يدها قائلة بصوت خفيض لم يسمعه سواهما فقط و اعين الاثنتان تراقبهما :
ادخل انت أجهز على ما اقدم حاجة ليهم
اومأ له ثم استأذن منهما و غادر فسألتهما ميان :
تحبوا تشربوا ايه !!
رددت شهيرة بامتعاض و هي ترمقها بغيظ و غل :
شاربين يا حبيبتي
ردت عليها ميان ببرود :
زي ما تحبي حضرتك
رددت سمر بخبث :
غريبة ان فارس سايبك كده بشعرك اصله بيحب البنت المحجبة ده لبسه لأنجي اختي غصب
كانت تستمع لها ميان بوجه خالي من التعابير فتابعت شهيرة حديث ابنتها بخبث :
تلاقيهم بس عشان لسه متجوزين قريب ، نصيحة مني يا حبيبتي انا زي مامتك متتعلقيش بفارس اوي اصله بيحب انجي و ناوي يرجع لها
اومأت سمر قائلة بحزن واهي :
مظبوط كل الحكاية انه بس اتجوزك عشان يغيظها كنوع من العقاب يعني ، اصل الاتنين بيحبوا بعض اوي لولا بس الشيطان دخل بينهم بس طبعا انتي عارفة ان كل اتنين بيبحوا بعض مسيرهم في الآخر يرجعوا لبعض
تابعت شهيرة بمكر :
لو تشوفيهم مع بعض قد ايه حلوين و فيه انسجام بينهم ، فارس طول عمره بيحبها و بيرتاح ليها
ضحكت ميان بسخرية و هي ترفع احد حاجبيها و تضع قدم فوق الأخرى تراقب الاثنتان واحدة تغني و الأخرى ترد عليها
رددت سمر بحزن و مكر :
انتي ساكتة ليه اوعي تكوني زعلتي يا حبيبتي ، احنا بس قصدنا ننصحك و تزعلي دلوقتي أحسن ما تزعلي بعدين !!
رددت ميان ببرود :
هزعل من ايه ، انا واثقة في جوزي هو خدني من بيت اهلي و كان قد الكلمة اللي عطاها لابويا انه يحافظ عليا ، ثم يعني حضرتك سؤال لو هو مرتاح مع بنتك و بيحبها اوي كده مرجعش ليها ليه
رددت سمر بغيظ :
ما قولنا عشان يعقابها بعد ما الشيطان دخل بينهم و اضطر يطلقها !!
ضحكت ميان بخفوت قائلة بتهكم و تصنع التفكير :
بجد و هو لسه فاكر يعاقبها بعد طلاقهم بكل السنين دي طب ازاي قلبه استحمل يبعد عنها كل المدة دي طالما بيحبها
رجعت بظهرها للخلف قائلة بمكر :
بيتهيألي حضرتك كان لازم تشوفي فكرة أحسن من دي عشان تشككيني في جوزي قبل ما تيجي هنا
رددت سمر بغضب :
انتي بتقولي ايه يا بتاعة انتي اعرفي انتي بتقولي ايه و لمين !!
ضحكت ميان قائلة بتهكم :
والله انا عارفة انا بقول ايه و لمين بس انتوا اللي شكلكم لسه مش عارفين بتكلموا مين
اشارت لهما ثم تابعت بتهكم :
بلاش تستخفوا بذكائي ، حضرتك بتغني و بنتك بترد عليكي و جاين عشان تخربوا بيتي و تشككوني في جوزي ، وانا بقى موتي وسمي خرابين البيوت !!
جاء فارس بتلك اللحظة قائلاً بتساؤل :
بتتكلموا في ايه !!
كادت سمر ان تخبره ما قالت زوجته و تشحنه ضدها فرددت ميان بمكر :
مفيش يا حبيبي ده انا كنت بتحايل عليهم يشربوا حاجة بس قالوا شاربين و لازم يمشوا عشان متأخرين
جزت سمر على اسنانها بغيظ كذلك شهيرة التي قالت بابتسامة زائفة :
فعلا اتأخرنا و لازم نمشي يا فارس ، انا بس كنت جاية ابارك ليك و لعروستك و اعزمكم على فرح علي ابن خالتك يوم الخميس و الدعوة اهي اتفضل فيها العنوان
ثم تابعت باعتذار :
زي ما انت عارف مشغوليات الفرح بتبقى كتيرة مشغول ع الآخر لولا كده كان هيجي معانا انهاردة مش هيتأخر عليك
اومأ لها فارس قائلاً بهدوء :
مبروك يا خالتي ربنا يتممله على خير
شكرته بابتسامة متكلفة ثم غادرت برفقة والدتها و كلتاهما تشتعلنان من شدة الغيظ التفت فارس ينظر لميان مطولاً فخجلت من نظراته ضحك بخفوت قائلاً بمشاكسة :
هو بعد حبيبي اللي قولتيها من شوية دي ، يبقى فيه كسوف يا سكر !!
نظرت لساعة يدها قائلة بتهرب :
على فكرة هنتأخر هي مش المفروض الست توصل من شوية و لا ايه !!!
اومأ لها برأسه قائلاً :
المفروض اه بس تلاقي الطريق زحمة
اومأت له بصمت لحظات و تعالى رنين جرس المنزل ذهب ليفتح و بعدها دخل إليها و خلفه سيدة تبدو انها في الاربعين ذات وجه بشوش تدعى ” رضا ”
استقبلتها ميان بابتسامة جميلة و بدأت تخبرها الاشياء التي تقوم بها بعدها غادرت برفقة فارس الذي يتأملها طوال الطريق بحب
……
في نهاية اليوم ذهب ليأخذها من الجامعة و بطريقهم سألته بتعجب :
ده مش طريق البيت احنا رايحين على فين !!
رد عليها بابتسامة و غزل :
مش فرح ابن خالتي بعد كام يوم ، هنشوف فستان حلو لما تلبسيه يحلو اكتر و بدلة ليا و لو ناقصك اي حاجة نشتريها و نجيب اللي ناقص البيت
اومأت له بخجل من غزله فابتسم عليها بعد وقت كان تمشي بجانبه داخل أحد المولات الكبيرة دفعها برفق لداخل أحد المتاجر الخاصة بالفساتين
توقفت أمام احد الفساتين ذو اللون الأبيض بدون أكمام ينزل باتساع لأسفل و مرصع بحزام رفيع يتدلي منه نجوم لامعة باللون الذهبي لا يشوبه شائبه لكن عيبه الوحيد انه ظهره من الخلف بأكمله مكشوف و عبارة عن عدة خيوط رفيعة معقودة على هيئة انشوطة وقف بجانبها فرددت بأعجاب :
حلو اوي و لونه كمان جميل
ابتسم قائلاً بمشاكسة :
هو من ناحية حلو فهو حلو بس لو هتلبسيه ليا لوحدي انما لو عايزة تمشي بيه كده فهو ممكن بس في حالو واحدة بس
نظرت له بتساؤل فردد بسخرية :
في حالة لو ماشية مع سوسن يا روحي
ضحكت بخفوت قائلة :
مش هقبل امشي بيه أصلاً بس شكله عجبني اوي
اومأ له بصمت فبدأت تشاهد غيره حتى وقعت عيناها على فستان آخر ذو لون اسود كادت ان تقترب منه فسبقها فارس قائلاً بسخرية :
كفاية أسود من ساعة ما شوفتك دايما لابسة فساتين سودا ماعدا يوم فرحنا الحمد لله قدر و لطف كنتي لابسة ابيض
ضحكت بخفوت قائلة :
بحب اللون الأسود في الفساتين و بعدين أول اشوف رجالة مش بتحب اللون الأسود
ضحك قائلاً بفخر :
نحن نختلف عن الاخرون يا حبيبتي عندك انا مثلا بحب اللون الأبيض هو بحب الأسود اه بس الأبيض في القمة عندي
رددت بخجل دون النظر له و هي تتفحص احد الفساتين المعلقة :
الأبيض حلو و بيليق عليك اصلاً
ابتسم بتوسع و تابع الاثنان البحث عن فستان لها ليستقروا بالأخير على فستان ذو لون زهري فاتح فاتح طويل و بحمالات عريضة مزينة بورود جميلة كان بسيطاً و رقيقاً جداً
عندما جاء ليحاسب تفاجأت بالعاملة تضع الفستان الذي اعجبها قطبت جبينها قائلة :
احنا اختارنا الفستان ده بس مش…..
قاطعها قائلاً بابتسامة :
انا قولتلها تجيبه مع ده
صمتت لحين خرجوا من المتجر فسألته بتعجب :
انا مش هلبسه اصلا يا فارس ، ليه اشتريته !!
ردد بابتسامة حب :
كفاية انه عجبك
صمتت بخجل و مشت بجانبه بصمت ، ليأتي الدور عليه كان ينتقي بدلة خاصة به و بالرغم انه كان يريد اختيار قميصاً ذو لون أزرق داكن عدل عن اختياره و أختار ذو لو أبيض انتقى بعدها عدة ملابس له و كذلك فعلت هي و بعدها ذهب الاثنان للسوبر ماركت ينتقوا بعض الأغراض الناقصة للمنزل
جلس بجانبها بأحد المطاعم يتناولون الطعام فسألته بفضول :
هي طليقتك يا فارس كانت محجبة
اومأ لها قائلاً بتعجب :
اه بتسألي ليه !!
حركت كتفيها قائلة بنبرة عادية :
فضول مش اكتر
ثم تابعت بتساؤل :
طب انت اللي اجبرتها تتحجب لأنك بتحب مراتك تكون محجبة !!
تنهد قائلاً بهدوء :
اكيد لأ انجي متحجبة اصلاً من قبل ما نتجوز والدها الله يرحمه متشدد شوية في الأمور دي لدرجة انه خلالها تتحجب و هي في ابتدائي رغم اننا حاولنا معاه كتير بس مفيش فايدة
سألته بتوجس :
يعني انت مفرضتش عليها الحجاب
تنهد قائلاً بابتسامة ليطمئنها :
ميان في أمور مينفعش فيها الاجبار ، هو اه انا حابب جداً ان مراتي تكون محجبة ، بس الحجاب لازم يكون عن اقتناع من جوه البنت مش حد يفرضه عليها يعني مثلاً أنا كنت في الجامعة بشوف بنات تلبس الطرحة و هي مروحة و طول اليوم بشعرها و لا كأنها في حنة بنت خالتها ده ليه بقى عشان هي انجبرت عليه فبالتالي مش مقتنعة بيه
اومأت له بأبتسامة صغيرة و قد تأكدت من نوايا تلك المرأة انها تكذب فقد استمعت لحديثها مع فارس في الخفاء و كيف تحدثت عنها و تلومه لأنه فضلها على ابنتها و لم يعود إليها !!
بعد وقت كان الاثنان يدخلون من باب المنزل اخذت منه الحقائب الخاصة بها و دخلت لغرفتها قائلة له بابتسامة جميلة اسرت قلبه :
اليوم كان جميل اوي يا فارس انبسطت جداً ، تصبح على خير
كم اراد ان يخبرها انه جميل لأنها كانت جزءاً منه لكنه اكتفى بتمني ليلة سعيدة لها ثم دخل لغرفته يرتمي بجسده على الفراش يحتضن الوسادة التي تحمل رائحتها الجميلة !!!
كم تمنى ايضاً ان تأتي اليوم ايضاً تشاركه ذلك الفراش البارد و تضع رأسها على صدره تستمع لدقات قلبه الذي تملك نبضاته
…….
جاء يوم الزفاف في المساء
خرج من غرفته و هو يرتدي ساعة يده ليتجمد جسده بأكمله عندما رأها تخرج من غرفتها بطلتها التي تسلب الانفاس من رقتها و جمالها و خصلات شعرها التي صففت بعناية و تنساب بنعومة خلف ظهرها و زينته بسلسال ماسي رفيع و لمحة خفيفة من مستحضرات التجميل
عندما طال صمته و تحديقه بها سألته بتوتر :
شكلي مش حلو و لا ايه !!
ابتلع ريقه بصعوبة مردداً بهيام و هو يقترب منها حتى أصبح يقف امامها :
ما قولتهالك قبل كده ، في جمالك مشوفتش
تحاشت النظر النظر له بخجل فمسك يدها برفق يجذبها خلفه لغرفته فسألته بتعجب :
فارس انت واخدني على فين !!
لم يرد عليها فقط جعلها تقف امام المرآة و هو خلفها يخرج من جيب سترته علبة قطيفة سوداء ليظهر بداخلها قرط جميل ماسي ازال ما ترتديه ثم البسها اياه ببطيء متعمداً النظر لداخل عيناها في المرآة حتى خجلت منه و تحاشت النظر إليه
ابتسم عليها قائلاً ما ان انتهى يمد يده إليها حتى تتمسك بها :
نمشي
اومأت له بابتسامة جميلة و هي تضع يدها بيده فجذبها برفق للخارج و عيناه لا تتوقف عن النظر إليها و قد فتنته بسحر جمالها
…….
كان الزفاف كبيراً يضم افراد عائلته بأكملهم تفاجأت ميان بوالديه و ابن شقيقته الصغير حضروا فقد جاءوا من السفر على الزفاف مباشرة
قام الاثنان بتهنئة العروسين ليشاكسه ابن خالته ” عمرو ” بصوت خفيض :
شوف يا اخي بالرغم ان انجي اختي بس شكلك هتكون موفق في الجوازة دي ، طول عمرك بتقع واقف حظك بس خاب مع اختي
لكزه فارس بذراعه بغيظ ثم جذب ميان و التفت ليغادر ليتفاجأ هو و هي امامهم بسفيان يقف خلفهم صافحه عمرو مردداً بابتسامة واسعة :
نورت الفرح يا عم سفيان عاش من شافك
نظر فارس لابن خالته بغيظ و غضب كبير ليعرفهم على بعضهم قائلاً :
فارس الحسيني ابن خالتي و مراته ميان و حضرته يبقى سفيان العزايزي فيه بينا شغل كتير من زمان !!
حاوط فارس خصر ميان مقرباً اياها منه و هو ينظر لسفيان بغيرة كبيرة كذلك يفعل الآخر وضعت ميان يدها على يد فارس التي تحاوط خصرها تبتسم له متجاهلة النظر لسفيان الذي يركز بصره على يد الآخر التي تحاوط خصرها يريد قطعها
جاءت والدة فارس من الخلف عندما لاحظت حرب النظرات بينهما و الجو الذي اصبح مشحوناً قائلة بمرح و هي تجذب ميان نحوها :
هاتلي مرات ابني القمر دي اعرفها على باقي قرايبنا دي من ساعة ما دخلت و عنيهم هتاكلها ، ما شاء الله عليها زي القمر
غادر فارس معهما و عمرو متعجباً مما حدث و لا يفعم شيئاً الاثنان و كأنهما بحرب و سيقتلان بعضهما
كور سفيان قبضة يده بغل و غيرة كبيرة و هو يراها تتجول معه بالزفاف هنا و هنا و تبتسم بسعادة
كان يقف بجانب والديه و خالته فاقتربت منه سمر قائلة بمكر لفارس متجاهلة ميان تماماً :
منور الفرح يا فارس
جذب فارس ميان من خصرها لتكون قريبة منه مردداً بنظرات محبة و قد تعمد اغاظة الأخرى لأنها تجالهت زوجته :
انا بنور دايماً بنور مراتي فلو الفرح منور بيا زي ما بتقولي يبقى الفضل ليها
كانت انجي قد جاءت و استمعت لما قال فأقتربت منه مرددة بصوت رقيق معاكساً للغيرة التي تنهش قلبها و الحقد تجاه ميان :
فارس ليك واحشة
ثم اقتربت منه تقبل وجنتيه برقة فابتعد على الفور بعدما باغتته بتلك القبلة بينما ميان رفعت حاجبيها بصدمة من جراءة الأخرى
رددت والدة فارس بضيق :
ميصحش كده يا انجي ، فارس مبقاش جوزك عشان تبوسيه كده احترمي ان احنا واقفين و احترمي الحجاب اللي انتي حطاه على راسك
ردت عليها انجي بمكر :
مش قصدي يا خالتو انا بس متعودة على كده من زمان و بعدين فارس أكيد عارف اني مقصدش و ان اللي حصل تعود مش اكتر إلا بقى لو مراته بتتضايق
ثم نظرت لميان قائلة بحزن زائف :
متزعليش نفسك يا حبيبتي بس خليكي عارفة ان اللي حصل ده بس عادي مش قصدي حاجة كده و لا كده فارس مبقاش جوزي اه بس ابن خالتي في الأول و الأخر
ضحكت ميان بسخرية و لم تجيب عليها بل ركزت نظراتها داخل عيناها بقوة ثم نظرت لحذائها فتوترت الأخرى و شعرت بالارتباك قائلة :
انتي بتبصيلي كده ليه هو كلامي مش عاجبك ، اتضايقتي منه
ضحكت ميان بسخرية قائلة لفارس متجاهلة الأخرى تماماً مما اثار حنقها و غيظها :
تيجي نرقص الأغنية دي تحفة اوي
اومأ لها و هو يبتسم بزاوية شفتيه و قد فهم ما تحاول فعله فجذبها من خصرها للمكان المخصص للرقص يحاوط خصرها بيديه و هي بدورها احاطت عنقه بيديها تتمايل معه على انغام الموسيقى
ردد فارس بصوت خفيض هائم و هو ينظر لداخل عيناها الجميلة :
سبحان من خلق الجمال و جَملك ♡
ابتسمت بخجل و هي تنظر للأسفل ليجد نفسه بتلقائية يقبل جبينها بحب لم تمانعها ميان كاذبة ان قالت ان بداخلها تريد اثارة غيرة الآخر و جعله يشعر بالقهر كلما رأها سعيدة و انها تخطته تريده ان يتألم مثلما جعلها تتألم
سعيدة و هي ترى بطرف عيناه كيف يعلو و يهبط صدره بانفعال متمالكاً نفسه بصعوبة لكن سعادتها معكرة حيث يتعالى ذلك الصوت بداخلها يخبرها ” ما ذنب فارس ” !!
كان هناك العديد من العيون تتابعهم بغيرة و حقد من بينهم سفيان الذي اخذ يضغط على الكأس بيده حتى انكسر و بدأت الدماء تنساب من بين يديه يريد ان يغادر لكنه ان غادر لا يعرف متى سيراها و قد بلغ اشتياقه لها عنان السماء ان اراد رؤيتها عليه ان يتحمل النيران المشتعلة بصدره و هو يراها برفقة ذلك الحقير من وجهة نظره فقد اختطفها منه
ضحك بسخرية مريرة الزمن يعيد نفسه كل ما فعله بها قديماً يرد له الآن اضعافاً مضاعفة
بعد ان انتهت الرقصة ذهبت لتجلس برفقته لكنها توقفت ما ان استمعت لأحدهم ينادي عليها التفت الاثنان لتتفاجأ بأخر شخص متوقع رؤيته هنا :
اياد !!!!
اومأ لها قائلاً بابتسامة واسعة :
اخبارك ايه يا بنتي اختفيتي فجأة انتي و البنات مبقتش اشوفكم غير صدفة ليكي واحشة ، احم قصدي ليكم واحشة
رفع فارس حاجبيه و هو يشتعل من الغيرة ليتابع الاخر بصوت بدا حزين لكن الفرحة تتراقص بداخل عيناه :
انا كلمت لينا من فترة لما كنت بره مصر قالتلي انك اتجوزتي من اللي اسمه سفيان ابن خالك و اتطلقتي
ثم تابع بصوت خفيض وصل لمسامع فارس ليزيد من غيرته و غضبه اكثر :
الحمد لله يعني !!
ردد فارس بحدة و هو يحاوط خصرها بيده :
مين القمور
رددت ميان بتوتر :
ده اياد كان زميلي انا و لينا و همس في الجامعة بس هو اتخرج خلاص
قطب اياد جبينه و هو يرى يد ذلك الغريب تحاوط خصرها فسأل هو الاخر بتوجس و غيرة :
مين حضرته يا ميان و ازاي يحط ايده عليكي بالشكل ده !!
اقترب منه فارس و مثل انه يهندم له بدلته من الأمام لكن بلحظة كان يجذبه من ياقته مردداً بصوت غاضب و شرس :
حضرتي ابقى جوزها و احط ايدي مكان ما احط ، القمور ماله بقى يخصه في ايه !!!
ردد اياد بصدمة و حزن ظاهر بوضوح :
جوزها !!!
ثم ابعد اياد يده عنه متابعاً بغضب و حزن ظاهراً بوضوح على ملامح وجهه :
اتكلم بأسلوب أحسن من كده يا استاذ
رددت ميان بشفقة عليه :
متزعلش منه يا اياد هو بس متعصب شوية
ردد بحزن قبل ان يغادر :
حصل خير الف مبروك يا ميان انتي تستاهلي كل خير في الدنيا
ردد فارس بنفاذ صبر :
يا صبر ايوب
نظرت لأياد برجاء ان يرحل فردد بحزن :
العروسة تبقى بنت عمتي اتفاجأت بوجودك هنا فحبيت اسلم ، عن اذنكم و مبروك ع الجواز
ما ان جذب فارس ميان لخارج الحفل مردداً بضيق و غيرة كبيرة و هما يقفان وحدهما بعيداً عن الكل:
مين اللي اسمه اياد ده كمان ما هو انا كنت ناقص ، البس في الزفت التاني و يجيلي عليه هدية كمان انهاردة
رددت بضيق :
على فكرة كان ممكن تتكلم بأسلوب أحسن من كده معاه يا فارس ، اياد انسان محترم جداً و ساعدنا كتير لما كان معانا في الجامعة و مكنتش حابة اجرحه ب……
صمتت عندما استوعبت ما ستقول ليضيق هو عيناه مردداً بشك و توجس :
ايوه تجرحيه بأيه و مين الزفت ده و ايه علاقته بيكي بالظبط يا ميان عشان يتكلم بكل الحزن ده و الدمعة كانت هتفر من عينه لما عرف انك اتجوزتي
تنهدت قائلة بحذر :
مفيش هو بس….بس…….
قاكعها قائلاً بنفاذ صبر :
مش هنقضيها بسبسه اتكلمي من فضلك يا ميان
رددت بحذر و هي تغلق عين و تغمض الأخرى :
بيحبني و كان اتقدملي قبل كده !!
كور قبضة يده بغضب كبير و غيرة فمسكتهي بيده قائلة بضوت رقيق :
فارس الموضوع مش مستاهل كل العصبية دي ، موضوع و خلص خلاص و اتقفل اياد لما عرف اني اتجوزت سفيان و بفكر في غيره بِعد و قدر ده بس لما عرف اني اتطلقت الأمل رجع ليه و لما عرف اني اتجوزت تاني انا متأكدة انه مش هيظهر في طريقي من تاني
ثم تابعت بعتاب :
اياد محترم جداً و عمره ما اتجاوز حدوده معايا او مع البنات علاقتنا بيه محدودة جداً لو انا شوفت منه غير كده كنت اول حاجة هعملها هوقفه عند حده و هقطع علاقتي بيه ، بس انت يالاسلوب اللي اتكلمت معاه بيه ده مش لطيف خالص و اكيد زعل….
جذبها نحوه مردداً بألم و هو ينظر لداخل عيناها :
ليه دايماً بحس اني اخر حد بتفكري في شعوره ، ليه هما الأول بعدين انا يا ميان !!
عندما لاحظت سفيان يراقبهما و خلفه ابنة خالته انجي اقتربت منه تحاوط وجهه بيدها مرددة بابتسامة جميلة :
بنت خالتك و خو معاها بيبصوا علينا ممكن نأجل الكلام لحد كا نرجع للبيت يا فارس صدقني مش قصدي خالص اوصلك الإحساس ده حقك عليا ، يمكن متعرفش اللي هقوله دلوقتي و أول مرة تسمعه بس انت بالذات يعز عليا اوي زعلك مني
اومأ لها بصمت ثم جذبها لأحضانها لتتشبث الأخرى به بقوة هو يعلم ان لو الأمر بيدها لابتعدت الآن لكنها تفعل ذلك فقط بدافع الانتقام 💔
بعد وقت ليس بطويل
كانت ميان تجلس تجلس بجانب فارس الذي يتحدث مع أحد اقاربه بتركيز التقت عيناها بأعين سفيان بدون قصد لتجد الندم متجسداً بها بينما هي لم تكن بنظراتها سوى النفور فقط لا غير !!!
التفت فارس لميان قائلاً عندما لاحظ ضيق ملامحها :
مالك زهقتي ولا ايه !!
ردت عليه ميان بصوت حزين :
فارس هو احنا ينفع نمشي
سألها بتوجس :
حد ضايقك يا ميان ، انجي ضايقتك بكلامها او…..
رددت بضيق و حزن :
من كلامها و من وجوده حواليا حاسة اني مخنوقة لمجرد ان متأكدة انه منزلش عيونه من عليا انا و انت لو مش هتتضايق خلينا نمشي لو سمحت
اومأ لها على الفور ثم توقف ليغادروا فأقتربت منهما سمر تحمل بيدها كأسين عصير تعطي أحدهما لميان ثم الآخر لفارس :
على فين يا عرسان !!
ردد فارس بجدية :
ميان تعبانة و عايزة ترتاح هنمشي
رددت سمر بنبرة مرحة و نظرات تخفي خلفها الكثير من المكر :
تمشوا من غير ما تشربوا حاجة ميصحش ، عايزين تمشوا اشربوا العصير انا طفلة اوي في الحاجات دي حتى اسألي فارس مش هتمشوا فعلاً
زفرت ميان بضيق هي بالأساس لا تطيق رؤيتها جذبت الكأس ترتشفه بسرعة و ما ان انتهت أخذت منها الكأس هي و فارس الذي جذب ميان للخارج و بكل خطوة يشعر بها تتمايل و تمشي بغير اتزان
ما ان وصلوا لخارج الفندق توقف يسألها بقلق :
ميان مالك انتي حاسة بدوخة !!
كانت تبتسم ببلاهة و هي تترنج بوقفتها سألها بتعجب و قلق بعدما جعلها تستند عليه :
مالك ايه اللي حصل مش كنتي كويسة دلوقتي !!
ردت عليه ببلاهة :
انا كويسة اوي بس انت مالك بقيت تلاتة كده ليه !!
– تلاتة !!!!
قالها فارس بزهول فاقتربت منه تحاوط عنقه بيدها ليشتم حينها رائحة خمر تفوح من فمها تعجب و سرعان ما تذكر ما حدث و تملك الغضب منه
كاد ان يعود للداخل لكنه توقف عندما تمايلت بوقفتها و كادت ان تقع حملها بين يديه على الفور متوجهاً للجراش حيث سيارته و اعين سفيان لا تفارقهما و ما ان غادرا جلس بداخل سيارته يضرب المقود بيده من الغضب و النيران التي تشتعل بصدره الآن نزلت دموعه تنساب على وجنتيه من القهر و الندم يتسأل انه من البداية يشعر هكذا و لا يتحمل ما باله هي التي قضت سنوات في ذلك القهر و الألم لم تمل من حبه بل كانت في انتظاره 💔
…..
دخل بها من باب المنزل و هي لم تتوقف عن تحريك قدمها بالهواء و هي تغني بعلو صوتها العذب :
انت مين في الهوا و في الشوق هو انت حبك ده ايه مكتوم…..
قاطعها قائلاً بتوسل و هو يدفع الباب بقدمه :
ابوس ايدك اكتمي انتي ، لحظة كمان و الجيران هيبلغوا البوليس عننا
ركلت بقدمها في الهواء حتى انزلها فتابعت بغناء و هي تتمايل بجسدها :
اللي ملكش فيه ملكش دعوة بيه مالك بيا خليك في حالك مش فيقالك عاوز مني ايه
ضحك بقوة عليها ثم اقترب منها يحاول جذبها لغرفتها لكنها ترفض المشي معه فحملها على كتفه كشوال البطاطا يدخلها لغرفتها قائلاً بتوسل ان تتوقف عن صراخها :
ابوس ايدك اقفلي السرينة اللي فتحتيها دي هنروح في داهية بسببك !!
ارتمت بجسدها على الفراش قائلة بتعب :
انا عاوزة انام
ردد بارتياح :
ياريت والله تنامي
اقترب منها يزيل عنها حزائها ثم جعلها تعتدل بالفراش ثم وضع على جسدها الغطاء القى عليها نظرة اخيرة قبل ان يغادر الغرفة مغلقاً الأضواء خلفه
كان يجلس على فراشه يتحدث مع والديه حتى يأتوا إليه ليناموا هنا لحين سفرهم لكنهما رفضا بسبب اصرار خالته على ان يبقوا بمنزلها
تنهد بضيق و هو يتذكر انجي و سمر متأكداً مئة بالمئة انهما وراء ما حدث لميان و انهما من وضعا الخمر بكأسها !!
دخل للمرحاض ليتحمم و يبدل ملابسه بعدها خرج و هو يجفف خصلات شعرها ليتصنم جسده بمكانه مما رأت عيناه !!!
…….
بينما بأحد الأماكن المهجورة كان يجلس أحدهم جسده مقيد بمقعد خشب و عيناه مغطاة بقماشة سوداء يصرخ عليهم بغضب :
انتوا مين فكوني و إلا هوديكم في ستين داهية !!
جاءه صوت يقطر منه الشر :
كان نفسي اقولك نورتنا يا دكتور بس الزبالة بتوسخ مش بتنور !!!
سأله بتعجب :
انت مين و عايز ايه !!
ردد بجانب اذنه بشر :
انا عملك الأسود في الدنيا !!!
……
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بعينيك أسير)