رواية ظلها الخادع الفصل الخامس 5 بقلم هدير نور
رواية ظلها الخادع الجزء الخامس
رواية ظلها الخادع البارت الخامس
رواية ظلها الخادع الحلقة الخامسة
اتجه نوح نحو مطبخها لكى يجلب بعض قطع الثلج حتى يضعها فوق قدمها المصابه بينما يبحث فى ذات الوقت عن رقم الطبيب فى هاتفه
لكن جذب انتباهه صوت طرقات متتاليه حاده فوق باب منزلها يكاد الباب يسقط من قوتها…و صوت امرأه تصيح بحده
=افتحى…..افتحى يا وسخه يا بتاعت الرجاااااله افتحى…..
القى نوح هاتفه فوق طاوله المطبخ مهرولاً للخارج باحثاً عن مليكه ليجد الاريكه التى تركها مستلقيه عليها فارغه انتبه الى الضجه الاتيه من الخارج اتجه نحو باب المنزل ليجده مفتوحاً على مصراعيه و هناك عدة رجال و امرأه يقفون بمدخل الشقه يحاصرون مليكه التى كانت تحاول نزع ايديهم عنها شعر نوح بالدماء تغلى فى عروقه فور رؤيته لهذا المشهد….
صاحت المرأه بحده ما ان رأته واقفاً
=شوفتواااا اهووو راجل فى بيتها و فى نصاص الليالى الفاجرة زى ما قولتلكوا و مش اول مره يجيلها لا ده ك………
قاطعها نوح بصوت حاد صارم اخرسها على الفور بينما عينيه مسلطه فوق مليكه التى كانت واقفه بينهم بجسد مرتجف و وجه شاحب كشحوب الاموات
= ايه يا ست انتى…ايه الدوشه اللى انتى عاملها دى..
ارتبك وجه ازهار فور سماعها نبرته الحاده تلك اخذت تتفحصه باعين ثاقبه قلقه لتعلم على الفور من مظهره و هالة القوة التى تحيطه بانه ليس شخصاً عادياً بلا من اثرياء البلد مما جعلها تغلق فمها عما كانت تنوى قوله على الفور…..
صاح احدى الرجال الواقفين
=انت بتعمل ايه هنا…دى مش اول مره نشوفك فيها هنا فى شقتها….
هم نوح بالرد عليه لكن جذب انتباهه صرخه الالم التى صدرت عن مليكه التفت اليها على الفور ممرراً عينيه عليها بقلق اهتز جسده بعنف من شده الغضب فور رؤيته لاحدى الرجال يقوم بلوى ذراعها خلف ظهرها بقسوة بينما هى تقاومه محاوله الابتعاد عنه اندفع نحوه على الفور يسدد له لكمه قويه بوجهه كادت ان تطيح برأسه مسقطه اياه بقوه على الارض مما جعل باقى الرجال يتراجعون الى الخلف بخوف..
لف ذراعه حول خصر مليكه جاذباً اياها بجانبه محيطاً جسدها المرتجف بذراعيه بحمايه صائحاً بشراسة بالجمع الواقف
=من الاخر كده انتوا عايزين ايه بالظبط …..؟!
اجابه احدى الرجال الواقفين بغضب
=مبقالهاش ٣ شهور ساكنه هنا معانا فى العماره و نجستلنا المكان بوساختها و احنا بقى لازم نربيها و نعرفها ان الله حق…
انهى الرجل كلماته تلك و هو يهم بالاقتراب من مليكه محاولاً جذبها من بين ذراعى نوح الذى كان واقفاً بجسد يشتعل الغضب بداخله كبركان على وشك الانفجار قبض نوح من ذراعه بقوه دافعاً اياه بحده للخلف صائحاً بشراسه بث الرعب بداخل جميع الواقفين
=لو فكر اى حد فيكوا بس يلمس شعره واحده منها انا همحيه من على وش الدنيا….
شحب وجه الرجل فور سماعه تهديد نوح ذلك مدركاً بانه امام احدى الشخصيات الهامه بالبلد هتف بصوت مرتبك
=يا….يا باشا مشكلتنا مش معاك انت…اتفضل امشى و احنا هنتصرف معها….
تشبثت مليكه بقميص نوح فور سماعها تلك الكلمات مسترجيه اياه بصمت الا يتركها و يذهب تخبئ وجهها في صدره بخوف كأنه طوق نجاتها الوحيد بينما جسدها ينتفض بقوه..
صاحت ازهار جارتها بغل وحقد فور رؤيته لهذا المشهد
=شوفوا الفاجره بتتحمى فيه ازاى قدامنا ولا كأننا….
قاطعها نوح مزمجراً بشراسه ارعبتها جعلتها تتراجع الى الخلف بذعر
=اقفلى بوقك يا ست انتى مش عايز اسمعلك نفس….فاهمه
هتف احدى الرجال بقسوة
=بقولك ايه يا باشا علشان نخلص من الليله دى انت شكلك راجل محترم والغلط اصلاً مش عليك الغلط على اللى قلبت شقتها ل….ياريت حضرتك تمشى و احنا هنتصرف معها…..
شعر نوح بجسد مليكه يرتجف بين ذراعيه بينما شحوب وحهها قد زاد اكثر من قبل ليعلم بانه ليس امامه خيار سوا ما سوف يقدم عليه الان حتى يخرجها من هذا الموقف…
ربت بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها و بث بعض الاطمئنان بداخلها قبل ان يلتف للاخرين قائلاً بهدوء و ثبات بعكس ما يثور بداخله
=مليكه تبقى خطيبتى ..و كلها شهر بالكتير و هنتجوز…..
رفعت مليكه رأسها بصدمه تنظر اليه بعينين متسائله يملئها الذعر..اومأ لها برأسه بصمت مطمئناً اياها…
صاح الرجل بصدمه
=خطيبتك…..؟!
ليكمل الرجل بشك
=خطيبتك ازاى يا باشا معلش فهمنى….؟!
صاح نوح بحده و قد ضربته فكره جعلت النيران تشتعل بصدره
= ايوه خطيبتى…ايه كنت شوفت رجاله بتطلع عندها غيرى… مثلاً؟!
اجابه الرجل سريعاً بخوف
=لا يا باشا ابداً احنا ما شوفناش غير حضرتك جيتلها ٣ مرات قبل كده وكنت بتفضل قاعد عندها مده قولنا يمكن قريب لها لكن متوصلش انك يعنى تطلع بها الشقه وانت لامؤاخذه شيلها وفى نصاص الليالى…
اطلق نوح زفرة ارتياح قبل ان يجيبه بهدوء محاولاً تفسير الامر
=خطيبتى رجلها اتلوت و اضطريت اشيلها علشان اطلعها شقتها ولو كنتوا اتاخرتوا ١٠ دقايق بس كنتوا هتشوفوا الدكتور وهو طالع هنا….
غمغم الرجل بحرج
=الف سلامه عليها يا باشا و احنا….
ليكمل بينما عينيع تسلطت على مليكه التى كانت لازالت تخفى وجهها فى صدر نوح بخوف
=معلش يا ست مليكه مكناش…
قاطعه نوح بحده بينما يشدد قبضته من حول مليكه بحمايه
=كلامك يبقى معايا…..
اومأ الرجل برأسه بينما يبتلع لعابه بخوف
=عارف انك ليك حق يا باشا تزعل بس………
صاحت ازهار بغل مقاطعه اياه
=جرى ايه يا ابو احمد انت هتصدق الكلام الخايب ده برضو…دى شكلها تمثليه
جز نوح على اسنانه بغضب محاولاً الا يندفع نحوها و يقبض على رقبتها بيده..
همهم احد الرجال الاخرين
=الست ازهار عندها حق يا ابو احمد احنا ايه يضمن لنا انه خطيبها بجد اييييه هنعلق اريال على اخر الزمن يا رجاله…
هتف نوح بحده مقاطعاً اياه
=وايه اللى يثبتلكوا انها خطيبتى….
اجابه ابو احمد بهدوء
=بص يا باشا انت لسه قايل انكوا هتتجوزوا بعد شهر…انت تكتب على الست مليكه دلوقتى و قدامنا علشان نحافظ على شكلنا قدام الناس اللى فى المنطقه…
هتف نوح بغضب
=اتجوزها دلوقتى ازاى انت مش ملاحظ ان احنا داخلين على الفجر…
اجابه ابو احمد بهدوء وهو يشير نحو احدى الرجال الواقفين بجانبه
=متقلقش الشيخ
رفعت مأذون و هيكتب الكتاب لكم دلوقتى…
ليكمل ابو احمد
=لا مؤاخذه يا باشا بس احنا لازم نعمل كده علشان نحافظ على شكلنا قدام اهل بيتنا و الا نبقى لامؤاخذه اريال و كده كده انتوا كنتوا ناويين تتجوزوا بعد شهر يعنى مفرقتش حاجه…
اجابه نوح وهو يومأ برأسه بهدوء
=تمام..خلى الشيخ رفعت يجيب دفتره علشان نكتب الكتاب…
رفعت مليكه رأسها من فوق قميصه هامسه بصدمه
=نوح انت بتقول ايه…..
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها نوح بنظرة حادة اخرستها علي الفور فقد كانت تعلم بانه لا يوجد امامهم حل سوا الموافقه على هذا الزواج الا اذا ارادته ان يتركها بمفردها تواجه مصيرها مع هؤلاء الرجال…
!!!!****!!!!****!!!!
بعد مرور ساعه..
كان نوح جالساً بغرفة الاستقبال بمنزل مليكه و يجاوره كلاً من ابو احمد و المأذون الذى انهى عقد قرانه على مليكه …
زفر نوح بضيق بينما ينتظر مليكه تنتهى من توضيب اشيائها حتى يأخذها معه..اعطى بطاقته الخاصه بالعمل الى المأذون قائلاً بهدوء يعاكس ما يثور بداخله
=ده الكارت بتاعى ياريت اول ما ورق الجواز يطلع تعرفنى
اجابه الشيخ رفعت و هو يتفحص البطاقه التى بين يديه بذهول معطياً اياها الى ابو احمد الذى غمغم بارتباك فور تعرفه على اسم نوح..
=انا …انا مش عايزك تزعل مننا يا نوح باشا ولا الست مليكه تزعل مننا بس انت عارف ان احنا فى حته شعبيه بس الست مليكه تقدرى دلوقتى تعيش هنا براحتها و محد…….
قاطعه نوح بصرامه
=مليكه معتش لها قاعد هنا…
ثم تناول هاتفه متصلاً بسائقه الذى لا يزال ينتظره بالاسفل
=محمود روح انت و سيب العربيه مكانها و خد تاكسى او اى حاجه توصلك…
ثم اغلق الهاتف ينتفض واقفاً فور ان رأى مليكه تدخل الغرفه و هى تجر بين يديها حقيبة ملابسها بينما تعرج بقدمها المصابه و الالم مرتسم فوق وجهها..اسرع نوح نحوها على الفور متناولاً منها الحقيبه يحملها عنها بينما يلف يده حول خصرها مساعداً اياها على التحرك معه خارج شقتها…
ظلوا طوال الطريق فى سيارته صامتين كان جسد مليكه لا يزال يرتجف فهى لا يمكنها حتى الان ان تصدق ما حدث فقد كانت تعلم بان جارتها ازهار تكرهها و كانت تضايقها كثيراً عند رؤيتها لها لكنها لم تتخيل ان يصل بها الامر الى طعنها فى شرفها و اثارت غضب باقى السكان ضدها…
القت بطرف عينيها نظرة خاطفه نحو نوح الذى كان يقود السياره بوجه قاتم مقتضب حاد “زوجها” اخذت تلك الكلمه تتردد فى عقلها كما لو كانت تعويذه
احقاً اصبح نوح زوجها…لا تعلم اتفرح ام تبكى على حظها العثر فقد ظلت تحلم بهذا طوال السنه الماضيه اى منذ اللحظه التى اصطدمت به ببهو شركته و اصبحت غارقه فى حبه…
كانت تحبه و تحلم بان يكون لها رغم علمها استحالة ذلك فقد كان بالنسبه اليها كنجم بالسماء لن تستطع الوصول اليه او لمسه مطلقاً…٠
لكن كان للقدر كلمه اخرى فبيوم و ليلة اصبح زوجها…
سخرت مليكه من نفسها اصدقت حقاً التمثليه التى قاموا بها منذ قليل يجب ان تعلم جيداً بانها بالنسبه اليه ليست سوا لصه حقيره قامت بسرقة الاموال الخاصه ببناء دار الايتام يحتقرها كما لم يحتقر احد من قبل فى حياته خرجت من افكارها تلك محاوله التركيز على الواقع الذى تعيش به تنحنحت قبل ان تهمس بصوت ضعيف منخفض
=هو احنا رايحين فين…؟!
لم يجيبها و ظلت عينيه منصبه فوق الطريق الذى امامه لكنها لاحظت يده التى اشتدت فوق المقود بقسوه حتى ابيضت مفاصل يده مما دل انه على حافة الغضب ويحاول السيطره على نفسه لذا فضلت الصمت حتى لا تفقده سيطرته تلك…..
اوقف السيارة اخيراً امام احدى البنيات السكنيه الفاخره شاهقة الارتفاع غمغم بحده قبل ان يدلف من السيارة
=انزلى…
نزلت مليكه من السيارة ببطئ محاوله عدم الضغط على قدمها المصابه بينما تراقب افراد الامن يهرولون لاستقبال نوح باحترام و حفاوه كما لو كانوا يستقبلون رئيس دولة ما…
اتجه احدهم نحو السياره مخرجاً منها حقيبة ملابسها اخذت مليكه عدة خطوات ببطئ نحو نوح الذى كان واقفاً بعيداً بجمود يراقب معانتها فى الحركه ببرود كما لو ان الامر لا يعنيه..
اسرع احدى رجال الامن نحوها فور ان تعثرت و كادت ان تسقط على الارض واضعاً يده حول ذراعها مساعداً اياها بالتقدم كانت تهم مليكه بالاعتراض و سحب ذراعها منه لكنها تفاجئت عندما اندفع نوح نحوهم بوجه قاتم حاد فور رؤيته لذاك المشهد هاتفاً بشراسه من بين اسنانه و عينيه مظلمه عاصفه
=انت بتهبب ايه يا بنى ادم انت…؟!
اجابه الشاب بتلعثم فور رؤيته للغضب المرتسم فوق وجهه و هو يخفض يده بعيداً عن ذراع مليكه سريعاً
=الهانم كانت هتقع و مش قادرة تمشى فكنت بساعدها….
ضغط نوح على فكيه بقسوة متمتماً بقسوة
=مش شغلك…
ليكمل و هو يحيط خصر مليكه بيده جاذباً اياها بحده بجانبه حتى اصبحت ملتصقه به متجاهلاً صرخة الالم التى اندلعت منها بسبب ضغطها الخاطئ فوق قدمها…استدار بصمت و دلف بها الى داخل البنايه و يده لازالت تحاوطها بتملك….
وقفت تتلملم بجانبه داخل المصعد فتحت فمها عده مرات تهم ان تسأله الى اين هما ذاهبان لكن كانت تغلقه مره اخرى فور ان شاهدت التعبيرات الشرسه المرتسمه فوق وجهه القاتم المحتقن بالغضب ابتلعت الغصه التى تشكلت بحلقه و ما ان فتح المصعد دفعها خارجه لتتبعه الى الخارج اخذت تراقبه باعين قلقه وهو يقوم بفتح احدى ابواب الشقق التى ما ان انفتح بابها حتى جذبها معه الى الداخل بصمت…
اخذت مليكه تتطلع حولها بدهشه فقد كانت ليست شقة عاديه بلا كان اقل ما يقال عنها فيلا فاخره تحتوى على اثاث انيق باهظ الثمن كل قطعه منه تدل على فحش ثراء صاحبه..
انتبهت الى نوح الذى كان واقفاً يولى ظهره لها يشاهد المنظر الخارجى من النافذه الزجاجيه العملاقه التى كانت تحتل جدار كامل بالبهو
همست بصوت منخفض متردد
=نوح….
التف اليها متمتماً بحده لاذعه من بين اسنانه و عينيه تلتمع بشراسه بثت الرعب بداخلها
= نوح..بيه….
ليكمل بقسوه و هو يقترب منها بخطوات بطيئه
=اسمى نوح بيه…ولا فكرك ان التمثليه اللى اتعملت النهارده فى شقتك خلتك مراتى بجد..
ليكمل و هو يرمقها من الاعلى للاسفل بازدراء
=و اعملى حسابك اول ما هستلم ورقة الجواز من المأذون اللى اسمه رفعت هطلقك على طول…….
قاطعته مليكه هاتفه بحده وقد اخذ جسدها يهتز من شده الغضب
=انت فاكر نفسك ايه…و لا مين انا لا عايزه ابقى مراتك ولا ابقى فى حياتك من الاساس..لو ناسى فأحب افكرك ان انت اللى غاصب عليا افضل معاك لحد ما اكمل ال٢٥ سنه….
لوى نوح فمه بسخريه قائلاً بحده لاذعه
=عايزه تفهمينى لما جيرانك قالوا لازم اتجوزك مكنتيش بتتنطى من الفرحه جواكى..
ليكمل بقسوة وعينيه تلتمع بشراسه
=واحده نصابه..و حراميه زيك مش هتفرح بطاقة القدر اللى اتفتحتلها….
قبضت على يديها بقوة بجانبها شاعره بألم حاد بداخلها بينما تستمع الى كلماته المهينه تلك هتفت بحسره و الم
=طاقة القدر…؟! ده انا من يوم ما عرفتك و انا عايشه فى جحيم و قرف…
قاطعها نوح بحده و هو يقترب منها حتى اصبح يقف امامها مباشرة
=لو حابه تشوفى الجحيم بجد خلى مخلوق واحد يعرف باللى حصل النهاردة..
ليكمل و عينيه تلمع بقسوة بثت الرعب بداخلها مما جعلها تتراجع الى الخلف عدة خطوات تلقائياً
=اقسم بالله…لو حد عرف بجوازنا ده لهكون محيكى من على وش الدنيا….
كتفت ذراعيها اسفل صدرها فى محاوله منها عدم اظهار له خوفها هتفت بحده و ازدراء
=اطمن محدش هيعرف لان ميشرفنيش اصلاً ان ان اكون متجوزه من واحد زيك او اسمى يرتبط باسمه…
لتكمل بازدراء محاوله ألامه عندما رأت السخريه التى ارتسمت فوق وجهه عند سماعه كلماتها تلك
=انت ان انسان مريض و مغرور و انا بدعى ربنا ليل و نهار انه يخلصنى منك… انا حتى بقرف منك و من حيا…..
ابتلعت باقى جملتها بذعر فور رؤيتها لوجه الذى احتقن بغضب لم تراه من قبل بينما يندفع نحوها بخطوات متواعده ركضت سريعاً متجاهله الالم الذى ينبض بقدمها المصابه محاوله الهرب منه اتجهت نحو الممر الذى يضم عدة غرف للاحتماء باحدها حتى يغادر لكنها صرخت فازعه عندما شعرت بذراعه القويه تلتف حول خصرها من الخلف جاذباً اياها بحده حتى اصطدم ظهرها بصدره الصلب انخفض هامساً باذنها بصوت اجش
=انسان مريض…و بتقرفى منى مش كده
ليكمل و هو يديرها نحوه حتى اصبح وجهها يقابل وجهه لا يبعد عنه سوا عده بوصات قليله تسلطت نظراته المشتعله فوق شفتيها المرتجفتين شاعراً برغبته بها التى ارهقته واقلقت منامه طوال الشهر المنصرم تضربه من جديد بقوه..
همست مليكه بصوت مرتجف ضعيف فور ان رأت رأسه ينخفض نحوها و عينيه قد اسودت بشئ غريب ارعبها
=ننـ..نوح انت..وعدتنى…
لتكمل سريعاً بخوف
=انت وعدتنى… انك مش هتلمسنى تانى غصب عنى…
همس نوح مقابل فمها حتى شعرت بانفاسه الحاره تلامس شفتيها مما ارسل رجفه حاده بجسدها بينما اخذت ضربات قلبها تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يقفز من داخل صدرها باى لحظه
=ده قبل ما اتجوزك و تبقى مراتى….
ارجعت مليكه رأسها للخلف محاوله الابتعاد عنه متمتمه بحده
=مراتك اللى انت ناوى تطلقها كمان يومين….
جاءت كلماتها تلك كدلو من الماء البارد الذى انسكب عليه مما جعله يفيق و يدرك ما كان ينوى فعله ابتعد عنها سريعاً متراجعاً للخلف محرراً خصرها من قبضته مسرعاً نحو الباب مغادراً المنزل بخطوات سريعه غاضبه كما لو ان هناك شياطين تلاحقه..
ظلت مليكه بمكانها عدة دقائق دون حركه تراقب بعينين ممتلئه بالدموع الباب الذى اغلقه خلفه بعنف تحركت ببطئ بالمنزل اتجهت نحو الممر بحثت بالغرف حتى وجدت غرفة نوم اخيراً دلفت الى داخلها غير معيره اى اهتمام الى مظهر الغرفه الفخم ارتمت فوق الفراش تدفن وجهها بالوساده تطلق العنان لدموعها فقد تصنعت القوة و الثبات لمده طويله حتى ما حدث اليوم كان القشة الاخيرة التى جعلت سدها المنيع ينهار ظلت تنتحب بقوة وجسدها يهتز بشهقات تمزق القلب ظلت على حالتها تلك حتى سقطت بنوم يتخلله القلق و الكوابيس التى لم تفارقها منذ وفاة والدها…
!!!***!!!***!!!***!!!
فى الصباح….
كان محمود السائق يقف امام السيارة الخاصة بنوح المصفوفه بموقف سيارات الشركه يدخن سيجارته عندما رأى حسنين فرد الامن بقترب منه هاتفاً
=ايه يا حوده فينك من الصبح بدور عليك
مد يده له محمود مصافحاً اياه بقوه
=كنت فى الصيانه بشيك على عربيه نوح باشا….خير يا حسنين..؟!
اقترب منه حسنين هامساً بصوت منخفض
=ايه الحوار بتاع نوح باشا مع السكرتيره بتاعته ريحتهم فاحت اوى…….
ليكمل و هو يلتف حوله بقلق
=امبارح شوفته لامؤاخذه يعنى وهو شايلها على دراعاته كده فى قلب البراكينج هنا…
همس محمود و هو يقترب منه اكثر
=اومال بقى لو قولتلك
اللى اعرفه و شوفته…
هز حسنين رأسه بفضول كعادته قائلاً بلهفه
=هاااا شوفت ايه بقى يا حوده….
وضع محمود ذراعه حول كتف حسنين هامساً وهو يتلفت حوله بقلق
=امبارح خدها و وصلها لحد بيتها وقال ايه اول ما نزلت اتكعبلت و وقعت وهو جرى ..جرى عليها كده و قام شايلها وطالع بها على شقتها…
ليكمل وهو يربت فوق كتف حسنين الذى كان يستمع اليه وعينيه متسعه بصدمه
=اخوك بقى فضل مستنيه تحت بيتها اكتر من ساعه انه ينزل منزلش وفى الاخر اتصل بيا وقالى روح انت و سيب العربيه مكانها…
هتف حسنين بصدمه
=ايه ده…ايه ده…ده باينها فاجره و مش هممها حد مع ان شكلها ميدلش على انها منهم يعنى …
ضغط محمود على يده قائلاً قبل ان يتركه و يصعد الى السياره
=ربنا يستر على ولايانا يا عم حسنين…ربنا يستر على ولايانا
وقف حسنين يحك ذقنه بحدث نفسه
=اما صحيح تحت الساهى دواهى و انا اللى كنت فاكرها غلبانه ومحترمه…..
ليكمل وهو يتجه نحو زميله بالعمل وهو يضرب كفاً على كف
=استرها على عبيدك يارب ….استرها على عبيدك يارب
هتف مؤمن بقلق
=فى ايه يا حسنين مالك بتكلم نفسك كده ليه..؟!.
اقترب منه حسنين على الفور قائلاً بصوت منخفض
=فيك من يكتم السر….
ثم بدأ يخبره بما سمعه من محمود ومن شخص الى اخر حتى شاع الخبر بكامل الشركه…..
!!!***!!!***!!!***!!!
كان نوح جالساً خلف مكتبه ينظر بضيق الى الساعه التى بمعصمه فقد اصبحت الساعه ال١٠ صباحاً و مليكه لم تأت بعد الى الشركه فلأول مرة منذ ان بدات العمل هنا تتأخر عن ميعاد عملها بهذا الشكل…
زفر بحنق ببنما يفرك وجهه بعصبيه فلا يزال لا يصدق انه قد قام بالزواج منها…لكن ما الذى كان يمكنه ان يفعله سوا ذلك فقد كان بامكانه ان يغادر و يتركها لهم تواجه مصيرها لكنه لم يستطع ففور تشبثها به و شعوره بجسدها الذى كان يرتجف بين يديه بخوف اقسم بانه سوف لن يدع احد يلمس شعره واحده من رأسها او يؤذيها فقد امتلئ صدره وقتها بشعور من الحمايه نحوها لأول مره بحياته يشعر بمثله تجاه احد اخر غير عائلته..
رفع رأسه بحده فور ان سمع طرق فوق باب مكتبه لتدلف بعدها مليكه تتقدم نحوه ببطئ هتف بحده مرمقاً فستانها الابيض القصير الذى كان ملتصقاً بجسدها يفصل منحنياته باغراء شعر بطعنه من الضيق تضربه فور ان تخيل كم الرجال الذين شاهدوها بذلك المنظر المغرى بخارج و داخل الشركه….
=انتى ايه اخرك لحد دلوقتى…؟!
ليكمل بحده لاذعه غير معطياً لها الفرصه لاجابته
=اعتبرى اليوم ده مخصوم منك…علشان تبقى تتعلمى تحترمى مواعيد شغلك بعد كده
هتفت مليكه بصدمه
=هتخصم منى اليوم علشان اتاخرت ساعه واحده…؟!
تجاهلها كانها لم تتحدث والقى نحوها ملف و عينيه لازالت تشتعل بالغضب
=الملف ده تسلميه لمؤنس فى مكتبه بنفسك….فاهمه
زمجرت مليكه بعصبيه معتدله فى وقفتها فلا زالت قدمها تؤلمها فالذى اخرها عن عملها زيارتها للطبيب بالصباح فقد اشتد الالم عليها ليلة امس مما جعلها اول شئ تفعله فى الصباح هو زيارة الطبيب الذى طمئنها بعد ان اجرى على قدمها عدة فحوصات و اشاعه بانه ليس اكثر من التواء بسيط فى الكاحل…
=و انا اوديه ليه ده شغل الساعى مش شغلى….
زمجر نوح بحده وعينيه يلتمع بهم الغضب كبركان ثائر على وشك الانفجار
=نفذى اللى قولتلك عليه..
ليكمل بحده
=المأذون كلمنى وهستلم ورقة الجواز بكره …يعنى اعملى حسابك بكره هنطلع على مأذون تانى بكره و نطلق هناك…
استدارت مليكه موليه اليه ظهرها دون ان تجيبه محاوله تخفيف الالم الذى عصف بقلبها فقد كان يتحدث كما لو كان زواجه منها وباء يريد التخلص منه فى اقرب وقت تحركت سريعاً محاوله مغادره الغرفه..
اعتدل نوح فى جلسته فور ان رأها تعرج بقدمها لعن نفسه بصمت فقد نسى امر قدمها المصابه تلك تماماً حتى لم ينتبه اليها ولا الى اللفائف الطبيه التى تحيط بها عند دخولها للمكتب.. تنحنح قبل يهتف
=مليكه…؟!
استدارت اليه ببطئ وهى تجز على اسنانها بغضب تستعد لتلقى توبيخ اخر منه لكنها تراجعت للخلف متفاجأه عندما رأته قد ترك مكتبه و اصبح يقف خلفها تماماً اشار برأسه نحو قدمها المصابه قائلاً بهدوء
=رجلك عامله ايه…؟!
شعرت بالارتباك يتخللها فقد فاجأها بسؤاله هذا تنحنحت مغمغمه بهدوء فور تذكرها معاملته لها
=اعتقد حالة رجلى متخصش حضرتك…مادام قادرة اشتغل و مش هأثر فى شغلى……
لتكمل و هى تضغط على حروف كلماتها بقسوة
=تؤمرنى بحاجه تانيه يا نوح بيـــه ؟!
وقف نوح متأملاً وجهها الذى ترفعه بشموخ امامه بينما تضطلع فى عينيه بتحدى وضع يديه بجيبى سرواله ضاغطاً على فكيه بنطاله قبل ان يغمغم بحده
=لا …اتفصلى روحى شوفى شغلك..
اومأت مليكه برأسها بصمت قبل ان تترك الغرفه و تغادر و لايزال قلبها ينبض بألم…
!!!***!!!***!!!***!!!
كان نوح جالساً يعمل على فحص بعض الاوراق عندما انفتح باب مكتبه فجأة رفع رأسه بحده عما يفعله فمن يجروء على الدخول بهذا الشكل الى مكتبه دون ان يستأذن لكن فور ان وقعت عينيه على المرأه التى تتقدم نحوه و على وجهها ترتسم ابتسامه لعوب تتمخطر فى ثوبها القصير الذى يبرز مفاتنها بطريقه مبالغ به زفر نوح بضيق قبل ان يتمتم بحده
=ايه جابك هنا يا نانى…؟!
اخذت نانى تقترب منه هامسه باغراء…
=واحشتنى….
هتف نوح بغضب
=واحشتك؟!….اعتقد ان مفيش حاجه ما بنا علشان اوحشك…….
قاطعته نانى هامسه بدلال
=فات اكتر من شهرين على اليوم اللى نهيت فيه كل حاجه ما بنا … ايه طول المده دى مغيرتش رأيك…؟!
زمجر نوح بغضب بينما يضغط على فكيه بقوه
=لا مغيرتش رأى… بعدين انتى دخلتى هنا ازاى من غير ما تستأذنى…
هزت نانى كتفيها بلامبالاه وهى لازالت تتقدم نحوه
=مكنش فى حد برا علشان استأذن منه…
تذكر نوح انه قد ارسل مليكه الى مكتب مؤنس لكى توصل اليه الملف الخاص بمصنع الصلب الجديد…
خرج من افكاره تلك عندما جلست نانى فوق ساقيه محيطه عنقه بذراعيها وهى تقترب منه بدلال
شعر نوح بجسده يهتز من شده الغضب الذى اشتعل بداخله وضع يده فوق ذراعيه محاولاً ابعادها عنه
=انتى بتعملى ايه…انتى اتجننتى..
همست نانى و هى تخفض شفتيها نحوه
=بفكرك يمكن تغير رايك تانى….
هم نوح بدفعها بعيداً عنه عندما سمع صوت باب مكتبه يفتح رفع رأسه ليجد مليكه تدلف الى المكتب و بين يديها ملف لكنها تجمدت بمكانها و قد شحب وجهها بشده حاول ازاحت نانى من فوق ساقيع شاعراً بعدم الارتياح من رؤيه مليكه له بهذا الوضع لكنه سرعان ما غير رأيه فهذه هى فرصته لكى يقتل اى امل قد يكون لديها نحوه قد صوره لها طمعها وجشعها لف ذراعيه حول خصر نانى التى اتسعت عينيها متعجبه من التغيير الذى حدث فجأه له فمنذ قليل كان يرفضها والان يتعلق بها كما لو كانت اكثر شئ يرغبه بهذه الحياه..
وقفت مليكه تشاهد تلك المرأه الجالسه بحمميه بين احضان نوح شاعره بألم حاد يكاد يمزقها من الداخل بينما يهدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها..
اشار نوح رأسه نحوها قائلاً بحده
=مش المفروض تخبطى قبل ما تدخلى…
همست بصوت مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها بارداً كالثلج
=انا… انا خبطت بس..
قاطعتها ضحكة نانى الصاخبه التى هتفت وهى تمرر يدها باغراء فوق ذقن نوح
=خلاص بقى يا بيبى متكسفهاش .. يا حرام المسكينه شكلها اتصدمت من منظرنا…..
انصبت نظرات نوح عليها عده لحظات بصمت و شئ غريب يلمع بعينيه لكنه تنحنح قائلاً بصرامه
=طيب اتفضلى اقعدى فى كافتريا الشركة و لما ابقى محتاجك هكلمك…
وقفت مليكه تطلع اليه كالبلهاء لا تعلم سبب طلبه هذا لكن فور رؤية الابتسامة المرتسمه فوق وجه تلك المرأة التى وجهتها لها بخبث فهمت على الفور سبب طلبه مغادرتها للمكتب تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها بقوة مرفرفه رموشها المبلله محاولة كبت دموعها تلك حتى لا تنهار و يتم فضح امرها امامهم…
اومأت برأسها بصمت قبل ان تتجه الى خارج الغرفه مغلقه الباب خلفها بهدوء…
انتفض نوح واقفاً دافعاً نانى بنفور بعيداً عنه فور اغلاق مليكه الباب خلفها متمتماً بحده لاذعه
=قدامك ٥ دقايق بالظبط و تطلعى برا….
هتفت نانى وهى تشعر بالصدمه من رفضه لها
=فى ايه يا نوح ما انت كنت كويس و حتى مشيت سكرترتك علشان ن……
قاطعها نوح بقسوه وهو يجز على اسنانه
=قولتلك برااا
ابتلعت نانى باقى جملتها بخوف فقد بث مظهره الغاضب الرعب بداخلها اختطفت حقيبتها سريعاً من فوق الارض مهروله الى خارج مكتبه..
!!!***!!!***!!!***!!!
فى حمام الشركه..
وقفت مليكه تنتحب بشهقات يتمزق لها القلب بين ذراعى رضوى التى ما ان اتصلت بها مليكه وهى تبكى تركت ما بيدها واتجهت اليها على الفور..
اخذت تربت بحنان فوق ظهر صديقتها
=اهدى يا مليكه …اهدى علشان خاطرى…
لتكمل بغضب
=مش ده اللى نبهتك و حذرتك منه..و انتى عارفه من زمان ان نوح الستات اللى حوليه اكتر من فلوسه نفسها يبقى ايه اللى اتغير او جد…
همست مليكه من بين شهقات بكائها و هى تدفن وجهها اكثر بكتف صديقتها
=اللى جد انى شوفت بعينى…شوفته بعينى وهو واخد واحده تانيه فى حضنه….
همست بصوت منكسر
=قلبى…قلبى بيوجعنى اوى يا رضوى مش قادره
همست رضوى وهى تربت بلطف فوق رأسها
=مليكه نوح حياته كده و مش هتتغير…بعدين انتى ناسيه المصيبه اللى ما بينكوا يعنى لو كان مفيش امل زمان دلوقتى استحاله…
رفعت مليكه رأسها ببطئ مبتعده عن ذراعيها هامسه بصوت مرتجف
=انا و نوح اتجوزنا امبارح يا رضوى
صرخت رضوى بصدمه
=اتجوزتيه….اتجوزتيه ازاااى
لتضع يدها فوق فمها هامسه بصوت منخفض فور ادراكها صوتها المرتفع
=ازاى يا مليكه…ضحك عليكى…
قاطعتها مليكه على الفور
=لا لا.. مش زى ما انتى فاهمه..
همست رضوى بصوت قلق وهى ترمقها بنظرات تملئها الشك…
=اومااال…؟!
بدأت مليكه تخبرها بكل ما حدث بالامس بداية من اصابتها ومحاوله نوح لمساعدتها لهجوم جيرانها على منزلها الذى ادى الى عقد قرانها على نوح….
هتفت رضوى فور انتهائها
=يا نهار اسوود يا مليكه نهار اسوود انتى ازاى وافقتى على المصيبه دى
غمغمت مليكه بصوت منخفض ضعيف
=مكنش قدامى حل غير ان اوافق او اسيبهم يبهدلونى…
همست رضوى تحدث نفسها بشك
=طيب انتى وافقتى علشان خايفه…. اللى مش فاهماه يتجوزك ليه ما هو كان قدامه يمشى و يسيبك لهم يعملوا فيكى اللى عايزينه خصوصاً و انتى فى نظره مجرد واحده حراميه و نصابه….
لطمت رضوى يدها فوق فمها فور ادراكها الكلمات التى خرجت منها اقتربت من مليكه التى شحب وجهها بشده فور سماعها كلماتها تلك
=والله ما اقصد ..والله ما اقصد انتى …انتى احسن واحده فى الدنيا دى..منها لله ملاك اختك هى السبب فى كل ده..
ضمتها اليها هامسه بصوت ضعيف منكسر
=متزعليش منى يا مليكه و الله مقصدش…
ربتت مليكه فوق ظهرها بحنان مغمغمه بصوت اجش
=خلاص يا رضوى محصلش حاجه…
ابتعدت عنها رضوى تزيل دموعها بيدها قائله بهدوء
=تعالى ننزل الكافتريا تحت نعقد……..
لتكمل و هى تنكزها فى ذراعها بلطف
=و هعزمك يا ستى على الشورما اللى بتحبيها حسابى..
ارتسمت ابتسامه ضعيفه فوق وجه مليكه
=لا روحى انتى كملى شغلك انتى و انا هنزل اعقد فى الكافتريا….
لتكمل بصوت منكسر
=لحد ما يبقى يكلمنى و ابقى ارجع على المكتب
هتفت رضوى بصخب
=لا هاجى معاكى كده كده مدحت الغتيت غايب وكلنا ف القسم قاعدين لا ورانا شغل ولا مشغله ..تعالى يلا…
ثم جذبتها بعد ان قامت مليكه بغسل وجهها بالماء حتى تخفف من حدة انتفاخ وجهها..
!!!***!!!***!!!***!!!
فور دخول مليكه و رضوى للكافتريا المكتزه بموظفين الشركه شعرت بعدم الراحه فقد تسلطت جميع الانظار عليها وتعالت الهمسات من حولهم…
جلسوا على احدى الطاولات غمغمت مليكه وهى تعدل من ثوبها فوق جسدها..
=حاسه ان الكل بيتكلم عليا مش عارفه ليه…
لتكمل وهى تعدل من ثوبها حول جسدها..
=اكيد بسبب الزفت اللى انا لابساه ده…اول حاجه هعملها لما اقبض هنزل اشترى كم فستان محترم كده و ارمى فساتين ملاك دول فى الزباله……
غمزت لها رضوى قائله بمرح
=بس الفساتين اللى مش عجباكى دى مخاليكى صاروخ….
قاطعتها مليكه بسخريه
=اها صاروخ انتى هتقوليلى ده حتى…..
قاطعتها رضوى بغيظ
=قلة ثقتك فى نفسك دى اللى مودياكى فى داهيه….
همست مليكه بضعف وحسره
=انا مبقتش قادرة على كل ده يا رضوى حاسه……..
لكنها قاطعت جملتها عندما رأت احدى الموظفين يجلس بالمقعد المجاور لها بطاولتهم
هتفت رضوى بحده
=خير يا احمد ناططلنا كده ليه….
تجاهلها احمد هامساً بالقرب من مليكه و هو يقترب منها بطريقه فادحه
=بقولك ايه…انتى بصراحه كده عجبانى وطالعه من عينى من اول يوم شوفتك فيه
ليكمل ممرراً يده فوق ذراع مليكه
=ايه رايك لو نطلع انا وانتى نتعشا سوا بعد الشغل….
انتفضت مليكه مبتعده عنه هاتفه بغضب
=انت اتجننت …انت بتعمل ايه…
صاحت رضوى هى الاخرى بغضب
=انت ايه اتهبلت جاى تتحرش بها عينى عينك
كده
هتف احمد بسخريه
=تحرش ايه يا رضوى اهدى كده سمعة صاحبتك معروفه بعدين هو انتى متعرفيش انها مقضيها مع نوح بيه سرمحه و لا ايه…
شحب وجه مليكه فور سماعها كلماته تلك صاحت بشراسه وقد اشتعل وجهها بالغضب
=احترم نفسك يا حيوات…انا اشرف منك ومن كل الاشكال الزباله اللى زيك….
اقتربت منهم عده فتيات
هتفت احدهم بسخريه وهى ترمق مليكه بازدراء
= و انتى بقى يا ست شريفه هانم كان نوح بيه بيعمل ايه فى شقتك امبارح بليل …
لتكمل بشماته فور رؤيتها لوجه مليكه الذى شحب كشحوب الاموات
=يا حبيبتى انتى اتفضحتى وسيرتك بقت على كل لسان فى الشركه …. والكل بقى عارف العلاقه اللى بينك و بين نوح بيه…
وضعت مليكه يدها فوق رأسها شاعره بكامل بجسدها يرتجف بشده بينما بروده غريبه تتسلل الى جسدها حتى لم تعد تشعر باطرافها..
اكملت الفتاه بسخريه وهى تشير نحو احمد الذى كان يقف وعينيه تلتمع فوقها
=ادى للغلبان ده فرصته هو كمان ولا لازم يكون معاه ملايين زى نوح بيه علشان……….
همت مليكه بالرد عليها لكن جاء صوت رضوى التى كانت واقفه بوجه احمر محتقن التى لم تتحمل الطعن فى شرف صديقتها اكثر من ذلك
=نوح بيه اللى بتتكلموا عنه ده يبقى جوز مليكه….
لتكمل بحده وهى تجذب مليكه بجانبها متجاهله شهقات الصدمه التى تعالت من حولهم
=مليكه تبقى مرات نوح الجنزورى…سمعنى مراته على سنة الله و رسوله يا شوية غجر
شعرت مليكه بالدوار ينتابها فلم تعد ترى او تسمع شئ حولها تناولت حقيبتها من فوق الطاوله تركض مسرعه هاربه من المكان على الفور تاركه حاله الهرج والمرج تجتاح الانحاء خلفها….
!!!***!!!***!!!***!!!
ظل نوح ينقر باصابعه فوق سطح مكتبه مراقباً الساعه فقد اراد ان ينتظر بعد طرده لنانى ان تمر ساعه قبل ان يقوم بالاتصال بمليكه و يطلب منها العوده الى المكتب مره اخرى..
زف بضيق بينما يمرر يده بشعره مبعثراً اياه بغضب…
لا يعلم الذى فعله من اجل ان يثبت لها انه لا يهتم بها غير معتبراً اياها زوجة له..ام لكى يثبت لنفسه هو هذا…
افاق من افكاره تلك عندما انفتح باب مكتبه فجأه و دلف منتصر الى الداخل بخطوات سريعه و وجهه قاتم حاد
صاح نوح بغضب و هو يجز على اسنانه
=ده مبقاش مكتب ده بقى سيرك كل واحد بيدخل بمزاجه….
قاطعه منتصر و هو يقترب منه قائلاً بتجهم
=نووح الكلام اللى سمعته ده حقيقى ؟!
زفر نوح بحنق قبل يغمغم بحده
=و ايه بقى اللى انت سمعته …؟!
اجابه منتصر و هو يبتلع بصعوبه
=انك اتجوزت مليكه…؟!
انتفض نوح واقفاً ضارباً سطح مكتبه بقبضته
= سمعت منين الكلام ده ؟!
اجابه منتصر سريعاً
=الشركه كلها مقلوبه و بيقولوا مليكه اللى قالت…
تمتم نوح بصوت حاد غاضب وقد اشتعلت النيران بجسده كحمم من البركان
=مليكه….
ثم انتفض مغادراً الغرفه سريعاً بخطوات غاضبه مشتعله وعلى وجهه تعبير يجعل من يراه يفر من امامه هرباً….
نهاية الفصل