رواية واحترق العشق الفصل الرابع عشر 14 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية واحترق العشق البارت الرابع عشر
رواية واحترق العشق الجزء الرابع عشر
رواية واحترق العشق الحلقة الرابعة عشر
بـ مرسى علم
وضع عماد يدهُ على جبين سميرة، ثم قال:
مالك يا سميرة حاسس إنك…
قاطعته قائله:
بس حاسه بشوية صداع،زى ما قولتلك قبل كده،يمكن تغيير المكان والبحر مأثر عليا،بس يمنى مبسوطة.
جذبها عليه ينظر لملامح وجهها على ذاك الضوء الخافت،رغم أن ملامحها مازالت محفورة بعقله وقلبه،منذ أول لقاء بينهم لم تختفي رغم إفتراقهم لما يُقارب من عامين،كان بتلك الفترة يشعر أنه مثل الشريد بلا مأوى،قبل جبينها ثم
نزل بقُبلاته بين وجنتيها ثم شِفاها،رغم إنشغال عقلها لكن تجاوبت معه للحظات سُرعان ما نبهها عقلها، للمهانه التى ستشعر بها بعد إنتهاء تلك اللحظات، حاولت الإبتعاد عن عماد،قائله بنبرة تحذير:
عماد.
جذبها عليه ، يُضم أصابع يديها بين أصابعه غير مُباليًا لتحذيرها
ينجرف بتوق يتغلغل من قلبه المولع المُشتاق،وهى قلبها دائمًا ما يخذلها وتترك له زمام الغرام ثم تحترق مثل الفراشة حين تنجذب نحو هلاكها،على يقين أنها لحظات تشعر فيها كآن مازال لديه لها مشاعر حقيقية وسُرعان ما ينتهي هذا الإحساس ويحترق قلبها حين يبتعد عنها، لكن
للغرابه هذه الليلة لم يبتعد عنها بل ضمها لصدرهُ
رفع يدهُ يُزيح تلك الخُصلات عن جبينها ثم قبلهُ، وإزدادت ضمته لها يحتضنها بين يديه بتملُك… يُزيد ذلك من الحِيرة بعقلها إتجاة مشاعرهُ نحوها… لكن بعقلها إتخذت قرار عدم إخبارهُ برغبتها بشراء مركز التجميل ظنًا أنه قد يُعارض مثلما يُعارض برغبتها بالعمل ويرفض ذلك،تعلم أنه يتغاضى عن عملها مُرغمًا بسبب تمسكها بالعمل من أجل الأنفاق على والدتها… نظر لوجهها القريب من وجهه تبسم وهو يرا عينيها تغفوا، تبسم هامسًا:
للدرجة دى مُرهقة.
تنهدت وحاولت الإبتعاد والاتكاء بجسدها فوق الفراش، لكن مازال عماد يحكم يديه يضمها له، لشدة إرهاق عقلها غفت دون شعور منها، أو ربما عقلها أراد أن يفصل عن كثرة التفكير،أو ربما شعور بالأمان شعرت به للحظات متأكدة أنها ستعود وتفتقدهُ بعد قليل، بينما عماد شعر بأنفاسها الرطبة المُنتظمة على صدرهُ لاول مرة يشعر بهذا الإحساس، يشعر بهدوء وراحة منبعها قلبهُ.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
عصرًا
أثناء خروجهم من المطار كان عماد يحمل يمنى الى أن وصلا الى تلك السيارة التى كانت بإنتظارهم، جلس بالمعقد الخلفي ويمنى على ساقيه، وجوارهم سميرة، أثناء ذلك صدح رنين هاتفه، أخرج هاتفه ونظر للشاشه وتبسم، نظر لـ يمنى قائلًا:
ده عمو هاني، خليني أرد عليه، تبسمت يمنى بينما قام عماد بالرد عليه وأخبره أنه بالطريق سيوصل سميرة ويمنى.
أغلق عماد الهاتف ونظر نحو سميرة التى كانت تنظر نحو خارج السيارة،هنالك شعور يؤكد له أن هنالك ما يشغل عقلها، كاد يُحدثها لكن عاد هاتفهُ للرنين، نظر الى الشاشه، ثم نحو سميرة التى إنتبهت وبلا قصد نظرت الى الهاتف بيده، لاحظت إسم إمرأة لكن لم تُفسر، الإسم كاملًا، بينما عماد تردد فى الرد، لكن قام بالرد لعدم فهم سميرة عدم ردهُ خطأ، سمع قول چالا:
اتمنى تكون رجعت للقاهرة.
رد ببرود:
أيوا وصلت من شويه فى الطريق من المطار.
إنشرح قلبها قائله:
أنا كنت بتغدا مع صديقه ليا فى مكان قريب من المقر الخاص بيك، لو هترجع للمقر نتقابل.
نظر نحو سميرة التى إنتبهت نحوه، قائلًا:.
قدامي عالاقل ساعه على ما أوصل ممكن نخليها لوقت تاني بكره مثلًا.
زفرت نفسها بغضب لم يحدث معها ان فعلت ذلك سابقًا كان هى من تتدلل وتوافق على اللقاء، لكن تحكمت فى غضبها قائله:
تمام نتقابل عندى فى المكتب بكره، وأهو بالمره تشوف وتقيم إمكانيات مصنع بابا.
رد بمجامله:
مش محتاج أشوف ولا أقيم،سيط المصنع ممتاز،تمام نتقابل بكرة.
بعد لحظات أغلق الهاتف ونظر نحو سميرة التى رغم شعورها بالغِيرة لكن لم تُظهر ذلك بينما تبسم عماد قائلًا:
أخيرًا بصيتى لينا،سرحانه فى أيه من وقت ما ركبنا الطيارة.
ردت ببساطه:
مش سرحانه.
تبسم عماد ونظر الى يمنى قائلًا:
مامي شكل الأجازة معجبتهاش.
أومأت يمنى بلا فهم، بينما ردت سميرة:
بالعكس كانت أجازة لطيفه، كمان أثرها على وش يمنى اللى إسمرت خالص.
تبسم عماد وهو ينظر الى يمنى بحنان قائلًا:
حتى وهى سمره قمر وأحلى ضحكة فى الدنيا كلها.
انهى قوله بقُبلة على وجنة يمنى، مُبتسمً ثم نظر لـ سميرة قائلًا:
عيد ميلاد يمنى التاني قرب.
تبسمت هى الأخرى قائله:
أيوا فاضل عليه حوالي أسبوعين.
نظر لها بحنان قائلًا:
السنين بتمر بسرعه.
أومأت سميرة بتوافق، لكن بقلبها تعلم حقيقة أن هنالك سنوات تمُر بطيئة كتلك السنه وبضع الأشهر التى عاشتهم أثناء زواجها من نسيم، كانت تشعر ببطئ الحياة.
بعد قليل وصلا الى أمام تلك البِنايه، ترجلت سميرة، ثم عماد خلفها يحمل يمنى التى قال لها:
روحي لـ مامي يا يمنى.
نظرت له سميرة بإستفسار:
إنت مش طالع معانا.
قبل عماد وجنة يمنى قائلًا:
لاء هانى مستنيني فى المقر وعاوز يرجع المحله الليله بيقول بسنت إتصلت عليه وقالت له إن مرات خالى عيانه شويه.
رفعت سميرة يديها كى تحمل يمنى قائله:
سلامتها،يلا يا يمنى إحنا فى الشارع بلاش تغلبي بابي.
بطواعيه ذهبت يمنى نحوها، تبسم عماد قائلًا:
سلمي لى على طنط عايدة.
أومأت له سميرة قائله:
الله يسلمك.
ثم ذهبت بـ يمنى نحو مدخل البِنايه، نظر عماد لهن شعر بفقدان، لكن سُرعان ما اعتقد أن هذا بسبب تواجدهن معه كُل الوقت طوال الايام السابقة،عاد للسيارة ثم أمر السائق بالمغادرة يكبت ذاك الإحساس،وإنشغل بإتصال هاتفي…
بينما صعدت سميرة الى الشقه الخاصه بها وقفت أمام الباب تحمل يمنى ودقت جرس الشقه،سُرعان ما فتحت لهن عايدة بلهفه،وإستقبلت سميرة بالأحضان،لكن تخابثت بمزح ولم تهتم بـ يمني،ثم سألت سميرة بمرح:
فين يمنى.
تبسمت سميرة وهى تعلم بمزح والدتها،بينما يمنى ألقت بنفسها على عايده كى تحملها،تقول بشغب:
أنا يمنى يا ناناه.
حملتها عايده قائله بمرح:
لاء يمنتي كانت بيضة حلوة،أنتِ مين.
قبلتها يمنى بطفوله تؤكد أنها هي.
تبسمت لهن عايدة سائله:
فين عماد… هو مجاش معاكم.
ردت سميرة:
لاء وصلنا وراح المقر هاني إتصل عليه بالطريق وقال له إن طنط إنصاف عيانه شويه.
ردت عايدة:
أه انا شوفتها وأنا كنت فى البلد كان شكلها باين عليه، ربنا يشفيها، يلا بلاش الوقفه دى، إدخلى خدى لك دُش تفوقى من تعب الطريق، وأنا هقرر يمنى السودة دى شويه أشوفها عملت ايه من غيري.
تبسمت سميرة قائله:
من غير ما تقريرها يا ماما هى هتقولك بأدق التفاصيل.
تبسمت عايدة.
❈-❈-❈
بعد قليل بالمقر
تبسم عماد وهو يدخل الى المكتب، بينما نهض هانى قائلًا:
كويس إنك رجعت إستلم بقى شُغلك.
تبسم عماد قائلًا:
مالك مكنش أسبوع أنا كنت متابع معاك أومال لو كنت سايبك لوحدك.
تنهد هاني قائلًا:
كان الله فى عونك،هلحق أمشى أنا بقى عشان أوصل المحله قبل العشا،بسنت إتصلت عليا أكتر من مره تسألني راجع هناك أمتى…وأمي بتلومني،بتقولى إنت نازل أجازه عشان أشبع منك،مش عشان تقضيها شغل مش كفايه تعب الشغل فى فرنسا… لازم ترتاح
تهكم عماد قائلًا:
كنت رد عليها وقولها اللى زينا متخلقش للراحة،عالعموم إبقى سلم لى عليها هى وبسنت إنما جابر جوز امك مش عاوز أعرفه.
ضحك هاني قائلًا:
والله ولا أنا بس كل شئ نصيب وقدر .
تهكم عماد قائلًا:
فعلًا كل شي نصيب، وإحنا قدرنا وقعنا فى تلات رجاله أسوء من بعض.
تسائل هاني:
طيب أبوك،وجوز أمى،مين التالت بتاعهم.
زفر عماد نفسه بآسف قائلًا بتفسير:
عبد الحميد عم سميرة، النسخه التالته منهم شخص وصولى لأبعد حد مش مكفيه إنه كان السبب فى مآساتي مع سميرة، لاء ودلوقتي جاي يتحنجل لى وعاوزني أشغل إبن عم سميرة عندنا فى مصنع المحله، سألت سميرة عليه قالت لى إنه شاب مستقيم ومش زي عمها إنتهازي.
وافقه هاني قائلًا:
طب طالما شاب كويس ومستقيم فيها أيه لما تشغله واهو تكسب رضا سميرة…مهما كان إبن عمها وزي أخوها.
وافق عماد قائلًا:
فعلًا أنا وافقت عليه بسبب سميرة،رغم إنها مطلبتش ده مني.
تهكم هاني قائلًا:
طبعًا خايفه تفكر إنها بتفرضهُ عليك…
قطع هاني حديثه حين صدح هاتفه، أخرجهُ من جيبه ونظر له ثم تجاهل الرد، نظر له عماد سائلًا بتخمين:
هيلدا؟.
زفر نفسه قائلًا:
لاء جوز أمي، وطبعًا بيبيض وش إنه متهم بالسؤال عني، يلا أستلم مكانك.
تبسم عماد له قائلًا:
واضح انه مش هيبطل إتصال رد عليه وأقول له إنك فى الطريق، هيدعي لك توصل بالسلامة.
تهكم هاني قائلًا:
تفتكر حامد يتمنى لى السلامه،يلا كفاية عليا دعوات أمي وعمتي حسنية.
ضحك عماد قائلًا بتنبيه:
إعمل حسابك عيد ميلاد يمنى قرب وعاوز هديه مميزه تليق بوردتى.
ضحك هانى مازحًا:
تمام هجيب ليها عريس هديه ياخدها منك بدري .
ضحك عماد قائلًا:
لاء بنتي بتحب باباها، شوفلك إنت عروسه.
تبسم هانى قائلًا:
انا بعد اللى مريت بيه،كفيل أتعقد من صنف الستات، يلا بقى كفايه رغي، وعقبال ما تخاويها.
تبسم عماد له وهو يغادر وفكر بفكرة أن يكون له أطفال آخرون غير يمنى، يمنى لم تكُن بالحسبان كانت هدية بالوقت المناسب، بعد أن عاش ندم تسرعهُ.
❈-❈-❈
بشقةسميرة
كانت عايدة تجلس وعلى ساقيها يمنى التي تنشغل بمتابعة التلفاز، بينما جلست سميرة جوارهن تبسمت لها عايدة رغم ملاحظتها ملامح سميرة القلقه، تبسمت لها قائله:
يمنى راجعة سمره اوي زى اللى كانت منقوعة تحت الشمس.
تبسمت سميرة قائله:
هتقولى فيها مكنتش بتفارق عماد وطول اليوم عاوزه تلعب تحت الشمس، وماية البحر مع الشمس صبغوا وشها وجسمها.
تبسمت عايدة قائله:
بس لايق عليها السمار، يمنى حلوة، وبكره جلدها يقشر ويرجع طبيعي.
تبسمت سميرة، ثم قالت:
كنت خايفه نرجع متكونيش وصلتِ المحله مكنش معايا مفاتيح الشقة.
تنهدت عايدة قائله:
انا واصله قبلكم بساعة تقريبًا.
ردت سميرة:
مرات عمي ما بتصدق تروحى هناك ومش عاوزاكِ تفرقيها،يمكن بالذات بعد ما بنت عمي التانيه إتجوزت والبيت فضي عليها بصراحة عمي محدش يطيق عِشرته،ربنا معاها…تعرفي عماد كان لمح لي بالسؤال على صلاح إبن عمي،ولما كنا بنصبح على عواطف عمي شبه طلب من عماد إنه يوظفه محاسب فى المصنع اللى إشتراه هناك،حتى كان طلب منى اتوسط عند عماد،بصراحة صلاح عكس عمي تمامً ويستاهل كل خير،كان نفسي أقول لعمي ده عماد اللى كنت بتستقل بيه.
تنهدت عايدةبآسف قائله:
عبد الحميد طول عمره إستغلالي وإنتهازي مش بيهمه غير مصلحته.
وافقت سميرة قائله:
فعلًا.
زفرت سميرة نفسها وشعرت بآسى وهى تتذكر كيف أجبرها على فض خطوبتها بـ عماد وقبولها الزواج من نسيم.
[قبل حوالي أربع سنوات ونصف]
دلف عبد الحميد الى تلك الرُدهة الصغيرة… جلس على أحد المقاعد قائلً بلا مُقدمات:
سميرة متقدم لها عريس.
نظرن عايدة وسميره لبعضهن وقالت عايدة:
سميرة مخطوبة إنت ناسي ولا إيه.
زفر عبد الحميد نفسه بإستقلال وإستنكار قائلًا:
لاء مش ناسي إنها مخطوبة لابن بياعة القماش التالف، بقاله أكتر من ست سنين أهو مسافر مشوفناش منه حتى انه يبعت مصاريف سميرة، أو أمارة أنه هينزل ويتجوز، اللى سافروا بعدهُ نزلوا.
ردت عايدة:
ما إنت عارف إنه مستني يعمل إقامة، ويصرف على سميرة ليه هى لسه مش مراته.
تهكم عبد الحميد قائلًا:
وهيعمل أمتى الاقامه دى ان شاء الله، شكله شاف له شوفة هناك فى فرنسا ويمكن عمل زي قريبه هانى واتجوز من هناك فرنساويه تسعدهُ،أيه هيرجعه للفقر هنا.
نظرت له سميرة قائله:
لاء مش متجوز يا عمي وإدعي له ربنا يصلح له الحال.
تهكم عبد الحميد ساخرًا يقول:
يصلح له الحال منين، وبعدين شكله كده مطمن ومستلين طبعًا وهو حاسس إنك مدلوقه عليه وعندك أمل مستنيه يرجع بمزاجه، العريس اللى أنا جايبه إبن ناس أغنيه وهو وحيد، وشافك وشاريكِ.
-لا شاريني ولا بايعني يا عمي، أنا راضية وهستنى عماد لحد ما يرجع بالسلامه.
تهكم عمها ساخرًا بإستهزاء وتعسُف قائلًا:
اللى بيروح مش بيرجع،أنا قولت اللى عندي وفكرى إنتِ وأمك،عماد ده من الاول مش موافق عليه…قدامكم أسبوع.
غادر مباشرةً يصفع خلفه الباب بقوه إهتز لها بدن سميرة وعايدة التى ضمت سميرة،ظنوا أن قوله مجرد حديث وإنتهى،لكن كان هنالك قدرًا بأسًا بإنتظارهن… بعد أيام دخل عليهن مثل الإعصار قائلًا:
سيبتكم كام يوم تفكروا، ها قولولى قراركم، أقول للعريس إننا موافقين ويجيب أهله ويجوا يتقدموا رسمي ونحدد ميعاد الفرح.
تهكمت سميرة قائله:
فرح أيه يا عمي، أنا مش هسيب عماد.
نظر عبد الحميد الى عايدة قائلًا:
عقلي بنتك يا عايده عشان مصلحتها.
ردت عايدة:
دى حياتها وهى حره فيها.
تهكم عبد الحميد بغيظ قائلًا:
هى حُره، لكن إنتِ مش هتبقى حره يا عايدة لما أقدم الكمبيالات اللى معايا للنيابه وأخد عليها رفض.
إنذهلت سميرة قائله:
كمبيالات أيه يا عمي.
فسر عبد الحميد بحجود:
إنتِ مفكره إن معاش ابوكِ هو اللى كان معيشكم، كمان الفلوس تمن جهازك إنتِ وعماد المُتيمة بيه وهو مطمن ومش فارق معاه.
نهضت عايدة قائله:
أنا قولتلك هسدد لك الكمبيالات دى بالتقسيط وإنت كنت موافق، أيه اللى إستجد.
نظر نحو سميرة المدهوشه قائلًا:
اللى إستجد إن ربنا باعت لكم نعمه وخير كبير وانتم اللى متمسكين بالفقر كمان انا عاوز فلوس الكمبيالات دى قدامي فرصة اشتري حتة أرض ومحتاج كل قرش.
نهضت سميرة سائله:
وهى فلوس الكمبيالات هى اللى هتكمل تمن حتة الارض، وقد أيه مبلغ الكمبيالات دى، وبسيطة يا عمي، حول الكمبيالات بإسمي وأنا هسددها أقساط زى ما كنت متفق مع ماما.
ضحك بآستهزاء قائلًا:
يبقى كسبت أيه لما احولهم عليكِ بقولك محتاج فلوسي.
تسألت سميرة:
وهو العريس اللى إنت جايبه هيدفع لك المبلغ ده.
رد عبد الحميد:
أيوة هو إبن تاجر كبير كمان هو تاجر له إسمه، وهيدفع المبلغ مهر ومؤخر متين الف جنيه، مفيش بنت فى البلد كلها إندفع لها المهر ده، ولا حتى إنكتب لها قيمة المؤخر ده، كمان مش محتاج لشوية الكراكيب اللى أمك مديونه فى تمنهم ليا وكمان لمحل الادوات المنزليه.
حاولت الإعتراض… بس
عارضها عبد الحميد بتعسف وإصرار:
مفيش بس، قدامك مهله يومين ومحدش هيلوم عليا بعد كده، أنا بدور على مصلحتك.
إستهزأت عايدة بآسف:
مصلحتها إنها تسيب خطيبها اللى مخطوبه ليه من اكتر من ست سنين، وتروح تتجوز واحد متعرفوش.
تمسك بحديث عايده قائلًا:
أهو قولتى مخطوبه من أكتر من ست سنين، كفايه أوي كده، زمايلها معاهم عيال دخلوا المدرسه وهى منتظرة وهم، انا قولت اللى عندى خلاص وإنتهى، وانتم أحرار.
غادر مثلما دلف بغضب، نظرت سميرة الى والدتها وتدمعت عينيهن، ضمتها عايدة قائله:
أوعي تتنازلي وتوافقي عمك، هيعمل ايه يعنى هيقدم الكمبيالات للنيابه، هتسجن مش مهم.
ضمتها سميرة قائله:
مستحيل ده يحصل يا ماما، أنا عارفه العريس اللى عمى بيتكلم عليه، وانا هحاول وأن شاء الله خير.
باليوم التالى
بمنزل والد نسيم
كانت سميرة تجلس مع والدته أخبرته أنها مخطوبه لآخر ولا تريد غيره، وعليها إقناع نسيم بالتخلي عن طلبه لها، بهذا عمها سيتراجع، وعدتها والدته أنها ستحاول التأثير عليه، لكن فشلت لإصرار نسيم الذى كان بارعًا بإغراء عمها والضغط عليه حتى يُصر هو الآخر، أمام ذلك التعنُت غصبًا وافقت سميرة خوفًا على والدتها من السجن، عمها لا ضمير لديه، ولن يهتم إذا تحدث الناس انه سجن أرملة أخيه، كان لديه مُبرر مُقنع أنه يريد لهن المصلحة، وقد كان تم زواجها من نسيم.
[عودة]
إنتبهت سميرة الى والدتها حين وضعت يدها على يدها قائله:
كل شئ قدر وصلاح نفسه مش بيحب أعمال أبوه، وأهو شوفى تدابير ربنا، بنت عمك اللى مكملتش شهر متجوزه غضبانه عنده ودمه محروق أوى، وجوزها معاند فى الصلح.
إندهشت سميره قائله:
والله جوزها ما يستهلها، هو عمي بيمشي ورا الطمع، مره أنا ومره بنته، ربنا يهدى لها الحال…
تعرفي يا ماما أنا بعد ما إتجوزت من نسيم
عرفت ليه كان مصر عليا أنا بالذات لانه عارف إن مليش ضهر يسندنى وهرضى بعجزهُ غصب عني مش هتكلم،وفعلًا ده اللى حصل،بس ساعات بلوم نفسى وأقول أنا كمان إستسهلت وقبلت وقولت ده نصيبي،يمكن لو كنت حاولت معاه كان إتعالج…وحياتي إختلفت عن دلوقتي.
شفق قلب عايدة على حديث سميرة التى أباحت به دون إنتباه منها،لاول مره تفيض أن حياتها مع عماد غير مُستقرة كما كانت تتمني،لكن سُرعان ما إنتبهت وقالت:
يمنى شكلها بتنعس.
نظرت عايدة لـ يمنى قائله ببسمه:
هفوقها لو نامت دلوقتي هتصحى بقية الليل.
تبسمت سميرة وهى تفكر بقرارها الحاسم،هى لم تجد السند فى البشر كما كانت تعتقد،ربما تجده بشكل آخر.
❈-❈-❈
أمام مركز التجميل
كان يجلس بسيارته عينيه مثل الصقر، يُراقب الى أن رأي خروج عفت من المركز، فعل كما فى السابق، وأسرع السيارة ثم توقف فجأة، لكن لسوء حظه لم تكُن عِفت وحدها هى من تقطع الطريق كان هنالك شخص آخر قطع الطريق على غفلة، توقف ذاك الشخص يشعر بإنسحاب قوته البدنيه حتى انه لم يتحمل الوقوف على قدميه وهبط أرضً يجلس يشعر كآنه بلا روح، سُرعان ما تجمع حوله بعض الماره بالطريق، كذالك عِفت، ترجل حازم من السيارة هو الآخر وتوجه نحوه سائلًا ومُعتذرًا، نظرت عفت له لم تستطيع إخفاء غضبها وقالت سريعًا:
إنت تانى، إنت بتسوق وإنت نايم.
شعر بضيق لكن إعتذر قائلًا:
لاء مش بسوق وانا نايم بس قدامى الإشارة خضره كمان الطريق كان خالي، ومستعد أدفع تعويض للأستاذ كمان ممكن أخده لاي مستشفى.
تهكمت قائله:
مستشفى وتعويض، حضرتك فاهم غلط، حياة الناس مش لعبه، وفعلًا الأستاذ محتاج لمستشفى يتعلق له محلول يرُد له الروح بعد الخضه اللى هو لسه تحت تأثيرها، إيديكم معايا يا جماعة،ندخله فى عربية البيه اللى بيسوق وهو نايم فى مستشفى على اول الشارع تفحص الاستاذ أهو يصلح غلطه.
نظر لها حازم بغيظ من طريقة حديثها المُتجهمه،عكس طريقتها السابقه معه،هو كان يود فقط التعرف عليها لكن ربما أخطأ فى الطريقه.
❈-❈-❈
بالبلده
أثناء سير هاني بالسيرة بمرآة السيارة الخلفيه رأي بسنت تقف فى ذاك المحل تتحدث مع تلك المعتوهه، قام بإيقاف السيارة،وأشار لها،إنتبهت له وتبسمت ثم سُرعان ما تركت فداء وذهبت نحوه فتحت باب السياره ودلفت مباشرةً تُرحب به قائله:
تيتا إنصاف من وقت ما قولت لها انك جاي والصحه رجعت لها وقامت عملت طبيخ يقضى الشارع كله، وكمان بعتتني السوبر ماركت اشترى شوية حاجات كانت ناقصه، والله قولت لها ده كتير بس هى بقى صممت واهو جبت لها كل اللى طلبته واهى كانت فرصه فداء كانت فاضيه وشرحت لي حاجه فى المنهج مكنتش فهماها.
إندهش سائلًا:
فداء مين؟.
ردت ببساطة:
فداء اللى كنت واقفه معاها، بنت صاحب السوبر ماركت ده وصاحبتي، هى المفروض كانت تبقى مدرسه، بس طبعًا مفيش تعينات، أهى واقفه فى السوبر ماركت بتاع باباها، وبتساعدنى كتير بدون مقابل.
إيتغرب ذلك قائلًا:
فداء مين،
البنت اللى واقفه فى السوبر ماركت ده معاها كليه، وكمان بدرس دى معتوهه.
ضحكت بسنت قائله:
وإنت أيه اللى عرفك بها دى لطيفه خالص والله، كمان صاحبتي.
تهكم قائلًا:
هى دى نوعية تتصاحب، عالعموم ماليش فيه.
تخابثت بسنت سائله:
ومالك مضايق منها كده ليه إنت متعرفهاش أساسا دى لطيفه خالص.
تذكر هانى قول ذاك الطفل وهو يعنها “فتاااء”
رد بسخط:
ولا عاوز أعرفها أساسا، هو كنت بشتري منها سجاير وقعدت ترغي رغي فاضي وكانت عاوزه تبيع لى صواريخ العيد،قال جمله وقطاعي.
ضحكت بسنت قائله:
هى فداء كده عِشريه وبتاخد عالناس بسرعه.
تهكم هانى قائلًا:
دى مش عِشريه، دى حِشريه، وهى مالها أشرب سجاير انا حُر، هى بطرقع فى اللبانه وانا قرفان منها كنت كلمتها، كل واحد يخليه فى نفسه.
ضحكت بسنت، لكن بداخلها تمنت أمنيه خاصة ستقولها لجدتها، تأخذ دعمها ربما تكون سببًا وتُجمع بين أحبائها.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بمركز التجميل، بغرفة چانيت
تبسمت لـ سميرة قائله:
مبروك عليكِ الصالون يا سميرة، إنتِ كنتِ من أفضل البنات اللى إشتغلوا فى السنتر ومفيش مره زبونه إشتكت منك، الصالون زباينه ناس محترمة،أنا كمان هبقى زبونة.
تبسمت سميرة لها بود قائله:
تشرفي فى أى وقت كآن الصالون ملك حضرتك.
تبسمت چانيت لإشارة المحامى الخاص بها وقالت لـ سميرة،المحامي واضح إنه خلص العقود خلينا نمضيها.
تبسمت سميرة تشعر بسعادة،حين وضعت چانيت توقيعها فوق العقود ووجهتها نحو سميرة،لتضع توقيعها هى الأخرى تشعر بثاني فرحة مُميزة بحياتها بعد يمنى.
❈-❈-❈
بمكتب عماد بالمقر
نظر الى تلك الصوره على هاتفه وتبسم كانت الصورة لـ سميره وهى نائمة، إلتقط الصوره أثناء تلك الأيام الماضية، صوره لملامح ملائكيه… تنهد بشوق، ثم تبسم وقام بإتصال، سُرعان ما جاوبه الآخر تحدث له بأمر:
عاوزك تشتري السنتر ده بأي تمن.
أجابه الآخر:
تمام يا أفندم، انا تقريبًا بقيت قدام السنتر وإن شاء الله إطمن حضرت، متوقع التفاوض يكون سهل.
تبسم عماد وأغلق الهاتف، وضعه على المكتب وتنهد بسعادة، وهو يتخيل مفاجئته لـ سميرة بهدية عيد ميلاد يمنى، وإن كانت يمنى أغلى هدية بحياته، يمنى كانت هدية الوصال.