رواية القلب ملك لمن يستحقه الفصل الثالث 3 بقلم سارة علي
رواية القلب ملك لمن يستحقه الجزء الثالث
رواية القلب ملك لمن يستحقه البارت الثالث
رواية القلب ملك لمن يستحقه الحلقة الثالثة
مر اسبوعين على ذلك اليوم …
يوم أن قررت نسيانه ….
اسبوعين تجاهلت خلالهما ألم قلبها …
قست على نفسها متعمدة أن تنسى ما حدث معها …
أن تنسى خذلانه لها .. خيانته المؤلمة …
كانت تجلس على احدى المصطبات أمام البحر تحمل دفترها معها تكتب فيه كعادتها …
تتحدث من خلال قلمها ..
تفصح عن مشاعرها وأوجاعها …
منذ سنوات هذا الدفتر كان رفيقها المقرب وما زال كذلك ….
أغلقته أخيرا وهي تتنهد بصمت …
مشاعرها مضطربة للغاية …
حياتها تسير على نفس الوتيرة …
تأملت البحر مجددا بعينين لامعتين ….
تتسائل عن الوقت الذي ستتحرر فيه من آلامها ….
شعرت بشخص ما يقف على مقربة منها يتمتم :-
” مرحبا …”
رفعت عينيها نحوه لتجد أمامها شابا وسيم الطلعة يتأملها بإبتسامة هادئة وهو يخبرها :-
” أنا مصطفى ….”
همست بحيرة :-
” تفضل …”
أشار لها قائلا :-
” انا أعمل في أحدى الجمعيات التابعة لدعم ذوي الهمم… ”
اختلج قلبها بعنف وهي تتسائل عن كيفية معرفة بحالتها ….
شعرت بحرارة تكسو وجنتيها بينما لم يعِ هو ما يحدث معها وهو يضيف :-
” نحتاج الى تبرعات …”
ثم مد بطاقة نحوها مرددا :-
” في هذه البطاقة يوجد عنوان الجمعية وكذلك أرقام هاتفها وطرق التبرع أيضا … يسعدنا مشاركتك في تبرعاتنا …”
أخذت البطاقة بآلية وهي تهز رأسها عندما تحرك الشاب بعدها فوجدته يتجه نحو الموجودين في المكان ويفعل نفس الشيء معهم …
هكذا إذا … الشاب يؤدي وظيفته فقط…
تأملت البطاقة لوهلة قبل أن تترقرق الدموع في عينيها وهي تفكر إنه لا يعلم إنها الأخرى من ذوي الهمم كما أطلق عليهم …
نهضت بعدها من مكانها بعدما وضعت دفترها والبطاقة في حقيبتها …
حملت حقيبتها معها وتحركت ببطأ مقررة العودة الى المنزل …
كان المنزل يبعد مسافة قصيرة عن البحر لذا فهي تأتي إليه سيرا على الأقدام رغم صعوبة ذلك بالنسبة لحالتها لكنها اعتادت على ذلك مع مرور الوقت …
أخذت تسير على الرصيف بحذر عندما شعرت بشاب يسير ورائها يهمس لها ببضعة كلمات بذيئة أثارت حفيظتها …
توقفت مكانها بجزع وهي تشعر به يقبض على ذراعها فدفعته بقوة وهي تصرخ بهلع حقيقي …
لم تستوعب ما حدث بعدها سوى قدوم شابين نحوها حيث سارع الأول يقبض على الشاب ويضربه بعنف بينما الآخر أشار لها أن تبتعد ….
بدأ الشجار بينهما وبينه لتنكمش هي في مكانها محيطة جسدها بين ذراعيها تشاهد ما يحدث من شجار عندما وجدت الشاب الذي تحرش بها يخرج سكينا من جيبه ويتقدم بها نحو احدهم يهم بطعنه …
صرخت لا إراديا بينما سقط الشاب أرضا بعدما نالت الطعنة منه بينما تجمهر الناس تدريجيا حولهم والشاب الآخر استطاع أن يقبض عليه ويأخذ السكين منه …
………………………………………..
في المشفى …
كانت مريم تجلس على أحد المقاعد تبكي بصمت وجسدها يرتجف بالكامل …
تنتظر قدوم ابن خالتها الذي اتصلت به وأخبرته بما حدث ….
تتأمل المكان حولها برعب حقيقي وهي تتخيل أن يخسر الشاب حياته بسبب هذه الطعنة …
تساقطت دموعها أكثر عندما وجدت ابن خالتها يتقدم راكضا نحوها فتحاملت على جسدها وهي تنهض مرددة بجزع :-
” ياسر ….”
هتف ياسر بسرعة وهو يحتضنها :-
” ماذا حدث يا مريم …؟!”
تمتمت بصوت باكي :-
” طعنه بسببي … الحقير…”
” مالذي حدث ..؟! أخبريني …”
سألها بقلق شديد لتهمس ببكاء ضعيف :-
” كان يحاول التحرش بي عندما أتى الشاب المسكين وآخر معه وسارعا ينقذاني ليبدأ الشجار بينهم عندما أخرج ذلك الحقير السكين وطعنه بها ….”
قال بخفوت :-
” حسنا اهدئي … ”
قالت باكية :-
” كيف أهدأ يا ياسر …؟! الشاب في الداخل يصارع الموت بسببي …!!”
مسح دموعها مرددا بحنو :-
” اهدئي ارجوك … سيكون بخير … ان شاءالله …”
رفعت بصرها مرددة بسرعة :-
” أتى الشاب الآخر ….”
استدار ياسر نحوه عندما هتف الشاب متسائلا بلهفة :-
” كيف حال بسام ….؟!”
أجاب ياسر نيابة عنها :-
” هو في الداخل … في غرفة العمليات …”
” يا إلهي …”
تمتم بها الشاب وهو يغمض عينيه بخوف قبل أن يضيف :-
” ماذا سأفعل ..؟! كيف سأخبر عائلته …؟!”
همس ياسر لمريم :-
” اجلسي انت يا مريم وارتاحي …”
سألته بخوف :-
” لن يموت يا ياسر … أليس كذلك …؟!”
” باذن الله سيعيش ..”
قالها ياسر وهو يقبض على كفها يجلسها على المقعد خلفها مجددا قبل أن يعود الى الشاب الذي كان يتحدث مع عائلة المصاب يخبرهم بما حدث عندما أنهى اتصاله وأخذ يتبادل الأحاديث سريعا مع ياسر …
عاد ياسر نحوها يخبرها :-
” ما رأيك أن تغادري أنت يا مريم وأنا سأبقى هنا …؟!”
قاطعته برفض :-
” مستحيل … لن أغادر المشفى حتى أطمئن عليه …”
” ولكن جدتي ستقلق عليك …”
قالها ياسر بجدية لكنها بقيت مصرة على قرارها في عدم المغادرة حتى تطمئن على الشاب …
………………………………
بعد حوالي ربع ساعة وجدت مريم عائلة الشاب تتقدم بدءا من والديه وكذلك شقيقه الأكبر والذي شعرت لوهلة إن ملامحه ليست غريبة عليها …
سمعت الشاب الآخر يخبرهم باختصار عما حدث عندما توجهت أنظار الثلاثة نحوها فشعرت بيد ياسر تقبض على كتفها بدعم ….
صاحت الأم برعب :-
” متى دخل الى العملية …؟! كيف وضعه …؟!”
تمتم الشاب ببؤس :-
” لا أعلم يا خالتي … أنا أتيت قبل قليل ووجدته في غرفة العمليات … أخذوني قبلها الى مركز الشرطة و …”
ثم توقف لوهلة ثم أضاف :-
” لم يخرج أي أحد من الداخل حتى الآن …”
صاح يوسف في احدى الممرضات يسألها عن الوضع فأخبرته إن الطبيب سيخرج ويخبره بما يحدث عندما وجدوا الطبيب يخرج بعد دقائق بملامح مبهمة ليتقدم الجميع منه بلهفة بينما استندت مريم على ياسر وهي تنهض من مكانها لتسمع الطبيب يخبر عائلته :-
” الوضع العام ليس جيدا … الطعنة كانت عميقة وأصابت كليته اليمنى … ”
صرخت الأم باكية :-
” ماذا يعني ..؟! هل سأفقد ابني ..؟! تصرف يا دكتور …”
تمتم يوسف :-
” يمكننا أن نأخذه الى خارج البلاد و …”
قال الطبيب بجدية :-
” حاليا لا يمكننا اتخاذ أي خطوة … الوضع العام خطير وعلينا الانتظار ….”
أنهى الطبيب كلماته لتشهق الأم باكية وهي تشير لزوجها :-
” ولدي يا كمال … ولدي يموت … تصرف …”
عادت مريم تبكي بصمت بعدما سمعته عندما شعرت بعينين جامدتين مسطلتين عليها ليرتعش جسدها كليا وعينيها تلتقيان بعيني يوسف اللتين كانتا تنظران إليه بجمود مهيب وقد عرفها فهي نفس الفتاة التي ساعدها قبل إسبوعين ….
تقدم نحو صديق شقيقه يتبادل معه الكلمات الهامسة عندما تحرك ياسر نحوه مرددا :-
” أنا آسف جدا لما حدث مع شقيقك …”
قال يوسف باقتضاب :-
” حسنا …”
أضاف ياسر باحراج :-
” أعلم إن ما تعرض له كان بسبب دفاعه عن ابنة خالتي …”
قاطعه يوسف بجمود :-
” شقيقي تصرف بشهامة وهذا أمر منطقي جدا …. هو تصرف كما يجب أن يتصرف أي شاب في مكانه …”
قال ياسر بجدية :-
” بالطبع ولكن هذا لا يلغي شعورنا بالذنب لما أصابه …”
تحدث الشاب الآخر :-
” الآنسة لا دخل لها …. يعني نحن من تقدمنا نحوه وسارعنا نضربه بعدما وجدناه يتحرش بها .. لم نتحمل رؤيته يتصرف بهذه الطريقة ….”
” أنا حقا ممتن لك وله ولا أعرف ماذا يمكنني أن أفعل …”
قالها ياسر بحيرة ليقاطعه يوسف :-
” لا داعي أن تفعل أي شيء … كما قال سامي … الآنسة لا ذنب لها فيما حدث … ”
أكمل وهو ينظر اليها بشكل عابر فيجدها تجلس مكانها مخفضة وجهها نحو الأسفل وتبكي بصمت :-
” من الأفضل أن تغادر الآنسة المكان فهي بالتأكيد مرهقة للغاية بعدما حدث …”
قال ياسر بجدية :-
” سأحاول اقناعها بضرورة المغادرة …”
قال سامي :-
” صحيح ، قال الضابط إنهم سيحتاجون أن يأخذوا شهادتها غدا …”
هز ياسر رأسه بتفهم ثم تحرك نحوها هامسا لها بضرورة مغادرتها فهمت بالرفض عندما وجدت الشاب يخرج من غرفة العمليات محمولا على سرير المشفى حيث يتجه الممرضين به الى غرفة العناية المركزة ….
ركضت العائلة بسرعة معهم بينما بقيت مريم تراقب ما يحدث برعب شديد قبل أن تسمع حديث ياسر الذي يرجوها أن تسمع كلامه وتغادر معه بينما يوصلها هو الى المنزل ويعود بعدها الى المشفى ويبقى مع أسرة الشاب حتى يطمئن عليه …
إضطرت الى الموافقة لكنها أرادت أن تذهب وتراه في غرفة العناية المشددة وتطمئن عليه أولا عندما وصلت هناك فوجدت والدته تقف وتتطلع له من النافذة الخارجية تبكي برعب جانبها زوجها يربت على كتفها وهو بالكاد يتماسك بينما يوسف وسامي يتحدثان مع أحد الأطباء ..
وقفت جانبهما تتأمله وهو ممددا فوق السرير فاقدا للوعي بينما الأجهزة تحيط بجسده من جميع الجوانب …
همست بخفوت :-
” أنا آسفة … آسفة لما حدث …”
ثم نظرت الى والديه عندما وجدت الأم تنظر لها بصمت غير مفهوم لتضيف :-
” سامحاني …”
سمعت الأم تتحدث أخيرا باقتضاب :-
” ليستيقظ ابني اولا سالما ويمكنك بعدها الاعتذار ….”
ثم عادت تنظر الى ولدها باكية مجددا لتشعر مريم بياسر نحوها يطلب منها أن يغادران …
تأملته مريم بتردد قبل أن تتحرك جانبه ببطأ خارج المكان عندما سمعت صوت صياح جعلها تتجمد مكانها وكلمات شطرت قلبها الى نصفين :-
” قلب المريض توقف …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القلب ملك لمن يستحقه)