روايات

رواية سجينة توب الرجال الفصل الأول بقلم هدى مرسي أبو عوف

 رواية سجينة توب الرجال الفصل الأول بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل الأول بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل الأول بقلم هدى مرسي أبو عوف

فى منزل كبير بالصعيد مكون من ثلاث طوابق . الطابق الاول بهو كبير مجهز لاستقبال الزوار ، بأثاث حديث ، ومطبخ وحمام وغرفة صغيرة للخزين ، الطابق الثاني غرف النوم ، غرفة كبيرة ل عزمي الطحاوي،وزوجته بها غرفة نوم على الطراز الحديث ، والغرف المجاورة للابناء شاكر و فايز و عبد العزيز ، والطابق الثالث به غرف البنات ولم يتبقى منهن غير سميحة ، وابنة عمها بهيرة والتي تعيش كخادمة لهم جميعا ، والعمة انصاف التي اتت لتعيش معهم بعد وفاة زوجها ، دخلت زوجة العم ( رقية سيده فى الخامسه والاربعين من عمرها محتفظه ببعض من جمالها، يوجد على وجهها بعض علامات السن،وبعص الشعرات البيضاء فى شعرها، معتدلة القوام) غرفة بهيرة نكزتها في جنبها وهي نائمة قائلة : اصحي يابت جومى ، جامت جيامتك لساكي نايمة عاد .
فزعت بهيرة وقامت اعتدلت : خير يا مرت عمي في حاجة ؟
رقية بغضب : نايمة ليه لدُلوك مفكرة نفسك عروسة اياك؟
تعجبت بهيرة : عروسة ايه انا مفهماش حاجة ، انا اتاخرت عند عمتي فمجدرتش اجوم .
رقية بضجر : يبجا عمك مجلكيش .
بهيرة : مجليش ايه؟
رقية : الخميس الداي كتب كتابك على واد عمك .
كادت بهيرة تبتسم ثم تصنعت الحزن : واد عمي مين ؟
خبطتها رقية في كتفها بغل : واد عمك شاكر خصاره فيكي انت ، معرفاش انا ايه اللى بلانا بيكي ، انزلي يلا شوفي الوكل .
وتركتها وذهبت ظلت بهيرة تقف مكانها للحظات لا تصدق ماقالته زوجة عمها ، نظرت لنفسها في المرآة ، فهي نحيفة الجسد قمحية اللون تميل الى السمرة ، ملامحها عادية جدا شعرها اسود ناعم ، امسكت جلبابها بيدها ، فهو يسع شخص اخر معها قائلة : ياسعدي ياهناي عتدوز شاكر الجمر ده(فهو شاب فى منتصف العشرينات ممشوق القوام قمحى اللون يميل الى الابيض زو شعر اسود مجعد ) ، دانا امي دعيالي ، يارب يخفو عني بجا ، ويريحوني شوية من الهم اللى انا فيه ده ، الله يرحمك يا بوي مت وهملتني انت وامي ، ومن وجتها واني عايشة في مرار (تاوهت بمرارة ) ااااااه يعني داري ومالي وعايشة كاني خدامة عنيدهم ، دلوك الحال هيتغير هبا(أبتسامة واسعة) مرت ابنهم ، اما اطلع افرح عمتي واطمن عليها جبل لاانشغل ومعرفش حتى اطل عليها .
جمعت شعرها وارتدت حجابها ، وخرجت من غرفتها فتحت باب غرفة عمتها بدون اصدار صوت ، وجدتها ماتزال نائمة فاغلقته بهدوء ونزلت الدرج، مرت بجوار غرفة شاكر فهي بجوار الدرج ، سمعت حديث بينه وبين والدته .
شاكر غاضبا : جوازة دي ولا جنازة ، بدك تجوزيني البت اللي ملهاش وش من ضهر دي ، ده الواد العجل صاحبي ليه شكل عنها .
رقية في حدة : واه انت مفكر انك من حجك ترفض ، ابوك امر يبقا خلاص هتدوزها انت فاهم .
زاد غضب شاكر : ليه بت انا اياك انا معيزهاش ولو جوزتوهالي هبرق عليها اموتها ليكم .
رقية ساخرة : موتها اجله ناخد كل مالها ونخلص ، افهم ياواكل ناسك انت ، ادوزها عشان الارض والعز ده ميجيش راجل تاني ياخده .
شاكر : ياخده كيف يعني واحنا نهمله عاد .
رقية ماكرة : ماهو عمك درغام هو السبب داي يخطبها لولده، فبوك حب يجفل عليه جاله دي مخطوبة لشاكر وكتابهم الخميس الداي .
شاكر : طب ماتدوزهالو يستاهل حلال عليه يغور بيها .
رقية غاضبة : اه وياخد الارض والبيت ونرجع تاني نعيش في البيت العفش ، ده ارضها احلى ارض في البلد كلتها ، اسمع يا واد انت هتتدوزها سواء رضيت او لا ، وبعدين خليها خدامة ليك واتدوز اللي تعجبك هو حد يعني هيمنعك .
فكر شاكر قائلا : ماشي امري لله اهي بلوة وانحدفت عليا .
رقية : ايوه اكده اعجل بكرة هتروح انت وابوك تدلو مصر تشترو حاجات لوازم الدواز .
شاكر ساخرا : وهي دي تتشور كيه الحريم ، دي ندبلها خيشة تلبسها احسن .
ضحكت رقية : يحظك ياولدي دي حتى الخيشة متنسبهاش ، هسيبك اشوف اللي وريا .
سمعت بهيرة كل كلامهم واحترق قلبها الما منه ، وانهمرت الدموع من عينها ، صعدت الى غرفة عمتها ، دخلت وجلست الى جوارها ، كانت قد استيقظت فزعت من بكاءها : مالك يا بنت اخوي بتعيطي ليه ؟
بهيرة ببكاء : عايزين يدوزوني شاكر وهو مطايجنيش وعايز يموتني ، امه اجنعته انه يتدوزني ويخدني خدامة ليه ، كلت ده عشان الارض والفلوس ، يعني فلوسي وفلوس ابويا واعيش خدامة ليه يعني عملت ايه انا ولا ذنبي ايه ان جسمي صغير ، اعمل ايه في نفسي يعني.
ربطت انصاف على ظهرها : ياعيني عليكي يا بتي عجولك ايه بس ربنا جادر يبعدهم عنك وينجيك منيهم ، اسمعي انا هكلمه واحاول معاه .
بهيرة ببكاء: وهو هيسمعلك عاد ده بده يخلص من الخطاب اللي عما يجولو عايز يضمن الارض ، طب هو انا لو روحت استنجد بعم درغام يهملني ؟
فكرت انصاف : لاه ميهملكيش بس مرته هتمسكهالك وهتخرجي من ذل هنا لذل تاني هناك .
بهيرة وقد ازدادت في البكاء : واااه يعني المر وريا وريا .
انصاف : بطلي بكا عاد اسمعي انا رايحة بكرة كشف الدكتور ، هعدي على عم درغام وبطريقتي هفاهمه الحكاية واخليه يساعدك .
مسحت بهيرة دموعها : صحيح ياعمتي ربنا يخليكي ليا يا عمتي ، بس انا خايفة ميعرفش يعمل حاجة ؟
انصاف : لو ده حصل هخدك ونتدلو على عمك عمري هو ميهملناش ابدا وربنا عنده الفرج .
تنهدت بهيرة بامل : يارب ياعمتي يارب عمري ما هنسى جميلك ده عمري كله .
وهرولت على يدها قبلتها ، فجذبتها منها عمتها قائلة : بس يابت مبحبش اكده انت بنت اخوي الغالي اللي وجف جنبي كتير الله يرحمه وده اجل حاجة اعملهاله متعمليش اكده تاني فاهمة .
احتضنتها بهيرة وهي تقول : حاضر ياعمتي حاضر هسيبك وانزل لحسن مرت عمي تستعوجني .
انصاف : طب انزلي بس اسمعي اوعاكي تجولي لحد عن الحديت اللي دار بنتنا ده فاهمة .
بهيرة : حاضر ياعمتي .
نزلت بهيرة وهي حزينة فهي تعلم ما ينتظرها من هم ، جلست انصاف تتذكر قائلة لنفسها: من يوم موتك يا نظمي ياخوي ، واحنا في مرار طافح ، عزمي طمع في كل حاجة حتى حج عمري (تنهدت) ياترى اخبرك ايه ياواد ابوي دلوك ، هملتنا ومشيت وسبتنا للهم ده ، عارفة انه مكنتش تجدر تعمل شئ ، بس اهو اجله كنت فضلت وينا ، واغمضت عينها(وبدأت تتذكر الامر كأنها تراه) .
في بيت كبير من طابقين دخل عمري(رجل فى اوئل الثلاثينات من عمره طويل القامه اسمر اللون زو شعر اسود ناعم ) وهو حزين واتت اليه انصاف ، وكان يبدو عليها الثراء ووجهها مضئ رغم سمرته الخفيفة فهى فى اوخر العشرينات ، وترتدي فستان جميل باللون الوردي ، وشعرها منسدل على ظهرها ، ابتسم عندما راها سلمت عليه قائلة : كيفك يا واد ابوي ؟
تنهد عمري بحزن : الحمد لله المهم انت انا داي اسلم عليكي جبل لاادلى مصر .
حزنت انصاف قائله: واااه انت لساك مصلب دماغك ، ماتستهدى بالله وتجعد ياخوي .
عمري : لاع خلاص مليش مكان اخوكي مسبليش حل تاني انا مش هبجا جربوع في ارضي .
انصاف : ايه الكلام ده هو لما تشتغل في ارضك تبقا جربوع ده كلام بردك .
عمري بحدة : وهو لما يديني اوضة مع الخدم ، وكمان مرضيش ابني دار في ارضي ، ويمن عليا باللي هو عايزه ده كلام ؟ بصي يا بت ابوي انا خلاص جفلت الحوار وياه ، وهو هيبعتلي حجي على مصر ، وانا هعيش هناك خلاص ، وربنا يسهله بجا .
انصاف باستسلام : طب يا واد ابويا جولي عتجعد فين اجيك ؟
عمري : امسكي الورجة دي فيها علواني وانت بالزات وجت ماتحبي تعالي انت الوحيدة اللي بتفهمينى يا بت ابوي .
فتحت عينها وتساقطت الدموع منها قائلة : واهي كملت بموت سندي وضهري وبجيت انا كمان ضعيفة وهزيلة ، بس انا متأكدة ان ربنا مش هيهمل بت اخوي ابدا ، لانه كان راجل زين يعرف ربنا صح، ورغم انه كان اصغر من عزمى بس كان له كلمه عليه،ودلوك بعد ماماتةمحدش بجا يقدر عليه، بس عمري كان ديما يفرح بزيارتى ليه انا وبهيره وكانه يوم عيد،وديما يجولها انت بنت اخوى الغالى،ومهيردلهاش الذل والبهدله اللى هى فيها دى .
…………..
استيقظت بهيرة مبكرا فهي لم تنم الا ساعات قليلة من القلق والخوف ، ذهبت الى غرفة عمتها فتحت الباب دون اصدار صوت ، اقتربت منها وهي تمشي على اطراف اصابعها ، نظرت اليها وجدتها نائمة فنادت بصوت خفيض : عمتي عمتي …
لم تجب عليها اخذت نفس وزفرته ، وهي تشعر بخيبة امل ونزلت الدرج قابلتها زوجة عمها نظرت اليها بعبوس قائلة : زين انك صحيتى لحالك كنت لسه هعيط عليكي ، تعالي ورايا .
هزت بهيرة راسها بالموافقة دون كلام ، وذهبت خلفها دخلت الى غرفة شاكر ، كان قد استيقظ وخرج مع والده ، اخذت رقية نفس وزفرته قائلة : رتبي الخلجات دي في الدولاب وروجي الاوضة وبعدين انزلي حضري فطار عمتك واطلعيلها بيه .
بهيرة بنظرة انكسار : حاضر يا مرت عمي .
رقية : بعد ماتفضي كل الخلجات من الشنطة دسيها تحت السرير فاهمة .
هزت راسها بالموافقة ، تركتها وخرجت رقية وهي تقول بضيق : معرفاش انا لوزمها ايه الحاجات دي كنك عروسة اياك هاااع .
زاد الم وحسرة بهيرة على نفسها ، رتبت الغرفة وخرجت وقبل ان تصل الى الدرج نادتها رقية قائلة : بهيرة انت يابت .
اقتربت من الغرفة وقفت عند الباب : ايوه يا مرت عمي ؟
رقية : انزلي بسرعة حضري فطار عمتك لحسن عمك جاي دلوك ومعاه ردالة عجلي بسرعة .
تحركت بهيرة مسرعة ناحية الدرج قابلها عمها فاوقفها ومد يده لها بحقيبة قائلا : خدي الشنطة دي اديها لمرت عمك وجولي لها دي فلوس الفرح تخليها على ما اخلص كلام مع الرجالة ، وانت اطلعي على اوضتك ومتخرجيش منها واصل .
تعجبت بهيرة قائلة : ليه هو في حاجة ياعمي ؟
عزمي غاضبا : منغير كتر حديت يلا غوري .
بهيرة بخوف : حاضر ياعمي بس ينفع اجعد مع عمتي انصاف ؟
عزمي : ماشي بس يلا بسرعة اتحركي .
التفت بهيرة اذا برقية تقف خلفها قائلة : وااه في ايه هما الرجدلة جين ليه ؟
عزمي عابسا : مش وجته الحديت ده عاد روحي دلوك انت وهي .
تركهم ونزل الى الاسفل قدمت بهيرة الحقيبة لزوجة عمها قائلة : خدي الشنطة .
رقية وهي تحاول ان تستمع لما يحدث بالاسفل ، اشارت لها بيدها قائلة : حطيها في الاوضة هناك دلوك وروحي من هنا .
وضعت بهيرة الحقيبة في غرفة شاكر ، وصعدت الى غرفة عمتها وجدتها ماتزال نائمة ، فجلست الى جوارها على طرف السرير وبدأت تيقظها بصوت خفيض : عمتي … عمتي يلا اصحي .. عمتي …
لكنها لم تجيب عليها فامسكت يدها من على صدرها قبلتها قائلة : عمتي يلا جومي لساكي نايمة مش هتشدي يدك مني وتزعجيلي .
لكنها لم تجيب عليها ، وشعرت ببرودة شديدة في يدها ، فهزتها بيدها وفزعت وبدأت تصرخ بها قائلة : عمتي … عمتي .. ردي عليا متهملنيش اكده … عمتي مالك بيكي ايه عمتي ..
وزادت بالصراخ والبكاء اتت رقية مسرعة على صوتها ، صرخت بها قائلة : بتصرخي ليه يا بت انتي متفضحناش الردالة تحت .
لم تسمعها بهيرة من صدمتها وظلت تصرخ ببكاء وهي تهز عمتها على امل ان تستيقظ قائلة : جومي يا عمتي جومي هتهمليني انت كمان …. عمتي احب على يدك جومي متهملنيش لحالي عمتي .
فزعت رقية من صراخ بهيرة وعدم استجابت انصاف لها ، فاقتربت منها امسكت يدها ونظرت على وجهها ففهمت انها فارقت الحياه ، فنادت عليها قائلة : انصاف ردى عليا انصاف .. دي بينها ماتت صح .
صكت وجهها وزادت بهيرة في الصراخ والعويل عليها ، فتضايقت رقية وامسكتها من ذراعيها وهزتها بقوة : اكتمي يابت معيزينش عديد في الدار اجفلي خاشمك ده .
لم تسمعها بهيرة فهي كانت في حالة انهيار تامة ، فهي كانت املها الاخير ، اتى شاكر على صوتهم قائلا بفزع : في ايه مالها عمتي انصاف .
نظرت اليه رقية ورمت بهيرة ارضا قائلة : سكت الكلبة دي عمالا تصرخ عشان عمتك ماتت والناس تحت منجصينش فضايح .
انهال عليها شاكر ضربا بيديه وقدمه ، وكانه ينتقم منها لانهم سيزوجوها له ، زادت في الصراخ من الم الضرب الذي زاد فوق المها الذي يقطعها من الداخل ، زاد شاكر هو الاخر في الضرب ، حتى ان الرجال بالاسفل سمعو الصوت ، وفزو جميعا واقفيا وهم ينظرون الى عزمي ، قال احدهم : مالها البت بتصرخ ليه ؟
رد اخر : انتو بتضربوها ولا ايه هي دي صاينة الامانة ؟
ارتبك عزمي فهو لايفهم ماذا يحدث ، وقد رأى شاكر وهو يصعد الى الاعلى ومن وقتها وصوت الصريخ زاد معه صوت خبط ورزع ، واسرع الى الاعلى قائلا : هطلع اشوف ايه الموضوع وانزل لكم حالا .
صعد الدرج ركضا وجد بهيرة تكاد تموت من الضرب في يد شاكر ، فاسرع وابعده عنها ونهره قائلا : انت بتعمل ايه هي حبكت تضربها والردالة تحت انت معندكش مخ يجولو علينا ايه دلوك .
رقية بغضب : ماهي اللي معيزاش تسكت وعمالا تصرخ عشان انصاف ماتت .
صدم عزمي من كلامها فنهرها قائلا : انت معندكيش رحمة يعني عمتها ماتت ومعيزهاش كمان تصرخ ياشيخة حرام عليكي ، وبعدين عايزة تسكتيها اندهليي وانا اسكتها مش تخلي البهيمة ده يموتها وتشمتي فينا الردالة( نظر الى بهيرة ) جومي يا بنت اخوي يلا قومي وانا هتصل بالدكتور يجي يشوف عمتك بيها ايه وان كانت ماتت صح هنقولك روحي انت يلا .
نظرت لها رقية بغضب قائلة : انزلي وجفي تحت مع الحريم ساعديهم واياكي اسمع صوتك فى عديد ولا صوات تاني .
نظر لها شاكر بغضب وتوعد فارتجفت وحاولت ان تقوم لكن قوتها خانتها من شدة مابها من الم ، ساعدها عمها وجذبها بقوة واخرجها من الغرفة قائلا : اطلعي على اوضتك ومتخرجيش منيها فاهمة .
هزت راسها وهي تنتفض من الالم والبكاء والرعب ، وتحركت ببطأ ابتعدت عن الباب قليلا نظر عزمي الى انصاف فتأكد من انها ماتت ، فسبل عينها وغطى وجهها قائلا : الله يرحمها بجا ( نظر الى شاكر ) يعني يا بهيمة نازل فيها ضرب كيف الطور الهايج هي مرتك عشان تمد يدك عليها ، الردالة تحت كلهم داين عشان درغام عايز البت لولده وبيجول اننا جبرين البت على الدواز لو سمعو صوتها دلوك يجولو ايه’لما تبقا تتدوزها ابقى اعمل اللي بدك اياه ان شالله تموتها حتى لكن دلوك لاه .
غضب شاكر قائلا : وه يعني اني اللي غلطان كمان ماهي اللى صرخت بعدين انا سايبكم وماشي .
عزمي غاضبا : استنى هنا هننزل سوى ونجول انها كانت بتصوت عشات عمتها ماتت وانك كنت بتحاول تهديها انت وامك البهيمة دي اللي عايزها تنزل وهي متبهدلة كده عشان الردالة تشوفها ويمسكوها علينا ، خليكي هنا متتحركيش شوية والحريم كلهم هيجو وهي خليها في اوضتها متتدلاش منها واصل فاهمين .
هز الاثنان راسهم قائلين فاهمين ، شد شاكر من يده ونزل وهو يتصنع الحزن والبكاء على اخته ، وعندما رأوه جميعا وقفو ينظرون اليه ، فنظر الى الاسفل قائلا : خيتي انصاف ماتت روح ياشاكر هات دكتور الوحدة عشان يشوفها بسرعة .
استرجع الواقفين وترحمو عليها وجلسو جميعا ينتظرو الطبيب ، اما بهيرة بعد ان اخرجها عمها من الغرفة لم تستطع ان تتحرك من الم جسدها من شدة ضرب شاكر لها فسمعت كل ماقالوه ، فازدادت في البكاء وجرجرت جسدها حتى وصلت الى غرفتها واغلقت الباب على نفسها وارتمت على السرير منهارة وهي تبكي على حالها قائلة : يعني يا عمتي هملتيني لحالي وسبتيهم عشان يموتني اروح وين ياعمتي انت كنتي اخر امل ليا يامرك يابهيرة يامرك عتشوفي السواد كله اروح وين واجي منين ده كان هيموتني وانا لسه مبجتش مرته اه اه اه يامري يا سوادي .
وظلت تبكي وتنعى حظها ، اتى الطبيب واكد وفاة انصاف ، وذهب الرجال تركوه ليستعد ليجهز العزاء ، صعد الى غرفته ونظر الى رقية قائلا : فين الدموسة ولدك ؟
رقية : انت لساتك زعلان ماهي البت غبية بردك مرضايش تسكت اعمل ايه يعني .
عزمي بزهق : ماعيزسش كتر حديت هو فين ؟
رقية : فوج السطح بيكلم واحد صاحبه .
عزمي : شوية اكده وهتيجي المغسلة تجفي معاها عشان اكيد اخوات دوزها هيجو هما كمان واللي يسال عن بهيرة تجولي انها تعبانة من زعلها على عمتها وحرجي عليها تخرج من اوضتها ، حتى وجت العزا متخرجيهاش الا للضرورة فاهمة معيزهاش تتكلم مع حد الا لو مطمنة ليه فاهمة .
رقية : متخافش كله هيبجا تمام .
ومر الامر فعلا كما خطط عمها حتى اتت النساء للعزاء وسالت عنها صفية زوجة درغام واصرت على رؤيتها ، فذهبت اليها رقية ونظرت اليها قائلة : في ايه ياصفية عايزة البت في ايه ماجولتلك انها تعبانة لسه صغار ومتحملتش منظر عمتها وهي ميتة ؟
صفية : بقولك ايه منغير لف ولا دوران اكده الحاج مكلفني اتكلم معها واسالها موافجة على الدواز ولا لاه .
رقية متعجبة : وااااه ومالكم انتم دي حاجة بناتنا تدخلو فيها ليه ؟
خبطت صفية على كتفها قائلة : بلاش حديتك الماسخ ده وعيطي على البت خلصيني .
فكرت رقية وقالت : يبجا نتفج الاول جولتي ايه .
نظرت اليها صفية ورفعت حاجبها قائلة : نتفج لول .
وظلت تتحدث معها لبعض الوقت وارسلت احد العمال لطلب بهيرة ، التي تجدد الامل داخلها عندما علمت بانها تسال عنها وتذكرت كلام عمتها عنها ، وقررت ان تخبرها بكل شيء وتستنجد بها ، نزلت وجلست الى جوارها منتظرة الفرصة لكي تتحدث اليها ، لكن رقية ظلت معهم ولم تتركهم ، رن هاتف صفية فنظرت به وقالت ل بهيرة : بجولك يا بتي وديني مكان بعيد عن الزحمة عشان اتحدت في الهباب ده عما يرن من بدري ومعرفاش ارد هناه .
وجدتها بهيرة فرصة لتتحدث اليها فقالت : تعاي يا خالة عوديكي اليامة التانية هادية وتعرفي تتكلمي براحتك .
قامت معها وتحركا معا حتى وصلا الى خارج المنزل وقفت بجوار الباب ، وقبل ان تنطق بهيرة اي كلمة رن هاتف صفية مره ثانية ، فنظرت الى بهيرة قائلة : تسلمي يا بتي يالا روحي انت وانا هخلص كلام واعاود .
هزت بهيرة راسها بالموافقة واختبأت بعيدا كي تأتي اليها عندما تنتهي من الكلام وتخبرها بكل ماتريد ، فتحت صفية مكبر الصوت وبدأت تتحدث مع ابنها قائلة : ايوه يا ولدى عايز ايه دلوك ؟
ابنها من الهاتف : واه يا ماه بدي اطمن خلصتي الموضوع ولا لاه ؟
صفية : متخفش خلصته مع مرات عمها فاهمتها انك ماريدهاش وان ابوك هو اللى غصبك على الدوازة الغبرة دي وهي وافجت وخلاص جالت انهم بعد الاربعين عيدوزوها لولدها ولو نفع جبل اكده هيعملو اطمن بجا .
ابنها بسعادة : اخيرا خلصت من الدوازة السودة دي جال يدوزوني البت دي جال دي شبه الواد ومتنفعش حتى رادل دي يادوب تبجا خدامة لاي رادل وتشيله فوق راسها باجي عمرها انه رضا يكتبها على اسمه بس .
تضايقت صفية من الكلام قائلة : بلاش حديتك الماسخ ده يالا جفل بجا انت مش خلاص ارتحت وضيعت علينا اكتر من خمسين فدان اسكت بجا واجفل خليني اعاود للحريم .
اسرعت بهيرة وصعدت الى غرفتها فهذا هو املها الاخير قد ضاع هو الاخر ، ظلت تبكي وهي لاتعرف ماذا تفعل هل تستسلم للامر الواقع وتقبل بهذه الزيجة التي ستكون بمثابة القتل لها .
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى