رواية سجينة توب الرجال الفصل السادس بقلم هدى مرسي أبو عوف
رواية سجينة توب الرجال الفصل السادس بقلم هدى مرسي أبو عوف |
رواية سجينة توب الرجال الفصل السادس بقلم هدى مرسي أبو عوف
ِِاستيقظت بهيره مبكرا،فهى لم تنم الا ساعات قليله من التفكير فى الامر،فهى لا تعرف عواقبه،ظلت فى حيرتها حتى ذهبت الى المحل،كان يوم الافتتاح واتى الكثير من الزبائن،وعادت فى المساء متاخره فنامت من التعب ولم تفكر بشئ،فى اليوم التالى ذهبت الى المحل وجدت دينا تبكى وفوفا وميرو تحاولان تهدأتها،فاقتربت منهم قائله : مالك يا دينا عما تبكى ليه عاد ؟
دينا ببكاء : اخويا بهدلنى امبارح عشان روحت متاخره .
بهيره : مش هو عارف انك كنتى فى شغل وبعدين بدل ما يزعجلك كان جه خدك من اهنه واطمن عليكى .
فوفا : تقول ايه بقا هو اصلا غبى .
ميرو : متسكتيش قولى لابوكى لما يرجع من السفر وهو اكيد هيكلمه .
دينا وهى تمسح دموعها : لاء انا هكلمه دلوقتى واحكيله، وان كان هو كمان مش عايزنى اشتغل مش هشتغل .
فكرت بهيرن قائله : لاه متتصليش عليه وتخلعيه عليكى استنى لما يعاود .
فوفا : بهاء عنده حق استنى احسن مش انت قولتى هو خلاص بقيله اسبوع .
ميرو : ولو كده كلمى مدام ليله تقعدى من الشغل الفتره دى .
بهيره : هو ده الكلام الزين .
ميرو : وبعدين يابنتى كلنا اتوبخنا امبارح بسبب التاخير .
فوفا : زى مانكون كنا بنلعب، متزعليش نفسك بقا وهتتحل .
دينا : خلاص هكلم مدام ليلى لما تيجى، وهمشى ومش هرجع الا لما بابا يرجع، ويشوف حل مع ابنه .
ميرو : طب يلا تعالو نغير ونجهز عشان الشغل زمان الزباين جاين .
دخلن الى الغرف لتغير ملابسهم،جلست بهيره تفكر وتتذكر وهى فى البلد، كيف كان شاكر يعاملها بقسوه، حتى دون ان ترتكب ذنب،وتذكرت ضربه لها عند بكاءها على عمتها،قطع تفكيرها صوت فوفا التى خرجت من الغرفه، وهى تقول لها : انت طبعا ياعم محدش كلمك فى حاجه ترجع وقت مايعجبك .
قالت بحزن : انا عايش لحالى .
اتت ميرو هى الاخرى وقالت : وايه يعنى كفايا انك وانت مروح محدش بيبصلك بصه كده ولا كده .
خرجت دينا هى الاخرى قائله : انتو هتقرو عليه متتلمو يابنات .
فوفا مازحه : نقر عليه بس، ده احنا هنحسده كمان بيقولك عايش لوحده يعنى حاجه مزاج .
بهيره بحزن : مين جالك، الوحده واعره جوى ومحدش يتحملها .
دينا : اوعى تزعل دول بيهرجو معاك، هما بس زعلانين لان كلنا اتبهدلنا امبارح عشان التاخير .
بهيره : انا فاهم ومزعلانش يلا نشوف شغلنا ونجهز المكان زمان مدام ليلى جايه .
فوفا : عندك حق يلا بينا .
بدأ الجميع فى تجهيز المكان،زاد تفكير بهيره فى الامر اكثر، وكأن كل ما حولها يحثها على هذه الفكره المجنونه، وفى المساء بحثت اكثر على النت لكنها لم تفهم المقالات العلميه جيدا،فقررت ان تبحث عن طبيبه، وتذهب اليها وتتحدث معها فى الامر،فقد تجد عندها مايريحها اما بالاستمرار وتكملة هذا الامر، او الروجوع عنه،بحثت على النت ووجدت طبيبه قريبه من سكنها، فاخذت عنونها واتصلت بها وحجزت معها موعد بعد ثلاث ايام .
…………..
كان عزمى يستعد للنوم واتت رقيه جلست على طرف السرير،فنظر لها قائلا : بتك جالت ايه على العريس بجالها يومين اهه عتفكر .
ابتسمت رقيه قائله: اموفجه عليه الواد زين وميتعيبش .
عزمى : زين يبجا هنعزمهم عندنا السبوع الجاى عشان نتفج ونخلص كل حاجه .
رقيه : اوماله اهو حتى اكده يبجا حدنا وجت كتير نشورها برحتنا منغير منتعجل .
عزمى : لاه العريس مستعجل وبده نكتب وتتدخل فى خلال شهر .
رقيه رافضه : واه ليه يعنى وبعدين اكده مهنعملش فرح للبنت احنا لسانا مخلصناش الحداد .
عزمى : وهما كمان عندهم حداد، وهيعملوش فرح هنعمل عشا للناس اكده، وتروح على بيتها مع دوجزها وخلاص .
رقيه مستنكره : ليه يعنى هى بايره ولا بيره نتسنه ونعمل لها احلى فرح .
عزمى : لاه مهنعملش فرح ،هو الراجل عايز اكده وبعدين المهم البت تتستر وخلاص، ومعايزش حديت فى الموضوع ده تانى مفهوم .
عبست رقيه قائله : مفهوم،طب ودواز شاكر هتعمل فيه يه راخر .
عزمى : هنروح نخطبله العروسه اللى بدو اياه، بس الدواز بعد سنه .
رقيه : انا عندى ليه عروسه زينه جوى، وابوها راجل مرتاح بت الحاج دهشور .
عزمى بأعجاب : زينه البت دى بس هيكون مهرها غالى جوى، بس كمان ابوه عنده ارض كتير، يبجا تمام نخلص السبوع الداى، ونروح نخطوبها هى كمان .
رقيه : اوماله نروح منروحش ليه ( واكملت فى عقلها ) هو ماله عايز يدوز العيال ويخلص منيهم ليه اكده،اكيد وراه حاجه ربنا يستر .
وفى الصباح دخلت الى غرفة شاكر قائله: مبروك هنروح نخطبلك السبوع الداى .
ابتسم شاكر: صح الحديت ده ومين العروسه ؟
رقيه بتفاخر : بنت عمك دهشور ما انت خابره .
فرح شاكر قائلا: واه دى بت زينه جوى، اهو اكده الدوازات ولا بلاش .
ضحكت قائله: امال هو انا لما ادابلك عروسه ادبلك ايها واحده .
ضحك قائلا : ايوه انا خابر زوجك عالى جوى، رغم انى كان بدى واحده تانيه، بس دى زينه جوى واحسن منيها كمان .
رقيه متفاخره: طبعا ولدى زينة شباب البلد كلها،ومياخدش اجل من اكده .
ضحك شاكر مازحا : طبعا امال ايه ؟ بامرة بهيره .
نكزته قائله : اهى غارت فى داهيه متجبيش سيرتها تانى،انما جولى ياواد ابوك اليمين دول بيخرج كتير وحاله متغير متعرفش ليه ؟
شاكر متهربا: معرفش، انت خابره انا بروح اجعد مع اصحابى ندخل على النت شويه ونهزرو مع بعض .
فكرت قائله : طب عايزك تعس على الموضوع ده تدبلى اراره ماشى .
ابتسم شاكر قائلا: ماشى بس كله بحسابه عاد .
عوجت فمها قائله: ماشى ياواكل ناسك .
وربطت على كتفه وخرجت من غرفته،قبل ان تنزل الدرج سمعت صوت عزمى يتحدث فى الهاتف،فظلت مكانها تسترق السمع له وهو يقول : لاه اكده كتير جوى ومينفعش انت عارف انى هدوز بتى وابنى .
سكت قليلا واكمل : لاه لاه بردو كتير، يعنى ادفع كلة ده ليه؟! يعنى هو صيحيح اللى هاخده كتير، بس كده مش هتبجا كسابانه، لاه بجولك الحديت اكده مش هينفع، انا جايلك دلوك نتحدت ونتفاهم .
وانهى المكالمه وخرج،كانت تحاول ان تسمع من يكلمه او ماذا يقول، لكن هذا كان صعب لبعدها عنه، فكانت تسمع صوته هو فقط،لكن ماقاله طمأنها انه يفكر فى شغل جديد ليس اكثر .
…………
مر الثلاث ايام واتى موعد الكشف،كانت بهيره تشعر بالقلق والتوتر، لا تعرف ماتفعله صح ام خطاء،فاخذت قرارها وذهبت لعلها تصل الى اجابه تريحها،دخلت العياده كانت عايدة جلديه وتناسليه، يجلس شاب فى اوائل العشرينات على مكتب صغير للحجز، قمحى اللون يميل الى الابيض زو شعر اسود ناعم،وعيون سوداء باسم الوجه،وقفت امام المكتب وسالت بتوتر شديد : لو سمحت كان لى حجز لكشف بالتلفون ؟
نظر لها الشاب وتعجب من توترها الشديد قائلا : باسم مين يا فندم ؟
ابتلعت ريقها قائله : بهاء الدين حسين .
نظر الشاب فى ورقه امامه وجد الاسم قائلا : ايوه يافندم موجود اتفضل استريح قدامك دورين وتدخل .
هزت راسها بالموافقه وجلست على بعد مسافه،كانت تفرك يدها فى بعض من القلق والتوتر، حاولت اشغال نفسها بالنظر الى اللوح المعلقه فى العياده وقرات مابها،
حتى اتى موعدها ونادى عليها الشاب قائلا: اتفضل حضرتك بس بعد اذنك ثمن الكشف .
بهيره باحرج : معلش اسف نسيت اتفضل .
اخرجت نقود من جيبها واعتطاها له ودخلت، وقفت امام الباب لحظات تشعر بالقلق والخوف،نظرت الى الطبيبه فهى سيده فى اواخر الثلاثينات،يبدو على ملامحها الطيبه،قمحية البشره تميل الى البياض،ذات اعين عسليه تميل الى الاسود،وابتسامه جميله،ترتدى ملابس واسعه وحجاب طويل،
،فلاحظت الطبيبه(عبير) وقوفها فقالت : اتفضل يا استاذ اقعد عشان تقولى بتشتكى من ايه ؟
تنحنحت وجلست على الكرسى امام المكتب،ظلت صامته تفرك يدها ببعض وتنظر الى الاسفل،فنظرت لها عبير قائله : ممكن حضرتك تقولى بتشتكى من ايه ؟
نظرت لها بهيره بقلق وتوتر وتهتهتة فى الكلام ولم تنطق،فهمت عبير ان الامر حساس نوعا ما فقالت : هو الموضوع له علاقه بالذكوره ؟
فهزت بهيره راسها بالموافقه دون كلام،اكملت عبير : طب ممكن تقولى بالظبط ايه الحاله عشان افهم ؟
اخذت بهيره نفس وزفرته قائله : كنت عايز اعرف معلومات عن التحول الدنسى .
نظرت عبير لشكله وحركته يغلب عليها الجانب الانثوى اكثر من الذكورى،ففهمت ان لديه مشكله نفسيه كادت تطلب من الذهاب لغيرها،ولكنها ترجعت لانها شعرت ان الامر ورأه سر، وقد تتسبب فى تدمير حياته،ففكرت قائله: انت عايز تتحول ؟
فكرت بهيره وردت قائله : بفكر فى الموضوع يعنى بس مش خابر عنه حاجه .
عبير : طب مين اللى شار عليك بيه؟ وليه عايز تتحول ؟
بهيره بتوتر : محدش شار عليه بيه، انا سمعت عنه وجولت اسأل عليه يعنى .
اخذت نفس وزفرته قائله : من لهجتك باين انك صعيدى، ومتخيلتش ابدا ان ممكن واحد صعدى يفكر يقلب .
تنبة بهيره انها فهمت انها تريد ان تتحول لانثى فقالت : لاه انا معيزاش اتحول لست اناعايز ابقا رادل .
لم تفهم عبير قائله : اه عندك مشكله وعايز تعالجها يعنى ؟
ابتلعت بهيره ريقها قائله : لاه انا عايز ابجا رادل .
نفخت عبير قائله : ما انت شكلك راجل ايه المشكله اللى عندك ممكن توضح ؟
ترددت بهيره واحذت نفس وزفرته قائله : لاه انا مش رادل انا حرمه .
وخلعت الشارب من وجهها ونظرت الى الطبيبه،صدمت عبير قائله : انتِ بنت مش ولد ؟
هزت بهيره راسها بالموافقه ونظرت الى الاسفل بانكسار،فهمت عبير انها فى حالة يأس وهذا ماجعلها تفكر بهذا الامر ،ففكرت قائله : طب قولى اقصد قوليلى اسمك ايه وليه عايزه تتحولى ؟
تنهدت بهيره بالم وكسره قائله : اسمى بهيره،وليه عايزه اغير لاسباب كتيره، ملهاش عدد، ابسطها انى اجدر اخد ورثى واعيش زى الناس،انى اجدر امشى وانا رافعه راسى منغير مااحس انى عار لحد او حمل عليه،انى اجدر اجف للظالمنى بجوه منغير ما اخاف،انى مبجاش مظلومه ومنكسره بس لانى حرمه،ومش زينه زى باجى الحريم،مليش حج حتى اختار خلجاتى، مش بس الراجل اللى هعيش معاه باجى عمري .
حاولت بهيره ان تمنع دموعها من النزول، لكنها باغتتها وفرت، لتخرج معها بعض ما بداخله من الم ، لتخرج صرخة تختبئ داخلها، لم تعد تحتمل البقاء، تريد ان تسمعها لكل جمادٍ اصم، ليس فقط لكل انسان ،لعل احد يشعر بها ويخفف عنها هذا الالم، شعرت بها عبير وفهمت المها فهى امرأه وتعرف معناتها،وشعرت ايضا ان التحول لم يكن خيارها،بل هى فكره اتتها ولم تحسم امرها،فقالت : طب يابهيره انا هقولك كل اللى عايزه تعرفيه عن التحول، بس الاول لازم تحكيلى ايه اللى حصلك فى حياتك اللى فاتت، وخلاكى تلبسى لبس الرجاله، وتركبى الشنب ده ؟
سكتت بهيره للحظات وترددت بعض الشئ،وقصت عليها كل ما حدث معها، وكأنها كانت تريد ان تخرج ما بداخلها، فقد يريح هذا قلبها، كانت تبكى بمراره والم وهى تحكى،تاثرت عبير جدا من كلامها وانهمرت دموعها،نظرت لها قائله : ياه يابهيره ده اللى انتِ شوفتى فى عمرك الصغير،كتير قوى ياه يا بنتى بجد وجعتى قلبى .
زادت بهيره فى البكاء قائله : انا عمرى ماجولت لاه على حاجه، وكنت راضيه بجسمتى ونصيبى،كنت راضيه اعيش فى بيتى خدامه بس اعيش وست اهلى، كان عندى امل لما ادوز ارتاح،بس حتى ده استخسروه فيا،ليه عملتلهم ايه مش انا اللى خلينى عفشه،ده امر ربنا وانا راضيه بيه، بيحاسبونى عليه ليه ؟
مسحت عبير دموعها وتعجبت قائله: يعنى لو كان ابن عمك هيعاملك حلو كنتى اتجوزتيه ؟
بهيره ببكاء : ايوه ،انا كان كل حلمى رادل اتحاما فيه،رادل يبجى سندى وظهرى،يحمينى ويحاجى عليا،يبجا كل دنيتى وابجا كل دنيته،يكون ابوى واخوى ودوزى وكل عمرى .
تاكدت عبير انها لاتريد التحول حقا، لكنها تريد ان تكون قويه،وفهمت ان الامر لن يكن سهل،اخذت نفس وزفرته قائله : طيب بصى يا بهيره بعد كل اللى حكتيه ده لازم تفكرى كويس قبل ما تاخدى قرارك .
بهيره بانكسار : انا مبجاش عندى شئ ابكى عليه، انا عايز اعيش منغير مابجا ضعيفه تانى وبس .
عبير : طب زى ما قولتلك الموضوع هياخد وقت، وممكن تتاكدى من ده على النت،هعملك كارت كل مره هاتيجى هتدخلى بيه،وهنبدأ العلاج اللى قبل العمليه،بس لازم تنفذى كل اللى اقول عليه .
بهيره : حاضر ياست الدكتوره هنفذ اللى تجولى عليه .
عبير : ركبى الشنب تانى قبل ما تخرجى، وهحدد لك مواعيد فى غير وقت العياده، عشان هنقعد مع بعض كتير .
قامت بهيره قائله : طب احدتك فى التلفون اسألك على المواعيد ولا هتجوليها دلوك ؟
عبير : لاء هتصل بيكى اقولك .
وضعت الشارب وثبتته جيدا وخرجت،جلست الطبيبه تفكر ماذا ستفعل معها .
…………..
دخل عزمى الى غرفة شاكر اعطاه بعض النقود قائلا : بكره من الصبح تاخد اختك وتدلو تديب لها شوارها .
شاكر : طب واخدها معايا ليه ما جيب انا وخلاص ؟!
عزمى رافضا : واه ماهى لازم تروح وياك عشان تنجى حجاتها بنفسها،امال هى اى بنته عاد،وكمان هاتلها كل اللى نفسها فيه الفلوس معاك ولو بدك زياده خد من امك فاهم .
شاكر متعجبا: اش عجب عاد يعنى كل اخواتى اتدوزو مشوفتكوش خدتو واحده دبتولها شوارها ؟!
عزمى: لاه كنا بناخدهم ويانا بس انت مفكرش انا لازما اديب لها احسن اشوار عشان متبجاش فى بت احسن منها .
شاكر : مافكرش صراحه غير البت بهيره .
غضب عزمى قائلا : بهيره دى كانت شكل تانى، كان لازم نكسر نفسها،عشان مترفعش راسها جدامى ابدا، وتيجى وتجول عايزه حجى فهمت .
شاكر: اه فهمت .
تركه عزمى وخرج،رن هاتفه فنظر به وتلفت حوله، تأكد من عدم وجود احد،فدخل غرفته واغلق عليه الباب واجاب قائلا : ايوه يا حاج درغام هاه عملت ايه ؟
درغام : كلمتها بس هى مصره على المية فدان، وبتجول معايزاش دهب ولاحاجه، حتى الدار ممكن تعيشو فى دارها .
عزمى : بس اكده كتير جوى انا معنديش غيرهم،كيف اديهم لها كلهم ؟
درغام : واه ما انت هتاخد كمان كتير،انت ناسى ان الميه وخمسين فدان ابتوعها هيكون تحت يدك، وبعدين دول فى مكان زين جوى .
عزمى : انا خابر بس انا معيزش ابجا معيش حاجه خالص اكده،يعنى انت عارف انا بدوز البت وهدوز الواد يعنى لازما يكون معايا فلوس، واكده كتير .
درغام : اسمع ياعزمى لو مش جدها خلاص، فى اكتر من واحد بد اياه،ده غير ان البت نفسها زينه جوى، يعنى هتبجا ليك هى وفلوسها كمان،وملهاش حد واصل .
عزمى : انا خابر الحديت ده بس …
قاطعه قائلا : مبسش ملوش لزوم الحديت ده، عايزها يبجى تنفذ طلبها،معايزهاش خلاص همل الموضوع كلاته من الاساس .
اخذ عزمى نفس وزفره قائلا : زين الكلام من هنا لحدت لما ادوز البت هفكر واخد قرارى .
درغام : وانا كل اللى اجدر اعملهولك انى احلج عليها لحد متخلص .
عزمى : يبجا اتفجنا .
انهى معه عزمى المكالمه وشرد يفكر ويقول فى عقله : واااه هى البت تستاهل صُح،وكمان كيه مجال ملهاش حد يعنى كل حاجاتها هتبجى ليا،وبعدين ابجا اخليها تعملى توكيل عام وانا ابجا اتصرف المهم ان الارض متضعش من يدى .
دخلت رقيه الغرفه فزع عزمى من صوت فتحت الباب قائلا : ايه ده يا حرمه مش تخبطى ولا تعملى حس خلعتينى .
تعجبت رقيه قائله: واه خلعتك ليه عفرين انا اياك!! وبعدين من ميته وانا بدج عليك الباب عشان ادخل! مالك بيك يا ابو شاكر ؟
قام عزمى غاضبا وتركها وخرج وهو يقول : بلا ابوشاكر بلا كلام ماسخ اوعى اكده عكرتى مزاجى .
وتركها وخرج عبست قائله : لاه الموضوع اكده وراه حاجه ولازما اعرفها .
امسكت هاتفه وطلبت صفيه لحظات واجابت قائله : كيفك يا رقيه ؟
رقيه : زينه الحمد لله بجولك متعرفيش ايه اللى شاغل رداله البلد اليومين دول ؟
صفيه بمكر : لاه معرفاش ( واكملت فى عقلها ) هو انا هبله عشان اجولك ودوزك يهمل البت ودوزى يجرى ورها .
رقيه متحيره : واه يا ولاد يعنى مين اللى يعرف عاد ده انت دوزك كبير البلد كلها .
صفيه : واه وانا اعرف منين ؟انت خابره انهم بعاده بيتكلمو جدام الحريم،وانا مصدجت الحاج راج بعد ماكان زمجان منى، عشان موضوع بهيره اللى معرفتش اخلصه،فهملينى لحالى انا هروح عشان عنا ناس ووريا وكل .
وانهت المكالمه امسكت رقيه الهاتف بغضب قائله : بتتلأمى على يا صفيه، عموما اروج بس من دوزة البت، وانا هعرف كل حاجه .
وكانت تنظر باصرار ومكر .
……………
كانت عبير تجلس فى عيادتها على مكتبها تفكر ماذا تفعل،فهى منذ تركتها بهيره وهى تفكر فى الامر،اتتها فكره، فنادات على الشاب الذى يعمل معها، فاتى اليها نظرت اليه قائله : اقعد يا على عايزه اتكلم معاك شويه .
جلس على امام المكتب قائلا : اءمرى يا خالتو فى حاجه ؟
ضحكت قائله : ايه خالتو دى ياواد انت كبرت على كده،وبعدين اوعى تقولى كده قدام الزباين .
ضحك قائلا : هو فى النهادره زباين اصلا؟! انا مش فاهم انت جايه ليه يوم احازتك؟!
عبير: حاله شاغله دماغى فقولت اجى افكر فيها هنا،وكمان عشان هحدد لها معاد فقولت بدل ما اكلمك فى التلفيون اجى احسن .
على : واضح انها حاله صعبه قوى .
عبير : بقولك ايه انت مش بتاخد فى علم النفس بتاعك ده التأهيل النفسى ؟
أبتسم قائلا : تأهيل ايه بالظبط ؟
عبير : تسمع عن حالات التحول الجنسى ؟
على : اه طبعا انا قريت عنها كتير بس دى فيها جزء سلوكى مش تأهيل نفسى .
عبير : طب كويس يبقا هتقدر تساعدنى فيها .
على متعجبا: بس ده مش تخصصك يعنى ايه اللى جاب الحاله دى ليكى ؟
ابتسمت قائله : ربنا ساقها ليا عشان محدش يضحك عليها، هى بنت غلبانه الدنيا جت عليها قوى وملهاش حد يساعدها، وانا مش عايزها تقع فى ايد حد يستغل جهلها وحاجتها ويضرها .
على : فهمت طب وانت هتساعديها ازى ؟
عبير : هو ده اللى بفكر فيه عايزها ترجع عن قرارها ده .
على : فى فى دماغك طريقه هتعمليه؟ وايه اقدر اساعدك فيه ؟
عبير : هى الفكره موجوده بس لسه بظبطها، وهقولك هتساعدنى ازى بس المهم عندك استعداد ولا لاء .
على متحمسا : اكيد طبعا طلما هساعد شخص مظلوم يبقا اكيد معاكى .
عبير : تمام قولى بقا معاد اخليها تيجى فيه، يكون معاد ثابت لها كجلسه اسبوعيه، ويكون مناسب ليك ؟
على : انا معنديش اى مشكله اى يوم يعجبك، انت عارفه انا موجود هنا كل يوم، ان مكنش عشان العياده يبقا عشان الحجز وجلسات الليزر.
عبير : طب خلاص هكلمها دلوقتى، واتفق معها على معاد .
امسكت الهاتف وطلبتها لحظات واجابت قائله: اهلا ياست الدكتوره .
عبير : اهلا بيكى يا بهيره اختارى يوم من دول يكون الجلسه الاسبوعيه بتاعتك،الثلاث / الخميس / السبت الساعه تسعه الصبح .
بهيره : مخبراش اجولك خليها الثلاث عشان بيبجا الشغل حدنا جليل فى الكوفير، ومش هيتدايجو لو اتاخرت.
عبير : تمام اتفقنا يبقا اعلمى حسابك اول جلسه الثلاث الجاي هستناكى .
وانهت معها المكالمه ونظرت الى على قائله : كده خلاص تعمل حسابك كل ثلاث هتيجى البنت عشان نبدأ معها العلاج .
على متعجبا : معلش يعنى يا خالتو ممكن اعرف ايه سبب مساعدتك ليها؟ يعنى انا عارف ان وقت بيتك مقدس جدا، ولا يمكن تفرطى فيه الا لحاجه كبيره قوى ؟
ابتسمت قائله : لانها لمست جرح جويا، انت عارف اللى حصل، واكيد فاكر ازى اخوات جوزى عملو مشاكل بعد ما جوزى مات، وكانو عاوزين ياخدو حق بناتى،و المشاكل والخانقات اللى حصلت .
على : اه يعنى انت شوفتى فيها بناتك .
تنهدت بحزن : فعلا لو مكنش عندى اخوات رجاله، يقفو جنبى ويساعدونى، ويجبولى حقى، كان زمان بناتى حالهم زى بهيره، بس الحمد لله ربنا كريم .
ابتسم متحمسا : الحمد لله، انا بقا متحمس جدا، اعرف ايه حكاية بهيره .
عبير : اسمع يا سيدى حكليك كل اللى حصل معها،وكل اللى حكتهولى .
قصت عليه كل ماحدث لها امتلاءت عينه بالدموع قائلا : معقوله فى ناس بالشكل ده ايه القسوه دى .
عبير :اللى وجع قلبى طيبة
البنت، اللى مش عايزه منهم غير انهم يخلوها واحدها منهم وبس، كانت راضيه تعيش وسطهم خدامه، بس يكون لها اهل،كانت مستعده تسبلهم كل ثروتها، لو لقيت منهم شويه حب وحنان، عارف لو لقيتها متمرده كنت قولت تستاهل، لكن حتى لما خرجت من البيت راحت لعمها تسنتجد بيه،ماكنتش عايزه غير انها تاخد ابسط حقوقها وبس،ما دورتش على اى حاجه تانيه .
على : بس اللى بالوصف ده متفكرش انها تتحول ،دى شخص راضى ومستسلم .
عبير : وده اللى ملخبطنى وخوفنى، انها وصلت للحاله اللى تخليها تفكر فى ده، تبقا وصلت للياس .
ابتسم على قائلا: بالظبط اليأس هو اللى خلها تفكر فى كده،وده اللى يخلى الموضوع صعب .
عبير: واحساس البنت ان شكلها وحش مخليها شايفه ان هو ده الحل بالنسبه لها، هى صحيح خيفه ومتردده بس كل اللى حوليها بيخليها تقتنع بده .
على : للاسف المجتمع وكل اللى حوليها هيصعبو الامور علينا،انا معاكى فى اى حاجه اساعد بيها المسكينه دى، اللى زى ديه محتاجه اللى يحسسها ان الدنيا لسه بخير وفيها امان . ( واكمل فى عقله ) يا رتنى كنت اقدر اعملها حاجه اكبر ، بس ده اللى اقدر عليه، ظروفى صعبه ، وبشتغل عشان اجيب مصاريف جامعتى واساعد اهلى ، وابويا ظروفه متلخبطه وعنده اللى مكفيه، غير اخواتى البنات اللى حامل هم جوازهم ،يعنى يادوب عايش .
واخذ نفس وزفره حزيناً فهو يعلم صعوبة هذا الامر فما تعرضت لها قد يجعلها تصر على التحول وقد لا تجدى كل محاولتهم .
يتبع..