رواية اخ زوجي زوجي الفصل السادس 6 بقلم سيلا
رواية اخ زوجي زوجي الجزء السادس
رواية اخ زوجي زوجي البارت السادس
رواية اخ زوجي زوجي الحلقة السادسة
في الصباح الباكر إستيقظت مفعمة بالحيوية. وكأن مفعول تلك الحقنة كان كالسحر. اخمدت كل الوجع الذي كان ينتابني طيلة نهار الامس..فوجدت منزلي اصبح فارغا من جديد لم يبقى فيه إلا حمواي ووالدتي وطبعا عدي.. حتى مروى عادت إلى بيتها فهي الاخيرة لديها إنشغلاتها هي ايضا.
كان بالنسبة لي المشي بقدم واحدة جد صعب لذلك إضطر عمي المنصور شراء لي عصا خصيصا لأتكىء عليها في ممشاي.
إجتمعنا جميعا على طاولة الإفطار.. ثم نهض عدي بعد إنتهائه من شرب قهوته الذي لا ادري منذ متى يشرب القهوة بدل الحليب! ليخبرني ان اجهز نفسي انا وحماتي او امي للذهاب الى موعد الدكتورة ونلحق به بينما هو يكون قد قام بجلب السيارة.
اااي انت!!! من يساعدني على نزول الدرج يارجل.؟ اظنني سأستأجر منطادا ليسهل لي مهمة نزولي للاسفل عبر النافذة بدلا ان اطلب منه ذلك.
_أمسكي ذراعي جيدا يا سهى.. تمهلي لاتسرعي بالنزول.
_انا افعل ياخالة.
حماتي تقوم بالواجب واكثر ناحيتي. رغم انني اراها جد منهكة والحزن الدفين الذي تحاول ان تخفيه بداخلها ربما بسبب إبنها قاسم. إلاانها لم تتوان قط عن مساعدتي.
_خالة نسيت ان اسألك.. هل فعلا قاسم هو هنا معكما؟ سمعتك البارحة تطلبين من احد الاطفال ان ينادي عليه.؟
_قاسم…. لا لم انده على قاسم بل على عدي.. تعلمين يابنيتي ان قاسم يعيش معنا وألفت إسمه على لساني طول الوقت.
_توقعت ذلك انا ايضا هههه.
ذهبت للطبيبة بصحبة زوجي وحماتي. ولم اتفاجأ ان الطبيبة كانت مختصة في توليد النساء.
دخلت في موعدي بالضبط.. إستقبلتني حينها الدكتورة بحفاوة.. تكلمنا قليلا وسألتني عن بعض الامور الخصوصية كآخر مرة مثلا زارتني فيها العادة الشهرية… فلم اتذكر اليوم ولا الشهر كما اعلمتها ان الحمل كان مفاجأة بالنسبة لي.. فضحكت علي واخبرتني ان ذلك عادي بما انني مازلت صغيرة في السن ولا ازال لا استوعب لهكذا امور على حسب قولها..
ثم اخذتني على سرير الفحص وبدأت تفحصني بسماعة الجهاز الإيكوغرافي الذي يظهر الجنين بصورة واضحة على التلفاز المصغر.
وكم فرحت بما كنت اراه والطبيبة تريني رأسه وأطرافه وكامل اعضائه حتى عضوه التناسلي الذي كان واضحا مابين فخذيه رغم صغره إلى انه بين انه عضو ذكر.
وهنا نزلت دموعي من الفرحة خاصة انها اخبرتني ان الجنين بخير ووزنه عادي يناسب شهره الذي كان اكثر من اربعة شهور هنا فقط تفاجأت انه اكثر مما توقعته. وانا التي كنت اظن نفسي انني منتفخة من كثرة الجلوس في المنزل وكثرة تناولي الطعام الذي كان يطلبه الجنين كحقه الشرعي اكثر من وجباتنا اليومية.
اردت في تلك الاثناء ان يشاركني عدي فرحتي بسماع نبضات قلب صغيرنا. ولكن عدلت عن الفكرة لانني اعلم انه سيخجل من فعل ذلك وخاصة ان والدته معنا.
بعد خروجي اعلمت الجميع بالخبر السعيد وكم كانت فرحة حماتي لا توصف اكثر من فرحة زوجي وهي تذرف الدموع الغزيرة وتردد الحمد لله على كل شيء.. الله اخذ الله اعطى.. الحمد لله… ثم ركبنا السيارة وانطلقنا عبر الطريق السريع. توقعت في البداية اننا عائدون للمنزل ولكن لاحظت ان وجهة الطريق ليست المؤدية الى منزلنا… ففاجأني عدي بعد سؤالي إياه اين وجهتنا بقوله لي انه لايزال لدينا موعد مع دكتورة اخرى.. حاولت ان اعلم منه فيما إختصاصها ولما سأذهب إلى دكتورة بما ان الجبيرة لاتزال في بداية ترميم عظم ساقي..!؟ ولكن عبث لم انل منه مايشفي فضولي. حتى وصلنا للمكان المقصود. وصدمت عند قراءتي اللافتة.
_هل تمزح معي ياعدي. دكتورة مختصة في علم النفس !؟ هل تراني جننت ام كسرت؟
_اراك سيدة العقلاء. ولكن ذكر لي البعض انه يجب ان تراكي دكتورة نفسية في مرحلتك هذه من الحمل.وخاصة انك لم تتذكري كيف حصل لك الكسر بعد سقوطك.
_ولكن..
_لايوجد لكن الان..نحن على باب العيادة.ولا نخسر شيئا لو دخلنا.مثلها مثل الدكتورة التي سبقتها.
_ولكن انت اعمى.. إقرأ.إنه دكتور .. بن راحلي ياسين.
_وإن كان دكتور؟ لايهم.. المهم نطمئن عليك. ومن كل النواحي.
لم يدعني عدي ان اعبر عن مافي نفسي. حتى حماتي كذلك التي إتحدت مع إبنها.. فلم يدعا لي الفرصة بالرفض. ولم اجد نفسي إلا وانا جالسة امام دكتور موقر له هيبة وحضور خاص. وفي نفس الوقت له إرتياح بالجلوس معه..
في باديء الامر جلسنا جميعنا بجانب بعض… ثم اخذ الدكتور اسماءنا وعدد اعمارنا.. واسئلة عادية التي حصلت في الماضي والحاضر سياء. ومابين سؤال وجواب يقوم بتسجيا بعض ملاحظاته الخاصة على دفتره.. بعدها طلب من عدي وحماتي ان ينتظرا بالخارج حتى يقوم بالحديث معي على إنفراد.
_هل تزوجت انت وعدي عن حب يا سهى؟
_لو كانت هناك كلمة اكثر من الحب والعشق والهيام لذكرتها لك يادكتور عن مدى ما أكنه لزوجي.
_إذا انتما تحبان بعضكما البعض؟
_مابيني وبين عدي علاقة خاصة لايفهمها سوانا ولا تختزل في بضع كلمات. هي علاقة سامية لها جذورها منذ الطفولة. وكبرت وكبرت تلك المشاعر حتى توغلت واصبحت شيء اكثر من اي وصف يوصف بالكلام.
_وهل غاب عنك عدي تلك الفترة او دامت العلاقة دون إنقطاع؟
_بلى كانت في البداية علاقة في الصغر. إذ كنت عن سواه متعلقة به.. كنت اراه إحتل مكانة الاخ والسند الذي لم اذق طعم وجوده معي وبعدما توفي والدي زاد تعلقي به. إذ خولته ان يكون الولي الوحيد على نفسي.
احببت هذا الدكتور. لانه يكلمني عن اغلى شيء بحياتي.. لذلك لم أشعر بالملل بالحديث معه.
_بعدها إنقطعت علاقتك معه.
_صحيح ذلك.. حينها كنت في العمر ثمان او تسع سنوات عندما رحل فيها عدي مع عائلته.. هو بقي مع جدته في البلد. اما اسرته سافرت إلى باريس.
_وبالطبع حزنت انذاك على فراقه.
_اتذكر حتى الان يادكتور بعد رحيل عدي..مررت بحالة نفسية سيئة للغاية. إنعزلت وفضلت عدم الخروج واللعب مع زملائي. حتى دراستي اهملتها.. كنت ارى الدنيا مخيفة بدونه.. ومابين الساعات والساعات كنت اتفقد منزله لعله عاد مجددا مع قاسم وبثينة اخواه.
_وبعدها عادت العلاقة مجددا كيف تم اللقاء؟
_ظننت في باديء الامر لقائي به عبارة عن صدفة. إلى انه مع الوقت إعترف لي عدي انه كان يتبع امور حياتي من بعيد منذ مدة طويلة.. وكأنه كان ينتظر تلك الفتاة الصغيرة حتى تنضج ليخطفها لنفسه ههههه.
_فهمت عليك.. وبذلك تم الزواج.
_حين عودة عدي كانت مشاعري مختلطة.. مابين غضب وسعادة.. كنت احمل في نفسي غضب دفين في دواخلي. كنت ألومه كيف بإستطاعته الرحيل وتركني بمفردي وهو يعلم جيدا انني اخاف من مواجهة اي امر ما حولي وهو غير موجود بجانبي.. ومن جهة اخرى فرحت انه عاد النصف الثاني لي بعد فقدانه منذ زمن.
_وان اراد السفر مثلا بدونك هل تقبلين بذلك؟
_هو كان على وشك فعل ذلك.. اراد ان يسافر إلى باريس لظرف ما أصاب اخاه… كنت لا اظهر له الكثير مما اشعر به من خوف.. كنت مرعوبة من الفكرة ورجوت الله ان تحدث المعجزة كي لا يسافر.. ههه وتمت بالفعل المعجزة اذ سبقته عائلته بعودتها للوطن وبهذا ألغي سفره.
انت يا سهى تمرين بمرض التعلق اكثر من اي شعور اخر إتجاه زوجك عدي.. وحالتك هذه تربت فيك من صغرك وذلك بعد فقدانك لوالدك الذي كنت مرتبطة به كثيرا.. فكل ذلك الإضطراب والخوف النفسي إختبأ خلف الشخص الذي وجدته امامك. وبالصدفة كان عدي جارك الذي رأيت فيه بعض خصال القوة والامان التي كنت تحسينها مكتسبة من والدك… مع الوقت تطور ذلك الإحساس القوي واصبحت ترتعبين خوفا ان تفقدينه كما فقدتي والدك قبلا اي الرهاب من الفقد…إنه التعلق يا سهى وما ادراك مالتعلق.
كان تلخيص الدكتور لقصة حياتي الماضية جد مقنعة واغلبها حقيقة تقال..ولكن لم اكن ابالي.فالمهم ان عدي هو زوجي ومعي الان بجانبي ولا يهمني اي كلام زائد بعد ذلك.
ولكن سؤالي الذي اود ان اطرحه بإلحاح للدكتور.. مادعوة النسيان الذي انتابني مؤخرا بكل هذه البلبلة والتوغل في ماضي ذكرياتي ايريد الدكتور ان يؤلف رواية واقعية ولن يجد سوى قصتي التي تثير إهتمامه بدل كل قصص العالم؟
وبعد الحلقة الاولى من اللقاء مع الدكتور حددت الحلقة الثانية والقاضية معه هو نفسه.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اخ زوجي زوجي)