روايات

رواية بين عالمين الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل

رواية بين عالمين الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل

رواية بين عالمين الجزء الثاني

رواية بين عالمين البارت الثاني

رواية بين عالمين الحلقة الثانية

كنت مستمتعة جدا بالحكاية اللى امي بتحكيهالي عن جدي انور، طبعا انا ولا اعرفه ولا شوفته بس مع الوقت بقيت بتأكد ان مفيش حد فى المنطقة ميعرفهوش ولا يسمع عنه، سألت ماما بأهتمام:
– وجدي مكانش بيخاف منهم ياما؟
رديت عليا وقالتلي:
– جدك مخافش منهم غير اول ما فتح عنيه وشافهم، من بعد كده كان وجودهم حواليه بيريحه، بيبقى عارف انه مسنود وبأرادة ربنا.
رديت على كلامها:
– طيب وبعدين؟
ماما:
– كان كل يوم جدك يجمع الناس اللى فى البيت كله يعملهم أكل بأيديه ويقعدوا يتغدوا كلهم فى الحوش، وبعد ما يخلصوا يبدأ يتكلم معاهم فى الدين وفى ضرورة قربهم من ربنا وعلاقتهم بيه، لكن كان زى ما فيه ناس فى البيت قلبها ابيض وعارفة ربها كويس، كان فيه ناس برضو الشيطان له تأثير عليهم، ودول بقى هما اللى اختاروا طريقهم.
رديت:
– حصلهم ايه؟
امي:
– بصي يا شامية، الكلام بقى بتاع حصلهم ايه ومحصلهمش ايه ده انا مش هينفع اكلمك فيه، انا بس بقولك حكاية جدك، اللى كان مع الوقت وكل ما بيقرب اكتر كانوا بيساعدوه اكتر، وعلشان كده اللى سمعته ان جدتك سليمة كانت اية من الجمال، لما جدك اتجوزها ولحد النهاردة محدش يعرف هما اتجمعوا ازاي مع بعض لحد ما وصلوا للجواز كل الناس كانت بتحلف ان دي مستحيل تكون مجرد انسانة دي اكيد ملاك، من جمالها ووشها اللى تحسي ان فيه نور طالع منه، صوتها اللى يدخل القلب، كلامها اللى يريح اي عليل، كانت ملاك على الارض ربنا بعتها لجدك علشان يكملوا بجوازهم امتداد نسلهم اللى لحد دلوقتي لسه مكمل.
سألتها:
– طيب ما هو انا عايزة اعرف تفاصيل اكتر.
امي:
– يابنتي الحكايات دي كانت امي اللى بتحكيهالي، وغيرها هو اللى حكالها، يعني كل اللى بقوله ده لا شوفته ولا عيشته معاهم، بس انتي عارفة…البيت ده كنز مش علشان هو بيت كبير ولا قديم واثري…لالالا البيت ده كنز لأن القبيلة اللى طلعت لجدك عايشة تحت منه، انتي عارفة يعني ايه يكون على بيتك حرس من الجن؟ عارفة يعني ايه ملك من ملوك الجن يكون هو اللى قاعد تحت ارضية بيتك.
عيني لمعت وانا بقولها:
– دول طلعوا مش بيخوفوا ياما يعني؟
امي:
– بصي يا شامية، الله اعلم، انا بسمع من اللى قبلي، وعايشة على انهم موجودين وعارفة ان طول ما فيه بينا سلام هما مش اهل اذى، لكن برضو الله اعلم بالغيب، عرفتي بقى ليه احنا مش بنطلع من بعض؟ عرفتي ليه هتتجوزي ابن عمك؟ علشان يفضل نسل جدك فى الدنيا، اهلك كلهم يا شامية من جواهم نضيف وانتي منهم…ده لو مكنتيش اكتر كمان.
كنت فرحانة بالكلام جدا، من جوايا بقول:
– اروح المدرسة اتمنظر على العيال بقى.
فى نفس اللحظة لقيت امي بتقولي وكأنها دخلت جوايا وعرفت اللى بقوله:
– الكلام ده بيني وبينك يا شامية، ميطلعش لأى حد، بلاش الكلام ده يتاخد على انه فشخرة ولا حاجة افضل احسس بيها اللى حواليا اني احسن منهم…فاهماني يا حبيبتي؟
ضحكت وانا بقولها:
– فهمت ياما، شكلك مخاوية انتي كمان ولا ايه؟ مش هقول ياستي.
امي ضحكت وهي بتقولي:
– الله مش من نسل انور وسليمة، لازم اكون حاسة ببنتي واللى بيدور فى بالها، يلا بقى قومي شوفي ايه عايز يتعمل علشان انا كمان اقوم اشوف لقمة تتعمل، ابوكي زمانه راجع.
فعلا روحت كنست البيت كله وغيرت ملايات السراير وانا كل اللى فى دماغي ايه اللى حصل بالظبط مع جدي انور، بس مين هيفيدني؟ دى امي الوحيدة اللى اتكلمت معايا فى الحكايات دي، بقيت بفكر فى الموضوع ده طول الوقت، مش عارفة اوصل لحاجة خالص، لكن كل ما ابقى لواحدي واقول:
– ملك مذهب، ملك بحاله يا جدي!
احس ان جسمي اتكهرب فجأة، كل ما الايام تعدي واحس اني بكبر احس ان الفضول بيزيد عندى فى الموضوع ده بالذات، حياتنا زي كل الناس، بنتجمع وبنحضر حفلات الست على الراديو كل يوم خميس، ابويا كانت كلمته سيف على رقبة البيت كله، الجيران اللى فى البيت كلهم اعرفهم بس لأننا جوة البيت اه بس لينا مبنى ومدخل لواحدنا فكنت مش بصادف فى الجيران كتير، لكن كلهم اعرفهم…مع انه بيت كبيررر جدا، بقيت تفوت الايام ودايما احس ان انا هبقى زي جدي، مش عارفة منين كنت جايبة الاحساس ده؟ لكن الفكرة دي اللى بقيت مسيطرة على دماغي، عايشين وبتمشى الايام وبنجح فى المدرسة، وابن عمي كمان دخلوه المدرسة، احنا عيلة قديمة اه لكن متعلمين، مش كل الستات اللى فى عيلتنا متعلمين بس الاغلبية يعني، وكملت ال14 سنة، ومن هنا ابتديت اندم على كل السنين اللى فاتتني، فى الليلة بتاعت عيد ميلادي دي وبعد ما دخلت انام، لقيت نفسي قاعدة على السرير وبفتكر امي لما قالتلي ان جدي قعد فى المطر وبقى يدعي ان ربنا يساعده، لقيت نفسي برفع ايدي وبدعي:
– ياررررب، انا بتمنى اشوف الخير اللى جدي شافه، بتمنى اكمل طريقه يارب…اقبلها مني انا عندي يقين انك سامعني.
حاولت انام لكن مش عارفة، حاسة اني هصحي الاقي القبيلة قدامي، كنت فاكرة اني لما افضل صاحية هلاقيهم ظهرولي واشوف هيبة حضورهم، لكن محصلش، محصلش لحد ما الفجر اذن وصليته وعيني غفلت من غير ما احس، علشان اصحي على ايد ابويا وهو بيصحيني بالراحة وبيقولي:
– قومي يا شامية، قومي انزل تحت.
فتحت عيني بخضة وانا فاكرة انهم وصلوا، لقيت ابويا، اتنفضت:
– خير يابا؟ فى حاجة حصلت؟
ابويا:
– قومي علشان تأكلي القطة.
اتعدلت اكتر وقومت من سريري وقفت قدام ابويا بأستغراب:
– قطة ايه يابا اللى هأكلها دلوقتي؟ وانزل تحت فين؟
ابويا اتكلم بطريقته لكن كنت حاسة من جوايا برهبة منه:
– انزلي تحت..القطة لازم تاكل، طريقك اتفتح ولو مأكلتيهاش هيتقفل ومش هتلحقي.
لسه هتكلم واسأله لكن سابني وطلع من الاوضة، كنت خايفة وحاسة ان جسمي كله تقيل مش عارفة ليه، حتى خطواتي كانت تقيلة وانا بتحرك ناحية باب الاوضة، استغربت جدا لما دخل ابويا اوضته من غير حتى ما يبص وراه، استغربت انه هيخليني انزل تحت البيت فى وقت زي ده لواحدى، النهار لسه مطلعش، انا خايفة، ومستغربة….بس ده امر ابويا مينفعش اتكلم، وبعدين هو يقصد ايه بطريقي اتفتح؟ لقيت نفسي هحير نفسي كتير علشان كده خدت بعضي ونزلت وانا ماسكة سلطانية مليانة لبن على السلم، اللمبة السهارى اللى كانت على السلم كانت سبب فى ان الموضوع يبقى مخيف اكتر من العادي، الضوء الخافت اوي ده مع الوقت والسكوت والفضا كلها حاجات خليت قلبي يدق بسرعة، وشوفتها…ِشوفت القطة قاعدة قصاد اخر سلمة وبصالي..كانت مستنياني وعارفة اني نازلة، لمعة عنيها كانت مصدر تاني للضوء على الكام سلمة اللى قدامي، جسمي كله نمل لما شوفتها…حسيت او اقتنعت لحظتها انها مش قطة عادية، او يمكن ده اللى انا قررت اقنع نفسي بيه، نزلت بخطوات تقيلة على الكام درجة اللى فاضلين وهي ابتديت تتحرك وكأنها عايزاني امشي وراها، كنت خايفة وعايزة انادي على امي تنزل لكن مقدرتش، مشيت وراها خطوتين تلاتة وكانت رايحة ورا سور السلم، سور السلم اللى فيه بوابة خشب صغيرة جدا تحت ارضية بيتنا، وقفت عند باب الخشب ده وفضلت بصالي وانا مستنية الاقي الباب اتفتح او حد طلعلي من وراه، لكن هي فضلت واقفة وبصالي وعنيها بتبرق وتلمع اكتر، وانا واقفة قدامها بتفرج عليها وبس لحد ما لقيت فى لحظة صوتها طلع وبتزوم وكأنها بتنبهني اني احط السلطانية بتاعت اللبن قصادها، اول ما سمعت صوتها قلبي اتنفض، كانت ثابتة وكأنها صاحبتي مثلا، قربت منها شوية مش كتير وحطيت السلطانية على الارض ولفيت وشي وجريت، لكن وقفني صوتها وهي بتزوم تاني، بصيت عليها لقيتها لسه واقفة فى مكانها، متحركتش ناحية اللبن، عرفت اني المفروض احط الاكل قدامها وعلشان كده ده اللى عملته وانا بطمن نفسي ان اكيد ابويا مش هينزلني علشان يأذيني يعني، فعلا حطيت اللبن قدامها وبقيت برجع بضهري علشان اشوفها هتقرب منه ولا لاء، شربت من اللبن وبعد لحظة واحدة من شربها منه لقيت القطة حجمها بيزيد…ااااه كان حجمها بيزيد وكأنها هتوصل لأخر الباب الخشب، اه هو مش كبير لكن مش حجم قطة اكيد، وفى نفس الوقت هو ايه اللى قطة تكبر بالحجم ده قدام عيني، شوفت المنظر وشوفت عنيها وهي بتلمع ولونها بيتغير وحجمها بيزيد معرفش ازاي قدرت اجري وانا بتقلب على السلم ووصلت لأوضتي، البيت ساكت، هدوووووء غريب ومخيف، ريحة حلووووة مالية صدري بشكل مفاجئ، ورعب جوايا من اللى حصل مش قادرة اوصفه، حتى لو كنت مستنية حاجة لكن اللى شوفته كان اكبر من اني اتوقعه اكيد، قعدت فى سريري بحاول اخد نفسي وانا باصة على باب اوضتي ومستنية الاقي القطة داخلة عليا، لكن مش عارفة ازاي حسيت ان فيه صوت فى ودني:
– بوابتك اتفتحت من دلوقتي يا شامية، انتي تحت عنينا، وقت وصولك قرب.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين عالمين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى