رواية سجينة توب الرجال الفصل الحادي والعشرون 21 والأخير بقلم هدى مرسي أبو عوف
رواية سجينة توب الرجال الفصل الحادي والعشرون 21 والأخير بقلم هدى مرسي أبو عوف |
رواية سجينة توب الرجال الفصل الحادي والعشرون 21 والأخير
لاحظ على ارتباك مهران فربط على كتفه، ونظر الى درغام وابتسم : بخير الحمد لله بس هى فى اوضتها بترتاح،ولو بتسال على (واخرج من جيبه قطعة قماش ملطخه بالدماء ) ده فهى تمام (ووضعها بجيبه مره اخرى) .
درغام : مش الجصد بس انت خابر عويدنا يا ولدي،وعشان مفيش حد يفتح الحديت ده تانى .
نظر اليه على محذرا: اللى يفتحه يبقا جنا على نفسه،احنا صحيح مش صعيده بس دمنا حامي .
شعر درغام بالحرج من كلامه فتصنع ابتسم قائلا : اكيد ياولدى اكيد .
فهم كامل ما كان يرمى اليه درغام بقدومه وسؤاله فربط على كتفه قائلا : بنتكم زينة البنات كلها ولو دورنا لاببنا على عروسه عمرنا ماكنا هنلاقى زيها .
ابتسم مهران سعيدا من تصرف على، الذى رفع عنه الحرج ورفع راسه امام الجميع، وربط على كتف على قائلا : وعلى كمان راجل زين وعمرنا ماكنا نلاجى زيه ابدا .
وقف درغام وهو يشعر بالغضب لانه انساق وراء كلام شاكر وشعر انه اخطأ بسؤاله وتحرك ليخرج قائلا : طب اهملكم انا عشان تجهزو حالكم .
كان مهران غاضب من تصرف درغام معه،لو انه من كبار البلد ما كان تجرأ على فعل هذا معه،نظر له بابتسامه باهته : هتمشى اكده منغير متاخد واجبك ده يصح بردك .
شعر درغام ان ما فعله اغضبه،وهو ويعلم انه محق فقال متحرجا : واجبك واصل هو انت غريب عننا بس حداى شغل كتير فى الارض .
شعر على ان مهران يشعر بالاهانه من فعل درغام،فارد ان يكبر به امامه فقال : بمناسبة الارض، كل حاجه هتفضل فى ايد خالها وهو اللى هيبقا مسؤل عنها .
فهم درغام مقصده قائلا : اكيد طبعا ودى فيها كلام بردك،وعموما الموضوع يخصكم انتو عيله فى بعضها، بالاذن انا .
خرج درغام ونظر مهران الى على بامتنان قائلا : مخبرش اجولك ايه ياولدى اللى عملته ده جميل كبير جوى ودين ليك فى رجبتى،معرفش كيف اوفيهولك .
كامل : ملوش لزوم الكلام ده ياحاج احنا بقينا اهل وعليه .
ابتسم مهران : وانا ياولدى وثج فيك، ومن اللحظه دى بهيره مرتك، وبحلك من وعدك معاى، واللى بينها وبينها يخصكم وحدكم ملناش صالح بيه .
فرح على قائلا : بهيره دى حياتى كلها .
ابتسم مهران وربط على كتفه قائلا : ربنا يسعدكم يا ولدى .
ابتسم على وهز راسه بسعاده،
ابتسم كامل : ربنا يخليك يا حاج،( نظر الى على ) اطلع ياعلى شوفهم خلصو ولا لسه عشان منتاخرش .
مهران رافضا : واه هتمشو جبل ما تفطرو ده كلام ؟
كامل : هنجهز نفطر ونمشى على طول معلش عشان الطريق .
مهران : اذا كان اكده يبجا ماشى امرنا لله .
صعد على وتاكد من استعدادهم وتناولو الافطار وخرجو جميعا، ظل حازم لم يعد معهم فهو كان حزين ومتالم لضياعها منه،وكان مهران،يلاحظ عليه الامر ربط على كتفه قائلا: ملهوش لزوم يا ولدى خلاص هى بجت له متحملش نفسك اكتر من اكده .
تنهد قائلا : انا خلاص يا بوى مزعلانش انا بس بظبط حسابتى وارتب امورى عشان لما اعاود للجامعه ابجا بكامل طاقتى .
مهران : زين ياولدى ربنا يصلحلك حالك .
كانت والدته تشاهدهم وتشعر بالحزن على ولدها اقترب منها مهران قائلا: شوفتى البت اللى صدجتى كلام مرت عمها وكرهتى فيها ولدك ضيعتيها عليه، روحى ياشيخه منك لله كسرتى جلبه ووجعتيه .
اقتربت من حازم وربطت على كتفه قائله : سامحنى يا ولدى معرفش كان عجلى وين، مجصدتش اجرحك ولا اوجعك، كنت خايفه عليك وعلى مصلحتك .
تنهد وعض على شفتيه قائلا بالم ووجع متحسرا على حبيبته : مصلحتى وهى فين المُصلحه دى، كتر خيرك يا اما بس انا اللى غلطان عشان تبعتك ومفكرتش بعجلى .
وتركها وصعد الى غرفته جلس بها ليفكر ويلملم شتات نفسه،
تنهدت هى الاخرى ، ونظرت الى الاسفل، ولم تجد ما تقوله فهى تراه وتشعر بالمه منذ ان عاد معهم،وبعد ان رات بهيره ندمت انها صدقت رقيه،فهى كانت تريد تزوجيه ابنة اختها،لكن الاوان قد فات ولم يعد يجدى الندم .
اما رقيه كانت تتابع ما يحدث من بعيد وما ان علمت بذهابهم ودخلت الى غرفة شاكر ايقظته بغضب قائله : جوم يا واكل ناسك جوم شوف حل لنا فى الوجعه المربربه اللى احنا فيها .
استيقظ شاكر ونظر اليها وامسك راسه قائلا : راسى يا اما اه مجدرش ايه اللى عمل فيا اكده ؟اه يا راسى يانى .
رقيه : مش انت اللى اصريت تاخد حبايه تانيه من الهباب ده،يعنى انا اتعاركت مع اخوك عشان اداك حبايه، تجوم انت تاخد تانى عايز تدمر نفسك وتدمرنا معاك،جوم يالا وهات الحبوب الباجيه كمان عشان ارميهم جوم .
شاكر ببرود : لاه مجايمش وسبينى لحالى الحبوب دى هى اللى خلاتنى مجتلهمش،ولا اجتلك انت كمان .
فزعت : واه تجتلنى انت اتججنت اياك .
ارتمى شاكر على السرير قائلا : ايوه اتجننت كرهتينى فى البت خلتينى مطايجهاش،كان لزومه ايه يعنى، كنت هتدوزها وكان زمان الارض كلها حدنا، اهو كل شئ راح عايزنى اجوم ليه دلوك،عشان اشوف حل فى اللفلوس، مجايمش خلى فايز يحلها وسبينى مجدرش ارفع دماغى حتى، هملينى وروحى يالا روحى .
رقيه بعديد :واه يا ولدى يا مراري عليك ليه اكده يا ولدى .
شاكر لامبالياً: بجولك ايه بطلى دوشه وسبينى انام روحى دورى على ولدك فايز،ولا اجولك شوفى عبد العزيز روحى بجا هملينى .
زادات فى التعديد واللطيم اعطها ظهره ونام، كانه لايسمعها خرجت وتركته بعد ان ياست منه،دخلت غرفة فايز وجدته يرتدى ملابسه فقالت : هتروح تشوف لنا حل فى موضوع الفلوس ده ؟
نظر لها فايز : ايوه هروح دلوك عايزه حاجه ؟
رقيه : طب وماله بس لما تعاود عايزك تساعدنى عشان اسبح وابوك .
اشاح بيده : بجولك ايه صرفى امورك بعيد عنى انا مريجش للحديت ده،انا اصلا مجعدش فيها انا مهملكم وماشى .
ضربت على صدرها : واه هتروح وين يا ولدى هتملنى وابوك فى الحاله دى واخوك متدهول اكده ؟
فايز : هغور فى ايها مكان مجعدش اهنه،خلاص مجدارش اجعد بعد ما دوزك ضيع كل حاجه، وولدك كمل علينا وضيع هيبتنا .
وتركها وذهب حاولت ان تمنعه،فدفعها بعيد عنه وخرج،
خرجت لتلحق به،لكنه كان اسرع منها فوقعت على ركبتها فى الممر تنظر على الغرف تعدد وتبكى ولا تعرف ماذا تفعل .
عاد الجميع الى القاهره، اوصلو على وبهيره الى منزلهم،نزل كامل ونظر الى بهيره قائلا : بصى يا بنتى على دلوقتى بقا جوزك قدام كل الناس فمينفعش يرجع يعيش معنا،وكمان عشان نبقا مطمنين عليكى .
هزت بهيره راسها بالموافقه مع ابتسامه خجله .
هنأهم الجميع وصعدا الاثنان معا،وخلفهم خالته وبناتها، وعادو هم الى منزلهم، دخل على وبهيره شقتهم،واغلق على الباب وقفت بهيره بجوار الباب خائفه،تملاء راسها الافكار والظنون، اقترب منها على قائلا : ادخلى من على الباب .
نظرت اليه بخجل وتنحنحت قائله : حاضر .
تحركت ببطئ وجلست على الاريكه وهى مرتبكه، جلس على الى جوارها امسك يدها قائلا : متخافيش منى انا لسه عند وعدى ليكى،هو صحيح خالك حلنى من وعدى ليه،بس اتفاقى معاكى زى ماهو مش هيتغير،بس وجودى معاكى هنا امان ليكى .
اخذت نفس وزفرته وابتلعت ريقها قائله وهى تنظر الى الاسفل فى كسره والم : انا خابره ان خالى حلك من وعدك بس انا كمان معايزش ادبسك فى جوزه ماريدهاش ان…
قاطعها قائلا برفض : ايه الكلام الفاضى ده اوعى تقولى كده تانى،انت حلمى يا بهيره عارفه يعنى ايه حلمى،(تنهد) ان كنت قولت كلامى ده، فعشان محسش انى استغليت الظرف اللى انت فيه، واجبرتك على جوازه انت اللى مش عايزها، لكن انا بحبك وبعشقك كمان، ( امسك ذقنها ورفع راسها ونظر الى عينها) ومن اول لحظه شوفتك فيها وانا بحلم باللحظه اللى هتبقى فيها مراتى وحبيبتى،واختى وبنتى وكل حاجه ليا فى الدنيا،اوعى تقولى كده تانى هزعل منك بجد .
وظل ينظر الى عينها ويتامل جمالها،وشعر انه لن يستطيع فابتعد عنها،ووقف بعيدا ياخذ نفس ويخرجه محاولا تهدأت نفسه، فابتسمت بهيره بخجل،وصمتت للحظات وقالت : تحب تتعشا احضرلك وكل ؟
اخذ نفس وزفره وجلس الى جوارها : انا فعلا جعان بس مش للاكل .
تعجبت بعدم فهم : واه امال بدك ايه ؟
ابتسم لبرأتها : اممممم مش عارف ( تنهد ) عايز افضل جنبك ومبعدش عنك ابداً، عايز اخدك فى حضنى واخبيكى من الناس كلها .
ابتسمت فى خجل : واه انا بستحى وانت كلامك حلو جوى .
امسك ذقنها ورفع وجهها ونظر الى عينها قائلا : قوليلى يا بهيره انت بتحبينى زى ما بحبك ؟
خجلت جدا واردت ان تنزل عينها عن عينها،فهز راسه بالرفض ورفع ذقنها مره اخرى قائلا : ردى عليا بتحبينى ؟
زاد خجلها وتلجلجت ولم تستطع ان تنطق،فابتسم وضمها اليه : وانا كمان بحبك قوى ومقدرش ابعد عنك ابدا،بس لو انتِ اللى عايزنى ابعد هبعد .
وابعدها عن حضنه ونظر لها فابتسمت فى خجل ونظرت الى الاسفل،فابتسم قائلا : طب ردى قولى اى حاجه بلاش الكسوف ده .
اخذت نفس وزفرته : اجول ايه يعنى مخبراش ومبعرفش اجول كلام حلو اكده .
اتسعت بسمته قائلا : طب قوليلى انت مصداقنى وحاسه بمشاعرى .
ابتسمت بهيره بسعاده : ايوه مصدجك عشان لما ببص فى عنيك بشوف النظره اللى كنت بشوفها فى عيون ابوى لما يبص ل امى، كانت نظره عمرى ماشوفتها الا فى عيونك انت بس، وهى دى اللى خلاتنى اصدجك واوثج فيك .
ضحك فرحا : يعنى انتِ موافقه تكونى مراتى فعلا ويكون عندنا اولاد ؟
احمر وجهها خجلا وفتحت فمها،ونظرت الى الاسفل وعضت على شفتيها وابتسمت بخجل، فضمها اليه واخذ نفس وزفره،ابعدها قائلا : يالا طلما دى هتبقا اول ليله لينا مع بعض نتوضا ونصلى ركعتين شكر لله الاول وبعدين نكمل كلامنا .
ابتسمت فى خجل وقامت قائله : طب ادخل انت اتوضى وانا هجبلك خلجات من عندى تلبسها .
عبس قائلا: ايه هتجبيلى هدوم حريمى هو انا واحده صاحبتك .
ضحكت : لاه عندى الخلجات الرجالى اللى كنت بلبسها هجبهالك .
ابتسم قائلا : اه ان كان كده ماشى .
دخلت احضرت له الملابس ودخل هو توضأ ودخلت هى بعده توضأت وصلا معا شكرا لله ليبدأا حياتهم معا .
فى الصباح قام الاثنان مفزوعين على صوت رن الجرس بطريقه هستريه، فتح على الباب ونظر اذا به والده ويبدو عليه الفرح الشديد قائلا : معلش اسف انى ازعجتكم بس قولت انتو اول ناس لازم افرحهم، عشان وشك الحلو يابهيره، ربنا اكرمنى وكسبت القضيه اخير، وهناخد تعويض كبير كمان .
تهلل وجه على فرحا : بجد يابابا!!! مش معقول اخيرا اتحكم فيها ياه!!!! وشك فعلا حلو علينا قوى يا بهيره .
بهيره بسعاده : الف مبروك ياعمى ولو انى مفهماش حاجه .
ابتسم كامل : افهمك انا كنت مدير فى شركه وحالتنا متيسره، وبسبب غلطة واحد من اللى المدرين اللى معايا ضاعت علينا ثفقه كبيره، واتهمونى انا انى سبب ضايعها، ورفدونى منغير مااخد اى حاجه، وده كان سبب الازمه الماليه اللى كنا فيها،رفعت قضيه واثبت حقى بس المحاكم حبالها طويله، والحمدلله بفضل ربنا كسبتها،وهاخد منهم مبلغ كبير هعمل بيه مشروع، والحاله هتبقا احسن بكتير ،وبالمناسبه دى عامل لكم حفله كبيره عندى فى البيت .
على : بس المفروض ترجع تانى الشركه عشان كرامتك تترد قدام الكل .
كامل : هيحصل بامر الله وهرجع فى منصب اعلى كمان امال ايه،همشى بقا اروح افرح امك واخوتك وانت قول لخالتك وهاتها وتعالى هنحتفل النهارده .
تركهم وخرج كان على سعيد جدا ولا يصدق ماسمع خر ساجدا شكرا لله،وقام احتضن بهيره قائلا : انا هطير من السعاده،كده خلاص كل مشاكلنا اتحلت ياما انت كريم يارب، انا كنت حاسس بذنب رهيب عشان هقلل من الفلوس اللى بديها لامى،لكن كده خلاص الحمد لله .
بهيره بسعاده: الف مبروك ربنا اكرمكم كيه ما اكرمتونى ووجفتو جارى .
احتضنها بسعاده قائلا : انت وش الخير كله ربنا يقدرنى واقدر اسعدك .
………
مر اسبوع جمع حازم شتات نفسه واستطاع يستجمع عقله،واستعد للعوده الى القاهره لاكمال دراسته، وقف يسلم على والده قائلا : انا ماشى خلاص يا بوى عشان الدامعه فتحت خلاص ومعيزش اتاخر اكتر من اكده .
مهران : امُاله ياولد روح شوف مذاكرتك وحياتك والحمد لله اتعلمت الدرس زين .
حازم : الحمد لله يابوى هو درس صعب بس محدش بيتعلم بالسهل .
مهران : متخبرش بهيره بموضوع موت عمها هى عروسه معيزينش ننكد عليها،حتى لما درغام جالى نعرفها جولت له لاه هى مهاتجيش حتى لو عايزه انا مهخلهاش تاجى،بعد اللى عملوه واللى جالوه مبجاش ينفع خلاص، وكتر خيرها انها مطردتهمش من دارها .
حازم : هما اصلا لو عندهم كرامه كانو خرجو منيها الدار دى .
مهران : المهم ياولدى ابجا روح زورها كل شوى اكده واطمن عليها .
حازم : حاضر يابوى ولو ان ده هيبجا صعب عليا .
ربط على كتفه : معلش ياولدى انت بجيت اخوها الكبير دلوك .
هز راسه بالم وحسره وخرج .
كانت رقيه فى غرفة عزمى تعدد عليه وعلى حالها،وسمعت صوت عراك بين اولادها فخرجت مسرعه وجدت شاكر وفايز يمسك كل منهم الاخر ويتشاجر معه،اقتربت لتفهم ما الامر
فايز بغضب : انت عايز تسرج حجى ؟
شاكر غاضبا : انا مسرجتش حاجه الديانه هى اللى هتحجز على الارض، انا مالى انا اللى جولت لازما نعمل فرح ونكلفه كد اكده .
فايز وهو يجز على اسنانه : ومكتبتش وصل الامانه باسمك ليه،تختمو بختم ابوك ليه اهم هياخدو الارض كلها .
ابعده شاكر عنه قائلا : وامضى باسمى ليه؟ هو مش كل ده كان عشان الكل؟ يبجا يتكب باسم ابوى،وانا مهدخلش الحجز ده تانى .
ضرب فايز الحائط بقبضة يده غاضبا : كل حاجه راحت الارض كمان راحت،حتى الدار دى مبجاش ينفع نجعد فيها خلاص،شكلنا بجا عفش جدام الناس،مبجتش جادر ارفع عينى فى حد،كيف نجعد فى دارها بعد ما تهمنها فى شرفها جدام الناس كلها .
شاكر وهو يمسك راسه : خلاص هملها بس هتروح وين هو احنا لنا متوى تانى،امك باعت الدار بتاعتها لاخواتها عشان نكمل فلوس دفنة ابوك، كل حاجه راحت خلاص مبجاش عندنا حاجه نبعها .
نهرتهم رقيه غاضبه : انتو هتتعاركو بدل ما تساعدو بعض وتدورو على حل للمشكله دى؟
امسك شاكر راسه قائلا : بجولك ايه انا راسى هتتفرتك، وعايز فلوس اجيب حبوب اخدها، راسى خلاص مجدرش .
فايز ساخرا : ادى ولادك الكبير اهه، بجا مدمن مخدرات بدل مايشوف حل راح خلص الحبوب اللى جيبتيها عشان تحطيها لها، ادى اخرة افكارك واللى اخدناه منيها .
رقيه بغضب : دلوك افكرى بجت عفشه، مكانت زينه لما كان كل واحد فيكم هياخد الارض .
تحرك شاكر وهو يتمايل وخرج مسرعا،نظر لها فايز قائلا : انا كمان مجعدش فيها انا ماشى هروح اشوف حالى .
دخل اخذ حقيبته وخرج امسكت به رقيه قائله : رايح وين اكده هتهملنى لمين ؟
فايز : هجعد اعملك ايه مبجاش ليا مكان اهنه مجدرش اطلع فى وش حد هروح اسكندريه، اشتغل مع دوز اختى ولما اجمع جرشين اسافر على بره .
خرج عبد العزيز من الغرفه هو الاخر ومعه حقيبته : خدنى معاك يا واد ابوى، مجدرش اجعد اهنه الناس كلت وشنا، ومبجاش حد طايق يحدتنى، والعيال بيتمسخرو علي ،هشتغل ويا دوز اختى وانجل ورجى اهناك اتعلمت اتعلمت ماتعلمتش اهو اشتغل وخلاص .
حاولت الامساك بهم ومنعهم لكنهم رفضو البقاء، جلست فى الارض وظلت تبكى وتعدد على حالها واولادها الذين ضاعو،واتت احد بناتها اخذتها عندها،لكن لم تبقا عندها كثير فزوجها لم يتحملها وعامالها معامله سيئه، ذهبت الى احد اخوتها وعاشت معها كأحد الخدم فى بيتها .
………..
مر عدت اشهر وبهيره تذاكر وعلى يساعدها،وكان يساعد والده فى المشروع الذى اقامه،عاد على من الخارج دخل الشقه كانت بهيره تذاكر ولم تشعر به،جلس الى جوراها،يتاملها وينظر لها،فوقعت بعض خصلات شعرها على وجهها،فرفعها على بيده ففزعت ونظرت اليه قائله : اكده خلعتنى ياعلى مش تعمل حس وانت داخل .
ضحك قائلا : معلهش مجصديش كنت بهرج وياكى .
عبست بمزاح : وكمان بتتناوز على انا زمجانه .
قبلها فى خدها : خلاص متزعليش .
ابتسمت قائله : خلاص مزعلاناش،جولى صحيح شغلت سيف وياكم فى المشروع ؟
اخذ نفس وزفره قائلا : ايوه يا ستى عشان خاطرك بس وعرفت منه اخبار كل البنات كمان .
بهيره بلهفه : صُح ؟ طب جولى اخبارهم ايه ؟
ابتسم على : شوفى ياستى دنيا اتجوزت من شهر تقريبا، وربنا كرمها بيقول عريس كويس قوى شغال فى شركه كويسه،وصاحبه عجبته ميرو خطبها الاسبوع اللى فات،وفوفا خطبها ابن عمها وهيتجوزو بعد سنه،اما مدام ليلى فربنا فتحها عليها والكوفير اشتغل وعمل اسم كمان،مبسوطه ياستى .
بهيره بسعاده : ايوه طبعا امال ايه انا فرحانه جوى ان ربنا كرمهم،لكن سيف مسالش على بهاء ؟
على : سالنى وقولتله اشتغل فى بلد عربى وربنا فتحها عليه،وقالى متقوله يشوفلى شغل معاه .
عبست بهيره : واه معجبهوش الشغل عندكم ولا ايه ده ؟
على ضاحكا: لا ده بيهرج .
تنهدت بشوق : كان نفسى اشوفهم واجبلهم بس معايزاش حد يعرف انى كنت عامله رادل،مصدجت انى توبت واستغفرت ربنا من وجت ما عرفت ان التشبه بالردال حرام،وانا متضايجه وندمانه جوى .
امسك يدها قائلا : انتِ مكنتيش تعرفى، وربنا مش بيحسبنا على الحاجه اللى منعرفهاش،وهو عفو وغفور وطلما توبتى ان شاء الله يسامحك ويغفرلك كمان .
ضمت شفتيها ونظرت له بعبوس مصطنع على تكلمه باللهجه الصعديه فى اخر الكلام،فابتسم
وخطف قبله من وجنتها وقام دخل ليغير ملابسه،وقامت هى تضع له الطعام .
ومر ثلاث اعوام وانتهت من الثانويه العامه، ودخلت بهيره الجامعه واتى خالها لزيارتهم وجلس معهم .
مهران : مبروك يا بنتى اخيرا حججتى حلمك وداخلتى الجامعه .
بهيره : الله يبارك فيك يا خالى، البركه فى على هو اللى ساعدنى، ولولاه مكنت عملت حاجه .
ابتسم على : هو لولا انك شاطره كنت انا عرفت اعمل حاجه .
مهران : ربنا يحميكم لبعض هجعد وياكم شويه، وروح على حازم ازوره هو التانى مرته حامل .
بهيره : الف مبروك ياخال ربنا يتملها على خير .
مهران : امه كانت فرحانه جوى ونفسها تاجى، بس انا جولت لها تستنى لما تولد .
بهيره : ربنا يفرحك بيه ياخالى .
مهران : تعرفى ربنا بيحبك انه نجاكى من ولاد عمك دول،شوفت شاكر من يومين بجا شكله حاجه تجرف، المخدرات ضيعته وبجا عايش ويا المطاريد والهاجمين، يتذلل لهم عشان يدوله حبايه ولا جرف من اللى بياخده،ورقيه عايشه خدامه فى بيت اختها،كيه ما كانت مخدماكى فى دارك، وسماح دوزها اتدوز عليها ومتبهدله ولا جادره تفتح خشمها،وفايز وعبد العزيز شغلين مرمتونات عند دوز اختهم ومبهدلهم اخر بهدله، سبحان المعز المذل المهم انا همشى دلوك عايزه حاجه ؟
بهيره : لاه تسلم يارب .
مهران متذكراً :الا اخبار الدكتوره ايه ؟
على : الحمد لله ربنا فتحها عليه وبنت مستشفى كبيره هى ومجموعه من الدكاتره زميالها ، واحنا كمان ربنا هيكرمنا بطفل قريب .
فرح مهران قائلا : صُح ده مبروك يا بتى ربنا يتمملك على خير .
بهيره بخجل : تسلم ياعمى .
وظل معهم لبعض الوقت وذهب، نظر على الى بهيره قائلا : انا عايزك تجبيلى بنوته شهبك كده .
عبست بمزاح قائله : لاه بلاش عشان متبجاش عفشه .
نظر لها على محذرا : اياكى تقولى كده تانى انت فاهمه، انت اجمل ست فى الدنيا .
بهيره : انا بضحك وياك .
على : لاء مضحكيش اكده تانى فاهمه .
شردت قليلا وتنهدت فنظر لها على قائلا : ايه سرحانه فى ايه ؟
اخذت نفس وزفرته قائله : مش عارفه صعبانه عليا سماح هى صحيح كانت بتتكبر عليا وتعملنى وحش بس محنتش احب ان يحصل لها كده .
ربط على كتفها قائلا : انت قلبك طيب قوى بس هى بتحصد اللى زرعه ابوها وامها .
عبست قائله : طب وهى ذنبها ايه هما اللى زرعه هى تحصده ليه ؟!
فكر قائلا : ماهو كل اللى احنا بنعمله بيحصدو ولادنا،يعنى والدك الله يرحمه عمله الطيب قعدلك،وربنا امرنا بكده ان اللى عنده ذريه ضعاف يخاف عليهم يتقى الله فيهم،وصلاح الابناء من صلاح الاباء .
ابتسمت قائله : الله يرحمك يا بوى كنت سند ليا وانت حى وكنت سبب نجاتى بعد موتك (ونظرت الى على ) وربنا يباركلى فيك ولا يحرمنى منك ابدا .
امسك على يدها وقبلها قائلا : ولا منك ياعمرى كله ويبارك لنا فى اولادنا .
ضحك الاثنان وكل منهم متيقن من داخله ان الله دوما مع من ظُلم،لا يضيعه ابدا، ولم تعد بهيره سجينة توب الرجال،لانها وجدت رجل حقيقى واستندت اليه فاصبح سكنها وجنتها .
تمت..
نتمنى لكم قراءة ممتعة..
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا