روايات

رواية أسرار البيوت الفصل الثالث عشر 13 بقلم رانيا صلاح

رواية أسرار البيوت الفصل الثالث عشر 13 بقلم  رانيا صلاح

رواية أسرار البيوت الفصل الثالث عشر 13 بقلم  رانيا صلاح

رواية أسرار البيوت الفصل الثالث عشر 13 بقلم  رانيا صلاح

صفعات القدر..
أرتفع صوت المؤذن بصلاة الفجر، وبدأت الحركه تتزايد في الشوارع لتكشف السماء عن خيوط من ذهب تتسلل بين الأرجاء..
“شقة نجلاء”
نجلاء كانت تُغلق باب النافذه فهي تُفضل رؤية شروق الشمس لتتحرك مُجبره على إغلاقها فهاتف أبنها لا يكف عن الرنين منذ ساعه، لتتحرك بإتجاه المائده وتأخذ فربما أمر طارئ..لتمر دقيقه وكانت بالغرفه تُحاول إيقاظه :معاذ.. معاذ ياحبيبي.
معاذ بنوم :أيوه ياماما.
نجلاء:تليفونك مبطلش رن من ساعه.
معاذ  :اقفلي التليفون.
نجلاء:معلش ياحبيبي قوم وبعدين أرجع نام تاني.
معاذ إستجاب لحديث والدتها وسحب الهاتف من يدها.. وبنوم :الو.
شريف :انت فين بقالي ساعه بكلمك.
معاذ بنوم :في أيه ياشريف.
شريف :تعالي على عنوان***في جريمه قتل.
معاذ إنتفض واقفاً وتحرك بإتجاه الدولاب گ.. من لدغه عقرب :طيب طيب أنا جاي.
نجلاء :خير يابني.
معاذ :مش خير ياماما جريمه قتل جنبنا.
نجلاء:قتل.. ياستار يارب ومين يابني جنبنا الي يقتل المنطقه هاديه ومفيهاش مشاكل.
معاذ كان يلتقط حافظة نقوده، أقترب يقبل رأس والدتها :ادعيلي يانوجه وخرج مُسرعاً..
نجلاء :جيب العواقب سليمه يارب، وتحركت لتُصلي.
–“شقة قاسم”
-جافَ النوم عيناها وظلت تتقلب على الفراش گـ.. من يجلس على جمر من نار، عقلها تعصف به الظنون ولا تستطيع أن تُخبر أحد بما يُرهق قلبها، أبنتها تسربت گخيط  من الحرير من بين يديها لتكشف أنها أم فاشله بجداره، كانت تؤمن أنها ستكن خير أم لإبنتها – لكنها-كانت الأكثر… حينها فشل عقلها عن التعبير وتجمعت العبرات بين أهدابها لتقبض على أنفاسها..
قاسم لم تقرب عيناه النوم فبداخله شعور سيء :بسمه.
بسمه بنبره خاويه  :أيوه.
قاسم :أنتي كويسه.
بسمه :ايوه.. لتسبقها يدها تربت على يده..
قاسم :أنا…. لتبتلع الكلمات بجوفه على أثر بوق سيارات الشرطه والإسعاف.. ياستار يارب.. وتسبقه قدماه الي النافذه ليري سيارتي إسعاف وخلفها الشرطه.
بسمه :في أيه يا قاسم واقف كده ليه؟..
قاسم :في عربيات إسعاف وشرطه في المنطقه.
بسمه :ياستار يارب.. أنا رايحه أصلي، هتصلي هنا ولا في المسجد.
قاسم :هنا، شكلي خدت دور برد مش هقدر أروح.
بسمه :طيب، صلى وهعملك حاجه دافيه.
–“شقة صبري”
محمد بإنفعال :خلاص مفيش.
ميرو _نعم يا عوووومر ، مفيش أيه يا عنيا.
محمد :مش هقدر يا أميره، كل حاجه خلاص.
ميرو شعرت بنبرته مُختلفه ليست عابثه، لتنفض ذالك الشعور جيداً وتستعيد قواها:خلاص ياعنيا ما هو يامعنا يا علينا هو دخول الحمام زي خرجوا..
محمد :اعملي اعملي الي تعمليه وأغلق الهاتف وهو يلهث من فرط الغضب  قبل ساعات كان يفعل… لتقف الكلمات بحلقه هو مُذنب كان يستبيح حُرمات الله فأرسل من يستبيح حُرمته، لم يكن يوماً قريباً من أختيه – ولكن- أن يكن على وشك خسارة إحداهما حقاً تألم كم كره نفسه خلال تلك الساعات السابقه… ليفق من شروده على طرقات عنيفه على باب منزلهم ليهرول بإتجاه الباب..
-وبالغرفه المجاوره كانت تبكي في صلاتها طالبه النجاء لإبنتها، هي صدقت وأمنت بمُعدقاتهم وغفلت عن إبنتها والنهايه لم تُكتب بعد – لكنها-ستترُك ندوب لا تُشفي بروحها… لتقطع صلاتها أثر طرقات حاده على باب البيت..
-محمد توجه الي الباب مُسرعاً ليتسأل بإستغراب عن سبب تلك الطرقات فور رؤية أحد رجال الشرطه :ايوه.
الظابط :دا منزل صبري الطاهر.
محمد :ايوه، خير في حاجه.
الظابط :حضرتك مين؟..
محمد :انا أبنو.
الظابط :طب إتفضل معانا علي القسم.
زينب لتهرول الي بابهم فور رؤية الظابط يطلب أن يأخذ إبنها :في أيه يابني.
الظابط :أتفضل معانا يا أستاذ.
محمد :طيب.
زينب مُتشبثه بأبنها :على فين يابني؟
محمد :هشوف في ايه وأرجع وتحرك مُغلقاً الباب خلفه..
–“القسم”
-كانت الساعه تدق التاسعه، وبداء الضجر من تملكه فهو ما يُقارب الثلاث ساعات جالس في مكانه ولا أحد يُجيبه سوي، أنتظر حتى يأتي الظابط..
-ترجل كلاهما من البوكس بإنهاك فـ ـ…كلاهما  بالكاد كان أن يسقط في نومه لتأتي تلك المُهمه لتُكل لهم..
معاذ أشار للحارث :أطلبي قهوه على المكتب يابني…وتحرك بإتجاه المكتب وخلفه شريف.. إنصرمت الساعات السابقه في رفع الأدله وكانت الفاجعه له جارهم العزيز قُتل بفراش إمراءه وعدد الطعانات لكلاهما تجاوز الخمس طعانات..
-بالمكتب  شريف جلس على كرسيه بإنهاك:قضيه شرف.
معاذ :لو شرف فين الزوج.
شريف :طلع إذن إستدعاء وكلها ساعه ولا أتنين ويشرف.
معاذ بذهول :الراجل دا مكنش يبان عليه كده خالص.
شريف وضع سيجارته بفمه:هههههههه، الشمال مش هيقولك أنوا شمال يابشا.
معاذ :بس راجل الدين، مش غريبه شويه.
شريف:احنا في زمن العجب، وبعدين سيبك  أحنا نخلص الأدله والباقي لربنا…
– ليقطع حديثهم دخول العسكري حاملاً صنيه تحتوي على فنجانين قهوه :يابشا في واحد بره عاوز ياقابل جنابك.
شريف :واحد مين؟
العسكري :جي من كام ساعه مع ظابط النبطشيه بناء على طلب معاليك.
معاذ :دخلوا ياعسكري وهات ليمون.
شريف فور خروج :مين دا؟
معاذ :أنا كلمت القسم واحنا بنكمل الأجرات، عشان أبلغ ابنو.
شريف :غريبه مكان الموضوع خلص من بره وخلاص.
معاذ :على الاقل عشان الجيره الي بينا متنساش أنهم ساكنين معنا في نفس العماره…. ليقطع حديثهم..
محمد بإستغراب :سلاموا عليكوا.
معاذ :وعليكم السلام ورحمة الله، تعالي يامحمد.
-محمد تحرك ليجلس بجوارهم وبترقب كانت عيناه تنتقل بينهم..
معاذ كان يعلم حج المُعاناه التي ستُلقي على عاتقه :محمد.. لتقف الكلمات بحلقه من جديد لا هو لم ولن يستطيع إخبار آحدهم عن وافاة ذويه..
شريف أشفق على معاذ وذالك التوتر المُحيط ليقطع هذا :أستاذ محمد البقاء لله وحده، والد حضرتك إتقتل.
محمد هل سكب أحدهم دلواً من الثلوج فوق رأسه، أم تيار كهربي مر بداخله، أم…. :والد مين؟… كانت عيناه تكاد تتلاشى وسط غيومها.
شريف :لكل أجل كتاب، والد حضرتك إتقتل في جريمة شرف.
محمد صدمه أُخري تمتلكه :والدي أنا!!…
شريف :وحد الله.
محمد بجمود :عن أذنكم.. وتحرك مُتحاملاً على قدميه..
معاذ شعر ما يعتلي صدر محمد يعلم جيداً أن الفقدان أمر ليس يالهين – لكن- عليه تجاوزه :محمد لازم نخلص إجراءات الدفن.
محمد :ممكن عنوان المستشفى.
معاذ :دي مش حدثه عاديه عشان العنوان لازم حد منا يكون موجود، لو تقدر دلوقتي يلا.
محمد :بكره.. وتحرك طالقاً ساقيه لرياح ربما ستخذله كما خُذل قبل قليل، أي خذلان هذا يمكن التحدث عنه!.. ظل يسير وعيناه لا ترى سوي ضباب لمواقف كان يظن بها… لتعلوا السخريه وجهه من جديد، هو يُريد أن يصرخ يُريد أن يمت وينتهي الأمر والده رحل وليس براحل فحسب بل قُتل بفراش إحداهما… ذالك الشيخ الواعظ كان…. لتنقطع الكلمات فما من تعبير يملكه سوي البكاء جلس أرضاً فقدماه لم تعد تحمله وعيناه تحرقها الدموع  لتبقى الرؤيه لشئ واحد فقط ذنب تفعله سراً خوفاً من الخلق، وتغفل عن رؤيه الخالق.. لتكن الطامه إزهاق الروح على ذالك الذنب… تجمعت الدموع وهبطت بسخاء گــ.. الأمطار بعد سنين عُجاف من التشقق إضمحلت الروح على أثره… بكاء مُتصل… تعلوه شهقات..
–“شقة قاسم”
-بسمه كانت تأخذ الصاله ذهاباً وإياباً، والقلق يكاد يفتك بها، معاذ لم تصل إليه، و إبنتها تُقسم أن هذا حدث دون إرادتها، وزوجها لا تقدر على إخباره تعلم كم سينهار إن فقد تمثال إبنته لنظره..
كرمه تخرج من غرفتها بوجه مُحمر من البُكاء وأعين كبركه من الدماء، كان الإعياء يمتلكها فقد قفدت قواها في الساعات الماضيه تعلم كم كانت ستخسر بسبب عنادها وتفكيرها الأحمق – لكن-ذالك السليم يُقسم أن سيُشهر بها، هل ستخسر والديها.؟ . كيف ستنظر لوالدها بعد هذا تعشر بالأثم :ماما.
بسمه لم ترفع نظارها لها فهي ستفقد أعصابه التي بالكاد تتمسك بها :ايوه.
كرمه :ماما أنا أسفه، والله العظيم مكنتش فاكره هيحصل كده، ماما أنا.
بسمه بنبره عدائيه :مشفش وشك يا كرمه سبيني أتصرف في الورطه دي، ربنا يسامحك لتخرج صافعه الباب خلفها… الو
معاذ :معلش ياطنط كنت في شغل.
بسمه _ولا يهمك هستناك في كافتريا ****
معاذ :حاضر مسافه السكه وأكون عندك..
-كرمه شعرت بالنفور  من حالها لتومض بذهنها تلك الفكره، سأُريحهم مني عبء ذالك الحمل ولينتهي الأمر لا تقدر على رؤية الخذلان بأعينهم تحركت بإتجاه المطبخ وعيناها لا تحيد عن شيء سوي أن تُريحهم من عبئها..
–“أمام المسجد”
-وصل محمد أمام المسجد لا يعلم كم مرت الساعات عليه ظل يتجول بشوارع القاهره بغير هدى إلى أن قادته قدمها ألي المسجد، ظلت حدقتيه تتحرك بإرتعاش…
صالح :السلام عليكم.
محمد بنبره بالكاد تُلامس حلقه :وعليكم السلام.
صالح :هل أنت بخير يابني؟..
محمد :ايوه.
صالح :لماذا تقف هكذا؟.. هيا يابني الظهر حان وقت صلاته.
محمد :أيوه بس..
صالح :لا تقف هكذا هيا..
محمد إستجاب بإذعان ودخل المسجد بخطوات مُتعثره…. -دقائق وأرتفع صوت الأمام وهو يتلوا أيات الذكر الحكيم..
{وهو الذي يقبل التوبه عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون}.. لتكن تلك الأيه گــسهماً ينطلق إلى قلبه لتفيض عيناه بالدموع خشوعاً من رحمه الله، ظل يبكي في صلاته… لتمر الدقائق وينتهي الإمام من صلاته ليظل هو بوضع السجود يبكي كما لم يبكي من قبل وكأن بكاء العالم اختزل بقلبه لتلك اللحظه…
–“الكافتيريا”
بسمه جلست بالطاوله المُطله على الشارع كانت تُراقب حركة الماره…
معاذ:السلام عليكم.
بسمه :وعليكم السلام ورحمة الله.
معاذ :خير ياطنط قلقتيني.
بسمه :معاذ أنا لأجئتلك لأني عارفه ومتأكده أنك هتقدر تساعدني بأي شكل، بس محتاجه منك طلب خالك ميعرفش أي حاجه هقولها أي كان السبب ممكن.
معاذ ظهر القلق :حاضر.
تابع (13)
بسمه :في واحد معاه فيديو لكرمه… وهنا أخفضت عيناها أرضاً وكادت أن تبكي، وهي بتغير هدومها في محل وهو بيسومها.
معاذ هل إشتعلت عيناه؟… :كملي.
بسمه :معرفش أي حاجه عنو مجرد رقم تليفون معانا..
معاذ :هاتي رقم التليفون وانا هعرف صاحبوا، بس غالباً في الوضع دا بيكون رقم مسروق لأن دا بيكون وسيله للإتجار.
بسمه ظهر القلق:يعني مش هنعرف نعمل حاجه.
معاذ:لا طبعا هرجعلك حقها بس دا هياخد وقت..
بسمه:والعمل ايه.
معاذ:بكره أن شاء الله هعرف كل المعلومات عن الرقم، وهحط تليفون كرمه تحت المراقبه.
بسمه  بإمتنان :شكرا يا معاذ.
معاذ :العفو ياطنط، كرمه أختي.
كافيه السعاده”
-حمزه كان ينفث دخان الإرجيله وعقله يبتسم فأمس قد إستمتع كثيراً لابأس بالهوا مع بعض الأموال..
ميرو تبحث بعيناها عن حمزه فور دخولها لتقع عيناها عليه، لتتحرك بغنج :هاي يابيبي.
حمزه :هاي.
ميرو أخرجت ظرفاً من المال :نصيبك يا برنس.
حمزه دون أن يبعد الإرجيله :كام دول؟.
ميرو :خمسه اللأف.
حمزه :والمزاج.
ميرو أطلقت ضحكه خليعه، وأخرجت كيس صغير يحتوي على مسحوق أبيض :دا هديه من الوزير.
–“المطعم”
-كان ينتقل بخفه بين الزبائن يُساعد حسن بإنهاء الطلبات ففتره الظهيره تكن مُتتلاءه بعض الشيء، ليشعر بوخزه في قلبه.. ليتمتم بالدعاء..
حسن :شيخ قاسم ياشيخ قاسم.
قاسم بشرود :ها بتقول حاجه يا حسن.
حسن :ايوه عربيه الخضار بره مستنيه الحساب.
قاسم ربت على كتفه وتحرك بشرود، ليكن الحظ رفيقه وينسي حافظه نقوده بالمنزل فيتعلل بها..
–“شقة عاصم”
إيمان زفرت أنفاسها :يا ديما أن حاسه أنو متغير معايا وكمان.
ديما :إيمان أرجوكي حكمي عقلك شويه مش معنى أنو بيتاخر او في مشاكل يبقي بيخونك، مشكلتك مع عاصم ان كل الثقه الي جواكي إتهدت لما إنفصلتوا فتره ولما رجعتي محاولتي تصليحها كامله  لازم يكون في ثقه اكتر من كده.
إيمان :ديما إنتي مش فاهمه، انا تعبت جدا مع عاصم قبل الإنفصال وصعب أنسى كل الخلفات الي فاتت صح انا رجعت وبتعامل بس في ركن جوايا موجوع..
ديما :ياإيمان مش كل مشكله ترجعي لنفس النقطه فكري شويه..
إيمان :طيب، انا هروح أشوف مازن..لتغلق الهاتف وتتوجه بإتجاه غرفة مازن فلم تجده فتتحرك مُسرعه تبحث عنه بالبيت… دقيقه… إثنان… عشر ولم تعثر عليه هداها عقلها أنها غفلت عن غرفه حمزه لتركض نحوها وتفتح الباب لتشق الصدمه وجهها وتجحظ عيناها…
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى