رواية خطيئة ميريام الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي
رواية خطيئة ميريام الجزء العاشر
رواية خطيئة ميريام البارت العاشر
رواية خطيئة ميريام الحلقة العاشرة
الفصل العاشر ” حقائق ”
توقفت تطالعه بجمود امتد لوهلة …
نطق بإسمها بعد لحظات قليلة …
ما زال يتذكرها ..
لم ينسها بل على عرفها فورا ….
لم يحتج سوى للحظات قليلة وتعرف عليها …
هل كان يتذكرها بين الحين والآخر …؟!
هل بقيت في عقله رغم مرور السنوات ..؟؟
تجاهلت أفكارها وهي تنطق أخيرا ببرود :-
” نعم ميريام … ميريام يا سيد عمر ….”
تسائل بدهشة ما زالت تسيطر عليه …
دهشة رؤيتها بعد كل هذه السنوات ..
” هل تقربين دارين أم …”
توقف للحظة ثم قال :-
” أم أتيت عنوانا خاطئا …؟!”
في تلك اللحظة تقدمت دارين بعفوية تتسائل عن القادم بعدما تأخرت ميريام لتتجمد مكانها وهي تنطق :-
” عمر بك …”
ثم وقفت تطالعه بعدم استيعاب …
لقد كشفهما …
عرف قرابتها بميريام…
سمعت صوت ميريام تهتف بثبات :-
” دارين ابنة زوجي يا عمر ….”
طالعتها دارين بحيرة ولم تعرف ماذا تفعل عندما أشارت لها ميريام بنفس الصلابة :-
” اذهبي انت يا دارين … أريد التحدث مع السيد عمر على انفراد ..”
تحركت دارين بصمت متجهة الى غرفتها بينما عادت ميريام تنظر الى عمر عندما تسائلت وهي تلوى ثغرها بسخرية :-
” هل تدخل لنتحدث أم لا وقت لديك لذلك …؟!”
أخذ نفسا عميقا قبل أن يجيب بصدق :-
” بل لدي كل الوقت …. ”
ثم تقدم الى الداخل لتتبعه هي حيث أغلقت الباب خلفه وسارت وراءه عندما تقدمت قبله نحو صالة الجلوس لتشير الى الكنبة وهي تردد :-
” تفضل ..”
جلس على الكنبة وهو ما زال يتأملها بقوة لا تخلو من الشوق …
تغيرت كثيرا…
لكنها ما زالت جميلة كما عهدها …
” تغيرت كثيرا …. ”
أيدته بمرارة خفية :-
” أكثر مما تتصور …”
جلست قباله واضعة قدما فوق الأخرى تسأله :-
” ماذا تحب أن تشرب …؟!”
تمتم بسرعة :-
” لا أريد شيئا …”
أضاف وهو يحرك بصره في المكان بتساؤل :-
” هل زوجك هنا …؟!”
أجابته على الفور :-
” زوجي متوفي … منذ أعوام …”
هز رأسه بتفهم لتقول :-
” غريب أليس كذلك …؟! غريب أن نلتقي بعد هذه السنوات …!”
” نعم غريب …”
قالها بجدية وهو يضيف بصدق :-
” ربما لإنني تمنيت حدوث هذا بقدر ما خشيت منه …”
رفعت حاجبها مرددة :-
” تمنيت رؤيتي مجددا …”
” دائما ما كنت أفعل …”
قالها بصدق وهو يضيف بحشرجة :-
” رغم خوفي من هذه اللحظة ..لحظة لقائي بك بعد كل هذه الأعوام …”
قالت بسخرية صريحة :-
” بعدما فعلته بي …. أليس كذلك …؟!”
تنهد ثم قال :-
” ميريام … لا شيء يبرر ما فعلته ولكن …”
أخذ نفسا عميقا ثم قال :-
“عليك أن تعلمي إنني كنت أتعذب طوال السنوات السابقة … أتعذب مرتين … مرة بسبب ما فعلته بك ومرة أخرى بسبب شوقي لك …”
رددت بتهكم :-
” شوقك لي ..؟!!!!”
هز رأسه مضيفا بتأكيد :-
” أنا أحببتك يا ميريام … رغم كل شيء أحببتك …”
انتفضت من مكانها تصيح به بغضب تمكن منها كليا :-
” اخرس … لا تتحدث عن الحب … إياك أن تفعل …”
نهض بدوره يقول برجاء :-
” اقسم لك إن هذه هي الحقيقة …. والله العظيم … انا أحببتك حقا …”
” أحببتني … أحببتني فدمرتني بهذه الطريقة … نلت جسدي وتركتني بعدها وهربت كما تفعل مع أي عاهرة تلتقي بها …”
قالتها وعينيها الجميلتين تشعان بحقد مخيف ليقول بسرعة :-
” الأمر ليس هكذا … أنا كنت مجبورا … مضطرا لذلك …”
قاطعته بحسرة :-
” نعم وكنت مضطرا لتلاحقني طوال الوقت وترتبط بي وأنت متزوج من الأساس بل ولديك اطفال ….”
أضافت بأنفاس لاهثة من فرط عصبيتها :-
” ادعيت عشقي … خدعتني … جعلتني أحبك … سلمتك جسدي في لحظة حقيرة دفعت ثمنها لعشرين عام … فعلت كل هذا وأنت تكذب … توهمني إنني حبك الأوحد بينما هناك أخرى على ذمتك بل ولديك اولاد منها … أي حب الذي تتحدث عنه بالله عليك …؟! هل يجتمع الحب مع الخداع …؟! هل تعتقد ذلك يا عمر …؟!”
صاح بدوره :-
” أنت لا تعلمين شيئا … لا تعلمين سوى القليل … القليل جدا يا ميريام …
أخذ نفسا عميقا ثم قال :-
” دعيني أشرح لك … امنحيني فرصة واحدة على الأقل …”
” ماذا ستشرح …؟! أنا حياتي تدمرت بسببك … مستقبلي ضاع …”
أكملت والدموع تملأ مقلتيها :-
” والدي علم بكل شيء بعدما تبين إنني حامل منك … أنجبت طفلتي وأخذها مني عنوة وقتلها …”
توقفت لوهلة لتتساقط الدموع فورا من عينيها …
تابعها بعينين دامعتين هو الآخر …
هو يعلم بما حدث …
ولكنه لا يستطيع أن يخبرها …
كيف سيخبرها إنه يعلم بكل شيء ….؟!
كيف ..؟!
” قتل ابنتي … قتلها … لم يسمح لي برؤيتها حتى … لم يدلني على قبرها … ”
أغمض عينيه بألم …
في تلك اللحظة أراد أن يصرخ ويخبرها إن ابنتها ما زالت حية …
إن والدها لم يقتلها وإنما منحها له …
يريد يخبرها الكثير مما تجهله ولكنه لا يستطيع …
لا يستطيع أن يفعل ذلك ..
أن يفضح الحقائق بعد كل هذه السنوات …
لأجل طفلته لا يستطيع …
وربما لأجلها هي …!!
” ماذا ستقول الآن …؟! هل لديك مبرر ..؟!”
سألته وهي تمسح دموعها بعنف ليردد بصوت مبحوح :-
” كلا ، أعلم إنني كنت حقيرا معك جدا لكن يجب أن أشرح لك …”
همت أن تصرخ به رافضة لكنها باغتها قائلا بسرعة :-
” انا تزوجت والدة أطفالي مجبرا وبقيت معها مجبرا ولم أستطع تركها وقتها لأجلك مجبرا أيضا …”
أضاف بجدية :-
” حوراء كانت ابني عمي …”
قاطعته بحيرة :-
” حوراء …”
تمتم بخفوت :-
” ابنتي تحمل اسمها …”
أضاف :-
” والدي أجبرني على الزواج منها … وقتها لم أتجاوز العشرين من عمري … هي ابنة عمي … وحيدة والديها … ”
غامت عيناه بعيدا والذكريات تمر أمامه :-
” لم أحبها يوما لكنني حاولت أن أتجاهل مشاعري وأكون زوجا صالحا معها … عشت معها لفترة كانت جيدة حتى حملت بطفلي الاول سالم وهنا أدركت الحقيقة … حوراء كانت تعاني من مرض نفسي خطير …. لم يكن أحد يعلم بذلك سوى والديها … استطاعت أن تخفي عني مرضها في الأشهر الاولى … كانت حذرة للغاية وهي تتناول أدويتها ولكن الحمل كشف الحقيقة … وما إن كشفت الحقيقة وواجهتها بذلك بعد الولادة حتى حاولت الانتحار … حاولت قتل نفسها … حينها اضطررت أن أبقى معها … لم يكن بإمكاني تحمل ذنب موتها …”
زفر أنفاسه مضيفا :-
” مرت السنوات وحياتي معها تسير بشكل أسوء مما تتصورين … أنجبت أحمد بعدها رغم عدم رغبتي بذلك … حتى التقيت بك …”
توقف للحظة يتأملها ثم يضيف :-
” أحببتك من النظرة الأولى … رغما عني فعلت .. أنت اول من تحرك قلبي لها …. تصرفت بأنانية وقتها … نعم ولكنني كنت مجبرا يا ميريام .. مشاعري تغلبت علي … وأنا رجل لم يجرب الحب ولا مرة … رجل تزوج من امرأة لا يريدها … امرأة لا يجمعه بها أي شيء … لا حب ولا حتى تفاهم ولا استقرار …”
إسترسل :-
” اقسم لك إنني لم أقصد ما حدث في ذلك اليوم … لم أقصد أن أنالك بتلك الطريقة …. حدث ما حدث دون وعي مني …”
ضحكت مرغمة وهي تقول :-
” حقا ..؟! هل هذا مبررك …؟!”
قاطعها بعنف :-
” لا شيء يبرر فعلتي .. لا شيء أبدًا …”
” هل كنت ستخبرني الحقيقة يوما ما أم خطتك كانت من البداية أن تهرب مني بعد فترة …؟!”
قال بسرعة :-
” لم أخطط بشيء طوال فترة علاقتي بك … تجاهلت كل شيء ولم أفكر سوى بسعادتي في قربك … تجاهلت حقيقة زواجي من أخرى … تجاهلت ما يمكنه أن يحدث بعدما تعرفين الحقيقة … ”
اعتصر عينيه بألم وهو يكمل :-
” ولكنني لم أكن لأتركك بعدها حتى اكتشفت حوراء علاقتي بك والذي صادف معه حملها بطفلنا الثالث … تصرفت بجنون وكادت أن تقتل نفسها مجددا ثم ترجتني ألا أتركها فلم أستطع تركها … بقيت معها حتى أنجبت طفلتنا وماتت … ماتت بسببي … بسبب خيانتي لها ..”
تراكمت الدموع داخل عينيه وهو يضيف :-
” بسبب ما حدث خسرت الكثير … تدمرت حياتي كليا …. عشرون عاما وأنا أعاني … عشرون عامي وذنبكِ وذنبها يقيدني يا ميريام … ”
أخذ نفسا عميقا ثم قال :-
” أنا لن أطلب منك السماح ولكن أرجوك أن تصدقي حقيقة إنني أحببتك … أحببتك بحق ولم أحب أحدا لا قبلك ولا بعدك …. أرجوك صدقيني يا ميريام …”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطيئة ميريام)