رواية أوصيك بقلبي عشقا الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم مريم محمد غريب
رواية أوصيك بقلبي عشقا الجزء الثاني والأربعون
رواية أوصيك بقلبي عشقا البارت الثاني والأربعون
رواية أوصيك بقلبي عشقا الحلقة الثانية والأربعون
الخـاتمة
يوم واحد فقط متبقّي على سفرها …
لقد جمعت كل أغراضها، ودّعت كل أحبائها، و قضت أيام لا تُنسى من الأُنس و الألفة الدافئة برفقة عائلتها
لم يعد هناك خصومة مع أحد، تصالحت مع الجميع حتى الذين آذوها، لقد صفحت عنهم مقابل السعادة الغامرة التي رُزقت بها مؤخرًا، و لكن طبعًا مسألة غفرانها لا تعني لزوجها شيء، إذ أن ما يقرره هو ما يحدث دائمًا سواء شاءت أم أبت، لطالما عرفت تلك الحقيقة، و أمنت بأنها لن تفلح بتغييرها، و قد كفّت بالفعل عن المحاولة، إنها تترك له زمام نفسها، و تثق به ثقة عمياء، ألم يُثبت لها ولائه حقًا وأنه جديرٌ بقلبها ؟
تراقصت ابتسامة “إيمان” تلقائيًا عندما كسر صفير الإعجاب المنبعث من زوجها صمت الغرفة المطبق.. إستدارت نحوه من حيث تقف أمام المرآة تتمم زينتها إستعدادًا للظهور بحفل الزفاف المرتقب لصديق زوجها المقرّب.. “عثمان البحيري” و إن كان خبرًا أثار دهشتها.. فهو متزوج بالفعل و لديه ولدان
ماذا قد يدفعه لتجديد العرس !؟
اكتفى “مراد” بإخبارها أن صديقه لم يقيم زفافًا لائقًا لزوجته عندما عقد عليها، ذلك لأن والده توفى بالفترة التي تعرّف فيها “عثمان” على زوجته “سمر” و أحبّها، لم تكن الفرصة سانحة له بإقامة أيّ مظهر من مظاهر الفرح فتزوجا بتجمعٍ عائلي بسيط دون أيّ صخب، و لم يذكر “مراد” لها نهائيًا و لو لمحة عن زواجهما العرفي و الفضيحة التي تلته …
-بفكر حقيقي أجي أشيل الإشارب عن راسك و أبوظ الروج الأحمر إللي على شفايفك ده و نفكس للفرح !
إزدادت إبتسامة “إيمان” إتساعًا و هي تستمع إلى غزل زوجها الصريح، بينما تعلّقت نظراتها بجسده الذي يستره سوى منشفه صغيرة أحاطت بوركيه العضليين، رغمًا عنها تداعت ابتسامتها بضعفٍ استطاع استشفافه و هو يراها تركز عينيها على صدره البرونزي و المكسو بالشعيرات القاتمة التي علقت بها قطرات المياه على إثر استحمامه …
ابتسم “مراد” بدوره و هو يستطرد بمكرٍ بينما يجفف شعره المبلل بمنشفة أخرى في يده :
-لو مش واثق إن عثمان هايقتلني إذا ماحضرتش كنت لاغيت كل حاجة و قضينا ليلتنا الأخيرة هنا لوحدنا. بعيد عن الكل !
تحاول “إيمان” تشتيتت عقلها عن التفكير الحميمي به، لترد و هي تلوح ناحيته بكفّها :
-يعني انت مخلّينا نسافر الإسكندرية و نقضي آخر يوم لينا في مصر هنا في فندق مخصوص عشان تحضر فرح صاحبك و في الآخر مش عايز تحضر ؟ أنا لو منه أخنقك بصراحة !!
قهقه بانتعاشٍ و هو يمضي صوبها، ألقى المنشفة من يده و مد ذراعه يجتذبها إليه من خصرها، حبست أنفاسها مرة واحدة و هي تصطدم بصدره الصلب، بينما بقول مغمغمًا :
-ماتبقيش متلهفة أوي كده على الحضور. قصر البحيري الليلة دي مش بس هايستقبل نخبة المجتمع. ده هايكون في ستات من إللي يتشافوا في الإعلانات. و مش هاخبي عليكي أنا عندي علاقات شغل و صداقة مع كتير منهم. و أنا عارفك من زمان و مجرب غيرتك.. أخاف تخنقيني فعلًا هناك لو واحدة منهم سلمت عليا !
و استغرق في ضحكه من جديد، ليتلاشى مرحها هي الآن و تقول بجمودٍ :
-أنا طبعًا بغير عليك. بغير عليك حتى من هدومك.. لكن و لا واحدة تفرق معايا. غير.. غير هالة !!!
-هالة ! .. تمتم و قد خبت ضحكته و اختفت ابتسامته تمامًا
قطب قائلًا باستغرابٍ :
-انتي عايزة تقوليلي إنك قلقانة من ظهور هالة قصادك. و ممكن تغيري منها !!؟
صمتت “إيمان” و ظل فمها مطبقًا بتوتر …
يزفر “مراد” مطوّلًا و يفرك جانب وجهه بيده الحرّة مستطردًا :
-غيرتك منها مالهاش أي معنى يا إيمان. بغض النظر عن إن هالة مابقتش في حساباتي أصلًا و لا ممكن ألتفت ليها بأي شكل. ماتنسيش إنها ست متجوزة دلوقتي و عندها طفل
و كأنه تفوّه ما تاقت لمناقشته فيه، فسألته على الفور :
-صحيح قولّي يا مراد. انت و هي قضيتوا فترة متجوزين. ليه ماخلفتش منها ؟
هز كتفيه و جاوب ببساطة :
-الهانم طبعًا تربية قصور و مدللة جدًا. لما اتجوزنا أنا كنت حابب أوي نخلّف بسرعة. لكن هي رفضت عشان تحافظ على شكل جسمها. قالت لي بعد سنتين أو تلاتة ممكن نجيب أول طفل. بس طبعًا مع عشرتي ليها عرفت إنها مش هاتنفذ كلمة من وعدها
-بس هي خلّفت لما اتجوزت بعدك !
-و ده يثبت إنها ماحبتنيش ! .. قالها “مراد” بابتسامة متصالحة
لم يبدي أيّ إنزعاج من أفكاره التي يطرحها و التي صارت حقيقة منذ مدة للجميع :
-أيًّا كان مين إللي اتجوزته هالة البحيري ف هي حبته. مش عشان قبلت تخلّف منه بس. دي كمان اتنازلت عن حياة القصور و سافرت معاه يبنوا حياتهم سوا
رفعت “إيمان” حاجبها معلّقة بحدة :
-ده انت متابع أخبارها بقى. و عرفت إنها سافرت !!
عاودت الضحكة تتغلغل طبقات صوته العميقة و هو يرد عليها متفكهًا :
-و الله و لا متابع و لا حاجة. انا عرفت من عثمان لما جه يحضر فرحنا. لأنها هي كانت السبب إننا قاطعنا بعض أنا و هو ف قدملي ملخص عن أحوالها و إنه ما صدق خلص من مسؤوليتها لما جوّزها لأخو مراته. عثمان ندمان لحد إنهاردة إنه سابني اتجوزها. هي آه بنت عمه. لكن أنا و هو بالنسبة لبعض أخوات. و هو كرهها جدًا طول فترة خصامنا
أومأت بعينيها و إلتزمت الصمت مرةً أخرى، فحنى رأسه ليلامس رأس أنفها بأنفه و همس :
-هاتشوفي بعنيكي الليلة دي. إن عيني مش هاتشوف واحدة غيرك. أنا كلّي ليكي يا إيمان.. انتي و بس !
همسه هذا كاد يُخدر حواسها، فرفعت يدها باسطة كفها فوق موضع قلبه تمامًا، تدفعه بعيدًا عنها بقوتها الضئيلة التي لم تزحزحه قيد أنملة، إنما هو من أفلتها طواعيةً و هو يسمعها تقول من بين أنفاسها المخطوفة :
-ماتحاولش تغريني. ماتبقاش شيطان ورانا مشوار لازم نقضيه !
و تركته متوّجهة صوب السرير حيث علبة الحذاء الجديد مقفلة فوقه، ضحك “مراد” بانطلاقٍ و مشى نحو الخزانة، فتحها ليأخذ بذلته الرمادية الفاخرة، و قد اختارتها “إيمان” تماشيًا مع لون عينيه، بينما أختارت هي ثوب للسهرة محتشم، بلون التوت، و نسّقت مع حجابًا أسود، و أخيرًا ها هي تفتح علبة المستطيلة ليبرز هيكل الحذاء ذي الكعب العالِ، مكشوف بخيوط سباغتي رفيعة مرصّعة بالجواهر المتلألئة، جلست على حافة السرير العريض لترتديه في كلتا رجليها و هي تستمع لصوت “مراد” :
-أدهم و سلاف جايين في الطريق و جايبين معاهم لمى. أنا لسا مكلمهم من شوية و بيتحرّكوا
تطلعت “إيمان” إليه معقّبة :
-لسا بيتحرّكوا دول كده قدامهم كتير. مش هايلحقوا السهرة من أولها !
-و هو المطلوب. انتي عارفة أخوكي مش بيحب الاختلاط بالطبقة المتحررة. و في نفس الوقت بيلبّي دعوة عثمان. فقال يجي متأخر عشان يبارك علطول و يمشي
-حاجة متوقعة جدًا من أدهم ! .. ثم قالت و لمحة حزن بعينيها :
-كويس إني هاشوف سلاف على الأقل. كفاية مش هكون موجودة ساعة ولادتها.. حبيبتي مرعوبة من يوم ما الدكتورة قالت إنها حامل في توأم
-آه بس أدهم مبسوط. خصوصًا لما عرف إن التوأم ولد و بنت. كان نفسه في البنت أوي.. ربنا يحفظهم له
-يارب …
أتمّ “مراد” ارتداء ملابسه في مدةٍ وجيزة، وقف أمام المرآة يصفف شعره بعنايةٍ و يضع على ذقنه الحليقة “الكولونيا” الثمينة التي لطالما جذبت أنوف النساء إليه، ثم اكتفى بنثر القليل من العطر فوق كتفيه و على رسغيه، ارتدى ساعة معصمه الباهظة و بقي يرمق نفسه بالمرآة و هو يعدل هندامه و يضبط ياقتيّ قميصه الأسود
لاحظ السكون الذي خيّم منذ دقائق، فاستدار نحو زوجته هاتفًا :
-جهزتي يا حبيبي ؟
و لكن الصمت
لم ترد عليه، فعبس مندفعًا ناحيتها على الفور …
-إيمان !
انتزعها نداؤه من شرودها، فرفعت وجهها تحدق بوجهه المطل عليها متسائلة :
-نعم يا مراد !؟
هبط بجسمه ليجلس بجوارها على طرف السرير، زحفت يده إلى يدها الملقاة بحجرها، قبض عليها بكفّه الكبير يبث الدفء فيها و هو يقول :
-روحتي مني فين ؟
تنهدت بعمقٍ و جاوبته بابتسامة منهكة :
-أنا معاك !
رمقها بنظرةٍ كما لو أنها لم تنطلي عليه، و قال :
-أنا احساسي ممكن يخونّي في أي حاجة. بس مش ممكن أغلط باحساسي بيكي.. قوليلي مالك ؟
واصلت النظر بعينيه لبرهةٍ، ثم صارحته بصوتٍ مكتوم :
-إنهاردة ماما قالت لي خبر زعلّني. و غصب عني. مش قادرة ماربطوش بيك !!
سألها عابسًا : إيه هو الخبر !؟
-انت ليك يد في فسخ خطوبة مايا ؟ ماما قالت لي خطيبها راح لها شغلها في الجامعة و قطع علاقته بيها قصاد الناس كلها. كانت فضيحة لدرجة إن ماما عرفت من برا. الناس مالهاش سيرة غير إللي حصل لمايا.. من فضلك يا مراد قول إنك ماعملتش حاجة !
بقي صامتًا و لم يرد، وجهه الخالِ من التعابير افقدها صوابها و هي تستنطقه بعصبيةٍ :
-مراااد. رد عليا !!!
-كنتي متوقعة مني إيه يا إيمان ! .. رد أخيرًا بهدوء
و لكن هدوء صدمها، فقست ملامحه و هو يتابع بخشونةٍ :
-آه. أنا وصلت لخطيبها و أثبت له إن أمها إللي هي عمتك ست لا عندها ضمير و لا دين. حكيت له كل حاجة عملتها فيكي و في أخوكي أدهم من قبلك و إللي ممكن تعمله فيه لو اتجوز بنتها. أه أنا إللي نصحته يفسخ الخطوبة في أسرع وقت
فرغت فاها مرددة :
-ليه كده. طيب و مايا ذنبها إيه ؟ انت مش بتعمل غير إللي في راسك. حتى لما أتسببت في سجن مالك هناك في دبي. ماقولتش و لا أخدت رأي حد !!
هز كتفيه غير مباليًا و قال :
-أنا مافترتش عليه. هو إللي بيغش في شغله. يستاهل عقابه ! .. ثم أضاف بوحشيةٍ مفاجئة :
-و بعدين انتي بتدافعي عنه ؟؟؟
هسّت من بين أنفاسها بغضبٍ :
-أنا مش بدافع عن حد. أنا بس مش عايزة أبقى زيهم. مع عايزة أتسبب في أذية حد
مراد بصرامةٍ عنيفة :
-انتي حرّة في نفسك. مش عايزة تئذي براحتك. لكن أنا مابعرفش أسامح إللي يئذيني. و إللي آذاكي كأنه آذاني بالظبط و مش هاسامح !!!!
بدأ هجومها عليه ينحسر تدريجيًا، بينما لم يخف و لو قليلًا تأجج وجهه بالحمرة الخطرة و إلتهاب الرماد في عينيه المتسعتين بشراسةٍ، لم تجد ما تقوله، فقامت من أمامه يتبعها بعينيه، أمسك برسغها يستوقفها بخشونةٍ :
-راحة فين ؟
-جاية ! .. تمتمت بصوت بالكاد سمعه
و راقبها و هي تمضي نحو الخزانة، تستلّ حقيبة يدها المتوسطة و تسحب منها شيئًا لم يراه، عادت إليه الآن و وقت قبالته و هو لا يزال جالسًا، تطلّع إليها و هي ترمقه بعينين ملؤهما الدموع، ثم تقول قبل أن تظهر ذلك الشريط الطبّي أمام عينيه :
-أنا ماكنتش بخلّف بسهولة. و مش عارفة إزاي حملت في لمى و انا كنت محتاجة أتعالج.. ماتعالجتش. و لحد ما اتجوزتك ماتعالجتش.. و حصل تاني. و مش عارفة إزاي بسهولة كده. ده فعلًا رزق و مكتوب مهما كانت الظروف. لآخر لحظة ماكنتش مصدقة. لحد ما أكدتلي دكتورة سلاف !
كان يحدق الآن لما بين يديها، مشدوهًا، مصدومًا، و ما لبث أن عاود النظر إليها ثانيةً، و استطاع أن يتكلم و هو لا يصدق ما يحدث :
-انتي حامل !؟؟؟
أغرورقت عيناها بالدموع حتى ساحت فوق خدّها و هي تومئ له مرتان مغمغمة بصعوبةٍ :
-أيوة. أيوة يا مراد. أنا حامل.. و مش قادرة أصدق إن أحلامي كلها اتحققت كده. أنا حامل منك انت. هاجيب طفل منك انت !!
انتقلت الدموع إلى عينيه هو الآن، لتفلت أنفاسه المحبوسة من صدره و هو يهب واقفًا ليأخذها في عناقٍ محموم، هي تبكي، هو يدمع و يقبّلها، يقبّلها لفترةٍ طويلة، حتى بدأ فمها يؤلمها، بقدر ما يتألم قلبها، و لكن قلبها لا يتألم من العذاب هذه المرة، إنه يتألم لأنه لم يشعر قط بهذه السعادة، هذا الشبع …
حرر شفتيها من بين شفتيه أخيرًا و أسند جبينها إلى جبينه، همس بأنفاسٍ متلاحقة مغمضًا عينيه :
-أنا عمري ما كنت مهووس بالأطفال. لكن دي كانت أمنيتي.. أنا هابقى أب. هابقى أب !
ظل يكررها و كأنه لا يزال غير متاكدًا، لتؤكدها له “إيمان” محيطة وجهه بكفّيها الناعمين :
-هاتبقى أب يا مراد.. هاتبقى أب يا حبيبي !!
ابتعد عنها قليلًا لكي يتمكن من النظر إليها و عاتبها بلوعةٍ :
-ليه ماقولتليش أول ما عرفتي ؟
ابتسمت له بشجنٍ قائلة :
-كنت بفكر إزاي أعملها لك مفاجأة. و ماكنتش ناوية أقولك الليلة دي كمان.. بس اضطريت عشان عايزاك توعدني !
هز رأسه و هو يخبرها بعاطفةٍ جيّاشة :
-قولي. قولي عايزة إيه. أطلبي مني إللي انتي عايزاه !!
هدأت و هي تسحب نفسًا عميقًا إلى رئتيها، ثم تقول بجديةٍ :
-إحنا قررنا نبدأ حياة جديدة. قررنا سوا إننا هانرمي كل الماضي ورا ضهرنا و نعيش مستقبلنا زي ما احنا عايزين.. أرجوك. لازم تنسى فكرة الإنتقام. تشيلها من راسك. و كفاية إللي عملته. فكر في أدهم و سمعته. فكر في بنتي.. احنا هنسافر و نبعد بس أدهم هايفضل موجود هنا. و لمى مسيرها ترجع.. أرجوك يا مراد. أوعدني !
و لو أن إنتقامه هكذا سيبقى ناقصًا، فما زالت “راجية” على قائمته، و قد احتار كيف يعاقبها.. و لكن ما تلقّاه من أخبارٍ سعيدة الليلة كان كفيلًا بقلب خططه رأسًا على عقب
فلم يمنع نفسه من تقديم وعده لها بثقةٍ :
-أوعدك يا إيمان.. أوعدك …
و أمال رأسه من جديد ناويًا تقبّيلها، فحال كفّها بين شفاههما و هي تقول برقةٍ مرحة :
-لأ. كفاية كده بقى. بالشكل ده مش هاننزل من هنا الليلة دي. ممكن لما نرجع !
و ضحكت بدلالٍ
ابتسم بمكرٍ و قال و حماسته تشتعل منذ الآن :
-انتي كده إدّبستي خلاص. مش هقبل أيّ أعذار لما نرجع
أحاطت عنقه بذراعيه هامسة بكل ما يعتمل بداخلها من شوقٍ لا يفنى و لا يبلى إليه :
-أنا إللي مش هقبل إنك تبعد عني لحظة واحدة.. مش هاسمح لك !
تمـت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أوصيك بقلبي عشقا)