رواية قرية آل نعمان الفصل الأول 1 بقلم هاجر نورالدين
رواية قرية آل نعمان الجزء الأول
رواية قرية آل نعمان البارت الأول
رواية قرية آل نعمان الحلقة الأولى
_يعني مراتي مالها يا دكتور؟
بصلي بحيرة وقال:
=مش عارف.
بصيتلهُ بعصبية وقولت بإنفعال:
_أومال أنا اللي هعرف يا دكتور ولا إنت مش دكتور ولا إي في ليلتكم السودا دي؟
إتكلم الدكتور بسرعة وتصحيح:
=لأ لأ مش قصدي، أقصد مش عارف إي وضعها بالظبط، يعني هي حاليًا في غيبوبة، بس مش غيبوبة عادية، يعني أول مرة أشوف حد في غيبوبة وبيتكلم وبيمشي كمان أثناء الغيبوبة؟
بصيتلهُ شوية بهدوء وبعدين قولت بقِلة حيلة:
_يعني إي العمل، يعني هتفوق ولا لأ؟
إتكلم الدكتور بتردد وقال:
=بصراجة هي مش أول واحدة يظهر عليها الأعراض دي…
بصيتلهُ بأمل وقولت بتساؤل:
_قصدك إي، يعني جالك قبل كدا؟
بص حواليه وبعدين قال بتردد وصوت واطي وهو بيقرب مِني:
=بُص هو ممنوع أقولك، بس اللي بيحصل دا مش جديد، بقالنا شهرين بيجيلنا حالات زي دي بس بنعزلها لحد ما نشوف إي الموضوع دا معاها، مراتك في الإسبوع الأول ودا بيكون عادي أعراضهُ بتكون المشي والكلام أثناء الغيبوبة، لكن الإسبوع التاني ممكن تفتح عينيها وتتكلم معاك عادي بس مبتكونش في حالتها الطبيعية، يعني بتكون لسة جوا الغيبوبة أو شخصيتها إتغيرت مش عارف بالظبط، في حاجة غريبة بتحصل، المهم لما بنفتكرهم فاقوا خلاص وبنخرجهم في الإسبوع التالت بنشوف منهم ردات فعل عنيفة تجاه الأشخاص العاديين وفي الإسبوع الرابع واحدة قتـ لت زوجها لسبب غير معروف، والإسبوع الخامس بيبدأ جسمهم يتحول للون الأزرق والموضوع مُريب بجد ومحدش فاهم ولا عارف دا إي، بقينا حاسين وكإنهم زومبي أو عدوة.
بصيتلهُ بعدم إستيعاب وإتكلمت بنبرة وكإني أو مش كإني إتكلمت وأنا باخدهُ على قد عقلهُ وقولت بنبرة إستهزاء:
_والتنين بقى بسطلع نار من بُقهُ ولا بيتكلم؟
بصلي الدكتور بخيبة أمل وقعد على الكرسي وقال بحِمل واضح:
=والله يا أستاذ مش بكدب عليك، الموضوع مسببلنا كـ دكاترة حِمل زايد ومحدش عارف يتصرف ولا عارفين السببالوضع بيزداد سوء والحالات بتكتر، لو حضرتك مش مصدقني إصبر على مراتك ومش هنعزلها وشوف بعينيك.
للحظات حسيت إني مصدقهُ، بس بأي منطق هصدق الكلام والتخاريف دي، ثُم إن الزومبي والكلام دا حاجات خيالية ومالهاش وجود، قعد جنب الدكتور وأنا بفكر ومش عارف أعمل إي لحد ما لقيت واحد داخل يجري ودراعهُ مقطـ وع والد م مالي جسمهُ وهدومهُ، إتكلم بخضة وقال وهو بيستنجد بالدكتور وبيا:
_إلحقوني، أرجوكم إنجدوني منها، عايزة تقـ تلني، جاية ورايا…
ملحقناش نسألهُ ولا نتكلم لإننا لقينا واحدة نُص جسمها ووشها باللون الأزرق ماشية بغضب ورايحة تجاههُ، كنت هقوم ألحق الشخص اللي في الأرض بس الدكتور مسك إيدي ومنعني بخوف واضح عليه وهو على وشك البكاء وقال بصوت واطي:
_إياك، إياك تتحرك وتمنعها عشان هتبقى مكانهُ وأسوء.
بصراحة خوفت من تحذيرات الدكتور وفضلت مكاني، قربت الشيء دا منهُ وخلعت دراعهُ التاني بإيديها ومعرفش إزاي، وهو بيصرخ وبيستنجد بينا، مكنتش مستحمل المنظر اللي بيحصل قدامي ومش عارف أتصرف إزاي، مسكت راسهُ بإيديها الإتنين ورفعتهُ في الهوا بقوة رهيبة مش عارف إزاي وبحركة مرة واحدة خلـ عت راسهُ في إيديها، صرخنا إحنا الإتنين بخوف من المنظر ومنظ الد م والأوردة اللي عبارة عن نافورة د م طفحت في وشها، بصتلنا إحنا الإتنين نظة باردة وإحنا بقينا في حضن بعض حرفيًا من الخوف، ولكن تخطتنا ومشيت في هدوء وكإن مشكلتها مش معانا إحنا، فضلنا شوية على وضعنا وأنا مش عارف دا حقيقي ولا إي اللي حصل دا، بصيت للدكتور برعب وقولت بتساؤل وإنفعال:
_هو إي اللي حصل دا، إنت متتفق معاهم عشان أصدقك صح؟
الدكتور كان بيعيط حرفيًا وقال:
=متتفق معاهم إزاي ومتتفق معاهم في إي، في قـ تل بني آدم بالطريقة دي، ما عنك ما صدقتني.
إتكلمت بسرعة وقولت بخوف:
_يعني إي، يعني مراتي هتبقى كدا وهتعمل فيا كدا؟
إتكلم الدكتور وهو بيُلطم حرفيًا:
=مش عارف مش عارف.
مبقتش عارف مين اللي يهدي مين، فضلت أطبطب على الدكتور بحاول أهديه لحد كا زهقت منهُ وهو لسة بيندِب، إديتهُ بالقلم عشان يفوق وقولت:
_مش وقتهُ يا دكتور مش وقتهُ، قوم معايا نشوف حل في المصيبة دي.
مسكت إيديه وكإنهُ إبن أختي وخرجت من المستشفى، قدام المستشفى حرفيًا كان خراب، الد م في كل مكان في الشارع وأجزاء بني آدمين، كإننا في فيلم رعب بجد، فضلنا نمشي بخوف ولسة الدكتور بيعيط، ظهرت قدامما فجأة واحدة ست غريبة ولابسة لبس غريب وقال بإبتسامة شر:
_خايفين؟
بصيتلها بغرابة وقولت:
=إنتِ مين ياست إنتِ؟
ضحكت ضحكة عالية شريرة مُبالغ فيها وقالت بهدوء على عكس الضحكة اللي كانت من ثواني:
_أنا؟
أنا الكابوس بتاعكم من دلوقتي يا قرية آل نُعمان، دوقوا الخوف والرعب، دوقوا تمن الظلم اللي كبرتوا بيه، من الليلة دي أيامكم كلها رعب وضلمة وبس، من الليلة دي بالذات لإن بدأ فيها مفعول لعنتي هاخد حقي منكم كلكم.
كنت باصصلها بغرابة وحاسس إني في فيلم هندي ومش فاهم حاجة حسيت بالدكتور اللي جنبي صرخ ولقيتهُ أغمى عليه، وطيت عليه وأنا بفوق فيه وقولت بملل:
_يادي النيلة السودا، إنت يا دكتور الغم فوق.
رجعت بصيت على الست ملقتش ليها آي أثر…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قرية آل نعمان)