رواية زواج بالإكراه الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ملك مصطفى
رواية زواج بالإكراه الجزء السادس والعشرون
رواية زواج بالإكراه البارت السادس والعشرون
رواية زواج بالإكراه الحلقة السادسة والعشرون
في منتصف اليوم..
بشركة آسر..
كانت تجلس سيليا بملل في مكتب آسر فقررت النهوض و التجول بالمكتب فرأت صور له موضوعة بالخزانة الزجاجية فأبتسمت وهى ترى صورته وهو طفل ، ضحكت بخفة وهى تأخذها و تتأملها عن قرب ولكن قاطعها دلوف آسر الذي كان يتحدث في الهاتف..
آسر بأبتسامة وهو يقف أمامها :
– تمام ماشي مع السلامة ، بتعملي ايه يا هانم في دولاب ذكرياتي؟؟
سيليا بضحك :
– شكلك كان عسول وانت صغير ، و أيان شكله تحفة
آسر بأبتسامة وهو يحاوط كتفيها و يخرج بقية الصور:
– ياااه الصور دي متفرجتش عليها من زمان ، تصدقي انا كنت قربت انسى ان أيان ده اخويا
سيليا بتساؤل:
– ايوة انتوا ليه مش قريبين من بعض ، حتى صقر و بدور مش قريبين ولا يونس و يامن ، كلكم بعاد اوي
آسر بتنهيدة:
– عشان احنا اتربينا غلط ، كل واحد كبر لوحده ، بدور دي اكتر واحدة عانت من الموضوع ده
سيليا بحزن:
– ايوة ، انا عندي فكرة..
آسر بتساؤل :
– فكرة ايه؟
سيليا بحماس:
– ما تيجي نسافر كلنا يومين كدة اي حتة ، واهو فرصة نتعرف كلنا على بعض ، انا حاسة اننا بقينا متقبلين بعض لدرجة اننا نسافر عادي
آسر بمرح:
– مش لما نفك الجبس بتاعك الأول يا مكسحة
سيليا بضحك:
– مش بهزر والله بجد
آسر بتفكير:
– والله انا معنديش مانع ، لما نروح نشوفهم ولو كدة نسافر
سيليا بحماس:
– خلاص اتفقنا ، مش يلا نروح انا زهقت و هموت من الجوع
آسر بأبتسامة:
– يلا بينا ، هعشيكي احلى عشا هتشوفيه في حياتك ، بس الأول نروح نخلص شوية مشاوير
سيليا بتصفيق حار :
– الله عليك يا اسوووور
ضحك آسر و سار بها للخارج وهو يتحدث معها عن كل شئ يخطر في باله ، هو يشعر انه وجد صديقة دربه قبل أن بجد حبيبته ، يشعر معها بالانتماء ، يشعر انه ينتمي لذلك الحضن و لتلك الانسانة ، يشعر انه يريد التحدث معها فقط و ان يشاركها تفاصيله ، كم قلق عليها عندما هاتفوه و اخبروه بالحادث ، يكاد يجزم ان قلبه خرج من ضلوعه و ركض إليها قبل جسده ، هو يعرف انه على حافة الوقوع في الحب فلذلك لن ينتظر السقوط بل سيقفز بنفسٍ راضية..
…………………………………………………………………..
في غرفة ريتال..
كانت تجلس على الفراش بإرهاق و أمامها شقيقتها و بجانبها بدور التي تأخذها بأحضانها..
مليكة بهدوء :
– انتِ لازم تاكلي يا ريتال ، كدة غلط بصي وشك بقى اصفر ازاي
ريتال بإرهاق:
– يا جماعة انا مش عايزة اكل متتعبونيش بقى
بدور بقلق وهي تربت على شعرها:
– خلي بالك مرات خالي سألت عليكي و لولا أن جدتي قعدت تكلمها في حاجات كان زمانها طلعتلك ، احنا قولنا مش عايزين نعرف حد ولا حتى مرات خالي عشان متتعبش
مليكة بتأكيد:
– ايوة ، ماما المفروض متعرفش اي حاجة ، دي تعبانة اساسا و مش ناقصة
ريتال بضيق:
– بس انا من حقي اخد كفايتي في الزعل!!
مليكة بحنان وهي تربت على فخذها:
– يا حبيبتي خدي وقتك ، بس الكام دقيقة اللي ماما هتشوفك فيهم حاولي تمثلي انك كويسة حتى ، انا عارفة انها هتقفشك بس مثلي عليها
ريتال بهدوء:
-حاضر
بدور بمرح خبيث:
– اه منك يا يونس ، بقى انتِ عاملة كل ده عشان يونس؟؟ مش ده اللي رفدك من كليتك يا بت ، و اول يوم جواز كان بيجري وراكي بالحزام باين
ريتال بحنق طفولي و دموع متجمعة بأعينها:
– مكنش بيجري ورايا بالحزام ، عمره ما عمل كدة معايا
بدور بضحك:
– كان بالشبشب طيب ولا ايه؟؟ هو انتِ حبيتيه بجد ؟
ريتال بتوتر و هى تجلس بإعتدال و تبتعد عن احضانها:
– لا آآ اه قصدي لا ، انا اتعودت عليه مش اكتر
بدور بمرح:
– اتعودتي عليه؟؟ ده الكدب هينط من عينك يا بت
مليكة بهدوء وهي تقف:
– بس يا بدور متضغطيش عليها ، خلاص يا ريتال اقفلي الموضوع ، انا هقوم اشوف فيروز و اجي تاني
بدور بتساؤل:
– هو انتِ هتكملي حياتك مع صقر؟
مليكة بتلقائية:
– اكيد!
جحظت بدور بأعينها و تبادلت النظرات مع ريتال التي نظرت هي الأخرى بصدمة فعادوا بنظرهم لمليكة التي تنظر لهم بعدم فهم..
ريتال بصدمة :
– يعني انتِ مش هتطلقي بعد ما الشهر يخلص؟؟
مليكة بأبتسامة :
– لا ، انا هكمل مع صقر
بدور بذهول:
– يعني انتِ حبتيه؟
مليكة بأبتسامة جميلة و ثقة:
– ايوة حبيته و هكمل معاه
بدور بعدم تصديق:
– طب و فيروز و فادي؟
مليكة بحنان:
– دول ولادي ، انا متقبلة كل حاجة حصلت و هتحصل
ريتال بجدية :
– بس فيروز مش هتسكت يا مليكة
مليكة بهدوء:
– مش مشكلة ، انا هعرف اخليها تثق فيا و تحبني ، و هعوضها عن كل وحشة شافتها في حياتها هى و صقر
ابتسمت لها ريتال بسعادة فبادلتها مليكة الابتسام و وقفت بدور ثم ذهبت إليها لتحتضنها بقوة تعجبت منها مليكة..
…………………………………………………………………..
في غرفة فيروز..
كانت تجلس في غرفتها و أمامها مجموعة من الصور لها هى و والدتها ، فقط صورة واحدة تجمعها هى و ابيها ، فقط واحدة!! زفرت بهدوء وهى تمسح دموعها و تتأمل تلك الصورة الصغيرة التي يحملها والدها بها وهى في عامها السادس ، كانت نظراته لها دافئة و حماس روحه يصلها ، ولكن ماذا حدث حتى يتغير لتلك الدرجة؟ فهو نبذها فعليا! انهمرت دموعها وهى تغلق كفها بقوة على تلك الصورة ولكن تفاجئت بدلوف مليكة المفاجئ ، أدارت وجهها سريعاً لتمسحه عدة مرات ثم تعود بنظرها لمليكة التي تنظر للصور بتساؤل..
فيروز بإقتضاب:
– مش تخبطي قبل ما تدخلي؟
مليكة وهي تبتلع غصتها:
– انا اسفة ، انتِ بتعيطي؟؟
فيروز بتوتر وهي تمسح أسفل اعينها:
– هعيط ليه؟؟ لا مبعيطش
مليكة بهدوء وهي تجلس على الاريكة:
– فيروز هو احنا مش صحاب؟
فيروز بغضب:
– لا مش صحاب و بطلي بقى طريقتك دي ، انا مش صقر عشان تضحكي عليا بكلمتين
مليكة بعدم فهم:
– انا ضحكت على صقر؟؟
فيروز بحدة وهي تقرب مقعدها المتحرك للاريكة:
– ايوة ضحكتي عليه ، عرفتي توقعيه فيكي بالشويتين بتوعك دول ، كل اللي بتعمليه ده عشان الورث
مليكة بذهول:
– لا يا فيروز مش عشان الورث ، انا فعلا بحب صقر وهو بيحبـ..
فيروز مقاطعة بصراخ وهي تضع كفيها على اذنها:
– بس اسكتي ، متنطقيهاش ، لا هو مش بيحبك ، هو بيحب مامتي انا ، بيحب ماما ايوة هو بيحب ماما
مليكة بدموع وهى تجثوا على ركبتيها أمامها و تحاول ازاحة كفيها:
– فيروز اسمعيني ، مفيهاش حاجة لما باباكي يحب ، هو بني آدم ولازم مشاعره تتحرك
فيروز بجنون و دموعها تنهمر بغزارة:
– و مشاعره دي متحركتش ليه و امي عايشة ، خلاها تعيش عيشة مقرفة و في الآخر ماتت بسببه ، هو السبب في كل حاجة ، هو السبب في اني عيشت لوحدي و اتربيت في المدارس مش في بيت زي الأطفال الطبيعية ، هو السبب في اني فقدت ثقتي في نفسي و مبقتش أصدق ان فيه حد ممكن يحبني و يتمسك بيا لأن ابويا بذات نفسه اتخلى عني و رماني في الشارع ، هو السبب في اني اعيش بعيد عن اخويا و السبب في ان ماما تموت و انا اقضي بقية عمري على كرسي ، هو السبب في كل حاجة وحشة حصلت ، انا بكرهه و بكرهك و بكره كل حاجة ، اطلعي برة
كانت مليكة تبكي و دموعها تنهمر بغزارة و ما ان انتهت فيروز حتى هجمت عليها الأخرى بعناق قوي ، حاولت فيروز الهروب من بين احضانها ولكن لم تسمح مليكة بذلك فشددت عناقها حتى استسلمت الأخرى لها و بدأت تستكين..
مليكة بنبرة مبحوحة وهي تربت على شعرها:
– انتِ عارفة يا فيروز ان انا كان نفسي في عيلة اوي من وانا صغيرة ، كان دايما صحابي في المدرسة يجوا يحكولي هما عملوا ايه مع أهلهم في الاجازة و ان كلهم سافروا سوا وانا مكنتش عارفة احكي ايه ، بابا كان بيحاول يملى فراغ العيلة ده جوايا انا و ريتال بس معرفش ، لأن هو كمان كان جواه موجوع اوي من النقطة دي ، كان دايما يحكيلنا ان باباه طرده و خلاه يخسر اهله لمجرد انه حب واحدة و عايز يتجوزها ، فبقى الحب مربوط عندي بالرفض ، كبرت وانا متعقدة من الحب ، بقيت بخاف منه ، دايما عندي فكرة اني لو حبيت هتنبذ عشان كدة اتخطبت لأول واحد خبط على باب بيتي ، رغم كل الاعتراضات اللي شوفتها من عيلتي لكن انا صممت ، عشان بس عارفة اني عمري ما هحب الشخص ده ولا هو هيحبني ، هيعرف يعيشني حياة مستقرة من غير وجع دماغ الحب اللي بسمع عنه ده ، و فجأة الاقي نفسي بتجوز واحد مرعب ، واحد نظراته بس بتخوفني ما بالك حياتي معاه ، بعد ما كنت بتخيل حياتي مع شخص معين لقيتني فجأة مع شخص تاني ، بس شخص بيني و بينه حاجة غريبة ، شخص رغم كل قسوته بيعرف يبقى حنين معايا ، واحد عارف ازاي يتمسك بيا ، واحد رغم كل زعلنا عايزني جمبه ، مقدرتش امسك قلبي ، حبيته ، انتِ عارفة انه لحد دلوقتي مقالش انه بيحبني ، وانا خايفة اسأل ، خايفة اوي عشان منزلش من سابع سما لسابع أرض
فيروز بنبرة منهكة محشرجة:
– بس هو ميستاهلش ده!
مليكة بسرعة :
– لا يستاهل ، يستاهل والله ، صقر مش وحش يا فيروز ، الظروف هى اللي خلته كدة ، هو لازم يتكلم معاكي و تعرفي ايه اللي حصله ، باباكي اتغصب على مامتك
فيروز بهدوء:
– هو اتغصب عليكي انتِ كمان!
صمتت مليكة لدقيقة لا تعرف بماذا تجيب فبالفعل هو أيضا غُصب عليها!
مليكة بهدوء وهي تبتعد عنها قليلا :
– اتغصب عليا ، بس الظروف خلتنا نشوف بعض بطريقة تانية ، طريقة خلتنا نسلم لبعض ، متلوميش حد على مشاعره ، ينفع اجي اقولك انتِ ليه حبيتي عبدالله و محبتيش مروان زميلك من المدرسة اللي كان موجود في العيد ميلاد ، مع ان مروان كان كويس معاكي و كان بيعملك كل حاجة انتِ عيزاها؟
فيروز بتفكير:
– بس انا قلبي اختار عبدالله!
مليكة بتأكيد:
– وهو قلبه اختارني ، و دي حاجة ملهاش علاقة بمامتك!
صمتت فيروز بحيرة وهى تشعر انها مقيدة ، فهى بالفعل تشعر بالحب تجاه مليكة و تشعر أيضا انها ستعوضها كثيرا ، لكن وفائها لوالدتها يمنعها من الاستسلام لمشاعرها..
مليكة وهى تقف:
– انا همشي دلوقتي ، بس هجيبلك صقر يتكلم معاكي معاكي
اومأت فيروز بهدوء فأبتسمت لها مليكة و سارت بإتجاه الباب و قبل أن تخرج استدارت لفيروز التي نظرت لها بتساؤل فسقطت مليكة فجأة مغشياً عليها لتصرخ الأخرى بخضة و تقف تلقائياً فتفاجئت بنفسها و نظرت لساقها بذهول ثم سقطت على ركبتيها ، حاولت النهوض مرة أخرى ولكن لم تستطع فزحفت حتى وصلت لمليكة و بدأت تضرب وجنتها كي تستفيق..
فيروز بقلق:
– مليكة ، اصحى يا مليكة ، عشان خاطري قومي ، انا مش هستحمل انتِ كمان تروحي ، الحقوني
صرخت عاليا كي ينجدها احد و لسوء حظها لم يسمعها اي شخص فأستنشقت أكبر قدر من الهواء و حاولت النهوض مرة أخرى لتقف بصعوبة و قدماها ترتعش بشدة فكادت ان تسقط ولكنها استندت على الحائط ، ابتسمت بصعوبة و فتحت الباب لتسير للخارج وهي تستند على الحائط حتى وصلت لغرفة صقر ، ظلت تطرق الباب بعنف وهي تبكي بقلق ففتح لها صقر الباب و جحظ بأعينه وهو يتأملها بذهول..
صقر بصدمة وهو يتأملها:
– فيروز!!!
فيروز بإرتعاش وهى تسقط جالسة:
– الحق مليكة اغم عليها عندي في الاوضة
انقبض قلبه و قفز من فوق ابنته ليركض لها ولكنه عاد مرة أخرى و حمل ابنته من على الأرض ليركض بها لغرفتها فتفاجئ بمليكة تنام ارضاً فوضع فيروز على مقعدها و حمل مليكة بخوف..
صقر بقلق:
– هو حصل ايه؟؟
فيروز بدموع:
– معرفش ، هي كانت كويسة!!! انا السبب
سار بها صقر للخارج بخطوات واسعة و هبط الدرج بسرعة لتلحقه فيروز فقلبها يؤلمها بشدة تظن انها السبب..
…………………………………………………………………..
في المساء..
في غرفة يامن..
كان يجلس و يشاهد التلفاز بملل و شعور القلق و الضيق يغمره ، فزوجته قررت التنزه الليلة مع اصدقائها ، من أين جاء أولئك الأصدقاء ، فهى لا تعرف أي شخص ولا تعرف تلك البلد ، هو أصر عليها ان يأتي معها ولكنها رفضت بشدة و حزم فعاد للمنزل بضيق ، قاطعه طرقات على الباب فتنفس الصعداء و رسم وجه الضيق و الجمود و ذهب ليفتح ليتفاجئ بصديقة آسيا تقف أمامه و تبتسم له..
صديقتها بأبتسامة:
– Hey Yamen, I’ve been looking for Asia.
“هاي يامن ، لقد كنت أبحث عن آسيا”
يامن بتعجب:
-She told me she was going to have dinner with her friends, didn’t she invite you?
“لقد اخبرتني انها ستتناول العشاء مع صديقاتها ، الم تدعوكِ؟”
صديقتها بصدمة مصتنعة :
– Friends? She doesn’t have any friends here.
” صديقاتها ؟ هي ليس لديها اي أصدقاء هنا”
عقد يامن حاجبيه بضيق و ارتفعت نبضات قلبه بقلق على زوجته ، فلماذا كذبت عليه؟؟ توتر و بدأ يتعرق جبينه فدلف الي الداخل ليأخذ هاتفه فلحقته هى و اغلقت الباب خلفها ، اخذ يامن الهاتف و استدار ليخرج ليصطدم بها فيعتذر منها و يبدل نظراته بينها و بين الباب المغلق بعدم فهم..
الفتاة بنبرة بريئة:
– Can you call her, I’m very worried about her.
“هل يمكنك مهاتفتها فأنا قلقة عليها للغاية”
يامن بضيق وهو يهاتفها:
– ok
ذهبت لتجلس على الاريكة فرآها تجلس بأريحية تعجب منها ولكنه لم يبالي كثيراً فعقله و باله مشغول على زوجته المجنونة تلك ، لماذا لم تأخذ أقرب صديقة لها معها؟ زفر بعنف و هو يستمع للرسالة المسجلة التي تخبره ان هاتف زوجته مغلق..
الفتاة بهدوء:
-Let’s sit and wait, maybe she’ll come back.
“لنجلس و ننتظر ربما تعود”
اومأ بتأييد ثم جلس على المقعد فوقفت هى و اقتربت منه لتجلس على يد مقعده ، حمحم بتوتر و انكمش بزاوية المقعد محاولاً عدم ملامسة جسدها المكشوف من ذلك اللباس الغير ساتر بالمرة فأسترد لعابه بصعوبة و حاول الهاء نفسه بهاتفه..
…………………………………………………………………..
بالمطعم..
كانت تجلس آسيا و الضيق يكسوا ملامحها فكانت تنظر له بشمئزاز وهو يخبر النادل برغباتهم..
رؤوف بأبتسامة:
– يا رب يكون اختياري موفق و تكوني بتحبي الاكل ده
آسيا بإقتضاب:
– اه بحبه ، اتفضل قول كنت عايز ايه
رؤوف بهدوء:
– انا عندي ليكي عرض حلو اوي
آسيا بتركيز وهى تسند معصميها على الطاولة:
– عرض ايه؟
رؤوف بجدية :
– مش انتِ عايزة ورثك ؟ و بتعملي كل ده عشانه؟ خلاص انا عندي الحل
آسيا بتساؤل:
– و ايه الحل بقى؟
رؤوف بأبتسامة ماكرة:
– هى ورقة هتتحط وسط ورق و الحكاية تكون خلصانة
آسيا بصدمة وهى تنتصب بجلستها:
– نعم؟؟ يعني ايه؟
رؤوف بهمس وهو يميل للأمام:
– يعني ورقة تنازل عن الورث و شيك هيتحطوا وسط الورق اللي المفروض يمضيه و القصة كلها تكون اتحلت ، و اهو بالمرة تخلصي من يامن و قرفه ، انا عارف انك مستحملة كل ده عشان الورث و عشان تاخدي حقك و حق باباكي ، فأنا اهو يا ستي بقدملك حل يخلصك من كل ده ، و بما ان يامن بقى ينزل الشركة ممكن نحطله ورقة الطلاق بين الورق بردو و يمضي عليها
آسيا بذهول من قذارته:
– و مين قالك اصلا اني عايزة اتطلق من يامن!! مين قالك اني ممكن استخدم الأسلوب القذر ده لو عايزة حاجة ، و ايه كمية السواد اللي جواك ده ، انت بتحقد على يامن ولا على جدي!!
رؤوف بسوداوية:
– يامن!!! وانا هحقد على يامن ليه؟؟ ده عيل صايع مش فالح غير في الجري ورا البنات ، دايما جايب الفضيحة لعيلتك و دايما جدك بيشتكي منه!! ليه يبقى هو مهمل و مستهتر للدرجادي و جدك يخليه يمسك منصب زي ده في الشركة!! الشركة اللي سهرت الليل عشان أكبرها بعرقي و شغلي ، لما كان يامن بيه بتاعكم ده في النوادي المشبوهة بتاعته كنت انا ببقى في الشركة طافح الهم!! “ثم اكمل بحقد دفين وهو يمسك كفها بعنف” ليه بعد كل اللي عمله مع البنات ده ياخد واحدة زيك!! ليه هو عايش الحياة دي!! سيبك منه انا هتجوزك و لو على الشركة انا هبيعهاله هخليها بتاعتنا انا و انتِ!!
آسيا بصدمة كبيرة وهى تحاول جذب كفها:
– انت مريض نفسي و عايز تتعالج ، اوعا سيب ايدي انت اتجننت
رؤوف بحدة وهو يضغط على كفها بدون وعي:
– انا مش مريض ، انا عايز اللي هو بياخده بدون وجه حق
تجمعت دموعها بأعينها من ألم كفها فتآوهت وهى مستمرة في محاولة جذب كفها حتى تفاجئت بلكمة قوية أصابته فشهقت بعنف وهى ترى آسر يقف أمامها و خلفه سيليا..
آسيا ببكاء وهي تركض لأحضان سيليا:
– الحقوني ونبي
سيليا بهدوء وهي تضمها بقوة و تربت على شعرها:
– بس اهدي يا حبيبتي ، مفيش حاجة..
آسر بغضب وهو يرفعه من تلابيب قميصه:
– انت مين يالا و عايز ايه من آسيا؟؟
رؤوف بسخرية وهو يمسح دماء انفه التي تسيل :
– آسر الجندي!! ، هعوز ايه منها واحد و واحدة بيتعشوا سوا و ماسكين ايد بعض ، هيكون ايه يعني؟
آسيا بغضب وهي تحاول الانقضاض عليه:
– اه يا زبالة يا واطي يا كداب ، ده انا ايدي معلمة اهي!
رفعت أكمام سترتها ليظهر علامات اصابعه فلكمه آسر مرة أخرى و القى عليه سباب لاذع ثم اخذ الفتاتين و خرج من ذلك المطعم..
آسيا ببكاء وهي تصعد بالسيارة :
– والله يا آسر ده كداب!
آسر بضيق:
– وانتِ بتعملي ايه معاه في وقت زي ده؟؟ و فين يامن!!
آسيا بدموع وهي تدفن وجهها بين كفيها:
– قولتله اني خارجة مع صحابي
آسر بحنق وهو ينطلق بالسيارة:
– احكيلي كل حاجة بالتفصيل!
سيليا بتوتر:
– براحة يا آسر عليها..
آسيا وهي تمسك وجهها:
– انا هحكي كل حاجة..
…………………………………………………………………..
بالمشفى..
انكمشت اعين مليكة وهى تشعر بالضوء يضرب اعينها ففتحتهم بصعوبة وهى تشعر بشخص يضغط على بطنها بخفة لترى الطبيب يقف أمامها و بجانبه صقر و فيروز و جدها و والدتها و علامات القلق تظهر عليهم..
مليكة بنبرة متحشرجة:
– ماما انتِ بتعملي ايه هنا؟
والدتها بقلق وهي تربت على فخذها:
– يعني ايه بعمل ايه هنا ، شوفت صقر شايلك وانتِ خلصانة قولت لجدك و جينا وراكوا على طول
صقر بغضب متوتر وهو يجلس بجانب زوجته و يمسك كفها:
– ما تخلص يا دكتور و تقول مالها!!
الطبيب بأبتسامة :
– الف مبروك المدام حامل..
شهقت مليكة بعدم تصديق و جحظ صقر بأعينه بينما نزلت صاعقة على فيروز التي تسمرت بمكانها ، أطلقت والدتها الزراغيط العالية و هلل عبد التواب وهو يشكر الله بصوت عالي ثم اقترب من مليكة و ضمها بقوة..
والدتها بدموع فرحة:
– مبروك يا حبيبة قلبي
عبد التواب بسعادة عارمة:
– الف الف مبروك يا غالية يا بنت الغالي ، انا مش عايزك تتحركي خالص ولا تتعبي نفسك في اي حاجة ، ارتاحي و بس
صقر بذهول وهو يضمها بقوة بعد أن ابتعد عنها جدهم:
– مبروك يا حبيبتي
مليكة بسعادة و نبضات قلبها ترتفع بشدة من تلك الكلمة البسيطة:
– الله يبارك فيك
كانت فيروز تراقبهم بأبتسامة خفيفة تكاد تكون غير مرئية فهى شعرت بالسعادة عندما علمت انها ستصبح شقيقة كبرى للمرة التالية ، ولكن فجأة صور لها عقلها انها ستعاملهم بقسوة بعد ان يأتي ابنها لتلك الحياة فأرتعشت شفتيها..
مليكة بأبتسامة وهي تمد كفها:
– تعالي
حركت مقعدها لتلتصق بالفراش ثم امسكت مليكة كفها و ضغطت عليه لتطمئنها و كأنها تقرأ أفكارها فأبتسمت لها فيروز بإتساع و دموعها تتجمع بأعينها ثم رفعت كفها لتقبله فأبتسمت لها مليكة و قبلت كفها هى الأخرى تحت أنظار الجميع المذهولة..
مليكة بهمس:
– ممكن لما نروح تتكلم مع فيروز
صقر بأبتسامة:
– كنت هعمل كدة من غير ما تقولي
شكرته مليكة بأبتسامة ثم دفنت نفسها بين احضانه ليضمها بحب كبير..
…………………………………………………………………..
في القصر..
في غرفة يامن..
دلفت آسيا بهدوء لتتفاجئ بصديقتها تجلس على قدم يامن و يتبادلون القبلات فسقطت حقيبتها من يدها لينتفض اثنتيهم و يقف يامن بذعر..
يامن بخوف و رهبة وهو يمسح شفتيه بسرعة:
– آسيا والله مش زي ما انتِ فاكرة ، انا حفهمك كل حاجة!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زواج بالإكراه)