رواية نضال الروح الفصل الأول 1 بقلم هايدي سيف
رواية نضال الروح الجزء الأول
رواية نضال الروح البارت الأول
رواية نضال الروح الحلقة الأولى
فى إحدى المنازل العاديه دخلت امرأه لغرفه لتنظر إلى شاب فى العشرينات من عمره نائم على معدته بطريقه عشوائيه وملابسه ملقاه فى كل أركان الغرفه
– لو مقت.ول مش هتنام كدا
ذهبت إلى النافذه وفتحتها ليدخل ضوء الشمس فيقط على أعينه ويزعجه أثناء نومه ضاقت ملامحه قال
– مين إلى فتح الزفت ده
– ده انا ياروح امك
نظر لها بنعاس وابتسم وهو يقول – وداد .. اى إلى جايبك على الصبح كده..
نظرت له ليقول بتعديل – اقصد تنورى فى اى وقت طبعا بس استسمحك تقفلى الشباك عشان عايز انام
التفت وهى يخلد للنوم سحبت المخده من تحت دماغه وقالت
– الناس كلها صحيت وإلى بيشوف يومه وشغله وانت راقدلى زى الست الوالده
– ف اى يماما على الصبح سبينى انام الساعتين دول
رفع الغطاء على وجهه بكسل فقالت بسخرية – طبعا منتا راجعلى وش الفجر اكيد كنت مع صحابك الصيع
– هما صيع فعلا سيبينى انام بقا
ضربته بالوساده وهى تسحب الغطاء من عليه وتقول
– انت لسا هتنام يلا فز
تافف بضيق شديد وجلس وهو محنى ظهره بنعاس، ذهبت وتركته حين فعلت ما تريده ونجحت فى ايقاظه
تثاوب وذهب ليأخذ حماما يفيقه
كانت وداد تضع طعام على السفره وفتاه ترتدى ملابس مدرسه لمرحلتها الثانويه، مدت يدها إلى طبق البطاطا المقليه فضربتها وداد على يدها فتألمت وقالت
– ماما
– متمديش ايدك على الاكل يا مريم غير أما ابوكى وأخواتك يعقدو
– بس انا كده هتأخر
– مانتى لو كلتى دلوقتى مش هيلاقو حاجه يكلوها
قالت بتذمر – على فكره أنتى ظالمه
نظرت لها لتردف – اه ظالمه .. دنا حته بعمل رجيم وخسيت عن الأول
جاء ولد خلفها يصغرها بعامين وقال – خافى على نفسك يماما هتتسخكى قرد من كدبك ده
عقدت زراعيها وقالت – قصدك اى
– قصدى طبق المكرونه الى دشتيه امبارح لوحدك
– وانت مالك انت هتعد عليا
– قربتى تاكلينا
– شايفه يماما
– بس انت وهيا
سمعو صوت حمحمه رجولى قالت وداد – اسمع صوت ليكو وابوكو قاعد
نظر كلا الإخوان لبعضهم بضيق، جاء رجل وكان يجفف وجهه بالمنشفه يدعى شريف قال :
– صباح الخير
بادلوه التحيه قالت وداد :
– صباح الخير يلا أعقد عشان تفطر
نظر لهم وقال – أمال فين عامر
– صحيته من شويه زمانه جاى
اومأ لها بتفهم سمعو صوت يقول – هتفطرو من غيرى ده انتو عيله متتعاشرش
تقدم منهم وجلس وهو يبدا فى الأكل نظرو إليه لاحظ نظراتهم قال
– ف اى .. جعان الله
نظر إلى والده ابتسم وقال – عامل اى يا حج
ابتسمو عليه بقله حيله وجلسو يأكلون قالت مريم – عامر
– اممم
– كنت عايزاك تجبلى مذكره مراجعه من المكتبه إلى جنب الكليه بتاعتك
نظرو إليها قالت وداد – مش على الأكل يا مريم
صمتت بحرج قال عامر – ماده اى
– جغرافيا
وضع يده على شعرها وقال – بس كده عيونى يا روما
ابتسمت إليه ضمته وقالت – شكرا
قال مروان – دايما بتحتاجك وقت عوزه
نظرت له مريم بضيق نظر لها عامر وقال – الواد ده مضايقك
اومأت له ايجابا فضربه على رأسه تألم وقال – عااامر
– ابقا زعل اختك تانى، قوم بوس راسها يلا
– هى إلى مستفزه
قالت مريم – محد مستفز غيرك
نظر لها عامر بحده لأنها تكلمت فصمتت قام مروان بضيق قبلها من رأسها فابتسمت بانتصار
– امشي أنا بقا ..
نظرو إليه وقف وهو يأخذ بطاطا فى يده كتسالى قال
– عايزين حاجه
قالت وداد – انت لحقت كلت
– عشان متأخرش على الكليه
ذهبت أوقفه والده أقارب منه قال – معاك فلوس
– معايا يبابا متشلش هم
– أشيل همك اى يا هيل أنا كنت هقولك هاتهم
– اى ده
ابتسم صبري ربت عليه وقال – ربنا معاك ..
جه يمشي وقف وقال – اه صحيح
– نعم
– الست ام صالح سالتنى امبارح عنك قولتلها انك فى الشغل .. ابقى شوفها عايزه اى
– لا منا عارف هى عايزه اى.. نفس أسأله الناس إلى هنا بتكرر يوميا نفسي افهم تخصصى والله
قالت وداد – منتا بتعالج المجانين هتيجى على الغلابه
– يا أمى أسمهم مرضى نفسيين
– يا اخويا اتنيل بالفلسفه بتعتك دى
– أنا ماشي
قال ذلك بقله حيله ثم ذهب
– ماما انا عايزه كشكول
توقف عامر وهو يطرق السمع اليهم
قال مروان- وانا كمان الكشكول بتاعى بقا كده ومش لاقى حاجه اكتب فيها
قالت مريم- انا ثانويه انت مش مهم
– يعنى ايه متعلمش
صاحت فيهم وداد وقالت – بس انتو لحقتو خلصتو الى جبتهلكو .. المذاكرة مقطعه بعض اوى
قال مريم بتذمر – كنت اليهم من عامر احسن
– عامر فيه الى مكفيه مش كفايه بيدفع مصاريف جماعته وبيساهم فى البيت من قبضه
– بس يماما
– مبسش كلو وانتو ساكتين وهبقى اجبلكو الى عايزينه
صمتت وعادو لطعامهم، كان عامر يصغى الى حديثهم نظر امامه وذهب، نزل من عماره منزلهم وذهب متوجها لجامعته
– عامر
نظر ليجد شاب فى مثل عمره تقدم منه ليصافحه ويقول – رايح الكليه
– اه مش هتيجى ولا اى ياكريم
– مكسل
– اموت واعرف دخلت التعليم لى
وضع زراعيه خلف رأسه وقال بابتسامه – عشان اشقط واتشقط
– اخلاق منحله ابعد عنى يلا لتبوظنى
– انت بايظ خلقه هتعمل فيها محترم
– طب ابعد عشان متأخرش انت واحد فاضى
– دكتور عامر
نظر إلى الصوت وكانت امرأه عجوز مطله من نافذتها وكأنها تنتظره ابتسم كريم وقال
– اهلا يا أم صالح .. الا ابو صالح عامل اى
– قطعو وقطعت سيرته
صمتو وهم يعلمون ما ستقوله عنه
– قليل الاصل يوم ما اتجوزته أنا عارفه خدته على اى .. يلا اهو راح مطرح ما راح … متخلناش نشيل ذنوب بقت يابنى
اومأو بتفهم وقال كريم – لا معاكى حق
قال عامر – اخبارك اى انتى طيب
– زى ما أنا يعانى يابنى .. ضهرى لسا بيوجعنى ومفاصلى بتزيق
قال كريم – طب ما حولتيش تحطلها زيت
نظرت له بتفكير وقالت – زيت .. لا والله محدش قالى
نكزه عامر وقال – ما تعرفه تسكت
– ليه كده يا دكتور ظنا محتاجه استشاره منكو
ابتسم كريم وهو يمنع ضحكه قال عامر – والله انتى على عينى وع راسي بس افهمكو منين انى دكتور نفسانى يعنى ده مش تخصصى
– اى القرف ده يا عامر .. دكتور فسانى اى يبنى بقولك عضمى بيوجعنى
انفجر كريم ضاحكا قال عامر – فسانى اى ينهر ابيض بقولك نفسانى
امسك كريم زراعه وأشار له بيده أن يرفع صوته أومأ له وأنه قد نسي قال
– نفسانى .. احنا اخصائي نفسيين
قال كريم بمغازله – يعنى تكون زعلانه نيحى نفرفشك كده يا قمر
ضربته وهى تبتسم وتقول – اختشي يا ولا
امسك عامر وقال – لازم نمشي عشان منتأخرش
– مقولتوليش اعمل اى
– ميا سخنه والدنيا هتتحل
– تسلميا ابن الاومره
ابتسم كريم نظر إلى عامر وقال – ميا سخنه
– أنا همشي قبل أنا حد يشوفتى
– استنى هتسهر معانا انهارده
– امتى
– بليل .. الواد وائل جاب واحد ببدله رقص إنما ايه واتنين ملفوفين يعنى السهره هتبقى اخر جمدان
– جايب واحد بس البخيل
– مش هتكفى صح يجيب لكل واحد واحده
مرت امرأه فتاه بجانبهم ابتسم عامر وقال – ازيك يا أيه
لتنظر لهم بإشمئزاز وخصيصا كريم وتقول – استغفر الله
نظرو إليها وهى تذهب تتخطاهم قال كريم ببرائه – هى فهمت ايه
– يكونش استغفر الله
نظرو لبعضهم ليضحا الاثنان قال عامر – اجيلكو فين
– فى الشقه عندى زى كل يوم
– اشطا بليل بقا عارف إلى هيحصلكو لو بدأتو من غيرى
صافح وهو يؤكد له ويقول – هنستناك
– سلام عشان أنا كده هتعلق
– جاى معاك أعدى على أبويا ف القهوه
اومأ له وذهبا وهو يستبشر بيومه وما أن خطى خطوه واحده حتى وجد مياه تسكب من الاعلى على كريم الذى أنصدم
ننظر عامر إليه والمياه تتساقط منه نظرو للأعلى ليجدو ايه تحمل جردل تقول
– خلى الحاره تنضف
انصدمو من فعلتها قال كريم – وحياه امك لانا طلعلك
دخلت بلا مبالاه نظر إلى عامر وقال – اتكل انت عشان هصطبح على حد انهارده
– خف على البت هى مش قدك
ولم يكمل نصيحته وجده ذهب ليطالعه بشده ومن ما سيفعله بها، نظر للمياه على الأرض فلولا إبتعاده لأغترق معه ذهب متوجها لجامعته
طلع كريم لشقه ليطرق على الباب ولا يجيب أحد وما إن انفتح الباب وظهرت امراه تدعى عبير قالت
– كريم .. ف اى يابنى
دخل ونظر حوله وهو يقول – بنتك فين
نظرت إلى شكله وقالت – مين إلى عمل فيك كده
– هتكون مين
ذهب قفلت الباب وقالت – رايح فين
فتح الغرفه ليجد ايه واقفه وحين رأته وقفت وقالت – انت اى إلى جابك هنا
– بترمى عليا ميا يابت فكرانى هسكتلك زى زمان لما كنتى عيله
قالت بتصنع البرائه – يوه هى جت عليك .. مكنتش اقصد
– وحياه امك
نظرت له والدتها ليقول – لمؤاخذه يا خالتى
قالت ايه – محدش قالك تقف تحت البيت
قرب منها ولوى دراعها وقال – أنا اقف فى المكان الى عايزه
صرخت وقالت – الحقيقى يماما
– سيبها يا كريم
– مشوفتيش ال. عملته فيا قدام مخاليق ربنا
– هى متقصدشمش كده يا ايه .. اعتذرى يلا
– لا مش هعتذر
دفعته بعيد عنها واردفت – وكنت اقصد اى رأيك بقا
نظرت لها والدتها بحده وخوف قال كريم – شايفه بنتك وقله أدبها
– أنا قليلة الأدب يا بتاع الهشك بشك
قالت ذلك ساخره وكانت ترمق الى كلامه بشأن بدلات الرقص فاقترب صرخت وركضت خلف والدتها الذى طالعته بخوف ليقول
– ابعدى انتى يخالتى
نظرت له أومأ إيجابا فذهبت امسكتها ايه وقالت – لا يماما ما تسبنيش
لكنها ابتعدت عنه وتركتهم خافت قال كريم – مش عامله جامد استحملى
ذهبت سريعا امسكها من ملابسها قالت بغضب – ابعد
– بترمى عليا ميا من فوق يابت .. بت زيك تعمل معايا كده
– البنات إلى تعرفهم بيعملوا اكتر من كده ولا اى يا كريم
قرب منها وقال – انتى أى الى حرقك اوى كده
نظرت له بضيق ليردف بتحذير – خليكى فى حالك .. ابقى اعملى كده وامك مش هتحميكى من ايدك
ابتعد عنها جت خالته وقالت – خد يا كريم جبتلك هدوم بدل إلى متغرقيش دول
– هيا هدومى بس الى اتغرقت دنا استحميت
قهقت ايه قالت – احسن
رمقتها والدتها نظره حاده ثم عادت إليه وقالت – هتمشي كده
– البيت مش بعيد ده خطوتين
ذهب لتقول بصوت مرتفع – ابقى سلملى على زينب وابوك
– يوصل
خرج وتركهم يطالعوه قالت ايه – ماشي يماما بقا تسيبينى وتمشي
– تستاهلى احمد ربنا أنه مرنكيش علقه
– يرنى علقه بتاع اى ده كمان
– على إلى عملتيه فيه ياختى واحد غيره مكنش سكت .. ويلا تعالى ساعدينى بدل ما انتى فاضيه كده
تاففت بضيق وذهبت معها وهى تتوعد له
***
دخل عامر المدرج ليعم الصوت وينظرون إليه أشارت له أحد الفتيات نظر له بإستفهام لكن رأى الدكتور فى وجهه
– كنت فين
حمم وهو يعتدل ويقول – معلش يادكتور فايز
– طب خش واقفل الباب ومتتأخرش تانى
قفل
اومأ له بتفهم ودخل وجلس بجانب رفيقه يدعى هشام الذى قال
– اتاخرت ليه
– بعدين
صدر الدكتور يعقوب صوت ليركزو ومعه لكن صمت قليلا وقال بحرج – احنا وقفنا لحد فين
– الآثار الجانبية المحتملة لتعامل
قالها عامر فنظرو إليه وقال فايز باستغراب – وانت عرفت منين
– صوت حضرتك بيسمع الجامعه كلها بس مش مدرج
قهقهق الجميع فور أن قال ذلك نظر فايز اليهم وقال بحده
– بس منك ليها
توقفو عن الضحك فقال وهو ينظر لعامر – انت بتتريق
– لا يادكتور انت ليك سيطك بردو
حاول الجميع كتم ما بجبعتهم من الضحك، اعدل الدكتور جاكته وقال
– نكمل
ليصغو إليه أثناء شرحه التفت الفتاه إلى عامر وأعطته دفترها نظر لها قالت
– أنا كاتبه شرح الدكتور عشان لو سأل
نظر لها شادى وقال – وهو طلب منك حاجه يا ساره
– خليك فى نفسك
قالتها بضيق ولا مبالاه بينما عامر تبسم وقال بهدوء
– شكرا يا ساره
ابتسم إليه لكن أردف – بس انا مراجع خليه معاكى ولو عوزتو هقولك
اعطاها الدفتر حاول شادى الا يضحك فنظرت له بغيظ
– اتعدلى عشان الدكتور ميطلعناش برا
ابتسمت اومأت له والتفت وانتهت المحاضره
– يوم الاربع وراكو تدريب
قال فايز ذلك وهو يجمع أغراضه فى حقيبته ويرحل
كان عامر يسير مع رفاقه إلى مقهى، تحدث مازن وهو يقول
– خلصنا انهارده بدرى
ردت عليه أساره – فعلا بس كويس اهو نروح نعقد فى كافيه شويه
قال هشام – فكره كويس
نظرت ساره إلى عامر الذى كان يمسك هاتفه ومنشغل عنهم
– اى يا عامر انت مش معانا
نظر لها قال – بتقولى حاجه
قالت هدى – كريم مجاش انهارده
نفى لها وعاد إلى هاتفه شعرت بالحرج من تجاهله، وقف عامر نظرو إليه قال هشام
– رايح فين
– همشي أنا بقا
أوقفته ساره وهى تقف وتقول – استنى أنا كمان ماشيه .. نمشي سوا
نظر إليها اخذت حقيبتها واقتربت منه قال – بس انا طريقى غير طريقك
نظرو إليها فكان محق ابتسمت وقالت – هشترى حاجات .. يلا
صمت ثم ذهب لوحت لهم وتبعته ابتسم مازن وهو ينظر لهم وقال – هى ساره لسا بتحاول مع عامر
قالت هدى ساخره – مبتضيعش الفرصه تبقى معاه لوحدهم
ضحكوا بينما شادى لم يبادلهم وطانت عيناه معلقه عليهم
***
كان عامر يسير بجانب ساره والصمت يعم بينهم نظر إلى مكتبه قال
– هشترى مذكره من هنا لو عايزه تمشي عشان مأخركيش
– مش مشكله هاجى معاك
اومأ لها وذهب دخلو وطلب المذكره أحضروها له نظرت ساره إليها امسكتها وقللت وهى تقرأ الغلاف
– ثانويه .. لمين دى ياعامر
– اختى
نظرت له وكان يدفع ثمنها لينتهى من حسابها ويذهبو أعطته ساره المذكره وقالت
– فكرتنى بينا ايام الثانويه
– مظنش أنها ذكريات حلوه نفتكرها
ابتسمت ونكزته وهى تقول – غلس ..
نظر لها ولم يعلق لتقول – ايا كان احنا عدينا منها على خير بقت ذكريات … شكلها مجتهده
نظرت له واردفت – زيك
اخذها منها وهو يبتسم بهدوء سارت بجانبه قالت
– لى اخترت التخصص ده .. معأنك كنت متفوق ممكن تختار تشريح جراحه
– مجرد انتماء .. دى الحاجه الى حبتها واختارتها
ابتسمت وقالت بسخرية – انتماء ل أيه .. المجانين
لكنه لم يبتسم بل نظر لها وقال ببرود – مش عيب تبقى دكتوره وتقولى على مرضى كده زى اى حد من الشارع
شعرت بالحرج قالت – أنا كنت بهزر مقصدش
– متقبلتوش .. أبقى فرقى بين الهزار والسخرية بعد كده
نظرت له فهى تحدثت بطريقه عاديه لكن لم تعلم أنه بحكم دراسته علم أنها ظنت ستكون مثيره لإعجاب من سخريتها على الآخرين كونها فتاه جميله لا يوجد بها غلطه لكنه لا يتقبل هذا النوع ويراه مثيرا للشفقه
نظر فى ساعته وقال – لازم امشي عشان اتاخرت
– نتقابل بكره
اومأ لها وذهب وهو يتركها تطالعه بصمت تنهدو بضيق من نفسها وذهبت
***
دخل عامر إلى مطعم الذى يعمل بها ليستقبله المدير بإمتغاض ويقول
– اتأخرت ليه يا عامر
– معلش يا فندم الطريق
– مش قولتلك بلاش كلمت فندم دى انت زى ابنى
ابتسم وقال – إلى تشوفه يا استاذ نعمان
ربت عليه وقال – حصل خير يلا على شغلك
اومأ له وذهب ليبدل ملابس اقترب منه أحد رفاقه قال
– خلصت جامعتك بدرى
– مكنش فيه تدريب انهارده
نظر له بطرف عينيه وقال – اى إلى جبرك على الدراسخ بدام بتشتغل .. التعليم طلع ملهوش لازمه أهو
توقف عامر عن ارتداء ملابسه وقال – عارف أنا بشتغل لى
ابتسم وقال ساخرا – طبيعى اى حد بيشتغل بيبقا عايز فلوس
– عندك فكره عن الفلوس دى هعمل بيها اى
– وانا هعرف منين
اقترب منه وقال بجديه – عياده خاصه بيا .. يعنى أنا مش محتاج شغل غير لدراستى
نظر له وصمت اردف – بتهيألى محتاجينك
عاد لأترداء ملابسه وخرج الآخر والحقد يملأ عينيه من الإحراج
ذهب عامر إلى عمله سمع صوت وجد إمرأتان واقفان واحداهما الضيق ظاهر على ملامحها وتتحدث مع إحدى النادلين
– انت بتفهم منين بقولك عايزه اعقد هنا
– طب أنا أعمل اى الطرابيزه محجوزه
– انت شكلك مبتفهمش ومش عارف بتتكلم مع مين .. فين المدير
جاء نعمان سريعا من الضوضاء وقال – ف أى
حدثته بتعالى وقالت – انت مدير المطعم ده
– اه
نظر الى عامله وقال – ف اى حد ضايقك
– شكلك مبتعرفش توظف ناس محترمه فى مطعمك زى ده
تحدثت رفيقتها وقالت – خلاص يا شيري متكبريش الموضوع
– اسكتى أنتى
عادت ونظرت إلى نعمان وقالت – الولد ده قل أدبه معايا
نظر إليه وقال – الكلام ده حصل
– يا فندم الطرابيزه إلى المدام عايزاها محجوزه أنا حاولت معاها أنها تعقد فى حته تانيه مهياش اخر الدنيا
قال بحده – بس اسكت
– انتو بتعاملو زباينكو كده
– طبعا لا .. بتأسفلك جدا على إلى حصل .. وانا مخصوم منك يومين روح شوف شغلك
ذهب وتركهم نظر نعمان إلى عامر وقال – عامر
سمع ندائه نظر إليه اقترب منه قال – حضرتك بتندهلى
نظرت شيرين إليه من هيئته
– شوف الهوانم عايزين اى
أشار له وقال – الطرابيز دى ليهم وإلى يحتاجوه .. على مسؤوليتك
اومأ له ايجابا وقال – اتفضلو
رفعت شيرين حقيبتها وذهبت بتعالى مع صوت كعبها المرتفع .. رائحه عطرها المنبعثه فى الارجاء
اقتربو من الطرابيزه وحين كانت ستجلس امسك عامر الكرسي وابعده قليلا نظرت إليه لوهله فلقد اعجبت بما فعله، ابتسمت برضاء وجلست وهى تضع قدمها فوق الأخرى تظهر أنوثتها
– شكلك بتفهم عن إلى هنا
ابتسم بهدوء نظر إليهما وقال – تحبو تشربوا اى
تحدثت رفيقتها وأخبرته بطلباتها بينما شيرين تطالعه وهو يتحدث إلى أن أخذ طلباتهم تبسم لهم وذهب ولا تزال أعينها معلقه عليه
– شيرين الشاب مشي على فكره
نظرت لها ابتسمت امسكت كوب ماء وهى تحرك اظارفها علي حوافه وقالت
– صعب مزاجى يهدا لما بكون مضايقه انتى عرفانى .. بس هو عرف
قهقت وقالت – هو عجبك ولا اى
صمتت ولم ترد وهى تنظر إلى عامر وهو يتحدث مع الآخرين …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نضال الروح)